الرئيسة \  قطوف وتأملات  \  شهداء مذبحة سجن تدمر ( ٢٨ حزيران ١٩٨٠ )

شهداء مذبحة سجن تدمر ( ٢٨ حزيران ١٩٨٠ )

29.06.2019
يحيى حاج يحيى




"عويمر جبل قرب تدمر، في سفحه حفر المجرمون أخاديد كبيرة قبل يوم المذبحة، ثم حملت جثث الشهداء لتُلقى فيها!! وأصبح الجبل وما يحيط به مناطق محرمة لا يقترب منها أحد".
"عـويمرُ" أيها الجبـلُ الحبيبُ     ويـا قمماً تضمّخها الطيـوبُ
مـررتُ به ، وبي شوقٌ وحبٌ     وخـوفٌ أن يحسّ بي الرقيبُ
أقـولُ  هـنـا أحَيْبابي فأجثو     كـما  فعلَ المشوقُ المستريبُ
تـركتُ به دموع العين تجري     ولو أنصفتُ قلت : هي النحيبُ
أتـذكرُ  "يا عويمرُ" يوم جاؤوا     بـأحـبابي  وقد برزتْ نُيوبُ
وحُـدّدتِ  المخالبُ، واستبانت     ضـغـائنهم،  وأججها اللهيبُ
رَمـوهم بالسفوح ، وهم ذُراها     فـمُـزّقـتِ  الحَنايا والقلوبُ
فـكـم  مـن قمةٍ كانوا عليها     تـطـاولُ ألفَ نجـم لا يغيبُ
فـمـعـذرةَ الـثريا والعوالي     قـريـبٌ  حـدُّهم منها قريبُ
فـأحـبابي  النجوم، وأيّ نجمٍ     تُرى، قد ضمّه الجدث الرطيبُ
أتدمرُ! يا جنانـاً في الصحارى     بـهم  أورقتِ واخضلَّ الكثيبُ
يـعـاتـبـني ، وبي همٌّ وغمٌ     عـلى الأحزانِ ذو عقل أريبُ
وأُقـسـم إنّ حزني في ازديادٍ     وعـيـشـي بعدهم أبداً كئيبُ
فـلـستُ أذوق للأفراح طعماً     وكـيـف العيشُ  بعدهم يطيبُ
أتـعجبُ من همومي واكتئابي     لـعمركَ، فالسرورُ هو العجيبُ