الرئيسة \  مشاركات  \  كوريا الشمالية .. الدولة القدوة لـ "سوريا الأسد"

كوريا الشمالية .. الدولة القدوة لـ "سوريا الأسد"

04.09.2023
المهندس هشام نجار



كوريا الشمالية .. الدولة القدوة لـ "سوريا الأسد"

المهندس هشام نجار
أعزائي القراء..
إذا كانت روسيا وإيران هما سادة نظام "الاسد"؛ فإن كوريا الشمالية هي "الدولة" القدوة لهذا النظام في شكل بنائه وطريقة ترسيخ ثقافة "الولاء للقائد".
فقد انعكست الزيارة التي قام بها المجرم حافظ أسد إلى كوريا الشمالية عام ١٩٧٤، واللقاء الشهير بمؤسس النظام الأكثر شمولية وانغلاقاً في العالم، كيم إيل سونغ، على شكل نظام عصابة الأسد.
إذ استنسخ المجرم الأول النموذج الكوري الشمالي في الديكتاتورية، بهياكله وأسلوبه، ونهجه.وتم إطلاعه على نظام المخابرات الكوري الشمالي بفروعه الخمسة ، فزاد عليهم المجرم الأول ليصبح عدد فروع مخابراته ١٨ فرعاً مخابراتياً طائفياً.
 وأستكمل المجرم الأول نقل مخطط سرقة الأطفال من أحضان أمهاتهم، حيث بدأ ومنذ إنقلابه بإنشاء منظمة طلائع البعث بدلاً عن تجربة "الكشافة" الناجحة التي كان يديرها القطاع الأهلي والنوادي الرياضية في سوريا وفي العديد من دول العالم،
ويروى أن حافظ اسد خلال زيارته لكوريا الشمالية دعي إلى مهرجان لطلائع حزب الشعب الحاكم، وبعد أن أبدى إعجابه بالعرض الطلائعي سأل كيم إيل سونغ : هل أستطيع أن أستمع من أحد الأطفال الطلائعيين إلى رأيه بهذه التجربة؟ فتوجه كيم إيل سونغ لطفل وسأله:
من هي أمك؟ فأجاب دون تردد : حزب الشعب الكوري،
ثم سأله: ومن هو أبوك؟ فصاح بعزم: القائد كيم إيل سونغ،
ثم سأله: وما هي أمنيتك؟ قال: أن تنتشر تعاليم حزب الشعب الكوري وتعم كافة أنحاء العالم، وبناءا ًعلى هذه الطاعة العمياء ،طلب اسد استنساخ هذه التجربة في سوريا، وهو ما تم فعلاً ، وما زال مستمراً حتى يومنا هذا.
أعزائي القراء…
لن اتوسع كثيراً في موضوع التعاون العسكري لان ذلك سيأخذ حيزاً كبيراً من المقال ، ولكن اعرج على تقرير للمعهد الكوري الجنوبي - الأمريكي حيث نشر في عام ٢٠٠٨ تقريراً عن أرسال كوريا الشمالية قوات للعمليات الخاصة إلى سوريا عام ١٩٨٠ وذلك للمساعدة في تدريبات على تكتيكات "مقاومة مظاهرات الشعب"، وبين عامي ١٩٨٦ و ١٩٩٠ تم إرسال ٥٠ مدرباً عسكرياً من كوريا الشمالية إلى سوريا من أجل هذا الغرض.
ومنذ بداية الثورة السورية كانت هناك أخبار متكررة عن التدخل العسكري لكوريا الشمالية، بما في ذلك نقل الأسلحة، ووجود مستشارين عسكريين في البلاد،
كما يؤكد المعهد الكوري - الأمريكي ان جزءاً مهماً ومحورياً في التخطيط والهجوم المفاجئ، والتنفيذ، في المعركة الضارية في "القصير" بمدينة حمص تم من قبل فريق عسكري كوري.
وتأكد ذلك في عام ٢٠١٣، حيث تم رصد ضباطاً كوريين شماليين يشاركون جنباً إلى جنب مع قوات اسد في القتال في حلب، وهم ينتشرون في عدة جبهات مثل معامل الدفاع إلى الجنوب الشرقي من حلب وفي قواعد القوات النظامية "داخل المدينة نفسها".
وبدأ يظهر هذا التعاون للعلن بعد أن نشرت صحيفة "ديلي تلغراف" في العام ٢٠٠٨ تقريراً أكدت فيه أنه في نيسان/ أبريل ٢٠٠٤ حدث انفجار هائل في قطار بضائع كوري شمالي كان متوجهاً إلى ميناء نامبو، قتل خلاله العشرات من التقنيين النوويين السوريين كانوا في مقصورة تجاور عربة مغلقة، وقد تم نقل جثثهم جواً إلى سوريا في توابيت مغطاة بالرصاص على متن طائرة عسكرية سورية.
واتضحت الصورة بشكل أكبر عقب قيام الاحتلال الإسرائيلي بقصف مفاعل الكبر في دير الزور (شرق سوريا) عام ٢٠٠٧ حيث وفرت إيران مليار دولار للمشروع، وخططت لاستخدام منشأة الكبر لاستبدال المنشآت الإيرانية، ان هي لم تستطع إكمال برنامجها لتخصيب اليورانيوم، بالاعتماد على التكنولوجيا النووية لكوريا الشمالية. و ذكرت صحيفة "دير شبيغل" الألمانية حينها أنه قتل في الغارة علماء نوويون من كوريا الشمالية، وأكدت أن سوريا كانت تعمل مع كوريا الشمالية وإيران على منشأة نووية ليس الغاية منها تهديد إسرائيل ، بل تهديد وابتزاز دول الخليج للسيطرة إيرانياً على الدول العربية ،
كما كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، بتاريخ ٢٧ شباط / فبراير ٢٠١٨، عن تقرير سري للأمم المتحدة يشير إلى وجود أدلة حول مساعدة كوريا الشمالية لنظام بشار أسد في إنتاج أسلحة كيميائية من خلال تصدير مكوناتها.
وأكدت الصحيفة أن هناك ما لا يقل عن ٤٠ شحنة لم يبلغ عنها سلمتها كوريا الشمالية إلى نظام الأسد بين عامي ٢٠١٢ و ٢٠١٧ تحمل مواد صاروخية محظورة يمكن استخدامها لأغراض عسكرية ومدنية على حد سواء.
أعزائي القراء..
بعد هذه المعلومات الموثقة على تعاون أخطر وأجرم نظامين بالتاريخ هما نظاما أسد وجونغ أون ، فعلينا أن نوجه الاتهام وبكل ثقة الى تعاون هذين النظامين في تخزين ٢٧٥٠ طناً من مادة متفجرة في ميناء بيروت تبين لاحقا وفق خبير المتفجرات السويدي هنريك أوستمارك إنه لا بد من وجود شيء آخر غير نترات الأمونيوم أدى إلى الانفجار ولم يكشف النقاب عنه، ولكن بعض الفنيين اللبنانيين لمحوا إليه، علماً أن الكمية التي انفجرت كانت بحدود ٧٠٠ طن فقط. فأين ذهبت ال ٢٠٠٠ طن المفقودة؟ السؤال موجه إلى نظام لبنان المتآمر مع عصابة حزب الشيطان والتي نقلت ٢٠٠٠ طن من المواد الشديدة الانفجار إلى المجرم أسد على دفعات لتكون المادة المتفجرة في براميله القاتلة .
بقي سؤال أخير:هل تعلم مخابرات الدول الكبرى بهذه الجريمة والجرائم الاخرى؟
لا يوجد أدنى شك في ذلك
إذن لماذا صمتت طيلة هذه السنوات ؟
صمتت ...لأن قتل الشعب السوري كان مباحاً على يد عصابات اسد-خامنئي-بوتين-كيم جونغ أون .
حيث فصول القتل والتدمير كانت مسلية في مسرحية شاهدها حكام العالم مجاناً وبدون حساب .