الرئيسة \  واحة اللقاء  \  قوات النظام ترتكب مجزرة في إدلب وتسيطر على طريق دولي… واردوغان يتوعدها

قوات النظام ترتكب مجزرة في إدلب وتسيطر على طريق دولي… واردوغان يتوعدها

13.02.2020
هبة محمد


القدس العربي
الاربعاء 12/2/2020
دمشق- "القدس العربي" : يشهد الشمال السوري تطورات متسارعة، حيث ارتفعت حصيلة المجزرة التي ارتكبتها قوات النظام في إدلب المدينة، إلى 12 قتيلاً، بينهم 7 أطفال، وأكثر من 33 جريحاً، نتيجة استهداف المقاتلات الحربية السورية لوسط المدينة والمنطقة الصناعية فيها بغارتين جويتين مستخدمةً خمسة صواريخ، وفق الدفاع المدني، في حين شهدت مدينة أريحا نزوح أكثر من 80 ألف مدني إثر الغارات الجوية السورية والروسية، ليرتفع بذلك عدد النازحين من أرياف إدلب وحدها نحو الشمال إلى أكثر 426 ألف مدني.
ميدانياً، بسطت قوات النظام سيطرتها على الطريق الدولي الرابط بين مدينتي حلب ودمشق، بعد معارك مع المعارضة، التي نجحت في إسقاط طائرة مروحية للنظام في ريف إدلب الشرقي، بعد استهدافها بصاروخ مضاد، وإجبار طائرة حربية أخرى على الانسحاب.
كما أطلقت المعارضة السورية بدعم وغطاء مدفعي وصاروخي مكثف من قبل الجيش التركي، عملية عسكرية في ريف إدلب الشرقي، نجحت من خلالها ببسط سيطرتها على بلدة "النيرب"، بعد طرد قوات النظام منها، في حين ذكرت وكالة "رويترز" عن "مسؤول تركي"، قوله: "من الممكن أن يستعيد الجيش الوطني السوري الأراضي التي خسروها في إدلب وقد تعقب ذلك خطوات أخرى".
 
لأول مرة… المعارضة السورية تستخدم صواريخ دفاع جوي وطائرات مفخخة
 
وحسب مصادر في المعارضة السورية، فإن الفصائل العسكرية أطلقت صاروخاً مضاداً للطائرات على مقاتلة حربية تابعة لقوات النظام بريف إدلب الشرقي، وأجبرها على مغادرة الأجواء، في حين يعد ذلك وفق خبراء بالشأن السوري، تطوراً ملفتاً، خاصة مع استخدام الصواريخ المضادة للطائرات مرتين خلال ساعات فقط.
ووفق ما علمته "القدس العربي" من مصادر مقربة من المعارضة المسلحة، فإن بعض التشكيلات العسكرية تسلحت مؤخراً بعدد قليل من الأسلحة المضادة للطائرات، بدون معرفة الجهة التي وفرت لهم ذلك، وأكدت المصادر، أن المعارضة هاجمت مطار النيرب العسكري في حلب – خاضع للنظام السوري- بواسطة طائرات مسيرة "مفخخة"، وذلك بهدف إرباك مقاتلات النظام وطائراته ومنعها من الإقلاع نحو مناطق المعارضة شمالي البلاد.
وقال الرئيس التركي "رجب طيب اردوغان": إن بلاده ستعلن اليوم الأربعاء عن خطتها بخصوص الشمال السوري، وفي إشارة إلى النظام السوري، قال اردوغان: "سيدفعون ثمنًا باهظًا كلما اعتدوا على جنودنا"، موضحاً ن قوات بلاده ردّت على هجوم قوات النظام السوري على الجنود الأتراك في إدلب، بأقصى درجة. أما روسيا التي أعربت عن قلقها من تطورات الأوضاع في الشمال السوري، فقد أعلنت عن طريق الكرملين عن اتصال هاتفي بين الرئيس الروسي ونظيره التركي بشأن إدلب، مطالبة بتنفيذ اتفاق سوتشي.
وقال ديمتري بيسكوف، الناطق باسم الرئاسة الروسية "الكرملين" لم يتم إلى الآن التخطيط لعقد لقاء بين الرئيسين التركي رجب طيب اردوغان والروسي فلاديمير بوتين، لبحث مستجدات الأوضاع في إدلب، وتابع قائلاً: "في حال طلب الزعيمان عقد لقاء بينهما، فسيتم ترتيب اللقاء، وروسيا لا تخفي قلقها من حرية تنقل وتجول الإرهابيين في إدلب". وأردف وفق الأناضول: "روسيا تولي اهتماماً كبيراً لتطبيق بنود اتفاقات "سوتشي"، ويجب إنهاء هجمات الإرهابيين على المنشآت الروسية وقوات النظام السوري، فمن غير الممكن قبول هذه الهجمات".
في هذه الأثناء، تشهد تركيا حراكاً دولياً بخصوص الشمال السوري، حيث وصل المبعوث الأمريكي إلى سوريا جيمس جيفري إلى أنقرة للقاء المسؤولين الأتراك لبحث المخاوف المشتركة، وهجمات قوات النظام السوري وروسيا، حسب ما أعلنته الخارجية الأمريكية.
أما الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "ينس ستولتنبرغ"، فقد دعا نظام الأسد وروسيا لوقف فوري للهجمات في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، كما طالب أمين عام الناتو، نظام الأسد وروسيا للامتثال للقانون الدولي، مؤكدًا ضرورة الإنهاء الفوري للهجمات المدعومة من روسيا.
الباحث السياسي السوري عبد الوهاب عاصي، يرى أن الخيارات أمام أنقرة بخصوص الشمال السوري "محدودة"، وقال: إن انخراطها بشكل أكبر في العمليات العسكرية يعتريه مخاوف من تأثير ذلك سلباً على علاقتها مع روسيا في طور البناء الاستراتيجي.
لكنّ في المقابل عدم رد تركيا على مساعي روسيا لفرض قواعد اشتباك جديدة مع النظام السوري، يعني التقليل من دورها وشأنها الاعتباري في الإقليم، وهذا يؤثر ليس فقط على الملف السوري بل على غيره لا سيما ليبيا. ويبدو أن تركيا، وفق ما قاله عاصي لـ "القدس العربي": لجأت في هذا الصدد إلى الخطوات التالية:
1- تعزيز تواجدها العسكري في منطقة خفض التصعيد، مع التمسّك سياسياً بسقف بنود مذكرتي سوتشي وخفض التصعيد، بغرض حماية نقاط المراقبة وتهيئتها لخوض أي مهام عسكرية في حال تطلب الأمر ذلك.
2- دعم فصائل المعارضة بشكل محدود لوجستياً وبالإسناد الناري الصاروخي والمدفعي لاسترداد عقدة الطرق الدولية بين حلب واللاذقية ودمشق.
3- تكثيف المباحثات السياسية مع الولايات المتّحدة الأمريكية والناتو لدعم جهودها في الحفاظ على نظام وقف إطلاق النار في صيغته المحددة بإطار مذكّرتي "سوتشي" و"خفض التصعيد". وغالباً ما تأمل تركيا من هذه الخطوات اعتراض مساعي روسيا، على أن يساهم تبلور موقف منسق ومشترك مع الغرب في تعزيز ودعم موقفها عسكرياً وسياسياً في إدلب.
أما على صعيد النظام السوري، فقد دانت وزارة الخارجية ما سمته بـ"عدوان تركيا" و"نشرها المزيد من قواتها في إدلب وريفها وريف حلب، واستهداف المناطق المأهولة بالسكان وبعض النقاط العسكرية"، وأكد المصدر على موقف سوريا الرافض لأي تواجد تركي على الأراضي السورية الذي يشكل انتهاكاً سافراً للقانون الدولي واعتداءً صارخاً على السيادة السورية ويتناقض مع بيانات "أستانة" وتفاهمات "سوتشي" بخصوص منطقة خفض التصعـيد في إدلب".