الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 9/8/2017

سوريا في الصحافة العالمية 9/8/2017

10.08.2017
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية : http://www.all4syria.info/Archive/432878 http://idraksy.net/deep-state-conspiracy-theory-trump/ http://www.alghad.com/articles/1765802-لماذا-يكره-الشرق-الأوسط-أوباما-ولماذا-يحب-ترامب http://www.alhayat.com/Opinion/mosa-barhoma/23336245/سورية-تتزوج-مغتصِبَها! https://arabic.sputniknews.com/arab_world/201708091025546118-استراتيجية-ترامب-في-سوريا-انهارت-أمام-روسيا/ http://www.aljazeera.net/news/presstour/2017/8/8/واشنطن-بوست-حرب-استنزاف-طاحنة-بالرقة
الصحافة الروسية والعبرية : http://www.alhayat.com/Opinion/Writers/23335403/طهران-مع-استمرار-الحرب-وموسكو-مع-حل-سياسي https://www.elakhbary.net/middle_east/details787836 http://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=12379beay305634282Y12379bea
الصحافة الاسبانية : http://idraksy.net/the-amnesia-of-the-lebanon/ http://idraksy.net/chaos-and-the-future-of-iraq
الصحافة البريطانية والتركية : http://www.aljazeera.net/news/presstour/2017/8/8/تايمز-بدء-معركة-إعادة-بناء-حلب http://www.turkpress.co/node/37921
 
الصحافة الامريكية :
فورين أفيرز: هل يعود تنظيم القاعدة؟
http://www.all4syria.info/Archive/432878
كلنا شركاء: فورين أفيرز- ترجمة الجزيرة
تساءلت مجلة فورين أفيرز الأميركية: هل سيعود تنظيم القاعدة، وما هية العوامل التي ستحدد نجاحه في حال عودته؟
ويرى كاتب المقال سيث جي جونز أنه بالرغم من أن الولايات المتحدة ركزت جهودها على دحر تنظيم الدولة فإن تنظيم القاعدة ظل موجودا ويحاول العودة من جديد، وإن مسألة نجاحه قابلة للنقاش، حيث إن تقييمات مستقبله تنقسم بين وجهتي نظر مختلفتين.
فالبعض يؤكد -كما يقول الباحث دانييل بيمان من جامعة جورجتاون- أن تنظيم القاعدة في تراجع بسبب الدعم الشعبي المحدود والجهود الفعالة التي تقوم بها الولايات المتحدة ودول أخرى لمكافحة الإرهاب، وقتله للمدنيين المسلمين. ويخلص بيمان إلى أن هناك “سببا وجيها للتفاؤل بأن تراجع القاعدة حقيقي وربما يكون دائما”.
والبعض الآخر له وجهة نظر مخالفة، مثل عميل مكتب التحقيقات الفدرالي السابق علي صوفان الذي يدعي أن تنظيم القاعدة يتحول من جماعة إرهابية صغيرة بفروع متضاربة إلى شبكة قوية من الفروع العابرة للحدود التي اكتسبت أعدادا وقوة قتالية وتمتد الآن في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا.
ويؤكد هذا الأمر الباحث ديفد غارتنستين روس من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات بقوله إن الجماعة “برزت بقوة” من خلال اتباع إستراتيجية نمو مدروسة وإن كانت محدودة.
وعلقت المجلة بأن العديد من هذه التكهنات -حول ما إذا كان تنظيم القاعدة سيعاود الظهور أو يتراجع أكثر- مجرد افتراضات لأنها تهمل تحديد أهم العوامل التي يمكن أن تؤثر في مساره.
وقالت إن قوة تنظيم القاعدة في الماضي لم تكن ثابتة أبدا، بل تعاظمت وتضاءلت بناء على عوامل مثل انهيار الحكومات في دول مثل العراق وسوريا واليمن. وبالتالي، فإن المهمة الأولية في تحليل مستقبلها منهجية، بمعنى تحديد العوامل التي يمكن أن تؤثر في مسارها المستقبلي.

وأضافت أن معظم النقاش حول مستقبل تنظيم القاعدة أو تنظيم الدولة يفتقر إلى هذا النهج التحليلي، وأن صناع السياسات والأكاديميين قفزوا بسرعة أيضا إلى استنتاجات حول ما إذا كان تنظيم القاعدة سيقوى أو يضعف، وهذا في معظمه مجرد تخمين.
وفي هذا السياق -كما تشير المجلة- من المرجح أن يتوقف انتعاش تنظيم القاعدة على الاستفادة من الفرص المستقبلية مثل انسحاب أعداد صغيرة من قوات مكافحة “الإرهاب” الأميركية أو القوات الغربية الأخرى من ساحات القتال الرئيسية في أفغانستان والعراق وسوريا، أو الاستفادة من احتمال المزيد من الثورات في الشرق الأوسط أو حتى من ربيع عربي ثان، إضافة إلى السياسات أو الإجراءات الأميركية أو الأوروبية التي تغذي مفهوم قمع المسلمين، وبروز تنظيم قاعدة أو قائد جهادي كاريزمي آخر.
وأخيرا، يمكن أن تستفيد القاعدة من انتشار تقليدي واسع النطاق للقوات الأميركية أو الغربية في الشرق الأوسط أو جنوب آسيا، أو انهيار تنظيم الدولة في الشرق الأوسط أو أفريقيا أو آسيا.
========================
نيوزويك: الدولة العميقة… كيف تحولت نظرية المؤامرة من سياسة ثانوية إلى تيار سائد
http://idraksy.net/deep-state-conspiracy-theory-trump/
بالنسبة لمؤيدي ترامب فإن أكثر أعداء الرئيس إخافةً ليسوا أولئك الموجودين ضمن صفوف الديمقراطيين في قاعات الكونغرس، وإنما هم أعضاء ضمن مؤسسة الأمن القومي يجب أن يكون ولائهم للرئيس غير مشكوكٍ فيه. وقد وسموا ذلك العدو بـ”الدولة العميقة”.
اتهم موقع بريتبارت اليميني المتطرف، وهو أحد أبطال ترامب الأوائل والأكثر عدوانية، الدولة العميقة بتسريب معلوماتٍ عن ترامب إلى صحيفتي نيويورك تايمز وواشنطن بوست. ووصف دونالد ترامب الابن الدولة العميقة بأنها “حقيقيةٌ وغير قانونيةٍ، وتهديدٌ للأمن القومي”، في حين قام الرئيس نفسه بإعادة تغريد مونولوج للمضيف في فوكس نيوز شون هانيتي، يدعو إلى اتخاذ إجراءٍ ضد المخربين التابعين للدولة العميقة في برنامج الإدارة.
اجتاح ترامب السلطة في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي متعهداً “بتجفيف المستنقع” في العاصمة واشنطن، وكانت علاقته بالبيروقراطية الاتحادية الأمريكية سيئة. وكانت هناك صعوبة في علاقته مع وكالات الاستخبارات بشكلٍ خاص، التي تدّعي أن روسيا تدخلت في انتخابات عام 2016 في محاولة للمساعدة في ضمان انتخاب ترامب. وقد ألقى الرئيس بدوره باللوم على وكالة الاستخبارات لتغذيتها للتسريبات المضرة.
وقال بول موسغراف، أستاذ الحكومة في جامعة ماساتشوستس امهرست، لـ”نيوزويك”: إن “الأمر ليس موضوع روسيا فحسب “، بل “إن الرئيس ترامب قام بإهانة وكالات الاستخبارات أو استهدافها في الفترة التي سبقت تعيينه. الأمر الذي يمكن أن يولد رد فعلٍ لدى أعضاء أجهزة الاستخبارات الأمريكية”.
تُعرّف الدولة العميقة في قاموس أكسفورد الإنجليزي بمعنى “مجموعةٌ من الناس، عادةً ما يكونون أعضاءً مؤثرين من الوكالات الحكومية أو الجيش، يُعتقد أنهم متورطون في التلاعب السري أو السيطرة على السياسة الحكومية.” وتمتد أصول المصطلح إلى الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا كما يقول موسغراف، وقد استخدمه الباحثون لعقود من الزمن للإشارة إلى “جهاز أمنٍ قوميٍ ثابت يعمل كضابطٍ للحكومة المدنية”.
واتهمت شبكات موظفي الخدمة المدنية الجنرالات المتقاعدين وزعماء الجريمة المنظمة بالعمل على دعم الدولة العلمانية التركية طوال تاريخها الحديث، حيث شن الجيش انقلاباً فاشلاً ضد الرئيس رجب طيب أردوغان في عام 2016. وفي مصر قام الجيش بالإطاحة بالرئيس الإسلامي المنتخب محمد مرسي في عام 2014، وتثبيت الجنرال السابق عبد الفتاح السيسي محله.
إن مفهوم حكومة ظل النخبة التي تتلاعب بالأحداث خلف الكواليس هو مفهومٌ ذو تاريخٍ طويلٍ بين منظري المؤامرة من اليمينيين أو اليساريين في الولايات المتحدة، رغم أن استخدام مصطلح الدولة العميقة أكثر حداثة.
وقال جوزيف أوسينسكي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة ميامي كلية الآداب والعلوم: “لقد أصبحت “الدولة العميقة” شائعةً جداً مؤخراً، والسبب في ذلك إلى حدٍ كبير يعود إلى ترامب، ولكن من حيث استخدامها من قبل مُنظري المؤامرة فقد أخذت حالياً تطفو على السطح منذ بعض الوقت”. مضيفاً: “لقد كان هذا المفهوم شائعاً دائماً بين مُنظري المؤامرة، سواءً أكانوا يطلقون عليه دولةً عميقةً أو اسماً آخر”.
وأشار إلى فيلم “المؤامرة: JFK”  عام 1991، للمخرج اليساري أوليفر ستون، الذي يصور زمرةً من مسؤولي الظل كمحركي الدمى يقفون وراء اغتيال الرئيس كينيدي عام 1963. وقال أوسينسكي: “أوليفر ستون لا يُطلق عليها اسم الدولة العميقة، ولكن المفهوم واضح”. في الواقع لعقود من الزمن كان الأكاديمي بيتر ديل سكوت يكتب كتباً تدّعي فضح الدولة العميقة في أمريكا، مع كتابيه السياسة العميقة المنشور عام 1993 وموت جون كنيدي، اللذين أشاد بهما ستون
زاد رواج فكرة النخبة المتآمرة في قلب حكومة الولايات المتحدة وسط اليمين. وعلى مدى سنوات زعمت مواقع إنترنت، من ضمنها بريتبارت وإنفوورس التابع لأليكس جونز، وجود مؤامرةٍ من قبل النخبة السياسية للدولة العميقة لحرمان الأمريكيين العاديين من حقوقهم.
وراعى ترامب في طريقه إلى البيت الأبيض هذه التآمرية لدى جناح اليمين المتطرف. ونشر على نحو شائن نظرية “بيرثر” حول الرئيس السابق باراك أوباما حينما كان يجهز لتقدمه للرئاسة، و بمجرد أن استلم السلطة قام بتعيين بانون، وهو الرئيس التنفيذي لبريتبارت، كبيراً للاستراتيجيين. كما أخبر موسغراف جريدة نيوزويك أن نجم تلفزيون الواقع ترامب قام خلال حملته الانتخابية بالدفع بمفاهيم تركيز الأضواء على منتديات التآمر التي تمت الإشارة إليها سابقاً في أكثر زوايا الإنترنت ظلاماً. وأضاف موسغراف: أن “أسلوب ترامب الحاكم يميل إلى الاعتماد على المعارضة الشعبية لنظرية المؤامرة أكثر من الرؤساء في هذا القرن أو القرن الماضي.
أما بين مؤيديه، فقد كانت مؤامرة الدولة العميقة شائعة، وقال مسغراف: “اتضح أن هذا المصطلح (الدولة العميقة) هو مثل النعناع بالنسبة لمُنظري المؤامرة. فعلى مدى الأشهر الفائتة تغير من كونه مصطلحاً يستخدم من قبل الأشخاص للتحليل، وربما الدفاع بهدوء عن نوعٍ من الحركة الجماعية التي يجب على ترامب مواجهتها في علاقته مع مؤسسات الأمن القومي، إلى أن يصبح مصطلحاً عاماً، وعندما يحدث أي خطأ فستُلام الدولة العميقة”، وقد شعر الخبراء القدامى في الإدارات السابقة بالجزع إزاء استخدام مصطلح ترامب والمدافعين عنه.
وقال مايكل هايدن، الذي شغل منصب مدير وكالة المخابرات المركزية في ظل إدارتي أوباما وجورج دبليو بوش، لشبكة MSNBC في مارس/آذار: “”الدولة العميقة” لن أستخدم تلك العبارة أبداً”. وأضاف: “تلك عبارةٌ استخدمناها لتركيا ودول أخرى من هذا القبيل وليس للجمهورية الأمريكية”. لكن مفهوم الدولة العميقة يعتبر مقبولاً لدى معظم الأمريكيين، حيث يؤمن 48 بالمئة من الأمريكيين بوجودها، بحسب استطلاع لواشنطن بوست في أبريل/نيسان. و قد عرّف بانون في مؤتمر العمل السياسي المحافظ، في فبراير/شباط، الهدف الرئيسي للإدارة بأنه “تفكيك” الدولة الإدارية. وبسبب هذا العداء من المتوقع أن يكون هناك بعض الابتزاز للبيت الأبيض من البيروقراطيين، كما يقول أوسينسكي. هذا العداء قد يغذي شكوك البيت الأبيض في وجود مؤامرة للدولة العميقة في العمل. و قال: “هل يعني ذلك أنهم يعدون لمعسكرات موت لوكالة إدارة الطوارئ الاتحادية، ويغذون نوعاً من الانقلاب ضده (ترامب)؟ لا، لكن من المنطقي طرح فكرة أنه سيواجه مقاومة. وما يفعله منظرو المؤامرة هو أخذ تلك الفكرة المنطقية ومن ثم البناء عليها”.
موسغراف عبر عن شكه إن كان ترامب يؤمن بالمؤامرة أصلاً: “في الحقيقة أنا لا أعتقد أن ترامب يأخذ الأمر على محمل الجد. إنه عكاز مريح بالنسبة له. في الواقع تبدو المشكلة الكبرى هي انعدام الاتفاق مع البيروقراطية”.
========================
سوزان غلاسير - (مجلة بوليتيكو) 31/7/2017 :لماذا يكره الشرق الأوسط أوباما ولماذا يحب ترامب
http://www.alghad.com/articles/1765802-لماذا-يكره-الشرق-الأوسط-أوباما-ولماذا-يحب-ترامب
سوزان غلاسير - (مجلة بوليتيكو) 31/7/2017
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
كسبت روسيا في سورية بفضل تقاعس الرئيس باراك أوباما عن العمل. ويعود تفكك وانحلال الشرق الأوسط في جزء مهم منه إلى عدم استماع أميركا إلى حلفائها في المنطقة. وبغض النظر عن خطاب الرئيس دونالد ترامب المناهض للمسلمين، فإنه قد يكون شريكاً أفضل.
لأشهر، أبرق قادة الدول العربية الحليفة لأميركا في الشرق الأوسط وجهة النظر هذه إلى العالم، وهو ما يشرح السبب في أن القصور الذهبية للمنطقة التي تعاني من المشاكل وتمزقها الحرب، هي من الأماكن القليلة على الكوكب -ما عدا روسيا- التي يتمتع فيها ترامب بشعبية أكثر من الرئيس الذي سبقه.
هذا هو الوضع الذي أوضحه رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في مقابلة حصرية مع "مجلة بوليتكو" في نهاية زيارة قام بها إلى واشنطن مؤخراً واستمرت أسبوعاً. وكانت لهجته محسوبة، لكن تعليقاته ترقى عند أخذها بمجملها إلى حد توجيه اتهام مدهش وصارخ لأوباما وللكثير من تفاصيل السياسة الأميركية الأخيرة في الشرق الأوسط. ويقول الحريري: "تجسد التداعي المؤسف للتقاعس عن العمل في عودة روسيا كلاعب من الوزن الثقيل في الإقليم، وانبعاث نظام الأسد الدموي في سورية، والفشل في إنتاخ صفقة سلام إسرائيلي-فلسطيني".
ويقول رئيس الوزراء اللبناني إن "الوضوح" والأمل بانتهاج سياسة أكثر حسماً كانا السبب وراء تفضيله هو وقادة عرب آخرون لترامب، علىالرغم من الحديث الطنان وعدم اليقين اللذين كشفت عنهما الأشهر الستة الأولى من رئاسته. وثمة شيء غير معلن رسمياً -لكنه مهم بالمقدار نفسه وفق كل المعايير- هو توقع أن ترامب سوف يتبنى موقفاً أكثر صقرية تجاه داعمي سورية في إيران، وقد استحضر الحريري التنازلات التي قدمها أوباما لطهران من أجل التوصل إلى صفقته النووية كمثال على الكيفية التي ضلت بها الولايات المتحدة طريقها في المنطقة.
على ضوء الحرب الدموية التي مضى عليها ستة أعوام في الجارة سورية، والتي اقتربت من إرباك لبنان الصغير مرسلة طوفاناً من 1.5 مليون لاجئ إلى دولة ضعيفة قوامها 4.5 ملايين نسمة فقط، وواضعة "داعش" الإرهابي مباشرة على حدوده، فإنها تصبح قضصية جديدة بالاستماع إليها -حتى اعتقد المرء بأنها تعفي العالم العربي من المسؤولية عن أفعاله الخاصة.
الكثير من انتقاد الحريري لأوباما يتطرق إلى السذاجة -والفجوة الكبيرة بين خطاب أميركا الملهم وبين أفعالها.
بخصوص سورية، على سبيل المثال، يقول الحريري إن الأسد والروس خدعوا أوباما عندما عقد صفقة معهما في العام 2013 لإزالة الأسلحة الكيميائية  وكان يجب على أوباما قصف الأسد عندما تجاوز الدكتاتور السوري "خطه الأحمر" واستخدم غاز السارين ضد شعبه.
ويضيف الحريري: "إننا نعرف أفعالهم. ونحن نعرف أكاذيبهم. إننا نعرف ماذا يفعلون مع الشعب. نحن نعرف كيف يتصرفون مع الشعب. ولذلك، عندما يقول بشار الأسد إنه سوف يتخلص من الأسلحة الكيميائية، فإنه لن يفعل". ويضيف الحريري: "إذا صدقه المرء فهو خطأ المرء الذي يصدقه. ذلك هو السبب في أنه عندما وضع الخط الأحمر، كان يمكن الوصول إلى الصفقة نفسها بعد العمل. لكن تلك الرسالة كان يمكن أن تذهب في طريق أفضل بكثير في المنطقة، ولكان النظام قد فهم أن أميركا تعني ما تقول وتريد العمل".
والآن، كما يقول الحريري، فإن ترامب لا يملك أي خيار سوى التعامل مع موسكو. ويقول الحريري: "إن القوة الرئيسية في سورية الآن هي روسيا. وإذا كنت تريد حل موضوع سورية، فعليك أن تتحدث مع الروس. كان هذه هي النتيجة المؤسفة للتقاعس عن العمل. الآن، بما أنهم هناك. على أحد ما أن يتحدث معهم".
يحمل الحريري المسؤولية لأوباما أيضاً عن الفجوة الكبيرة بين الكلمات "الملهمة" في خطابه في القاهرة في العام 2009، حين اقترح نهجاً أميركياً جديداً تجاه المنطقة، وبين "اللا شيء" الذي نتج عن جهود أوباما للتوصل إلى سلام بين إسرائيل والفلسطينيين. ويشير إلى أنه بينما عارض قادة عرب غزو الرئيس جورج بوش للعراق في العام 2003، فإنهم وقفوا بقوة ضد الانسحاب الأميركي من العراق خلال رئاسة أوباما، وهو انسحاب يعتقد الكثيرون في المنطقة بأنه ترك فراغاً خطيراً شغله في نهاية المطاف صعود تنظيم "داعش" في العراق وسورية.
قال لي الحريري: "عندما اندلعت الحرب في العراق، قال لكم كل حلفائكم في المنطقة أن لا تذهبوا هناك. وعندما انسحبتم قال لكم كل حلفائكم أن لا تنسحبوا. طلب منكم كل حلفائكم في المنطقة عمل شيء ما بخصوص سورية، لكنكم لم تفعلوا. ولذلك، أعتقد بأن عليكم أن تتحدثوا مع حلفائكم، فهم موجودون هناك. وهم يعرفون أكثر".
  *   *   *
بطبيعة الحال، سيكون انتقاد الولايات المتحدة بسبب تخبطها في الشرق الأوسط أسهل كثيراً من شرح السياسة المعقدة في لبنان اليوم، بعد جيل من الحرب الأهلية الكارثية التي أسفرت عن مقتل ربع مليون إنسان تقريباً، وأصبحت تُعرِّف الطرفين الدمويين للصراع الطائفي في البلد.
ولنأخذ وضع الحريري الخاص. إنه بعمر 47 عاماً، رئيس وزراء بمحض الصدفة، سياسي لم يتوقع أبداً أن يكون رئيساً للوزراء كنتيجة مباشرة لاغتيال والده، رئيس الوزراء رفيق الحريري، في انفجار ضخم في بيروت قبل 12 عاماً. وما تزال القضية قيد النظر لدى محكمة دولية، لكن ثمة اعتقاداً واسع النطاق بأن القتلة كانوا على صلة بمليشيا حزب الله المدعوم من إيران وحليفه نظام الأسد في سورية، كما يذكرني الحريري في سياق حوارنا.
ما يجعل الأمر أكثر إدهاشاً أن الحريري، وهو سُنّي يتمتع بروابط قوية مع العائلة المالكة السعودية، هو اليوم رئيس وزراء حكومة في لبنان تضم حزب الله -في ائتلاف حاكم تم تجميعه في كانون الأول (ديسمبر) 2016 بعد ثلاثة أعوام من الجمود، حيث اختير الزعيم المسيحي ميشال عون المرتبط بحزب الله رئيساً والحريري رئيساً للوزراء. ويشكل حزب الله ببساطة أقوى قوة مسلحة في لبنان، ولم يكن من الممكن التوصل إلى أي صفقة من دونه، مما يعني أن على الحريري الرقص كل يوم وسط وضع سياسي معقد إلى حد مؤلم -أو المخاطرة بتمزيق حكومته إرباً.
عندما سألت سياسيين شرق أوسطيين أذكياء قبل هذه المقابلة عن ماذا يجب علي أن أسأل الحريري، أجاب أحدهم بالقول: "حزب الله حزب الله حزب الله"، على الرغم من أن آخر أشار إلى أنه من الصعب أن يكون الحريري صريحاً حول هذا الموضوع. وقال هذا الخبير: "إنه لا يستطيع البوح بما يفكر فيه في سريرته عن حزب الله؛ وإلا فلن تكون هناك حكومة. إنه رهينة؛ البلد كله رهينة".
كان هذا الارتباك قيد العرض التام خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الرئيس الحريري مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الحديقة الوردية في البيت الأبيض بعد اجتماعهما. وعلى الرغم من أن العناوين الرئيسية انصبت على الانتقاد اللاذع الذي وجهه ترامب للمدعي العام الأميركي، جيف سيشنز، فإن خبراء الشرق الأوسط كانوا سريعين إلى التقاط زلة لسان لترامب عندما تبجح الرئيس في حديثه عن لبنان وقال إنه يقف "على الخطوط الأمامية" ويقاتل حزب الله -وبدا أنه لا يعرف حقيقة أن حزب الله يشكل في الحقيقة جزءاً من حكومة الرجل الذي يقف إلى جانبه.
كانت تلك مصيدة قاسية بالنسبة للحريري: إذا اعترف بالخطأ فسيغضب ترامب في لحظة هددت فيها الإدارة الأميركية بقطع المساعدات الخارجية التي تمس حاجة لبنان إليها، أم الموافقة مع الرئيس الأميركي على الحاجة إلى قتال حزب الله والمخاطرة بنسف حكومته الخاصة.
في النهاية تعامل الحريري ببراعة، متجاهلاً غلطة ترامب؛ حيث قال للمراسلين في وقت لاحق إنه كان متأكداً من اجتماعهما الخاص من أن الرئيس يفهم الوضع بالشكل الصحيح. وقد غادر الحريري واشنطن بدون المساس بالمساعدة الخارجية التي يتلقاها بلده، لكن ثمة تعهداً من وزارة الخارجية الأميركية بتقديم 140 مليون دولار إضافي للبنان للمساعدة في أزمة اللاجئين السوريين.
في المقابلة، ظل الحريري حازماً وبراغماتياً كلما أثير موضوع حزب الله. وهو واضح جداً إزاء حقيقة أن الخيار كان من الناحية الفعلية بين الالتقاء مع المجموعة المرتبطة بقتل والده، أو المجازفة بحرب أهلية أخرى. وبعد ثلاثة أعوام من عدم وجود رئيس في لبنان بسبب الجمود الداخلي، يتساءل: ما الخيار الحقيقي الذي كان متاحاً للبنان؟
يشرح الحريري الوضع بقوله: "لقد رأينا أننا إذا واصلنا هذا الوضع، فسينتهي الحال بنا مثل سورية، أو أنه سينتهي بنا مثل العراق".
لكن كل يوم يشكل تحدياً. فبينما كان الحريري في واشنطن، هاجم حزب الله حدود لبنان مع سورية لاستعادة أراض كانت قد استولت عليها جبهة النصرة و"داعش" في سورية، وهو قرار يقول الحريري إنه لا صلة للقوات المسلحة اللبنانية به. ويقول: "لقد قرر حزب الله من جانب واحد أن يذهب إلى سورية من دون أخذ مشورة الحكومة". (حزب الله، بطبيعة الحال، موجود في سورية أصلاً بشكل كبير -يقاتل مجموعات الثوار السنة نيابة عن نظام الأسد وإيران).
فيما يتعلق بمطالب واشنطن بفرض المزيد من العقوبات على حزب الله ونفاد الصبر المتنامي لدى الصقور في إدارة ترامب إزاء إيران، يطرح الحريري مسألة أن من الأفضل للولايات المتحدة عدم التركيز على وكلاء إيران في حكومته -وإنما على إيران نفسها.
وبالإضافة إلى ذلك، كما يعترف، فتلك مسألة على أحد آخر غير لبنان الصغير التعامل معها. وقال: "كما تعرفون، فإن تفكيرنا هو أن حزب الله موضوع إقليمي. لم يعد موضوعاً لبنانياً فقط. حزب الله موجود في سورية والعراق واليمن. ولذلك يجب على الناس عدم التركيز على حزب الله من باب أنه كيان لبناني وحسب لأنه إقليمي. وحتى يتم حل هذا الموضوع، أو حتى الالتفاف حوله، يجب أن يكون هناك تفاهم إقليمي. ولذلك، أنا رئيس الوزراء في لبنان. لن أدخل في صراع إقليمي. وكل ما أريده... هوحماية بلدي لأننا عشنا حرباً أهلية. لقد شهدناها. ودفعنا ثمناً لها 200.000 إنسان قتلوا في الحرب الأهلية".
وكما يذكرني الحريري طوال المقابلة، فإن لبنان بلد صغير في جوار قاس. وهو في واشنطن ليس ليُبشر، وإنما ليطلب، ولا تكمن مهمته في أن يقول للقوى العظمى ماذا تفعل بخصوص سورية أو حزب الله أو إيران.
ويقول: "إن لبنان بلد صغير، ولدينا مثل يقول: ‘طالما أنك تعرف حجمك حاول حماية ما عندك’"، ويختم بالقول: "أعتقد أن هذا ما نحاول عمله. وأعتقد أن هذه السياسة أنقذت لبنان حتى الآن".
 
========================
فورين أفيرز :فابريس بالانش :واشنطن تنسحب وتسلم سورية إلى موسكو
http://www.alhayat.com/Opinion/mosa-barhoma/23336245/سورية-تتزوج-مغتصِبَها!
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ٩ أغسطس/ آب ٢٠١٧ (٠١:٠ - بتوقيت غرينتش)
إنهاء واشنطن برنامج دعم الثوار السوريين- وهو برنامج استفاد منه 20 ألف مقاتل، ومنهم مقاتلو مجموعات مثل «الفرقة 13» و «كتيبة حمزة» في الشمال الغربي والجنوب و «جيش أسود الشرقية» في الجنوب الغربي- هو إقرار براغماتي بواقع عسكري (حدود قدرة «الثوار» على القتال وإطاحة الحكم السوري)، وقرار أميركي بالتخلي عن سورية لروسيا. وأبرز نتائج هذا القرار هي خسارة واشنطن صدقيتها في أوساط أذرعتها في الشرق الأوسط. ورمى البرنامج في وقت أول إلى دعم الثوار في قتالهم نظام الأسد على جبهة الحرب الأهلية في الشمال (حلب وإدلب واللاذقية ومحافظة حماه، والجبهة الوسطى في حمص والجبهة الجنوبية: دمشق والقنيطرة والسويداء ودرعا). ولكن تطورات الحرب في السنوات الأخيرة، أي انفضاض الأردن وتركيا عن الحلف المعادي للأسد، زادت عزلة الثوار وقوضت أكثر فأكثر فاعليتهم. وعلى الجبهة الجنوبية، أخفقت مساعي الثوار إلى سيطرة على دمشق وعلى درعا والسويداء. والقتال على هذه الجبهة جمّد منذ بدء التدخل الروسي في أيلول (سبتمبر) 2015، إثر اتفاق روسيا والأردن وحكومة الأسد على وقف إطلاق نار في محافظة درعا. وأغلق الأردن الحدود في وجه تعزيزات الثوار وأمرهم بوقف المواجهات مع الجيش السوري. وهؤلاء اضطروا إلى الامتثال مخافة خسارة الرواتب والسلاح والحماية في وجه الإسلاميين. ورحّب وزير الخارجية الأميركي السابق، جون كيري، بالتعاون الأردني – الروسي، ولكنه لم يكن مخيراً. فالملك الأردني أراد الحؤول دون قصف الروس مناطق الثوار في محافظة درعا المجاورة للحدود الأردنية – السورية قصفاً شاملاً. ومثل هذا القصف كان ليحمل اللاجئين على التدفق إلى الأردن. وخشيت عمان كذلك من مساهمة عموم الفوضى جنوب سورية في تقوية شوكة المتطرفين، وإضعاف العاصمة الأردنية أمام هجمات الإرهابيين. فقصر الثوار أنشطتهم على قتال «داعش» و «هيئة تحرير الشام» («القاعدة»).
ومنذ آب (أغسطس) 2016، تقاربت تركيا مع روسيا، ولم تعد ترمي إلى إطاحة نظام الأسد بل إلى الحؤول دون إحكام «الاتحاد الديموقراطي» الكردي السيطرة على المنطقة الممتدة من عفرين في شمال غرب سورية إلى نهر دجلة، ومساحة المنطقة هذه نحو 500 ميل على الحدود التركية – السورية. ومقابل سماح الروس للأتراك بالتدخل في منطقة الباب في شمال شرق سورية- والخطوة هذه تقطع اتصال المناطق التي يسيطر عليها الكرد- سحبت تركيا دعمها للثوار في شرق حلب في ختام 2016، فساهمت في هزيمتهم السريعة أمام الجيش السوري. واليوم، تؤيد أنقرة مشاريع إيران وروسيا لوقف إطلاق النار في ما يسمى عملية الآستانة. وتدعم تركيا مجموعات مثل «أحرار الشام»، وتحضهم على جبه «هيئة تحرير الشام» في إدلب، وعدم قتال الأسد. فأنقرة بتت أمرها، وترى أنها تحتاج إلى دولة مركزية سورية للحد من نفوذ «الاتحاد الديموقراطي» على حدودها الجنوبية. والجبهة اليتيمة التي يتواجه فيها ثوار دعمتهم أميركا مع الأسد هي في التنف في جنوب شرق سورية. ويتوزع هؤلاء الثوار على مجموعات مثل «أسود الشرقية» و «جيش المغاوير الثوري»، وكان في مقدورها (المجموعات هذه) تهديد دمشق ومنطقة القلمون الاستراتيجية في الجبال على مقربة من الحدود اللبنانية - السورية. وفي ربيع العام الحالي، اقتنص الثوار الفرصة السانحة إثر انسحاب «داعش» من الصحراء السورية الجنوبية بين الأردن وتدمر، وسيطروا على مناطق واسعة بين التنف والقلمون. ولكن سرعان ما شن الجيش السوري وميليشيات عراقية شيعية حملة لتطويق المجموعات هذه في التنف، حيث هم في حماية قوات خاصة أميركية. والمجموعات هذه لم تعد تهدد النظام.
وفي غياب دعم الأردن وتركيا، تكاد لا ترتجى فائدة من دعم الـ «سي آي أي» ثواراً سوريين. وآخر عملية بارزة شنها هؤلاء على دمشق قبل 4 أعوام في صيف 2013. ومذّاك، تربعت مجموعات إسلامية أفلحت في استمالة السكان ودعم دول عربية وتركيا- محل المعتدلين، وصارت أشرس قوة في وجه النظام. وفي شمال سورية، أطاحت «هيئة تحرير الشام» و «داعش» الثوار ممن دعمتهم أميركا. وفي الجنوب، لم يشارك المعتدلون في هجمات «هيئة تحرير الشام» الأخيرة للسيطرة على درعا. وفي جوار دمشق، تساقطت بؤر الثوار، ولم تصمد سوى الغوطة الشرقية، ويتوقع أن تسقط في الأشهر القادمة. ولن يغير وقف برنامج دعم الثوار السوريين توازن القوى في سورية، ولكنه يقوض معنويات الثورة ويسرع وتيرة تهافتها وتداعيها. وصار في مقدور الجيش السوري الانصراف إلى جبه مجموعات الثوار في غرب سورية- وهم في الأغلب إسلاميون مثل «هيئة تحرير الشام» أو «جيش الإسلام». ولا يقيم الجيش السوري وزناً لمناطق التهدئة و «خفض التصعيد» في درعا والغوطة الشرقية، فهو يقتنص الفرص السانحة ليتقدم، وينتهز إحباط الثوار بعد إعلان واشنطن وقف الدعم. فالثوار يشعرون بالضعف والخيانة. ويخلف إعلان وقف الدعم والتمويل أثراً مماثلاً لسقوط حلب في العام المنصرم. فسقوط حلب حمل مجموعات كثيرة في محيط دمشق إلى السعي إلى اتفاق مع نظام الأسد. وبعضهم رحِّل إلى إدلب، وبعض آخر استساغ عفو النظام والتحق بالقوى الأمنية. وشطر ضئيل من الثوار التحق بالمجموعات المتطرفة من أمثال «هيئة تحرير الشام».
وأعلن دونالد ترامب من طريق وقف دعم قتال الثوار ضد الأسد أن واشنطن لا تسعى إلى تغيير النظام في سورية. والإعلان جاء بعد لقاء ترامب نظيره الروسي في قمة الدول العشرين. ورأى بعضهم أنه تنازل أميركي أمام روسيا. ولكن هذا الحسبان في غير محله. فواشنطن اليوم تعتمد على روسيا في كبح النفوذ الإيراني في سورية. وهي ترجح كفة انتشار قوات روسية في جنوب سورية على كفة انتشار «حزب الله» و «الحرس الثوري» في مناطق حدودية مع إسرائيل. وترى واشنطن وتل أبيب أن انتشار القوات الروسية هو أهون الشرور، على رغم أنه يقتضي تقديم تنازلات والنزول على مصالح روسيا. وعلى رغم أن دعم الثوار السوريين لم يعد يعتد به على المستوى الاستراتيجي، التخلي عنهم هو سابقة سيئة تُجمع مع سوابق سلبية مثل انسحاب أميركا من العراق، وتنتصب قرينة على مقاربة واشنطن (السلبية) الحلفاء في الشرق الأوسط. وصار في وسع النظام السوري السيطرة على دير الزور في الشرق من دون أن يخشى هجمات في مناطق أخرى. ومع إجازة واشنطن استعادة دمشق دير الزور، تسلم الحدود العراقية – السورية إلى الإيرانيين وتطلق يدهم في إنشاء الممر البري الذي لطالما تاقوا اليه بين طهران والمتوسط. والقوى السنّية المؤيدة لأميركا أضعف من أن تحول دون مثل هذه النتيجة. ولا ترغب «قوات سورية الديموقراطية» في قتال النظام ولا في الإمساك بأراض خارج المناطق الكردية. واليوم تدرك هذه القوات، وتركيا هي خصمها اللدود، أن دعم واشنطن ليس مستداماً وليس مضموناً. ويتساءل كثر من قادتها عما يلي سقوط الرقة وإطاحة «داعش». والأغلب أن يتبدد إذّاك الدعم الأميركي مع انتفاء الحاجة إلى «قوات سورية الديموقراطية» وتحول القوات هذه إلى مصدر خلاف فحسب مع تركيا، في وقت تحتاج واشنطن إلى تعاون أنقرة لضبط التوسع الإيراني في المنطقة. ومثل هذه الظروف قد يحمل «قوات سورية الديموقراطية» على التقرب من روسيا وطلب حمايتها من تركيا.
والحق يقال، إن واشنطن ترجح كفة الأسد وحلفائه. والأشهر القادمة (إلى نهاية العام الحالي) مخصصة لاستعادة الجيش السوري شرق سورية، في وقت إن 2018 هو على الأغلب عام تدمير مخلفات جيوب الثوار في الغرب، وفي مناطق التهدئة ووقف التصعيد. ولا خيار أمام «قوات سورية الديموقراطية» غير تسليم الرقة للأسد مقابل إدارة ذاتية غير رسمية في كانتوناتها (أقاليمها). ويبدو أن بوتين هو المنتصر الأكبر في الحرب السورية. فهو بعث القوة الروسية في الخارج مقابل كلفة مالية وبشرية بخسة نسبياً، وارتقت بلاده لاعباً بارزاً في الشرق الأوسط. وتأمل أميركا بأن يبرز شقاق في الحلف الروسي – الإيراني في سورية. ولكن قد يطول الأمر في انتظار وقوعه (الشقاق). وعلى خلاف إيران، لا ترغب روسيا في تعكير علاقاتها بإسرائيل. ولكن ثمة مصلحة تجمع بين طهران وموسكو. فبوتين يرغب في الاقتصاص ممن كان يحدد أسعار النفط ويدعم مالياً مجموعات إسلامية قيدت القوة الروسية في الشيشان، فيما تلتزم إيران الصبر بعد فوزها بهذه الجولة من فصول اللعبة الاستراتيجية الكبرى في الشرق الأوسط. والمنتصرون هم أصحاب استراتيجية متماسكة طويلة الأمد وهم قادرون على استمالة تعاون وكلاء محليين وحلفاء محليين. وفي هذا الميزان، تنتكص أميركا على عقبيها.
________
* أستاذ ومدير البحوث في جامعة ليون الثانية، باحث زائر في «واشنطن إنستيتيوت فور نير إيست بوليسي»، عن «فورين أفيرز» الأميركية، 2/8/2017، إعداد منال نحاس
========================
فورين بوليسي :استراتيجيات ترامب في سوريا انهارت أمام روسيا
https://arabic.sputniknews.com/arab_world/201708091025546118-استراتيجية-ترامب-في-سوريا-انهارت-أمام-روسيا/
ونشرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية مقالا تحليليا حول حول انهيار استراتيجيات ترامب في سوريا، أمام موسكو والحكومة السورية.
وقالت المجلة الأمريكية إن الإدارة الأمريكية أدارت الحرب في سوريا بصورة "خاطئة" تماما.
استراتيجيات فاشلة
وبدأت المجلة قائلة إن ترامب اتخذ قرارا في بادئ الأمر بتسليح وحدات "حماية الشعب" الكردية السورية للهجوم على عاصمة تنظيم "داعش" الإرهابي في الرقة، ولكنها اكتشفت بعد فترة أن هذا الأمر سيكبدها خسائر فادحة بخسارة حلفاء استراتيجيين مثل تركيا، واضطرت لإيقاف برنامج الاستخبارات الأمريكية لتسليح الأكراد.
وقوت عملية التسليح تلك من شوكة الحكومة والجيش السوري، الذي حقق انتصارات كبيرة في محيط الرقة، كما ساهمت في زيادة الضغط الروسي على أمريكا للقبول بإنشاء مناطق تخفيف التصعيد في أكثر من منطقة.
ومضت الصحيفة قائلة
"خيارات ترامب كانت دائما خاطئة، خاصة وأن وحدات حماية الشعب فشلت في تحقيق طفرة وانتصارات كبيرة، وقوت من شوكة القوات الروسية والسورية، خاصة وأن الرأي العام الأمريكي يشعر دوما بالقلق من نشر أي قوات في الشرق الأوسط.
ورغم أن استراتيجيات الولايات المتحدة يمكن أن تكون قد حيدت قوات الحرس الثوري الإيراني، ولكنها منحت الرئيس السوري، بشار الأس فرصة هدوء "ثمين" في الجنوب، وتعاون "مثمر" في الشرق.
وأشارت المجلة الأمريكية إلى أنه ما منح روسيا التفوق في سوريا، هو فشل ترامب المستمر في منافستها أو مناطحتها في تحقيق أي انتصارات أو إنجازات على الأرض في سوريا أو في محاربة "داعش"، وهو ما يجعلها مجبرة على التعاون مع "الكرملين"، وبشروط موسكو.
========================
واشنطن بوست: حرب استنزاف طاحنة بالرقة
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2017/8/8/واشنطن-بوست-حرب-استنزاف-طاحنة-بالرقة
8/8/2017
قال تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأميركية إن الحرب بالرقة تحوّلت إلى حرب استنزاف طاحنة، وإن قوات سوريا الديمقراطية تواجه صعوبات كبيرة وتتكبد خسائر فادحة في كل شبر تحقق فيه تقدما ضد تنظيم الدولة.
وأوضح التقرير أن قوات سوريا الديمقراطية تحارب في بعض الأحيان من منزل لمنزل وتتعرض لهجمات انتحارية في أزقة ضيقة، في الوقت الذي تنتظر فيه لمعرفة إن كان مقاتلو تنظيم الدولة سيرسلون المزيد من المتفجرات وسط المدنيين الهاربين.
وقال المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية مصطفى بالي إن معركة الرقة تختلف تماما عن أي معركة خاضوها من قبل، مضيفا أن تنظيم الدولة يدافع الآن عن عاصمته.
حتى الموت
وأضاف أن المعارك السابقة ضد التنظيم تنتهي عندما يتراجع مقاتلوه -فيما يبدو- للحفاظ على قوتهم البشرية لمعارك تالية، "أما في الرقة الآن فإنهم يقاتلون حتى الموت" إذ إنها محاصرة من كل الجوانب ولا تالي لها.
وقال المتحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق وسوريا، العقيد ريان ديلون -الأسبوع الماضي- إنه بعد شهرين من القتال الكثيف في الرقة استولت قوات سوريا الديمقراطية على 45% من المدينة، وهو رقم ظل ثابتا لأكثر من أسبوع.
 
وبينما يقول البنتاغون إن قوات سوريا الديمقراطية تحقق تقدما مستمرا، إلا أنها تدفع تكلفة عالية للغاية عن كل شبر من تقدمها، فهي ليست مثل القوات العراقية التي استعادت الموصل بعشرات الآلاف من الجنود والاحتياط، بل أعدادها قليلة وما لديها من المعدات الثقيلة مثل المركبات والدبابات أقل كثيرا.
دفاعات التنظيم
وأشار التقرير إلى أن دفاعات تنظيم الدولة في الرقة تتضمن السيارات الانتحارية والقناصة والمفخخات والطائرات المسيرة المسلحة، بالإضافة إلى الخلايا النائمة وسط الأحياء التي استعادتها قوات سوريا الديمقراطية.
وتشير التقديرات إلى وجود ما بين عشرة آلاف إلى 25 ألفا من المدنيين العالقين في الأحياء التي لا تزال تحت سيطرة تنظيم الدولة، يعانون من ندرة الطعام والغلاء الفادح في الأسعار ويعيشون في خوف دائم من الغارات اليومية التي تشنها المقاتلات الأميركية.
وذكر التقرير أن الإصابات بين من ينجحون في الفرار مرتفعة للغاية، إذ قالت منظمة أطباء بلا حدود إن أطباءها عالجوا أكثر من أربعمئة مدني جريح بنيران القناصة أو الألغام الأرضية المزروعة في طريق هروبهم.
فقدوا طفولتهم
وقال أطباء أطفال إنهم لم يشاهدوا في حياتهم حدة في علامات الصدمة النفسية كالتي رأوها لدى الأطفال الهاربين مع أهلهم من الرقة. وقالت الطبيبة مع اليونيسيف راجية شرهان إنها لم تر طفلا في الثانية من عمره لا يحاول صد الطبيب الذي يتفحصه، "هؤلاء يرقدون في استسلام تام".
وأضافت شرهان إنهم يرون الصدمة واضحة في عيون الأطفال الهاربين مع أمهاتهم، "لقد كانوا ملتصقين بصدور أمهاتهم وهم يسمعون الصراخ والعويل طوال الطريق. من المؤكد أنهم فقدوا طفولتهم".
وتقدر وزارة الخارجية الأميركية أن تطهير الرقة من المتفجرات التي لم تنفجر والفخاخ يحتاج إلى شهور إن لم تكن سنوات بعد طرد تنظيم الدولة من المدينة، موضحة أن مقاتلي التنظيم في الموصل والرقة أيضا، أتقنوا كيفية إخفاء وزراعة الألغام والمتفجرات الأخرى، إذ درجوا على إخفائها في أماكن غير متوقعة مثل مولدات الكهرباء وحتى الجثث.
المصدر : واشنطن بوست
========================
الصحافة العبرية :
يديعوت :«حزب الله» مُرشّح لتصدُّر المشهد الإقليمي
http://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=12379beay305634282Y12379bea
2017-08-09
بقلم: د. يارون فريدمان*
بدا، الأسبوع الفائت، كأنّ النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني وقضية مسجد الأقصى عادا ليتصدّرا العناوين. لكن منذ لحظة إزالة البوابات الإلكترونية وكاميرات التصوير، عادت القضية الفلسطينية إلى هامش الأخبار في قنوات التلفزة في العالم العربي. ليس لدى الدول العربية فائض وقت للانشغال بالقضية الفلسطينية، لأنها غارقة في الحروب المستعرة على أراضيها، أو قرب حدودها، فليبيا ومصر ولبنان وسورية والعراق والسعودية واليمن غارقة جميعها في حروب داخلية متواصلة منذ سنوات. ما الذي يحدث الآن في هذه الدول؟ أي تنظيم إرهابي سيكون في الصدارة بعد القضاء على تنظيم "الدولة الإسلامية" ("داعش")؟ وهل لكل هذه الحروب علاقة بإسرائيل؟  
لبنان في قبضة "حزب الله": احتلت حرب "حزب الله" في منطقة عرسال في شمال شرقي لبنان العناوين الرئيسية في الأيام الأخيرة، وهي منطقة سيطر عليها المتمردون السوريون الذين دخلوا إلى لبنان منذ ثلاث سنوات. الأزمة التي تكابدها تنظيمات المعارضة والحصار الذي فرضته الدول الخليجية على قطر، الممول الرئيسي لهذه التنظيمات، سرّعا في انتصار "حزب الله".
هدد نشطاء "حزب الله" منتشين بسكرة الانتصار، بأن عرسال ليست إلا تدريباً استعداداً للحرب ضد إسرائيل. بل ذهب مسؤولون كبار في الحزب إلى تشبيه حربهم بالانتصار العراقي على "داعش" في الموصل. وحذر محللون في العالم السنّي من أن الهدف الحقيقي لعملية "حزب الله" هو التطهير الإثني وطرد جميع السكان السنّة، وليس تنظيم "جبهة النصرة" (الذي يسمى اليوم "جبهة فتح الشام") فقط، إلى منطقة إدلب في سورية. ويخطط الحزب لتوطين سكان من الشيعة الموالين له مكان هؤلاء السنّة، مثلما حدث في مناطق سورية أخرى احتلها.
سبقت العملية العسكرية في عرسال حملةٌ تحريضيةٌ شنها "حزب الله" ضد اللاجئين السوريين في المنطقة تضمنت المطالبة بإعادتهم إلى بلدهم. ظهر مقاتلو الحزب في أشرطة مصورة من منطقة عرسال نُشرت على الشبكة العنكبوتية، وقد تعرضوا لحملة غسيل دماغ يشتمون المذهب السنّي ويرددون شعارات مؤيدة للمرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، ويرفعون أيديهم تحية له
ستنتهي هذه العملية العسكرية بالقضاء على المنطقة السنّية المحاذية لمحافظة بعلبك الشيعية، والتي "أزعجت" جهود "حزب الله" في نقل المقاتلين والأسلحة إلى داخل المناطق السورية. قبل بضعة أيام زار رئيس الحكومة اللبنانية السنّي، سعد الحريري، العاصمة الأميركية واشنطن. الحريري معنيّ حقاً بالاستجابة لطلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتجريد "حزب الله" من أسلحته، لكنه عاجز عن القيام بذلك.
يستغل "حزب الله" ضعف الجيش اللبناني وتآكل الجيش السوري. فجيش النظام السوري والجيش اللبناني يراقبان أنشطة "حزب الله" من دون الإتيان بأي حركة فعلية، بل هما يقدمان له الدعم ضد الإرهاب من حين إلى آخر.
أقام "حزب الله" قواعد عسكرية ثابتة على الأراضي السورية وهو يتطلع مستقبلاً إلى فتح جبهة جديدة ضد إسرائيل عند الحدود في هضبة الجولان، لكن تنظيمات المعارضة لا تزال تسيطر على منطقة القنيطرة.  
سورية- "الدولة الإسلامية" ستُقسَّم إلى شمال وجنوب: شهدت الحرب ضد "داعش"، هذه السنة، تصعيداً كبيراً. وتدور، هذه الأيام منافسة بين جيش بشار الأسد برعاية روسية من جهة، والقوات الكردية برعاية أميركية من جهة أخرى، لاحتلال المناطق التي يسيطر عليها "داعش". وتشكل منطقة دير الزور، في شرق سورية، بؤرة هذه الحرب، نظراً لكونها مركز حقول النفط في سورية. القوات الموالية للولايات المتحدة، القوات الكردية وتنظيمات المتمردين السنة المساندة لها، على وشك احتلال الرقة، التي تشكل عاصمة "داعش"، والمنطقة الشمالية من "الدولة الإسلامية". وفي المقابل، تتقدم قوات الجيش السوري و"حزب الله"، بمساندة روسية، من منطقة تدمر إلى جنوب دير الزور
ثمة خطران مركزيان يلوحان في الأفق الآن: الأول، اصطدام قوات النظام السوري مع الأكراد مباشرة، فقد اندلعت معارك بين هذين المعسكرين خلال الأشهر الأخيرة إلى الجنوب من حلب. والثاني الأشد جسامة فهو اصطدام الطائرات الأميركية والروسية التي تقصف قواعد "داعش" من دون أي تنسيق، بصورة مباشرة. والمعركة ضد "داعش" لن تنهي الحرب الأهلية المستمرة منذ سنوات، إلا إنها ستنقلها إلى مرحلة جديدة أخرى، وربما تقود إلى تحويل سورية إلى حالة من الكونفدرالية التي يسيطر فيها نظام الأسد مباشرة فقط على ثُلث مساحة الدولة السورية.  
العراق- إشكاليات ما بعد "داعش": يقف العراق على مسافة بضع خطوات خلف سورية من حيث الحرب ضد "داعش"، بعد حسم المعركة على مدينة الموصل، عاصمة "الدولة الإسلامية". ويحارب "داعش" الآن على مناطقه الأخيرة في الدولة وينسحب مقاتلوه نحو الأراضي السورية. وبينما يتبدد دخان الحرب، وبعد انتهاء الاحتفالات بانتصار الجيش العراقي، يواجه الشعب العراقي الآن واقع المجتمع المشرذم والمفتت، طائفياً واقتصادياً.
يعاني السكان السنة في شرق العراق من أزمة اللاجئين والفقر، من خراب المدن التي دارت فيها المعارك طوال أشهر عديدة ومن تنكيل الميليشيات الشيعية بذريعة "الحرب ضد الإرهاب". كل شخص سنّي مشتبه فيه بتأييد "داعش"، في نظر المليشيات الشيعية
صحيح أن منطقة شرق العراق هي أكثر تجانساً، إذ إن غالبية سكانها من الشيعة، لكن حتى في هذه المنطقة ثمة توتر سياسي ـ اقتصادي حاد بين الشيعة المؤيدين لإيران، المسيطرين على الحياة السياسية في بغداد، والشيعة الفقراء في الجنوب المعارضين لهم والذين يتهمونهم بالفساد. حتى إن زعيم التيار المناوئ لإيران مقتدى الصدر، أجرى في الأيام الأخيرة زيارة تظاهرية ومتحدّية إلى السعودية، العدو الأكبر لإيران.
الأكراد في شمال العراق، كما في سورية، هم الرابح الأكبر من هذه الأزمة، فهم يتمتعون بدعم أميركي ويقيمون حكماً ذاتياً منذ 12 سنة. في حزيران الأخير نظم الأكراد استفتاء عاماً قرروا خلاله إقامة دولة كردية في أيلول المقبل. سيكون من المثير اكتشاف كيفية ومدى تأثير هذه الخطوة على الأكراد في شمال سورية. هل سينضمون؟ وكيف ستردّ تركيا؟ 
اليمن- الحوثيون- "حزب الله" السعودي: مرت سنتان منذ بدء السعودية عملية "عاصفة الصحراء" ضد المتمردين الحوثيين الشيعة في اليمن وما تزال النهاية بعيدة وغير مرئية في الأفق. يصف المحللون في العالم الشيعي هذه الحرب على النحو التالي: "الدولة الأغنى في الشرق الأوسط تقصف الدولة الأفقر في الشرق الأوسط".
صحيح أن السعودية حققت إنجازاً هائلاً بمنعها حلفاء إيران من الاستيلاء والسيطرة على اليمن كلّه. وبذلك أنقذت المملكة السنيّة خطوط نقل النفط التي تتجاوز اليمن وأبقت على الموانئ المهمّة تحت سيطرة الحكومة الرسمية السنّية، غير أن الحوثيين لا يبدون علامات الاستسلام، بل يطلقون من حين إلى آخر صواريخهم إلى قلب المناطق السعودية.
لا يزال الحوثيون يسيطرون على نحو رُبع مجمل مساحة اليمن، في المناطق الشمالية الغربية. ويركّزون سيطرتهم في مدينتي صنعاء وصعدة، بما فيهما من حقول نفطية مهمّة، ويشكلون تهديداً للحدود السعودية. وتتمحور المعارك على الأرض الآن في مدينة تعز، إلى الشمال من عدن.
وإذا ما نجحت قوات النظام التابعة للرئيس عبد ربه منصور هادي بدعم من الطائرات السعودية في احتلال هذه المدينة، فستشق طريقها نحو العاصمة صنعاء. لقد استغل تنظيم "القاعدة" الحرب الأهلية في اليمن من أجل بسط سيطرته على مناطق صحراوية في وسط الدولة. وتشكل هذه التنظيمات الجهادية مرضاً مزمناً في اليمن، سيجد التحالف السعودي صعوبة في مواجهتها لا تقل صعوبة عن مواجهة المتمردين الشيعة
مصر- دولة محاطة بالإرهاب وتحارب الفقر: من غير المُمكن في مصر الفصل بين المرضين الأساسيين اللذين تكابدهما الدولة العربية الأكبر ـ الإرهاب والأزمة الاقتصادية. الإرهاب يهدم الاقتصاد ويُبعد السائحين. لمصر حدود خطرة: ليبيا من الشرق وسيناء من الغرب. صحيح أنه تم القضاء على ذراع "الدولة الإسلامية" في ليبيا، لكن الدولة لا تزال غارقة في حرب أهلية بين جهاديين آخرين وقبائل متمردة، وبين حكومتين إحداهما في الشرق والأخرى في الغرب.
يوظف الجيش المصري في شبه جزيرة سيناء جهوداً وطاقات كبيرة جداً في سعيه للقضاء على "داعش"، لكن من الصعب جداً التخلص من هذا التنظيم الإرهابي السنّي، لأن المشكلة الرئيسية ـ حالة الفقر والبطالة التي تعيشها قبائل شمال سيناء ـ لا تحظى بأي معالجة أو حلول. الخطوات التي اتُخذت ضد "حماس" والمعابر من قطاع غزة لم تحُل دون تهريب الأسلحة إلى الجهاديين في شبه جزيرة سيناء. لا تخف وطأة الإرهاب عن مصر برغم قمع حركة "الإخوان المسلمين"، بينما تتفاقم البطالة وترتفع الأسعار ووتائر التضخم المالي باستمرار
لئن بدا أن الأوضاع قد هدأت خلال الأشهر الأخيرة، إلا إن التفجيرات الأخيرة ضد الكنائس المسيحية القبطية في طنطا والاسكندرية جاءت لتثبت أن الطريق لا يزال طويلاً. ثمة مكان للتفاؤل، لأن القضاء على "داعش" في سورية والعراق لا بد من أن يكون له تأثير في "داعش" سيناء مباشرة
الجهاديون سيُهزَمون، "حزب الله" سيتعزز: تبدو جميع التطورات في الحروب الدائرة ضد الإرهاب إيجابية بالنسبة لإسرائيل باستثناء تلك المتعلقة ب"حزب الله". فقد اكتسب هذا الحزب شرعية إقليمية سورية وإيرانية وروسية، علاوة على الشرعية المحلية من جانب طوائف متعدّدة في داخل لبنان. ويعود ذلك إلى حقيقة أن "حزب الله" يقاتل بنجاح ملحوظ ضد تنظيمات إرهابية سنّية تهدد بغزو لبنان.
لكنّ الاستعانة بـ"حزب الله" في الحرب ضد الجهاديين مرهونة بثمن باهظ. فهو يقيم قواعد عسكرية ثابتة في كل من لبنان وسورية. والحوثيون في اليمن، الذين يرفعون شعار "الموت لأميركا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود"، يستمدون قوة معنوية وإلهاماً كبيراً من "حزب الله"، بل تعهدوا بدعم هذا التنظيم في أي حرب مستقبلية ضد إسرائيل.
بعد الانتهاء من الحرب ضد الإرهاب الجهادي والقضاء على تنظيم "الدولة الإسلامية"، سيشكل "حزب الله" الذي يمتلك عشرات آلاف المقاتلين وأسلحة حديثة تشمل آلاف الصواريخ ومنظومة إعلامية متطورة للتحريض وغسل الأدمغة، مشكلة إقليمية عامة ليست أقل من "داعش". وخلافاً لـ"الدولة الإسلامية"، ستكون هذه المشكلة أكثر قرباً وفورية لإسرائيل تحديداً وأساساً.
عن "يديعوت"
========================
الصحافة الروسية :
غيوبوليتيكا :أنطون مارداسوف : طهران مع استمرار الحرب وموسكو مع حل سياسي
http://www.alhayat.com/Opinion/Writers/23335403/طهران-مع-استمرار-الحرب-وموسكو-مع-حل-سياسي
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ٩ أغسطس/ آب ٢٠١٧ (٠١:٠ - بتوقيت غرينتش)
تسعى طهران إلى جر موسكو إلى جولة جديدة من الحرب الأهلية. ويرى بعض الخبراء أن أهداف العملية العسكرية الروسية في سورية في مطلع التدخل الروسي كانت متقاربة مع الأهداف الإيرانية على المستوى التكتيكي: أي الحفاظ على ما بقي من مؤسسات الدولة واستقرار النظام. لكن هوة التباين بين البلدين بدأت تتسع تدريجاً على وقع سعي روسيا إلى التفاوض مع المعارضة السورية المسلحة في سبيل وقف إطلاق نار ثابت.
ونجم عن لقاء الرئيسين، بوتين وترامب، على هامش قمة العشرين في هامبورغ، اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب غربي سورية في درعا والقنيطرة والسويداء. ونوقش الاتفاق الروسي – الأميركي في العاصمة الأردنية عمان من دون مشاركة طهران. وهذا الاتفاق «يلغي» عملياً مسار آستانة في المنطقة الجنوبية بسورية. وفرض اتفاق عمان على إيران وأُلزمت إبعاد الفصائل الموالية لها مسافة 40 كم عن حدود إسرائيل والأردن والموافقة على نشر الشرطة العسكرية الروسية. وفي 22 تموز (يوليو)، وقَّع الروس في القاهرة اتفاقاً مع «جيش الإسلام» حول منطقة أخرى لخفض التصعيد في الغوطة الشرقية. ونشرت الشرطة العسكرية الروسية على تخوم هذه المناطق ومداخلها. وكانت وزارة الدفاع الروسية، أدرجت هذا الفصيل في قائمة «المعارضة المعتدلة» منذ كانون الأول (ديسمبر) الماضي.
وينتشر في دمشق - وإيران ترى أنها «بوابة» السلاح إلى «حزب الله»- عدد كبير من وحدات الحرس الثوري الإيراني والقوات الشعبية المحلية والأجنبية التي تمولها طهران. ولا يخفى القيادة العسكرية الروسية التنافس مع إيران في شرق حلب، حيث يسعى الجنود الروس وممثلو الأجهزة الأمنية الروسية المتحدرون من شمال القوقاز إلى بسط الأمن وإرساء الاستقرار، من طريق تسيير دوريات عسكرية والتعاون الوثيق مع الشيوخ من علية القوم. وعلى خلاف موسكو، بادرت طهران إلى تعزيز نفوذها في شرق حلب، وتوسع صفوف الميليشيات الموالية لها. ولا تساهم خطوات إيران في إرساء الأمن. فهي على سبيل المثل، فتحت أبواب مراكز تعليمية دينية إيرانية في حلب، ما يؤجج الصراع على أساس عرقي وديني.
______
 * رئيس قسم دراسات نزاعات الشرق الأوسط في معهد التنمية الابتكارية، عن موقع «غيوبوليتيكا» الروسي، 3/8/2017
========================
هآرتس: "إسرائيل" شاركت في "مباحثات سرية" بشأن هدنة سوريا!
https://www.elakhbary.net/middle_east/details787836
صحيفة أخباري الالكترونية - ونقلت الصحيفة اليوم الأربعاء عن مسؤولين إسرائيليين ودبلوماسيين غربيين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم قولهم، إن اللقاءات التي جرت قبل الإعلان عن إنشاء منطقة تخفيف التوتر جنوب سوريا، عقدت في عمّان وإحدى العواصم الأوروبية، بمشاركة كبار الدبلوماسيين ومسؤولي الأمن من الدول الثلاث.
وأوضحت الصحيفة أن الاجتماعات جرت بحضور كل من المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا مايكل راتني، ومبعوث البيت الأبيض إلى التحالف الدولي بريت ماكغورك من الطرف الأمريكي، ومسؤولين في وزارة الخارجية والدفاع والقوات المسلحة و"الموساد" من الطرف الإسرائيلي، بينما ترأس وفد موسكو مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرينتييف.
وأشارت الصحيفة إلى أن مسؤولين أردنيين شاركوا أيضا في الاجتماعين اللذين عقدا في عمان، مضيفة أن الاجتماع الثالث في أوروبا عقد على مستوى أعلى مقارنة باجتماعات الأردن.
وذكرت الصحيفة أن الوفد الإسرائيلي عارض مذكرة تخفيف التوتر، مشيرا إلى أن هذا الاتفاق لا يعير الاهتمام اللازم، من وجهة نظر تل أبيب، لتقليص النفوذ الإيراني في الأراضي السورية بأكملها.
واحتج وفد تل أبيب، حسب الصحيفة، على عدم شمول الاتفاق الروسي الأمريكي لـ"حزب الله" والفصائل الإيرانية، مطالبا بسحب مقاتلي الحزب والحرس الثوري الإيراني والجماعات الشيعية من سوريا.
========================
الصحافة الاسبانية :
الأوردن مونديال: تاريخ الحرب حلقة مغيبة تماماً من الذاكرة اللبنانية
http://idraksy.net/the-amnesia-of-the-lebanon/
نشر موقع “الأوردن مونديال” الإسباني المختص في الدراسات الدولية، تقريراً للكاتبة ألبا سيرانو، بتاريخ 11 تموز/يوليو، تحدثت فيه عن الحرب في لبنان التي تركت أثراً عميقاً في المجتمع. في المقابل تشهد البلاد نزعة لجعل الحرب موضوعاً محرماً لا يمكن التطرق إليه.
وقالت الكاتبة إن لبنان بلد تشوبه العديد من التعقيدات، في حين يقدر عدد سكانه بنحو ستة ملايين شخص فقط. ويعرف هذا البلد بتاريخه فيما يتعلق باستقبال اللاجئين والمهاجرين والنازحين، القادمين من مختلف البلدان. ومن بين المجتمعات التي توافدت على لبنان، خلال السنوات الأخيرة، نذكر الأرمنيين والسوريين والأكراد والفلسطينيين. فضلاً عن ذلك تتعايش على الأراضي اللبنانية نحو 18 طائفة دينية.
وبينت الكاتبة أن هذا المزيج من المجتمعات يعد خاصية فريدة من نوعها للبنان. ومن المثير للاهتمام أن هذه الميزة لم تتأثر ببقية الأحداث الأخرى التي شهدتها البلاد، خاصة الحرب الأخيرة التي دامت نحو 15 سنة. من جانب آخر تعد هذه السمة خاصية أساسية في صلب المجتمع اللبناني، حيث تعمل على تحديد وتيرة التطور والأجندة السياسية للشعب.
وأضافت الكاتبة أن حرب لبنان (1975 ـ 1990) التي دامت 15 سنة، قد حددت ملامح البلاد في الوقت الحالي. وأن العديد من الأسباب المختلفة وقفت وراء اندلاع تلك الحرب؛ من بينها الميثاق الوطني لسنة 1943، الذي وزع السلطة في البلاد بين الطوائف المختلفة، وهو ما نتج عنه تمثيل أكثر للمسيحيين على حساب المسلمين، في الحكومة. وفي أوائل سنة 1970 تنامت التوترات في لبنان؛ نتيجة لمطالبة المسلمين بقيادة إصلاح يفضي إلى توزيع جديد للسلطة يكون أكثر عدلاً، مع الأخذ بعين الاعتبار التغييرات التي طرأت على التركيبة السكانية.
وأوردت الكاتبة أن من الأسباب الأخرى التي أدت إلى اشتعال فتيل الحرب اللبنانية، الحضور المتزايد لمنظمة التحرير الفلسطينية على الأراضي اللبنانية، فضلاً عن الأهمية التي تكتسيها؛ ممَّا ساهم في انقسام النخبة السياسية في البلاد. وفي الواقع كانت هذه النخبة منقسمة بين تأييد القضية الفلسطينية، والخوف من أن يتحول وجود منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان إلى ذريعة تبرر دخول إسرائيل لأراضيه.
وبينت الكاتبة أنه في إطار الحرب يمكن التمييز بين مجموعتين مختلفتين. وتتمثل المجموعة الأولى في التحالف المسيحي ذي التوجه اليميني، الذي كونته الجبهة اللبنانية، والذي يقوده حزب الكتائب اللبنانية. أما المجموعة الثانية فتضم التحالف الإسلامي ذي التوجه اليساري، بقيادة الحركة الوطنية اللبنانية، الممثلة من قبل الحزب التقدمي الاشتراكي.
وبينما تؤمن المجموعة الأولى بأن الحركة الفلسطينية تمثل تهديداً على الوضع الراهن للبلاد والتقارب اللبناني الغربي؛ تدعم المجموعة الثانية هذه الحركة، وترى من خلالها فرصة لمواءمة  لبنان مع  الهوية العربية.
وأضافت الكاتبة أن من بين الصراعات الداخلية الأخرى التي شهدها لبنان، التدخل السوري والإسرائيلي في البلاد، ما ساهم تبعاً في تمديد فترة عدم الاستقرار، وسنوات الحرب. وفي نهاية المطاف انتهت الحرب “باتفاق الطائف” الذي جلب في جعبته جملة من الإصلاحات السياسية. كما عادت العلاقة بين سوريا ولبنان إلى نصابها، علماً أن الهدف من هذه التسوية يتمثل في انسحاب القوات السورية من الأراضي اللبنانية.
ومن المثير للاهتمام أن اتفاق الطائف أعاد تقسيم السلطة من جديد في لبنان بين الطوائف الثلاث المهيمنة؛ الأمر الذي أدى بدوره إلى تأجيج  الانقسامات الطائفية مرة أخرى في البلاد. فضلاً عن ذلك انتهت الحرب في لبنان بتسليم السلطة إلى العديد من القادة العسكريين الذين ارتكبوا جرائم فظيعة خلال الحرب، على غرار إيلي حبيقة.
في المقابل، وعلى الرغم من انتهاء الحرب بعودة العلاقات مع سوريا، إلا أن ذلك لم يساهم في إيجاد حل لمستقبل التوجهات اللبنانية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية ومخيمات اللجوء. فضلاً عن ذلك لم يتمكن لبنان من رسم خطة لوضع حد للاحتلال الإسرائيلي.
من جانب آخر أشارت الكاتبة إلى أن الحرب أصبحت حلقة منسية من الذاكرة اللبنانية، كما لا زالت الحقيقة والمصالحة، على حد سواء، غائبتين في أرجاء البلاد. وفي الأثناء لا بد أن يشعر الشعب اللبناني بأن هناك عدلاً على مستوى مؤسسات البلاد، فضلاً عن أنه في حاجة ماسة إلى معرفة كل الحقائق حول الصراع الذي شهدته البلاد سابقاً. علاوة على ذلك، ينبغي أن يشعر الشعب اللبناني بأن الحكومة في طريقها إلى قيادة إصلاحات؛ من أجل تطوير البلاد ودعم وحدتها.
وفي الواقع لا تزال الحقيقة في لبنان مغيبة تماماً، كما لم تتمكن البلاد من تحقيق العدل لشعبها في جميع المجالات. فضلاً عن ذلك بذلت الحكومة اللبنانية قصارى جهدها بهدف إسكات الأصوات التي تتطرق إلى أطوار الحرب التي شهدها لبنان، من خلال اتباعها ما يسمى “بسياسة النسيان”. ويتجلى ذلك من خلال غياب أي نوع من النقاشات حول الحرب، حيث تحول هذا الموضوع إلى أمر مغيب تماماً من الإطار المؤسساتي للبلاد.
من جانب آخر حظي  مرتكبو الجرائم في الحرب اللبنانية على عفو، بعد سنتين فقط من انتهاء الحرب؛ ونتيجة لذلك وصلت العديد من الجهات المؤثرة في حيثيات الحرب إلى دواليب السلطة في البلاد. وقامت هذه الشخصيات بعرقلة أي محاولة لإظهار الحقيقة، بأي ثمن كان؛ وذلك مخافة أن يكتشف الشعب اللبناني تورطهم في الجرائم التي سيتم إثباتها.
من المهم بالنسبة للمجتمعات التي عاشت حروباً خلق ذاكرة جماعية ورواية مشتركة، وفقاً لما أكدته الكاتبة. في المقابل وفي حال شهد أحد البلدان حرباً أهلية عادة ما يزداد الأمر تعقيداً، خاصة عند اختلاف الروايات وتعددها حول تفاصيل الصراع وأطواره. عموماً شكل هذا العامل مشكلة كبرى بالنسبة للبنان الذي عجز، بعد مرور 25 سنة منذ نهاية الحرب، عن تشكيل رواية تاريخية موحدة وموضوعية، حول ما عايشه آنذاك. على العموم من المرجح أن عواقب هذه الثغرة من شأنها أن تؤثر على المواطنين الذين عاشوا الحرب والأجيال التي تلت مرحلة الحرب على حد سواء.
وتجدر الإشارة إلى أن الأجيال الحالية في لبنان لا تملك نظرة موضوعية حول الصراع الذي سبق عصرها، في حين أنه لا يزال مؤثراً في المجتمع الذي يعيشون فيه. ومن المثير للدهشة أن تاريخ الحرب لا يدرّس في المدارس اللبنانية.
========================
المركز الإسباني للدراسات الاستراتيجية: القبائل السنية والفوضى ومستقبل العراق
http://idraksy.net/chaos-and-the-future-of-iraq/
ترجمة: وطفة هادفي
نشر موقع “المركز الإسباني للدراسات الاستراتيجية” دراسة للكاتب مانويل موراليدا مارتين بينياتو، تحدث فيها عن القبائل السنية في العراق، والفوضى التي تعيش في ظلها البلاد منذ سنوات. ونقل الكاتب توقعاته حول مستقبل العراق.
وقال الكاتب إن تنظيم الدولة يتجه نحو هزيمة حتمية في الوقت الذي أخذ يخسر فيه آخر أراضيه في العراق. بالإضافة إلى ذلك يلوح في الأفق مستقبل تشوبه حالة من عدم الاستقرار وانعدام الأمن، في بلد تزيد من عمق تعقيداته الطوائف والأعراق والانقسامات. وفي خضم هذه الفوضى تؤدي القبائل السنية دوراً كبيراً، سواء في الوقت الحاضر أو في المستقبل.
وأورد الكاتب أنه بحسب تعداد سنة 2015 يبلغ عدد سكان العراق نحو”36423390 ساكناً، موزعين بين 18 محافظة. علماً أن ثلاثاً من بين هذه المحافظات تُكون كردستان العراق. ويشكل المسلمون في العراق غالبية ساحقة تبلغ نسبتهم نحو 97 بالمئة، أما باقي السكان فينتمون إلى الأقليات الدينية مثل المسيحيين أو اليهود.
ومن بين المسلمين يمثل الشيعة غالبية، حيث تتراوح نسبتهم بين 55 و60 بالمئة. في المقابل يسجل المسلمون السنة، الذين يتمركزون أساساً في الغرب والوسط وشمال البلاد، نسبة 40  بالمئة.
ووفقاً لما ذكره الكاتب يعود تاريخ القبائل السنية العراقية إلى زمن بعيد، شأنها شأن باقي القبائل في الشرق الأوسط. وعلى الرغم من التغييرات الاقتصادية والاجتماعية، التي شهدها العالم منذ مطلع القرن الماضي، تمكنت قبائل العراق من الصمود كما حافظت على نفوذها. وعلى العموم يقوم الشيوخ وزعماء القبائل بدور رئيسي في صلب هذا التكوين.
وأضاف الكاتب أنه عادة ما يتولى الشيوخ قيادة القبيلة، في حين أن سلطتهم غير قسرية. ويعتمد زعماء القبائل بشكل أساسي، أثناء  أداء مهامهم، على  مشورة مجلس الشيوخ.
ومن بين الخصائص التي من شأنها أن تساعد على فهم دور القبائل السنية في العراق، خاصة في خضم الصراع الذي ظهر بموجب بروز تنظيم الدولة، اختلاف الآراء والمواقف بين عشائر القبيلة الواحدة، ويضاف إلى ذلك المواقف المختلفة تجاه تنظيم الدولة وأشكال التحالفات المختلفة معه. من جانب آخر سيكون لهذا الاختلاف والتنافر في المصالح أهمية كبرى، خاصة في إطار تحديد ملامح المستقبل القريب للبلاد، وأيضاً للمنطقة بأسرها.
علاوة على ذلك من بين العوامل الأخرى التي تفسر التعقيد الحاصل على مستوى القبائل السنية، الموقع الجغرافي الذي يحدد المصالح المختلفة، وإلى من يدينون بالولاء. وبشكل عام خلق هذا الوضع مصالح متضاربة بين القبائل المختلفة.
فضلاً عن ذلك يمكن أن تتغلغل هذه التعقيدات إلى صلب العشيرة الواحدة، وهو ما يتجلى من خلال تناحر العائلة الواحدة. عموماً يمكن أن تُفسر هذه الأسباب وجود عدد من الشيوخ يمثل كل منهم واقعاً مختلفاً عن نظيره؛ وذلك خدمة لمصالحهم الشخصية.
وفيما يتعلق بعلاقة القبائل السنية بحرب تنظيم الدولة، أشار الكاتب إلى أن ظهور تنظيم الدولة في العراق قد اعتُبر من قبل العديد من السنة بمنزلة نوع من التحرر. بل أبعد من ذلك كانت نشأة تنظيم الدولة بالنسبة لهؤلاء المواطنين كحدث تاريخي سيخلصهم فجأة من المليشيات الشيعية، التي لطالما اضطهدتهم وارتكبت عدة مجازر في حقهم. علاوة على ذلك اعتقد العديد من السنة أن تنظيم الدولة سينقذهم من سيطرة الجيش العراقي، الذي يهيمن عليه الشيعة، والذي يتسم بالفساد أيضاً.
استفاد تنظيم الدولة، من جهته، من نزعة الكراهية ورغبة السنة في الانتقام، في ظل التهميش والتوجه الطائفي الشيعي الذي لطالما اعتمدته الحكومة العراقية. وفي المقابل أخذ تنظيم الدولة يفقد دعم القبائل السنية تدريجياً، إثر مطالبته بانصهارها في قلب “قضيته”. ومن هذا المنطلق أقدم التنظيم على قمع أي معارضة له، أو أي شخص يحاول التعاون مع الجيش العراقي، بشكل حاد للغاية. وخلال هذه العملية الانتقامية بقيادة التنظيم تم إعدام العديد من الشيوخ أو زعماء القبائل.
وأورد الكاتب أنه على الرغم من التأييد الضمني والدعم الصريح من قبل بعض القبائل السنية لتنظيم الدولة، إلا أن بعض القبائل لم تتوان عن الوقوف في وجه التنظيم. من جانب آخر نأت بعض القبائل الأخرى بنفسها عن الصراع، في حين لم يتمكن زعماؤها من منع كثير من الشباب من الالتحاق بتنظيم الدولة.
على العموم يمكن القول إن مواقف القبائل العراقية لم تكن متجانسة، فيما يتعلق بالحرب التي يخوضها تنظيم الدولة. وقد ظلت هذه المواقف متأثرة بالظروف المتغيرة للصراع القائم في البلاد.
وختاماً أوضح الكاتب أن مستقبل هذه الدولة متعددة القبائل، ومتعددة الأعراق، التي تتميز بموارد طاقة مهمة وجملة من العوامل الجيوسياسية؛ يشوبه جملة من التعقيدات التي يمكن أن تنتهي بخلق انقسامات عرقية ودينية. أما فيما يتعلق بدور القبائل السنية في هذا الصراع، فمن المرجح أنها لن تتنكر لعاداتها، حيث سيتراوح موقفها بين التعاون والتقسيم؛ نظراً للمصالح المختلفة والمتضاربة التي تلبي في الغالب غايات شخصية، والتي تميز بعض القبائل.
المصدر: المركز الإسباني للدراسات الاستراتيجية
========================
الصحافة البريطانية والتركية :
تايمز: بدء معركة إعادة بناء حلب
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2017/8/8/تايمز-بدء-معركة-إعادة-بناء-حلب
أشار تقرير لصحيفة التايمز إلى ما وصفها بمعركة إعادة بناء حلب انطلاقا من واقع حال الأقارب والجيران السابقين اليوم بعد الدمار الذي حل بالمدينة بفعل القصف المستمر بقنابل البراميل المتفجرة وما أعقب ذلك من نهب وسلب للبيوت والأحياء المدمرة.
ويتذكر أبو فارس الحلبي (31 عاما) ما كانت عليه داره التي نشأ فيها بمدينة حلب القديمة قبل فراره إلى المنفى، بأقواسها الحجرية بلون عسل النحل وهي تغطي غرف الدور السفلي والنسيم العليل الذي يخرج من النوافذ الخشبية المزخرفة وعبير الياسمين الذي يفوح في فناء الدار.
ويقول الحلبي إن والده يريد إعادة بناء الدار، لكن الأقارب يقولون له دعك من ذلك، ومع ذلك أتى بنجار لإصلاح البوابة، وبينما هو يفعل ذلك مر عليه مسؤول محلي وأبلغه ألا يتعب نفسه لأنه سرعان ما سيقتحم اللصوص البيت مرة أخرى، حتى أن المسؤول نفسه مد يده وأخذ شيشة أثرية كانت في متناوله.
 
ووصفت الصحيفة وسط حلب القديمة بأنها كانت موطنا لسوق ضخم وقلعة مهيبة ومسجد شهير، ومنطقة مكتظة بالممرات المليئة بالمنازل والمتاجر، وأنها قبل الحرب كانت تؤوي نحو 120 ألف شخص فر كثير منهم بعدما أصبحت المنطقة مركزا للمعارك بين قوات النظام السوري والثوار.
وأشارت إلى قول منسق برنامج اليونسكو في حلب الأسبوع الماضي مازن سمان إن هناك خططا تفصيلية لإعادة ترميمها بالكامل بنفس الحجارة كلما أمكن، لكن سكان سابقين يشككون في ذلك نظرا لأن المنظمة الأممية لا يمكن أن تعمل في سوريا إلا بمباركة الرئيس السوري بشار الأسد الذي تتحمل قواته المسؤولية عن معظم الدمار.
يضاف إلى ذلك أن العديد من البيوت المهجورة استولى عليها أنصار النظام أو احتلتها الأسر التي فقدت ديارها في الحرب، وهذا ما حدث مع عقار آخر لأسرة الحلبي استولت عليه عائلة معروفة بارتباطها بالأسد، وعلى الرغم من النداءات الموجهة إلى السلطات قيل لها إنه لا يمكن طرد العائلة الأخرى.
وبالنسبة للذين يريدون العودة إلى ديارهم فإن تكلفة المعاملات الورقية في القنصلية السورية بالخارج تكلف الفرد الواحد نحو أربعمئة دولار، ويخشى بعض المراقبين من ملء هذا الفراغ من قبل المقيمين الجدد والمستثمرين الذين لا يهتمون كثيرا بالطابع القديم للمدينة.
المصدر : تايمز
========================
صحيفة ملليت :القاعدة.. إدلب.. والولايات المتحدة
http://www.turkpress.co/node/37921
نهاد علي أوزجان – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
تتواصل المعارك على الساحة السورية. يركز حزب الاتحاد الديمقراطي، المدعوم أمريكيًّا على الرقة، حيث تمكن من الاستيلاء على نصف المدينة تقريبًا من تنظيم داعش. وبحسب التصريحات الأمريكية فإن حوالي ألفي مقاتل من داعش ما زالوا في المدينة، ومن الصعب أن يكسروا الحصار ويخرجوا منها، ولذلك سيقاتلون حتى الموت.
من جهة أخرى تقدم جيش الأسد نحو الشرق عبر جنوب الرقة. استعاد مدينة دير الزور، حيث يوجد احتياطي النفط والغاز الطبيعي، من داعش. وباستثناء إدلب فإن النظام المدعوم روسيًّا، يوسع المناطق التي يسيطر عليها رويدًا رويدًا.
ويبدو أن إدلب تُركت إلى النهاية. تحاصر تركيا شمال غربي المنطقة، وحزب الاتحاد الديمقراطي شماليها، وما تبقى محاط بقوات الأسد. لكن هذا الحصار يمكن خرقه بسهولة عن طريق الشبكات الاقتصادية والعسكرية والسياسية والاجتماعية. وتحركات المدنيين والمسلحين والبضائع والأموال والأسلحة مستمرة بكل زخمها.
تختلف وجهات نظر اللاعبين المباشرين وغير المباشرين في الأزمة السورية، تجاه إدلب. على سبيل المثال من المفيد التركيز على التوصيف البارز في الخطاب السياسي الأمريكي "الفصائل المرتبطة بالقاعدة"، من أجل فهم موقف الولايات المتحدة من إدلب.
وإذا علمنا أن القاعدة هي عدو الولايات المتحدة في إدلب، فإن هذه المنطقة هدف عسكري بالنسبة لواشنطن. وعندما يكون العدو القاعدة تسود لدى الولايات المتحدة المقاربة القائلة "لا أحد يمكنه منعي". ولا شك أن استخدام توصيف القاعدة يجعل من جميع الوسائل والطرق المتبعة مشروعًا. وعندما تحتوي قائمة الأعداء على القاعدة يتوفر الدعم من الداخل والخارج.
المرجح أن تلجأ الولايات المتحدة إلى الأسلوب المتبع في القتال خلال الأعوام الماضية وهو "اعثر على حليف محلي، طوّق معه العدو، واقضِ عليه". يهدف هذا الأسلوب إلى القضاء على الأخطار التي ستسببها عودة المقاتلين الأجانب، المتوجهين إلى مناطق الصراع من أجل القتال فيه، إلى بلدانهم. والسبيل الأقل تكلفة من أجل تطبيق هذا الحل السهل بالنسبة للولايات المتحدة يمر عبر دفع القوات المحلية الحليفة إلى القتال. وهذا ما يتيح لها إمكانية القول لبقية البلدان إنها تعمل على حمايتها وحماية مواطنيها.
ورغم أن إدلب هدف عسكري ذو أولوية للولايات المتحدة إلا أن الوضع يتميز بمصاعب فنية معقدة لا يقدر العسكر بمفردهم على حلها، ومنها الموقف الروسي والوضع الجيوبوليتيكي لإدلب ووجود تركيا وحليفها الجيش الحر.
 من الواضح أن لروسيا والأسد مخططات خاصة بإدلب. أما حزب الاتحاد الديمقراطي حليف الولايات المتحدة، فالجزء الذي يسيطر عليه في عفرين لا ارتباط له مع إدلب عن طريق البر. ومن جهة أخرى تتزايد ضغوط تركيا والجيش الحر على عفرين يومًا بعد يوم. كل هذه التطورات تخرج العملية الأمريكية ضد وجود القاعدة في إدلب من إطار المسألة العسكرية البحتة. ولن يكون مفاجئًا أن نرى خلال الأيام القادمة ساسة الولايات المتحدة يتبعون سياسة مختلفة، وجنرالاتها يسعون لإقامة شراكات جديدة.
=======================