الرئيسة \  قطوف وتأملات  \  شُموخٌ كشُموخ الشام !

شُموخٌ كشُموخ الشام !

18.08.2020
عبدالله عيسى السلامة




كلاّ، ليست الشام ، ولا يمكن أن تكون ، وإن كان حالُها كحالها،أو كانت كأنّها هي.. أو كان الشموخُ كشموخها !
المقصود بالشام ، هنا ، سورية ، حصراً ؛ فهي الجزء الأكبر من بلاد الشام ، كما أنّ الدول المتفرّعة عن الشام ، لكلّ دولة اسمُها الخاصّ، وانفردت سورية، باسمِ : الشام !
قال الشاعر موفّق الدين الأربيلي ، في قصيدة له :
رُبَّ دارٍ بـالغَضى طـالَ iiبِلاها      عَـكَفَ  الـرَّكْبُ علَيْها iiفبَكاها
دَرَسَــتْ  إلَّا بـقايا iiأسْـطُرٍ      سَـمَحَ  الـدَّهرُ بها ثمَّ iiمَحاها
كـانَ  لي فيها زمانٌ iiوانْقَضى      فـسَقَى اللهُ زمـاني iiوسَـقاها
وقـفَتْ فـيها الـغَوادِي iiوِقْفةً      ألْـصَقَتْ  حَـرَّ ثَراها iiبحَشاها
وبَـكَـتْ أطْـلالَـها iiنـائـبةً      عنْ جُفُوني، أحْسَنَ اللهُ جَزاها!
قُــلْ  لـجِـيرانٍ iiمَـواثِيقُهمُ      كـلَّما  أحـكَمْتُها رَثَّتْ iiقُواها:
كُـنْتُ مَـشْغُوفًا بـكُمْ إذْ iiكُنْتُمُ      شَـجرًا  لا يَـبْلُغُ الطَّيرُ iiذُراها
لا تَـبِـيتُ الـلَّيْلَ إلَّا iiحَـوْلَها      حَـرَسٌ  تَرْشَحُ بالموتِ iiظُباها
وإذا مُــدَّتْ إلـىٰ iiأغـصانِها      كـفُّ جـانٍ قُطِعَتْ دُونَ iiجَناها
فـتَراخَى  الأمرُ حتَّىٰ iiأصبحَتْ      هَـمَلًا  يَـطْمعُ فيها مَنْ iiيَراها
لا  يَـراني اللهُ أرْعـىٰ رَوْضةً      سهلةَ  الأكنافِ مَنْ شاءَ رَعاها
تُـخْصِبُ  الأرضُ فـلا أطرقُها      رائـدًا  إلَّا إذا عَـزَّ iiحِـماها!
________________________
كثير ممّا ورد في القصيدة ، يشبه حال الشام ! لكنّ المقصود ، هنا ، ليست الشام ، ولايمكن أن تكون الشام ؛ فالشام دُرّةُ الدنيا ، وبشارة النبي ! وأهلُها لايَفسدون ، كلّهم، برغم الفساد ، وبرغم الحكّام الفاسدين ، الذين تعمّدوا ، طوال سنين متوالية ، إفسادَ الشام وأهلها !