الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 9/5/2017

سوريا في الصحافة العالمية 9/5/2017

10.05.2017
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية : http://www.alghad.com/articles/1599152-أزمة-ثقة-هل-يستطيع-العالم-العربي-التعافي-من-حرب-الأيام-الستة؟ http://www.all4syria.info/Archive/408463 http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/when-international-guarantees-utterly-failed http://www.washingtoninstitute.org/ar/fikraforum/view/can-diversity-in-the-middle-east-be-rescued http://www.alarab.qa/story/1162415/إيران-تطوق-الشام-بمحورين-بريين-من-طهران-للمتوسط#section_75
الصحافة العبرية : https://www.elghad.co/arabic/news-946862" https://www.zamanalwsl.net/news/78594.html http://www.alghad.com/articles/1599222-المبادرة-الروسية-لمناطق-آمنة-في-سورية
الصحافة الروسية والبريطانية : http://arabi21.com/story/1004505/صحيفة-روسية-هل-يقدم-ترامب-على-ضرب-إيران#category_10 http://arabi21.com/story/1004491/التايمز-نساء-يهربن-من-الرقة-ويتركن-النقاب-على-الرمال-صور
 
الصحافة الامريكية :
فوروارد :أزمة ثقة: هل يستطيع العالم العربي التعافي من حرب الأيام الستة؟
http://www.alghad.com/articles/1599152-أزمة-ثقة-هل-يستطيع-العالم-العربي-التعافي-من-حرب-الأيام-الستة؟
حسين آيبش* – (فوروارد) 28/4/2017
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
بينما نقترب من موعد الذكرى الخمسين للحرب العربية-الإسرائيلية في العام 1967، فإن الاتجاه الرئيسي للعرب وإسرائيل على حد سواء -محاولة إلقاء اللوم على الطرف الآخر في المقام الأول– ما يزال يشكل أيضاً أقل ردات الفعل فائدة وإثارة للاهتمام، بطريقة توحي بأن الكثيرين لم يتعلموا أي شيء خلال العقود التي مرت منذ ذلك الحين. وربما يجب علينا بدلاً من ذلك أن نعمد إلى تقييم أثر الحرب بنزاهة، خاصة من جانبنا، وأن نستخدمها، بالإضافة إلى الدروس المستفادة من العقود المعنية، كأسس لنهج أكثر إيجابية، وربما اجتراح طريقة جديدة للمضي قدماً.
حتى نفهم لماذا تصرف العالم العربي واستجاب كما فعل، من الضروري إدراك كيف نظر العرب، بشكل كامل تقريباً، إلى المشهد الإقليمي عشية حرب العام 1967. وقد تبين أن الهزيمة العسكرية في العام 1948، والاختفاء العملي للمجتمع الفلسطيني، كان لهما أثر مدمر. ولم يكن العرب يبالغون عندما اعتبروا تلك الحرب كارثة.
لكن معظم العرب قالوا لأنفسهم إنهم كانوا في العام 1948 غير مستعدين، مفككين، غير وطنيين بما يكفي، وما يزالون خاضعين عملياً لهيمنة القوى الاستعمارية في العام 1948. لكن هذه المرة ستكون مختلفة.
من الصعب على الغربيين فهم ذلك اليقين لدى العرب بالفوز. ففي كامل أنحاء الشرق الأوسط، نظر معظم الناس إلى الأرقام الخام للجنود والمواد، وخلصوا إلى استنتاج تبسيطي خاطئ حول النتيجة. كانت الهزيمة شأناً لا يمكن تصوره سوى لدى قليلين. وكان أسوأ ما يمكن أن يتخيله العرب هو خوض صراع مؤلم وطويل، والذي ظنوا أنهم مستعدون لخوضه.
لا شك أن الاعتراف بهذه الافتراضات السهلة هو أمر حتمي لفهم الصدمة التي ما تزال ماثلة إلى حد كبير، حول مدى وشمولية وسرعة الهزيمة التي مني بها العرب في العام 1967. وربما يستطيع بعض الأميركيين الشروع في تصور مستوى الحيرة التي اختبرها العرب إذا تذكروا كم شعروا بالصدمة عندما تحدى دونالد ترامب المنطق والتناقضات وفاز بالرئاسة -ثم عمدوا بعد ذلك إلى مضاعفة هذا الشعور بالحيرة أضعافاً مضاعفة. لكن ما حدث في الولايات المتحدة في 8 تشرين الثاني (نوفمبر) ألقى بظلال الشك حول أحقية اعتقاد مثل هؤلاء الأميركيين بأنهم يفهمون الأجزاء الأخرى من مجتمعهم نفسه. وقد قلبت هزيمة العام 1967 الأفهام العربية للواقع الخارجي. وكانت نوعاً من الصدمة التي استطاعت دفع المعتادين على النظر إلى الخارج إلى الانقلاب والتحول إلى تأمل الذات.
تساءل الكاتب المسرحي المصري العظيم، توفيق الحكيم، الذي وصف التجربة بأنها "استيقاظ وقح من حلم جميل": "هل كانت حالة غريبة من الخدر؟ هل كنا مسحورين؟ أم أننا اعتدنا هذا النوع من الحياة الذي جعلتنا الثورة فيه مجرد أجهزة استقبال -في داخل صندوق أغلقته علينا الأكاذيب والأوهام؟".
بعد ذلك، أصبح التأثير المدمر للهزيمة على الوعي الجمعي العربي نوعاً من الكليشيهات المكرورة والمبتذلة، لكن ذلك لا يجعله أقل صحة. وقد استنطق مؤرخون بارزون بعض التفاصيل في هذه الحكمة المتصورة، مشيرين إلى أن التاريخ أكثر تعقيداً وأقل خطِّية مما يكون مفترضاً في بعض الأحيان. وعلى سبيل المثال، قال رشيد الخالدي، من جامعة كولومبيا، إن القومية العربية لم تختف ببساطة في العام 1967، ولاحظ فواز جرجس، من كلية لندن للاقتصاد، أن الكثير من العوامل الأخرى كانت مشارِكة في صعود الإسلاموية. وكل هذا صحيح.
مع ذلك، كان هناك تراجع جمعي وحاسم في المواقف والتوجهات العربية المعممة في أعقاب حرب 1967. وفي الفترة ما بين الأربعينيات والعام 1967، حينما نالت العديد من بلدان المنطقة استقلالها عن المستعمرين، كان الموقف العربي الأساسي موسوماً بالتفاؤل، والتصميم، والانخراط العالمي، والأمل. وبعد ذلك، أصبح أكبر عنصر مفقود، والذي لم تتم استعادته في كثير من الحالات، هو الثقة بالنفس. ومن الصعب توصيل فكرة الانكماش الجمعي. لكن معظم العالم العربي افتقر منذ ذلك الحين، وباستمرار، إلى الإيمان الأساسي بنفسه.
هذا الانكماش الجمعي كان، وما يزال إلى حد ما، عقبة مهمة أمام السلام، لأن الثقة شأن أساسي في تقديم التنازلات. وكان الإسرائيليون من بين أوائل الذين أشاروا إلى ذلك في وجه القيادة الفلسطينية الحالية التي يقولون إنهم لا يثقون بها. لكن الثقة بالنفس أساسية أيضاً، كما أظهر الحاصل الإيجابي لحرب 1973، والذي وضع الأرضية التمهيدية لمعاهدة السلام الإسرائيلية-المصرية، وبذلك استعادة قدر ما من الاعتبار الذاتي للمصريين.
لكن هناك استثناءات. ويبدو أن بعض دول الخليج الأصغر حجماً، مثل الإمارات العربية والمتحدة وقطر، تجنبت هذا الشك المزمن بالذات وتخلصت من شبح الفشل. لكنها لم تكن مستقلة في العام 1967، ولا مشارِكة في ذلك الفشل الذريع.
لعل الأمر الأكثر إدهاشاً بعد 50 عاماً هو أن موقف المحصلة صفر بين إسرائيل والعرب الذي ساد على كلا الجانبين في العام 1967 لم يعد مهيمناً ولا حاسماً. بل على العكس من ذلك، ظهرت الإمكانية لتطوير علاقة استراتيجية جديدة بين إسرائيل والعديد من الدول العربية السنية الرئيسية، بما فيها بعض دول الخليج.
تبدو هذه فرصة تاريخية لإشراك حلفاء أميركا المُبعدين منذ وقت طويل أخيراً. كما أنها توفر سياقاً لإحراز تقدم جدي في موضوع السلام الإسرائيلي-الفلسطيني. وسوف يكون مثل هذا التقدم ضرورياً لتأسيس علاقات إسرائيلية-عربية أوثق.
لكن الشراكة الجديدة المحتملة يمكن أن توفر أيضاً إطار عمل جديداً وحوافز إضافية لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين لاتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق تقدم على طريق إنهاء الاحتلال والصراع. فمن جهتها، يمكن أن تتطلع إسرائيل إلى التقارب مع العالم العربي كله، وإقامة علاقات استراتيجية جديدة مع العديد من أعضائه الرئيسيين، كطريقة إضافية لحفز السلام مع الفلسطينيين. وفي المقابل يستطيع الفلسطينيون كسب الغطاء السياسي، والدعم الدبلوماسي والمساعدات الاقتصادية الرئيسية التي ستساعدهم في تقديم التنازلات الحتمية المطلوبة لإبرام اتفاق مع إسرائيل. ويجب أن يكون الدرس الرئيسي المستفاد من حرب العام 1967، والسنوات الخمسين المؤلمة التي مرت منذ ذلك الحين، هو أن أحداً منا لا يجب أن يفوت الفرصة لوضع الماضي أخيراً خلف ظهورنا.
 
*باحث رفيع مقيم في معهد دول الخليج العربي في واشنطن، وهو مؤلف كتاب: "ما العيب في أجندة الدولة الواحدة؟ لماذا ما يزال إنهاء الاحتلال وصنع السلام مع إسرائيل هدفاً قومياً فلسطينياً؟".
========================
 
فورين أفيرس: إيران وطموحاتها في بلاد الشام
 
http://www.all4syria.info/Archive/408463
 
كلنا شركاء: فورين أفيرس- ترجمة محمد غيث قعدوني- السوري الجديد
لماذا تعمل طهران على تأمين ممرين بريين لها إلى المتوسط؟!
بحسب تصريح لوزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، تعكف إدارة الرئيس ترامب حالياً على إعادة النظر في طرق مواجهة التحديات التي تفرضها طهران، مما يعني على الأرجح البحث عن طرق من شأنها كبح جماح توسع إيران في الشرق الأوسط، غير أنه من أجل ضمان فاعلية أي خطة لاحتواء طهران، يجب على الإدارة الأمريكية تَدارُس هذه الاستراتيجية الإيرانية حديثة النشوء في بلاد الشام، وإدراك أنه بالرغم من أن إيران لا تزال تأمل في فرض سيطرتها إقليمياً على المدى البعيد، إلا أنها تضع اليوم نصبَ أعينها تأمينَ موقع المسيطر في كل من العراق ولبنان وسوريا. ويوفرُ المستنقعُ الدامي الذي يُغرق هذه البلدان، فرصاً أكبر لتعزيز قوة إيران أكثر مما سيكون مواجهة حتمية أكثر خطورة بالتأكيد في الخليج، حيث سيتعيّن عليها التعامل مع الولايات المتحدة وحلفائها. وعلاوة على ذلك، فإن النجاح في هذه المقاربة الضيقة يُمكن في نهاية المطاف أن يُقوي ذراع طهران في مواجهة السعودية والسُنة في الدول المجاورة.
ولعلَ اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني هو أحد المسؤولين عن تنفيذ هذه الرؤية السياسية الجديدة، حيث انشغل سليماني على مدار السنين الثلاث الماضية بوضع أولى اللبنات لتأمين منفذ واحد على الأقل أو منفذين على الأرجح عبر بلاد الشام /أحدهما في الشمال والآخر في الجنوب/ سعياً لربط إيران بالبحر الأبيض المتوسط. ومن شأن هذين الممرين قطع مسافة لا تقل عن 800 ميل من الحدود الغربية لإيران عبر واديي دجلة والفرات مررواً بالمساحات الصحراوية الشاسعة في سوريا والعراق مما سيوفر حلقة وصل لحزب الله في لبنان، ثم ينتهيان أخيراً على تخوم مرتفعات الجولان. وسيكونان منفذاً لنقل الإمدادات العسكرية والمقاتلين عند الحاجة. ومؤخراً، كشفت بعض المليشيات الشيعية المدعومة إيرانياً، علانية عن جهودها لنقل المقاتلين عبر هذين الممرين، وعلى سبيل المثال، تتواجد قوات مليشيا حزب الله اللبناني في سوريا والعراق، بينما تعمل في لبنان اليوم أهم المليشيات الشيعية العراقية.
ويقول مسؤولون إيرانيون كبار إن الهدف من هذه الفكرة هو الاستعانة بأطراف خارجية تعمل بالوكالة للإشراف على هذين الممرين من أمثال مليشيا حزب الله ومختلف المليشيات الشيعية المدعومة إيرانياً في سوريا والعراق، وبذلك لا تُضطَرُ إيران لنشر قواتها العسكرية لأداء هذه المهمة، حيث لا تحبذُ طهران استثمار قوتها البشرية في الخارج. وسيكون بمقدور المليشيات التي تعمل بالوكالة لصالح إيران، إرسال قوات يتراوح عددها بين الـ 150 والـ 200 ألف مقاتل من بينهم  18000 من الشيعة الأفغان ومن 3 إلى 4 آلاف من نظرائهم الباكستانيين بالإضافة إلى مليشيات صغيرة من المسيحيين والدروز. وقد تم بالفعل نشر بعض هذه القوات في قطاعات متعددة على امتداد المنفذين المتصَوَرَين. كما ستتمكن إيران من تجنيد مزيد من الشيعة لا سيما من اللاجئين الأفغان والباكستانيين على أراضيها والذين يبحثون عن عملٍ وقضية يقاتلون لأجلها.
وسيجتاز المنفذ الشمالي إيران عبرَ محافظة ديالى العراقية ذات الغالبية الشيعية باتجاه محافظة كركوك ومنطقة الشرقاط إلى الشرق وصولاً إلى سوريا عبر منطقتي تلعفر وجبال سنجار، مما يعني أن القوافل الإيرانية سوف تبلغُ الأراضي الكردية السورية المتصلة مسبقاً مع مناطق سيطرة النظام السوري. وإذا ما أرادوا التحرك عبر هذا المنفذ، سيحتاج الإيرانيون لضمان عدم تَدَخل الحكومة العراقية وكذلك القوات الكردية في الغرب. ونظراً لتنامي التأثير الإيراني على الحكومة العراقية وقواتها المسلحة، يبدو من المستبعد جداً أن يكون هناك اعتراض حقيقي من حكومة بغداد على تلك القوافل. وينطبقُ الأمر ذاتهُ على الأكراد، حيث لن ترغب قوات البيشمركة الكردية التابعة للحزبين الكرديين الرئيسيين في العراق وهما الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني، بوقف حركة القوات الإيرانية التي لا تهدد مصالحها الخاصة. أما بالنسبة لقوات حزب العمال الكردستاني /بي كي كي/ في سنجار، فتتمتع هذه القوات بعلاقة وثيقة مع طهران، كما أن المليشيات الموالية لإيران في تلعفر تعمل بمباركة وضوء أخضر أمريكيَين. وفي المنطقة الكردية السورية المعروفة بين الأكراد باسم “روج آفا”، فيتعرض الأكراد بزعامة حزب الاتحاد الديمقراطي /بي يي دي/ لتهديدات مستمرة من جانب تركيا التي تعتبرُ بدورها حزبَيَ العمال والاتحاد الديمقراطي الكرديين جماعتين إرهابيتين وبالتالي ترى في إيران قوة صديقة.
ومهما يكن، فإنه لم ينتج عن ازدياد حدة التنافس التركي- الإيراني مؤخراً في بلاد الشام أي خلاف أو احتكاك على أرض الواقع حتى يومنا هذا، لا بل من المحتمل أن يبقى هذا التنافس على نفس المنوال في المستقبل المنظور. ويبدو أن تركيا أردوغان تفضل الحرب الخطابية على تلك الحقيقية ضد إيران. ورغم أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان  يدين النشاطات الإيرانية في بلاد الشام أو ما يسميه “التوسع الفارسي”، إلا أنه وبحكم سلوكه حتى الآن، فسوف يتردد باستخدام نفوذه الكبير على الأكراد العراقيين والأقلية التركمانية في العراق وسوريا بالإضافة إلى المليشيات السُنية العَربية، في محاولةٍ لإحباط المخطط الإيراني
أما المنفذ الجنوبي، فسيكون من شأنه السماح بحركة مرور من إيران عبر المحافظات الشيعية العراقية ويشتمل على الطريق الرئيسي الصحراوي في محافظة الأنبار وينتقل عبر شرق سوريا قبل الوصول إلى العاصمة دمشق. وتكمنُ المشكلة الأكبر بهذا المنفذ في أن سكان الأنبار ذوي الغالبية السُنية ينظرون إلى إيران بعين الشك ويكنون لها العداءـ غير أن معظم السكان المقٌدَرِ عددهم بـ مليون ونصف سُني يٌقيمون في أربع مدن كبيرة هي الفلوجة وحديثة والرمادي والقائم – والتي يمكن تجنبها بسهولة عبر سلكِ طرق الريفِ القاحل. وحَدَثَ في هذه المدن تحديداً أن قاتلت المليشيات الشيعية التي ترعاها طهران جنباً إلى جنب مع القوات العراقية ضد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية المعروف أيضاً باسم /داعش/، حيث مازالت هذه المليشيات تحافظ على بعض المعاقل لها على طول الطريق السريع. وفي هذا الصدد، لا يُرجَح أن تعترض قوات الأمن العراقية المتمركزة على طول الطريق الصحراوي في محافظة الأنبار، القوافل القادمة من إيران أو المليشيات المتحالفة معها. وسوف تتردد العشائر السُنية المحلية في إشعال صراع لا تستطيع كَسبه. ويمكن لإيران أن تحثّ هذه العشائر أو ترشوها أو حتى تجبرها على غض الطرف عن قوافلها العابرة لأراضيهم.
وتعتزم إيران على مدى السنين العشرة القادمة، تحديث ترسانتها العسكرية التي عفا عليها الزمن. ومن شأن ذلك أن يزود تدريجياً قوات الحرس الثوري الإيراني وجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية أو /أرتيش/، بالمدفعية المتنقلة والدبابات والمعدات الأخرى اللازمة للنظر في تشكيل قوة استطلاعية بعيدة المدى في مرحلة ما لدعم المليشيات المتحالفة معها. وباستخدام قوة جوية مطورة، يمكن أن توفر إيران غطاءً لقواتها البرية المتحركة عبر هذين المنفذين إما لتأكيد نفوذها على الفصائل السياسية المحلية والعشائر والطوائف، أو لحشد القوات قرب الحدود مع إسرائيل. وبمجرد أن تضع الحرب أوزارها في العراق وسوريا، فإن طهران ستواصل على الأرجح تطوير المليشيات التابعة لها بالوكالة في كِلا البلدين، بنفس الطريقة التي تدعم بها حزب الله اللبناني. ففي العراق، حصلت المليشيات المدعومة إيرانياً والتي هي جزء من وحدات الحشد الشعبي- مظلة تضم عشرات المليشيات الشيعية في الغالب- على اعترافٍ رسمي وأموال من حكومة بغداد. وفي سوريا أيضاً، إذا ما بقي الرئيس الأسد على رأس السلطة، فإن إيران تخطط لدمج طيفها الواسع من المليشيات لتشكيل هيكل متطوعٍ وشبه عسكري على غرار قوات /الباسيج/ يكون تحت سيطرتها المطلقة. وتهدف هذه المليشيات إلى المساعدة في الحفاظ على حكم الأنظمة المؤيدة لإيران في عموم بلاد الشام، وتأمين الممرات الإيرانية من خلال فرض طوقٍ من مناطق سيطرة محلية، وتحالفات متخصصة مع لاعبين محليين في عموم المنطقة.
ومهما يكن،فإن الهدف النهائي من هذه المنافذ الإيرانية هو توسيع نطاق وصول إيران إلى مرتفعات الجولان بهدف تضييق الخناق على إسرائيل. ويُعَبِّرُ الإيرانيون علناً عن شديدِ اهتمامهم بفتح جبهة الجولان أمام وكلائهم، كما أن كبار ضباط الحرس الثوري منخرطون هناك اليوم في تأسيس مليشيا جديدة تحت اسم “فوج الجولان” – المُكون جزئياً من الفلسطينيين المقيمين في سوريا. وقد دافع المخضرم أحمد جبريل قائد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين المدعومة إيرانياً، عن خطوة من هذا القبيل في مرتفعات الجولان، وهي دعوة لطالما رددها الإعلام الرسمي السوري. ومن شأن تكتيك كهذا أن يوسع خط الجبهة الحالي في لبنان بين إسرائيل وحزب الله ليشمل منطقة نهر اليرموك وهي نقطة التقاء الحدود السورية- الأردنية- الإسرائيلية.
وكما أسلفنا، فقد كان قادة المليشيات العراقية المدعومة إيرانياً مثل مليشيا النجباء، يتحدثون أمام الملأ عن عزمهم نقل قواتهم إلى جبهة الجولان السوري. وقد انتقمت إسرائيل عدة مرات من هجمات انطلقت من المنطقة ذاتها حيث قُتِل جنرال إيراني خلال المعارك هناك.
وإذا ما أرادت الرد على خطة إيران لتأمين نفوذها في بلاد الشام، ينبغي على الإدارة الأمريكية العمل مع نظرائها الإقليميين للحيلولة دون محاولة طهران إنشاء هذين الممرين. وينبغي تَشجيعُ  تركيا العضو في حلف الناتو، على مقاومة الجهود الإيرانية الرامية لبسط السيطرة على الممرين لا سيما وأنهما شريان الحياة التجاري الذي تمر عبره كميات كبيرة من الصادرات التركية إلى العالم العربي. وينبغي أيضاً تزويد الأكراد في سوريا والعراق بالمعدات العسكرية لمساعدتهم على مواجهة المليشيات الشيعية. أما دور الأردن فينبغي أن يكون دعم السُنة غرب العراق بالإضافة إلى تجمع عشائر بدو شمر في الصحراء السورية، والمتمتع بروابط تقليدية مع المملكة العربية السعودية، من خلال مساعدتهم على تنظيم قوتهم. وفي ذات السياق، ينبغي أن تدعم الولايات المتحدة جهود إسرائيل لمنع طهران من تأمين موطئ  قدم لها على الجانب السوري من مرتفعات الجولان، ولكن وفوق كل ذلك، ينبغي على واشنطن المُضي قُدماً في المحادثات مع الروس والإصرار على أنه يجب أن يرحل الرئيس السوري عن السلطة عاجلاً غير آجلٍ.
========================
 
معهد واشنطن :عندما فشلت الضمانات الدولية فشلاً ذريعاً
 
http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/when-international-guarantees-utterly-failed
 
ديفيد ماكوفسكي
متاح أيضاً في English
"جيروزاليم بوست"
4 أيار/مايو 2017
مع اقترابنا من الذكرى السنوية الخمسين لحرب عام 1967 التي تصادف الشهر المقبل، حري بنا ألا ننسى إحدى العبر الثابتة المستقاة من الفترة التي سبقت اندلاع الصراع. وتحديداً أنه لا بدّ من تقييم الاتفاقات بصورة موضوعية وكلية ولا يجب إسنادها إلى ضمانات دولية غير ملموسة بشأن المستقبل. وقد انطبعت هذه الفكرة في وجدان إسرائيل في أيار/مايو 1967. وعزّزت هذه العبرة المؤلمة الروح الصهيونية القائمة على الاعتماد على الذات. وفي هذا الإطار، قال مناحيم بيغن عبارته الشهيرة في وقت لاحق: "لا يوجد ضمانة تضمن ضمانة".
وفي 22 أيار/مايو 1967، أغلق الرئيس المصري جمال عبد الناصر مضيق (أو مضائق) تيران، مما شكّل ضربة موجعة لإسرائيل التي كانت تعتمد على واردات النفط من إيران. واعتقدت إسرائيل أنها تلقت ضمانة من المجتمع الدولي فى عام 1957 بأنه سيعيد فتح المضيق إذا أغلقه عبد الناصر مرة أخرى كما فعل في عام 1956.
وبعد أزمة السويس ("حملة سيناء") في عام 1956، وافق رئيس الوزراء الإسرائيلي ديفيد بن غوريون على مضض من حيث المبدأ على الانسحاب من شبه الجزيرة، لكنه طلب عدة ضمانات قبل أن تنفذ إسرائيل هذه الخطوة: ومن بين الضمانات التي طلبها كان عدم إغلاق مضيق تيران مرة أخرى، وتمكُّن السفن الإسرائيلية من دخول خليج العقبة والميناء الإسرائيلي في إيلات. كما طلب ضمانة بعدم سحب "قوات الطوارئ الدولية" التابعة للأمم المتحدة من سيناء بناء على طلب المصريين فقط.
وقد شعر الرئيس الأمريكي دوايت آيزنهاور بأن إسرائيل مرغمة على الامتثال لقرار الأمم المتحدة القاضي بالانسحاب، وتعجز عن فرض شروطها على عملية الانسحاب. وفي الوقت نفسه، أقرّ بأنه تساورها مخاوف مشروعة. وبغية حلّ هذه الأزمة في آذار/مارس عام 1957، عرض على إسرائيل نصاً عُرف على أنه مذكرة عبر وزارة الخارجية الأمريكية جاء فيها أنه "لا يحق لأي دولة أن تمنع بشكل قسري العبور الحر والبريء في الخليج وعبر المضيق الذي يتيح الوصول إليه"، وأن "الولايات المتحدة، نيابةً عن سفن السجل الأمريكي، مستعدة لممارسة حق المرور الحر والبريء والانضمام إلى الآخرين لضمان الاعتراف العام بهذا الحق"، بإشارته صراحةً إلى أن غلق المضائق غير مقبول. كما ألمحت المذكرة ضمناً من دون أي إشارة صريحة إلى أن الولايات المتحدة ستكون مستعدة لاستخدام الوسائل العسكرية لدعم كلامها.
وفي رسالة إلى بن غوريون بعد المذكرة، كتب آيزنهاور أن إسرائيل "لن يكون لديها ما يدعو الى الندم" على قرارها بالانسحاب. بدوره، أوضح بن غوريون لآيزنهاور أنه "يعتبر أن حرية الملاحة في المضيق وخليج العقبة مضمونة نوعاً ما". 
وفي أعقاب خطوة عبد الناصر حول المضيق، أوفد رئيس الوزراء الإسرائيلي ليفي إشكول وزير خارجيته آبا إيبان في جولة مكوكية إلى باريس ولندن وواشنطن، ليرى ما إذا كان المجتمع الدولي سيُعيد فتح المضائق وتجنب الحرب. غير أن إيبان واجه سياقاً سياسياً متغيراً عن العقد السابق. ففي ذلك الوقت كانت فرنسا بزعامة شارل ديغول تتصالح مع العالم العربي بعد خروجها من الجزائر ولم تعد منبوذة كما كانت عليه خلال خمسينيات القرن الماضي. وقد أكّد ديغول لإيبان بأنه تم التعهد بإبقاء مضيق تيران مفتوحاً. وكما كتب [عضو الكنيست الإسرائيلي] مايكل أورين في كتابه "ستة أيام من الحرب"، أعلن ديغول آنذاك إنه "كان ذلك عام 1957"، مضيفاً "نحن الآن في عام 1967". أما الرئيس الأمريكي جونسون فكان منشغلاً في فيتنام، واضطر مساعدوه إلى التوجه بسرعة إلى مقر تقاعد آيزنهاور في غيتيسبيرغ في ولاية بنسيلفانيا، لمعرفة ماهية الوعد الذي قطعه.
 [وقد عُرضت] فكرة بريطانية تمثلت بـ"سباق السفن" أو إبحار مجموعة سفن من دول مختلفة عبر المضيق لإرغام عبد الناصر على إعادة فتحه، لكنها لم ترق للجنرال ايرل ويلر رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية في عهد الرئيس جونسون. ولدى سؤاله عما سيحصل إذا أطلقت مصر النيران على الجيش الأمريكي في حال شق طريقه بالقوة عبر المضيق في مثل هذه الحالة، كان ردّه "هذا يعني الحرب". إلا أن فكرة سباق السفن لم يُكتب لها النجاح.
ومع ذلك، لا ينبغي الخلط بين الفكرة بأن الضمانات الدولية ليست حازمة مع التفكير القائل بأنه يجب على إسرائيل الاعتماد فقط على القوة. فقد صمدت معاهدة السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل عام 1979 ومعاهدة السلام بين الأردن وإسرائيل عام 1994 في وجه صدمات إقليمية وثنائية هائلة خلال العقود القليلة الماضية.
وقد سخر النقّاد من كل معاهدة معتبرين أنها مجرد سلام بارد. غير أن هذه الاتفاقات درّت على إسرائيل عائدات كبيرة جاءت من عملية السلام.
ففي الفترة التي أعقبت حرب عام 1973، قدّرت الأرقام الرسمية الأمريكية أن إسرائيل قد خصصت نصف ناتجها القومي الإجمالي للنفقات العسكرية. واستناداً إلى هذه الحسابات، فإن هذا سيعني أن إسرائيل ستنفق اليوم ما يقرب من 150 مليار دولار سنوياً. وفي الواقع، تقلّ نفقات إسرائيل العسكرية عن 19 مليار دولار، وفقاً لـ "المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية" الذي مقره في لندن. (وتأتي 3.1 مليارات دولار من أصل هذا المبلغ من الولايات المتحدة بالإضافةً إلى 500 مليون دولار كدعم لنظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي. والتزمت الولايات المتحدة بزيادة هذا المبلغ إلى 3.8 مليارات دولار اعتباراً من عام 2018). ومن الواضح أن الفرق بين الرقمين هائل للغاية - أي إن العائدات من السلام تتجاوز 130 مليار دولار سنوياً. وبدلاً من ذلك، يُخصص هذا الإنفاق للطرق والمدارس والعيادات وعدد كبير من البرامج الأخرى التي أدّت إلى تحسّن نوعية حياة الإسرائيليين بشكل هائل.    
كما يعني السلام أن العلاقات العسكرية والأمنية الثنائية بين إسرائيل ومصر وبين إسرائيل والأردن عند أعلى مستوياتها بسبب التهديدات المشتركة التي يطرحها تنظيم «الدولة الإسلامية» («داعش») وحركة «حماس» وغيرهما من الجهاديين. وخلاصة القول إن الاتفاقات ذات الأسس السليمة كانت ذات أهمية كبيرة لأمن إسرائيل وصمدت أمام اختبار الزمن. إن الاتفاقات الناجحة هي التي تخدم مصالح الطرفيْن
ويختلف ذلك اختلافاً جوهرياً عن الوعود العامة بتدخل دولي من أطراف ثالثة في الأزمات المستقبلية حيث لا يوجد تحالف تعاقدي. وكان هناك العديد من العوامل التي ساهمت في حرب حزيران/يونيو 1967، أحدها أن الضمانات الدولية قبل عقد على هذا التاريخ كانت سريعة الزوال وعابرة. فحين تغيّر السياق السياسي للأطراف الخارجية، تبددت الضمانات.  
ولكي نكون منصفين، تختلف الضمانات الدولية عن الترتيبات الأمنية. فهل يجب أن تحول دروس عام 1967 دون إمكانيات إجراء ترتيبات أمنية بقيادة حلف "الناتو" أو الولايات المتحدة في وادي الأردن مستقبلاً في حال إحراز تقدّم على الجبهة الإسرائيلية-الفلسطينية؟ لقد أصبحت المسألة نظرية للغاية فى الوقت الحالي لعدة أسباب، من بينها الفجوات الهائلة حول القضايا بين إسرائيل والفلسطينيين وعدم الاستقرار الشامل الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط خلال فترة ما بعد "الربيع العربي". وبطبيعة الحال، هناك الكثير من العوامل التي يجب أخذها في الاعتبار، ولا شكّ في أن مذكرة من آيزنهاور بشأن سيناريو مستقبلي نظري ستكون مختلفة للغاية عن ترتيبات أمنية مفصلة وملموسة ومستمرة تتمكن بموجبها إسرائيل من العمل بنجاح بمفردها إذا انهارت هذه الترتيبات.    
ولا يزال التردد في الفترة التي سبقت حرب عام 1967 يعطي درساً تحذيرياً هاماً، يُظهر مكامن فشل الضمانات الدولية بالكامل. وإذا ساءت الأمور، يجب أن تكون إسرائيل قادرة على الدفاع عن نفسها بنفسها
 ديفيد ماكوفسكي هو زميل "زيغلر" المميز ومدير مشروع عملية السلام في الشرق الأوسط في معهد واشنطن. وتشمل منشوراته المذكرة السياسية لعام 2017 "نحو صيغةٍ جديدة لمعالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني" (التي شارك في تأليفها دينيس روس).
========================
 
معهد واشنطن :هل يمكن إنقاذ التنوع في الشرق العربي؟
 
http://www.washingtoninstitute.org/ar/fikraforum/view/can-diversity-in-the-middle-east-be-rescued
 
حسن منيمنة
متاح أيضاً في English
قبل عقود قليلة، كانت كل من مصر وسوريا والعراق توافق بين الهوية الوطنية المتميزة والتنوع والثراء في تركيبتها الثقافية. والعلم المصري لمعظم القرن العشرين كان أخضر الخلفية يتوسطه هلال يحضن ثلاثة نجوم. وفي حين أن هذا العلم يعود في أصوله إلى الحقبة العثمانية، إلا أنه شهد إعادة تعبير لرموزه بعد الاستقلال، فالهلال هو الوطن والنجوم هي الأديان الرئيسية الثلاثة الحاضرة فيه، الإسلام والمسيحية واليهودية. أي أن الهوية الوطنية، إذ ترتقي إلى ما يتعدى الانتماء الديني، هي الحامية للجماعات. وفي العراق، كانت بغداد في مطلع القرن الماضي مثلثة في توزيعها السكاني، ثلث مسلم وثلث مسيحي وثلث يهودي. والتنوع كان كذلك حال سوريا، فحلب إلى أن أطاحت بها الأحداث الأخيرة، كانت مدينة تتراكم فيها الهويات الدينية والثقافية، بين العربية والكردية والسريانية والتركمانية وغيرها، والانتماءات الإسلامية والمسيحية المختلفة.
أما اليوم، فإن الدولة الجامعة في كل من سوريا والعراق، واللتين أثخنت كل منهما الحروب، قد أمست طرحاً نظرياً وحسب، فيما الواقع أن الغلبة على الأرض للجماعات المتصارعة والسائرة على ما يبدو باتجاه إنكار التنوع عند اعتبار التسويات المرتقبة لحل الأزمات. وحتى مصر، وهي وفق قراءات عدة الدولة الوطنية الأعمق حضوراً في تاريخ الإنسانية، تبدو وكأنها في خضم تحولات على مستوى هويتها، تضع آخر معاقل التنوع فيها ضمن دائرة الخطر. ومن الصعب تصور بقاء كل من لبنان والأردن، إذ هما اليوم الإطارين الوطنيين المحتفظين بالتنوع والمتبقيين في المنطقة، على ما هما عليه من الاستقرار الثقافي في حال استمرت التطورات السلبية في تجريد مصر وسوريا والعراق من طابعها التعددي. فإنقاذ التنوع الثقافي والاجتماعي في الشرق العربي هو مسألة بالغة الأهمية ترتقي في خطورتها إلى مستوى ما تشهده المنطقة من مواجهات ميدانية. وحل هذه المسألة قد لا يكون مستعصياً بقدر ما تثيره التقارير الإعلامية من مخاوف. ولكن الأمر قد يتطلب مقاربة بعيدة المدى، وهذه غير متحققة إلى اليوم.
وقد تكون مصر، وهي الأكبر من حيث عدد السكان، والأكثر استقراراً ضمن الدول الثلاثة المعرضة للخطر، المكان الأنجع للتطرق إلى مسألة التنوع.
فالمصريون المسيحيون الأقباط هم الهدف المعلن الجديد لتنظيم «الدولة الإسلامية» الإرهابي. وفي سيناء، يعمد هذا التنظيم إلى حملة قتل وترويع لإرغام الأسر المسيحية على الهروب، فيما كل من القاهرة، ثم طنطا والإسكندرية، قد شهدت تفجيرات انتحارية في كبرى كنائسها، ما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى. وعلى فداحة الأفعال، فإن الأقوال التي تنتظم في السردية المصاحبة للجريمة تدعو إلى توجه لا يقتصر على الإجراءات الأمنية الصلبة التي تعتمدها الحكومة المصرية.
وكان المسيحيون المصريون قد ساروا في درب طويل لإحقاق حقّهم بالمساواة. فمن موقعهم كأهل ذمة في مراحل سابقة إلى اعتبارهم رعايا ضمن ملة خاضعة للأمر السلطاني أيام الدولة العثمانية، تدرج المسيحيون في مصر بارتقائهم نحو الحقوق في القرن التاسع عشر، مستفيدين من جهد محلي لتطوير البلاد، ومن الحداثة التي جاءت بها القوى والجاليات الأوروپية. وفيما يتعدى المكاسب الحسّية، فإن المسيحيين المصريين قد تدرجوا في الوجدان العام نحو اعتبارهم أهل بلد أصليين مشاطرين للمسلمين في مواجهة جشع الطارئين الساعين إلى امتصاص الازدهار الجديد الذي تحققه مصر، وهؤلاء الطارئون هم على التوالي قوى الاستعمار، ثم النخب الحاكمة الدخيلة، فالجاليات الوافدة. وعلى مدى القرن الماضي، سجّل التاريخ تساقط هذه الطبقات المتهمة. فثورة ١٩١٩والتي شهدت مشاركة شعبية واسعة شكلت انتصاراً أول إزاء الاستعمار البريطاني. وفي ١٩٥٢ أطاح انقلاب «الضباط الأحرار» بالملكية، والتي كانت تمثل استمراراً لحكم النخب الدخيلة لقرون عديدة. كما شهد عقد الخمسينات الطرد الجماعي لجاليات وافدة، بل أيضاً لجماعات محلية غير حائزة على الجنسية المصرية، بعد أن كانت هذه الأوساط عنصراً أساسياً في ارتقاءمصر كدولة وكمجتمع: فكان على جموع غفيرة من اليونانيين والأرمن والشوام واليهود والأوروپيين من أصول مختلفة الرحيل. ومع غياب هؤلاء، انتقل الأقباط ضمنياً إلى خانة «الآخر» ولا سيما إزاء فتورهم تجاه الهوية العربية الجديدة والتي سعت مصر إلى اعتناقها في الستينات تأكيداً لطليعيتها في المنطقة. أما في الخطاب العام، فإن استعداء اليهود ككم جماعي، وإن أعيد صياغته على أنه عداء للصهيونية، قد ساهم في المحافظة على سردية «الآخر في الخارج»، بما يحيد الأنظار عن تنامي الشرخ في الداخل. وجاءت اتفاقية السلام مع إسرائيل عام ١٩٧٨ لتبدل من نكهة الخطاب المعادي لليهود، مع الاحتفاظ بزخمه. وحيث أن العداء للصهيونية لم يعد موضع ترحيب رسمي تلقائي، فقد تمّ اللجوء إلى مضمون مستورد مباشرة من الرصيد التاريخي الأوروپي بالعداء للسامية. ومع فذلك فإن الترويج الناجع لمقولة «اليهودي هو الآخر» تطلّب اعتماد مادة من المصادر الإسلامية، وفق ما شذّبته وهذّبته العقيدة الإسلامية القطعية المتنامية. واشترك في اعتماد هذه المادة كل من القوميين والإسلاميين. وفي حين أن الإسلاميين سعوا من خلال ذلك إلى تحقيق رؤية بعيدة المدى قائمة على البراء من غير المسلمين عامة، فإن القوميين ارتضوا بالفوائد الآنية لهذا الاعتماد، أي تحويل الأنظار عن التجاذبات الداخلية. إلا أن رهان القوميين كان خاسراً، فالمصلحة الآنية كان ثمنها الضرر الطويل الأمد، حيث أن اعتماد المادة الإسلامية دفع باتجاه تعزيز الطابع المسلم الحصري للهوية المصرية. فالصفة اليهودية التي ألزم بها «الآخر» غير المسلم تصبح عَرَضية، واستبدال العداء لليهود بالعداء للأقباط يمسي أمراً معقولاً. فلزمن طويل قبل أن يجاهر تنظيم الدولة بعدائه العقدي للأقباط من خلال إلصاق صفة الكفار الحربيين بهم، كان النتاج الفكري المصري من مختلف التوجهات العقائدية قد حضّر الأرضية، سهواً أو عمداً، لإخراج الأقباط من الهوية الجماعية.
وبعد الاعتداء الأخير على الكنيستين في طنطا والإسكندرية، توجهت أصابع الاتهام نحو الأزهر بصفته المؤسسة الدينية، لمسؤوليته في تمكين الإرهاب. والنصوص التي تدرّس في الأزهر، كما أشير بالفعل، تبيح وتندب وتفرض العدوان على غير المسلمين في ظروف معينة ووفق قيود محددة. ولا شك أن الأزهر، لوصايته الضمنية على العلوم الإسلامية ونصوصها، مطالب بالمراجعة لسياقات العديد من هذه الأحكام. غير أن هذه المراجعة، إن حدثت، سوف تشكل وحسب إعادة اعتبار منهجية بتأثير محدود، ولن تكون إصلاحاً دينياً. فالإصلاح الديني يتطلّب رؤية متكاملة لا يمكن استدعاؤها بالإكراه كردة فعل على النوازل، بل لا بد أن تتشكل في أوساط مهيأة لها وداعمة لتحققها. والواقع أن شيخ الأزهر اليوم، أحمد الطيب، والذي يلتزم النهج الوسطي صراحة يبذل الجهود للتأكيد على دور مؤسسته في احترام الآخر كوسيلة لتحقيق العيش المشترك، وعلاقته مع البابا تواضرس الثاني، رأس الكنيسة القبطية تجسد هذا التوجه. وتواصله مع البابا فرنسيس، رأس الكنيسة الكاثوليكية، إذ قام الشيخ بزيارته في الڤاتيكان العام الماضي وهو يعدّ لاستقباله للتوّ في مصر، قد يشكل أقصى ما يمكن توقعه من المؤسسة الدينية في هذه المرحلة.
غير أن السؤال الأكثر ارتباطاً بالموضوع والذي تتخلف الأصوات الداعية إلى الإصلاح الديني عن الإجابة عليه هو: لماذا يقع على عاتق المؤسسة الدينية، بقصورها وقيودها، ولا سيما أنها مرجعية فئة من المجتمع، لا كل المجتمع، وإن كانت هذه الفئة هي الغالبة عدداً، أن تكون هي المسؤولة عن انتاج رؤية للوفاق الوطني؟
ورغم توقعات القيادة السياسية في مصر، وآمالها في هذا الشأن، فإنه من المستبعد أن ينجح الأزهر في المستقبل المنظور باجتراح علاج للتشدد والقطعية الرائجة في أوساط الناشطين. ليس هذا عائداً إلى عجز أصلي في الفكر الديني، بل هو ناتج عن الظروف التاريخية الطارئة. إذ خلال التدرج غير المكتمل نحو الحداثة، ضاعفت المؤسسة الدينية من اعتمادها على البعد النصّي، وأصبحت بالتالي أقل ليونة وأكثر التزاماً بفتوى من سلف. وعلى أهميته، فإن ما طرأ على المؤسسة الدينية ذو تأثير أقل من الفشل الذي أصاب المشاريع السياسية الوطنية المتعاقبة، في عجزها عن تحقيق موعودها من التقدم والازدهار والكرامة، وفي تجويفها لتجربة نهضة تعليمية واعدة.
فالدولة العربية الحديثة، ولا سيما مصر كنموذجها الأكثر اكتمالاً، ومن خلفها على مسافة في الموقع الثاني كل من العراق وسوريا في ظل حكم البعث، كانت قد قدّمت للمواطنين فيها ميثاقاً شبه معلن، يتخلى معه المواطن عن حقوقه السياسية مقابل الوعد بخدمات تمنحه إياها الدولة، بما فيها الرعاية الصحية والتعليم والتوظيف. ووفق الرؤى الاشتراكية والمركزية السائدة، فإن التوظيف بطبيعة الحال يكون في أحضان الدولة. فكان أن تآكلت المؤسسات التعليمية والجامعات من دورها المنتج في مراحل سابقة لكي تصبح أقرب إلى المطبعة للشهادات الضامنة للوظائف الحكومية، فأهدرت بالتالي مكاسب هامة في عقود ماضية باتجاه تحقيق نهضة علمية وأدبية صادقة. فالمادة الدينية لم تغزُ وتدمّر صرح الثقافة العامة ولم تختطف الخطاب العام، بقدر ما جاءت لتشغل مكاناً أخلاه أصحابه.
وقد يستبان من هذه القراءة السبيل الممكن لإنقاد التنوع الثقافي والاجتماعي وللعودة إلى صيغة وطنية جامعة. وهذا السبيل ليس من خلال دعوات ردود الفعل إلى إصلاح ديني، بل عبر تنشيط التعليم العام المنتج، كجزء من دورة اجتماعية اقتصادية تسعى نحو التطور وصولاً إلى الازدهار. فالمحافظة على التنوع في مصر وفي عموم الشرق العربي قد لا تتطلب ظهور خطاب إصلاحي ديني. فواقع الأمر هو أن هذا الخطاب سوف يقدم وحسب مادة دينية إضافية لساحة ثقافية متخمة بالمواد الدينية ابتداءاً. قد يكون المطلوب الاستعادة التدريجية للساحة العامة والتي تم تسليمها للخطاب الديني من خلال تجويف المؤسسات التعليمية. والدعوة هنا ليست إلى إرساء نظام علماني، وهو في التجربة العربية المعاصرة قد ارتبط بالطغيان والإكراه، بل إلى الإقرار بالحاجة إلى الأمن الثقافي. إذ بالإضافة إلى توقعات المواطن في الشرق العربي أن توفر له الدولة الأمن الصلب، أي أمن الأشخاص والممتلكات، فإنه من حق هذا المواطن في مواجهة السرديات الكبرى والتصورات القطعية أن يحصل على ضمان أمنه الثقافي، أي أن يطمئن إلى أن إيمانه وعاداته وطريقة حياته ليست مستهدفة، لا من الدولة ولا من أطراف فاعلة خارجها.
والنموذج الذي قد يصلح كدليل ليس لبنان، حيث الدولة مكبّلة بالاعتبارات الطائفية، بل هو أقرب إلى ما كانت عليه مصر وسوريا والعراق بعيد الاستقلال. فالدولة، سواءاً ملكية أم جمهورية، قدّمت الهوية الجامعة والحاضنة، لا الناقضة، للهويات الدينية المتواجدة في المجتمع. ولا شك أن هذه التصور السياسي المنفتح في مطلع عهد الدولة المستقلة في الشرق العربي كان قاصراً وعاجزاً عن تحقيق التوقعات الاقتصادية لعموم المواطنين، فكان اتهامه بالنخبوية وكان التحدي له شعبوياً. وفي كل من مصر وسوريا والعرااق، مهّدت الشعبوية الطريق لقومية تأحيدية تعتبر التنوع تخلفاً وضعفاً. إلا أن السرديات الكبرى المتعاقبة من القومية وصولاً إلى الإسلامية بدورها قد فشلت في تحقيق الازدهار الموعود. فقد يكون الأوان قد آن لإنقاد التنوع، هذه الضحية العرضية للسعي التعسفي إلى التقدم، من خلال العودة عمّا ضيّق عليه وعطّله.
وبطبيعة الحال، ليست هذه مقاربة مستقلة، إذ هي تتطلب خطة نهوض اقتصادي يصاحب الكسب الثقافي، كما أنها ليست مقاربة فورية، بل تحتاج إلى النفس الطويل لأجيال. غير أنها تقوم على التصور أنه على مصر، ومن ثم العراق وسوريا، ألا تلزم نفسها بمهمة إصلاحية فوقية خارجية للدين، تاركة هذا الأمر للفكر الإسلامي وفق اعتبارات أهله وأصحابه، وأن تعمد بدلاً من ذلك إلى إعادة استشفاف السبيل للازدهار كما كان في الرؤية الصادقة، وإن كانت تبسيطية إلى حد ما، في زمن الفكر المنفتح والمتنور والذي انقضى قبل عقود.
========================
 
فورين افيرز :إيران تطوق الشام بمحورين بريين من طهران للمتوسط
 
http://www.alarab.qa/story/1162415/إيران-تطوق-الشام-بمحورين-بريين-من-طهران-للمتوسط#section_75
 
أحمد الوكيل
الثلاثاء، 09 مايو 2017 01:32 ص 11
إيران تطوق الشام بمحورين بريين من طهران للمتوسطإيران تطوق الشام بمحورين بريين من طهران للمتوسط
تطرقت مجلة فورين أفيرز الأميركية إلى مساعي الولايات المتحدة للتصدي لسياسة إيران التوسعية في الشرق الأوسط، وقالت إنه لكي تكون خطة احتواء واشنطن لسلوك طهران فعالة، فمن الضروري لها أن تعرف أن خطة إيران الجديدة هي التركيز على تحقيق مكانة سائدة لميلشياتها في العراق وسوريا ولبنان في المدى القصير.
وأضافت المجلة: مواجهة واشنطن للتحديات التي تشكلها إيران تقتضي فهم الاستراتيجية الجديد لطهران في الشام، والتي هدفها على المدى الطويل هو إنجاز سيادة إقليمية، فالمستنقع الدموي الحاصل في لبنان وسوريا والعراق يوفر لإيران فرصاً لتعزيز نفوذها مقارنة بأي مواجهة خطيرة مع الدول السنية الخليجية، وسيتعين على إيران حينها مواجهة الولايات المتحدة وحلفائها.
تقول الصحيفة إن نجاح إيران في فرض نفوذها بسوريا والعراق سيفضي في النهاية إلى تحدي الدول السنية في الإقليم كله، ومن بين سياسة إيران الجديدة هو العمل على إنشاء ممرين بريين عبر الشام لربط طهران بشواطئ البحر المتوسط. وتهدف إيران من هذه الممرات التي تخترق واديي دجلة والفرات العراقيين، ثم عبر سوريا إلى ربط طهران مباشرة بحزب الله، وهضبة الجولان السوري، كما سيستخدم المرران في نقل العتاد العسكري ومسلحي الميشليات عن الضرورة، كما هو حاصل الآن من انتشار ميلشيات شيعية لبنانية في سوريا والعراق والعكس.
فكرة إيران -كما تشير المجلة- هو نقل سلطة التحكم في هذه الممررات إلى وكلائها من ميلشيات حزب الله وميلشيات شيعية أخرى في العراق وسوريا تجنباً لاستخدام قوات إيرانية للتحكم في هذه الطرقات، إذ بات لإيران ميلشيات في المنطقة يقدر عددها بـ 200 ألف مسلح تشمل شيعة من الأفغان وشيعة باكستانيين ودروز ومسيحين، وقد نشر بالفعل بعض هذه الميشليات على طول تلك الممرات المفترضة.
الممر الأول يمر عبر شمال العراق من محافظ ديالي مروراً بأراضي الأكراد ثم تلعفر ثم منطقة أكراد شمال سوريا، وهو أمر لن يلقَى معارضة من حكومة بغداد الشيعية أو أكراد العراق أو حتى تركيا، التي يندد رئيسها بأنشطة إيران التوسعية، لكنه يتردد في استخدام نفوذه لتخريب المخطط الإيراني. أما الممر الثاني -حسبما تقول المجلة- فيبدأ بأراضي غرب إيران، ويمر عبر محافظات العراق الجنوبية ثم محافظ الأنبار السنية ثم يدخل شرق سوريا حتى يصل دمشق. ومشكلة هذا الطريق أنه يمر عبر مدن سنية تمقت وتعادي إيران الشيعية. وتشير المجلة إلى نية إيران تحديث جيشها البري والجوي، وإمكانية استخدام هذين الممرين لتدعيم نفوذها في سوريا والعراق، ودعم ميلشياتها أو حشد قوات لها بالقرب من حدود إسرائيل.
ولمواجهة خطة إيران لتوسيع نفوذها بالشام، دعت المجلة إدارة الرئيس الأميركي ترمب للتعاون مع خصوم إيران في الشرق الأوسط، ووقف بناء هذين الممرين، وتشجيع تركيا -عضو الناتو- على مقاومة جهود نظام الملالي، وعلى واشنطن أيضاً أن تدعم الأكراد بالأسلحة لمواجهة الميلشيات الشيعية، وعلى الأردن أن يساعد سنة غرب العراق.
 
========================
الصحافة العبرية :
 
صحيفة إسرائيلية: ترامب جاهل
 
https://www.elghad.co/arabic/news-946862
 
هاجمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واصفة إياه بـ"الجاهل والمتكبر" وأنه "غير مؤهل" لصنع السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأعربت الصحيفة في مقال نشرته أمس الأحد، عن اعتقادها بأن ترامب "اختار إسرائيل والسعودية والفاتيكان لزيارتها هذا الشهر ليس بهدف إبرام تسوية سلمية في المنطقة أو تحقيق تقارب بين الأديان وإنما لإدراكه بأنها الدول الوحيدة التي ستستقبله دون أية احتجاجات شعبية".
وسخرت الصحيفة من سجل ترامب خلال أول 100 يوم في منصبه، واصفة إياه بأنه شخص "عديم المسؤولية ولا يعرف أي شيء بشأن قضايا الشرق الأوسط".
وأشارت إلى أن مساعدي الرئيس "فشلوا مرارًا في شرح مشكلة الشرق الأوسط لترامب لأنه يصغي بعصبية ودون أي اهتمام للقضايا التاريخية"، معربة عن اعتقادها بأن ترامب "يجد التاريخ مملًا بما فيه تاريخ الولايات المتحدة".
كما وصفت الصحيفة ترامب بأنه شخص "متقلب غير قادر على المواصلة"، مشيرة إلى قيامه بمدح رئيس النظام السوري بشار الأسد في الماضي ثم قراره شن ضربة صاروخية عليه الشهر الماضي وإلى انتقاده الرئيس الكوري الشمالي ثم مدحه مؤخرًا.
وتابعت "هذا كله يضاف إلى كونه شخصًا جاهلًا ومتغطرسًا، وأنه أيضًا يتميز بعدم المسؤولية فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، فهو اتخذ القرار الصائب بضرب سوريا لكنه توقف بعد ذلك رغم التقارير التي تشير إلى استمرار الأسد بامتلاك أسلحة كيماوية".
وختمت قائلة إن "توقع هذا الشخص لأن يتوسط لتحقيق تسوية سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين هو بمثامبة مقامرة لذلك من الأفضل أن يبقى ترامب في بلاده".
المصدر : البوابة نيوز
========================
 
"حالوتس": بشار الأسد هو الحل المناسب لإسرائيل
 
https://www.zamanalwsl.net/news/78594.html
 
اعتبر القائد السابق لهيئة أركان الجيش الإسرائيلي أن بشار الأسد هو "الحل المناسب" بالنسبة لإسرائيل في المرحلة الحالية.
ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، اليوم الإثنين، عن دان حالوتس، قوله: "الأسد هو الحل المناسب بالنسبة لنا حاليًا".
وأضاف حالوتس: "ينبغي على إسرائيل أن تتركه (الأسد) لإنهاء عمله ضد من أسماها بالمجموعات الإرهابية التي تحارب ضده أولًا".
وتولى حالوتس، المولود في إسرائيل لأب من أصل عراقي وأم من أصل إيرانية، مناصب عدة في الجيش الإسرائيلي آخرها رئاسة أركان الجيش في الفترة ما بين 2005-2007.
وسبق لعدد من المسؤولين الإسرائيليين، بينهم وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان، أن دعوا إلى عزل بشار الأسد.
========================
 
هآرتس :المبادرة الروسية لمناطق آمنة في سورية
 
http://www.alghad.com/articles/1599222-المبادرة-الروسية-لمناطق-آمنة-في-سورية
 
تسفي برئيل   8/5/2017
بعد شهر من الهجوم الكيميائي في خان شيخون في ادلب، الذي قتل نتيجته 90 شخصا. وبعد أقل من شهر على رد دونالد ترامب بصواريخ التوما هوك على سورية – قدمت روسيا الاستعراض السياسي الجديد: مناطق آمنة. وإذا نجح ذلك فمن شأنه التشويش والتسبب في نسيان مسؤوليتها عن الهجوم الكيميائي.
الاتفاق حول اقامة مناطق "قليلة التصعيد" التي يعيش فيها مواطنون ومناطق آمنة، هو الاختراع القديم – الجديد الذي تطمح روسيا بواسطته إلى تقليص الحرب في سورية والسعي إلى ايجاد حل سياسي. الاتفاق الذي وقعت عليه روسيا وتركيا وإيران دخل إلى حيز التنفيذ في منتصف ليل الجمعة، وقد تم الاخلال به من خلال اطلاق النار في حماة. بعض احزاب المعارضة رفضت الاتفاق، والتي تركت طاولة المفاوضات في استانا، عاصمة كازاخستان، بسبب معارضتها لتوقيع إيران عليه. ومع ذلك، في ظل غياب الخطوات البديلة وعدم معارضة الولايات المتحدة أو لامبالاتها، يجب منح الاتفاق فترة اختبار.
رغم وجود اتفاق حول موقع المناطق الآمنة – قرب ادلب وشرق اللاذقية ومحيط درعا ومشارف حمص والاحياء الشرقية في دمشق ايضا – لم يتم بعد رسم حدودها الدقيقة، حيث تنتظر المفاوضات التي ستجري في بداية حزيران (يونيو). حسب صيغة الاتفاق، في المناطق الآمنة لن يكون هناك نشاط جوي، بما في ذلك نشاط قوات التحالف الدولي برئاسة الولايات المتحدة. وقد تم الاتفاق على اقامة حواجز بين المناطق، وسيكون هناك مراقبون سوريون على بنود الاتفاق. وسيتم تقديم مساعدة إنسانية للسكان الذين يبلغ عددهم أكثر من مليونين، وسيتم وقف اطلاق النار على الفور.
تنفيذ الاتفاق سيستمر لنصف سنة مع إمكانية تمديده بناء على تفاهم الاطراف. وليس من المفروض أن يمنع الاتفاق محاربة داعش، لكن يمكن أن يُفهم منه الدفاع إلى حد ما عن منظمات أخرى مثل "تحرير الشام" و"جبهة احتلال الشام" التابعتين للقاعدة، وذلك إضافة إلى المنظمات التي تعتبرها سورية وإيران منظمات إرهابية. وإذا حظي الاتفاق بالتطبيق الناجع فيستطيع مئات آلاف اللاجئين والمشردين الانتقال إلى المناطق الآمنة، بما في ذلك من يعيشون في تركيا ولبنان والأردن، وبذلك يتقلص الضغط الاقتصادي على هذه الدول. ورغم ذلك، الخطوة تحتاج من المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة ومنظمات المساعدة التي تعاني من نقص في الميزانيات، من زيادة مساعدتها للاجئين.
اختيار الاماكن التي ستعتبر "قليلة التصعيد" ليس صدفيا. منطقة درعا من المفروض أن تعطي الاجابة على تخوفات إسرائيل من نشاط الجيش السوري والميليشيات التابعة لإيران في هضبة الجولان.
 في محيط ادلب يوجد تواجد مكثف لمحاربي الميليشيات الذين تم اخلاؤهم من حلب ومدن اخرى محيطة بها، واقامة المنطقة الآمنة ستمنح روسيا والقوات السورية امكانية الرقابة على نشاطاتها. وفي المقابل، منطقة الحدود بين سورية وتركيا، التي تعيش فيها اغلبية السكان الاكراد، ومنها تعمل ايضا قوات حزب العمال الكردستاني، ستبقى خارج المناطق الآمنة، وبالتالي تستطيع تركيا الاستمرار في قصفها. مدن الرقة ودير الزور ايضا، التي ما يزال داعش يسيطر عليها، غير مشمولة في الاتفاق. الحدود السورية اللبنانية لا تشملها قيود القصف، الأمر الذي سيمكن إسرائيل من الاستمرار في العمل في المناطق التي يتم نقل السلاح عبرها من سورية إلى حزب الله في لبنان.
اقامة المناطق الآمنة ليست فكرة جديدة. فتركيا طالبت باقامتها منذ بضع سنوات، حيث أن الهدف الاساسي منها هو انشاء مناطق كهذه على طول حدودها مع سورية لمنع القوات الكردية من العمل. وقد عارضت أوروبا والولايات المتحدة هذه الفكرة في السابق خشية أن الرقابة ستتطلب التدخل العسكري في العمق السوري وارسال قوات برية كبيرة لضمان ذلك. ولكن لأن الولايات المتحدة وحلفاءها في أوروبا لم يوقعوا على الاتفاق وغير ملزمين بالتدخل، فقد تم ازالة العقبة الاساسية لاقامة المناطق الآمنة. ومع ذلك، مطلوب منهم دفع ثمن نقل السيطرة الشاملة على تطورات الحرب الى أيدي روسيا، وهذا ايضا ليس أمرا جديدا. فمنذ ايلول (سبتمبر) 2015 حيث بدأ النشاط الجوي في سورية، سيطرت روسيا على الجبهة السياسية والعسكرية في الدولة وفرضت كيفية حل الازمة.
الخطوة الاخيرة، التي هي على شكل اقامة مناطق آمنة، تعتبر استمرارا لسياسة وقف اطلاق النار محليا، والتي نجحت روسيا فيها في مناطق مختلفة في سورية. الأمر الجديد هو مساحة المنطقة الكبيرة التي سيتم فيها وقف اطلاق النار ونجاح محور روسيا – إيران – تركيا في اقامة بديل حقيقي لتحالف الغرب. أهمية هذا المحور أكبر من نشاطه في سورية، فهو يحقق طموح إيران بأن تكون قوة عظمى قادرة على المساعدة في حل الازمات الاقليمية، إضافة إلى أن هذا المحور يصور تركيا كدولة اقليمية حيوية تحت مظلة روسيا وليس الولايات المتحدة.
========================
الصحافة الروسية والبريطانية :
 
صحيفة روسية: هل يُقدم ترامب على ضرب إيران؟
 
http://arabi21.com/story/1004505/صحيفة-روسية-هل-يقدم-ترامب-على-ضرب-إيران#category_10
 
نشرت صحيفة "روسكايا فيسنا" الروسية تقريرا؛ تحدثت فيه عن الهجوم الأمريكي المفاجئ على قاعدة الشعيرات السورية، ما جعل الجميع ينظر إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على أنه السياسي الذي يعتمد على القوة لحل مشاكله.
وقالت الصحيفة إن هذا الهجوم أعاد مسألة المواجهة الأمريكية الإيرانية إلى الواجهة من جديد، نظرا لتوتر العلاقات الأمريكية الإيرانية واختلاف وجهات نظرهما فيما يتعلق بالملف السوري.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الضربة الصاروخية الأمريكية دفعت بكوريا الشمالية؛ للتهديد بتنفيذ هجمات تستهدف من خلالها الولايات المتحدة.
واعتبرت الصحيفة أن هذه الأحداث أبرزت ترامب كلاعب استراتيجي مهم. وأشارت إلى أن الخطر الحقيقي يكمن فيما إذا ستكون إيران هي الهدف التالي لصواريخ "توماهوك" الأمريكية، ما يعني بداية مواجهة عسكرية جديدة في الشرق الأوسط. وبالتالي، ستحاول الولايات المتحدة في حال نشوب هذه المعركة، إظهار كامل قدراتها العسكرية.
ورأت الصحيفة أن ترامب الذي لا يحظى بأي دعم من النخبة السياسية الأمريكية، بأمسّ الحاجة لاتخاذ مواقف حاسمة على مستوى السياسة الخارجية. ومع ذلك، من المستبعد أن يكون اقتصاد الولايات المتحدة قادرا على تحمل مثل هذه الحروب، خاصة وأنها ستلحق أضرارا جسيمة بالاقتصاد العالمي. ومن المرجح أن تكون للمواجهة مع إيران؛ تداعيات سلبية، خاصة على سلسلة التوريد التي تعد منظومة بالغة الأهمية لضمان عمل الشركات الأمريكية.
وأوضحت الصحيفة أن إدارة ترامب تواجه تحديا صعبا. فمن جهة، يحاول ترامب فرض منطق القوة التي عجز باراك أوباما عن إظهارها، وذلك من خلال تنفيذ وعوده الانتخابية المتعلقة بالحد من تنامي القوة الإيرانية في المنطقة. ومن جهة أخرى، تجد الإدارة الأمريكية الجديدة نفسها أمام شعب سئم من الصراعات العسكرية.
وأكدت الصحيفة أنه أصبح يتوجب على الولايات المتحدة اعتماد سياسة ضبط النفس، فيما يتعلق بالملف السوري، فضلا عن المناوشات التي تجمعها مع الكورية الشمالية. وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة الأمريكية حافظت على هدوئها نسبيا، إلا أن خطر الوقوع في اشتباكات مباشرة مع القوات الروسية على الأراضي السورية، إلى جانب خطر نشوب هجوم نووي خطير، قد يؤدي إلى حرب إقليمية في شبه الجزيرة الكورية، ما زال قائما.
وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من محاسن ومساوئ المواجهة العسكرية في كل من سوريا وكوريا الشمالية بالنسبة لإدارة ترامب، إلا أن الهجوم على إيران قد يقلب كل المعايير رأسا على عقب. فمن وجهة نظر ترامب وحلفائه، هناك العديد من العوامل التي قد تدفعه إلى اتخاذ قرار بشأن التدخل العسكري ضد إيران. ووفقا لترامب، فإن الهجوم على إيران سيساهم بالتأكيد في إظهار قدرات الولايات المتحدة العسكرية، فضلا عن مدى قدرتها على الانتصار بهذه المعركة.
وأضافت الصحيفة أن المواجهة مع إيران ستؤكد مدى التزام ترامب بتنفيذ إحدى وعوده الانتخابية؛ المتمثلة في المواجهة مع إيران وإلغاء "الاتفاق النووي". وفي هذه الحالة، سيتمكن ترامب من الحفاظ على صورته كسياسي قادر على الوفاء بوعوده. لكن أي عملية عسكرية ضد لاعب إقليمي مهم على غرار إيران؛ ستتطلب استثمارا عسكريا كبيرا ما سيؤدي إلى الزيادة في حجم الإنفاق العسكري، كما تقول الصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه وفقا لعدة أسباب تاريخية وسياسية واقتصادية، فإن قرار توجيه ضربة عسكرية ضد إيران سيحظى حتما بتأييد كبير من السعودية وإسرائيل، الحلفاء الاستراتيجيين للولايات المتحدة في الشرق الأوسط. وبحسب تقارير وسائل الإعلام الأمريكية، سيكون الملف الإيراني الموضوع الرئيسي الذي سيناقشه ترامب في الرياض وتل أبيب.
وذكرت الصحيفة أن ترامب اتخذ العديد من الخطوات لدعم شركات النفط الأمريكية الكبرى. وعلى الرغم من أن إلغاء ترامب للقيود البيئية ساعد القطاع النفطي، إلا أن سوق النفط الأمريكية سيشهد انتعاشا منقطع النظير في حال اندلاع حرب حقيقية في الخليج العربي. وقالت الصحيفة إن تطور التوترات الجيوسياسية في المنطقة قد يؤدي أيضا إلى ارتفاع أسعار الطاقة العالمية.
وأكدت الصحيفة أن الهدف الاستراتيجي للأمريكيين الذي من الممكن تحقيقه بالمواجهة مع إيران، هو تفشي الفوضى في المنطقة. كما أن القضاء على النفوذ الإيراني سيؤثر سلبا على الآفاق الجيوسياسية للصين، نظرا "للحزام الاقتصادي لطريق الحرير" الذي تلعب فيه إيران دورا بارزا.
وأشارت الصحيفة إلى أن واشنطن تعمل في الوقت الراهن على إلغاء الاتفاق النووي؛ نظرا لأن الإدارة الأمريكية تعتبر أن إيران لم تلتزم بشروط هذا الاتفاق. ولم يتوان وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيليرسون، في نيسان/ أبريل، عن وصف إيران "بالدولة الراعية للإرهاب". وعلى هذا الأساس، اتخذت واشنطن مسألة مكافحة الإرهاب ذريعة حتى تبرر تدخلها العسكري ضد إيران.
وقالت الصحيفة إن روسيا ستواجه تحديا كبيرا لردع الولايات المتحدة عن شن هجوم عسكري ضد إيران، مما قد يؤدي إلى تصعيد الصراع العسكري في منطقة الشرق الأوسط. كما سيقع على عاتق كل من روسيا والاتحاد الأوروبي والصين، إيجاد حل دبلوماسي، نظرا لما قد يترتب على الأزمة من تداعيات خطيرة.
========================
 
التايمز: نساء يهربن من الرقة ويتركن النقاب على الرمال \
 
http://arabi21.com/story/1004491/التايمز-نساء-يهربن-من-الرقة-ويتركن-النقاب-على-الرمال-صور
 
نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا للكاتب أنتوني لويد، يقول فيه إن الطريق إلى مدينة الرقة كانت مليئة بالقماش الأسود، حيث كانت النساء الفارات يلقين بالعباءات والحجاب والنقاب عندما يشعرن أنهن وصلن إلى بر الأمان؛ فرارا من تنظيم الدولة
وينقل التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن المقاتل الشاب من قوات سوريا الديمقراطية، قوله في الوقت الذي حرك فيه القماش المطروح على الأرض ببسطاره: "يمكنك أن ترى كيف تنظر تلك النساء إلى قوانين تنظيم الدولة مما يلقينه على الأرض".
 ويشير الكاتب إلى أن المقاتل نظر أبعد من قرية الرويان، التي تبعد 20 كيلومترا شمال الرقة، إلى عاصفة رملية ملأت ما بين السماء والأرض بالغبار، وقال: "أول شيء يفعلنه حين يريننا هو إلقاء النقاب".
وتذكر الصحيفة أن آلاف النساء عبرن من خلال هذه الخطوط، هاربات من الرقة ومن القرى المحيطة بها، في الوقت الذي بدأ فيه تنظيم الدولة يترنح، وقالت السلطات في مناطق الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا إن أكثر من 100 ألف شخص هربوا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية فقط، واصفة إياه بأنه رحيل لم يشهده العالم الخارجي تقريبا.
   ويلفت التقرير إلى أن الصحراء في شمال الرقة مليئة بهؤلاء النازحين، الذين هربوا إما على الأقدام، أو بواسطة الآليات الزراعية، ومعهم أغلى ممتلكاتهم، حيث استغلوا الفرصة بسبب التقدم الذي حققته قوات سوريا الديمقراطية، وضعف قبضة تنظيم الدولة.
ويقول لويد إن الكثيرين انتقلوا عدة مرات خلال الحرب، التي دامت ست سنوات، حيث هربوا أنفسهم وعائلاتهم عبر خطوط النار، الواحد تلو الآخر، كلما مزق العنف الملاذ الذي لجأوا إليه، وأصبحت حياة النساء مقيدة أكثر كلما سافرن أعمق في حدود تنظيم الدولة.
ويضيف الكاتب أن معظم النساء يتخلصن من ملابسهن السوداء بمجرد وصولهن إلى أول موقع من مواقع قوات سوريا الديمقراطية، وتقترب وحدات هذه القوات، التي تدعمها أمريكا، من الرقة من ثلاثة اتجاهات.
ويقول لويد إن "أم لميس، البالغة من العمر 33 عاما، وهي أم من الرقة،  قالت في الوقت الذي جلسنا فيه في ظل شجرة، نتحدث عن هروبها قبل يومين عبر خطوط النار: (أصبح النقاب يرمز إلى الشعور الخانق الذي عانيناه تحت سيطرة تنظيم الدولة)".
وتضيف أم لميس: "أخرجني النقاب من شعوري بأني متفاعلة مع العالم الخارجي، وأصبحت نساء الرقة يكرهنه أكثر من أي شيء آخر؛ ولذلك مزقته بمجرد ما وصلت إلى قوات سوريا الديمقراطية.. وكان الأمر كأنني عدت أتنفس".
وتجد الصحيفة أن روايات النساء الفارات من أكثر البيئات إغلاقا وخنقا على الأرض تظهر أن تنظيم الدولة لا يقوم بقمع النساء فقط، لكنه يستمتع بوحشية ذلك القمع.
وينوه التقرير إلى قول أم لميس في الوقت الذي كانت تحتضن فيه ابنتها، البالغة من العمر 3 سنوات: "أرغمت على مشاهدة قطع رؤوس أكثر مما يمكنني أن أتذكر.. ولا يمكنك أن تتوقع -كونك رجلا أو امرأة- أن تشاهد شيئا من ذلك، ومع ذلك كنا نرغم على مشاهدته"، ووصفت عملية صلب لرجل اتهم بالتعاون مع التحالف.
وتضيف أم لميس: "أمرت أن أخرج من المقعد الخلفي في سيارة زوجي لمشاهدة رجل يربط إلى صليب، وكان يتوسل أن يعفى عنه، لكن الأمير طعنه بالسكين في صدره، وأطلق الرصاص على رأسه، وترك على الصليب لمدة ثلاثة أيام ليكون عبرة، وحفر المنظر في دماغي، وتخيلت أنني لن أستطيع النوم بعد ذلك".
   ويورد الكاتب أن أم علي، البالغة من العمر 60 عاما، التي هربت قبل أم لميس بأسبوع، اضطرت لأن تشاهد ابنها يضرب ابنتها في قرية جنوب الرقة، حيث بدأ الأمر عندما مرت دورية من الشرطة الدينية التابعة لتنظيم الدولة "الحسبة"، ولاحظت الدورية أن الابنة نزعت النقاب، فاعتقلوا العائلة، وتأكدوا من لبس الفتاة للنقاب، ثم مضوا بهم إلى المقر الرئيسي في القرية.
وقالت أم علي للصحيفة: "ابتداء، ضربوا ابني البالغ من العمر 20 عاما 70 جلدة على ظهره، مستخدمين العصى؛ وذلك عقوبة له لسماحه لأخته بارتكاب هذا الذنب، ثم أجلسوا ابنتي على كرسي، وكان يقف حارسان، واحد عن يمينها والآخر عن يسارها، وأمروا ابني بضرب ابنتي بالعصا ذاتها التي ضرب بها"، مشيرة إلى أنه عندما حاول ضربها دون أن يؤذيها، فإنهم هددوه بالضرب ثانية، فضربها 50 جلدة كما أمروه.
ويفيد التقرير بأن "النساء أجبرن على الخضوع لقوانين شبيهة بتلك التي خضعت لها النساء تحت حكم حركة طالبان في أفغانستان، حيث لا يمكن للمرأة الخروج دون محرم، وحتى الشمس أصبحت عليها قيود، فأمر الناس بإغلاق الستائر ونوافذ بيوتهم؛ كي لا يرى المارة النساء في البيوت، وأي تجاوز في قواعد اللباس يؤدي إلى إما الخضوع لدورة تعليمية مدتها 15 يوما، أو للجلد، وهذا يعتمد على حجم المخالفة وميول الحسبة".
ويكشف لويد عن أن النساء كن يخشين من فرع الحسبة المتخصص بالنساء، والمسمى لواء الخنساء، بشكل خاص، حيث أن هذا اللواء يضم نساء المقاتلين الأجانب والنساء المتطرفات المحليات، اللاتي انضممن إلى التنظيم، أو النساء اللواتي اضطررن للانضمام بسبب الحاجة، وتقول أم لميس عن أولئك النساء: "كن قاسيات، وسرقن من بيوتنا خلال مداهمات التفتيش، ويبدو أنهن كن يستمتعن بإصدار أوامر الجلد".
ويستدرك الكاتب بأن "أرامل تنظيم الدولة الفارات وجدن قبولا حقيقيا بين تلك النساء، وقالت لي أم لميس إن الكثير منهن لم يكن لهن رأي في خيار زوجها، أو أن زوجها المتوفى انضم للتنظيم بسبب الفقر".
وتقول أم لميس للصحيفة إن المفارقة هي أنها كانت في لحظة تحت حكم تنظيم الدولة، حيث يحكم الرجل، ولا تستطيع المرأة أن تظهر وجهها، ثم تلتقي فجأة بوحدات عسكرية كردية من النساء الحاسرات عن رؤوسهن.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أنه يزعم أن ما يوصف بالمناطق الكردية "رجافا" تحكمها مجالس محلية يتم انتخابها، وتؤدي النساء فيها دورا مهما، ما أبهر النساء الفارات من الرقة عندما وصلن الى تلك المناطق، ورحبت بهن المقاتلات الكرديات.
========================