اخر تحديث
الخميس-08/05/2025
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أسماء شهداء الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
قطوف وتأملات
\ قصص أقصر من القصيرة : مُعَارَضَة
قصص أقصر من القصيرة : مُعَارَضَة
21.08.2021
الدكتور محمد بسام يوسف
بسم الله الرحمن الرحيم
قصص أقصر من القصيرة : مُعَارَضَة
بقلم: الدكتور محمد بسام يوسف
تدفّقَ الناسُ إلى الشوارعِ والساحاتِ العامة، للاحتفال بسقوط النظام الاستبداديّ، فقبل ساعتين كانت البلادُ ما تزال تُحكَم بالحديد والنار.. لكن الآن تكسّرت كل الأصفاد والقيود، وعادت للمواطن كلُ حقوقِه الإنسانية، ودخل الوطنُ في مرحلةٍ جديدةٍ من احترام الحريات العامة، والخاصة!..
في إحدى القاعات غير الواسعة داخل مبنى (التلفزيون).. جلس ثلاثون مشاركاً في برنامجٍ تلفزيونيٍ يُبَثّ على الهواء مباشرةً:
- قال الأستاذ عدنان: الحمد لله، فبفضله، وبتعاضدنا.. أزحنا الطغمة الحاكمة الظالمة عن الحُكْم!..
- علّق الدكتور قحطان : كان علينا منذ زمنٍ طويلٍ أن نتّحد، لنحقّقَ الخلاص لشعبنا، وحدتنا حسمت المعركة لمصلحة وطننا الصابر!..
- تدخّل السيد ناهض: المهم نجحت خطّتنا أخيراً، ونلنا الحرية!..
- عقَّب البروفيسور عبد السلام: عشرات السنين ونحن ننتظر هذا اليوم!..
- بادر الأستاذ غانم للقول: الظلم يولِّد الرفض، والقمع يولِّد الإصرار، والاضطهاد يولِّد الاتحاد، والاتحاد قوّة تحقِّق النصر!..
الكاميرا تُوَجَّه إلى الجموع المحتشدَة في الساحة العامة للعاصمة، لتنقلَ إلى كل بيتٍ صُوَراً حيّة:
أحاديث حلوة، وأهازيج صاخبة، ولافتات للتهنئة مرفوعة في كل مكان، والأمهات ينثرن حبّات الأرزّ فوق الرؤوس، بينما الأطفال من الجنسين.. ينثرون الأوراد في الفضاء، من مختلف الأحجام والأشكال والألوان!..
تعود الكاميرا إلى قاعة الاجتماعات غير الواسعة في مبنى (التلفزيون)..
أحد الصحفيين يسألُ الناطقَ الرسميّ للمجتمِعين:
- سيدي، هل تتكرّمون بإيجاز أهم الأسباب، التي أوصلت البلاد إلى هذا النعيم الذي نعيشه في هذه اللحظات، بعد عشرات السنين من حياة القهر والعبودية والاضطهاد والاستبداد؟!..
يبدأ الناطق الرسميّ بالإجابة، ويشرح كيف أنّ (تحقيق الهدف النبيل لم يتم إلا بعد توحيد الجهود كلها، على اختلاف مشاربها، ضد الاستبداد، وأنّ تأخّر تضافر الجهود أطال عمر الظلم).. فيما تَشْرَئِبّ آلاف الأعناق في الساحة العامة، للنظر إلى الشاشات الضخمة الموزّعة حول الساحة، وتُزَغرد النساء.. ويهتف الرجال للوطن، وللحرية، وللنصر الـمُبين، وللحق!..
بعد ثُلُثِ ساعةٍ فحسب، مَرّت على بَدء الاحتفالات.. ينفخُ (إسرافيل) عليه السلام في بُوقِهِ، ويَطوي اللهُ عزّ وجلّ السماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ للكُتُب.. إيذاناً ببدء يوم القيامة!..
* * *