لغز رمضاني -1

عالم من علماء الأمة ، بل جهبذ من جهابذتها، وصلته دعوة من سلطان زمانه يدعوه إلى قصره ، ليحتفي به ويكرمه ..فما أجاب دعوة السلطان..
أرسل إليه السلطان الكرامة إلى محل إقامته، فردها على صاحبها ..عاش واحدا وستين عاما ، وما ترك علما من علوم الدين والدنيا في عصره إلا وصنف فيه ...
ولو ذكرت لكم عناوين بعض مصنفاته لاحمرت وجوه بعضكم ...
وتسألونني من هو ...؟؟؟

جواب اللغز
هو الامام جلال الدين السيوطي رحمه الله تعالى ونبغ نجمه وهو دون الأربعين ، وقدم للمواقع المهمة ، فحسده الحساد من العلماء ، واستعذ بالله من شر عالم إذا حسد ..فهم كما يقولون عن أنفسهم أشد تناطحا من التيوس في زربها . وإذا حسدك العالم فيكفيه ان يشيع عنك ما يحلو له ولاسيما إذا كان صاحب عصبية تأتمر بأمره وتنهش بمخالبه وأنيابه ..
فلما نصبوا له واتهموه رد عليهم ، ثم ترفع عنهم ، وترك لهم كل شيء واعتزل. وأحس أحدهم بعظم الجناية ، قالوا فمشى إليه إلى دار إقامته حافيا يسترضيه ليرجع عن عزلته فما رجع ..
وعاصر الامام السيوطي ١٢ من سلاطين المماليك، وكلهم كان يطلب رضاه ، وطلبه قايتباي لينتقم منه فما وصل إليه وكان هذا الأخير من سلاطين المماليك وقد أعدمه السلطان سليم على باب زويلة بعد معركة الريدانية
وفِي عشرين عاما من العزلة صنف الامام السيوطي قرابة من ست مائة مصنف، منها جمع الجوامع في الحديث جمعه كما يقول من مائة مصنف ..
كان الامام السيوطي يتوق في عصره لكي يكون مجدد القرن التاسع ولعله يستحق ذلك بكل جدارة
رحمه الله تعالى وأحسن مثواه