اخر تحديث
الخميس-28/03/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ كرامة المرء ، هي فيما يقول ويفعل ، لا بأقوال الناس وأفعالهم !
كرامة المرء ، هي فيما يقول ويفعل ، لا بأقوال الناس وأفعالهم !
09.11.2019
عبدالله عيسى السلامة
الحديث عن الكرامة كثير، واعتداد الناس بكراماتهم ، معروف ، متنوّع الأشكال ، في كلّ عصر ومصر! وأحياناً ، يكون أقلّ الناس كرامة ، وأشدّهم جهلاً ، بالكرامة ، أو بمعانيها الصحيحة .. أكثر الناس حديثاً عنها ، وتشدّقا بها ! وضوابط الكرامة وتعريفاتها ، تختلف ، بين بيئة وبيئة ، وبين عصر وعصر، وأحياناً ، بين شخص وآخر!
ومعلوم ، لدى العقلاء ، أن كرامة الإنسان ، مرتبطة بما يقوله الإنسان ، نفسه، وبما يفعله ، هو، نفسه ، من خير أو شرّ ، ومن حُسن أو سوء ، ومن صلاح أو فساد .. ضمن مقاييس ، رسّختها الرسالات السماوية ، وتعارف عليها عقلاء البشر، من أقدم العصور! ولو ارتبطت كرامة الإنسان ، بأقوال الآخرين وأفعالهم ، لما بقي ، عند أحد كرامة ؛ لأن أكثر الناس ، يتناول بعضهم بعضاً ، بالسوء ، ويستمتعون بغيبة الآخرين ، لأسباب مختلفة ، حتى لو كان الآخرون، أصدقاء لهم ! أمّا الأعداء ، فأكلُ بعضهم لحومَ بعض ، يُعدّ مسوَّغاً ومشروعاً ، لدى الكثيرين ، ولو اتّهم آكلو اللحوم ، أعداءهم ، تهماً باطلة ، بل لو كان أصحاب اللحوم المأكولة ، خيراً من آكلي لحومهم ، وأنبل ، وأكرم !
من المعروف ، مثلاً ، أن الكذب والغشّ والسرقة ، ونقض العهود ، وإخلاف الوعود ، واتّهام الناس بالباطل ، وشتم الآخرين وتجريحهم ، بغير وجه حقّ .. من المعروف ، أن هذا كلّه ، من الأمور السيّئة ، التي تنقص من كرامة الإنسان ، أو تجرحها ، أو تسقطها ..!
لكن الناس ، في بعض البيئات والعصور، يخترعون لأنفسهم قيَماً خاصّة ، تنافي القيَم الصحيحة الأصيلة ، فيمجّدون بعض الأفعال السيّئة ، ويَعيبون أفعالاً حسنة ، أو عادية ، أو ممّا تقتضيه ضرورات الحياة الإنسانية !
نماذج :
كان الناس ، في بعض البيئات ، يمجّدون السارق ، ويَعدّونه بطلاً ، أو شجاعاً ، وفي الوقت ذاته ، يعيّرون مَن يغصّ ، على مائدة طعام ، بل يعيّرون أبناءه ، وأحفاده ، بذلك !
كان الناس ، في بعض البيئات ، ينظرون ، إلى مَن يُسقط أحدٌ عقاله ، من فوق رأسه ، نظرة اردراء ، لأن إسقاط العقال ، من فوق الرأس ، يَخدش الكرامة ! وفي الوقت ، ذاته ، يَرون مَن يُظهر بطولات زائفة ، تجاه الآخرين ، فيعتدي عليهم ، ويهينهم ، بلا وجه حقّ.. يرونه شجاعاً ، أو بطلاً !
كان المسيح يسير، في أحد الشوارع ، وبعض سفهاء يهود ، يُسمعونه كلاماً سيّئاً ، فيَردّ عليهم ، بكلام حسن ! فقيل له : عجبنا لك ، يانبيّ الله ؛ يقولون لك كلاماً سيّئاً ، فتردّ عليهم، بكلام حسن ! فقال المسيح : كلٌّ يُنفق ممّا عندَه !
قال أحدهم ، للحسن البصري : لأقولنّ فيك كلاماً ، يَنزل في قبرك ! فقال الحسن : بلْ ، في قبرك ، أنت ، يا ابن أخي !
كان أحدهم ، في مجلس عامّ ، يتّهم إحدى المؤسّسات ، بأنها ظلمته ؛ إذ أكلتْ حقّه ، فقيل له : لمَ لاتكتب لإدارة المؤسّسة كتاباً ، توضح فيه حقّك ، وتطالب به ؟ فقال : كرامتي تأبى ، أن أكتب ! فقيل له : هل تأبى كرامتك إرسال كتاب ، إلى مؤسّستك ، تطالب فيه بحقّك ، ولا تأبى كرامتك ، النيل من المؤسّسة ورجالها ، في مجالس عامّة ؟ فسكت !