الرئيسة \  مشاركات  \  قسد ليست أكراد سورية

قسد ليست أكراد سورية

12.10.2019
د. محمود سليمان



بعيدًا عن الأسباب التاريخية لنشوء المسألة الكردية بين دول المنطقة تركيا إيران العراق سورية ، وبعيدًا أيضًا عن الأسباب التي دفعت قسمًا كبيرًا من أكراد تركيا للجوء في سورية في أعوام 1925 و1938 و1945 و1958 ، بعيدًا عن كل ذلك فإنّ الأكراد جزءًا من النسيج الاجتماعي للمنطقة وجزء أصيل من الأمة الإسلامية ، وأن محاولة الخلط بين الأكراد كقومية وكحزب إرهابي شوفيني “البككا” فتلك إمّا خباثة يًراد منها نزاعًا مجتمعيًا بين الأتراك والكرد أو بين العرب والكرد ، أو غباء بواقع حال الأكراد وجلهم يتبرأون من هذا الحزب .
ظهرت قسد في 2016 بعد أن ولغت قبل ذلك بدماء السوريين باسم البيدا واليباغا ثم وحدتها أمريكا تحت هذه التسمية لتستخدمها في تحقيق أهدافها ومن ثم تلقي بها في المجهول وهذا ما حصل .
يحاول الكثير من المزورين التباكي على عملية شرق الفرات ومحاولة تصوريها على أنها حرب بين مكونات الشعب السوري ، ويقومون بإصدار بيانات لإدانتها وبخاصة من الذين يدعون وقوفهم مع الثورة ، ويتكلمون بأسمها، ولكنهم أغفلوا الكثير من الحقائق ،ب أن قسد هي ذراع حزب العمال الكردستاني المصنّف إرهابيًا ً في كل دول العالم ،وأن كثيرًا من عناصره غير سوريين وخاصة قياداته، وتغافلوا عن حقيقة أن هذه المجموعات الإرهابية كم نكلت وهجّرت من أبناء المنطقة الأصليين ،وكم من الأراضي السورية قاموا باحتلالها ،وأن التعاون قائم بينهم وبين الأجهزة الأسدية وبخاصة الأمنية والتي مازلت قائمة وتعمل بمناطق تواجدهم ،وكم من الثروات السورية تم السيطرة عليها، فبدل أن يقفوا مع ثورة الشعب السوري – إن كانوا مواطنين سوريين كما يدعي البعض- قاموا باستغلال ثورة الشعب السوري ضد العصابة الاسدية وطعنوها وعملوا على محاولة تكريس الانقسام بين المجتمع السوري والسعي للتقسيم والانفصال لكل ذلك قتالهم واجب ولا يختلف عن قتال داعش والعصابات الأسدية والمليشيات الطائفية الإيرانية وغيرها من المليشيات الأخرى المتواجدة على الأراضي السورية، لسنا ضد المكون الكردي الذي يؤمن بوحدة سورية والعيش المشترك بين جميع السوريين ضمن دولة المواطنة القائمة على العدل والمساواة بين الجميع، لذلك نرجو أن تكون هذه العملية بداية تحرير كامل المنطقة الشرقية ، ونقطة انطلاق لتحرير كامل التراب السوري من العصابة الاسدية ومن جميع الاحتلالات الأجنبية وعودة الأهالي إلى مناطقهم الأصلية التي هجروا منها قسراً والتي تطلب قوات قسد كفالة لدخول أي مواطن سوري إليها.
نهاية قسد بداية صناعة المواطنة التي ندعو إليها ، ونهاية قسد بداية تجدد الثورة السورية ، فقسد مشروع انفصالي خطير ، ولا يعني انضمام مرتزقة عرب لها أنها غير ذلك ولا وجود “تيس محلل” برئاسة مجلسها السياسي ينفي عنها ذلك ، فهذا الشخص الذي بدأ قوميًا ناصريًا كشفت الأيام أنه مرتزق ما ترك بابًا إلا ولجه وأكل على كل الموائد الثورية ،وعمل ومازال على ضرب الثورة السورية بمقتل تارة بأفكار هيئة التنسيق التي أسسها النظام ، وتارة بأفكار “حبش” التجديدية الدينية المنحرفة التي تريد ضرب الإسلام في مقتل ، وليس انتهاء بقيادة قسد الانفصالية والدعوة لفدرلة سورية !
إنّ سورية دولة واحدة من أرض واحدة وشعب واحد تختار نظامها الذي يتوافق مع أهداف الثورة السورية ، ولا يوجد شعب آخر فيها كما يحلو لبعض المترفين فكريًا أن يسمي ذلك المكون بالشعب الفلاني أو ذاك المكون .. هذا ترف لا تعترف به القوانين الدولية ولا تستسيغه المفاهيم الدستورية في الدولة الحديثة ، فالدولة هي أرض وشعب ونظام ، ولا يوجد في دولة كالولايات المتحدة على سبيل المثال شعب صيني أو شعب عربي أو شعب ساكسوني بل مسمى واحد الشعب الأمريكي ، نعم نؤمن بالحقوق لأي مكون ولكننا نرفض الامتيازات .
_________________
*أكاديمي سوري، دكتوراه في القانون الدستوري