اخر تحديث
الخميس-18/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ صانع القرار: بين المرونة والحزم ، وبين العقلاء والحمقى وذوي الأهواء !
صانع القرار: بين المرونة والحزم ، وبين العقلاء والحمقى وذوي الأهواء !
26.09.2018
عبدالله عيسى السلامة
صانع القرار، لا يتعامل ، مع العقلاء ، وحدهم ؛ بل هناك الحمقى والأغبياء !
ولا يتعامل ، مع المخلصين ، وحدهم ؛ فهناك أصحاب الأهواء المختلفة !
ولا يتعامل ، مع أصحاب الوعي السياسي والبصيرة ، وحدهم ؛ فلديه الجهلة ، بشكل عامّ، والجهلة في السياسة ، بشكل خاصّ !
المرونة ، وحدها ، لا تكفي ، في التعامل ، مع الناس ، جميعاً ؛ بل ، لابدّ ، من الحزم ، أحياناً ، مع بعض الناس ، وإلاّ؛ سادت حالة ، من التسيّب والانفلات ، كتلك ، التي قال عنها الشاعر:
فتَراخَى الأمرُ، حتّى أصبَحتْ = هَمَلاً ، يَطمعُ ، فيها ، مَن يَراها !
أوسادت حالة ، من الضعف والتراخي ، كتلك ، التي عبّر عنها ، شاعر آخر:
لقد هُزِلتْ ، حتّى بَدا ، مِن هُزالِها = كُلاها ، وحتّى سامَها كلُّ مُفلِسِ !
وإذا كانت المرونة الدائمة ، في سائر الأحوال ، تولّد أنواعاً ، من التسيّب ، أو التراخي ، أو الانفلات .. فالحزم ، وحدَه ، لايكفي ، في التعامل ، مع الناس ، وإلاّ؛ تكرّرت حالةُ الحَجّاج ، ابن يوسف الثقفي ، الذي هدّد أهل العراق ، بقوله :
لأحزِمَنّكم ، حَزمَ السلمة ، ولأضربَنّكم ، ضَربَ غَرائب الإبل !
ولمّا كان صانعُ القرار، لايصنعه : لنفسه ، وزوجه ، وأولاده .. بل ، لجمهور كبير، من الناس ، فعليه ، أن يعرف ، ساحةَ عمله ، جيّداً ، كالفلاّح ، الذي يرعى حقلاً ، عليه أن يعرف ، ما فيه ، من النباتات النافعة والضارّة ، وأن يعرف أنواع الأرض : المرتفعة والمنخفضة .. وأنواع التربة المناسبة ، لكلّ نبات !
وحقل عمل صانع القرار، هو جمهور الناس ، الذين يقودهم ! فعليه : معرفة الصالح منهم والفاسد .. والمخلص والانتهازي .. وصاحب المصلحة الخاصّة ، التي يضحّي ، لأجلها ، بالمصلحة العامّة.. والمعارض ، الذي يعارض ، عن مبدأ، أو فكرة ، وذاك، الذي يعارض، عن هوى ، أو حقد ، أو جهل ! فيَكل - صانعُ القرار- كلاّ منهم ، إلى الجهة ، التي تجيد التعامل ، معه ؛ كيلا يذهب الصالح ، بذنب الفاسد.. والواعي ، بجريرة الجاهل.. والمخلص، بمَكر الانتهازي ، أو صاحب الهوى ..!
وليس مطلوباً – بالطبع - من صانع القرار، متابعة هذه الأمور، بنفسه ؛ بل : يكفي ، أن يطّلع عليها، وأن يكلّف أعوانه ، بمتا بعتها، ويتابعهم ، هو، لمعرفة ما أنجزوا ، وما يحتاج ، إلى تدخّل مباشر، منه !
وسبحان القائل : ومَن يؤتَ الحكمةَ فقد أوتيَ خيراً كثيراً .