الرئيسة \  زهير-فيسبوك  \  كتابات الأستاذ زهير سالم على الفيس بوك 18/9/2021

كتابات الأستاذ زهير سالم على الفيس بوك 18/9/2021

19.09.2021
Admin




أي علاقة ..
قبل أن يشيع لقب دكتور ، ووصف طبيب؛  كان معالج الأبدان عندنا يسمى : "حكيم" ..
=========================
سأل صديق هل كان للدولة العثمانية دور في القحط الثقافي في حلب ...
لا تنزعجوا ..ولا تجزعوا ..
وأنا من أول من قرأ تاريخ الدولة العلية العثمانية ، والشقائق النعمانية في تاريخ الدولة العثمانية، وكم ناضلنا ضد مصطلح " الاستعمار العثماني "
وأقول : نعم لقد كان للنظام السياسي السائد دور في انحسار التعليم واقتصاره على نخبة التخبة ، واضطرار علماء مثل شيخ المنار  رشيد رضا.،وعبد الرحمن الكواكبي صاحب طبائع الاستبداد إلى الهجرة عن سورية والإقامة في مصر ...
لتعرف هذا نحن عندما ندافع عن السلطة العثمانية ندافع عنها بوصفها آخر قلعة مثلت وحدة المسلمين ، وليس بوصفها نظام خلافة راشدة ، ونعلم أن عهد الخلافة الراشدة انقضى باستشهاد سيدنا علي على يد أشقاها عبد الرحمن بن ملجم ..
ونعلم أن دول الإسلام وملوك المسلمين بعد ذلك خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا ، وكان منهم سلاطين وملوك أقوياء ومصلحون وكان منهم دون ذلك،
ولكن لم يكن منهم عميل مأجور يعمل بالوكالة عن أعداء الأمة في تقتيل أبنائها وتجهيلهم و  إفقارهم وتدمير ديارهم ..
وبالنسبة إلى العارفين فقد انتهت السلطنة العثمانية بانتهاء عهد السلطان عبد الحميد الذي كان الأقوى شكيمة ..
كانت جدتي وهي حريجة الابتدائية العثمانية تظل تكرر على مسامعنا " رشاد باع البلاد "  تقصد السلطان رشاد، ولعله دعاية الاتحاديين الذين يوازون البعثيين في بلادنا ..وتولوا الحكم بعد السلطان عبد الحميد، وأكثر المصائب جرت في عهدهم ...
وسمعت من الشيخ مصطفى الزرقا رحمه الله تعالى أنه عندما تولى الأمر السلطان رشاد منع الباعة من أن ينادوا " البقدونس ...الرشاد " وباقة الرشاد بفرنك ..
وصار النداء : البقدونس ..والبقدونس الحد ..
سامحكم الله منذ خرجنا من حلب ما عرفنا ولا رأينا صورة للرشاد ولا طعمناه..
اللهم ارزقنا الرشاد في الأمر كله...
=========================
وكان من أسواق الكتب في حلب منهلان لا أريد أن أقول ملحان أو عذبان...وكانا بالنسبة إلي مفيدان ..
مكتبة الفجر أمام نادي الضباط حيث تبيع كتب اليسار الماركسي وكان من كتبها في مكتبتي رف كامل وحكايات ستالين ولينين وتروتسكي والنبي المسلح والنبي الأعزل ومختارات لينين وثورة في الثورة وعناوين كثيرة ما يزال بعضها يطفو على سطح الذاكرة ..
وكان في المنطقة نفسها - نادي الضباط - الأقبية الصغيرة تحت الأرض كانت منهلا عذبا لنوع من الثقافة العالمية لا تجدها في المكتبات فوق الأرض، وهناك حيث تجد روائع القصص العالمي والفكر العالمي مبذولة بأسعار أشبه بالبلاش. كانت مؤسسة أمريكية عنوانها مؤسسة فرانكلين تترجم الأوابد والروائع وتلقي بها بالأسواق بسعر البلاش ...هذا النوع من الثقافة هو الذي ينقص الكثير من الناس
=========================
وذكرني أخ كريم بمكتبة " حامد عجان الحديد" رحمه الله تعالى في حلب ..ولا أنكر قيمة هذه المكتبة، ولكنها كانت حسب سياسة صاحبها ، أشبه بالصيدلية، تقف وراء الكونتر وتطلب الكتاب ولعلك تجاب ..
أنا أتكلم عن أسواق للكتب، السوق مثل البحر ،  حيث الاختلاط بالكتب مباح ، والخلوة بأحدها لساعة قبل أن تقرر الشراء مباح ، وقراءة المقدمة ، والاطلاع على الفهرس، وحيث يمكن أن تظفر بالفرائد كما في الغوص، كتاب لا يدري بائعه أنه عنده...
وكانت مكتبة التراث الإسلامي لأخينا عمر زيتوني محاولة مصغرة لميني ماركت كتبي يعتمد الطريقة المصرية، حيث يباع الكتاب قبل أن يصل إلى الرف ...
=========================
أكشف لكم ...
لم تكن سورية لا حلب ولا دمشق في النصف الثاني من القرن العشرين سوقا رائجة لا للعلم ولا للكتب ..
كانت المكتبات ، مكتبات تسويق الكتب،  محدودة معدودة  سواء في حلب أو في حلبوني دمشق، بل كانت أشبه بالدكاكين ..
أول ما خرجنا إلى بيروت " العيزيرية " وبناية صمدي وصالحة شهقنا ، وحين صرنا إلى القاهرة والحسين ، ودار النهضة، ودار المعارف والبابي الحلبي  وغيرها كنا في عالم آخر ولقصتي هذه بقية
=========================
بعض قصتي متعلما ...
نهلت العلم من أكثر من مصدر منها "المدرسة الرسمية" ومن أساتذة كرام تعلمت منهم ما قدرت عليه، أترحم على أرواحهم وأدعو لهم بخير...
ومنهم الأستاذ "عبد الحميد الآغا " من خان شيخون. كان مدير إعدادية المعري في أيام كنا طلابا فيها، تسلمها من سابقه من آل العقاد.
الأستاذ عبد الحميد الآغا وهو المدير ، كان يدرس 6 ساعات إضافية، لمادة اللغة العربية، وكانت من نصيب" شعبتنا، الشعبة الأولى ..
تعلمت منه في فهم مضامين الشعر العربي، أنه كان يقف بنا أمام كل بيت ندرسه لنحفظه، فيسألنا : ماذا يريد الشاعر في هذا البيت أن يقول ..؟؟ قبل أن يقول من يشرح البيت. يسأل عن الغرض الشعري الأعلى..؟؟
وسيكون جوابنا بحسب البيت مثلا أن نقول : يريد الشاعر أن يمدح، أو أن يهجو ، أو أن يفخر ، أو أن يتغزل، أو أن يصف، أو أن يعلّم ...وهكذا يعلمنا كيف نضع البيت تحت عنوانه الشعري الأعرض، ثم إذا فعلنا دخل بنا في عملية شرح الألفاظ ثم المعنى الخاص للبيت...
طريقة مميزة لم تمر بي تجربتها عند غيره. وقد استفدت منها كثيرا في حياتي، أن أتبين هدف القول العام قبل أن ألج إلى الهدف الخاص، وهل نجح الشاعر أو الكاتب في التعبير عن هدفه ...
وكم أفتقد هذا النوع من المعرفة اليوم لدى الكثير من المعلمين بله المتعلمين..
اليوم تكتب في هجاء قوم، فيسألك سائل: لم تمدحهم؟؟ وتكتب في العتب على أناس، فيسألك : ولم تلتمس العذر لهم ؟؟ وتكتب في الحض على مكرمة ، فيكتب لك ولم تزين فعل الأشرار والمفسدين ؟؟
ويظل يسألك : لم لا تقول ما لا يُفهم ؟؟ وقديما أجاب على السؤال حبيب بن أوس من قرية جاسم في حوران الشام ...
لا تنكري عطل الكريم من الغنى ..فالسيل حرب للمكان العالي ..
وإن لم تأخذك دلالة السيل في قوله إلى دلالتها في قوله تعالى " فاحتمل السيل زبدا رابيا " فلا تتعب عينيك في تتبع الحروف والكلمات. "ولولا الحذف والتقدير .."
رحم الله من علمنا وقام بحقنا...
=========================
من علامات التبعية النفسية ...
أن تشتغل بالقضية التي يطرحها مدراء ماكينة الإعلام العالمي، سلبا أو إيجابا، و أنت وأمك وأبوك وقومك معلقون على السفود، فلا تبالي ..
=========================