الرئيسة \  مشاركات  \  ضغط الشعوب : بالأمس واليوم .. بين السلب والإيجاب

ضغط الشعوب : بالأمس واليوم .. بين السلب والإيجاب

25.11.2018
عبدالله عيسى السلامة




الضغط الشعبي ، قوّة حقيقية ، في مواجهة الحكّام وأعوانهم .. وهي ، غالباً ماتكون ، على شكل مظاهرات !
قد تكون هذه القوّة ، عمياء مدمّرة ، أو واعية مبصرة .. وهي أداة تغيير، في كلّ الأحوال: تغيير نحو الأحسن ، أو تغيير نحو الأسوأ !
قد تبدأ عمياء مدمّرة ، فتبادر قيادة واعية مخلصة ، فتحوّلها ، إلى واعية مبصرة !
وقد تبدأ واعية مبصرة ، ثمّ تتحوّل ، بجهود بعض المشاركين فيها ، أو المستغلّين لها ، إلى عمياء مدمّرة !
وقد تنطلق ، لأسباب : اقتصادية ، أواجتماعية ، أو سياسية.. ثمّ توجَّه ، باتجاهات مغايرة ، للاتجاه الذي انطلقت نحوه !
وقد تكون أداة احتجاج ،  ضدّ أمر ما : داخلي ، أو خارجي !
نموذج قديم ، للقوّة العمياء المدمّرة :
حدثت بعض الاحتجاجات ، في بعض أقطار الدولة الإسلامية ، في عهد الخليفة الراشد ، عثمان بن عفان ، لأسباب ، اختلط  فيها الحقّ بالباطل ، والخطأ بالصواب .. ثمّ استغلّها بعض المغرضين ، وحرّضوا الناس ، على الفتنة ، وحضّوهم ، على التجمّع ، في المدينة المنوّرة ، ومحاصرة بيت عثمان ، ثم قتله ، في النهاية !
نموذج قديم ، للقوّة الواعية المبصرة !
أفتى العالم الكبير، العزّ بن عبد السلام، أيّام حكم المماليك ، بوجوب بيع المماليك ، لتحريرهم، وجعلهم حكّاماً شرعيين ؛ فالعبد المملوك ، لا يجوز، أن يكون حاكماً ! وحين رفض المماليك الفتوى ، خرج العزّ ، من مصر ، ممتطياً حماراً ، فتبعه أكثر أهل مصر، ممّا اضطرّ المماليك الحكّام ، إلى استرضائه ، وإعادته ، والانصياع  لفتواه !
نموذج حديث ، للقوّة الواعية المبصرة :
حين ظهرت ، في بعض دول أوروبّا ، بعض الصور، المسيئة للنبيّ محمد (ص) ، تظاهر ملايين المسلمين ، في العالم ، ضدّها ، وضدّ صانعيها ، وضدّ الدول التي ظهرت فيها.. وهَدّدت الملايين ، بمقاطعة منتجات الدول ، التي ظهرت فيها الصور .. حتى اعتذرت حكومات تلك الدول ، عن الصور ، وتبرأت من أفعال صانعيها !
نموذج حديث آخر، للقوّة الواعية المبصرة !
أسقطت الشعوبُ العربية ، في العصرالراهن ، عدداً من الحكّام المستبدّين ، عبر المظاهرات الحاشدة ، فسُمّيت حركتها : ربيعاً ؛ لأنها بادرت ، إلى أخذ زمام التغيير، بأيديها !
والنماذجُ  كثيرة : القديمة منها ، والحديثة .. الحسنة منها ، والسيّئة ، ولا مجال لاستقصائها، لكن ، يمكن الاعتبارُ بها ، لمَن يعمل في الشأن العامّ !