الرئيسة \  مشاركات  \  شرّ أطواق الذلّ مايلبسه المرء طائعاً مختاراً وشرّ منه مايلبسه المرء ويُلبسه غيرَه!

شرّ أطواق الذلّ مايلبسه المرء طائعاً مختاراً وشرّ منه مايلبسه المرء ويُلبسه غيرَه!

08.02.2021
عبدالله عيسى السلامة




أطواق الذلّ كثيرة ، مختلفة الأشكال والألوان ! والذين يلبسونها كثر، مختلفو الأمزجة والطباع ، والأهواء والأخلاق ! 
وإذا كانت أنواع الذلّ مختلفة ، وأطواقه مختلفة .. فلا بدّ من أن يكون الناس ، الذين يرضون الذلّ مختلفين ؛ وبالتالي ، لابدّ أن تختلف أطواقهم ، بحسب أحوالهم وأهوائهم، وأمزجتهم وطباعهم وفهومهم ، وقدراتهم على حساب مصالحهم ، في معتركات تزاحم المصالح وتعارضها ، وفي ميادين تصادم القوى المختلفة ، وتنافرها وتصارعها !
وإذا كان الذلّ ، بمفهومه الواضح ، الذي يعيه الناس جميعاً .. إذا كان شرّاً كلّه .. فهل ثمّة ذلّ شرّ من ذلّ ؟ وهل ثمّة طوق للذلّ ، شرّ من طوق ؟
أجل ؛ الأطواق مختلفة باختلاف لابسيها ، أو الراضين بلبسها ! وهي أنواع ، منها :
الطوق الاضطراري : الذي يلبسه المرء مضطرّاً ، ويظل يحلم بخلعه ، متى استطاع !
والطوق الاضطراري : الذي يلبسه المرء مضطرّاً ، ثمّ يألفه ، ويصبح لبسه هو الأصل لديه !
والطوق الاختياري : الذي يلبسه المرء طائعاً مختاراً، لأسباب معيّنة ، منها :
القدرة على حساب المصالح ، بين الترغيب والترهيب ! 
توهّم المصلحة لدى بعض الناس ، الذين يرون في أمر ما ، مصلحة لهم ، ثمّ يكتشفون أنهم مخدوعون ، وأنهم كانوا يجرون خلف سراب !
القدرة على موازنة المصالح والمفاسد ، للدنيا والآخرة ! وهذا أمر يهتمّ به المؤمنون بالله واليوم الآخر! وربّما كان الكثيرون منهم مخلصين ، لكن قدراتهم على حساب المصالح ، والموازنة بينها .. وقدراتهم على حساب المفاسد ، والموازنة بينها .. لكن هذه القدرات ضعيفة ، والتجارب التي تغذّيها ضعيفة ، فيقع المرء في الحفرة ، التي يسعى إلى اجتنابها !
وإذا كان الذلّ ، عامّة ، سيّئاً ، وكان طوقه سيّئا ؛ فإن أسوأ أنواع الذلّ ، مايختاره المرء لنفسه ، ويجرّ غيره إليه ؛ ولا سيّما في العمل السياسي ؛ فيلبس هو طوق الذلّ ، ويُلبسه غيره ! وهذا الغير قد يكون أسرة ، أو قبيلة ، أو حزباً ، أو دولة !