شلة تفسير آيات القران الكريم .. الآية (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ..) مثالاً

كثرت في السنين الاخيرة مجموعات عملها تفسير الدين على هوى الحكام . والذي سهل لها الامر انظمة تريد ان تحرف بالدين ليصبح ملائما ً لسياسة اصحاب هذه الانظمة ، ورغم ان هؤلاء الحكام يتحفوننا صباحاً ومساءً بعبارة ( لا دين بالسياسة ولا سياسة بالدين ) الا ان اكثر الناس استغلالًا للدين هم هؤلاء الحكام .
انظروا مصر مثلاً فاليوم احمد موسى و عمرو اديب و ابراهيم عيسى ومصطفى بكري هم المعتمدون رسمياً لدى السيسي بالافتاء له .
ولدى النظام السوري شلة مشابهة امثال احمد حسون و مأمون جمعة وغيرهم كثر .
بالامس طالعنا محمد حبش بفتوى دينية لنص الآية (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ... الآية٢٥٦ سورة البقرة ) ففسر الاية وفق تفسير الحكام وليس تفسير الاسلام.
لست مفسراً وليس التفسير والفتوى اختصاصي ، ولكن علينا ان نتابع تفسير خيرة المفسرين الذين لايرتبطون بهوى الحكام، لقاء حظوة عندهم ومبلغاً من المال . فرجعت إلى تفسير الشيخ المرحوم محمد متولي الشعراوي وهو محل ثقة عند معظم المسلمين ، فقال في تفسير الاية :
“ينبغي علينا التفرقة بين القهر على الدين والقهر على مطلوب من الدين.
وإنه لا إكراه في الدين عقيدة وإيمانا ودخولا فيه، أما بعد دخوله واعتناقه والإيمان بأركانه فلا يجوز كسر أحكام الدين ويجب الالتزام بمطلوب الإيمان.
وأضاف أن البعض يتساهل في أمر الدين ومطلوبه ولا يصلي، وحينما يلومه أحد يقول الآية الكريمة (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ) وكأنه بذلك أورد نصا دينيا يبرر تقصيره في مطلوب الدين.
وتابع: "بعد الإيمان لا يكون المؤمن حرا في تنفيذ أوامر الدين بل حتى يقع عليه العقاب إن ارتكب مخالفة كشرب الخمر فيستحق إقامة الحد عليه وكذلك لا يفلت من حساب الله يوم القيامة"
هذا هو التفسير القويم واعجبني المثال التالي الذي اورده في متابعة هذا التفسير: اي انسان مريض عليك ان تسعى لشفائه باعطائه دوائه فان رفض عليك ان تكرهه بتناوله بالكلمة الناصحة وان رفض وانقاذاً لحياته عليك اجباره بأخذ دوائه.
نقول لاصحاب الوجوه التلفزيونية والذين يفتون بالدين ويفتون بالمسلسلات ويفتون بالاغاني ويفتون بالسياسة ، ان كفوا عن التدخل بالدين والتفتوا الى مهنتكم بتمسيح جوخ الحكام فهذا هو اختصاصكم.