الرئيسة \  مشاركات  \  غشّ القلوب مدمّر، وفي الصفّ الواحد أشدّ تدميراً

غشّ القلوب مدمّر، وفي الصفّ الواحد أشدّ تدميراً

22.01.2019
عبدالله عيسى السلامة




قال تعالى : يومَ لا ينفعُ مالٌ ولا بنونَ * إلاّ مَن أتى اللهَ بقلبٍ سليم .
قال تعالى : ونَزعنا مافي صدورهم مِن غِلٍّ إخواناً على سُرُرٍ متقابلين .
في الحديث : إنّ الله لاينظر إلى صوَركم ، ولا إلى أموالكم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم!
شكا عمّار بن ياسر، إلى النبيّ ، أنه قال كلمة الكفر، تحت التعذيب الشديد .. فسأله النبيّ:  كيف تجد قلبك ؟ قال : مطمئنّ بالإيمان ! قال النبيّ :  فإنْ عادوا فعُد !
حمل عمر بن الخطاب ، قربة الماء ، ليسقي الناس ! فقيل له : لو شئتَ لكفيناك ! قال : أعجبتني نفسي ، فأحببتُ أن أهينها !
ورد في الحديث : أنّ النبيّ ، قال لأصحابه : يطلع عليكم ، الآن ، رجلٌ من أهل الجنّة ! فدخل رجل من الصحابة ، وفي اليوم الثاني ، كرّر النبيّ كلامَه ، فدخل الرجل ، ذاته ! وكرّرها ، في الثالثة ، فدخل الرجل ، ذاته ! فطلب منه ، عبدالله بن عمرو بن العاص ، أن يبيت عنده ، محتجّاً ، بحجّة ما ! فنام عنده ، ثلاث ليال ! وحين أراد المغادرة ، أخبره ، بحديث النبيّ ، وأنه لم يرَ منه ، مايستحقّ المنزلة المذكورة ! فقال الرجل : ماهو، إلاّ مارأيتَ ، غَيْر أَنِّي لَا أَجِدُ ، فِي نَفْسِي ، لِأَحَدٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ ،غِشًّاً ، وَلَا أَحْسُدُ أَحَدًاً ،عَلَى خَيْرٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ . فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: هَذِهِ الَّتِي بَلَغَتْ بِكَ ، وَهِيَ الَّتِي لَا نُطِيق  .
وإذا كان الكلام ، كلّه ، هنا ، في إطار شَعب ، تدين أكثريته بالإسلام ؛ فلا بدّ ، من الحديث الصريح ، والواضح ، في إطار الفهم  الإسلامي ، لمنظومة القيَم الإسلامية ، عامّة ، وفي مقدّمتها : العقيدة الإسلامية ، والأخلاق الإسلامية .. فنسأل أيَّ مسلم ، يعي ماورد ، آنفاً ، من كلام الله ، وسنّة نبيّه :
ماذا تشكّل مكنونات القلوب ، من : حُسن ونُبل ، أو : من سوء ولؤم .. في السياسة الشرعية الإسلامية ؟ هل تشكّل : لبّ السياسة ، أم قشرها ، أم جذرها ، أم أغصانها وأوراقها ؟ ونؤكّد، فنقول : على ضوء كلّ ماورد ، من كلام الله ، ومن سنّة نبيّه !
ثمّ نسأل : إذا كانت قلوب المسلمين ، مثل قلوب غيرهم ، من حيث انغماسُها ، في المعاصي، وامتلاؤها بالأمراض القاتلة ؛ أمراض القلوب : كالغشّ ، والحقد ، والحسد ، والكِبْر، والأنانية، والعُجب .. إذا كانت كذلك ، فكيف يَطلب أصحابُها نصراً ، من الله ، وتوفيقاً ، في أيّ عمل: سياسي ، أو عسكري ، أو اقتصادي ، أو غير ذلك ؟ ولم يعتقد أصحابها ، هؤلاء ، أن الله يفضّلهم ، على غيرهم ، وهم متخلفون عن غيرهم ، في الأخذ بالأسباب المادّية ؟ ولمَ ينصرهم على غيرهم ، وهم أضعف من غيرهم ، في العدّة والعتاد ، والتطوّر النوعي : في الأسلحة ، وفي أساليب استعمالها ؟
والأسئلة ، هنا ، كلّها ، موجّهة ، أيضاً ، إلى العناصر ، المحسوبة على هذه الأمّة ، نُخَباً .. حقيقة ، أو ادّعاء !