كتابات الأستاذ زهير سالم على الفيس بوك 14/5/2022

وأرسل لي محب مشفق كلمات لأمين الريحاني عن بيروت فأعجبتني وهيّجت أشجاني، فأضفت..
بيروت..
بيروت الإمام الأوزاعي وكفاها به فخرا..
الإمام الأوزاعي إمام بيروت وسائر المشرق والشام والمغرب ٨٨- ١٥٧ للهجرة.
من عصر بني أمية - إلى عصر بني العباس
وأراد أحد الولاة أن ينزل عقوبة جماعية في النصارى، في فتنة وقعت بينهم وبين المسلمين هناك، فأبى الإمام أيما إباء. وحمى النصارى بفتواه ، وحمى التعدد، فكانت بيروت، وكان هذا الشرق الجميل بكل من فيه..
أولئك آبائي فجئنا بمثلهم
وحثوا في وجوه الغلاة الفاتنين التراب..
=============================
أراد أن يستفزني…
لم أدخل معركة تأبين الراحلة شيرين ابو عاقلة. بالمناسبة" شيرين" اسم فارسي، ورد في الشاهنامة، ويعني : الحلو والناعم والمرهف، ويطلق على العسل، ودخلت العامية فنقول في حلب مثلا: الشيرة، ونقصد السائل الذي يحتوي قطع الفاكهة من أنواع المربيات.
ومع ذلك فقد أراد أن يستفزني فأرسل لي عن طريق أخ لأنني نعيت الراحلة فقط.. ولعلك تحسن الظن فيمن قال عن سليماني شهيد القدس.. شهيد القدس..
وأحب أن أعلمه أنني لا أعترض على وصف المجرم قاسم سليماني بأنه شهيد القدس لأنه شيعي أو رافضي.. بل أعترض وبشدة وأرد القول على قائله لأن قاسم سليماني مجرم قاتل كذاب أثيم يستحق لعنة الله والناس أجمعين.
أرجو أخذ العلم فقط..
=============================
هل "المنتقم" من أسماء الله الحسنى..؟؟
مررت بصفحة أحدهم، يفرده ويذكره مقابلا للودود..وخشيت أن أدفعه فيرد عليّ بنفي الاختصاص، فذهبت أبحث عن مستند، مع علمي المسبق بقول الأولين أن "المنتقم" ليس من أسماء الله الحسنى....
ومن أدبهم قالوا: لا تقل إن الله هو الضار ..هو المانع بل قل هو الضار النافع، المعطي المانع المعز المذل ذو الجلال والإكرام تبارك وتعالى ربنا...
فأتيتكم بهذا لعلكم تتأملوه. فهو ليس من صناعتي، ولكنني أبني رأيي وموقفي على مثله..
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
واسم " المنتقم " ليس من أسماء الله الحسنى الثابتة عن النبي صلى الله عليه و سلم و إنما جاء في القرآن مقيداً كقوله تعالى { إنا من المجرمين منتقمون} و قوله { إن الله عزيز ذو انتقام } . و الحديث الذي في عدد الأسماء الحسنى الذي يذكر فيه " المنتقم " فذكر في سياقه " البر التواب المنتقم العفو الرؤوف " : ليس هو عند أهل المعرفة بالحديث من كلام النبي صلى الله عليه و سلم . " مجموع الفتاوى " ( 8 / 96 )
قال زهير : انتبه لهذا فهو مهم، ويدرج كثير من الناس في أحاديث الرسول الكريم كلمات ليست منها، والله أعلم بحالهم ونياتهم، وكلهم داخل في الوعيد، من كذب عليّ متعمدا، فليتبوأ مقعده من النار.
وقال ابن تيمية :
وكذلك الأسماء التي فيها ذكر الشر بحق الله تعالى- لا تذكر إلا مقرونة- بالخير الذي يقابلها- كقولنا : الضار ، النافع . المعطي ، المانع . المعز ، المذل . أو مقيدة كقوله { إنا من المجرمين منتقمون } . " مجموع الفتاوى " ( 14 / 276 ) .
وقال :
و لا في أسمائه- تبارك وتعالى - الثابتة عن النبي صلى الله عليه و سلم اسم " المنتقم " ، و إنما جاء " المنتقم " في القرآن مقيداً كقوله { إنا من المجرمين منتقمون } و جاء معناه مضافا إلى الله فى قوله { إن الله عزيز ذو انتقام } . و هذه نكرة في سياق الإثبات ، و النكرة فى سياق الإثبات مطلقة ليس فيها عموم على سبيل الجمع . " مجموع الفتاوى " (17 / 95).
وكل ما وضعته بين معترضتين محاولة مني للتوضيح وليس من اصل كلام الشيخ ابن تيمية. وهو شيخ الإسلام الذي أحبه. نصاعة ووضوح وثبات قدم.
ونقلته من صفحة أحدهم فله الشكر وله الأجر.
=============================
في عصر ارتفع فيه شعار "الحقد المقدس" وسادات فيه الكراهية والبغضاء، وشرها ما كان باسم الله..ما أحوجنا إلى قول نبينا:
لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا..
ولن تؤمنوا حتى تحابوا ..
ألا أدلكم على عمل إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم.
السلام والرحمة والبركات على أهل الملا ..
=============================
اللهم اغسل قلوبنا بماء محبتك، ومحبة ملائكتك وكتبك ورسلك وجميع من أنعمت عليه من خلقك..
____________
*مدير مركز الشرق العربي