اخر تحديث
الجمعة-26/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ سُفرَتُه ملأى بالخُبز، وعُلبتُه ملأى بالتُتُن .. وليس بحاجة إلى أحد !
سُفرَتُه ملأى بالخُبز، وعُلبتُه ملأى بالتُتُن .. وليس بحاجة إلى أحد !
27.10.2020
عبدالله عيسى السلامة
كان هذا في أواسط القرن العشرين ، حين لم تكن السياسة ، قد دخلت في كلّ شيء!
سئل أحد الفلاحين ، في مجلس عامّ : كيف أحوالك ، يافلان ؟ فأجاب ، ببساطة:
سُفرتي ملأى بالخبز، وعُلبتي ملأى بالتُتن ، ولستُ محتاجاً إلى أحد ، والحمد لله !
كان الفلاحون ، يزرعون أراضيهم بالقمح ، ويحصدونه ، ويطحنونه ، وتعجنه نساؤهم في بيوتهم ، ويَخبزنه ، ويَملأن به السفر! وكانت النسوة ، يملأن الجرار، من مياه النهر، فتشرب الأسَر، ماء نقيّاً صافياً ! وكانوا يشعلون السُرج ، بزيت الكاز، فتضاء بيوتهم .. وكان الطبيب العربي ، في القرية ، يتكفّل بمعالجة سائر الأمراض: باللبْخات ، أحياناً ؛ لبخات البصل والتمر والشعير.. وبالكيّ أحياناً !
فما حال الناس ، اليوم ، في بلادنا ؟
لقد دخلت السياسة ، في كلّ شيء : في طعام الناس وشرابهم ، وفي علاجهم..!
صارت الدول تبني السدود ، على الأنهار، فتحجب المياه ، عن الدول الأخرى ، التي تشاركها في مياه الأنهار! ولا تجود بالماء، إلاّ بشروط معيّنة، ولو ظل الناس عطاشا!
وصارت الدول تترك أراضيها الخصبة ، لتستورد القمح من أمريكا ! وإذا غضبت أمريكا من حكّام الدولة ، ظلّ الناس جياعاً ، في الدولة المغضوب على حكّامها.. أو خرجوا إلى الشوارع ، في مظاهرات احتجاجية عارمة ، تهزّ أركان الدولة !
وصار الطبّ العربي ، مهمَلاً أو منبوذاً .. بعد أن كثرت الأمراض ، وجدّت أمراض جديدة ، لم يكن الناس يسمعون بها ؛ فاعتمد الجميع ، على الطبّ الحديث ؛ طبّ أمريكا وأوروبّا !
وأكثر من ذلك : صارت الدول ، يحاصر بعضها بعضاً ، لأسباب سياسية ، أو اقتصادية ، أو مزاجية ؛ حسب تقلبات أمزجة الحكّام .. فتعاني الشعوب ، من الجوع والمرض .. ويُحرم أبناؤها من التعليم ، ويشرّد المواطنون من أوطانهم ..!
بل صارت بعض الدول ، تحاصر حكوماتُها شعوبَها ؛ فتمارس عليها : سياسات التجويع، وسياسات القتل ؛عبر حرمانها من الأدوية ، التي يعالج الناس بها أنفسهم !
بل صار بعض الحكّام ، في بعض الدول ، يقتلون شعوبهم : بالرصاص والقنابل والصواريخ .. ويستعينون بالدول الأخرى ، لقتل شعوبهم ومحاصرتها ، وتشريدها في أنحاء العالم !
لقد تمدّن الناس في بلادنا ، وتقدّموا ، وتحضّروا ! فهل المدنية والتقدّم والتحضّر.. هي أسباب المصائب ، التي تعاني منها شعوب أمّتنا .. أم ثمّة أسباب أخرى !؟