اخر تحديث
الخميس-25/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ صوََر، لبطولات السلم : قياساً ، أو استئناساً !
صوََر، لبطولات السلم : قياساً ، أو استئناساً !
30.09.2018
عبدالله عيسى السلامة
البطولات ، في الحروب ، معروفة ، وأنواعها كثيرة ، والأمثلة فيها ، كثيرة !
لكن : أليس ، في السلم ، بطولات !؟
نزعم ، أنّ بطولات السلم ، أكثر تنوّعاً ، وأكثر دواماً ، وأشدّ أهمّية ، في بعض الأحيان ، من بعض بطولات الحرب ، برغم الأهمّية الشديدة ، لهذه الأخيرة !
الصورة الأولى :
في الحديث الشريف : سيّد الشهداء حمزة ، ورجلٌ قام ، إلى إمام جائر، فأمَره ونهاه ، فقتله!
وإذا كان حمزة ، معروفاً ، لدى المسلمين ، عامّة ، بشخصيته ، وبطولته الفذّة ، وهو حالة مميّزة ، في تاريخ الأمّة ، وأمثاله قليلون ، جدّاً ، أو نُدرة .. فإنّ الحالة الآخرى ، ذات أهمّية خاصّة ، وأصحابُها نَكرات : ( رجلٌ قامَ إلى إمام جائر) ! فأيّ رجل ، يقوم ، إلى حاكم ظالم، يبطش بالناس ، دون خلق يردعه ، أو قوّة تمنعه .. ويتحدّى هذا الحاكمَ ، بكلمة حقّ ، تكفّ ظلمه وبطشه ، عن الناس ، فيقتله هذا الحاكم .. فإنه يُعدّ نموذجاً مميّزاً ، في البطولة ، ويُعدّ سيداً للشهداء ؛ لأنه ضحّى ، بنفسه ، لإنقاذ المسلمين ، من بطش الظالم المتجبّر! وهو، كما أشرنا ، نكرة ؛ فيمكن ، أن يأتي رجل ، نكرة ، مثله ، فيفعل فعله ، فيكون سيداً ، للشهداء !
الصورة الثانية :
ورد في الحديث الشريف : ليس الشديد بالصُرعة ، إنّما الشديد ، الذي يملك نفسه ، عند الغضب !
قد نرى كثيراً ، من الناس ، أقوياء الأبدان : بعضهم يصرع أسداً ، وبعضهم يصرع ثوراً ! إلاّ أنَّ القادرين ، على صرع غضبهم ، أو السيطرة عليه ، قلّة ! ويمكن تسمية هذه القدرة : بالحلم ! والحلم المطلق ، هو ، من صفات الله ، لكنّه وهبَ بعض عباده ، شيئاً ، من هذه الصفة ؛ فوصف نبيّه إبراهيم ، بأنه : حليم أوّاه منيب ! وقد اشتهر الصحابي الجليل ، الأحنف ابن قيس ، بالحلم ، في أشد الحالات إثارةً لغضبه ! كما اشتهر معاوية بن أبي سفيان ، بالحلم كذلك !
الصورة الثالثة :
الطبيب ، الذي يضحّي بوقته، وراحته ، لمعالجة المرضى ، من منطلق إيماني، أو إنساني.. يُعدّ شخصية مميّزة ، بين الناس ! فالذين يعملون لأجل المال ، قد يضحّون بأوقاتهم ، للعناية بمرضاهم ، لقاء ما يحصلون عليه ، من مال ! أمّا الذين يضحّون ، بالوقت والراحة ، وما يرتبط بهما ، من الاهتمام بالأسرة ، من زوج وأولاد .. للعناية بالمرضى ، ومعالجتهم ، ومراقبة أحوالهم ، من منطلقات إيمانية ، أو إنسانية .. فليسوا كثيرين ، بين البشر !
الصورة الرابعة :
الذي يضحّي ، بوقته وماله ، للإصلاح بين الناس ، نموذج مميّز، من البشر! وقد اشتهر، من هذا الطراز ، من الرجال، في الجاهلية : هَرمُ بن سِنان ، الذي أصلح ، بين قبيلتي : عبس وذبيان ، بعدما تطاحنتا ، في حرب طويلة مريرة ! ودَفعَ ديات كثير من القتلى ، من ماله الخاصّ ، ليتمّ هذا الصلح التاريخي النبيل ! وقد مدحه زهير بن أبي سلمى ، بشعر مميّز، لهذا النبل ، الذي لديه !
الصورة الخامسة :
الرجل ، الذي يتحدّى العادات السيّئة ، والأعراف الفاسدة ، في تزويج بناته وأبنائه ، وذلك : باختبار الزوج الصالح ، والترفّع ، عن الإنفاق العابث ؛ لإرضاء أمزجة الناس ، المنحرفة والفاسدة ! فيكون ، في ذلك ، قدوة لغيره ، من الناس، الذين وقَعوا أسرى، للأعراف الفاسدة ، والتقاليد السيّئة ، التي يصعب عليهم تجاوزها ، مهما كان تأثيرها مدمّراً، على أبنائهم ، وأبناء مجتمعاتهم ، الذين لايجدون نفقات الزواج .. وعلى بناتهم ، اللواتي يعانين ، من مرارة العنوسة ؛ لتشبّث أهليهن ، بالمهر الباهظ ، الذي يعجز عنه ، الشباب الراغبون بالزواج ، والذين يعيشون سنين طويلة ، من أعمارهم ، في حالة العزوبة ، التي قد تدفع ، إلى الانحرافات الخلقية المتنوّعة ، التي ترتدّ آثارها السيّئة ، على الأسر ، ذاتها !
وسبحان القائل : ومَن يؤتَ الحكمة فقد أوتيَ خيراً كثيراً !