الرئيسة \  ملفات المركز  \  عشرة أعوام على المجزرة والإرهابي القاتل طليق! فهل سيأتي يوم الحساب ؟

عشرة أعوام على المجزرة والإرهابي القاتل طليق! فهل سيأتي يوم الحساب ؟

22.08.2023
Admin



ملف مركز الشرق العربي 21-8-2023
عشرة أعوام على المجزرة والإرهابي القاتل طليق! فهل سيأتي يوم الحساب ؟

عناوين الملف
  1. سوريا تي في : اختناق بالكيماوي وبالصمت الدولي!
  2. الجمهورية : الكيماوي الذي يخنقنا كل يوم
  3. عربي بوست : الناجون يعانون حتى الآن .. سوريون يحيون الذكرى العاشرة لاستهداف الغوطة بالكيماوي الذي قتل 1400 شخص
  4. سوريا تي في : في الذكرى العاشرة.. إطلاق قاعدة بيانات توثق الهجوم الكيماوي على غوطة دمشق
  5. اورينت : بذكراها العاشرة.. 6 حقائق تؤكد مسؤولية نظام أسد عن كيماوي الغوطة
  6. اليوم تي في : سوريا…هجوم الغوطة الكيماوي عشرة أعوام على المجزرة والقاتل حر طليق
  7. عربي 21: حقوق الضحايا في سوريا لن تموت بالتقادم
  8. المركز الصحفي السوري :ناشطون يحيون الذكرى العاشرة لمجزرة الكيماوي في الغوطة الشرقية
  9. موقع الائتلاف :عضو الائتلاف الوطني السوري ياسر دلوان يصرّح : قيامة الغوطة.. الكيماوي الذي حصد الأرواح
  10. شام :الائتلاف: بقاء الأسد بلا عقاب بعد عشر سنين من مجزرة الكيماوي في الغوطة يعمق جراح السوريين
  11. شام :"القانونيين السوريين" تُطالب بإحالة المسؤولين عن مجزرة الكيماوي في الغوطتين للمحكمة الجنائية الدولية
  12. المرصد :يوم أباد النظام شعبه… ذكرى مجزرة الغوطة وآلامها.. المحاسبة مطلب إنساني
  13. العربي :10 أعوام على مجزرة الغوطة.. من يحاسب النظام السوري على جرائمه؟
  14. بلدي نيوز :عشر سنوات على"كيماوي" الغوطة.. شهادات وفعاليات تُحيي الذكرى
  15. العربي الجديد :10 سنوات على مجزرة الكيماوي في غوطتي دمشق: جريمة دون محاسبة
  16. الجزيرة :10 سنوات على مجزرة غوطة دمشق بالسلاح الكيميائي

سوريا تي في : اختناق بالكيماوي وبالصمت الدولي!
ربا حبوش
كل يوم يستيقظ الناجون من مجزرة الكيماوي وكأنهم يستنشقون الموت من جديد، لم تغادرهم تلك اللحظات المرعبة. تلك الطفلة التي نجت بأعجوبة من مجزرة الكيماوي أصبحت شابة اليوم، لكنها تنهض كل ليلة مرعوبة تصرخ وتختنق، لا تستطيع التنفس، تتلفت حولها تسحب شهيقاً بصعوبة تبحث عن قطعة قماش مبللة لتضعها على وجهها، لا تستطيع التمييز إن كان الهواء نقياً أو ملوثاً بغاز السارين.
10 سنوات والقاتل ما زال طليقاً يمارس حياته اليومية بشكل طبيعي، يشرب القهوة واقفاً على شرفة قصره ينظر للغوطة ويستمتع بتذكر اللحظات التي خنق فيها مئات الضحايا في جريمة من أبشع المجازر بهذا العصر، ثم يجري اللقاءات التلفزيونية ويتبجح بانتصاراته المزعومة على جثث الأطفال بكل الأسلحة، حتى المحرمة دولياً وكأن شيئا لم يكن.
 بتاريخ 27 من أيلول/ سبتمبر 2013 صدر القرار 2118 المتعلق بالقضاء على برنامج الأسلحة الكيماوية لنظام الأسد، الذي جاء على خلفية الاستخدام الوحشي للأسلحة الكيماوية ضد السكان المدنيين في الغوطة الشرقية بريف دمشق يوم 21 من آب/ أغسطس 2013.
    يستمر إفلات نظام الأسد من المحاسبة والعقاب رغم أن التقارير الحيادية أثبتت مسؤوليته عن مئات جرائم الحرب
القرار 2118 (2013) كان نتيجة اتفاق "إطار عمل لإزالة الأسلحة الكيماوية السورية" (S/2013/565) الذي تم التوصل إليه في جنيف في 14 من أيلول/ سبتمبر 2013 بين وزير خارجية الولايات المتحدة "جون كيري" ووزير خارجية روسيا "سيرغي لافروف" وأقرت فيه روسيا أنه في حال عدم الامتثال من جانب نظام الأسد، فإنه ينبغي لمجلس الأمن فرض تدابير بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يتيح لمجلس الأمن استخدام القوات المسلحة لتنفيذ قراراته، إلا أن روسيا عطلت تنفيذ هذا الإطار، كما عطلت تنفيذ القرار 2118 واستخدمت الفيتو ضد إدانة نظام الأسد في استخدام الأسلحة الكيماوية، وادعى النظام أنه سلم السلاح الكيماوي، لكن هل يعقل أن تسليم سلاح الجريمة يعفي القاتل من المسؤولية؟
 قدمت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية حتى الآن 118 تقريراً شهرياً لمجلس الأمن، وترفض روسيا مبدأ تحديد المسؤولية، ويأتي استمرار إفلات نظام الأسد من المحاسبة والعقاب رغم أن التقارير الحيادية أثبتت مسؤوليته عن مئات جرائم الحرب، كما أكدت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية مسؤولية نظام الأسد عن جرائم باستخدام السلاح الكيميائي في مناطق سراقب واللطامنة ودوما، غير أن المجتمع الدولي ما يزال غير قادر على محاكمة النظام الذي ارتكب جرائم حرب.
وبدل أن يحاكم في المحاكم ها هو متروك طليقاً ليكمل جرائمه ويتفنن بقتل السوريين.
كل الشهادات التي قُدمت والأدلة والإدانات والإثباتات لم تكن كافية لإيجاد طريقة لمحاكمة القاتل. لا بل إن البعض قام بمكافأته وجاءت محاولات تعويمه على بحر دمائنا وكأن العالم يعطي إذناً للوحوش بنهش لحم شعوبها وإعفائهم من المحاسبة، كما يظهر العجز الدولي أمام البشرية وعدم قدرتهم أو ربما عدم إرادتهم المحاسبة.
 الشبكة السورية لحقوق الإنسان قالت في تقرير عام ٢٠٢١ صدر بمناسبة يوم إحياء ذكرى جميع ضحايا الحرب الكيميائية: إنَّ نظام الأسد هو أكثر من استخدم الأسلحة الكيميائية في القرن الحالي، متسبباً في مقتل ما لا يقل عن 1510 مواطنين سوريين بينهم 205 أطفال و260 سيدة، وإصابة قرابة 12 ألف مواطن ما يزالون ينتظرون محاسبة نظام الأسد، الذي نفَّذ ضدَّ شعبه. ولأن النظام سلم من العقوبة والمحاكمة إلى يومنا هذا، فقد قام بمجازر وبالسلاح الكيماوي مرات كثيرة بعد ما فعله بالغوطة.
السياق التاريخي وعبر العصور يؤكد أن المحاسبة تأتي على المجرمين حتى لو بعد حين، إنها لعنة الدم دم الأبرياء. لن يهدأ ذوو الضحايا ولن يستكين فيضان الألم في صدروهم إن لم يحاسب من قتل أحبتهم.
إفلات المجرمين من العقاب يؤدي إلى عدم الاستقرار ويهيئ البركان للانفجار في أي لحظة.
=====================
الجمهورية :الكيماوي الذي يخنقنا كل يوم
محمد كتّوب
21/08/2023
    يعيش الكيماوي مع شهوده إلى الأبد. يتعامل ذهنهم كل يوم مع مشاهد الجريمة التي خنقت الضحايا مرةً، وتخنق ذويهم والشهود والناجين والناجيات في كل يوم.
عشر سنوات مرَّت منذ مجزرة الغوطة في 21 آب (أغسطس) 2013، ومنذ أن تَبنَّى مجلس الأمن القرار 2118، الذي أقرَّ صفقةً روسية أميركية تقضي بأن يُسلِّمَ الأسد سلاحه الكيماوي مقابل إفلاته من العقاب. وخلال هذه السنوات، ملأت ذاكرة الشهود وذوي الضحايا أهوالٌ كبيرة وكثيرة، مئات الضربات وأكوامٌ من التحقيقات، وإنكارٌ أدواته ترهيبُ الشهود والتلاعبُ بالأدلة والبروباغندا وشهود الزور.
يتصل صديقٌ ليطلبَ مشاركة رقم هاتفي مع صحفي يُعِدُّ تقريراً عن الذكرى العاشرة لمجزرة الغوطة. اعتذرتُ عن التحدُّث كشاهد عن تلك الليلة، وأوضحتُ رغبتي بالتحدُّث عن عشر سنوات تلتها، حيث آلام الناجين والشهود لا تقلّ عن شعور الاختناق بالسارين.
في ذاكرتي فجوةٌ من السابعة والنصف صباحاً حتى السادسة مساءً من يوم 21 آب 2013، إذ يبدو أن ما رأيته كان أقسى بكثير من أن أتذكَّره، فحاول ذهني أن يدافع عن نفسه بالنسيان. إذا كان حفظُ الذاكرة هو وسيلتنا الدفاعية ضد النسيان والتهاون مع المجرم، فإن النسيان هو وسيلتنا الدفاعية ضد الاختناق كل يوم.
في صيف 2016 كتبتُ مقالاً في الذكرى السنوية لضربة الغوطة الكيماوية، وصفتُ فيه كيف يحاول الصحفيون توضيحَ هول المجزرة باستحضار القصص الشخصية، تماماً كما يستحضرون ذاكرتنا عن ظروف الغوطة وحصارها لكي ينقلوا الصورة إلى جمهورهم، وكيف يَحفرُ كل سؤال جرحاً جديداً في نفوس الشهود، كيف تقتلنا الأسئلة عن البديهيات، عن حصار الغوطة وعدم وجود معدات للتعامل مع السلاح الكيماوي، عن عدم وجود كهرباء، عن عدم كفاية الكادر ليقوم بتوثيق كافة الحالات أثناء المجزرة.
لم يُنشَر المقال وقتها، وعند حدوث ضربة خان شيخون بعد 8 شهور وافقت New York Books على نشر المقال. لاحقاً، انتحلَتْ إحداهنَّ شخصية صحفية واتصلت بي مصطنعةً اهتمامها بالمقال، وبعد عدة أسئلة اكتشفتُ أنها تحاول شقَّ جرح آخر في الذكريات، بشكل يتعمَّد السخرية من كل ما ذكرته عن آلام الشهود عندما تُوجَّه لهم الأسئلة؛ كانت تتعمَّد أن تطلب مني إعادة ما قُلته عدة مرات مُتذرِّعة مرةً بسوء التسجيل، ومرةً بعدم وضوح الفكرة. بعد ذلك تحقَّقتُ من أن الاسم الذي استخدمَته كان لأحد آخر.
    ساديٌّ هذا النظام هو وكُلُّ أنصاره، ساديٌّ ومكيود ولا مُسوِّغَ لاستخدامه الكيماوي غير ذلك.
بعد عشر سنوات نحاول الحفاظ على الذاكرة، الذاكرة كوسيلة لحفظ الحقيقة، كرصيفٍ لطريق المُساءلة الطويل، الذاكرة المليئة بالآلام والاختناق وسادية النظام، الذاكرة التي لا يستطيع أن يداويها النسيان.
ضربة 21 آب 2013 الكبرى هي الضربة الكيماوية رقم 32 في سوريا، والضربة رقم 10 في الغوطة. منذ تلك الضربة كنتُ صِلةَ الوصل لعشرات الشهود مع لجان التحقيق المختلفة التي حققت في ضربات الكيماوي في سوريا. هناك على الأقل خمسة فرق تحقيق دولية حقّقت في هذه الضربات، التي تجاوز عددها الـ 200 ضربة في عشر سنوات.
يُقدِّمُ الشهود شهاداتهم مرة أو مرتين، أو عدة مرات إذا كان حظهم سيئاً وعثرت عليهم كلُّ اللجان التي حققت بشكل متكرر في بعض الضربات، سواء لاختلاف صلاحيات هذه اللجان، أو اختلاف منهجياتها. عَصرُ الذهن وشحذُ الذاكرة لاستحضار اختناقك، أو وصف آخرين يختنقون أمامك، مؤلمٌ بقدر الاختناق أو أكثر. وصفُ الجثث المتناثرة يجعلك تشمُّ رائحة الموت مرةً أخرى.
المحققون، وخاصة عندما يعملون في سوريا، يدركون أن مجال الخطأ معدوم، حيث الحليف الروسي للنظام يهاجمهم كأفراد وكمؤسسات، فيكونون حذرين جداً، وبالتالي يبدو التحقيقُ صارماً أكثر ممّا يحتاج وضوحُ الحقيقة. يُثير هذا حفيظةَ الشهود، وفي معظم الأحيان غضبهم.
بالنسبة إلى طبيبٍ يعمل في مشفى كبير مثل مشفى إدلب المركزي أو مشفى معرة النعمان على سبيل المثال، وهما المشفيان اللذان استقبلا حصةً كبيرة من ضحايا ضربات الكيماوي في شمالي سوريا، فإنه سيقدم شهادته بشكل متكرر، إذ يتم تحويل كثير من الحالات إلى مشافٍ كهذه بسبب قدراتها الأعلى. في البداية كان الأطباء يرغبون في تقديم شهاداتهم، وكانوا يسألون دائماً عن: «كيف» يجمعون الأدلة؟ بعد سنوات طويلة من التحقيقات وعدم وجود أي تحرُّك فعلي من المجتمع الدولي، بدأوا يسألون: «لماذا» يجمعون الأدلة؟
على مدار عشر سنوات، انتقلت تساؤلات الشهود من التَحقُّقِ من هوية فرق التحقيق (إذ تعرَّضوا لمحاولات اختراقٍ من النظام)، إلى سؤال الجدوى من كل هذه التحقيقات: «بتعرف يا دكتور محمد، إذا بيجيني طفل صغير مكرِّب على المشفى وبيكون بده وصفة بسيطة، أشرف مليون مرة ما أترك مناوبتي وروح قدم شهادتي. لو بدهم يعملوا شي مالهم منتظرين تحقيقات»؛ يجيب أحد الأطباء على طلبي تقديم شهادته لأحد فرق التحقيق.
حين أنهى الفيتو الروسي عام 2017 تجديد التفويض لآلية التحقيق المشتركة التي أنشأها مجلس الأمن في العام 2015، قامت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بتشكيل فريق للتحقيق وتحديد الهوية في سابقة لم تحصل من قبل، إذ كانت فرق المنظمة تُحقِّقُ في الحادثة دون أن تملك صلاحية تحديد هوية الفاعلين. كان هذا تطوراً ملفتاً، في حين كان من الصعب أن أشرح للشهود لماذا عليهم تقديم شهاداتهم مرة أخرى عن الحادثة نفسها لفريق تحقيق آخر من المنظمة نفسها.
تُشكِّلُ الشهادات والتحقيقات جزءاً مهماً من ذاكرة السوريين حول الكيماوي. حصل الكيماوي السوري على نصيب كبير من التحقيقات، ليس بسبب اهتمام المجتمع الدولي به بشكل كبير، بل كبديل عن فعل شيء. لقد أَلهَونا بالتحقيقات.
صدرت سبعة تقارير من آلية التحقيق المشتركة JIM، وثلاثة تقارير من فريق التحقيق وتحديد الهوية IIT وعدة تقارير من لجنة التحقيق الدولية الخاصة بسوريا COI، وجميعها أدانت النظام بعشرات الضربات. بالمقابل، واظبَ النظامُ على الإنكار، واستخدم ترهيبَ الشهود في كل جرائمه كتكتيك أساسي ضمن سياسة الإنكار: «مرحبا كيف حالك؟ مبارح شفت أخوك يلي ساكن في كذا، والله هوي هكلان همك وخايف عليك من قصة الكيماوي»؛ مكالمةٌ تلقَّاها معظم الشهود في ضربة دوما التي حصلت في 7 نيسان (أبريل) 2017 ممَّن هُجِّروا إلى شمالي سوريا. تأتي المكالمة من شبّيح معروف في البلد، ولا تذكر شيئاً آخر خوفاً من أن يكون الشاهد شجاعاً إلى درجة تسجيل المكالمة. يُشير الشبّيح بشكل واضح إلى مكان إقامة أحد ذوي الشاهد، لكي يشرح له أن أهله في متناول يد النظام.
    الشهود في مناطق سيطرة النظام رهائن تم تحويلهم إلى شهود زور، والشهود الذين هُجِّروا مع قوافل التهجير يقبعون تحت التهديد بسلامة ذويهم ممّن يقطنون في مناطق سيطرة النظام.
يتصل أحد الشهود بعد منشور لي على فيسبوك عن السلاح الكيماوي: «تصوَّر أنني كنت شجاعاً في تقديم إفادة وشهادة على مجزرة وقعت بحق أهل مدينتي، ثم جبُنتُ عن لايك لك في العلن لعلمي أن عصابة الكبتاجون تُتابع حساباتنا على الفيسبوك»؛ يُكمل الشاهد: «أنت تعلم أن أهلي يُستدعَون بشكل مستمر لأفرع الأمن ليحققوا معهم حول أي اتصال معي».
    الإنكار والترهيب يشكلان الركنَ الأكثر ألماً في ذاكرة السوريين حول الكيماوي.
يقدم النسيان حلاً لكل هذا؛ أجبرني دماغي على نسيان 11 ساعة كاملة لهول ما فيها، ولربما يكون النسيان هو الحل، ولكن على العكس من ذلك: يحمي الشهود وذوو الضحايا ذاكرتهم المليئة بكل هذا الألم. هَجَّرَهم الأسد في بقاع الأرض، فعادوا يجمعون أنفسهم ويبنون من شتاتهم قوة يشحذون ذاكرتهم بها ليخبروا العالم في كل عام عن الجريمة التي خنقت ذويهم مرة، وتخنقهم كل يوم، ليُواجهوا البروباغندا والترهيب بكل شجاعة.
بقدر ما يُقدِّمُ النسيان حلاً للشهود، فإنه يبقى أكثر ألماً من كل هذه الذاكرة، وتبقى تلك الساعات التي نسيتُها أكثر ألماً من عشر سنين مليئة بذاك الاختناق، ذلك بينما يبدو أنه من الأسهل على العالم أن ينسى، أو حتى أن يصدق أن الكيماوي لم يحصل وأن تلك الفظائع أوهام، ومن الأسهل على أعضاء مجلس الأمن أن يُقدِّم لهم الفيتو الروسي حلاً يمنع أي جهود حقيقية، ومن الأسهل على الدول الغربية أن تستخدم العقوبات كوسيلة للمُساءلة بدلاً من أن تُحاكم المجرم.
يقول الصديق المصوِّر محمد بدرة، الذي ساهم في توثيق ضربة الغوطة في 2013، عن بروباغندا النظام وإنكاره مجازر الكيماوي: « هم يعرفون أنه من المستحيل تزوير جريمة بآلاف الشهود كما من المستحيل إنكارها، ولكن سيبقى دائماً هناك من يقول إن الإنسان لم يصعد للقمر وإن الأرض مسطحة».
    ستبقى الحقيقة أقوى من الإنكار، وسيبقى الناجون من الكيماوي أقوى من الترهيب، وسيبقى ذلك الاختناق أقوى من النسيان.
هذا المقال جزءٌ من ملف أعدته الجمهورية.نت في الذكرى العاشرة لمجزرة الكيماوي الكبرى في غوطة دمشق تحت عنوان: عقد على مجزرة الغوطة
=====================
عربي بوست : الناجون يعانون حتى الآن.. سوريون يحيون الذكرى العاشرة لاستهداف الغوطة بالكيماوي الذي قتل 1400 شخص
عربي بوست
يحيي سوريون في المناطق الخارجة عن سيطرة نظام بشار الأسد، الإثنين 21 أغسطس/آب 2023، الذكرى العاشرة للهجوم بغاز السارين الذي استهدف المدنيين في الغوطة الشرقية قرب دمشق، والذي واجه نظام بشار الأسد اتهامات بتنفيده وأودى بحياة أكثر من 1400 شخص.
في شمال وشمال غرب سوريا، نظّم أهالي الضحايا وناشطون ومسعفون تجمعات منذ مساء أمس الأحد، لإحياء ذكرى الهجوم وشارك عدد من الناجين في مدينة عفرين شمال سوريا، ذكرياتهم الأليمة بينما جسّدت مسرحية للأطفال عن المأساة.
محمّد دحلة، وهو أحد الناجين مما يطلق عليه سوريون اسم "مجزرة الكيماوي"، قال في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية: "نقيم هذه الفعالية ليس لنتذكّر نحن المجزرة، فهي تعيش في ذهننا بشكل يومي"، مضيفاً: "سنبقى مصرّين على محاسبة بشار الأسد المجرم المسؤول عن المجزرة".
عبّر دحلة عن أسفه لتنفيذ نظام بشار الأسد "غيرها من المجازر في ما بعد نتيجة تخاذل العالم".
وقع هجوم الكيماوي في الغوطة الشرقية ومعضمية الشام (الغوطة الغربية) في 21 أغسطس/آب 2013، وكانت المنطقتين من أبرز معاقل الفصائل المعارضة آنذاك قرب العاصمة.
تم تداول عشرات مقاطع الفيديو لجثث أطفال ورجال صدمت العالم، وأكد ناشطون أن عائلات بأكملها ماتت جراء الهجوم بالكيماوي.
في نهاية أغسطس/آب 2013، أعلنت الولايات المتحدة أنها على "قناعة قوية" بأن النظام مسؤول عن الهجوم الذي أوقع 1429 قتيلاً بينهم 426 طفلاً، وفي 16 سبتمبر/أيلول 2022 نشرت الأمم المتحدة تقريراً لخبرائها الذين حققوا في الهجوم، يتضمن "أدلة واضحة" على استخدام غاز السارين.
كان الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما قد اعتبر في تصريحات في بداية الحرب السورية أن استخدام الأسلحة الكيميائية "خط أحمر"، وكان على وشك شنّ ضربات عقابية ضد دمشق، لكنه تراجع.
أبرمت واشنطن في سبتمبر/أيلول 2013 اتفاقاً مع روسيا حول تفكيك الترسانة الكيميائية السورية، ورغم تأكيد النظام لتسليمه مخزونه من الأسلحة الكيميائية، تكرّرت بعد ذلك الاتهامات الموجهة إليه بشنّ هجمات كيميائية.
من بين الناجين من "مجزرة الكيماوي" أيضاً محمّد سليمان، ابن بلدة زملكا في الغوطة، واستعاد المسعف الذي فقد خمسة من أفراد عائلته، تفاصيل يوم الهجوم.
سليمان قال في تصريح للوكالة الفرنسية، إنه في "حوالي الساعة الثانية والنصف تقريباً، جاءتنا إشارة عبر الأجهزة اللاسلكية عن وقوع قصف كيميائي في مدينة زملكا، توجهت الى المكان.. وجدت عدداً كبيراً من المصابين والشهداء، كأنه يوم القيامة، مشهد لا يوصف".
أضاف سليمان: "شمّمت رائحة الموت، قمت بنقل الجثث إلى مركز طبي قريب من منزلي"، مشيراً إلى أنه كان يلفّ وجهه بوشاح لحماية نفسه من تنشّق الغاز.
يروي أنه بعدما توجّه إلى منزل عائلته لم يجد أحداً. في هذه الأثناء، طُلب من جميع السكان إخلاء المنطقة ودخل المسعفون الذين يرتدون ألبسة وقائية فقط.
لكنه واصل مع شقيقه البحث عن عائلته في مركز طبي قريب من المنزل، وقال: "وجدت أبي وسكاناً من الحي وقد وضعت على جثثهم أرقام من دون أسماء، أذكر أن رقم أبي كان 95. وضعت الأسماء على الجثث التي تعرّفت عليها من سكان الحي".
تبيّن لاحقاً أن شقيقه وزوجة شقيقه الآخر مع اثنين من أولادها، قضوا في الهجوم، وأضاف سليمان: "حفرنا مقبرة جماعية تتسع لمئات الأشخاص، وقمنا بدفن الجثث قرب بعضها، يفصل بين الواحد والأخرى حوالي خمسة سنتيمترات".
سليمان أعرب عن أمنيته من دول العالم أن تنصف ضحايا "مجزرة الكيماوي" وأن تحاسب المسؤولين عن الهجوم.
وتشهد سوريا منذ عام 2011 نزاعاً دامياً تسبّب بمقتل أكثر من نصف مليون شخص، وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين داخل البلاد وخارجها.
=====================
سوريا تي في : في الذكرى العاشرة.. إطلاق قاعدة بيانات توثق الهجوم الكيماوي على غوطة دمشق
2023.08.21 | 12:08 دمشق
الملخص:
    وقع الهجوم في 21 أغسطس 2013، في ضواحي دمشق، سوريا.
    استخدمت قوات النظام السوري غاز السارين، وهو سلاح كيميائي، ضد المدنيين.
    قُتل ما يقدر بنحو 1429 شخصا في الهجوم، من بينهم 426 طفلا.
    كان هذا الهجوم هو الأكثر دموية في سلسلة من الهجمات الكيماوية التي شنتها قوات النظام على المدنيين خلال الحرب.
    تم توثيق الهجوم بوسائل التواصل الاجتماعي، ونشر العديد من مقاطع الفيديو والصور التي تظهر الضحايا والآثار المدمرة للهجوم.
    أصبحت هذه المواد أدلة مهمة على استخدام حكومة النظام للأسلحة الكيميائية، وساعدت في الضغط على المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات ضد سوريا.
    في عام 2017، خلصت لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة إلى أن النظام السوري مسؤول عن الهجوم. وطالبت اللجنة بإجراء تحقيق جنائي في الهجوم، وتقديم المسؤولين إلى العدالة.
    لم يتم محاكمة أي شخص حتى الآن على جريمة استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا.
    ومع ذلك، فإن الأدلة التي تم جمعها من الهجوم على الغوطة بغاز السارين تظل أداة مهمة في الضغط على المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات ضد سوريا، وإنهاء استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين.
أطلق الأرشيف السوري تحديثا لقاعدة البيانات الكيماوية التي أنشأها عام 2018، ليبدأ بتوثيق وأرشفة وتحليل 564 مادة مفتوحة المصدر تتعلق بالهجوم الكيماوي الذي نفذه النظام السوري  وآثاره اللاحقة.
بعد انتشار غاز الأعصاب السام في أحياء الغوطة في حوالي الساعة 02:00 صباحا بالتوقيت المحلي، بدأ الناس هناك في تصوير ومشاركة اللقطات عبر الإنترنت على الفور تقريبا.
تم نشر ما لا يقل عن 102مادة توثق هجوم السارين على الغوطة، على وسائل التواصل الاجتماعي خلال الساعات الست الأولى. وتم تحميل ما لا يقل عن 250 مادة على وسائل التواصل الاجتماعي في الـ 24 ساعة الأولى التي أعقبت الهجوم، بما في ذلك مناشدات للمساعدة من الأطقم الطبية التي كانت تعالج الضحايا.
ويوضح الأرشيف السوري
أن جهود التوثيق هذه ليست مهمّة من حيث الكمية الإجمالية وجودة المحتوى المنتج فحسب، ولكن أيضًا للعدد الكبير من التحديثات الفورية عبر الإنترنت من قبل العشرات من مستخدمي الوسائط الاجتماعية المختلفين خلال الـ 24 ساعة الأولى.
ومع ذلك، يواصل السوريون توثيق الصراع على الإنترنت كل يوم. منذ الهجوم على الغوطة، شَهد العالم أكثر من 3652 يوما من الصراع في سوريا عبر وثائق منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، وفق بيانات الأرشيف.
توثيق عبر الإنترنت ومفتوح المصدر
قبل عشر سنوات وفي الصباح الباكر، ضربت صواريخ عدة أحياء في غوطتي دمشق الشرقية والغربية التي تسيطر عليها المعارضة، وحمل بعضها غاز السارين "أحد أكثر مواد الحرب الكيميائية المعروفة سمّية".
في الثواني والدقائق التي تلت القصف، بدأت أعراض الإصابة الشديدة تظهر على الضحايا الذين تعرضوا للغاز. يقدر المسؤولون الأميركيون مقتل أكثر من 1400 شخص، من بينهم مئات الأطفال، وإصابة آلاف آخرين في هذا الهجوم بينما لا يزال الناجون يعانون من عواقب طويلة الأمد .
اللقطات الأولى في قاعدة بيانات الأرشيف السوري التي تم نشرها على موقع يوتيوب في 21 آب 2013 الساعة 03:50 صباحًا بتوقيت دمشق تظهر أشخاصًا يبدو أنهم ضحايا تسمم بمادة سامة. ما تبع ذلك كان عددًا لم يسبق له مثيل من مقاطع فيديو نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي من مئات المصادر المختلفة.
تُظهر النتائج التي توصل إليها الأرشيف السوري لهذا الهجوم تناقضا بين التوافر الفوري لعدد هائل من الوثائق من ناحية ورد الفعل غير المتكافئ من ناحية أخرى. ومع ذلك، فإن توثيق هجوم الغوطة بغاز السارين على وسائل التواصل الاجتماعي هو مصدر إثباتٍ مميز ومحوري بثلاثة مناحٍ رئيسية.
توثيق عبر الإنترنت ومفتوح المصدر لهذا الهجوم لا مثيل له إن اتساع وعمق توثيق وسائل التواصل الاجتماعي لهجوم الغوطة بغاز السارين عام2013 لا مثيل له على حد علمنا. إنه الهجوم الأكثر والأفضل توثيقًا في الأرشيف السوري.
وفقًا لقاعدة بياناتنا، يعدّ هذا الهجوم، بـ 564 مادة مرتبطة، الأكثر توثيقًا على وسائل التواصل الاجتماعي، منذ بدء الصراع السوري في عام 2011 . وقد تم توثيق هذا الهجوم بنحو ثلاثة أضعاف عدد المواد مفتوحة المصدر التي تم التحقق منها مقارنة بثاني أكثر حادثة توثيقًا في استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا، وهي الهجوم بغاز السارين في 4 نيسان / أبريل 2017 على خان شيخون، بحوالي 200 مادة.
هجوم الغوطة الكيماوي
عينة من المعلومات الأساسية الموثقة في مجموعة البيانات بما في ذلك مخلفات الذخيرة (33.520702, 36.357548 and 33.525338, 36.362195)، مقابر (33.528877, 36.359371)، حيوانات ميتة قرب مواقع سقوط الصواريخ (33.524219, 36.359541) تم تحديد موقعها الجغرافي في مناطق مختلفة في الغوطة الشرقية.
بالإضافة إلى عدد اللقطات، تم توثيق هذا الهجوم من خلال مجموعة متنوعة متميزة من المصادر كانت موجودة قبل عشر سنوات في الغوطة: صحفيون وموثقون محترفون آخرون بالإضافة إلى أشخاص عاديين وأطقم طبية وشبكات ناشطين محليين. تتضمن مجموعة البيانات الخاصة بنا مواد مفتوحة المصدر تم تحميلها بواسطة 145 حساب مستخدم مختلف.
التقط هؤلاء الموثّقون ككلَ مجموعة من المعلومات الأساسية التي من شأنها أن تظهر في أي خطة جمع مثالية لمحقق:
327 مادة توثق مؤشرًا واحدًا على الأقل للمواد الكيميائية السامة، بما في ذلك الحيوانات النافقة دون إصابات جسدية واضحة وغازات أو غبار متغير اللون.
56 مادة توثق قوات عسكرية أو أمنية أو مسلحة.
38 مادة توثق مواقع سقوط الصواريخ
35 مادة توثق ما يبدو أنه بقايا أسلحة كيميائية، يبدو أن 6 منها على الأقل.
تظهر علامات عن شركة مصنعة ما.
7 مواد توثق مركبات مسلحة وأنظمة أسلحة مستخدمة من نوع ما.
7 مواد توثق إطلاق ذخائر يُزعم أنها مرتبطة بالهجوم.
4 مواد توثق لحظة الهجوم.
تغطي الوثائق مفتوحة المصدر أيضًا المواقع الرئيسية بما في ذلك مواقع سقوط الصواريخ ومواقع عسكرية ذات صلة محتملة ومرافق طبية حيث تم علاج الضحايا وأماكن تجميع الجثث ومواقع الدفن.
هذه الوثائق مصورة بشكل استثنائي، مما يؤكد الآثار البشرية الاستثنائية لاستخدام الأسلحة الكيميائية
يعكس اتساع وعمق الوثائق المتاحة حجم الخسائر والمعاناة العميقة التي نتجت عن هذا الهجوم وكلاهما يمكن رؤيته في المواد مفتوحة المصدر التي تم جمعها.
في يوم إحياء ذكرى ضحايا الكيماوي.. دعوات لمحاسبة النظام السوري
توفير معلومات حول ضحايا مجزرة الكيماوي
توفر كل مادة تقريبًا في مجموعة البيانات هذه، عددها 460، معلومات حول ضحايا الهجوم. بالنسبة لنحو نصف المواد التي تم تحليلها، وهي 291 حالة، قام باحثو الأرشيف السوري بوضع علامة على تلك المواد على أنها "صادمة" نتيجة تصويرها لأعراض الأسلحة الكيميائية على الأطفال.
من الأهداف الرئيسية لهذا المشروع كان تسجيل جميع المعلومات التي تشير إلى استخدام أسلحة كيميائية وفقًا لأبحاثنا ومشاوراتنا مع الخبراء بشأن المواد الكيميائية السامة واستخدامها كأسلحة. إنّ غالبية مؤشرات التعرض لمواد كيميائية في قاعدة البيانات عبارة عن أعراض طبية، أو سلوكيات متوقعة من أشخاص يعانون نتيجة أعراض طبية محددة. تم توثيق تأثير المواد الكيميائية التي يمكن ملاحظتها مئات المرات عبر مواد مجموعة البيانات.
الأعراض عدد المرات التي تمت ملاحظتها في مجموعة البيانات:
تغيّر لون الجلد 176
علاج بالأكسجين 138
التشنجات 135
زبد من الفم 100
مشاكل تنفسية 87
ليس للنشر قبل 21 أغسطس 2023 الساعة الخامسة صباحًا
غسل الجلد والجسم والملابس بالماء 92
تضيق في حدقة العين (الحدقة الدبوسية) 41
هلوسة 19
حكةّ أو حرق في الجسم 3
من بين المواد مفتوحة المصدر التي تم تحليلها لمجموعة بيانات هجوم الغوطة بغاز السارين، ظهرت المرافق الطبية 214 مرة، وأماكن تجميع الجثث 160 مرة، والمقابر 28 مرة. تعتبر المواقع المرتبطة بتقديم الإسعافات أو تجميع الجثث والدفن مركزية في اللقطات المجموعة، أكثر من أي مواقع أخرى باستثناء مواقع التأثير. وتوثق 224 مادة تقديم إسعافات أولية ورعاية طبية للضحايا.
يظهر التوثيق أيضًا جانبا من الضرر النفسي الشديد لهذا النوع من الأسلحة. تُظهر مقاطع الفيديو مئات الحالات من الأشخاص في حالة نفسية مضطربة، يعبرون فيها عن الحزن والإجهاد وعدم التصديق بعد الهجوم.
كما قال رجل من مدينة زملكا: "ما رأيته كان لا يُصدق، الناس كانوا يسقطون موتى في الشوارع وعندما عدت إلى منزلي رأيت أطفالي يختنقون." و وصف شاهد آخر: "كان الناس يحاولون مساعدة بعضهم البعض، ولكنهم يستمرون في السقوط... لم أكن أتوقع أن أنجو." و قال آخر: لم أكن أتوقع أنني سأشهد مثل هذه الفاجعة."
ستدوم هذه الوثائق كأدلة متاحة للعموم في انتظار المساءلة.
إن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا له صدى هادف. هذا الغرض واضح بشكل استثنائي في توثيق هجوم غاز السارين على الغوطة.
من احتجاجات 2011 وحتى الهجوم الكيماوي
تم بث احتجاجات 2011 في سوريا عبر منصات التواصل الاجتماعي. وعندما اشتدت نسبة القمع، أدار المستخدمون أيضًا عدساتهم لتصوير قوات الأمن وتوثيق استخدام الغاز المسيل للدموع والضرب وإطلاق الرصاص. عندما تصاعد النزاع، أظهرت اللقطات مستويات فظيعة ومتزايدة من العنف، وكانت بمثابة ادّعاءات مرئية عن أعمال خطيرة وربما غير قانونية بموجب القانون الدولي. أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي أداة حاسمة في مناشدات الشهود للعالم للرد على الفظائع التي يتم تصويرها. وما كان يحدث على الأرض من صراع مسلح، كان يظهر بسرعة على الإنترنت بشكل متزامن تقريبا.
مع تزايد العنف واستمرار تراكم مزاعم الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي دون تدخل حقيقي، أصبح الوصول إلى سوريا أقل فأقل أمام المحققين الدوليين، مما ألزم المحققين "بالبحث في مكان آخر عن المعلومات ذات الصلة لبناء القضايا".
لجأت المنظمات الدولية إلى الموثّقين في الخطوط الأمامية الذين صوروا، وعملوا بجد لتلبية أعلى معايير التحقيق، آخذين بعين الاعتبار إمكانية استخدام موادهم من قبل السلطات الدولية.
=====================
اورينت :بذكراها العاشرة.. 6 حقائق تؤكد مسؤولية نظام أسد عن كيماوي الغوطة
طارق سليمان
2023-08-21 12:56:46
يصادف الـ21 من شهر آب الجاري الذكرى العاشرة لارتكاب نظام أسد أشنع مجازر القرن بقصفه مناطق في الغوطتين الشرقية والغربية بصواريخ محملة بغاز السارين، ما أدى لسقوط مئات الضحايا اختناقاً بظرف دقائق لتحاول بعدها ميليشيا أسد التنصل من مسؤولية ارتكاب المجزرة، إلا أن مجموعة حقائق تكشّفت لتكون دلائل دامغة على استخدامها السلاح الكيماوي.
اللجنة الأممية والصفقة الروسية
وقال الناشط أشرف هواش عضو رابطة ضحايا الأسلحة الكيميائية لموقع أورينت نت، إن أول دلائل استخدام ميليشيا أسد لغاز السارين في الغوطة الشرقية والمعضمية هي تأخيرها دخول فريق محقّقي الأمم المتحدة حول الأسلحة الكيميائية لمدة 8 أيام، حيث دخل الفريق يوم 28 آب من عام 2013.
وأضاف أن صواريخ ومدافع ميليشيا أسد استهدفت إحداثيات المناطق التي تركّز فيها "غاز السارين" بمختلف أنواع الأسلحة لإخفاء الأدلة، كما تعرضت إحدى سيارات فريق التحقيق الأممي لإطلاق نار من قناصة مجهولين في مدينة معضمية الشام.
وذكر "هواش" أن الحقيقة الثانية التي تثبت استخدام أسد للسلاح الكيماوي هو قبوله بالصفقة الروسية الأمريكية لتسليم العتاد الكيماوي التي وقعت بـ 14 من شهر أيلول 2013، واتفقت وقتها الولايات المتحدة وروسيا على أن تتيح حكومة أسد ترسانتها من الأسلحة الكيمياوية لاطلاع المفتشين الدوليين تمهيداً للتخلص منها، وهو دليل ضمني عن مسؤوليته عن استخدام غاز السارين.
وحدد وزير الخارجية الأمريكي يومها جون كيري إطاراً من ست نقاط تقوم بموجبه حكومة أسد بتسليم قائمة كاملة بما لديها من أسلحة كيمياوية.
نبش قبور الضحايا
بدوره، تحدث "أنس أبو خالد" من سكان مدينة زملكا لموقع أورينت، أن ميليشيا أسد عمدت في الشهر السابع من عام 2018 وبعد سيطرتها على كامل الغوطة الشرقية إلى اعتقال عدد من أهالي مدينة زملكا وأجبرتهم على المشاركة في عملية نبش المقبرة الجديدة التي تقع شمال المدينة، والتي يطلق عليها الأهالي اسم "مقبرة الشهداء" لأن معظم ضحايا الكيماوي تم دفنهم فيها.
وأوضح أن ميليشيا أسد عمدت على ترحيل جثث الضحايا إلى مقبرة نجها قرب الكسوة، وتغيير معالم مقبرة الشهداء في زملكا لإخفاء بقايا أدلة جريمتها مستعينة بعدد من السكان المحليين الذين أجبرتهم على فعل ذلك.
تغيير رواية الشهود
من جهته، قال الدكتور إسماعيل خطاب من الغوطة الشرقية، إن ميليشيا أسد بعد أن سيطرت على كامل الغوطة الشرقية في شهر نيسان من عام 2018 قامت باعتقال جميع العاملين في القطاع الطبي والإنساني الذين بقوا هناك وعددهم أكثر من 200 شخص ممن عملوا في الطبيات والدفاع المدني والمشافي والمستوصفات.
وأردف أن عدداً من الأطباء من أبناء الغوطة الشرقية خرجوا تحت تهديد المخابرات على إعلام أسد ونكروا رواية استخدام غاز السارين والسلاح الكيماوي في مجزرة الغوطة، وحمّلوا الجريمة على الفصائل العسكرية المعارضة التي كانت بالغوطة "جيش الإسلام وفيلق الرحمن"، ومازال هؤلاء الأطباء تحت الإقامة الجبرية والملاحقات الأمنية إلى اليوم.
التشوهات الخلقية
وتحدثت تقارير إعلامية سابقة عن تشوهات ولادة لأكثر من 70 طفل في سوريا خلصت دراسة عديدة بأنها نتيجة إصابة الأم بالأسلحة الكيمائية، وتم توثيق 12 حالة في معضمية الشام لوحدها و18 حالة في الغوطة الشرقية.
وذكرت التقارير أن هؤلاء السيدات اللواتي حملن وقت إصابتهن بالسلاح الكيماوي ووضعن أجنة مشوهة، ومنهن من ولدت أطفالاً لديهم نقص بالأطراف سببه خلل بالجهاز العصبي لدى الحامل التي تعرضت للكيماوي، هذا الشيء بدوره يؤدي إلى نقص تروية لدى الجنين.
اغتيال ضباط
ومن الحقائق التي تشير لدور حكومة أسد بطمس الأدلة لاستخدام الكيماوي هو قيامه باغتيالات لكبار الضباط المسؤولين عن هذا الملف لإخفاء الأدلة التي تورطه.
وفي الشهر الثامن من عام 2018 اغتال مجهولون مدير مركز البحوث العلمية، عزيز إسبر، في انفجار استهدف سيارته في مدينة مصياف بريف حماة، واتهم وقتها ناشطون ميليشيا أسد بتصفيته لإخفاء أدلة استخدام الكيماوي، وإسبر هو المدير العام لمعهد يحمل رقم "4000"، وتوجد فيه مشاريع عدة لصناعة الأسلحة الكيميائية بشكل حصري.
وبعد شهرين اغتال مجهولون أيضاً العقيد منذر محمود أشقر، المسؤول عن مستودعات السلاح الكيماوي في اللواء (105) في الحرس الجمهوري بريف دمشق، وقتل هو وزوجته عند خروجه من مدينة دمشق متوجهاً إلى قريته (سقوبين) شمال اللاذقية، وتشير الأدلة لتصفيته من قبل مخابرات نظام أسد".
الجدير بالذكر أنه في وثيقة استخباراتية نشرها موقع "بي بي سي" في شهر من عام 2017، حددت ثلاثة مواقع يصنع فيها الكيميائي في سوريا، هي مدينة مصياف بمحافظة حماة، وضاحيتا برزة وجمرايا بمحيط العاصمة دمشق. وتتخصّص منشأتا مصياف وبرزة في تركيب الأسلحة الكيميائية والصواريخ طويلة المدى وقذائف المدفعية.
=====================
اليوم تي في : سوريا…هجوم الغوطة الكيماوي عشرة أعوام على المجزرة والقاتل حر طليق
اخر تحديث أغسطس 21, 2023
كثيرةٌ هي المجازر والجرائم والانتهاكات والأحداث المأساوية، التي تأبى مفارقة ذاكرة السوريين خلال حرب سوريا المندلعة منذ العام ألفين وأحد عشر.. الحرب التي بدأت أولاً بحراكٍ شعبيٍّ سلمي مطالبٍ بالحرية والكرامة، تحوّل لاحقاً إلى أزمةٍ عسكريةٍ أمنيةٍ سياسيةٍ اقتصاديةٍ، واجتماعية، لا تزال تداعياتها تضيّق الخناق على السوريين، بكافة مكوناتهم وانتماءاتهم السياسية.
مجزرة عام ألفين وثلاثة عشر في الغوطة الشرقية للعاصمة دمشق.. واحدةٌ من أبرز وأكبر الفظائع التي خلفتها الحرب السورية، لما كان لها من نتائجَ كارثية من حيث الخسائر البشرية، التي تجاوزت بحسب إحصاءاتٍ حقوقيةٍ سوريةٍ ودولية ألفَ حالةِ وفاة، وآلاف المصابين.
وقعت المجزرة في مثل هذا اليوم من عام ألفين وثلاثة عشر.. البداية كانت من تقاريرَ تفيد بوقوع هجماتٍ على مناطقَ متفرقةٍ من غوطة دمشق الشرقية، في وقائعَ بدت للوهلة الأولى بأنها أمورٌ اعتاد على سماعها السوريون والعالم أيضاً خلال الحرب، إلا أنّ الحقيقة كانت أخطر من ذلك بكثير، بعد ورود معلوماتٍ عن رصد حالات اختناقٍ وإصاباتٍ تشير لاستخدام سلاحٍ كيماوي.
منظماتٌ حقوقيةٌ عاملةٌ في سوريا وثّقت مقتلَ وإصابةَ الآلاف جرّاء الهجوم، فيما حدّدت تقاريرُ سورية وأخرى غربية، أنّ أعداد الضحايا تجاوزت ألفاً وأربعمئة قتيلٍ، إضافةً لآلاف المصابين، بأعراض استخدام الكيماوي، بينها الاختناق واحمرار وحكة العينين والتشنجات العضلية وفقدان الوعي.
روايات بعض الأطراف المعارضة للسلطة، تحدّثت أنّ الهجوم سُبِقَ بعدة ضرباتٍ صاروخية نفّذتها القوات الحكومية على مدار ساعات، على مختلف مناطق الغوطة، بما فيها زملكا وعين ترما وعربين، وذلك قبل وصول أولى حالات الإصابة بالكيماوي إلى المشافي في السادسة صباحاً من يوم الأربعاء، الحادي والعشرين من آب / أغسطس، لتكون بذلك قوات الحكومة المتهم الرئيس في الهجوم.
دمشق نفت بداية حدوث الواقعة من الأساس، واتّهمت بعض الأطراف الخارجية بمحاولة التأثير على تحقيقاتٍ للأمم المتحدة بشأن هجومٍ مماثل كان قد وقع قبله بنحو خمسة أشهر، في خان العسل بمحافظة حلب شمالي سوريا، قبل أن تغيّر روايتها وتتهم فصائلَ مسلّحةً معارضة بتنفيذ الهجوم، بعد عثورها على أسلحةٍ كيماوية في أنفاقٍ قالت إنها تابعةٌ للفصائل في حي جوبر بدمشق.
روسيا حليفة الرئيس السوري بشار الأسد، اتّهمت هي الأخرى الفصائل المسلّحة المسيطرة على المنطقة بتنفيذ الهجوم، فيما حمّلت دولٌ غربية بينها الولايات المتحدة، قوات الحكومة السورية مسؤولية الهجوم، بموجب معلوماتٍ استخباراتية، أفادت برصد نشاطٍ كيماويٍّ سوري قُبيلَ وقوع المجزرة.
وبين سلسلة الاتهامات المتبادلة بين أطراف الصراع وحلفائهم، أصدرت لجنة تفتيش تابعة للأمم المتحدة تقريراً بشأن الواقعة بعد أقل من شهر، أكدت فيه أنّ الهجوم نُفِّذَ بغاز السارين باستخدام صواريخ أرض – أرض، واصفةً ذلك بالجريمة الخطيرة، في وقتٍ أشارت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان، لامتلاكها أدلةً تدين القوات الحكومية.
عشرة أعوام تمضي على ارتكاب المجزرة الكيماوية، ولا يزال القاتل، حراً طليقاً بعيداً عن المحاسبة.. حالها حال العديد من المجازر والهجمات المماثلة التي تعرّضت لها مناطق عدة في سوريا، مثل ريف دمشق وحلب وإدلب، وخلّفت آلاف الضحايا، فيما تواصل الدول والأطراف الأجنبية، اللعب على ورقة الخلافات والأزمات بين الأطراف السورية، في سبيل تحقيق مصالحها وخططها الاستراتيجية.
=====================
عربي 21: حقوق الضحايا في سوريا لن تموت بالتقادم
يحيى مكتبي 21-Aug-23 12:02 AM
عندما تُرتكب واحدة من أبشع المجازر بحق الشعب السوري بواسطة السلاح الكيماوي المحرم دوليا، وهي مجزرة الغوطتين في 21 آب/ أغسطس 2013؛ التي راح ضحيتها 1400 مدني من النساء والأطفال والشيوخ، إضافة إلى عشرة آلاف مُصاب، ويبقى مرتكب الجريمة مجرم الحرب بشار الأسد طليقا، ويستمر هو ونظامه في ارتكاب سلسلة من الهجمات الكيماوية التي بلغت ما تزيد عن 200 هجوم.. بالتأكيد هذه رسالة خطيرة وخاطئة من المجتمع الدولي إلى نظام الأسد الاستبدادي القمعي، وإلى الشعب السوري الذي وقعت عليه تلك الجريمة؛ بأنه يمكن أن ترتكب عددا لامتناهيا من الجرائم، ويد العدالة لا تطالك!
هذه الرسالة خطيرة لأنها تفسح المجال أمام خطاب التطرف والإرهاب ليتلاعب بعقول الناس، ويقول لهم؛ إن كل شعارات المجتمع الدولي حول العدالة ومحاكمة المجرمين وحقوق الإنسان؛ ما هي إلا هراء ولا قيمة لها على أرض الواقع، والحل هو العنف والفوضى!
    هذه الرسالة خطيرة لأنها تفسح المجال أمام خطاب التطرف والإرهاب ليتلاعب بعقول الناس، ويقول لهم؛ إن كل شعارات المجتمع الدولي حول العدالة ومحاكمة المجرمين وحقوق الإنسان؛ ما هي إلا هراء ولا قيمة لها على أرض الواقع، والحل هو العنف والفوضى!
وهذا ما لا نريده أبدا، ونتشارك مع المجتمع الدولي في ضرورة منع انتشار هذا الخطاب الهدام والمدمر. هذا من جهة، ومن جهة أخرى، هي رسالة خاطئة لكأنما تعطي الضوء الأخضر لمتابعة ارتكاب المزيد من الجرائم والمجازر، وتدفع بسياسة الإفلات من العقاب للمجرمين. ويبقى السؤال المهم الموجه للمجتمع الدولي: أين حقوق الضحايا؟ بلا جواب حتى الآن.
ما تزال الصور المروعة والمؤلمة لضحايا تلك المجزرة وغيرها من المجازر، ماثلة في أذهان السوريين عامة، وأهالي الضحايا خاصة، وجميعنا ننتظر ساعة المحاسبة لتحقيق العدالة الانتقالية.
وبدلا من أن يصدر قرار بجر مجرم الحرب بشار الأسد إلى محاكمة الجنايات الدولية لينال جزاء ما اقترفت يداه من جرائم، فوجئ السوريون بفتح الأبواب له للمشاركة في القمة العربية الأخيرة، مترافقة مع خطوات تطبيع من قبل دول عربية شقيقة! وقد أصيب السوريون بألم وغضب واستياء من عودة النظام إلى الجامعة العربية؛ لأنهم لم يكونوا يتوقعون من الدول العربية الشقيقة على الإطلاق أن يعامل تابع إيران في سوريا بهذا الشكل! بل على العكس، كانوا يأملون في استمرار دور عربي ضاغط يدفع بقطار الحل السياسي المتعثر نحو وجهته الصحيحة، ويحرك عجلته للوصول إلى تطبيق القرارات الدولية الخاصة بالشأن السوري، وخاصة بيان جنيف رقم 1 والقرارين 2254 و2118.
    بات من الواضح اليوم بعد مرور فترة كافية على خطوات التطبيع المجانية، أن نظام الأسد غير قادر وغير راغب في تقديم أي شيء لإيجاد الحل السياسي المنشود، وجُل ما يريده من التطبيع العربي، حصوله على أموال طائلة لينهبها تحت عنوان "إعادة الإعمار".
 بات من الواضح اليوم بعد مرور فترة كافية على خطوات التطبيع المجانية، أن نظام الأسد غير قادر وغير راغب في تقديم أي شيء لإيجاد الحل السياسي المنشود، وجُل ما يريده من التطبيع العربي، حصوله على أموال طائلة لينهبها تحت عنوان "إعادة الإعمار"، كما نهب ثروات سوريا على مدار خمسة عقود، وما بقي منها نهّبها للروس والإيرانيين.
المطلوب اليوم من المجتمع الدولي إعادة الأمور إلى نصابها، والعودة إلى المسار الذي يفضي إلى حل سياسي مستدام، بناءً على القرارات الدولية لتحقيق انتقال سياسي، وأن يكون هنالك مسار مواز للعدالة الانتقالية تقود المجرمين إلى محاكمات عادلة، ومن ثم تحقيق عودة طوعية للاجئين في بيئة آمنة ومحايدة.
وهذا لن يتحقق إلا بالضغط على نظام الأسد، والتلويح بإمكانية استخدام البند السابع في القرار 2118؛ الذي يقضي بإمكانية استخدام القوة لتطبيق القرارات الدولية.
ودون ذلك، سيبقى نظام الأسد يتلاعب ويمارس أساليب الخداع وإضاعة الوقت، ويتابع تصديره للكبتاغون، ويستمر في شعاره الذي رفعه منذ بداية الثورة "الأسد أو نحرق البلد".
=====================
المركز الصحفي السوري :ناشطون يحيون الذكرى العاشرة لمجزرة الكيماوي في الغوطة الشرقية
يحيي ناشطون اليوم الذكرى العاشرة لمجزرة الغوطة الشرقية بريف دمشق ، التي تعرضت لقصف بالأسلحة الكيماوية من النظام بغاز السارين السام ما أدى لسقوط أكثر من 1400 مدني ، بين رجال و نساء و أطفال ومسنين.
نفذ نشطاء وقفة في ريف حلب الغربي في بلدة الابزمو مساء الأمس تم من خلالها إشعال الشموع بعدد الضحايا للتذكير بهذه المجزرة و المطالبة بمحاسبة نظام الأسد على جرائمه .
شارك ناشطون عبر شبكة التواصل الاجتماعي مقاطع مرئية رصدت الضحايا الذين سقطوا في كفر بطنا و زملكا في ريف دمشق.
استهدف النظام الغوطة الشرقية في ريف دمشق في مثل هذا اليوم من عام 2013 بهجوم بواسطة الغازات السامة على أحياء الغوطةالذي يعتبر منطقة سكنية مكتظة بالسكان .
رصدت التقارير المحلية بأن أكثر من 1400 شخص قتلوا في هذا الهجوم بينهم العديد من الأطفال و النساء وأن الغاز السام الذي تم استخدامه هو غاز السارين الذي يعتبر مادة كيميائية سامة جدًا تعرض الضحايا لأعراض مثل صعوبة التنفس و تقيؤ الدم ، و احمرار العينين و خراج الفم و الأنف.
أدان عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني بهجت أتاسي بذكرى المجزرة عدم اكتراث رأس النظام بالمجتمع الدولي حيث قال : “لقد ارتكب الأسد الهجوم الكيماوي الأكبر على مستوى العالم منذ دخول اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية حيز التنفيذ عام 1997م ، أي أنه ضرب بعرض الحائط ما اتفقت عليه 193 دولة حول العالم متحديًا بذلك الإرادة الدولية”.
وأضاف الأتاسي أن الأسد استخدم الكيماوي مرات أخرى كثيرة بعد مجزرة الغوطة تعدت المائتي هجوم رغم انضمامه للاتفاقية عام 2013 ، لكن الرد الدولي لم يتعد كلمات الشجب والتنديد في حين كان الشعب السوري يختنق كل مرة على مرأى ومسمع المجتمع الدولي.
و أكد الأتاسي أنه “لا يمكن للسوريين أن ينسوا أبناءهم الذين قضوا خنقًا على يد هذا النظام المجرم و لن يقبلوا إلا بمحاسبته و إنصاف الضحايا”.
=====================
موقع الائتلاف :عضو الائتلاف الوطني السوري ياسر دلوان يصرّح : قيامة الغوطة.. الكيماوي الذي حصد الأرواح
    21 آب , 2023
الكاتب:ياسر دلوان
لقد عشنا لحظات مثل يوم القيامة، عندما استيقظنا على نبأ عظيم وخَطبٍ جلل في صبيحة 21 آب 2013
اتصل بي في الصباح الباكر ابن أختي الإعلامي “عمار السعيد” (تقبله الله) يوقظني، يجب أن نذهب إلى مدينة زملكا. قلت له خيراً؟ ولم هذه العجلة؟ قال: لقد ضرب نظام الأسد الغازات الكيماوية هناك والإصابات مهولة، يجب أن نذهب ونسعف.
ذهبنا إلى هناك وكانت الفاجعة، النساء والأطفال والرجال ماتوا كلهم بصمت رهيب، موقف يعجز لسان الفصحاء عن وصفه، أسعفنا من استطعنا، وعندما ذهبنا إلى النقاط الطبية، رأينا الكمَّ الهائل من المصابين، موقف رهيب.
انتظرنا تحركاً دولياً وسمعنا بخطوط حمراء، ولكن للأسف، تمّ بيع قضية الكيماوي ببازار الصفقات، حيث تمّ الاتفاق النووي مع إيران وادعاء تسليم سلاح النظام من الكيماوي، وبهذا التراخي الدولي وعدم المحاسبة وانعدام الجدِّية في التعامل بحزم مع أكبر مجزرة للكيماوي منذ الحرب العالمية الثانية، تجرأ النظام المجرم على ارتكاب العشرات من مجازر الكيماوي بعدها.
وإلى الآن لم تتم محاسبة النظام، رغم تأكيد منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أن النظام استخدم السلاح الكيماوي أكثر من سبع عشرة مرة، فيما تقول التقارير الأمريكية إنه استخدمها أكثر من خمسين مرة.
ونحن الآن، نطالب مجلس الأمن والدول الصديقة بمحاسبة مجرم العصر على هذه الجرائم، وتطبيق القرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن بتاريخ 18/5/2015 بما يخص الحل السياسي من خلال الانتقال السياسي وتعود سورية لمكانتها الإقليمية والدولية.
=====================
شام :الائتلاف: بقاء الأسد بلا عقاب بعد عشر سنين من مجزرة الكيماوي في الغوطة يعمق جراح السوريين
٢١ أغسطس ٢٠٢٣
قال "الائتلاف الوطني السوري"، إن اليوم يصادف ذكرى واحدة من أفظع جرائم العصر الحديث، ارتكبها نظام الأسد بحق مدنيين أبرياء في غوطة دمشق قبل عشر سنوات في (21 آب 2013) باستخدام السلاح الكيماوي الخانق، ما أدى لاستشهاد 1400 شخصاً، كما يصادف اليوم ذاته ذكرى اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الإرهاب وإجلالهم الذي أُقرّ عام 2017.
وأكد الائتلاف أن بقاء نظام الأسد بلا عقاب بعد عشر سنين من هذه الجريمة الوحشية يعمق جراح السوريين ويمثل فشلاً ذريعاً في آلية تعامل المجتمع الدولي ومجلس الأمن والأمم المتحدة مع المجرمين والجرائم الوحشية، ولا سيما وأن عناصر الجريمة متكاملة والتقارير أثبتت مسؤولية نظام الأسد عن الجريمة، وما يزال القاتل يمارس إرهابه ضد السوريين بلا رادع.
=====================
شام :"القانونيين السوريين" تُطالب بإحالة المسؤولين عن مجزرة الكيماوي في الغوطتين للمحكمة الجنائية الدولية
طالبت "هيئة القانونيين السوريين" في بيان لها اليوم، بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لهجوم نظام الأسد بالأسلحة الكيميائية في غوطتي دمشق، بضرورة العمل على محاسبة نظام بشار الأسد لاستخدامه السلاح الكيميائي في الغوطتين وفي غير الغوطتين وإحالة المسؤولين إلى المحكمة الجنائية الدولية.
بتفعيل القرار 2118 / 2015 لاسيما الفقرتين 15 و21 وإجراء المقتضى القانوني اللازم استناداً للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة بسبب خرق نظام بشار الأسد للفقرة 21 من القرار 2118 واستخدامه للكيماوي عشرات المرات الموثقة بعد تاريخ 21 / 8 / 2013 .
=====================
المرصد :يوم أباد النظام شعبه… ذكرى مجزرة الغوطة وآلامها.. المحاسبة مطلب إنساني
يتذكر السوريون مأساة إنسانية عاشوها في مجزرة الغوطة 21 آب، حين أباد النظام شعبه في الغوطة الشرقية بغاز السارين، دون شفقة ورحمة ليظل في كرسيه، مأساة راح ضحيتها 1400 شخص بينهم أطفال ونساء في كل من غوطتي دمشق الشرقية والغربية.
ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان 890 شخصا في استشهدوا في هذه المجزرة.
ذلك الهجوم الكيمياوي الذي جاء بعد وصول بعثة مفتشين حينها إلى سورية، واستهدف الغوطة التي كانت من أولى المناطق التي خرجت منها شرارة الثورة السورية وكانت من أكثر المدن التي قدمت شهداء أبرياء نادوا برحيل النظام ضمن مظاهرات سلمية واجهتها قوات النظام بالسلاح والدم والقتل والاعتقال والتعذيب.
لن ينسى الشعب السوري مأساة الغوطة وغيرها مادام هذا النظام الذي يتغذى على أوجاع الوطن وأبنائه لازال حاكما بقوة السلاح وبمعية المجتمع الدولي والدول الداعمة له، ولن يصمت سوري إزاء استمراره في الحكم ولن يتقبل هذا الواقع الذي تفرضه المصالح الدولية والإقليمية والتفاهمات الغامضة القائمة على المتاجرة بآلام شعب هُجر وقُتل لمجرد مطالبته بالعيش الكريم والكرامة والحرية والتداول السلمي الديمقراطي للسلطة بعيدا عن الرجل الواحد والحكم المؤبد.
ويقول الغوطيون أنه منذ خروج بلدتهم عن السيطرة عام 2012، عاشوا كل أنواع التنكيل والتجويع للتركيع ومع ذلك تمسكوا بنور ثورتهم السلمية التي تم تسليحها وأسلمتها لأهداف خبيثة.
ويؤكد المرصد السوري لحقوق الانسان، أن من يقصف بني شعبه بالكيماوي المحرم دوليا في الساعة 02:31 صباحا بمئات الصواريخ من نوع أرض أرض محملة بغازات سامة يرجح أنها من نوع “السارين”، لا يمكن أن يحكمهم ويتفاوض معهم فلا أفظع من قصف وقتل طفل ورضيع وحامل وامرأة، ولا أفظع من شخص قتل شعبه ليستمر في الحكم.
ويذكر المرصد بأن المحاسبة أمام محاكم دولية عادلة نزيهة ومحايدة هي السبيل الوحيد لتحقيق السلام والسلم الاجتماعي، ويدعو المجتمع الدولي إلى تجاوز سلبية التعامل مع سلطة قصفت شعبها بغاز السارين لتحكم وتقديمها للمحاكمة.
ويجدد المرصد السوري دعواته للسوريين بالتوحد بعيدا عن الصراعات الفضفضة لمحاسبة الجلاد، ويؤكد أن ظاهرة الإفلات من العقاب شجعت هذا النظام وغيره على مزيد من ارتكاب المجازر في سورية.
ويؤكد أن صمت المجتمع الدولي وصمة عار وخذلان للسوريين وللضحايا.
وبرغم تحميل منظمة حظر الأسلحة الكيماوية المسؤولية للأسد إلا أن المحاسبة لازالت بعيدة.
كذلك حصل المرصد السوري لحقوق الإنسان من شهود عيان وسكان من غوطة دمشق الشرقية، على معلومات متقاطعة أكدت للمرصد السوري، أن القصف الذي جرى يوم الـ 21 من آب / أغسطس من العام 2013، عند الساعة الواحدة والنصف من بعد منتصف الليل، جرت بواسطة قصف بصواريخ سمعت أصوات إطلاقها بقوة، ومن ثم لم يسمع أي دوي انفجار بعد سقوطها، على مدينة زملكا، وفي المنطقة الواقعة بين مدينتي زملكا وعين ترما، إذ لم يكن قد سمع قبلها بحسب شهادة الأهالي، صوتاً لمثل هذا النوع من الأسلحة، وبعد عمليات القصف شوهد مئات الشهداء والمصابين، في زملكا ومحيطها ومناطق أخرى في غوطة دمشق الشرقية، وعزت المصادر المتقاطعة والأهلية للمرصد السوري السبب إلى تحضير الفصائل العاملة في غوطة دمشق الشرقية حينها، لعملية عسكرية واسعة ضد قوات النظام عبر هجوم مركز ومكثف وعنيف يهدف للدخول إلى العاصمة دمشق والسيطرة عليها والبدء بحرب عصابات داخلها، إلا أن سلطة النظام الأمنية والعسكرية، تمكنت من الحصول على معلومات حول التحضر للهجوم بشكل حقيقي من قبل آلاف المقاتلين في الفصائل، وتحدثت مصادر أن قوات النظام في تلك المرحلة لم تكن في كامل جاهزيتها لمثل هذا النوع من الهجوم الذي جرى التحضير له بشكل كبير ودقيق من قبل الفصائل، فما كان منها إلا أن عاجلت مركز انطلاق العملية العسكرية ضد دمشق، بصواريخ تحمل مواد كيميائية، أطلقت بأوامر من “ماهر الأسد” شقيق رئيس النظام السوري والقائد الحالي لـ”الفرقة الرابعة” بعد تعيينه في نيسان من العام 2018 في منصبه، وجرى تنفيذ الأمر من قبل لواء منحدر من منطقة صافيتا في ريف محافظة طرطوس الساحلية.
وعليه يجدد المرصد السوري لحقوق الإنسان، مطالبته الجهات الدولية الإنسانية والحقوقية تحقيق العدالة من خلال محاسبة مرتكبي مجزرة الكيماوي في غوطتي دمشق والتي تعتبر من أبشع المجازر في القرن الـ21 من خلال شهادات الناجين للمرصد السوري.
=====================
العربي :10 أعوام على مجزرة الغوطة.. من يحاسب النظام السوري على جرائمه؟
21 أغسطس 2023
مضى عقد كامل على أكبر هجوم كيماوي في العصر الحديث والقاتل بدون محاسبة، حين استهدف نظام بشار الأسد سكان غوطة دمشق بالأسلحة المحرمة دوليًا، مستخدمًا كميات كبيرة من غاز السارين في وقت متأخر من الليل، حيث الأهالي نيام، بحسب تقرير الشبكة السورية لحقوق الإنسان الصادر في الذكرى السنوية العاشرة لهذا الهجوم.
وأشار التقرير إلى أن تفاصيل الهجوم على الغوطتين يظهر نية مبيتة لدى النظام في قتل أكبر عدد ممكن من السوريين، بمن فيهم نساء وأطفال.
وحمل التقرير مسؤولية تحريك الأسلحة الكيماوية واستخدامها إلى رأس النظام بشار الأسد الذي يتولى قيادة الجيش والقوات المسلحة.
وبحسب التقرير، فقد قتل في ذلك اليوم 1144 شخصًا اختناقًا، بينهم 1119 مدنيًا، منهم 99 طفلًا و94 سيدة، كما أصيب نحو 600 شخص بأعراض تنفسية وحالات اختناق.
كذلك سجل التقرير 222 هجومًا كيماويًا على سوريا منذ أول استخدام موثق في عام 2012 حتى أغسطس/ آب 2023، حيث يتحمل النظام مسؤولية 98% منها، و2% على يد تنظيم "الدولة".
وأشارت قاعدة بيانات الشبكة السورية لحقوق الإنسان إلى تورط ما لا يقل عن 387 شخصًا من أبرز ضباط الجيش وأجهزة الأمن والعاملين المدنيين والعسكريين، بينما أوصى التقرير مجلس الأمن والأمم المتحدة بفرض عقوبات اقتصادية وسياسية وعسكرية على النظام السوري.
كما أكد على ضرورة إحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية ومحاسبة جميع المتورطين.
من يحاسب النظام السوري على جرائمه؟
وفي هذا الإطار، يشير الأمين العام للفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان مازن درويش، إلى أنه لم يكن هناك أيّ إمكانية للتحرك باتجاه محكمة الجنايات الدولية، بسبب استخدام روسيا والصين لحق النقض "الفيتو" داخل مجلس الأمن الدولي.
وفي حديث لـ"العربي" من العاصمة باريس، يضيف درويش، أنه كشكل بديل لإبقاء قضية المحاسبة على جريمة الكيماوي تحديدًا في الغوطة، تم منذ عام 2021 عبر تحريك دعوى جنائية من قبل مؤسستين سوريتين هما المركز السوري للإعلام وحرية التعبير والأرشيف السوري، بالإضافة إلى مؤسسات مع العدالة الدولية.
ويوضح أن هذه المؤسسات استفادت من وجود إحدى الضحايا التي كانت هي وعائلتها موجودة بمنطقة زملكا حيث وقعت فيها الضربة الأساسية عام 2013، وخرجت إلى فرنسا كونها تحمل بالإضافة إلى جنسيتها السورية الأم الجنسية الفرنسية.
ويتابع أن المؤسسات تمكنت من رفع دعوى جنائية، حيث تم تسليم المحكمة أكثر من 491 دليلًا على تورط النظام ووحدات محددة بشكل أساسي بهذه الجريمة، بالإضافة إلى الشهادات الطبية التي كانت موجودة لدى مركز توثيق الانتهاكات في سوريا.
وأردف درويش أن هناك أيضًا دعوتين من قبل الأطراف نفسها، تم رفعهما في السويد وألمانيا تتضمن الضربة التي وقعت بالغوطة، وضرب خان شيخون عام 2019.
وبشأن أبعاد استخدام الأسلحة الكيماوية، يوضح درويش أن هذه الأسلحة لا تخضع لكل المعايير التي عادة تقوم بها الجيوش، وسط الحديث عن سلاح محرم دوليًا.
ويعرب عن اعتقاده بأن قرار استخدام تلك الأسلحة اتخذ من رأس الهرم تحديدًا من قبل رئيس النظام بشار الأسد عبر ضباط الارتباط الخاصين بالقصر الجمهوري مع مركز البحوث العلمية.
وفيما يشير إلى أن الدعوى المرفوعة هي جنائية، وتستهدف الأشخاص المسؤولين بشكل أساسي والأشخاص الذين يعتقد أنهم متورطون بشكل مباشر بصناعة القرار، مرورًا بمركز الأبحاث والوحدات العسكرية التي قامت بالاستهداف، يلفت درويش إلى أن هذه المحاكم هي محلية لا تستطيع محاكمة رئيس جمهورية على رأس عمله.
=====================
بلدي نيوز :عشر سنوات على"كيماوي" الغوطة.. شهادات وفعاليات تُحيي الذكرى
يحيي السوريون اليوم الاثنين 21 آب/ أغسطس، الذكرى السنوية العاشرة على الليلة التي لم ترَ مئات العوائل في الغوطة الشرقية بدمشق النور من بعدها، وباتت محفورة في ذاكرة السوريين، والتي تبعها سلسلة صور وفيديوهات، جسّدت صرخات الألم والموت الصامت على يد نظام الأسد.
يعتبر تاريخ 21 آب 2013، هو تاريخ أبشع جريمة بحق الإنسانية في القرن الواحد والعشرين، التي تمثلت بارتكاب النظام السوري مجزرة بحق سكان الغوطة الشرقية بدمشق، جرّاء استهدافهم بغاز "السارين" السام، والتي أسفرت عن مئات الضحايا المدنيين.
في تلك الليلة لم يكن الإنقاذ مسؤولية فئة محددة من الناس، إذ حمل جميع الأصحاء على عاتقهم مسؤولية إنقاذ المصابين متجاهلين حجم الخطر في ذلك.
واقتصرت وسائل الحماية وقتئذٍ على أقمشة مبللة يغطى بها الأنف والفم، فيما كانت رائحة السارين الخانقة، لا تفرق بين منقذ وآخر، وعيون القتلى وصرخات المستنجدين، هزمت محاولات صمود الكثيرين.
بلغ عدد ضحايا المجزرة حوالي 1400 شخص، بحسب ما وثّقه الناشطون هناك، بينما وثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بالأسماء مقتل 1144 شخص.
فعاليات لإحياء المجزرة
أحيت مؤسسة الدفاع المدني السوري، مجزرة كيماوي الأسد عبر تنظيم فعالية "إشعال شموع" ونشرتها على وسائل التواصل الاجتماعي، لتكريم ضحايا الهجمات الكيميائية في غوطة دمشق.
وقال بيان الدفاع إن "عقدا من الزمن مرّ على مجزرة الكيماوي، التي كان ضحيتها آلاف الأبرياء، في مجزرة تعتبر من أبشع المجازر اللي حصلت على مر التاريخ، إذ أسفرت عن موت أكتر من 1100 إنسان خنقاً بغاز السارين".
وشدد بيان الدفاع على "ضرورة السعي لعدم إفلات نظام الأسد من العقاب، وكل أركانه الضالعين في هذه الجريمة وآلاف الجرائم الأخرى".
شاهد على الجريمة
يقول الناشط الإعلامي "أبو محمود الحرك" الذي شارك بتوثيق المجزرة حينها، إن "النسيان بهكذا مواقف صعب.. لازلت أتذكر التفاصيل وكأنها تجري الآن، يستحيل أن تنسى".
ويضيف بلهجته المحلية: "مثل هي اللحظات بعام 2013 دق واحد من رفقاتنا علينا باب المكتب بطريقة مزعجة، فتحت الباب وبدي قله شبك شو خربت الدنيا، قلي ضربوا كيماوي بسرعة حطوا قماش على وجوهكم، وطلعوا صوروا العالم ميتة بالطرقات شي متل الكذب، طلعت وشغلت الكاميرة من باب المكتب لأول نقطة بشوف فيها شهداء، لما شفت الشهداء كوام فوق بعض ماعد طلع معي الحكي، وأنا عم سجل الفيديو".
يستذكر "الحرك"، تلك اللحظات فيقول "أفتل يمين ويسار لفوق وتحت وكيف ما وجهت العدسة عالم ميتة خنق، بالفعل طلع شي متل الكذب، هون لقيت التصوير ما بفيد بشي، ولازم نروح نخلي مصابين وشهداء من منطقة الاستهداف (زملكا - عين ترما)، ورحنا بأول الطريق لقينا سيارات الإسعاف قالبة، وشي فايت بالحيط والمسعفين صاروا شهداء، قلتله لرفيقي يلي سايق المتور لف ورجاع لازم نلحق ننشر شي قبل ما نموت، لأنو ما بدهم يبقى حدا عايش".
وأردف "رجعنا وفتحت نت.. اتصلت بقناة الجزيرة بتذكر على السكايب اسمه طارق.. كان نايم اتصلت بعدة حسابات من عدة قنوات عربية وغيرها من القنوات، كلو نايم وماحدا عم يرد طلع معي حساب لمسؤول وكالة رويترز بالشرق الأوسط فاتح سكايب.. بعتله كل شي مصورو بدون ما قله شي غير أنو النظام ضربنا كيماوي بالغوطة، وهدلون لازم يوصلوا للإعلام ورجعت سكرت نت، وتوجهت للنقطة الأولى يلي عم يجيبوا عليها الشهداء والمصابين، انصدمت بالأعداد أضعاف عن يلي شفتها بأول ساعة من المجزرة".
وأضاف: "رجعت صورت وتوجهت لعند رفيقي يلي متعودين دائما نلحش المقاطع عنده، ونكفي تصوير لما يكون في حدث ميداني، وكروت الذاكرة تبعنا تفلل، قلتله فضيه ونشور، عطاني كرت وقلي تروك يلي معك وكفي تصوير بالفعل تركت الكرت ومشيت وهون بلشت الصواريخ متل المطر تنزل على كل الغوطة، قصف شي لا يصدق بمعدل صاروخين بالثانية".
تعامل لا يرقى إلى مستوى الجريمة
وفي موازاة ذلك، كانت لجنة التفتيش الدولية التابعة للأمم المتحدة موجودة في دمشق، وزارت مواقع الهجمات، بعد أيام من المجزرة، وعاينت المواقع وبقايا الصواريخ وأخذت عيناتٍ من التربة، وأجرت مقابلات مع عشرات السكان المحليين الناجين من المجزرة، لتؤكد وفق تقرير لها صُدر بعد أسبوعين من المجزرة، أن الهجوم سببه غاز السارين.
وقالت إن "الجهة التي نفذت الهجوم خبيرة باستخدام الأسلحة المزودة بغازات سامة، وإن الذين نفذوا الجريمة اختاروا المناخ والتوقيت الملائمَين، لتنفيذ الهجوم بحيث يوقع أكبر عددٍ من الضحايا".
وبعد أيامٍ من صدور تقرير اللجنة وبالتزامن مع تهديدات الولايات المتحدة، أنها ستوجه ضربات عسكرية للنظام، عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً، تم التصويت فيه بالإجماع، على القرار رقم 2118، الذي طالب بنزع مخزون سلاح النظام الكيميائي وإتلافه، دون أن يستطيع إدانة النظام بالجريمة، وعرقلت روسيا القرار الدولي بالإدانة.
وسبق أن أكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" بعد أكثر من أسبوعين من الهجوم، حصولها على أدلة توضح وقوف قوات النظام السوري وراء مجزرة الغوطة.
أما تقرير "لجنة التفتيش التابعة للأمم المتحدة" الذي صدر في 16 سبتمبر/أيلول 2013 فلم يحمل مسؤولية الهجوم لأي جهة أو طرف، واكتفى بوصف الهجوم بأنه جريمة خطيرة، ويجب تقديم المسؤولين عنها للعدالة في أقرب وقت ممكن، مشيرا إلى أنه تم بواسطة صواريخ أرض أرض، أطلقت بين الثانية والخامسة صباحا، ما جعل حصيلة الضحايا كبيرة.
واكتفى البيت الأبيض حينها بالتعبير عن القلق، ودعا وزير الخارجية الأمريكية الأسبق جون كيري النظام السوري إلى تسليم كامل مخزونه من الأسلحة الكيميائية، مقابل عدم تنفيذ ضربة عسكرية عليه.
وقدمت الاستخبارات الألمانية تقريراً جاء فيه أن اتصالاً جرى بين مسؤول كبير من "حزب الله" والسفارة الإيرانية في بيروت، أشار خلاله مسؤول الحزب إلى مسؤولية بشار الأسد عن الهجوم وإلى أنه بدأ يفقد أعصابه.
ونشرت صحيفة "الغارديان" بتاريخ 3 أيلول 2013 تقريرا استخباريا فرنسيا أشار إلى أن قوات النظام هي المسؤولة عن الهجوم، وأرفق التقرير الفرنسي صورا تظهر انطلاق صواريخ من مواقع قوات النظام، و47 تصوير فيديو وضعها الناشطون وتحقق أطباء فرنسيون من صحتها.
ولم يتوقف النظام بعد مجزرة الغوطة عن استخدام الأسلحة الكيماوية، إذ استهدف العديد من المناطق 184 مرة، وبلغ عدد المرات التي استخدم فيها ذلك السلاح الفتاك 217 مرة منذ العام 2012 وحتى الآن.
=====================
العربي الجديد :10 سنوات على مجزرة الكيماوي في غوطتي دمشق: جريمة دون محاسبة
جلال بكور

تمر اليوم الذكرى السنوية العاشرة للمجزرة التي ارتكبها النظام السوري بالسلاح الكيميائي في غوطتي دمشق، في العام 2013، في حين لا يزال مرتكبو الجريمة طلقاء من دون محاكمة أومحاسبة.
وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في بيان لها، إن هجمات النظام السوري بالأسلحة الكيميائية على غوطتي دمشق، الشرقية والغربية، في 21 آب 2013، قتلت 1144شخصاً، بينهم 99 طفلاً و194سيدة، بينما أصيب 5935 شخصاً بحالات اختناق.
وقالت الشبكة إن الهجوم "أضخم هجوم عرفه العالم بالأسلحة الكيميائية بعد اعتماد اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، وشكل صدمة للإنسانية والحضارة".
وبحسب الشبكة كان الهجوم دليلاً على عدم وفاء المجتمع الدولي بتعهداته بأن استعمال السلاح الكيميائي "خط أحمر"، فلم يتحرك المجتمع الدولي لمعاقبة النظام و"لم يتحقق أي شكل فعال من أشكال المحاسبة حتى الآن".
ماذا يقول شهود على مجزرة الكيميائي في دوما عن إدانة النظام؟
وتؤكد الشبكة "وجود نية وتخطيط دقيق لدى النظام السوري يهدف إلى إبادة أكبر قدر ممكن من الشعب السوري، وذلك من خلال استخدام النظام السوري كميات كبيرة من غاز السارين في وقت متأخر من الليل حيث يكون الأهالي نياماً؛ الأمر الذي يخفض من فرص النجاة".
وأشارت الشبكة إلى أن مؤشرات درجات الحرارة في ليلة الهجوم "كانت تشير إلى انخفاضها بين الساعة الثانية والخامسة فجراً، ما يؤدي إلى سكون الهواء، وبالتالي عدم تطاير الغازات السَّامة الثقيلة".
وشن النظام السوري 217 هجوماً، أولها في 23 كانون الأول 2012، وآخرها في  20 آب 2021، قتل على أثرها 1510 أشخاص بحسب توثيق الشبكة السورية بينهم 1409 مدنيين منهم 205 أطفال، فيما أصيب 11080 شخصاً.
وكان النظام قد نفذ 33 هجوماً بالسلاح الكيميائي، قبل قرار مجلس الأمن 2118، ونفّذ 184 هجوماً، بعد قرار المجلس رقم 2209، و59 بعد قرار رقم 2235 الخاص بتشكيل آلية التحقيق في الهجمات الكيميائية بسورية.
وحملت الشبكة مسؤولية الهجمات لكل من القائد العام للجيش والقوات المسلحة، ونائبه، ومدير القوى الجوية وإدارة المخابرات الجوية وقادة المطارات العسكرية ومدراء السرب والألوية التابعة للحرس الجمهوري في قوات النظام السوري، إضافة إلى مدراء وحدات البحوث العلمية المسؤولية الأكبر عن استخدام هذا السلاح.
وقالت الشبكة، إن هناك ما لا يقل عن 387 شخصاً من أبرز ضباط الجيش وأجهزة الأمن والعاملين المدنيين والعسكريين، في مراكز البحوث والدراسات العلمية المتخصصة بتوفير وتجهيز المواد الكيميائية المستخدمة عسكرياً في سورية، جلهم متهمون بإصدار أوامر لشن هجمات بالأسلحة الكيميائية أو تنفيذها في سورية.
ومن أبرز الأسماء بحسب الشبكة، رئيس النظام بشار الأسد، وعدد من ضباطه أبرزهم: سهيل الحسن وجميل الحسن وبسام الحسن وعبد الفتاح قدسية وعلي أيوب وعلي ونوس وغسان عباس.
بقاء النظام يعمّق جراح السوريين
وفي السياق، قال "الائتلاف السوري" المعارض إن اليوم يصادف ذكرى واحدة من أفظع جرائم العصر الحديث "ارتكبها نظام الأسد بحق مدنيين أبرياء في غوطة دمشق قبل عشر سنوات باستخدام السلاح الكيميائي الخانق".
وأضاف في بيان له: "إن بقاء نظام الأسد بلا عقاب بعد عشر سنين من هذه الجريمة الوحشية يعمق جراح السوريين ويمثل فشلاً ذريعاً في آلية تعامل المجتمع الدولي ومجلس الأمن والأمم المتحدة مع المجرمين والجرائم الوحشية، ولا سيما وأن عناصر الجريمة متكاملة والتقارير أثبتت مسؤولية نظام الأسد عن الجريمة، وما يزال القاتل يمارس إرهابه ضد السوريين بلا رادع".
وأكد الائتلاف الوطني أنه من غير المقبول تجاهل المجتمع الدولي لسلسلة جرائم ممتدة لأكثر من عقد من الزمن، ارتكبها النظام ومعه روسيا وإيران بحق الشعب السوري، ولا سيما أن مجلس الأمن عليه التزامات بتنفيذ قراراته.
وحمّل الائتلاف الوطني المجتمع الدولي "مسؤولية استمرار المأساة في سورية بسبب عدم السعي الجاد لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2254، مؤكداً أن أي تأخير في تنفيذه يؤدي إلى تعميق المأساة واستمرار الانتهاكات".
بعد تحقيقات استمرت سنوات، أكدت منظمات دولية، من بينها منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، مسؤولية النظام السوري عن هجمات عدة بالأسلحة الكيميائية، ويستمر النظام السوري في نفي مسؤوليته عنها، وحالت روسيا دون إدانته ومحاسبته في مجلس الأمن الدولي.
وتبع مجزرة الغوطة عام 2013 تحرك دولي لتدمير مخزون وقدرات النظام السوري على إنتاج الأسلحة الكيميائية.
=====================
الجزيرة :10 سنوات على مجزرة غوطة دمشق بالسلاح الكيميائي
تمر اليوم الاثنين 10 سنوات على قصف النظام السوري غوطة دمشق بالسلاح الكيميائي، مما أدى لمقتل نحو 1450 مدنيا، بينهم أكثر من 200 طفل وامرأة، وإصابة 6 آلاف آخرين، حسب بيانات الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
ورغم مرور عقد من الزمن، فإن ذوي الضحايا لا يزالون يطالبون بمحاسبة المسؤولين عن هذه المجزرة المروعة التي تعد الأكثر مأساوية في الثورة السورية التي بدأت عام 2011.
وقبيل فجر 21 أغسطس/آب 2013، قصفت قوات النظام السوري بلدات في الغوطتين الشرقية والغربية، بينها زملكا وعربين والمعضمية، بعشرات الصواريخ التي يعتقد أنها كانت تحوي غاز السارين.
وبعد تحقيقات استمرت سنوات، أكدت منظمات دولية -بينها منظمة حظر الأسلحة الكيميائية- مسؤولية النظام السوري عن هجمات عدة بالأسلحة الكيميائية، بيد أن النظام ظل ينفي ذلك باستمرار، وحالت روسيا دون إدانته ومحاسبته في مجلس الأمن الدولي.
وتبع مجزرة الغوطة عام 2013 تحرك دولي أفضى إلى تدمير مخزون وآلية النظام السوري لإنتاج السلاح الكيميائي.
محاسبة المتورطين
وفي الذكرى العاشرة لهجوم الغوطة الكيميائي، لا يزال ذوو الضحايا يأملون في محاسبة المسؤولين عنه.
وفي هذا الإطار، قال مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان فضل عبد الغني إن الشبكة زودت مختلف الجهات الدولية والأممية التي حققت في مجزرة الغوطة بكم هائل من الأدلة وأسماء الضحايا، وعبّر عن أمله في حدوث تحرك أكثر جدية ضد النظام السوري وفق البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
وفي هذه المناسبة، دعت الشبكة مجلس الأمن والأمم المتحدة إلى فرض عقوبات اقتصادية وسياسية وعسكرية على النظام السوري كشكل من أشكال التعويض المعنوي لأسر الضحايا وملاحقة المسؤولين عن الهجمات الكيميائية.
كما طالبت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بإحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية ومحاسبة جميع المتورطين، أو إنشاء محكمة جنائية خاصة لمحاسبة المتورطين بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الشعب السوري، مما يسهم في وقف مسار الإفلات من العقاب المستمر منذ أكثر من عقد من الزمن.
المصدر : الجزيرة
=====================