الرئيسة \  كتب  \  قراءة في كتاب: لا أحد يسمع صراخي – العنف والاغتصاب بعزيزية القذافي

قراءة في كتاب: لا أحد يسمع صراخي – العنف والاغتصاب بعزيزية القذافي

05.10.2013
أنيك سويان




تأليف : أنيك سويان
عرض : هيثم عياش
برلين-‏02‏/10‏/13

ربما يعود إطلاق الصرح الذي كان يسكنه  طاغوت ليبيا السابق معمر القذافي  والذي يحمل اسم  / باب العزيزية / الى العزيز بالله الفاطمي نزار بن معد / 344 هـ - 386 هـ/ خامس خلفاء الدولة الفاطمية التي أجمع علماء السلف والخلف على يهوديتهم وبراءة آل البيت منهم ، فطاغوت ليبيا السابق كان قد دعا عندما تعتريه آثار جنون العظمة الذي كان يعاني منه  الى إعادة إحياء الدولة الفاطمية وقامت ايران بتأييد دعوته تلك وظل يدعو اليها حتى الى  قبيل مهلكه . كانت ليبيا زمن القذافي بمثابة دولة داخل نافذة لا أحد يعرف عن آلام وآمال شعبها والعالم يسمع فقط ما يتفوه به ذلك الزعيم الذي وصفه الرئيس الامريكي السابق رونالد ريغان بكلب الشرق الاوسط المجنون . لقد انتهج القذافي بسياسته في ليبيا سياسة الحاكم بأمر الله الفاطمي ذلك الشخصية العجيبة الذي وضع أوامر مخالفة للاسلام مأخوذة من اليهودية والنصرانية وسنة الكون فقد أمر  مثلا أهل مصر في يوم من الايام  أن يعملوا بالليل ويناموا بالنهار فمشى يوما في الظهيرة ليرى ان كان اهل مصر مطيعون له فوجد صاحب حانوت يعمل فساله عن سبب مخالفة اوامره فقال له انه يعمل ساعات اضافية . رايت القذافي مرة واحد وذلك عام  2004 عندما اصطحبت المستشار الالماني السابق جيرهارد شرودر ضمن وفد اعلامي صغير فرأيت رجلا غبيا لا يفقه من امور السياسة شيئا وكاد شرودر ان يبول بثيابه من الضحك عليه وكان متعجبا كيف يطيع الافارقة هذا الرجل وقلت له وقتها انه الاحمق المطاع .
وتروي الصحفية الفرنسية  أنيك سويان التي تعمل في صحيفة / لو موند / العريقة في كتابها الذي وضعته مؤخرا / لا أحد يسمع صراخي / وعرضته أمام الثقافة هذا اليوم الخميس 3 تشرين أول/اكتوبر بالعاصمة برلين تجربتها في ليبيا اثناء حكم القذافي وبعيد الاطاحة به ودور المرأة في انتفاضة الشعب الليبي فتشير ان باب العزيزية كان حصنا  القليل من الليبيين من يعرف داخله فالكثير من النساء وخاصة الفتيان منهم قد تعرضوا للاغتصاب داخله بعد خطفهم في وضح النهار حتى ان الاغتصال قد طال الرجال وفي مقدمتهم اولئك الذين كانوا يعارضون القذافي قبل ان يزج بهم في سجون ليبيا السرية والعلنية فمجزرة سجن / ابو سليم / التي وقعت عام 1996 أكبر دليل على قسوة القذافي  ومعاناة الليبيين من حكمه .
وأعلنت سويان ان قوات خاصة للقذافي اختطفوها في وضح النهار في طرابلس واقتادوها الى حصن القذافي بباب العزيزية  ورأت بأم عينيها كيف كانت حياة ذلك الزعيم وعائلته الصاخبة الخالية من كل حياء وهو مع ذلك يتظاهر بالتدين أمام الليبيين والعالم في الخارج وكأن باب العزيزية دولة مستقلة ليس لها علاقة بليبيا فمنه يصدر القذافي اوامره للسياسة الداخلية والخارجية  ومنه يصدر اوامره بالقتل والاختطاف والاغتصاب وخاصة اغتصاب كريمات مناوئيه وانها كادت ان تتعرض للاغتصاب لولا لطف الله بها . وتروي سويان بكتابها قصة تلك الفتاة التي كانت تبلغ الخامسة عشرة من ربيعها / واسمها ثريا / كيف تعرضت للاغتصاب مرات عديدة في حصن القذافي المنيع وهي تبلغ الان من العمر ثلاث وعشرون عاما كيف اصبحت حياتها بعد الاغتصاب مريرة للغاية فهي لا تستطيع الزواج خوفا من الفضيحة كما انها تعاني من نبذ اهلها لها ، لقد صرخت الفتاة وصرحت الصحافية سويان الا ان صراخهما كان في واد فلا أحد يجيب ومن يجيب فلسانه سيقطع فالقذافي كان له بالمرصاد .
لقد مارس القذافي قبضته الحديدية وكانت ليبيا ملكه الخاص فكل شيء بيده ولولا انتفاضة الشعب الليبي لما سمع الناس بجرائم ذلك الديكتاتور/ الطاغوت / على حد راي سويان التي اتهمت الغرب وراء حمايته وغطرسته  لقد جعل القذافي المجتمع الليبي مسكينا المرأة لا تستطيع ان تنطق والرجال لهم ألسن لا يستطيع استعمالها خوفا على حياتهم مشيرة انه بالرغم من القذافي سمح لشعبه بالتعليم وخاصة الفتيات بالذهاب الى الجامعات والتطوع بالجيش الا ان كل ذلك  كان تمثيلية .
لقد ترك القذافي ليبيا جراء سياسته دولة بلا مؤسسات ومن يعتقد ان الهدوء يجب ان يستقر بتلك الدولة بين عشية وضحاها فهو لا يعرف معاناة الشعوب التي عانت من بطش حكامها على حد رأي سويان التي منحتها أكاديمية الثقافة والفنون ببرلين هذا اليوم الخميس جائزتها كأفضل صحافية عايشت معاناة النساء في ليبيا .
لقد مارس القذافي سياسة الكذب والخداع قام بهدر اموال ليبيا بدعمه منظمات ارهابية تناوئ دولها في اوروبا في ايرلندا والمانيا وغيرهما ، كان وراء دعم اولءك الذيم اسقطوا طائرة اللوكربي وتفجير مقهى لابيل البرليني الذي راح ضحيته شخص واحد وجرح مائة شخص ولما تم الاتفاق بين وبين حكومتي المانياوبريطانيا بدفع تعويضات سفاعته التي وصلت الى الملايين قام وزير ثقافته بتكذيب ذلك عندما حاورته عام 2004 على هامش معرض فرانكفورت الدولي للكتاب  الذي كان العالم العربي ضيفه الرئيسي وقلت له وقتها صرفتم أموال الدولة لاسباب تافهة وها انتم تدفعون تعويضات ذلك بالملايين فقال لي نحن ندفع لنقطع السنتهم فقلت لهم لو انكم تدفعون ميزنية دولتكم لسنوات لن تقطع السنتهم فطلب مني المساهمة بتطوير اعلام ليبيا فأجبته / وما كنت متخذ المضلين عضدا / وسلام عليكم لا نبتغي الجاهلين .