الرئيسة \  مشاركات  \  قيادة المجتمعات والشعوب : بين التفكير السويّ ، والتفكير العشوائي

قيادة المجتمعات والشعوب : بين التفكير السويّ ، والتفكير العشوائي

16.09.2017
عبدالله عيسى السلامة




المجتمعات البشرية : لها قوانين ، تتحكّم بها ، ولها أساليب ووسائل ، تحكم حركتها ، من أهمّها : المفاتيح ، والمسننات ، والرافعات ..!
أ) المفاتيح : مفاتيح العلاقات ، ومفاتيح الأشخاص ..!
ب) المسننات البشرية : القويّة والضعيفة ، التي تتشابك ، فيما بينها ، لتدير حركة المجتمع ..!
ج )الرافعات : رافعات الأفكار والأشخاص ..!
ومَن نظرَ إلى المجتمع ، على أنه كتلة صمّاء ، يحرّكها عقل واحد ، وتتحكّم بها إرادة واحدة .. فعليه أن يجلس في بيته ، ويترك العمل العامّ ؛ لأنه سيدمّره ، بالتعميمات الغبيّة : ( الشعب يريد كذا - نحن هكذا- أولئك يحبّون ذلك - الأمة جاهلة - الجماهير غافلة ..!) .
فالذين قادوا الأمم ، عبر التاريخ ، هم مجموعات من الأفراد ، المؤهّلين للقيادة ، على المستويات : السياسية ، والعسكرية ، والاجتماعية ، والإدارية ، وغيرها ..! وما على الجماهير العريضة ، إلاّ اتباعهم : رغباً ، أو رهباً ، أو انسياقاً بحركة قطيعية ، يغلب فيها نصف الوعي ، وربعه ، وخمسه .. على الوعي اليقظ ، الموجود لدى قلة من الناس ، تشارك الجماهير، في تحرّكها !
 وقد فرِضت بعض المصطلحات ، على العالم ، انساق ، وراءها ، أكثر الناس ، وباتوا يردّدونها ، دون معرفة بمدلولاتها ، وبمَن وضعَها .. مثل :
1) الأمم المتحدة : متى اتحدت الأمم !؟ ومَن وحّدها !؟ وكيف !؟ متى اتحدت أمريكا والصومال ، وبريطانيا ونيجيريا ، والسنغال وفرنسا .. وسائر دول العالم !؟ ( بعد الحرب العالمية الثانية ، طرِحَ مصطلح : الأمم النصرانية المتحدة ! ثمّ جرى تعديله ، لخداع الشعوب غير النصرانية ؛ إذ بقيت قيادة منظمة الأمم المتحدة ، بأيدي الأمم النصرانية ، تتحكّم بها ، كيف تشاء .. وبقيت الأمم الأخرى ، تلعق المبارد، لترتوي من دمائها، مخادعة أنفسها، بأن لها شيئاً ، من قرارات العالم ، أو قراراتها ، هي ، أنفسها !) .
2) المجتمع الدولي : ماهو المجتمع الدولي ؟ ممّ يتكوّن ؟ ومَن يتحكّم به؟ إنها أمريكا ، التي تتحكّم بها عصابات الصهاينة ، وتجّار السلاح ، وأباطرة المال والإعلام .. فتوجّه حركتها ، بالاتجاه الذي يخدم مصلحة الصهاينة، ومصالح مَن يؤازرهم !
3) فليبحث صناع القرار، وأصحاب الرأي ، عن الأفراد ، المؤهّلين لتحريك المجتمعات ، وقيادتها ، بعد أن يدرسوا أحوالها ، جيّداً ، ويعرفوا تناقضاتها ، ونقاط القوّة والضعف ، فيها .. ويميزوا العالم من الجاهل، والحصيف من الأحمق ، والطيّب من الخبيث ، والصديق من العدوّ، والمخلص من الانتهازي ، والحازم من الخامل ، والنبيل من اللئيم..! ويختاروا- بعد التمحيص- المؤهّلين ، لقيادة المجتمعات وتوجيهها ، بدلاً من إلقاء اللوم ، على المجتمعات ، جملة ، أو على الشعوب ، جملة .. بعملية فكرية عبثية ، مدمّرة للفكر، نفسه ، قبل أن تكون مدمّرة : للجماعات ، والمجتمعات، والشعوب ، والدول !