الرئيسة \  مواقف  \  سورية في العام السابع للثورة: لا قرار سوى الانتصار

سورية في العام السابع للثورة: لا قرار سوى الانتصار

19.03.2017
جماعة الإخوان المسلمين في سورية


بسم الله الرحمن الرحيم
لقد وصلت الثورة السورية، مع حلول عامها السابع، إلى منعَطَفٍ هامٍ خطير، يحتاج إلى كثيرٍ من التأمل والحكمة، والشجاعة في اتخاذ الموقف الثوريّ الأصيل المواكِب للتطوّرات الداخلية والخارجية، ولعلّ أبرز تشخيصٍ لحقيقة ما يدور في وطننا سورية.. هو ما يأتي:
1- اشتداد وحشية النظام السوريّ وحلفائه، وارتكابهم كلَّ مُـحَرَّمٍ في استباحة سورية: وطناً وشعباً.
2- تخاذل المجتمع الدوليّ والأمم المتحدة، الذي وصل ذروته بالاستخدام الروتينيّ المتكرّر للفيتو الروسيّ في مجلس الأمن الدوليّ ، وانعدام أيّ فعلٍ دَوْليٍّ مهمٍ لإنقاذ الشعب السوريّ وحمايته من عمليات البطش والحصار والتهجير، ومن ارتكاب جرائم الحرب التي لا مثيل لها في التاريخ ضده.
3- عَجز الدول العربية عن اتخاذ أي إجراءٍ عمليٍّ مَيدانيٍّ على الأرض، لكفّ الأيدي الإجرامية للنظام وروسية وإيران، أو لحماية المدنيين من استمرار القصف والقتل .
4- افتضاح الحلف الطائفيّ (إيران-النظام السوري-القوى الشيعية العراقية والعالمية-حزب الله اللبنانيّ) بشكلٍ سافر، ذلك الحلف المدعوم روسياً بشكلٍ ظاهر، ومن أطراف أخرى بشكلٍ مموَّه.
5- انكشاف الاحتلال (الإيرانيّ-الروسيّ) السافر لسورية، والتدخّل الأميركيّ والغربيّ السافر لتحقيق طموحاتٍ مشبوهةٍ بعيدةٍ عن تطلّعات الشعب السوريّ الثائر.
6- ازدياد جرائم ما يُسمى بالتحالف الدوليّ لمكافحة الإرهاب ضد شعبنا، وإسهامه في ارتكاب الجرائم بحق المدنيين السوريين: رجالاً ونساءً وأطفالاً تحت غطاء ضرب الإرهاب .
ستة أعوامٍ من الحصار والتجويع والقتل والبطش والتنكيل والتدمير والتهجير القسريّ والاعتقال والإخفاء وارتكاب الجرائم ضد الإنسانية.. والعالَم يقف مُتَفرِّجاً لاهياً لا يُحرِّك ساكناً، ولا يتّخذ أي إجراءٍ سوى التسويف وتمرير لعبة ما يُسمى بالحلّ السياسيّ، لإطالة أمد الصراع، وإجهاض ثورة شعبٍ لا ذنب له سوى مطالبته بالحرية والكرامة!..
إنّ جماعة الإخوان المسلمين في سورية، إذ تستنكر وتُدين هذا السلوك الشائن الذي يسلكه المجتمع الدوليّ والأمم المتّحدة تجاه شعبنا وثورته لتؤكِّد على ما يأتي:
1- إننا مستمرون مع شعبنا المقهور المضطَهَد، ومع قواه الممثِّلة له: العسكرية والسياسية في إكمال هذه الثورة إلى أن يُحقِّقَ أهدافه كلها في الحرية والتحرّر والكرامة، وحتى يُحرِّر سوريةَ من أشكال الاحتلالات كلها.
2- إننا نُحذِّر من الانحراف الممنهَج لمؤتمر جنيف، وتجريده من جوهره بتحقيق الانتقال السياسيّ، واستخدامه غطاءً لتحقيق روسية وإيران أهدافهما في احتلال أرضنا وتهجير شعبنا وتنفيذ العمليات الخبيثة للتغيير الديموغرافيّ، وإفراغ سورية من أهلها، وتحقيق احتلالٍ استيطانيٍّ طائفيّ.
3- إنّ روسية وإيران دولتان محتلّتان لسورية، وينبغي أن تُعامَلا على هذا الأساس، وإنّ المحتلّ يُطرَد بكل الوسائل المشروعة الممكنة ، ولا يهادن لاسيما بعد افتضاح نواياه وسلوكه ولُعبَتَه.
4- نُحَذِّرُ الثورةَ والثوارَ من الوقوع في حبائل إيران وروسية، فهما دولتان لا يمكن الوثوق بهما، لأنهما عدوّتان للشعب السوريّ، ولا يمكن بأي حالٍ من الأحوال أن تكونا في موقع الضامن لأي شيءٍ يجري في بلادنا، سوى ضمانهما الحاليّ –عملياً- لاستمرار عمليات العدوان وقَضم الأرض السورية والقتل وارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية بحق شعبنا.. وتمييع الثورة وقضيتنا العادلة. وإنّ خير دليلٍ على ذلك ما جرى في داريا وحلب ووادي بردى والمعضمية.. وغيرها.. وما يجري حالياً في حيّ الوعر بحمص، وفي برزة والقابون وغوطة دمشق ودرعا.
5- إنّ التنفيذ الفوريّ لقرارات مجلس الأمن الدوليّ، هو الضمانة الوحيدة التي تُثبت حُسن نية النظام وروسية وإيران تجاه العملية السياسية، وهي القرارات التي بموجبها يوقَف إطلاق النار وعمليات القتل والتدمير، وتُنهَى الحصارات، وتوصَل مواد الإغاثة إلى مستحقيها، وتوقَف عمليات التهجير، وتُضمَن عودة المهجَّرين إلى مناطقهم وبيوتهم، ويُطلَق سراح المعتقلين والمعتقلات.. ويتحقّق الانتقال السياسيّ وكل ما يتعلَّق به.
6- إنّ مؤتمر (أستانة) هو محاولة روسية خبيثة لتجريد الثورة من قواها الحقيقية، ولكسب الوقت اللازم لإعادة تأهيل المجرم الخائن بشار أسد ونظامه، ليستمرّ جاثماً على صدر شعبنا.
7- إننا نستنكر التدخّل العسكريّ الأميركيّ السافر في وطننا سورية، فأميركة التي ما تزال تقف متخاذلةً عن مَدّ يد العون لشعبنا الذبيح طوال ست سنوات.. تُسارِع هذه الأيام لحماية القوى الكردية الانفصالية الإرهابية (بي واي دي) ، ولرعايتها بالتدريب والتنظيم والتسليح، بذريعة محارَبة الإرهاب، لتنفيذ مخطَّطٍ قديمٍ جديد، لفصل جزءٍ عزيزٍ من أرض سورية، وإقامة كيانٍ إرهابيٍّ للأحزاب والتشكيلات الكردية الإرهابية العميلة، لاستخدامه خنجراً مغروزاً في خاصرة السوريين، وأداةً تآمريةً على مستوى الإقليم.
8- إننا نستنكر على الذين يتشدّقون بمحاربة الإرهاب، أنهم ما يزالون يُصرّون على تجاهل نظام بشار الإرهابيّ، وتجاهل حلفائه الطائفيين الإرهابيين الذين يجنّدهم الحرس الثوريّ الإيرانيّ ويوظفهم في بلادنا بعشرات الآلاف، لممارسة أبشع أنواع الاحتلال والإرهاب ، مع أنّ نظام بشار أسد وحلفاءه هؤلاء، مع القوات الروسية، هم الذين صنعوا الإرهاب في سورية، وما يزالون يُصنِّعونه ويمارسونه بأبشع صُوَرِه!
 
يا شعبنا المقاوِم الصامد.. يا أحرار سورية وحرائرها:
إنّ انتصار الحق واندحار الباطل سنّة من سُنَن الله عزّ وجلّ في الأرض، وإنّ ثباتنا جميعاً على طريق المقاومة والجهاد والتلاحم واتخاذ كل الأسباب المطلوبة، واستمساكنا بحقوقنا الكاملة، وإيماننا بعدالة قضيّتنا وحتمية انتصارنا.. هو الطريق الوحيد لوصولنا إلى هدفنا –بإذن الله- بتحقيق الحرية والكرامة والتحرير، وإنهاء الطغيان والاستبداد، وكَفِّ يد التواطؤ والإجرام عن وطننا وشعبنا، وطَرد الاحتلال بمختلف أشكاله وأنواعه.
( ويقولون متى هو، قُل عسى أن يكونَ قريبا) (الإسراء 51).
المكتب الإعلامي
جماعة الإخوان المسلمين في سورية
٢٠ جمادى الآخرة ١٤٣٨
١٨ آذار ٢٠١٧