كلّ كلمة ، طيّبة أو خبيثة .. جيّدة أو رديئة .. هي ، محرّضة ، بالضرورة

الكلمة التي يَفهمها سامعها ، هي عنصر تحريض ، بالضرورة ، مهما كان نوعها ، أو هدفها ، أو شكلها ، أو وسيلة إيصالها للناس .. ومن أيّة جهة صدرت ، من : عاقل ، أو أحمق ، أو أبله، أو مجنون .. ومن طفل ، أو شيخ ، أو امرأة .. ومن مريض ، أو عاجز، أو سليم .. ومن عدوّ أو صديق ..!
أمّا الكلمة ، التي لايفهمها السامع ، فتحرّض عقله ،على فهمها ! وضربُ المَثل ، على كلّ كلمة، ممّا لايتّسع له المجال ! بيدَ أنه ، لا بدّ من التذكير، بأن زمان الكلمة ومكانها ومناسبتها ، والمخاطبين بها..بأن كلّ ذلك، له تأثير مباشر، أو غير مباشر، في بعض الأنواع من الكلمات!
قال ربّنا ، عزّ وجلّ ، في تبيان الفَرق ، بين الكلمة الطيّبة ، والكلمة الخبيثة :
(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ . تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ۗ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ . وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ).
أنواع الكلمات المحرّضة :
كلمة تحرّض ، على البذل والإنفاق ، في سبيل الله ! وهذا ورد ، كثيراً ، في القرآن الكريم !
كلمة تحرّض ، على الجود ، طلباً للمال ! وهذا ورد ، كثيراً ، في شعر المديح ، لدى الشعراء القدماء !
كلمة تحرّض ، على البخل ! وهذا ورد ، كثيراً ، في قصص البخلاء .. وفي الأمثال ، التي تحضّ على البخل !
كلمة تحرّض ، على الشجاعة ! وهذا ورد ، كثيراً، في كلام العرب ، من شعر ونثر ، ومن حِكَم وأمثال!
كلمة تحرّض ، على الجبن ! وهذا ورد ، كثيراً ، في الأمثال الفصيحة والشعبية ، التي تحضّ على الجبن!
كلمة تحرّض،على استثارة النخوة،أو المروءة! وهذا ورد كثيراً، في كلام العرب، شعره ونثره!
كلمة تحرّض،على الجهاد، في سبيل الله! وهذا ورد كثيراً، في القرآن الكريم والحديث الشريف!
كلمة تحرّض ، على التأمّل أو التفكير! وقد ورد هذا ، في القرآن الكريم ، بصيغ مختلفة !
كلمة تحرّض على الإيمان ! وقد ورد هذا ، كثيراً ، في القرآن الكريم والحديث الشريف .. وفي أقوال العلماء والمربّين والدعاة ! قال عالم كبير: لديّ ألف دليل ، على وجود الله ! فقالت عجوز: لولم يكن لديك ، ألف شكّ بوجوده ، لما جمعتَ ألف دليل ، على وجوده ! فحرّضت لديه ، نزعة إيمان قويّة فقال : اللهمّ هب لي إيماناً ، كإيمان العجائز!
كلمة تحرّض على الكفر! وقد ورد هذا ، في القرآن الكريم ، في سياق الحديث عن الكفرة ، أعداء الأنبياء !
كلمة تحرّض على إثارة الشهوات الحسّية ! وقد ورد هذا ، كثيراً ، في شعر الشعراء المُجّان، وفي بعض الأغاني الخليعة !
كلمة تحرّض على حبّ الجمال ! وقد ورد هذا ، كثيراً ، لدى الأدباء ، عشّاق الفضائل ، والقيّم النبلة السامية !
كلمة تحرّض ضدّ نفسها، بإثارة الاشمئزاز منها ! وهذا يرد ، كثيراً، لدى السفهاء ، والساقطين من الناس!
كلمة تحرّض نزعةَ الإعجاب بها! وهذا يرد ، كثيراً، لدى الأدباء، المتمرّسين في صنعة الكتابة!
كلمة تحرّض نزعة الإعجاب بقائلها ، فتجعل قلوب الناس وعقولهم ، تميل إليه ، وتحقّق له نوعاً من الشهرة !
كلمة تحرّض ضدّ صاحبها ؛ بإثارة الاحتقار له ، أو إثارة الكراهية ضدّه ! وهذا يرد ، كثيراً، لدى أصحاب الطباع السيّئة ، الذين يتكبّرون على الناس ، ويحتقرونهم ، بكلماتهم وحركاتهم!
وأنواع الكلمات المحرّضة ، كثيرة جدّاً ، وأهدافها كثيرة جدّاً ، لا مجال لاستقصائها ، هنا ! وكما تختلف الكلمات المحرّضة ، شكلاً وموضوعاً وهدفاً .. تتباين قوّة وضعفاً وتأثيراً !