اخر تحديث
الخميس-25/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ سورية ، والنسَق الزئبقي ، وجهيزة التي تقطع ، كل يوم ، أقوال الخطباء !
سورية ، والنسَق الزئبقي ، وجهيزة التي تقطع ، كل يوم ، أقوال الخطباء !
17.07.2018
عبدالله عيسى السلامة
اجتمع قوم ، يتشاورون في صُلح بين حيّين، قتل أحدُهُما، من الآخَر، قتيلا، ويحاول أهلُ القاتل، إقناع أهل القتيل ، بقبول الدِية. وبينما هم في ذلك ، جاءت أمرأ ة اسمها "جهيزة " فَقَالت : إن أهل القتيل ظفروا، بالقاتل ، وقتلوه ! فَقَال رجل ، عند ذلك: ( قَطَعَتْ جهِيزةُ قول كل خطيب ).. وذهبَ كلامُه مثلاً !
هذا ، عن جهيزة الأمس ، التي ضُرب المثل ، بخبرها ، ولم تكن إعلامية ، أو تعرف الإعلام !
أمّا جهيزة اليوم ، الإعلامية ، فقد لاتكون موضوعية في أخبارها ، دائماً ، أو قلّما تكون موضوعية ، أو تكون مجرّد ناقلة أخبار، خالية من البهارات والتوابل ؛ لاسيّما في العمل السياسي ! فقد يكون لكلّ طرفٍ جهيزتُه ، كما هو الحال ، في الصراع السوري ، الدائر من سنوات ..!
حين خرجت الجماهير السورية ، تهتف ، سِلمياً ، بسقوط بشار، واشتدّ الضغط الشعبيّ عليه، ولم تفلح قواه ، العسكرية والأمنية ، في إخماد الثورة السلمية ، للشعب السوري .. تحرّك الإعلام : العالمي والعربي ، يُردّد ، بلهجة جازمة ، أن بشارالأسد ساقط ! وطفِق الساسة ، يبحثون عن بديل له ، ويعلن كثير منهم ، أن بشاراً ساقط ..وقطع الكثيرون ، علاقاتهم، معه.. وشكّلوا تجمّعاً ، باسم : أصدقاء سورية ! وظلّ بعضهم يجادل في مصيره ، وبرزت جهيزة قائلة : لمَ تجادلون ، في مصير رجل انتهى حكمه !؟
وحهيزةُ هذه ، هي من الطرف المناوئ ، لنظام الأسد !
أمّا جهيزة الأسدية ، فتصرّح ، باستمرار، بأن الأمن مستتبّ ، والأوضاع مستقرّة ! وطبعاً، يطمئنّ الموالون ، للأسد ونظامه ، ويواصلون التصفيق له !
وحين حمل الشعب السوري السلاح ، دفاعاً عن نفسه ، وبدأ بمنازلة النظام ، عسكرياً ، وحقق انتصارات كبيرة .. بدأ إعلام النظام ، يروّج ، لحكاية الحرب الكونية ، التي تُشنّ ، ضدّ حكمه ، وأن الإرهابيين المسلمين ، هم مَن يتحرّك ، ضدّه ، وصَنع مجموعات تابعة له ؛ لاقتراف جرائم بشعة ، يصوّرونها ، على شاشات الفضائيات .. بدأ موقف الكثيرين ، من ساسة العالم – أصدقاء الشعب السوري – يتغيّر!
واستعان الأسد ، برافضة إيران ، فحرّكوا له ، نصرَالله وحزبه ، بدايةً ، فدخل في حرب ، في القصير، وغيرها ، وحقق بعض الانتصارات .. فبدأت جهيزة النظام ، تبشّر، بقرب انتهاء الثورة المسلّحة ..!
لكنّ النظام عجز، ومعه نصر الله ، عن قهر الثورة ، ودخلت إيران المعركة : بضبّاطها ، وميليشياتها الرافضية ، المحشودة من أنحاء العالم ، فعجزت عن قهر الثورة ..!
ودخل بوتين المعركة ، بطيرانه وصواريخه، وطفق يحرق الأخضر واليابس، ويدمّر كلّ شيء: البيوتَ على رؤوس اصحابها ، والمساجدَ على رؤوس المصلّين ، والمشافي على رؤوس المرضى والأطبّاء .. وبدأت بعض الفصائل تستسلم ، وتسلّم سلاحها ،( للضامن الروسي!)، وتَرحل ، إلى الشمال ، فبدأت جهائز النظام ومؤيّديه ، تتحدّث عن انتهاء الثورة ، وعن عودة البلاد ، إلى حكم بشّار!
وكَثرت الجَهائز:
فصيل ينفذ عملية نوعية ، لتخرج جهيزة ، ضدّ الأسد ، معلنة : أن الثورة مستمرّة ، وأن شعب سورية ، لن يستسلم لعصابة ، الإجرام الأسدية !
جولة سياسية : في أستانة ، أو جنيف ، أو سوتشي .. تتمّ ، فتخرج الجهائزُ، معلنة ، أن الحلّ السياسي ، بات وشيكاً !
وهكذا ؛ تحوّلت جهيزة (التاريخية!)، إلى رمز إعلامي، يتقمّصه كلّ جهاز، من أجهزة الإعلام، العربية والغربية !
ويظلّ النسق الزئبقي ، المضطرب الرجراج ، يفعل فعله ، في الساحة السورية ، إلى أمد غير معلوم ، وعيونُ المظلومين شاخصة ، إلى السماء ، ولسانُ حالها يقول : لعلّ الله يُحدث بَعدَ ذلك أمرا !