قانون التشابه الهندسي وتطبيقاته على الامبراطور نيرون وامبراطور الكبتاجون

قانون التشابه الهندسي وتطبيقاته على الامبراطور نيرون وامبراطور الكبتاجون

المهندس هشام نجار
أعزائي القراء..
أشهر جرائم الامبراطور نيرون على الإطلاق كان حريق روما الشبيه اليوم بحريق وتدمير الكلية الحربية في حمص. بدأ الحريق من القاعدة الخشبية للسيرك الكبير، حيث شبت فيها النيران وانتشرت بشدة لمدة أسبوع في أنحاء روما، والتهمت النيران عشرة أحياء من جملة أنحاء المدينة الأربعة عشر.
وبينما كانت النيران تتصاعد والأجساد تحترق وفي وسط صراخ الضحايا كان نيرون جالساً في برج مرتفع يتسلى بمنظر الحريق الذي خلب لبه وبيده آلة الطرب يغنى أشعار هوميروس التي يصف فيها حريق طروادة. تماما كما كان امبراطور الكبتاجون يتسلى ويلهو ويلعب مع عائلته بالصين.
هلك في هذا الحريق آلاف من سكان روما واتجهت أصابع اتهام الشعب والسياسييّن تشير إليه بأنه هو المتسبب في هذا الحريق المتعمد، تماما كما اتضح اليوم في جريمة الكلية الحربية الذي اشترك فيها الجزار أسد مع أسياده الايرانيين،وتهامس أهل روما بالأقاويل عليه وتعالت كلماتهم وتزايدت كراهية الشعب نحوه، وأصبح يحتاج إلى كبش فداء يضعه متهماً أمام الشعب، وكان أمامه إختيار المسيحية الحديثة في روما، فألصق التهمة بالمسيحيين، تماما كما حاول إمبراطور الكبتاجون أن يلصق التهمة بأهل أدلب وحلب ،وبدأ يلهى الشعب في سفك دمائهم بتقديمهم للوحوش الكاسرة أو حرقهم بالنيران أمام أهل روما في الستاديوم وفي جميع أنحاء الإمبراطورية. وسيق أفواج من المسيحيين لإشباع رغبة الجماهير في رؤية الدماء، وعاش المسيحيون في سراديب تحت الأرض وفي الكهوف، وما زالت كنائسهم وأمواتهم إلى الآن يزورها السياح.
استمر الاضطهاد الدموى أربع سنوات ذاق فيها المسيحيون كل مايتبادر إلى الذهن من أصناف التعذيب الوحشي، تماما كما فعل امبراطور الكبتاجون. ولما سادت الإمبراطورية الرومانية الفوضى والجريمة اعتبر نيرون «عدو الشعب» تماما كالجزار الاسد فمات منتحراً في عام 68م مخلفاً وراءه الدمار نتيجة الإفلاس والفوضى من كثرة الحروب ضد شعبه أثناء حكمه،
التشابه واضح بين الجزارين ، والشعب السوري اليوم ينتظر إما انتحار المجرم او نحره بإذن الله.