الرئيسة \  زهير-فيسبوك  \  كتابات الأستاذ زهير سالم على الفيس بوك 20/5/2020

كتابات الأستاذ زهير سالم على الفيس بوك 20/5/2020

21.05.2020
Admin





وفي مثل هذه الأيام على مآذن بلاد الشام تسمع والعيون تذرف والقلوب في ضرام ...
فودّعوه ثمّ قولوا له
يا شهرنا هذا عليك السلام
يا هاشمي منّي عليك السلام ....
ويظلون يرددون هذه اللازمة ويتفنون بقصائد الوداع وتختلف قليلا من مدينة إلى أخرى ..
لما مضتْ أيّام شهر الصيام
جرت دموعي مثل فيض الغمام
ناديت من وجدي وفرط الغرام
لا أوحش الله منك شهر الصيام
وودعوه ثم قولوا له
يا شهرنا هذا عليك السلام
يا هاشمي مني عليك السلام
يا شهرنا قد فقت كل الشهور
كم بهجةٍ لاحت وفضلٍ ونور
ونسأل المولى الإله الغفور
أن يقبل الرحمن منّا الصيام
وودعوه ثم قولوا له
يا شهرنا هذا عليك السلام
يا هاشمي مني عليك السلام
يا شهرنا قد زرتنا عاجلاً
عليك يا خير الشهور السلام
لا تشـتكي لله أوزارنا
واصفح فالصفح شيمة الكرام
وودعوه ثم قولوا له
يا شهرنا هذا عليك السلام
يا هاشمي مني عليك السلام
يا ربنا صلي على المجتبى
محـمد من جاءنا بالنبا
وآله ما هب ريح الصَّبا
وعطّر الآكوان نشر الخزام
وودعوه ثم قولوا له
يا شهرنا هذا عليك السلام
يا هاشمي مني عليك السلام
والناس في البيوت والشوارع والأسواق والمساجد يبكون ..
زهير سالم
=============================
" اللهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ"
الميزان : العدل
=============================
أنا لا أدعو إلى مخالفة النصوص أبدا ...
أدعو إلى تطبيقها بما يحقق مقاصدها ..
تذكرون حكاية الحاكم الذي أصدر قانونا على كل من يخرج في الليل أن يحمل فانوسا ..ثم فوجئ برجل يحمل فانوسا ليس فيه شمعة ، ثم فانوسا فيه شمعة غير مشتعلة ..
الحكاية تعلمنا : أن بعض العقول تتعامل بهذه الطريقة مع النصوص ..!!
=============================
كلام موجز قصد في الفتاوى الشرعية وصدقة الفطر :
الشريعة الصالحة لكل زمان ومكان هي ما نصت عليه نصوص الكتاب والسنة فقط .
نصوص الكتاب والسنة تُفهم وتُنزل على الواقع حسب القواعد والأصول المعتبرة عند علماء الأصول ، وحسب قواعد تفسير النصوص ، وليست مباحة ليقول فيها كل من غدا وشدا . وقاعدتنا الذهبية : لا احتكار للعلم ، ولكن تعلم ثم تكلم .
كل فقه الفقهاء المغترف من الكتاب والسنة على الرأس والعين . وقولهم في الثابت من أمر الفقه ثابت ، وقولهم في الظرفي المتغير متروك للتأمل . وفقهاء كل عصر أدرى بمصالح عصرهم . وحيثما كانت المصلحة فثم شرع الله . كلمة من حنبلي ..والمقصود المصلحة الشرعية المعتبرة عند أهل الاعتبار ، وليست المصلحة العابرة والعارضة لكي لا يعترض على ابن القيم خفاف الأحلام ..
في بيئة كان الطعام جلّ ضرورات الإنسان ، كانت التوسعة على الناس بالطعام في يوم العيد مطلبا . ولكن عندما تشعبت هذه الضرورات وتوسعت ؛ فأجرة الدار ضرورة ، وكراء أرض الخيمة ضرورة ، وفاتورة الكهرباء ضرورة ، وفاتورة الدواء ضرورة ؛ والأقل حظا أولى بتقدير أولوياته ، وسد ضروراته ..
اسألوا سيدنا عمر كيف أوقف مصرف المؤلفة قلوبهم ، وكيف غلّق تنفيذ حد السرقة في المجاعة ، وكيف فعل في أمر سواد العراق ..وأبى أن تكون أرض العراق إقطاعيات للسادة الفاتحين !!
اسألوا المالكية والأحناف وغيرهم كم تركوا من نص صح لديهم سنده لعلة قدروها.. من فعل أهل المدينة ، أو لمخالفة النص أصولا وقواعد عامة في هذا الدين ..
صدقة الفطر صاع من طعام : يوم كان الطعام جل ضرورة الناس ، وجل ما في أيدي الناس من مادة للمعاوضات . نعم كانت الدراهم موجودة ولكن بأيدي الموسرين . وهذا سيدنا علي يؤجر نفسه على بئر ليهودي : ينضح له الماء : كل دلو بتمرة . حتى إذا نضح عشرين دلوا قال يكفيني !!
بل أنني أدركتنا في حلب وأنا طفل صغير ، إذا طرق الباب سائل أعطيناه رغيف خبز. وأحيانا نسأله إن كان معه إناء ، فنفرغ له فيه بعض الطعام . لم يكن يخطر ببالنا أن الخمسة قروش أجدى له وأقل مؤنة علينا .
وعندما نقول الشريعة صالحة لكل زمان ومكان ونحن صادقون جادون ؛ يجب أن ندرس أيضا علم الاجتماع وأن نتعلم لماذا نص الفقهاء على العُرف في مصادر التشريع . وما أروع القرآن الكريم حين سمى الخلال الجامعة للخير " معروفا " وقالوا في تعريفه هو كل خلق أو عادة لا تأباها المروءات ولا الفطر السليمة ..
أنا حنفي وأعشق فقه أبي حنيفة وأحب مالكا والشافعي وياروعة صبر سيدي الإمام أحمد ...وأروع تلامذته عندما اشتغلوا في السياسة والمصالح العامة ..
ولا أقول هم رجال ونحن رجال ...وياليت ..
بل أقول : وتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم ..إن التشبه بالكرام فلاح
وقياس صدقة الفطر على الأضحية من قياس البيض على الباذنجان ...
مقصد صدقة الفطر : التوسعة على الفقيريوم العيد ..فكل ما خدم هذا المقصد أكثر كان أولى ..
ومقصد الأضحية : الذبح ، اقتداء بسنة أبينا إبراهيم . حتى لو ذبح فأكل وادهن وادخر وتضلع ، ولم يتصدق من أضحيته بدرهم لنال أجر الأضحية . ولو تصدق أو أهدى لكان أجر الصدقة والهدية إضافيا ...
ألم أقل لنا : نتعلم ثم نتكلم ...
والله المستعان
زهير سالم
=============================
وسألني ؛ فبهرني سؤاله : هل يجوز إخراج زكاة الفطر قمحا وتمرا ورزا ؟!
قلت : هذه تحتاج إلى مفتٍ يعيش في القرن الحادي والعشرين .
=============================