اخر تحديث
الجمعة-26/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ سُعارُ السُلطة : مَرضٌ ، أم غريزة ، أم ثقافة موروثة ..؟ وهي: عبء ، أم مَغنَم ؟
سُعارُ السُلطة : مَرضٌ ، أم غريزة ، أم ثقافة موروثة ..؟ وهي: عبء ، أم مَغنَم ؟
09.03.2020
عبدالله عيسى السلامة
ما السُعار: للسعار، في اللغة ، معانٍ شتّى ، منها : حَرُّ النار.. شدّةُ الجوع .. التهاب العطش.. الجنون .. داء الكلَب ! والسَعِرُ: هو المجنون ، جمعُه : سَعرَى !
ومن معاني الفعل وتصريفاته : سَعَرَ يَسعَرُ سَعراً ، فهو ساعِرٌ ، والمفعول مَسعور!
سَعَرَ النارَ : أشعلَها .. وسَعَرَ الحربَ ، بين قبيلتين : أثارها..هيّجَها ! وسَعَرَ على الناس شَرّاً: رَماهم به !
وهكذا، يمكن أن يكون السعار- بصورة عامّة - صفة ملازمة ، أو مرضاً ، أو حالة عارضة !
والحديث ، هنا ، هو عن سُعار السُلطة !
ومن مظاهره : شدّةُ الولَع بها .. وشدّة الحرص عليها .. وشدّة التمسّك بها !
ومن مظاهره ، كذلك : قوّة تأثير السلطة على النفس .. وقوّة تَغلغُل حبّها ، أو شهوتها ، في القلب.. وقوّة هيمنتها، على المشاعر، حتى يصبح حبُّها، أو عشقُها: هياماً، أو هَوَساً، أو جنوناً!
ومن تأثيرات سعار السلطة، في النفس: أن يضحّي المرء، بأقرب الناس إليه؛ حبّاً بالسلطة ، وتعلقاً بها ، فيقتل المسعورُ بها أخاه : في النسب ، أو في الصداقة ، أو في الحزب ، أو في النضال المشترك ، ضدّ الأعداء والخصوم !
ونماذجُ سعار السلطة ، في التاريخ والواقع ، كثيرة ، وكلُّ نموذج ، حالة قائمة بذاتها! غير أن بعض النماذج ، قد تشكّل أنماطاً ؛ بتكرارها في الحياة الإنسانية ، في العصور المختلفة ، وفي البيئات المختلفة !
ومن أبرز نماذجها ، في القديم : ماكبث ، بطل مسرحية شكسبير الشهيرة ، الذي قَتل ملكَه العادل ، وهو ضيف في بيته ، طمعاً بالسلطة .. وصار يَقتل كلّ مَن يعارضه ، من شعبه .. ثمّ احتال عليه أبناء شعبه ، ووصلوا إلى قصره ، وقتلوه !
أمّا النماذج الحديثة : فكثيرة جدّاً ، حسبُنا أن نذكر منها ، حافظ أسد ، الذي غدر، بأقرب رفافه إليه ، وزجّ ببعضهم في السجن ، لينفرد بالسلطة ، ثمّ ليورّثها لابنه ، الذي سلك مسلكه ، وسار على دربه ، في الانفراد بها ، والتنكيل بكلّ مَن يقترب منها ، ولو انتخبه الشعب ، كلّه !
وفي كتاب الأمير، الذي كتبه ماكيافيللي لحاكمه ، تشجيع وحضّ ، على كلّ جريمة ، يمكن أن يرتكبها الحاكم ، للمحافظة على كرسي حكمه ؛ فلا شيء ، لديه ، أهمّ من السلطة ، ولا مُحرّم سوى الاقتراب منها !
ولا بدّ من التنبيه ، بقوّة ، هنا ، إلى أن المؤمن ، الذي يُبتلى بحَمل السلطة ، يَراها عبئاً ثقيلاً، على كاهله ، ويؤرّقه حملُها ؛ لأنها أمانة ، يحاسَب على كلّ تقصير، في أدائها ، وعلى كلّ خطأ يرتكبه، عند الأداء ، وعلى كلّ استغلال لها ، لنيل مغنم شخصي ، مادّي أو معنوي! وهذا بخلاف مَن يراها مَغنَماً، ويستفيد ، ممّا تقدّمه ، له، ولأسرته ، ومحسوبيه ، من منافع ، مادّية ومعنوية !