الرئيسة \  مشاركات  \  لا تكونوا كمن إذا خاصم فجر

لا تكونوا كمن إذا خاصم فجر

18.11.2017
محمد فاروق الإمام




بداية أثمن الدور الكبير الذي لعبته قناة الجزيرة وعلى مدار ما يزيد على عشرين سنة، في تحمل أعباء النقلة النوعية الكبيرة للإعلام العربي، الذي كان يصنف في المرتبة الدنيا من الإعلام العالمي، إلى أن غدت الجزيرة في مقدمة القنوات العالمية التي تستقى منها الوكالات العالمية الأخبار والمعلومات والبرامج النوعية المبتكرة، لما تحلت به من حرفية ومصداقية قل نظيرها في مثيلاتها من قنوات إخبارية عربية كانت أو أجنبية، إضافة إلى ما ضمت هذه القناة من خبرات علمية مميزة وإعلاميين ناجحين ومذيعين مبدعين، حتى غدت أسماؤهم يحفظها الصغير قبل الكبير، مقرين بأن كل هذا التقدم وهذا النجاح لهذه القناة يعود لحكومة قطر التي أخذت على عاتقها أعباء حمل هذه الرسالة بكل موضوعية وحيادية.
ولا بد من كلمة حق تقال فإن قناة الجزيرة الآن بعد الذي حصل بين قطر والسعودية والإمارات من خصام بعد أن نزغ الشيطان بينهم، تراجعت وإلى حد بعيد في المستوى والعطاء والتنويع، فقد باتت محطة مناكفة همها تجيير إمكانياتها الإعلامية الكبيرة في التصدي للسعودية والإمارات، ونشر غسيل كل منهما وما أكثر غسيل العرب إذا ما نشر، ظناً منها أنها تدافع عن قطر، وقد وقعت المظلومية عليها، في مواجهة خصومها، وهذا ما لا نعهده في مثل قناة الجزيرة التي حملت هموم العرب لأكثر من عشرين سنة، حتى بتنا نشعر أن هناك انحراف لبوصلة الجزيرة عن قضايانا العادلة والتوجه في خلق قضايا جديدة نحن في غنى عنها لأنه – كما يقول المثل – يلي فينا مكفينا.
أخيرا أناشد القائمين على الجزيرة أن عودوا إلى أصالتكم التي عهدناها فيكم ودعوا أصحاب الشأن في حل خلافاتهم ولا توسعوا الخرق على الخارق، فالسعودية والإمارات وقطر والبحرين إخوة وأشقاء، وإذا ما نزغ الشيطان بينهم فدعوا طريقا للرحمن يسير إليهم ويسدد ويقارب حتى يندمل الجرح ويشفى العقل، فالساحة العربية مليئة بالمنغصات والجراح من العراق وحتى تونس مرورا بمصر وليبيا والعراق وسورية ولبنان، فالله الله يا أصحاب النهى والعقول الواعية أن لا تكونوا كمن إذا خاصم فجر.