الرئيسة \  مشاركات  \  شجاعة الأبطال .. وشجاعة الأنذال : أيّهما أكثر انتشاراً ؟

شجاعة الأبطال .. وشجاعة الأنذال : أيّهما أكثر انتشاراً ؟

23.02.2020
عبدالله عيسى السلامة




شجاعة الأبطال معروفة ، عبر الزمان والمكان ، ونماذجها كثيرة ، منبثّة في صفحات التاريخ!
نماذج قديمة :
رسول الله : قال عنه بعض الصحابة : كنّا - إذا اشتدّ البأس ، واحمرّت الحَدقُ - نلوذ برسول الله ، فما نرى أحداً ، أقربَ إلى العدوّ ، منه ! وبطولاته كثيرة ، يعرفها كلّ مَن يقرأ سيرته العطرة !
حمزة بن عبد المطلب .. عليّ بن أبي طاب ..  جعفر بن أبي طالب .. خالد بن الوليد .. القعقاع بن عمرو التميمي ..عمرو بن معدي كَرب الزُبَيدي .. صلاح الدين الأيوبي .. ومئات النماذج اللامعة ، في التاريخ الإسلامي ، عبر القرون المتعاقبة .. ممّا يصعب إحصاؤه واستقصاؤه !
نماذج بطولات  ، في الأمثال العربية :
المنيّة ولا الدنيّة .. استقبالُ الموت ، خير من استدباره !
نماذج شعرية  :عن بطولات متنوّعة ، في التاريخ الإسلامي :
رثى أبوتمّام ، القائدَ العسكري ، محمد بن حمَيد الطوسي ، قائلاً :
فأثبَتَ ، في مستنقع الموت رجلَه     وقال لها : من تحت أخمَصِك الحَشرُ!
وشجاعة الأنذال معروفة ، كذلك ، ونماذجها كثيرة ، تحيا بين الناس ، على مدار القرون .. وقد عبّر المتنبّي ، عن نمط شائع منها ، بقوله :
وإذا ماخَلا الجبانُ بأرضٍ    طلبَ الطعنَ ، وحدَه ، والنزالا!
 
نماذج حديثة :
نموذج بطولة : يوسف العظمة ، كان وزيراً للدفاع ، حين حشدت فرنسا جيشَها ، لاحتلا ل سورية،  ووجّه الجنرال غورو، إنذاره ، لحاكم سورية ،  بحلّ الجيش ، فأبى يوسف العظمة ، دخول غورو وجيشه سورية ، إلاّ على جثّته .. وقاد قسماً من جيشه ، إلى ميسلون ، وقاتل جيش فرنسا، حتّى قتل!
نموذج نذالة : حافظ أسد ، كان وزيراً للدفاع ، في سورية ، أيّام حرب حزيران ، عام/  1967  فأعلن سقوط الجولان ، المحصّن المنيع ، قبل وصول  الصهاينة إليه ، بثلاثة أيّام ! وبدلاً من أن يحاكم ، على خيانته ، ويعدَم ،  صار رئيساً للجمهورية ، بعد ثلاث سنوات !
بشار حافظ أسد: يُظهر بطولته ، على شعب سورية ، ويفتك بالأطفال والنسا ء، والشيوخ  والعجزة، بالطائرات والصواريخ ، التي هي ملك للشعب ، ويعتقل الألوف ، من أبناء الشعب ، ويقتلهم  في السجون .. وفي الوقت ، ذاته ، يغمض عينيه ، عن طائرات عدوّه ، التي تحلّق في بلاده ، وتدمّر ماتشاء ، من مواقعه العسكرية ؛ بل تحلّق فوق قصره ، دون أن يجرؤ على التصدّي لها ، بغير الكلام ، بعد أن تنفّذ مهمّاتها ، في بلاده ! ومن الطريف ، أن بعض المنافقين والسذّج ، يصفقون لبطولاته ، التي يعلنها ، في قتل الأبرياء والمسالمين ، من أبناء الشعب السوري ، المنكوب به ، وبنظام حكمه .. وتروّج لها وسائل إعلامه ،  فتنقلها ، إلى كلّ من يشاهد ها ، فيصدّقها مَن لايعرف الحقائق .. وتشغل أذهان الكثيرين ، من السذّج والمغفّلين ، والذين لايعرفون شيئاً ، عن تاريخ الأمّة وعن أبطالها الأفذاذ ، ولاعن البطولات الحقيقية ، في الوقع ، وفي التاريخ القديم والحديث !
وأمثال هذا البطل المزيّف كثيرون  ، في واقع أمّتنا اليوم !