اخر تحديث
الخميس-28/03/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ كلّ إخراج تعسفيّ ، من السلطة : له نوع من الإخراج المسرحي!
كلّ إخراج تعسفيّ ، من السلطة : له نوع من الإخراج المسرحي!
17.04.2019
عبدالله عيسى السلامة
الإخراج من السلطة : عنوان عامّ ، يشمل سائر أنواع الإخراج ! ويختلف الناس ، في تفصيلات الإخراج المسرحي ! ولن نتحدث ، هنا ، عن الإخراج الدستوري ، عبر صناديق الاقتراع ، والانتخاب الحرّ النزيه ؛ بل نحصر الموضوع ، في الإخراج التعسّفي ، عبر القوّة العسكرية ، أيّ : بانقلاب عسكري !
الإخراج المسرحي ..
الجهة المخرجة ..
أهليتها ، وصلاحيتها :
انقلاب حسني الزعيم ، والانقلابات التي جاءت بعده ، فأخرجته من السلطة ، وأخرجت مُخرجيه ، ومخرجيهم!
أوّل من أخرج الحكومة المنتخبة ، من السلطة ، بانقلاب عسكري ، في الدول العربية ، هو: الجنرال حسني الزعيم ، في سورية / عام 1949 / ! ولا أهلية له ، على المستوى السياسي ، ولا صلاحية له ، في الانقلاب على الحكومة المنتخبة ، سوى أنه يملك القوّة العسكرية ، المتمثّلة بالجيش السوري !
بيئة الإخراج الداخلية (الدولة الشعب) :
كان الجيش السوري ، قد شارك ، في حرب فلسطين /عام 1948/ مع بعض الجيوش العربية ، فانتصر اليهود ، في نتيجة الحرب ، وألقي اللوم ، على الجيوش ، التي حاربت وهُزمت ، بصرف النظر، عن الأسباب والمسوّغات ، والتلاوم بين القادة ، والزعماء السياسيين ، والعسكر.. ونحو ذلك ! وكانت خيبة أمل الشعوب بحكوماتها ، هي البيئة الأنسب ، للإطاحة بها ، عسكرياً !
بيئة الإخراج الخارجية ، المناخ الإقليمي والدولي : كانت البيئة الخارجية ، مهيّأة ، لمثل هذا الانقلاب ! فقد خرجت أمريكا ، من الحرب العالمية الثانية ، قوّة عظمى مهيمنة ، وباشرت بالتدخّل ، في شؤون الدول ، التي كانت تحت الاحتلالين البريطاني والفرنسي ، مثل : سورية ، والعراق ، ومصر، ولبنان ، والأردن ، ودول المغرب العربي! وكان من مصلحة أمريكا، كَنسُ النفوذَين الفرنسي والبريطاني ، من المنطقة ، والحلول محلّهما! فطفقت تراهن ، على عسكر هذه الدول ، وباركت انقلاب الزعيم ، على الحكم المدني ، الذي كان أكثر ساسته المتنفّذين ، من العناصر، التي ارتبطت ببعض الولاءات ، بالدولة الفرنسية ، التي كانت تحتلّ سورية !
ذرائع الإخراج ، الحجج والمسوّغات والشعارات :
أهمّ الذرائع ، التي تذرّع بها الزعيم ، وتذرّع بها ، مَن بعدَه ، من قادة الانقلابات ، في الدول العربية ، هي : الخيانة ، والعمالة للغرب (وهي التهمة ، التي كانت تطلَق ، على بعض الدول ، التابعة للدول الاستعمارية)! وكانت أمريكا ، هي الرائدة ، في تصفية مخلّفات هذه الدول الاستعمارية ؛ لتحلّ محلّها ، في السيطرة والنفوذ ، ونهب ثروات الدول ، المحرّرة من الاستعمار!
وحين استمرأ العسكر، في سورية ، الانقلابات ، أطاحوا بالزعيم ، ثمّ أطاحوا ، بمن أطاح به ! وظلّت الانقلابات، يتلو بعضها بعضاً ، حتى عام/ 1954 / حين قام ، في سورية ، حكم مدني ، منتخب من قبل الشعب !
أمّا الانقلابات المتوالية ، التي جاءت بعد انقلاب الزعيم ، في دول متعدّدة ، فجاءت بحجج ، مماثلة لحجج الزعيم ، وحجج غيرها ، تناسب كلّ قائد انقلاب ، في زمانه ومكانه ، وظروف بلاده وشعبه !
قام انقلاب مصر العسكري / عام 1952 / بقيادة جمال عبد الناصر، وهو يحمل شعارات الثورة : ضدّ الرجعية والعمالة للاستعمار.. وشعارات محلّية ، تغري جماهير بلاده !
وقام انقلاب عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف ، في العراق ، فأطاح ، بصورة دموية ، بالأسرة الهاشمية ، التي كانت تحكم العراق ، برعاية بريطانيا !
وقام انقلاب عبدالله السلاّل ، في اليمن / عام 1961 / فأطاح بأسرة حميد الدين ، التي حكمت اليمن ، قروناً!
وقام انقلاب القذافي، في ليبيا .. وانقلاب النميري ، في السودان / عام 1969 /.
وقام انقلاب حافظ أسد ، على رفاقه البعثيين / في سورية / عام 1970 /.
وقام انقلاب العسكر المصري ، على الحكم المدني المنتخب / عام 2013 /.
ويصعب تعداد الانقلابات ، كلّها ؛ بيدَ أنا نَذكر آخرَ انقلاب ، قام به العسكر، في السودان عام/ 2019 / على حكم البشير، الذي استلمه بانقلاب /عام 1989 /!
وهكذا .. كلما استلمت الحكمَ زمرةٌ ، اتّهمت مَن قبلَها ، بتهم تسوّغ بها انقلابها ، واستمرّت فترة ، حتى يطيح بها انقلاب جديد ! وما دامت أمريكا ، وعينُها الساهرة إسرائيل ، وعملاؤهما .. يتحكّمون ، بالمنطقة وشعوبها ، فستظلّ الانقلابات تتوالى ، وكل انقلاب يعيد الدولة ، التي يقوم بها ، إلى الوراء ، سنين طوالاً ! حتى يأذن الله بكشف الكرب ، عن هذه الأمّة ، المبتلاة بأبنائها ، قبل أعدائها !