الرئيسة \  شعارات الثورة السورية  \  شعارات الجمعة في الثورة السوريةلشهر نيسان 2012 ـ جمعة من جهز غازيا فقد غزا 06-04-2012

شعارات الجمعة في الثورة السوريةلشهر نيسان 2012 ـ جمعة من جهز غازيا فقد غزا 06-04-2012

16.03.2014
Admin




عشية وصول فريق المراقبين الأمميين إلى سوريا، صعدت قوات الجيش النظامي السوري عملياتها العسكرية في عدة مناطق في البلاد، لا سيما في مدينتي حرستا ودوما بريف دمشق، إضافة إلى درعا وحلب، مع استمرار القصف على عدة أحياء ومناطق في حمص وريفها.
يأتي ذلك في وقت ازداد فيه الجدل على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي حول تسمية مظاهرات اليوم (الجمعة) «من جهز غازيا فقد غزا»، والتي أثارت عاصفة انتقادات في أوساط العلمانيين، ومنهم من رأى في هذه التسمية انحرافا للثورة عن مسارها، ورأوا أن من الأفضل تسميتها «الثورة لكل السوريين».
وقال ناشطون سوريون إن قوات الأمن السورية واصلت التصعيد في عملياتها العسكرية ضد مناطق سورية عدة، مما أسفر عن مقتل أكثر من أربعين شخصا في محصلة أولية عصر الخميس، بالتزامن مع تحذير «لجان التنسيق المحلية» في سوريا مما سمته «سياسة جديدة لقوات الاحتلال الأسدي» متمثلة في حرق المنازل بعد تدميرها، وقدرت «الخسائر المادية للسوريين المتضررين خلال الأيام الماضية فقط بعشرات الملايين في مختلف المدن والبلدات التي تعرضت للاقتحام والتخريب والتنكيل».
فيما استبق كل من النظام السوري والمعارضة السورية الإعلان عن وصول فريق المراقبين الدوليين إلى سوريا الخميس بالإشارة إلى أن المعني بمهلة العاشر من أبريل (نيسان) الحالي، التي حددها المبعوث الأممي كوفي أنان لوقف إطلاق النار، هو الطرف الآخر. وفي حين تبدو المعارضة واثقة بأن النظام سيلجأ إلى المراوغة مجددا، مؤكدة أن ما يعنيها هو «وقف القتل» أكثر من «الانسحاب العسكري»، نقلت صحيفة «الوطن» السورية عن مسؤول سوري قوله  إن «إتمام انسحاب الجيش من المدن السورية ليس مرتبطا بمهلة زمنية»، وإن «موعد العاشر من أبريل لا يرتبط بهذه العملية، بل بمدى التزام الأطراف الأخرى بتنفيذ الخطة».
وقال المسؤول السوري إن «العاشر من أبريل يرد كتاريخ مرتبط بعملية بدء الانسحاب لوحدات من الجيش وليس بانتهائه، ولا يعد مهلة بحد ذاته»، موضحا أن دمشق ربطت المهلة رسميا «بمدى التزام الأطراف الأخرى بتنفيذ الخطة ومدى التزام أنان بتقديم ضمانات لهذه الالتزامات». فيما دعا مجلس الأمن دمشق إلى الالتزام بمهلة أنان مع وصول فريق الجنرال موود
ميدانيا خرج  عشرات الآلاف من السوريين في أغلب المدن بمظاهرات متحدية الرئيس السوري بشار الأسد، بينما دعت تركيا الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى تكثيف جهودهما لمساعدة اللاجئين السوريين، بعد تدفق نحو 3 آلاف لاجئ خلال 36 ساعة على حدودها هربا من تفاقم الأوضاع في بلادهم.
وفي غضون ذلك، تواصل حمام الدم في أغلب المدن السورية زسقط نحو 48 قتيلا إثر إطلاق قوات الأمن النار على المظاهرات الحاشدة، وكذلك عمليات القصف المستمرة، حيث سابقت القوات النظامية الزمن قبل انتهاء المهلة التي أعلنها مجلس الأمن الاربعاء لتنفيذ خطة أنان، التي تنتهي في الساعة 6 من صباح يوم 10 أبريل (نيسان) الحالي.
واشتبكت قوات سورية تدعمها الدبابات مع مقاتلي المعارضة ، وأكد ناشطون إطلاق دبابات سورية النار على ثلاث مناطق على الأقل في بلدة دوما القريبة من العاصمة دمشق، ومدينة حمص المضطربة والرستن إلى الشمال من حمص.
وقال ناشط، إن «الدبابات دخلت دوما الليلة الماضية (مساء الخميس) ثم غادرت. واليوم (الجمعة) في السابعة صباحا عادت من جديد.. تتعرض دوما للقصف منذ الصباح. لسنا متأكدين من سقوط قتلى، لكن القصف لم يتوقف»، كما أضاف «على الأقل دخلت دوما خمس دبابات وعشر حافلات محملة برجال الأمن والشبيحة الموالين للأسد».
وفي الرستن قال ناشط آخر: «الدبابات بدأت تتقدم في الصباح، ثم خرج مقاتلون من الجيش الحر وتصدوا لها.. ومنعوا تقدم الدبابات وغادر جيش الأسد. ثم بدأت المدفعية».
وقالت المعارضة السورية، إن عشرات الآلاف من المواطنين لبوا الدعوة للتظاهر، في مختلف المناطق السورية، وتحديدا في درعا ودمشق وحلب وحمص وحماه وإدلب ودير الزور والقامشلي، في حين نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن قوله، إن «أعداد المتظاهرين تفاوتت من منطقة إلى أخرى، بحسب الانتشار الأمني والعمليات العسكرية».
كما أعلن المتظاهرون موقفهم من مبادرة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان، تارة بالسخرية وأخرى بالتأكيد على أن النظام لن يقبل بهكذا مبادرة؛ لأن تنفيذها يعني بداية سقوطه.. وهو ما حملته لافتات رفعها بعضهم، مثل تلك التي حملها متظاهر بالزبداني وقد خط عليها: «لن يطبق النظام مبادرة أنان لأنها ستكون سبب سقوطه».
ورغم الحزن، سخر بعض السوريين من الجهود الدولية، وأيضا من استهزاء النظام بها.. وذلك عبر تلاعب المتظاهرين الطريف باللغة، حيث كتبوا على لافتة منها: «أرسلوا له الدابة (الدابي) لم يفلح.. فأطلقوا له العنان (أنان)»، في إشارة تسخر من رئيس فريق المراقبين العرب مصطفى الدابي، والذي اتهمته المعارضة السورية بالانحياز للنظام، والذي فشل فريقه في الحد من العنف الذي يمارسه الأسد وقواته ضد الشعب السوري. وللقول أيضا إن مصير مهمة فريق المراقبين الدوليين التي سيشرف على إرسالها كوفي أنان لن يكون أفضل بل سيكون بمثابة «إطلاق العنان» للنظام لمزيد من القتل.
بينما عبر متظاهرون آخرون في العاصمة دمشق عن قناعتهم بأن تطبيق مبادرة أنان وسحب الآليات العسكرية والمظاهر المسلحة من المدن سيدفع المتظاهرين إلى الساحات العامة، وكتبوا في حي القابون «الساحات العامة ستشهد الملايين عند سحب الحواجز»، واستخفوا من إبلاغ النظام السوري لكوفي أنان ببدء سحب الآليات العسكرية من المدن بترجمة ذلك البلاغ بـ«النظام بدأ بتنفيذ مبادرة أنان بسحب دباباته من خارج المدن إلى داخلها»، و«وافقوا على المبادرة ولم يستجيبوا».
وردا على ذلك، أعلن المتظاهرون بدورهم موقفهم بالموافقة على الحوار مع النظام، لكن على تحديد مكان نصب المشنقة له، قائلين «قبلنا التحاور أين نضع حبل المشنقة؟».. مستلهمين في ذلك ما قالوا إنه «الأسلوب المتلاعب والمخادع الذي يتبعه الأسد».
إلى ذلك، استمر المتظاهرون في هتافاتهم المعتادة منذ بداية الأزمة، والتي تعبر عن يأسهم من حل الأزمة مع النظام سلميا.. حيث استمر المتظاهرون في ريف إدلب، الذي يشهد عمليات عسكرية، في هتافهم «هيك بدنا وهيك صار.. بدنا راسك يا بشار»، وأكدوا في ريف دمشق على أن الزمن لن يعود للوراء مهما حصل في لافتاتهم التي كتب عليها «لن يعود الزمن إلى الوراء أبدا.. تلك سنة الله ولن تجد لها تبديلا». وكتب المتظاهرون في حي برزة في دمشق بتحدٍ كبير «من برزة لتفتناز وكرمالك يا جرجناز عن الدرب ما ننحاز»، معلنين التضامن مع ريفي إدلب وحلب والثبات على الثورة. متعجبين من ردود فعل المجتمع الدولي المذعورة من «فزاعة قيام حرب أهلية في سوريا إذا تم تسليح المعارضة، بينما يتجاهلون المجازر الشعبية المستمرة».
وفي تحية لحمص قدموا قراءة جديدة لرمزية الحروف الثلاثة التي تتشكل منها كلمة حمص فكتبوا على اللوحات: «(ح) حماة الثورة أنتم، و(م) منارة الثوار الأحرار، و(ص) صرخة في ضمير الإنسان».. كما عبروا عن رمزية درعا بوصفها «أم الأجواد.. دماء سوريا فداك»، وحماه «تاج على رؤوس الأحرار والثوار».. إذ باتت المدن الثلاث: درعا مهد الثورة وحمص عاصمتها وحماه تاجها. رمزية سورية ثورية تتعمق معانيها يوما بعد آخر مع اشتداد آلة القمع وسقوط مزيد من الدماء، والتي رأى المتظاهرون في إهراقها سلّما كلما ارتفع كان سقوط النظام من عليها مدويا، فكتبوا: «كلما صعدت درجات القمع أكثر، كلما كان سقوطك من عليها مدويا مؤلما.. بل ربما كان قاتلا». ودرجات القمع الشديد هل التي دفعت أهالي بلدة قلعة المضيق - التي هجر سكانها - لإطلاق نداء «أغيثونا»، و«أطفال قلعة المضيق يناشدون العالم: نريد العودة إلى بيوتنا»، و«أريد العودة إلى بيتي».. أما النداء الأكثر حزنا وألما فكان في بلدة القريتين في ريف حمص، ويقول: «أخاف أن أموت ولا أرى حمص»، ليكون نداء المتظاهرين في درعا إدانة لكل العالم الذي فقد إنسانيته حين لا يسمع نداءات واستغاثة السوريين «سحقا.. العالم فقد الإنسانية».
ولكن إلى جانب تلك الشعارات الناقمة، ارتفعت لافتة بالخط العريض «ألمنا كبير.. لكن أملنا أكبر»، وذلك رغم الصورة المأساوية التي عبرت عنها لافتة رفعت في العاصمة دمشق بصيغة إعلان، تسخر من إعلان حكومي يروجه الإعلام الرسمي بعنوان: «سوريا بالألوان»، والذي يقرأه المتظاهرون: «سوريا بالألوان.. دبابة صفراء.. مدرعة خضراء.. مبادرة سوداء.. قتلى وأشلاء».