الرئيسة \  زهير-فيسبوك  \  كتابات الأستاذ زهير سالم على الفيس بوك 18-5-2022

كتابات الأستاذ زهير سالم على الفيس بوك 18-5-2022

19.05.2022
Admin




ضوابط مهمة في الخطاب السياسي..
واعلم أنه لو كان خطابك السياسي يقرأ على مائة وجه، تسعة وتسعون وجها منها حسن، ووجه واحد يحتمل السوء، فإن عدوك وخصمك وحاسدك، وحاسدك أسوؤهم، سيحملون خطابك على الوجه الذي تكره، ويحبون.
فاحذر
===============================
درس في الواقعية السياسية
أديره على بيتين من الشعر العربي..
البيت الأول قول خالد بن زهير الهذلي:
فلا تجزَعن من سيرة أنت سرتها..
فأول راض سنة من يسيرها.
يعني إذا هددت عدوك بأنك ستجلسه على الخازوق فلا تغضب إذا أجلسك عليه.
والبيت الثاني قول المهلهل يعني الزير سالم:
يا أيها الجاني على قومه
جناية ليس لها بالمطيق
ومعناه ان يجلس أحدهم في الفي والمي، ويصدر التهديدات بالاجتثاث والاقتلاع والتهجير والتغريب!! وهو لا يملك أن يجير نملة في جحرها، ويدفع ثمنَ قالته، وسوء رأيه، وعموم جهله، أناسٌ أبرياء غُفل
 فما هذا والله بالنصف.
أيها الناس كفوا عنا جشاءكم
أيها العقلاء كفوا سفهاءكم
===============================
هذه نثرة في تاريخ الاسماعيلية..
وتفاوضت مع أخ عزيز، حول كتاب سامي الجندي كسرة خبز فخضنا قليلا ثم استرسلت فكتبت هذا، فأحببت أن أعممه تعميما للنفع، وإنما أكتب من ذاكرة واهنة فاعذروا ضعفي
أعرف من مؤرخي الاسماعيلية وقرأت له في المكتبة الوطنية في حلب "عارف تامر"
الطرفة اللطيفة التي يمكن أن أخصكم بها، انني وجدت أثناء دراستي في مصر كتيبا في مكتبة الجامعة المصرية، لأحد الأساتذة القدماء يحكي فيه هكذا:
يقول: حظيت بمقابلة الأغاخان ولعله يقصد الأب أو الجد، فوجده كما قال مثقفا عصريا يتكلم عدة لغات ومتابعا لشؤون الحضارة والسياسة العالمية
يقول وقبل أن أغادر قلت لمصيفي في باريس، في نفسي سؤال استحيي منه، فابتسم وقال: اسأل ما تريد..
قلت: وأنت بهذه الثقافة والعصرية والعلم، كيف ترضى أنك تعبد من دون الله، وهم على الحقيقة يعتقدون ان الله يحل في أئمتهم..
قال: فضحك، وقال: يا أخي إن الناس في الهند يعبدون البقر، أفلا ترى اني أفضل من البقر!!
ثم نعم
للآغاخان - وهذا لقب للأئمة على التوالي-عناية بإعادة الإعمار، وقد طلوا قباب مراقدهم بالذهب.
وأكثر الاسماعيلية اليوم في الهند والباكستان، وهم قد انقسموا تاريخيا إلى فرقتين: النزارية والمستعلية ، منذ أيام الفاطميين.
والدروز الذين في سورية ولبنان أصولهم منهم، ويقال: إن أمين الحاكم بأمر الله الذي قتلته اخته ست الملك لاضطرابه، كان له مساعد اسمه "درزي" ففر إلى الشام وأسس طائفته التي ما تزال بين ظهرانينا اليوم.
السَّلَمية في سورية هي عاصمتهم التاريخية، حيث يقولون، إن الامام محمد ابن اسماعيل اخفي فيها.
واسمهم اليوم في الهند والباكستان: البهرة. والبهرة تعني التجار. وأكثرهم يعمل في التجارة. ويعتبر الآغا خان بوصفه وشخصه من أغنياء العالم، لما يُجبى إليه من أموال الخمس. وهو شديد الدأب في رعاية مصالح طائفته. ومن أسمائهم التاريخية الشيعة السبعية، مقابل الشيعة الاثنا عشرية.
فالاثنا عشرية وقفوا عند الامام الاثني عشر الغائب، الذي يرجون خروجه، والسبعية، ما تزال سلسلة الأئمة عندهم دائرة.
ولهم في الرقم سبعة سر، فهم يعتبرون كل ستة أئمة صامتين، بحكم الأنبياء يشرحون ويبينون ما قرر من سبقهم. ويسمون السابع الإمام " الناطق" الذي يحق له نسخ الشرائع إبطالا وإعمالا، ومن كتاب عارف تامر ، ولعله من أصول القصاص السوري زكريا تامر، حفظت الأبيات المشهورة:
خذي الدف يا هذه واضربي
وغني هزاريك ثم اطربي
لكل نبي مضى شرعة
وهذي شرعة هذا النبي
وقد حط عنا فروض الصلاة
وحط الصيام ولم يتعب
كذا قرأتها من كتاب لعارف تامر عن جماعته في المكتبة الوطنية في حلب، وقرأتها بصيغ أخرى في مصادر أخرى فيها ميل الى المبالغة وبعض الفحش، ولعل ذلك من رغبة بعض الناس في الإزراء على الطائفة، من حل نكاح المحارم. ولعلك لو قرأت رواية الثائر الأحمر لعلي باكثير لأدركت ما أعني، ولاسيما في وصفه ما يسمى" ليلة الإمام" ومع حفظي للزيادة على تلك الأبيات فلا أحب أن أرويه، ولعل فيه إشاعة للفاحشة ولا أحب هذه الإشاعة.
 وراجت دعوة الاسماعيلية في العصر العباسي الوسيط، وهددوا الدولة، ورموزها، ووصلوا إلى وسادة بعض الخلفاء وهددوه ببطاقة مغروز فيها خنجر، وخافهم الوزراء والكبراء والعلماء والمخالفون، وكانوا جريئين على الاغتيال.
ومن أسمائهم " الحشاشون" والحق يقال هم لم يوفروا من اغتيالاتهم أحد، فكانوا يغتالون الرموز من المسلمين والصليبين، وحاولوا أكثر من مرة أن يغتالوا الناصر صلاح الدين في حلب. ومن شدة فتكهم في الفرنجة دخلت لفظة "أسسان" كفعل معبر عن القتل والاغتيال في اللغتين الفرنسية والانكليزية
وإليهم ينتمي القرامطة والقرامطة مجموعة إرهابية فعلت فعلا تدميريا في تاريخ المسلمين، وهم الذين سرقوا الحجر الاسود، وصاحبهم أبو طاهر القرمطي هو الذي احتل الكعبة أيام الحج، وردم بئر زمزم بأجساد الحجيج.
وارتقى ظهر الكعبة وسل سيفه وهو ينشد:
أنا بالله وبالله أنا..
يخلق الخلق وأفنيهم أنا
ومن أجمل ما جمع من تاريخهم، ما جمعه الدكتور سهيل زكار ، قرأت طبعته الأولى في حلب ، ثم قرأت الثانية وقد ضاعفها في هجرتي الطويلة. وعنوان كتابه " أخبار القرامطة" وقد كتب في إهداء الطبعة هكذا : " إلى ولدي هؤلاء ثوار غير أصوليين فكن ثائرا أصوليا"
وعلى المستوى السياسي اصطدم القرامطة بفاطميي مصر ، مع وحدة العقيدة، وهذه أذكرها للتأمل. وحارب الفاطميون الفوضوية القرمطية،
وينتمي إلى الاسماعيلية أيضا فلاسفة " إخوان الصفا" وقرأت رسائلهم، فما وجدت في ظاهره ما ينكر، ويقال إن واضعه هو أبو حيان التوحيدي، وكان يحسب عليهم. وحسب عليهم كثير من المفكرين، والفلاسفة ومنهم ابن سينا. وفيهم أي في الاسماعيلية ألف الامام أبو حامد الغزالي كتابه المشهور "المستظهري" ألفه للخليفة المستظهر بالله، واسم الكتاب أيضا" فضائح الباطنية"
وإليهم وليس إلى الاثني عشرية أيضا ينتمي "الحسن الصباح" صاحب قلعة آلموت"
وإليهم ينتمي الصليحيون وملكتهم أروى التي حكمت اليمن..وكانت مملكتها في منطقة إب..
نثرة ثقافية كتبتها في حوار أخوي فرجوت عموم فائدتها
____________
*مدير مركز الشرق العربي