الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 9/2/2017

سوريا في الصحافة العالمية 9/2/2017

11.02.2017
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :  
الصحافة العبرية والتركية :  
الصحافة الروسية :  
الصحافة البريطانية :  
الصحافة الامريكية :
معهد واشنطن: هل يصبح الرئيس اللبناني صديق بشار الأسد الجديد في الحي؟
http://www.all4syria.info/Archive/386284
كلنا شركاء: فادي الداهوك- معهد واشنطن
انسحبت القوات السورية من لبنان عام 2005 بموجب قرار مجلس الأمن رقم 1559، بعد اتهامها باغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري. وفي الخطاب الذي أعلن فيه الانسحاب أمام أعضاء البرلمان، قال الرئيس السوري بشار الأسد إن “انسحاب سوريا من لبنان لا يعني غياب الدور السوري”، وإن أي دور يمكن أن تقوم به سوريا في لبنان، لا يتطلب بالضرورة وجود قوات لها هناك.
ومع انتخاب الجنرال ميشال عون رئيساً للبنان مؤخراً، تعود سوريا لزيارة القصر الرئاسي اللبناني، وهي دأبت على مثل هذه الزيارات منذ دخول الجيش السوري إلى لبنان عام 1976 بطلب من الرئيس الراحل سليمان فرنجية خلال الحرب الأهلية، حيث أصبحت دمشق تنظر إلى منصب رئاسة الجمهورية على أنه حصتها من قطعة الحلوى اللبنانية، تعيّن فيه الشخصيات المارونية المسيحية الموالية لها.
وعلى نحو متوقّع، قدّمت إيران وسوريا، سريعاً، التهاني للرئيس اللبناني الجديد، لكن المفاجأة أن أول الزوار المهنئين كان وزير الشؤون الرئاسية في سوريا منصور عزام، وهي أول زيارة لمسؤول سوري منذ نحو 5 سنوات إلى لبنان. ومما لا شك فيه، أن هذه الزيارة ليست لإعطاء أوامر الأسد للرئيس اللبناني الجديد، فقرار دمشق حالياً مرهون بيد إيران وروسيا، وينظر على نحو كبير إلى أن أي تحرك يقوم به الأسد حالياً سيكون بتوجيه من طهران أو موسكو.
مشاغبة إيرانية
وصول عون إلى الرئاسة حسمه ترشيح حليف السعودية في لبنان، زعيم تيار المستقبل سعد الحريري، ليصبح عون المرشح المفضل لحزب الله وتيار المستقبل، وهذا الترشيح لم يكن ليقدم عليه الحريري من دون موافقة السعودية.
وبينما تنتهج إيران سياسة استفزازية ضد السعودية في لبنان، من خلال حليفها حزب الله، تختار السعودية اتخاذ إجراءات عقابية ضد لبنان والانسحاب من المشهد لترسخ قبضة إيران على البلاد، وقد شهدت الفترة التي سبقت الانتخابات الرئاسية تصعيداً سعودياً غير مسبوق ضد لبنان، بلغ حد إلغائها هبة بقيمة 3 مليارات دولار أميركي للجيش اللبناني وذلك رداً على دعم لبنان نظام الأسد وايران.
يكاد لبنان أن يكون البلد الوحيد الذي يتمايز عن مواقف الدول العربية الأخرى من نظام الأسد، وذلك كان سببه نجاح حزب الله في جرّ الموقف الرسمي اللبناني إلى المعسكر الروسي -الإيراني، إذ يتّخذ حزب الله من تحالفه مع التيار الوطني الحر، وهو الحزب الذي أسسه عون، ويرأسه حالياً صهره، وزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل، واجهة مسيحية قوية للتسويق لمواقفه ونشاطاته.
وفي مقابلة مع قناة “الميادين” في 15 ديسمبر/كانون الأول، قال باسيل إن “الرئيس بشار الأسد هو الرئيس الشرعي لسوريا”، وإن “حزب الله حليفنا، وتفاهمنا معه حمى الوطن وأدى إلى انتخاب رئيس للجمهورية.”
كما حسم باسيل الإشاعات التي تحدّثت عن أن الرئيس اللبناني يتحضر لزيارة سوريا، بالتأكيد عن أن زيارة عون الأولى إلى الخارج ستكون إلى السعودية، من أجل “تصحيح العلاقات بين الدولتين.”
وعلى نحو مماثل لمحاولة إحراج عون في اليوم التالي لانتخابه، من خلال إيفاد مسؤول سوري إلى بيروت ليقدم له تهنئة الأسد، استبقت طهران زيارة عون إلى الرياض بإيفاد رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي إلى بيروت، في محاولة للتشويش والتأثير على ما يمكن أن يحققه اللقاء مع الملك السعودي.
الاختبار الأول للعهد الجديد
لقد كان العديد من السياسيين يعوّلون على القمة السعودية-اللبنانية لإحداث نقلة كبيرة في لبنان تؤدي إلى انفراجات سياسية واقتصادية، إلا أن سقف الطموحات أخذ بالتضاؤل عندما خلت الزيارة من توقيع أي اتفاقيات، وتبيّن أنها كانت مجرد مصافحة بين عون والملك السعودي سلمان بن عبد العزيز.
عقب انتهاء الاجتماع مع الملك السعودي، استضافت قناة العربية الرئيس اللبناني في مقابلة مطولة، في 12 يناير/كانون الثاني، أكد فيها عودة “العلاقات بين البلدين إلى وضعها الطبيعي”. وفي إجابته على سؤال حول تدخل حزب الله في سوريا، أكد عون أن ذلك لم يكن “خيار الدولة”، وقال “نحن نمنع الأذى أن ينطلق من لبنان ضد أي دولة.”
الإجابات التي قدمها عون على أسئلة قناة العربية في السعودية، لم تكن نفسها حين طرحت عليه أسئلة مماثلة في بيروت. وفي مقابلة أجراها عون مع قناة “LCI” الإخبارية الفرنسية في بيروت، قال “إن الرئيس الأسد سيبقى، والذين طالبوا برحيله يجهلون سوريا (..) كنا أمام ليبيا ثانية هنا لولا نظام الأسد حالياً. فالرئيس الأسد يشكل القوة الوحيدة التي بإمكانها إعادة فرض النظام وإعادة لم شمل الجميع.”
وكان قد سبق مقابلة عون مع القناة الفرنسية تصريحات لافتة لرئيس “التيار الوطني الحر”، وزير الخارجية جبران باسيل الذي رافق عون إلى السعودية، عن تحالفات التيار مع 3 قوى سياسية في معركة الانتخابات النيابية، هي “أولاً حزب الله للدفاع عن الأرض والسيادة والحماية من الإرهاب. ثانياً القوات اللبنانية من أجل وحدة المجتمع وقوته. ثالثاً تيار المستقبل من أجل بناء الدولة.”
إيران والسعودية في لبنان
انتظرت السعودية بضعة أسابيع للبناء على زيارة عون إلى الرياض، حتى جاءت زيارة وزير الدولة لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان إلى لبنان يوم الاثنين الماضي، وأعلن عقب لقاء جمعه بالرئيس اللبناني ميشال عون أن السعودية سوف تعيّن سفيراً جديداً في لبنان. كما اعلن أن هناك بعض الخطوات التي ستتخذ لعودة السياح السعوديين وزيادة شركات الطيران السعودية عدد رحلاتها إلى لبنان. في المقابل، تبدو إيران أكثر خبرة في العمل داخل البيت السياسي اللبناني، إذ حرصت منذ انتخاب الرئيس ميشال عون رئيساً للجمهورية، على الحفاظ بتقدمها على السعودية في لبنان بخطوة، وهي بدأت تحركاتها بالإيعاز إلى الأسد إرسال مبعوث لتهنئة عون. ثمّ في رد على زيارة أمير منطقة مكة خالد الفيصل للقاء عون وتهنئته على انتخابه، عمدت سوريا بدفع من طهران مجدداً إلى ترميم ما أحدثته زيارة الموفد السعودي، وأرسلت مفتي سوريا أحمد بدرالدين حسّون لزيارة عون في 7 ديسمبر/كانون الأول، وهو يتمتع بمنصب له مكانة أكبر من الموفد السعودي الذي يرأس اللجنة المركزية للحج، إذ يعدّ حسون رجل دين سني بارز في المنطقة، ويطلق مواقف عدائية ضد السعودية ويتهمها بإرسال المتشددين إلى سوريا.
وحمل جدول زيارة حسون إلى لبنان لقاء مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، وهو من الشخصيات المسيحية القوية التي تكيل الثناء على الأسد في لبنان، وقد زار سوريا أكثر من مرة خلال الأعوام الماضية، كما قدم مديحاً في الأسد خلال جولاته الأوروبية، وفي إحدى زياراته إلى الإليزيه عام 2011 قال الراعي عن الأسد إنه “رجل طيب”. ويُقرأ من لقاء حسون والراعي، أن المحور السوري الإيراني بات يوسع دائرة العلاقات في لبنان، وهذه المرة كانت الطائفة المارونية هي الهدف.
وكان حسون، العائد حديثاً من إيرلندا بعد خطاب ألقاه في البرلمان الإيرلندي، قد وصل إلى لبنان مع نشر صحيفة الوطن السورية مقابلة مع الأسد، وجّه خلالها رسالة إلى لبنان، اعتبر فيها أنه “لا يمكن للبنان أن يكون بمنأى عن الحرائق التي تشتعل حوله ويتبنى سياسة اللا سياسة.”
رسالة الأسد تزامنت مع استعادة قواته لمدينة حلب، التي زارها عون عام 2008، وكانت بمثابة الطلب من لبنان تقديم المزيد من الجهود لدعم نظامه، رغم أن “سياسة النأي بالنفس” لم تكن سوى طرفة من طرائف لبنان الكثيرة، إذ في اليوم التالي من التوصل إلى هذه الفكرة بين الأفرقاء السياسيين بعد رفض الحكومة اللبنانية في ديسمبر/كانون الأول 2011 إرسال خبراء أمنيين وحقوقيين للمشاركة في بعثة المراقبة الدولية إلى سوريا لعدم إثارة حلفاء الأسد في لبنان، حشد حزب الله مقاتليه وأرسلهم إلى سوريا، وترك “سياسة النأي بالنفس” لتلتزم بها الأطراف لا تفعل شيئاً في سوريا.
هذه الوقائع تدفع للتساؤل بحق، كيف يمكن لإيران والسعودية أن يتعاركا في الميدان السوري، وأن يتحولا فجأة إلى رابطة مشجعين متحمسين للفريق نفسه في لبنان؟
يجمع السياسيون والمحللون في بيروت على تقديم إجابة موحدة على هذا السؤال: لبنان متنفسُّ للجميع، والكل يتفق على ضرورة عزله عن النار المشتعلة في سوريا.
بيد أن هذه الإجابة تصوّر حزب الله وكأنه الفراشة التي أغواها ضوء النار في سوريا، ومكافأة لأدائها رقصة الفراشة حول النار، على الجميع أن يشاهد عروضها في لبنان ويصفّق لها.
في الواقع، هذا التبرير سمح للتحالف الإيراني- اللبناني بالتقدم على منافسيه في لبنان بتوجيه الموقف الرسمي اللبناني في المحافل الدولية لصالحه، وأي نجاح في انتشال لبنان من هذا الواقع مرتبط بمدى استعداد دول مجلس التعاون الخليجي قطع الطريق أمام سعي إيران في البحث عن صديق جديد للأسد في الحي، والتوقف عن النظر إلى لبنان على أنه عبءٌ على الرياض. وحقيقة الأمر، فإن إيران وسوريا هما من يدفعان بالأحداث مثلما يفعلان حالياً في المناطق السورية التي أضحت خراباً بسبب الحرب ولا رائحة فيها إلا للموت والحرائق.
========================
ستراتفور: الاستثمار في مستقبل سوريا.. من سيرث الاقتصاد السوري المتداعي بفعل الحرب؟
http://www.all4syria.info/Archive/386394
كلنا شركاء: ستراتفور- ترجمة شادي خليفة- الخليج الجديد
تركت 6 أعوام من الصراع في سوريا اقتصاد البلاد في حالةٍ يرثى لها. ومنذ عام 2010، تقلّص الناتج المحلي الإجمالي في البلاد إلى النصف. وقد دمّرت الحرب سكّان سوريا، حيث قتلت أكثر من 440 ألفًا وهجّرت أكثر من 6 ملايين إلى خارج البلاد، وهي خسارة من شأنها أن تشلّ البلاد لفترة طويلة بعد توقّف القتال. وتقول التقديرات أنّ 60% من سكّان سوريا، أو ما تبقى منها، عاطلين عن العمل، ومن الصعب قول كم من السوريين يعملون في مهنٍ ضعيفة.
وعلى الرغم من أنّ الحكومة قد دخلت العام الجديد بميزة نسبية على المعارضة، حيث استعادت مدينة حلب، لكنّ تراجعها المالي يقوّض بسط سيطرتها على كامل البلاد. وعندما يحين الوقت أخيرًا لبدء التقاط القطع، لن تكون الحكومة في دمشق قادرة على الشروع في مهمتها الشاقة المتمثّلة في إعادة الإعمار وحدها. بدأت العديد من الدول بالفعل مدّ يد العون للمساعدة في إعادة بناء الدولة الممزّقة، بعضها أكثر استراتيجية من الآخرين.
بداية مشؤومة
عندما زلّت قدم البلاد في الحرب الأهلية عام 2011، كانت بالفعل تعاني من مشاكل اقتصادية. وأضرّت ظروف الجفاف القطاع الزراعي في البلاد، الأمر الذي أدّى إلى انتقال السوريّين الذين يسكنون الريف بأعدادٍ كبيرة إلى المناطق الحضرية. وعلاوة على ذلك، كان الاقتصاد السوري قد استفاق للتو من فترة التحرّر الاقتصادي التي بدأها الرئيس «بشار الأسد» حين تولّى منصبه عام 2000. وعلى الرغم من أنّ الإصلاحات المصرفية قد حفّزت النمو الاقتصادي، ارتدّ هذا التقدّم في خلال عامٍ واحدٍ من اندلاع الحرب بفعل العقوبات التي وقّعتها الحكومات الأجنبية على البنك المركزي السوري والقطاع المصرفي في البلاد. وانكمش الناتج الاقتصادي بأكثر من 40% بحلول عام 2013. ومع تراجع تدفّقاتها النقدية، اضطرت دمشق إلى خفض دعم المواد الغذائية والوقود والكهرباء والمياه تدريجيًا. وبحلول عام 2015، كانت احتياطيات سوريا قد انخفضت، كما ورد، إلى 1 مليار دولار فقط، وهو ما يكفي فقط شهر واحد من الواردات تقريبًا.
وكان العام الماضي أكثر سوءًا بالنسبة للاقتصاد السوري. وارتفعت تكاليف الغاز الطبيعي والمياه في 2016، لاسيما في العاصمة، على الرغم من أنّ مؤشّرات التكاليف الأخرى مثل الإيجار أو الضرائب بقيت أقلّ قليلًا أو ثابتة. وفي الوقت نفسه، ارتفعت تكلفة الغذاء بنسبة 99% مقارنةً بالعام السابق. وعلى رأس ذلك، دمّر القصف والغارات الجوية البنية التحتية في أنحاء البلاد، الأمر الذي تسبّب في نقص الماء والكهرباء. وهذا لا يبشّر بالخير للأسد. فقد يبدأ التدهور الاقتصادي الحاد في البلاد إلى تقويض الثقة في الحكومة، حتّى بين أكثر داعمي «الأسد» ولاءً.
ومنذ فقدت الحكومة قدرتها على توفير الخدمات الأساسية لشعبها، أخذ السوريون توفير ضروريات الحياة على عاتقهم. وفي الأراضي التي يسيطر عليها المتمرّدون مثل إدلب، عملت الفصائل المتنافسة على توفير الغذاء والمياه والكهرباء للسكّان المحلّيين. نتيجةً لذلك، ضعفت سلطة دمشق في أنحاء البلاد، حتّى الأراضي التي لا تزال تحت سيطرتها فنيًا.
انتصارات جوفاء
في نهاية عام 2016، ادّعت الحكومة السورية تحقيقها أعظم انتصاراتها في الحرب الأهلية عندما انتزعت مدينة حلب من سيطرة الثوّار. لكنّه كان انتصارًا أجوفًا، مثل غالبية الانتصارات العديدة لدمشق في استعادة الأراضي. وقد دمّرت الحرب أجزاءً عديدة من مدينة حلب، التي كانت يومًا ما أكثر مدن البلاد سكّانًا، والعاصمة الاقتصادية للبلاد كذلك.
يقدّر الدمّار الذي حلّ بالمدينة بين 100 إلى 200 مليون دولار، ولا تزال الأحياء المحيطة بها منطقة حربٍ نشطة مع عدّة جبهات. وحتّى الآن، تعمل الحكومة السورية على إصلاح البنية التحتية للمياه والكهرباء، التي تورّطت قوّاتها في تدميرها، العملية التي قد تستغرق شهورًا إن لم يكن سنوات لإتمامها. وفي الوقت نفسه، ستظل الصناعة في حلب في حالة جمود.
علاوة على ذلك، لم تقدّم انتصارات الحكومة على الثوّار شيئًا يذكر لتخفيف النقص الغذائي في البلاد. ولا تزال (الدولة الإسلامية) حاضرة في شرق سوريا، التي كانت سلّة خبز البلاد سابقًا. إضافةً إلى ذلك، لم تعد الحكومة قادرة على الاعتماد على الإنتاج الزراعي الوفير في الركن الشمالي الغربي للبلاد، لأنّ الأكراد السوريّين يسيطرون على المنطقة، ويأملون في إقامة منطقة تتمتّع بحكم شبه ذاتي. وعلى الرغم من أنّ المنطقة لا تزال تحت سيطرة الحكومة المركزية اسميًا، تفقد دمشق النفوذ هناك بشكلٍ متزايد.
والبلاد على شفا أزمة قمحٍ أيضًا. وقد لا تكون الحكومة قادرة إلّا على الوفاء بشراء ثلاث كمية القمح التي خطّطت لشرائها في يناير/كانون الثاني. وفي الواقع، منعت أزمة السيولة دمشق من إنهاء اللمسات الأخيرة من صفقة شحنة القمح التي تحتاجها بشدّة بمليون طن من روسيا بخصم 20%. لم يكن عرض روسيا كريمًا للغاية، نظرًا لأنّ روسيا ما زالت تحاول التخلّص من فائض محصول القمح الذي حقّق رقمًا قياسيًا العام الماضي. لكن لا يزال العرض إشارة على مصلحة روسيا في مساعدة الحكومة السورية في الوقوف على قدميها، لكن تفتقد دمشق للأموال للاستفادة من ذلك.
إيران: حليف للثراء أو للفقر
لكنّ روسيا ليست القوّة الأجنبية الوحيدة التي تسعى لمدّ يد العون لسوريا. وسواء في حالة الثراء أو الفقر، لدى دمشق حليفٌ مخلص في إيران. وقد وقّعت الدولتان مؤخّرًا عددًا من صفقات الفوسفات والاتّصالات والنفط والغاز الطبيعي والزراعة، تمّت جميعها للبدء بتحريك الاقتصاد الراكد ولتأمين عمولات محتملة للشركات الإيرانية. وقد مدّدت طهران أيضًا ائتمانًا قدّر بـ 6 مليارات إلى 10 مليارات دولار خلال مسار الصراع، الأمر الذي يتيح لدمشق الاستمرار في دفع الرواتب الحكومية، وتمويل حربها، والحفاظ على تشغيل الخدمات الأساسية.
وتعتبر المساعدة المالية الإيرانية استثمارًا، وليست من باب الإحسان. فإيران ترى الأموال التي تضخّها في سوريا وثيقة تأمين لنفوذها المتواصل مع دمشق، بغض النظر عن المسؤول. وستضمن هذه العلاقات الاقتصادية لإيران نفوذًا أكبر على سوريا أكثر حتّى من العراق. وعلى عكس دمشق، التي عزلتها العديد من البلدان على مدار الحرب الأهلية، دخلت بغداد مرحلة إعادة الإعمار بعد عملية تحرير العراق مع عدد من شركاء التحالف، بما في ذلك الولايات المتّحدة والمملكة المتّحدة والاتّحاد الأوروبي. وتفتقر حكومة «الأسد» للدعم حتّى بين أقوى الدول في منطقة الشرق الأوسط، ما يترك لها القليل من الشركاء الأجانب قد يرغبون في إعادة البناء، ما يعطي إيران نفوذًا كبيرًا.
وبالطبع تعمل إيران للاستفادة أيضًا اقتصاديًا من صفقاتها. وتنوي طهران أن تعرض خدماتها عن طريق الشركات المملوكة للدولة من أجل إعادة إعمار سوريا. وعندما يحين الوقت، ستكون إيران هي الشريك المفضّل لسوريا لجهود إعادة الإعمار، على الرغم من العلاقات الاقتصادية الأعمق التي كانت مع دول مثل تركيا وقطر والسعودية قبل اندلاع النزاع. وستساعد شركات المقاولات الإيرانية بلادها للبقاء على رأس منتجي الحديد وثاني أكبر منتج للصلب في الشرق الأوسط. ومع ذلك، سيكون تمويل إعادة إعمار سوريا مخادعًا، لأنّ سوريا لن يكون لديها الاحتياطيات النقدية للدفع مقابل ذلك.
الاصطفاف وراء إيران
بإغراق مئات الملايين من الدولارات في سوريا منذ بدء الحرب الأهلية، أثبتت إيران القيمة التي تضعها للبلاد كحليفٍ استراتيجي وممر لوكيلها العسكري الأهم، حزب الله. ويشير تركيز طهران أيضًا على اتفاقات الاستثمار إلى أنّها تعتقد أنّ الحرب ستنتهي قريبًا. وحتّى ذلك الوقت، ستستثمر إيران في سوريا بقدر الحاجة لتحقيق الاستقرار في البلاد وحماية مصالحها. ومع التحسّن البطيء في اقتصادها بفضل الثبات النسبي لأسعار النفط وتخفيف العقوبات الاقتصادية، قد تضاعف من دعمها.
وفي الوقت نفسه، تتجهّز دول أخرى للاستفادة من إعادة الإعمار في سوريا في نهاية المطاف. وقد وقّعت مصر اتّفاقًا لزيادة استثماراتها هناك، وتأمل لبنان أن تكون مركزًا لعبور الأموال والخامات اللازمة لإعادة الإعمار في الطريق إلى سوريا. لكنّ إيران قد أكّدت على أنّها ستكون على رأس قائمة الشركاء حين تبدأ الحكومة السورية تجميع البلاد معًا.
========================
روزا بروكس - (فورين بوليسي) 30/1/2017 :3 طرق للتخلص من الرئيس ترامب قبل العام 2020
http://www.alghad.com/articles/1425612-3-طرق-للتخلص-من-الرئيس-ترامب-قبل-العام-2020
روزا بروكس - (فورين بوليسي) 30/1/2017
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
هل نحن عالقون فعلاً مع هذا الرئيس؟
إنه السؤال الذي يتم طرحه حول الكرة الأرضية، لأن الأسبوع الأول لدونالد ترامب كرئيس أوضح كل شيء: نعم إنه مجنون، كما خشي الجميع.
أتتذكرون تلك الخيالات المتفائلة التي سبقت التنصيب؟ لقد احترمتها أنا أيضاً. أتعرف؟: "بمجرد أن يصبح رئيساً، أنا متأكدة أنه سيدرك أن من غير العقلانية الانسحاب من كل تلك المعاهدات". "متى ما صار رئيساً، من المؤكد أنه سيفهم أن عليه التوقف عن تغريد كل تلك الإهانات العشوائية". "ما إن يصبح رئيساً، عليه أن ينحي جانباً كل ذلك التبجح السخيف الذي رافق حملته عن بناء سور على طول الحدود مع المكسيك". وهكذا دواليك.
ولكن، كلا. في أول أسبوع له في البيت الأبيض أوضح مباشرة أنه كان يعني كل كلمة مجنونة مرعبة قالها.
النتيجة حتى الآن: رئيس الصين يحذر من حروب تجارية، ويعلن أن بكين ستتولى مهمة الدفاع عن العولمة والتجارة الحرة ضد الحمائية الأميركية. والرئيس المكسيكي يلغي زيارة رسمية لواشنطن، بينما يقول قادة مكسيكيون مرموقون أن سور ترامب المقترح قد يأخذنا إلى حرب -ليست تجارية". ويدين قادة رفيعون في حزب ترامب الخاص إدعاءات الرئيس الجديد بأنه كان هناك زيف واسع النطاق في التصويت، ويشجبون خططه لإعادة فتح "المواقع السوداء" لوكالة المخابرات المركزية الأميركية. كما أن كل فريق الإدارة الرفيع في وزارة الخارجية الأميركية قدم استقالته.
في الأثناء، تسجل معدلات التأييد لترامب أقل من معدلات أي رئيس أميركي جديد في تاريخ استطلاعات الرأي العام: حيث يشعر 36 في المائة فقط من الأميركيين بالرضا عن أدائه حتى الآن. ويعتقد حوالي 80 في المائة من المواطنين البريطانيين بأن ترامب سيكون "رئيساً سيئاً"، سوية مع نسبة 77 في المائة من أولئك الذين استطلعت آراؤهم في فرنسا، و78 في المائة في ألمانيا. وكل ذلك في الأسبوع رقم واحد فقط.
وهكذا يكون السؤال: هل نحن عالقون فعلاً مع دونالد ترامب؟
الأمر يعتمد. فثمة أساساً أربعة طرق للتخلص من رئيس تافه. أولاً، بالطبع، يستطيع العالم الانتظار بصبر حتى تشرين الثاني (نوفمبر) من العام 2020 للقيام بشيء، وعند تلك النفطة، يفترض أن يعود الأميركيون إلى رشدهم ويكونون مستعدين للتخلص من الفاشل.
ولكن، بعد هذا الأسبوع الأول الكارثي، تبدو السنوات الأربع ردحاً طويلاً من الزمن. وهذه الحالة تجلبنا إلى الخيار الثاني: المقاضاة. وبموجب الدستور الأميركي، يجوز أن تصوت أغلبية بسيطة في مجلس النواب لصالح مقاضاة الرئيس بتهم "الخيانة، والرشوة أو أي جرائم أو جنح كبيرة أخرى". وإذا جرمه مجلس الشيوخ بأغلبة ثلثي الأصوات، سيكون من الممكن إعفاء ترامب من الرئاسة -وثمة استطلاع جديد يقول أنه بعد الأسبوع الأول، فإن أكثر من ثلث الأميركيين يبدون أصلاً شغفاً برؤية ترامب وهو يواجه إقامة دعوى ضده.
إذا بدت لك المقاضاة حلاً جيداً، فالأخبار الجيدة تقول إن الكونغرس لا يحتاج إلى دليل على ارتكاب خيانة حقيقية أو جريمة للمضي قدماً في المقاضاة. وعملياً، يمكن اعتبار أي شيء "جريمة كبيرة أو جنحة." (فلنتذكر أن الرئيس السابق بيل كلينتون أدين لكذبه فيما يتعلق بعلاقته الغرامية مع مونيكا لوينسكي). أما الأخبار السيئة، فهي أن الجمهوريين يسيطرون على مجلسي الكونغرس، مما لا يرجح توجيه تهم من الناحية السياسية، ما لم وحتى يستعيد الديمقراطيون السيطرة على مجلسي الكونغرس (النواب والشيوخ)، ولا يمكن لذلك أن يتم قبل انتخابات العام 2018.
على أي حال، يمكن أن يستغرق أمر الإقالة بهذه الطريقة بعض الوقت: شهوراً إن لم يكن أكثر -حتى بوجود كونغرس متحمس. وعندما يكون لديك معتوه يتحكم في الرموز النووية، فحتى بضعة أشهر تبدو وقتاً طويلاً محفوفاً بالمخاطر. فكم سيستغرق الأمر قبل أن يقرر ترامب: "أنت مُسرَّح"، وهي عبارة يمكن أن تنطبق أيضاً على الصواريخ النووية؟ (الموجهة، ربما، إلى المكسيك)؟
في هذه الأيام السوداء يجد البعض في أنحاء المعمورة سلوى في التعديل 25 للدستور الأميركي. وينص هذا التعديل الذي كان غامضاً سابقاً على أنه "يستطيع نائب الرئيس وأغلبية من... المسؤولين الرئيسيين في الإدارات التنفيذية" إعلان أن الرئيس "عاجز عن القيام بصلاحيات وواجبات منصبه". وفي هذه الحالة "يتولى نائب الرئيس في الحال صلاحيات ومهام الرئيس كرئيس مؤقت".
هذا هو الخيار الثالث للتخلص من ترامب: وهو شيء يلبي طموحات نائب الرئيس مايك بنس. فمن المؤكد أن بنس يريد أن يكون رئيساً يوماً ما، صحيح؟ وبنس ليس معتدلاً سياسياً بالضبط -فهو معادٍ شرس لحقوق المثليين، وهو مشكك في تغير المناخ، إلخ- ولكن، وبقدر ما قد تكون سياساته غير مقبولة للعديد من الأميركيين، فإنه لا يبدو مجنوناً في الحقيقة. (هذه هي العتبة الجديدة للقبول في السياسة الأميركية: "ليس مجنوناً حقا").
من المفترض أن يكون بنس راشداً بما فيه الكفاية لمعارضة أي أعمال متهورة، مثل إلغاء كل التحالفات العسكرية الأميركية، أو استخدام أميركا أولاً للأسلحة النووية. وكما يفترض، إذا ذهبت الأمور إلى ما يكفي من السوء، فإن الأعضاء الآخرين في مجلس وزراء ترامب قد ربما يجنحون أيضاً نحو طرد رئيسهم واستبداله بنائبه. وسيترتب على الكونغرس أن يذعن لإزالة دائمة للتعديل 25. ولكن، إذا أعلن بنس ونصف أعضاء المجلس الوزاري أن ترامب غير مناسب، فحتى الكونغرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون سيوافق على الأرجح.
أما الاحتمال الرابع، فهو واحد كنت أقول حتى وقت قريب أنه غير وارد في الولايات المتحدة الأميركية: انقلاب عسكري، أو على الأقل رفض القادة العسكريين إطاعة أوامر معينة.
تم ترسيخ مبدأ السيطرة المدنية على الجيش بشكل عميق في الجيش الأميركي الذي يفخر بحرفيته غير الحزبية. والأكثر من ذلك، هو أننا نعرف أن باستطاعة مخالف للقانون من رتبة كبيرة، والذي يتمتع حتى بقليل من حدة الذهن، أن يتمتع بمهارات وقدرات أكثر من أي شخص آخر في الجيش الرسمي. ويشار هنا إلى أنه خلال السنوات الأولى من إدارة جورج دبليو بوش، على سبيل المثال، لم تستطع الاحتجاجات الرسمية من جانب المحامين العسكريين الرفيعين في الغالب وقف استخدام التعذيب. وعندما اعترض القادة العسكريون على أساليب مثل الإيهام بالغرق، تجاوزت إدارة بوش الجيش ببساطة، وكلفت وكالة المخابرات المركزية ومقاولين خاصين بالقيام بالعمل القذر.
لكن ترامب ليس حاذقاً أو متطوراً: إنه يضع السياسة من خلال الصخب وتغريدات آخر الليل، وليس من خلال تلميحات هادئة للمساعدين والمحامين. وهو قليل الحساسية، وغريب الأطوار وغير منضبط -كما أن تصريحاته غير المتوقعة وأهواءه مطلقة العنان تثير الرعب في نفوس الآخرين -حتى - أقرب مساعديه.
ماذا قد يفعل كبار قادة الجيش الأميركي إذا صدر إليهم أمر يصدمهم، باعتبار أنه ليس سيء المشورة فحسب، وإنما ينطوي على المخاطر أيضاً؟ أمر ليس على طريقة: "أعدوا خطة لغزو العراق إذا فوض الكونغرس بذلك استناداً إلى استخبارات مشكوك فيها"، وإنما من قبيل "استعدو لغزو المكسيك غداً"! أو "باشروا باعتقال الأميركيين المسلمين وإرسالهم إلى غوانتانامو"! أو "سوف أعلم الصين درسا- بالقنابل النووية"!
من المستحيل تخمين ذلك بطبيعة الحال. وسيكون أمراً مخيفاً احتمال استجابة قادة الجيش الأميركي لأمر رئاسي بعصيان معلن -وعلى نفس القدر يكون احتمال الانصياع العسكري لأمر غير عقلاني. فبعد كل شيء، يقسم ضباط الجيش على حماية دستور الولايات المتحدة والدفاع عنه، وليس على حماية الرئيس. ولأول مرة في حياتي، استطيع تخيل سيناريوهات مقبولة، حيث يقول مسؤولون عسكريون كبار ببساطة للرئيس: "لا يا سيدي، لن نفعل ذلك"، ليتلقوا التصفيق المدوي من هيئة تحرير صحيفة نيويورك تايمز.
هيئوا أنفسكم. بطريقة أو بأخرى، سوف تعيشون بعض السنوات العاصفة.
========================
واشنطن بوست :«غاز المتوسط».. هل يتجاوز مرحلة الصراعات؟
http://www.alittihad.ae/details.php?id=8289&y=2017&article=full
تاريخ النشر: الخميس 09 فبراير 2017بينما تبتعد طائرة هيليكوبتر عن شاطئ قريب من تل أبيب، تظهر نقطتان سوداوان وسط رقعة مياه زرقاء لا معالم لها. ومع الاقتراب منهما، تظهر منصتان عملاقتان لاستخراج الغاز من باطن البحر المتوسط.
ويقول «يوسي آبو» الرئيس التنفيذي لشركة «ديليك دريلينج» من المقعد الأمامي في الطائرة: «قبل أعوام قليلة، لم يكن هناك أي شيء يمكن أن نراه في هذه المنطقة»، وأشار إلى الشمال قائلاً: «سنبني هناك منصة جديدة، لاستخراج الغاز لصالح مصر وتركيا».
ويبدو الأمر سهلاً من حديث «آبو»، لكنه لن يكون كذلك، إذ إن مدّ مئات الأميال من خطوط الأنابيب تحت البحر المتوسط سيكلف مليارات الدولارات، ويشكل تحدياً تقنياً لكثير من مصمميها، بيد أن هذه المهمة تتضاءل أمام «الهندسة السياسية» المطلوبة لبناء خطوط نفط مستقرة عبر منطقة تنوء بالصراعات.
إمكانات ضخمة
والمنطقة بأسرها من قبرص إلى مصر ولبنان ربما تقبع على أكبر حقول غاز. وتقدر دورية «جيولوجيكال سيرفي» الأميركية أنه من الممكن أن يوجد بها أكثر من 340 تريليون قدم مكعبة من الغاز، وهي كميات يمكن أن تتجاوز الاحتياطات الأميركية المؤكدة، وإن كانت جهات كثيرة في القطاع تعتقد أن حجم الغاز الفعلي ربما يكون أقل بكثير.
وثمة سوق نموذجي قريب لهذه الاكتشافات، موجود في أوروبا الغنية التي تفتقر إلى إمدادات الوقود بشكل كبير، وتستميت من أجل النأي بنفسها بعيداً عن الاعتماد على الغاز الروسي. غير أنه كي تحصل على الغاز فسيتطلب الأمر تعاوناً بين دول لديها تاريخ حافل بالعداء والقتال.
وقال «آموس هوكستين»، الذي عمل مبعوثاً خاصاً لشؤون الطاقة لوزير الخارجية الأميركية السابق «جون كيري»: «إن هذا النوع من الفرص إما أن يستفيد منه الجميع وإما أن يفشل فيه الجميع». وفي حين أقرّ «هوكستين» بما وصفه بـ«العلاقات المعقدة» التي ينطوي عليها الأمر، أكد أنه يمكن التغلب عليها. وقال: «في الماضي كنا ندعو إلى الاستفادة من هذه الفرص الكامنة دون آذان تسمع، وأما في الوقت الراهن، فهناك عدد كافٍ من الناس يدرك الجدوى».
اهتمام متزايد
وبالطبع، يدركون ذلك في مصر، حيث يعتبر حقل «ظهر» اكتشفته شركة «إيني» الأكبر في المنطقة حتى الآن، وهي نقطة تحول أقنعت شركات كبرى أخرى بأخذ الفرص الكامنة شرق البحر المتوسط على محمل الجد. واشترت شركة «بي بي»، التي يوجد لها تاريخ يمتد إلى 50 عاماً من التنقيب عن الغاز وإنتاجه في مصر، حصة 10 في المئة من حقل «إيني» في نوفمبر الماضي.
وبالنسبة إلى الاقتصاد المصري، الذي يعاني بشدة منذ اضطرابات عام 2011 بسبب ضعف الإيرادات من العملات الأجنبية، يمكن أن يكون الغاز منقذاً. فقد اعتادت الدولة أن تكون مصدراً، لكنها اضطرت إلى التضحية بتلك المبيعات لتلبي الاحتياجات الداخلية. وبفضل حقل «ظهر»، تعتزم تخفيض الواردات العام المقبل وبدء التصدير مرة أخرى في 2019.
حل الخلافات
ولتسريع عمليات التنقيب، يقول مصدر دبلوماسي مصري: «إن القاهرة تخلت عن جمودها في التفاعل مع مطالب يونانية بترسيم الحدود المائية في ضوء وجود خلاف يوناني تركي حول نقطتين متمثلتين في جزيرتين في مياه المتوسط».
وأضاف المصدر: «إن القاهرة لم تعد متمسكة بالضرورة بتعليق علاقاتها مع اليونان لحين تسوية الخلافات التركية اليونانية، والأمر هنا لا يتعلق فقط بالعلاقات السيئة بين مصر وتركيا، لكنه يتعلق أيضاً بالمصلحة الاقتصادية لمصر التي تمر بأزمة اقتصادية وتحتاج للسعي نحو الاستفادة من أي آفاق محتملة للثروات الطبيعية خاصة ما يتعلق بالطاقة التي تعاني مصر عدم قدرتها على تلبية احتياجاتها المتزايدة».
وعلاوة على ذلك، بعد أن قضى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء الإسرائيلي سنوات من الخلاف، تم التوصل إلى مصالحة في 2016 دفعتها بصورة جزئية العلاقات المحتملة في مجال الطاقة. وتستورد تركيا الغاز من روسيا وإيران، لكن تذبذبت علاقاتها مؤخراً مع كلتا الدولتين. وكونها في طرف الجانب المتلقي لأنابيب شرق البحر المتوسط سيساعد أردوغان على الترويج لدولته كمحور للمنطقة.
وعيّن أردوغان صهره «بيرات البيرق» وزيراً للطاقة، وأكد مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى أنه يتحدث إلى «البيرق» يومياً عبر تطبيق «واتس آب». ويعمل الدبلوماسي الأميركي السابق «ماثيو بريزا» الآن مديراً لشركة «تيركاس بترول» التركية، التي أجرت محادثات لشراء الغاز الإسرائيلي. ويقول «بريزا»: «إن الاكتشافات في البحر المتوسط يمكن أن تساعد على إنهاء النزاعات طويلة الأمد لا سيما انقسام قبرص».
أزمة قبرص
ومنذ عام 1974، سيطرت على شمال قبرص حكومة معلنة من جانبها فقط تدعمها تركيا. وباءت عدة محاولات لإعادة توحيد الجزيرة بالفشل، لكن محادثات العام الجاري في سويسرا أعادت بث الأمل، ومن الممكن أن يكون الغاز أحد الأسباب.
ومن بين الشركات الحريصة على استكشاف الغاز قبالة سواحل قبرص، الذي سيصبح أسهل بكثير إذا أزيلت العقبات السياسية، «إيني» و«إكسون موبيل» و«توتال».
وتصر تركيا على أن حكومة «قبرص اليونانية» ليس لديها الحق في التصرف في موارد الطاقة بنفسها، بل وأرسلت سفناً حربية صوب الجزيرة لمنع ذلك.
وفي حين أن هناك مشكلات أكبر ينبغي حلها، مثلما يقول «بريزا»، فإنه إذا كان هناك اتفاق في الأفق بشأن توحيد قبرص، فأعتقد أن امتيازات الطاقة المحتملة هي ما يمكن أن يدفع الجانبين إلى التسوية.
ويرى كثير من المحللين أن خط أنابيب تركياً إسرائيلياً يمر عبر قبرص هو الطريقة المثلى لنقل الغاز إلى القارة الأوروبية، ومن الممكن أيضاً أن يتم مده إلى محطات الغاز الطبيعي المسال في مصر، ومن ثم نقله من هناك. وعقد مسؤولون إسرائيليون وآخرون في الاتحاد الأوروبي محادثات بشأن مسار خط الأنابيب الطموح عبر الطريق إلى اليونان.
رهان الشركات
وهناك عدد كبير من الشركات الكبرى التي تراهن على إمكانات الغاز في شرق البحر المتوسط، لكن لم تجد سبيلاً سهلاً للعمل هناك حتى الآن.
و«إيني» و«إكسون» من بين الشركات التي سجلت اهتمامها بالتنقيب قبالة لبنان، وتم تأجيل مزاد على حقوق التنقيب منذ عام 2013، نتيجة الجمود السياسي في الدولة والنزاعات على الحقوق مع إسرائيل، ورغم ذلك، وعدت الحكومة بمحاولة جديدة خلال الشهر الجاري. وفي مصر، ظلت شركة «رويال دويتشه شل» معلقة لسنوات. وأما «نوبل إنرجي»، الشركة الأجنبية الوحيدة التي حاولت مد يدها في إسرائيل، فحققت أموالاً من المبيعات الداخلية، لكن مشاريعها الخاصة بالتصدير قوبلت بشبكة من العقبات القانونية والتنظيمية على مدار أعوام.
وأما الطبيعة الجيولوجية في المنطقة، خصوصاً الخندق الضخم الممتد على طول قاع البحر من الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى تركيا، فستجعل إنشاء خط الأنابيب صعباً، بحسب «سيمون هيندرسون»، مدير برنامج السياسات النفطية لدى «معهد واشنطن». وأشار إلى وجود مخاوف بشأن الأسعار، إذ تؤثر تخمة المعروض العالمي على شهية القطاع تجاه المشاريع باهظة التكلفة.
وعلى الرغم من ذلك، يزداد زخم التفاؤل. وفي ضوء حماستها بسبب حقل «ظهر»، ترى شركة «إيني» أن مصر ستكون مركزاً لمحور يشمل قبرص وليبيا وإسرائيل، ويمكن أن يقدم حلولاً لأمن الطاقة الأوروبي، بحسب الرئيس التنفيذي «كلاوديو دسكالزي».
تحفيز ضروري
ولدفع الشركات والحكومات الإقليمية إلى ذلك المسار ربما يحتاج الأمر إلى تحفيز من قبل قوى كبرى، لا سيما الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وأوضحت «ربيندا شافير»، الباحثة رفيعة المستوى لدى مركز «الطاقة العالمي»، التابع لمعهد أبحاث «المجلس الأطلسي»، في واشنطن، أن هناك بالتأكيد حاجة إلى حشد إرادة سياسية وتجارية. وأضافت: «إن الاتحاد الأوروبي يرى بالفعل أن الغاز في البحر المتوسط (مشروع له أولوية كبرى)، على الرغم من أنه يفتقر إلى الأدوات المالية اللازمة لدفعه قدماً».
ويرى «بريزا» أن الإمكانات يمكن أن تسطر قصة نجاح أخرى في شرق البحر المتوسط، تحاكي نجاح المشروع الذي راقبه من كثب عندما كان سفيراً للولايات المتحدة الأميركية لدى أذربيجان، إذ يمتد خط أنابيب النفط «باكو- جيهان» الذي أنشأته شركة «بي بي» من العاصمة الأذرية عبر جورجيا إلى شاطئ البحر المتوسط في تركيا. وحظي الخط النفطي بدعم أميركي قوي. وكانت النتيجة «نماذج جديدة من التعاون» بين الدول الثلاث، بحسب «بريزا».
وتدفع الولايات المتحدة منذ وقت طويل إلى إعادة توحيد شقي الجزيرة القبرصية، والمصالحة بين إسرائيل وتركيا، التي ساعد «هوكستين» على التوسط فيها. لكن يبقى مستوى اهتمامها في ظل إدارة الرئيس الجديد دونالد ترامب موضع ترقب.
وعندما ساندت الولايات المتحدة خطوط الطاقة في تلك المنطقة، كانت تحاول في كثير من الأحيان تهميش روسيا. بيد أن الرئيس ترامب أكد أنه سيسعى إلى تحسين العلاقات مع موسكو، وبصورة عامة، لن يكترث كثيراً بالعالم الخارجي عندما لا تكون المصالح الأميركية على المحك بصورة مباشرة. غير أن وزير الخارجية الأميركي «ريكس تيليرسون»، الرئيس التنفيذي السابق لشركة «إكسون موبيل»، ليس غريباً على سياسات خطوط أنابيب النفط، مثلما ترى «شافير»، التي تعتقد أن «السيطرة على الطاقة ستكون أولوية له، حتى في عقله الباطن».
*صحفي أميركي متخصص في شؤون الشرق الأوسط
يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
========================
معهد واشنطن :مستقبل الزعامة في المجتمع الشيعي
http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/the-future-of-leadership-in-the-shiite-community
مهدي خلجي
متاح أيضاً في English
7 شباط/فبراير 2017
ثمة دوْران بارزان من المحتمل أن يرثهما قريباً رجل الدين الإيراني ورئيس السلطة القضائية السابق محمود الهاشمي الشاهرودي (من مواليد عام 1948)، هما دور المرشد الأعلى المقبل للجمهورية الإيرانية ودور السلطة الدينية العليا للشيعة. ومما يسهل احتمال حدوث ذلك هو تقدّم المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي في السن حيث أنه في السابعة والسبعين من عمره، شأنه شأن آية الله علي السيستاني الذي يقيم في العراق ويبلغ من العمر السادسة والثمانين، ويعتبر السلطة الدينية الأكثر تقليداً بين الشيعة.
وفقاً للتقاليد الشيعية، ينتمي الشاهرودي إلى نظام يسمح لعدد من آيات الله العمل بشكل مستقل دون أي صلة بمؤسسة ما أو أي تعاون معها. وقد ينطبق مصطلح "الخلافة" على الباباوات الكاثوليك، إلا أنه غريبٌ على الشيعة. فثروة المرجع (مقام عادة ما يعادل مرتبة "آية الله العظمى") وأصوله المادية إلى جانب مزاياه الرمزية كالمكانة الاجتماعية، لا تنتقل إلى أي خليفة محدد، بل أن مساعدي المرجع المتوفي هم الذين يختارون ما بين الاستمرار بتطبيق مراسيمه أو اختيار مرجع جديد من بين العديد من المراجع الذين لا يزالون على قيد الحياة. وهذا يفسر الفراغ الذي تخلفه وفاة مرجع ما والمنافسة المحتدمة التي تنشأ عنها لاستقطاب أتباعه. وإذا كان الشاهرودي سيجذب أتباع السيستاني بشكل أو بآخر، فسوف يكون له بذلك نفوذٌ واسع ليس فقط في إيران والعراق بل عبر الطوائف الشيعية في جميع أنحاء العالم.
وتعزى المكانة الفردية كذلك إلى مكتب المرشد الأعلى. وفي هذه السياق، يمكن مقارنة مكتب الخميني الديني التقليدي الذي كان أيضاً مكتباً سياسياً له، بمكتب خامنئي ذي النطاق الواسع والدرجة العالية من البيروقراطية بما يتضمنه من موظفين يفوق عددهم الأربعة آلاف شخص يتيحون له فعلياً إدارة الحكومة على المستوى الجزئي. لقد مارس كل من الخميني وخامنئي القيادة بأساليب مختلفة للغاية. ففي حين وصل الأول إلى السلطة بصورة طبيعية ودون منازعة وبشكل عفوي في مسار الثورة، جاء انتخاب الأخير بمثابة مفاجأة للكثيرين وبقيت مؤهلاته موضع شك. وفيما يتعلق بخواص الخلافة، قد لا يصل المرشد الأعلى التالي إلى السلطة وفق الإجراء المتبع، سواء أكان الشاهرودي أم غيره، الأمر الذي قد يشكل نقطة تحول في تاريخ الجمهورية الإسلامية.
ومن جهته، لم ينفك خامنئي يبيّن من خلال خطاباته وتصريحاته وممارساته تفضيله لخلَفٍ يتبنى نهجه الثوري إزاء القيادة الوطنية عوضاً عن التوجه نحو سياسات عقلانية استرضائية ودبلوماسية ودية. وثمة إمكانية أن يسعى إلى ضمان تطبيق تفضيلاته الإيديولوجية عبر الاستقالة، إما رسمياً أم غير رسمي، وتعيين خلف له وإشرافه شخصياً على العملية الانتقالية.
ويعرض الإصدار المرفق لهذا البحث باللغة الإنجليزية صورة شاملة عن المرشد الأعلى المحتمل، محمود الهاشمي الشاهرودي، بدءاً من تربيته وتعليمه في مدينة النجف في العراق وحتى مشاركته السياسية وانتقاله إلى إيران بعد الثورة الإسلامية. ويولي البحث اهتماماً خاصاً للأساليب التي أقدم الشاهرودي من خلالها على خطوة انتهازية حين غيّر هويته من زعيم منفي للمعارضة العراقية إلى أحد أنصار آية الله علي خامنئي. وفي السنوات العشر التي شغل خلالها منصب رئيس السلطة القضائية حتى عام 2009، خيّب الشاهرودي آمال كل من انتظر منه تحييد القضاء الإيراني عن السياسة. وعلى العكس من ذلك، تميز جهازه القضائي بكونه أحد الأنظمة الأكثر وحشية واستبداداً في العالم. وفي الوقت نفسه، تنامى توجهه المحافظ في مواقفه الدينية.
وبالنظر إلى رجال الدين الإيرانيين الآخرين الذين ازداد توجههم المحافظ في الدين، فيما تنامى نفوذهم في السياسة في الوقت نفسه - وتحديداً خامنئي - فإن النتيجة بديهية، ألا وهي استبداد مطلق باسم الله.
 مهدي خلجي هو زميل "ليبيتزكي فاميلي" في معهد واشنطن
========================
واشنطن بوست: ماذا طلب أردوغان من ترامب بمحادثتهما الهاتفية؟
http://www.aleqtisady.com/world/tw-361338
ندى ماهر
 اخبار عالمية
واشنطن بوست: ماذا طلب أردوغان من ترامب بمحادثتهما الهاتفية؟ واشنطن بوست: ماذا طلب أردوغان من ترامب بمحادثتهما الهاتفية؟
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا لكل من كريم فهيم وكارن دي يونغ، يقولان فيه إن رئيس تركيا أردوغان والرئيس الأمريكي ترامب تحدثا للمرة الأولى هاتفيا مساء الثلاثاء.
 ويرجح التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، أن يكون أردوغان طلب من ترامب رفض مقترحات البنتاغون، بخصوص تسليح المقاتلين الأكراد في سوريا، والقيام بتسليم رجل دين تركي يعيش في المنفى في بنسلفانيا، وتعده تركيا عدوا للدولة.
ويعلق الكاتبان قائلين إن "ترامب ربما فضل تغيير الموضوع؛ لأن الاستجابة لأي من المطلبين قد تتسبب بمشكلة للإدارة، بحسب المحللين، بالإضافة إلى أنها ستشكل اختبارا للعلاقة بين الرجلين، بعد أشهر من الآمال الكبيرة والمديح المتبادل".
 وتورد الصحيفة نقلا عن بيان مقتضب من البيت الأبيض، قوله إن الرئيسين ناقشا "التزامهما المشترك بمكافحة الإرهاب بأشكاله كلها"، وأن ترامب "أكد دعم الولايات المتحد لتركيا كونها شريكا استراتيجيا وحليفا في حلف الناتو، ورحب بإسهامات تركيا" في الحملة ضد تنظيم الدولة.
ويشير التقرير إلى أن ترامب أثنى خلال حملته للانتخابات الرئاسية على الطريقة التي تعامل بها أردوغان مع الانقلاب الفاشل، الذي صدم تركيا الصيف الماضي، وتحدث بشكل متفائل عن العلاقات الثنائية، وقال لصحيفة "نيويورك تايمز" إنه يأمل من تركيا "فعل الكثير" تجاه تنظيم الدولة، لافتا إلى أن ترامب رفض في المقابلة ذاتها شجب أردوغان لقيامه بحملة مكثفة من الاعتقالات، وفصل من الوظائف، بعد محاولة الانقلاب الفاشلة، بل قال: "أظن أنه من الصعب لنا أن نتدخل في شؤون بلدان أخرى عندما لا نعرف ماذا نفعل، وليست لدينا رؤية سليمة في بلدنا".
 ويلفت الكاتبان إلى أن أردوغان امتدح انتخاب ترامب، ودعاه إلى القيام بزيارة تركيا، وحتى أنه مدح ترامب للطريقة الفظة التي تعامل بها مع أحد المراسلين خلال مؤتمر صحافي قبل عدة أسابيع، مشيرين إلى أن رئيس تركيا تجنب شجب قرار ترامب حظر السفر لأمريكا على رعايا سبع دول غالبيتها مسلمون، بالرغم من أن أردوغان زعيم إسلامي لبلد معظم سكانه مسلمون، وتحدث في الماضي بقوة عن أي انحياز ضد المسلمين.
وتجد الصحيفة أنه عندما يصل الأمر إلى المطالب الضرورية لتركيا فإنه قد يكون من الصعب لترامب أن يبدي أي مرونة، لافتة إلى أن البنتاغون لا يزال على بعد أسابيع من إنجاز المراجعة التي طلبها ترامب لاستراتيجيته في هزيمة تنظيم الدولة في العراق وسوريا.
 وينوه التقرير إلى أن القادة العسكريين ضغطوا كثيرا على الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما ليسلح المقاتلين الأكراد في شمال سوريا بشكل مباشر؛ ليقوموا بهجوم نهائي على الرقة، التي تعد عاصمة تنظيم الدولة، حيث حذرت تركيا طيلة الوقت من أنها تعد الأكراد السوريين مثل حزب العمال الكردستاني، الذي تعده كل من تركيا وأمريكا حزبا إرهابيا، مشيرا إلى أن أوباما ترك القرار في موضوع الأكراد لترامب، مع الإشارة إلى أن تلك الخطط تعتمد على قرار سريع.
ويذكر الكاتبان أن مستشاري ترامب لم يستبعدوا اللجوء للخطة العسكرية، لكنهم طلبوا من البنتاغون البحث في خيارات أخرى، بما في ذلك احتمال إشراك قوات تركية مع قوات عربية، يعززها وجود عسكري أمريكي أكبر في سوريا.
 وترجح الصحيفة أن يواجه ترامب صعوبة في طلب أردوغان من الولايات المتحدة تسليم رجل الدين المنفي فتح الله غولن، الذي تتهمه تركيا بالوقوف خلف محاولة الانقلاب، منوهة إلى أن المسؤولين الأتراك تشجعوا عندما نشر مستشار ترامب للشؤون الأمنية مايكل فلين، مقالا يوم الانتخابات، وصف فيه غولن فيه بـ"الراديكالي"، وقال إنه يجب على الولايات المتحدة "عدم منحه ملاذا آمنا".
وبحسب التقرير، فإن "القرار فيما إذا كانت الأدلة التي قدمتها تركيا كافية لتبرر تسليم غولن يعود لوزارة العدل، وحتى لو نسبت الوزارة بذلك، فإن القرار النهائي في يد المحكمة الفيدرالية، حيث لغولن الحق في معارضة التسليم والاستئناف إن خسر، وهذه عملية تأخذ أشهرا إن لم تكن سنوات، وقد أنكر غولن أداء أي دور في محاولة الانقلاب".
 وينقل الكاتبان عن المحلل التركي سميح إيديز، الذي يكتب لموقع "مونيتور" الإخباري، قوله إن تركيا تركت "أسئلة كثيرة معلقة"، حول مقترحها البديل للمقاتلين الأكراد، بما في ذلك عدد الجنود الأتراك الذين يجب حشدهم لاستبدالهم.
وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالقول إنه مع ذلك، فإن أي طلبات تم طرحها خلال مكالمة الثلاثاء قد تساعد أردوغان، حيث يقول إيديز: "إن هناك رأيا عاما يجب إشباعه.. ويجب أن يظهرا بأنهما يحاولان جهدهما".
========================
الصحافة العبرية والتركية :
يديعوت 8/2/2017 :بشار الأسد مطمئنّ… وهو يعرف لماذا؟
http://www.alquds.co.uk/?p=671913
 
بعد أسبوع من اليوم العالمي للهولوكوست، إنكشف مشروع إبادة على مسافة كيلو مترات غير بعيدة عن دولة إسرائيل، والعالم مرة أخرى يسكت. فلا نوهم رجاء أنفسنا. هذا حصل، هذا يحصل وهذا سيحصل. كل الأحاديث عن «لن يتكرر أبدا» تنكشف كتصريحات عابثة. فمن يهمه الأمر؟
يوم الإثنين الماضي فقط، جلس أعضاء برلمان من بلجيكا مع الرئيس السوري بشار الأسد، الذي أدار المسلخ في ضواحي دمشق. ليس له ما يقلقه. لن يتغير شيء. وفي الأسبوع التالي أيضا جلسوا معه. ووفد آخرعلى الطريق. عندما ارتكب مذبحة بحق أبناء شعبه بالسلاح الكيميائي، نال تهديدات من جانب رئيس القوة العظمى الأقوى في العالم. هذا سيكون الخط الأحمر، حذر حينها باراك أوباما. الخط الأحمر تم تجاوزه. وأوباما اكتفى باتفاق لنزع السلاح الكيميائي برعاية روسية. كان واضحاً منذ ذلك الحين بأن هذا الإتفاق لا يساوي الورق، الذي كُتب عليه. مرت أشهر غير كثيرة، وإذا بالسلاح الكيميائي يستخدم مرة أخرى. ولم يسجل في واشنطن أي رد فعل. إذاً العالم يسكت.
منذ عشرات السنين والعالم يسكت. منذ الكارثة وهو لا يكف عن السكوت. العالم سكت في «بيافرا»، العالم سكت في رواندا، العالم سكت ويسكت أمام القتل في دارفور. العالم يسكت في ضوء حقيقة أنه كل سنة، في السنوات الأخيرة، يقتل «الجهاد» العالمي نحو 25 ألف شخص في المتوسط.

هذا ليس الأمر نفسه. لأن هذه المرة، قرب دمشق، يدور الحديث عن شيء هو الأقرب إلى معسكر الإبادة. ليس مُخرباً انتحاريا. ليس مؤدلجاً متزمتاً. ليس جُنوناً دينياً. ليس حرباً يصاب فيها مدنيون أيضا. هذه المرة يدور الحديث عن مشروع إبادة من قبل حكم علماني. ولكن بشار مطمئنّ. وهو يعرف لماذا.
في مراكز المعسكر التقدمي في أوروبا وفي الولايات المتحدة سيبقى السكوت. فهذا لا يهم رجال الأخلاق إذا كان «جهاديون» هم الذي يذبحون عشرات الآلاف الأبرياء أم حكم عربي فتح مشروعاً لإبادة آلاف المعارضين.
هذا لا يهم، لأن هؤلاء هم عرب ومسلمون يقتلون عربا ومسلمين. إذن من يهمه الأمر. الضمير يجب أن يبقى لحملة أخرى ضد اسرائيل، التي تحاول أن تدافع عن نفسها أمام الجهاد والجنون. وعلى المظاهرات الكبرى أن تركز على الفلسطينيين، الذين كانت الأغلبية المطلقة من أهالي الشرق الأوسط وأفريقيا «سيبيعون أمهم كي يكونوا مكانهم»، كما قال، للحظة، الفيلسوف المناهض لإسرائيل سلافو جيجك، قبل أن يواصل التحريض ضد إسرائيل.
إسرائيل يمكنها، وربما هي حتى ملزمة  أخلاقيا بان تقيم معسكر لاجئين قرب الحدود مع سوريا، كي تقيم فيه كل من حياته مهددة بالخطر. من لا يمكنه أن يهرب باتجاه تركيا أو الاردن، ويكل من يوجد في خطر ، ينبغي أن نوفر له ملجأً مؤقتاً. كما ينبغي أن نتذكر أيضا أن كل شيء تفعله الأنظمة العلمانية أو الجهادية لأبناء شعوبها، تفعله، بشهية مضاعفة، لليهود أيضا. هكذا إذن ينبغي أن نكون إنسانيين. هذا واجب أخلاقي. وفي الوقت نفسه أن نكون أقوياء أيضاً، أقوياء جداً.
 
بن درور يميني
يديعوت 8/2/2017
========================
صحيفة حرييت  :سيتم تأسيس عالم جديد وستكون تركيا فيه
http://www.turkpress.co/node/30822
فيردا أوزير - صحيفة حرييت - ترجمة وتحرير ترك برس
إنني على يقين تام بأنكم تشعرون بالشيء ذاته:
إذ تبدو بعض الأحداث وكأنها تجري بسرعة أكبر من غيرها. فالبعض منها يجري وفق طريق محدد وأكثر ثباتًا، بينما تتسارع وتيرة التغيير لدى البعض الآخر. وبالتالي تتزاحم جميعها. حتى يصعب على الإنسان فهم ما يجري وتفسيره.
وهذا ما نشهده مؤخرًا. من خلال دفع خطابات الرئيس الأمريكي الجديد المنتخب وسياساته العالم أجمع إلى الزاوية المقابلة. والأمر نفسه ينطبق على أوروبا. بسبب مضي اليمين المتطرف قدمًا. وتدهور الاتحاد الأوروبي تدريجيًا خاصة بعد خروج بريطانيا منه.
وفيما يتعلق بمنطقتنا، فإن الوضع لا يدعو للتفاؤل على الإطلاق. نتيجة تقسيم العراق وسوريا. وتغلغل التغيير الحاصل هناك إلى الداخل عبر حدودنا سواء شئنا أم أبينا.
وإزاء هذا الوضع ينبغي علينا العمل من أجل فهم ما يجري أولاً. ومن ثم طرح الأسئلة التالية: كيف سيؤثر هذا التغيير العالمي علينا؟ وما هو موقعنا في هذه المعادلة؟ وكيف باستطاعتنا اختيار الموقع الأفضل لنا؟ أي كيف بإمكاننا جعل الأمور تسير لمصلحتنا؟  
نـظـام عـالـمـي جـديـد
دعونا نلخص الأحداث الجارية في العالم باختصار شديد أولًا:
- تخطيط ترامب لتقليص الالتزامات الدولية الأمريكية إلى أدنى مستوى عبر النهج القومي والوقائي. وذلك بالانسحاب من الاتفاقات التجارية الدولية وتدعيم حدودها أمام المهاجرين.  
وتحدي الصين الناشئة كقوة عظمى مستقبلاً مع صدور تلميحات عن تعاون وثيق مع روسيا. وبناء عليه يسعى ترامب إلى إضعاف روسيا والصين عبر خلق التصدعات بينهما.
- تهدف سياسة ترامب في سوريا إلى تحميل روسيا ودول المنطقة عبء الإخفاق. كما يرغب في تقليص الوجود العسكري الأمريكي في العراق. ولهذا فإن جميع الاحتمالات ستؤدي إلى تنفيذ عمليات كبيرة من نوع الكر والفر ضد داعش.
- أما أوروبا فقد بدأت بالإنهيار حتى قبل تولي ترامب منصبه. إذ يتوقع فوز اليمين المتطرف في الانتخابات العامة في هولندا بعد 6 أسابيع، والانتخابات الرئاسية في فرنسا التي ستجرى بين شهري نيسان وأيار. ومن المتوقع اتخاذ هذه الدول قراراً بالخروج من الاتحاد الأوروبي على غرار بريطانيا.  
وبجميع الأحوال فقد أدى تولي ترامب إلى تأجيج ذلك التوجه اليميني المتطرف الموجود أصلاً في أوروبا. وأمام هذا الوضع الذي آل إليه الاتحاد الأوروبي، لم يبقى سوى ألمانيا. أما بريطانيا، يبدو أنها ستولي أهمية كبرى بالروابط الثنائية بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي مع الحفاظ على علاقاتها التقليدية مع الولايات المتحدة الأمريكية.      
- إضافة إلى وصف رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك الرئيس ترامب "بالتهديد الوجودي" على الاتحاد الأوروربي. مما أدى إلى زيادة الشرخ بين الدول ذات الميول الليبرالية والاشتراكية نسبياً، والمدافعة حتى الآن عن الانسجام داخل الاتحاد الأوروبي، مع سياسة اليمنيين المتطرفين الشبيهة بسياسة ترامب في أوروبا.     
ولهذا تشير الأحداث السابقة جميعها إلى بدء انهيار المؤسسات الدولية وفي مقدمتها حلف الناتو.
مـا سـتـفـعـلـه تـركـيـا
باختصار، ليس بوسع تركيا القيام بالكثير في هذه المعادلة الجديدة في ظل فقدان التوازنات العالمية بشكل فعلي. وإن كان واضحًا للغاية.
ومن المستحيل أيضًا انتظار حدوث تطور على المدى المتوسط في هذه العلاقة بينما يخوض الاتحاد الأوروبي حرب وجود داخله. والأمر نفسه ينطبق على المؤسسات الدولية الأخرى. ولهذا ينبغي التركيز على العلاقات الثنائية مع الدول وبخاصة بريطانيا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية. وبجميع الأحوال تسعى بريطانيا إلى عقد اتفاقيات تجارية ثنائية جديدة بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي.
في حين تعد ألمانيا الدولة الأهم التي بإمكاننا إقامة شراكة معها. لأنه من الضروري بالنسبة إلى نظام القيم التي تمثله والمظلة الأمنية التي توفرها مواصلة علاقاتنا مع التحالف الغربي لتشكل قاطرة للاتحاد الأوروبي وحلف الناتو في المرحلة الجديدة وعن طريق السياسة المعتدلة للمستشارة ميركل تجاه المهاجرين.   
وشئنا أم أبينا سيؤدي ذلك إلى تغيير سياستنا تجاه العراق وسوريا. ويقصد بذلك روسيا وبقاء نظام دمشق. والاحتمال الأهم هو تفضيل ترامب التعاون مع روسيا والأسد، بدلاً من حزب الاتحاد الديمقراطي/وحدات حماية الشعب الكردي.
مما يمثل فرصة جديدة بالنسبة إلى أنقرة: لأنها ستؤدي إلى التفاوض مع ترامب وتقليص دور ومجال نفوذ حزب الاتحاد الديمقراطي/وحدات حماية الشعب الكردي، وسيعزز بالمقابل من التعاون مع روسيا ونظام دمشق، مع إمكانية البحث عن صيغة ستجر الحلفاء الذين ندعمهم إلى نطاق ضيق. وسيتطلب منا التفاوض مع نظام الأسد وتقليص دعمنا لهؤلاء الحلفاء.
ومما لاشك فيه أن الهدف من ذلك عدم تقاطع مصالحنا بالكامل مع روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، والمتعلقة بالمواضيع الحرجة مع ترامب، ومسألة "الإسلام المعتدل" وحزب الاتحاد الديمقراطي/وحدات حماية الشعب الكردي وعدم التغاضي عنه بالكامل، والمواضيع التشاؤمية مع روسيا، والمعارضة السورية. وبناء عليه لابد من موازنة المواضيع الحرجة لنا مع شريك آخرعبر سياسة التوازن تلك.
========================
الصحافة الروسية :
إيزفيستيا : المعارضة السورية تحارب بعضها بعضا
http://www.syriantelegraph.com/?p=161262
أشارت صحيفة “إيزفيستيا” إلى أن المباحثات في أستانا أفضت إلى اشتباكات مسلحة بين المعارضين–الإسلامويين.
جاء في المقال:
اندلعت اشتباكات عنيفة في محافظة إدلب السورية بين المتطرفين والمعتدلين الإسلامويين. ووفقا لمعلومات شبكات التواصل الاجتماعي، فإنها أسفرت عن مقتل زهاء 100 مسلح. وخوفا من القضاء عليها، تحاول مجموعات صغيرة كثيرة الالتحاق بصفوف المعسكر “المعتدل”. وفي غضون ذلك، يقوم الطيران الحربي الأمريكي والقوة الجو-فضائية الروسية باصطياد قادة “جبهة النصرة” السابقة من الجو.
إن التوتر، الذي كان يتصاعد طيلة شهر يناير/ كانون الأول بين المجموعات الإسلاموية من المعارضة السورية، تحول في النهاية إلى حرب داخلية فيما بينها في محافظة إدلب، التي انسحب إليها المسلحون الناجون بعد هزيمتهم في حلب. وفي يوم 03/02/2017، اندلعت الاشتباكات المسلحة إلى الغرب من حلب، حيث هاجم مسلحو “هيئة تحرير الشام” (“جبهة فتح الشام” و “جبهة النصرة” سابقا) مواقع “الجيش السوري الحر”. وكانت الاشتباكات قد اتسعت لتشمل مساحات بالقرب من محافظة إدلب في 30-31 يناير/كانون الثاني، حيث استخدم المسلحون فيها الأسلحة الثقيلة. وهاجموا تنظيم “جيش المجاهدين”، الذي لم يخش إرسال ممثلين عنه إلى محادثات أستانا، وساندته المجموعات “المعتدلة” الأخرى.
ولا يوجد في إدلب خط جبهة بالمعنى التقليدي، وتدور الاشتباكات هناك بصورة متقطعة، ويعتمد الفرقاء في الحرب ضد بعضهم بعضا أسلوب الغزوات الخاطفة، وإقامة نقاط وحواجز وكمائن والغارات عليها، وعمليات اغتيال قادتهم بعضا ضد بعض، لذا يبقى من الصعب الحصول على معطيات دقيقة حول الخسائر البشرية في صفوف الأطراف المتصارعة. غير أن بعض المصادر تؤكد أن حصيلة الاشتباكات الأخيرة زادت عن 100 قتيل من المسلحين.
ويجب القول إن المجموعات الإسلاموية، التي تتصارع الآن فيما بينها، كانت في السابق تشكل القوة الضاربة الرئيسة للمعارضة السورية المسلحة، حيث انضم إلى تنظيم “هيئة تحرير الشام” ما يقارب 16 مجموعة. بينما انضم إلى تنظيم “أحرار الشام” مسلحون من 12 فصيلا عسكريا، ويساند “الجيش السوري الحر” تنظيم “أحرار الشام”. وفي حصيلة الأمر، ووفقا لمعطيات مصادر كردية، يوجد لدى كل تحالف إسلاموي نحو 20 ألف مسلح، ولكن كفة الميزان تبقى تميل إلى مصلحة تنظيم “هيئة تحرير الشام” الأكثر تطرفا وعدوانية.
وكان الإسلامويين قد سيطروا على مدينة إدلب في مارس / آذار 2015. وكانت تندلع سابقا فيما بينهم اشتباكات مسلحة؛ ولكن “العامل الاقتصادي” كان السبب الجوهري والأساس في هذه الصراعات، وعلى قاعدة – من سيحصل على حصة أكبر من المال، الذي يرسله الرعاة الخارجيون للحرب؟ بيد أن جوهر الصراع الحالي يتلخص في حقيقة أن العديد من هذه المجموعات يرتبط في المقام الأول بتركيا، وفي الوقت الراهن تحاول هذه المجموعات النأي بنفسها عن “الجهاديين” والبرهنة على “اعتدالها”. وتلعب دورها أيضا الغارات الجوية التي يشنها الطيران الحربي الروسي والأمريكي وعمليات الاصطياد الجوي للمتطرفين.
هذا، ويحدد تنظيم “أحرار الشام” وضعه كاتحاد للإسلامويين-القوميين المعتدلين. كما أن هذا التنظيم لم يدرج في قائمة “المتطرفين” الروسية حتى لا يتعرض للقصف الروسي الجوي. وفي الوقت نفسه، اتخذ موقفا محايدا تجاه مفاوضات أستانا، ولكن من دون أن يرسل ممثلين عنه إلى العاصمة الكازاخستانية. في حين أن هيكل “جبهة النصرة” السابقة يتكون من “الجهاديين”–الأمميين، ولا تريد أن تسمع كلمة عن أي تسوية مع دمشق، وتعتزم مواصلة القتال حتى النهاية.
يقول المستشرق ليونيد إيسايف من المدرسة العليا للاقتصاد إن المفاوضات الثلاثية (روسيا، إيران، تركيا) أدت الى انخراط المجموعات الموالية لتركيا وبخاصة “الجيش الحر” في إدلب في مواجهة مع التنظيم المتشدد “هيئة تحرير الشام”. وبما أن قدرات “الجيش الحر” محدودة، وأن الأتراك مشغولون في مجابهة تنظيم “داعش” في منطقة الباب، فإن أنقرة تتمنى كثيرا أن يقوم تنظيم “أحرار الشام ” بتقديم المساعدة إلى “الجيش الحر”. لكن “أحرار الشام” يفضلون الانتظار ولم يهرعوا لنصرة “الجيش الحر”.
ويضيف إيسايف أن “أحرار الشام” تنظيم يتصف بالحذر الشديد، وقد انضم إلى المصالحة لكيلا يتعرض للقصف الجوي الروسي، وفي الوقت نفسه لم يرسل ممثلين عنه إلى مفاوضات أستانا. وعلى الرغم من أنه يتلقى معوناته عبر الحدود التركية، فإنه موالٍ للسعودية. لهذا إذا أردنا استخدام “أحرار الشام” ضد “جبهة النصرة”، فعلينا اولا الاتفاق مع الرياض”، كما أكد إيسايف.
أما بالنسبة إلى الجيش الحكومي السوري، فهو ليس في عجلة من أمره للتدخل في الأحداث التي تدور في إدلب. هذا، إضافة إلى أن قطعاته العسكرية الأكثر فعالية مشغولة في مقاطع أخرى من جبهة القتال. وبصورة عامة، فإن دمشق راضية جدا، لأن المسلحين يبيدون بعضهم بعضا.
========================
إزفستيا: دي ميستورا قد يتنحى قريبا
http://www.aljazeera.net/news/international/2017/2/8/إزفستيا-دي-ميستورا-قد-يتنحى-قريبا
نقلت صحيفة إزفستيا عن مصادر دبلوماسية روسية أن المبعوث الأممي إلى سوريا ستفان دي ميستورا قد يقدم استقالته من منصبه عقب الجولة القادمة من مفاوضات جنيف حول سوريا المقررة في العشرين من الشهر الجاري.
وقالت المصادر للصحيفة إن جهات كثيرة لها علاقة بالأزمة السورية لا يعجبها أداء دي ميستورا، بما فيها روسيا والنظام السوري وحتى المعارضة السورية.
وأعلن دي ميستورا في أول فبراير/شباط الجاري عن تأجيل محادثات جنيف الرامية إلى التوصل لتسوية للأزمة السورية إلى يوم 20 من الشهر نفسه.
وأوضح أن سبب التأجيل هو إعطاء فرصة لإنجاح عملية سلام تمضي على مسار منفصل بقيادة روسيا وتركيا وإيران.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يدور فيها الحديث عن احتمال استقالة دي ميستورا، ففي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي نشرت صحيفة (الحياة) التي تصدر في لندن نقلا عن مصادر دبلوماسية في الأمم المتحدة، أن المبعوث الأممي أبلغ الأمين العام حينها بان كي مون بأنه ينوي التنحي عن منصبه لأسباب شخصية.
غير أن الأمم المتحدة نفت صحة التقرير قائلة إن الرجل "ما يزال منخرطا في أداء مهمته".
وكان دي ميستورا البالغ من العمر 69 عاما قد عيّن في منصبه في يوليو/تموز 2014 للمساعدة في التوصل إلى حل سلمي يضع حدا للصراع الذي ظل يمزق سوريا منذ عام 2011 وأودى بحياة مئات الألوف من الناس.
وسبق لمبعوثين أممين آخرين أن استقالا من هذا المنصب، هما الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان، ووزير خارجية الجزائر السابق الأخضر الابراهيمي.
========================
الصحافة البريطانية :
الغارديان :مديرة "أمنستي" تعلق على تقرير المنظمة حول "مسالخ" الأسد
http://arabi21.com/story/983780/مديرة-أمنستي-تعلق-على-تقرير-المنظمة-حول-مسالخ-الأسد#tag_49219
نشرت صحيفة "الغارديان" مقالا لمديرة منظمة "أمنستي إنترناشونال" كاتي ألان، تساءلت فيه عما يمكن أن نكشفه عن جرائم رئيس النظام السوري بشار الأسد، بعد التقرير الذي نشرته المنظمة يوم الثلاثاء، تحت عنوان "مسلخ بشري: شنق جماعي وإبادة" في سجن صديانا، سيئ السمعة.

وتقول الكاتبة في مقالها، الذي ترجمته "عربي21"، إن ما كشفه التقرير يستعصي على الوصف، لكن الجرائم مرعبة وحقيقية، واصفة فظائع النظام، التي تضم تسوية البنايات بالتراب، والحصارات، والهجمات الكيماوية، وتقول إن منظمتها كشفت عن "برنامج إبادة" في أحد سجون النظام العسكرية، الذي كان يقتل فيه ما بين 20 إلى 50 شخصا في الليلة.
وتضيف ألان أن "الصور والشهادات مثل مشاهدة فيلم رعب فظيع يستعصي على الوصف، تمنيت لو لم تحدث، لكنني جلست وتحدثت مع أحد ضحايا صديانا الناجين، وأعرف أنها حقيقية ومرعبة، حيث جمعت (أمنستي) شهادات من 31 معتقلا سابقا في صديانا، بالإضافة إلى حرس سابقين، ونعتقد أن ما بين 5 آلاف إلى 13 ألفا شنقوا في السجن، منذ بداية الثورة ضد الأسد، وربما أكثر".
وتشير الكاتبة إلى أنه بالإضافة إلى مشاهد الموت، فإن المعتقلين السابقين وصفوا الضرب السادي، والتجويع، والأمراض، وقالوا إن مسؤولي السجن غالبا ما كانوا يقطعون الطعام والمياه عن المعتقلين، وكانوا يمنعون المعتقلين من إصدار صوت، أو التحدث، ولا حتى الهمس أثناء جلسات التعذيب
وخصصت "الغارديان" افتتاحيتها لموضوع التقرير، حيث قالت إن وحشية النظام فاجأت حتى السوريين، الذين اعتقدوا أنهم شاهدوا الأسوأ، مشيرة إلى أنه ورد في شهادة سجين سابق قوله: "في كل مرحلة تكتشف أن المرحلة التي انتهت أفضل من القادمة، وتبدأ بالقلق حول المرحلة المقبلة".
وتلفت الصحيفة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تصدر فيها المنظمة الدولية تقريرا عن السجن سيئ السمعة، الذي وصفه سجين آخر نجا منه بأنه "أسوأ بقعة على وجه الأرض".
وتنوه الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إلى أن التقرير يكشف عن حجم الخسارة البشرية في السجون خلال الخمس سنوات الماضية من الحرب الأهلية، مشيرة إلى أنه لا يوجد هناك سبب يدعو إلى الاعتقاد بأن هذه الممارسات قد توقفت بعدما لم يعد للمخبرين الذين تعاونت معهم منظمة "أمنستي" قادرين على الاتصال داخل السجن
وبحسب الصحيفة، فإن الإعدامات جرت بعد محاكمات سريعة لم تستغرق سوى دقائق معدودة، ودون وجود محامين، وقامت على اعترافات "تم انتزاعها" تحت وطأة التعذيب.
وتعتقد الافتتاحية أن تقرير المنظمة الحقوقية يعد بمثابة تقريع للدول الثرية التي تتعامل مع المهاجرين السوريين على أنهم تهديد.
وتختم "الغارديان" افتتاحيتها بالقول إن "محاكمة الأسد في النهاية تظل احتمالا بعيدا، لكنها ضرورية لسببين؛ فضحاياه في صديانا وغيره يستحقون العدالة، أما الثاني فيجب ردع الديكتاتوريين في المستقبل عن ارتكاب الجرائم".
========================
الغارديان: حافلات من حلب تثير غضب اليمين في درسدن
http://arabi21.com/story/983814/الغارديان-حافلات-من-حلب-تثير-غضب-اليمين-في-درسدن#tag_49219
نشرت صحيفة " الغارديان" تقريرا لمراسلها في مدينة درسدن فيليب أولترمان، يعلق فيه على الانقسام المرير بين سكان المدينة حول الوضع في مدينة حلب، الذي أدى إلى نصب حافلتين مقلوبتين رأسا على عقب، ما أدى إلى نقاش حاد في المدينة بين اليمين واليسار.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن أهمية هذا النقاش تنبع من أن المدينة دمر معظم بنيانها أثناء الحرب العالمية الثانية، لافتا إلى أنه بالنسبة لبعض سكان درسدن، فإن البرج المكون من حديد صدئ ليس إلا محاولة لحرف الأنظار عن جمالية وسط المدينة، وبالنسبة للآخرين فإنه دعوة جريئة للتذكر بأن المدينة ذاتها كانت أنقاضا وركاما ليس في زمن بعيد.
ويلفت الكاتب إلى النصب الجديد الذي كشف عنه في المدينة الواقعة شرق ألمانيا، وأطلق عليه اسم "نصب"؛ من أجل إعادة خلق الصور الأكثر سريالية من الحرب الأهلية السورية، حيث تم نصب ثلاث حافلات بطريقة عمودية في حلب؛ من أجل وقف رصاص القناصة.
وتذكر الصحيفة أن الفنان السوري الألماني مناف حلبوني (32 عاما)، قام بتركيب النصب أمام الكنيسة المشهورة "فراون كيرش"، وذلك قبل أسبوع من الذكرى الـ72 على بداية الحرب العالمية الثانية، التي قام من خلالها الحلفاء بالقصف، ودمروا معظم المدينة، وقتل جراء ذلك أكثر من 25 ألفا من السكان معظمهم مدنيون.
ويستدرك التقرير بأن البعض في درسدن اعتبروا أن منظر الحافلات استفزاز، ومحاولة لمنع تظاهرة نظمتها الحركة المعادية للإسلام "بيغيدا"، التي استخدمت ساحة "نيوماركت" نقطة للاحتشاد والتعبئة.
ويورد أولترمان أن حركة البديل اليمينية المتطرفة شجبت في بيان لها العمل الفني لحلبوني، وقالت إنه عبارة "عن إساءة استخدام حرية الفنان"، مشيرا إلى أنه تم تصميمه خصيصا "لازدراء سكان درسدن، ودفع (بيغيدا) بعيدا عن الحاجز" أي النصب، حيث يغطي علامة إعادة وحدة ألمانيا بقطع من الحديد.
وتنوه الصحيفة إلى أن عملية افتتاح النصب قادت إلى مشاهد مضطربة، حيث تدافع المعارضون للنصب والمؤيدون له وبأعداد كبيرة أمامه، لافتة إلى أن صوت الجماهير غطى على كلمة عمدة المدينة ديرك هيلبرت، حيث سخروا منه وأطلقوا صرخات الاستهجان، قائلين له: "اذهب من هنا".
وبحسب التقرير، فإن حلبوني هاجم بيان حزب البديل، الذي وصفه بأنه "متجول بلا جذور"، وقال ساخرا إن حزب البديل محق في كونه دون جذور؛ "لأن الحرب حرمتني من طفولتي، وقتلت أصدقاء شبابي وشردتهم في أنحاء الأرض كلها"، وأضاف حلبوني: "منذ ذلك الوقت أنا في حالة ترانزيت؛ لأنني أشعر أن الناس يجدون صعوبة في تقبلي بصفتي ألمانيا".
ويبين الكاتب أن والد مناف السوري قابل والدته الألمانية عندما كان طالبا يدرس الهندسة المعمارية، وانتقل الاثنان إلى دمشق عام 1979، حيث ولد مناف، وظل يعود إلى ألمانيا في شبابه، لافتا إلى أنه لا يزال يتذكر كنيسة "فراون كريش" عندما كانت دمارا، ويعمل منذ عام 2009 من مدرسة الفنون الجميلة في المدينة.
وتنقل الصحيفة عن ناشط متطرف على صفحة "فيسبوك"، قوله إن العمل الفني هو محاولة مقصودة لفضح سكان درسدن، والتقليل من معاناتهم، وكتب قائلا: "منذ انهيار الجدار يسمح لنا بأن نكون جناة لا ضحايا".
ويفيد التقرير بأن عمدة المدينة هيلبرت، وهو عضو في الحزب الليبرالي، تلقى هذا الشهر تهديدا بالقتل، بعدما انتقد محاولات خلق "أسطورة الضحية"، قائلا إن درسدن "لم تكن مدينة بريئة"، مشيرا إلى أن داعمي العمدة يقولون إن الحزب الليبرالي حصل على تمويل لبناء نصب تذكاري داخل كنيسة "بوسمان" الذي ستكتب عليه أسماء 19 ألف ضحية من ضحايا الغارات أثناء الحرب العالمية.
ويقول أولترمان إن متحف الفن المعاصر المشرف على نصب حلبوني يقوم بالتحضير لمعرض يروي معاناة الفارين من بولندا أثناء الحرب، مشيرا إلى أن رافعات قامت يوم الاثنين برفع الحافلات التي جاءت من بيروت، حيث صرخ قال أحد السكان: "هذا أمر تافه وفضيحة كبيرة"، وأضاف: "انتظر وشاهد ماذا سيحدث في الأسابيع المقبلة".
وتختم "الغارديان" بالإشارة إلى قول أحد المشرفين على النصب إن الحافلات تساعد الجيل الجديد على التعامل مع الرعب والدمار اللذين تسببت بهما الحرب.
========================
الغارديان: جرائم صيدنايا تكشف انحطاط نظام الأسد
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2017/2/8/غارديان-جرائم-صيدنايا-تكشف-انحطاط-نظام-الأسد
علقت غارديان على تقرير منظمة العفو الدولية بشأن سجن صيدنايا السوري السيئ السمعة بأن كل يوم يمر منذ اندلاع الثورة السورية يتزحزح الغطاء أكثر فأكثر ليكشف لنا عن كم السفالة والانحطاط الهائل لنظام الأسد في الاستخدام الممنهج للتعذيب ضد المعارضين والوابل المتكرر للبراميل المتفجرة والأسلحة الكيميائية التي تسقط على المدن السورية والتقارير الواردة عن قتل فوري للمدنيين كما حدث في آخر معاقل المعارضة بعد سقوط حلب.
وأشارت الصحيفة في افتتاحيتها إلى أن قبح وشراسة هذه السفالة فاجأت حتى السوريين أنفسهم الذين ظنوا أنهم تحملوا ما لا طاقة لأحد به، "وفي كل مرحلة ينكشف فيها الغطاء أكثر تكتشف أن ما فات كان أهون ويبدأ القلق مما هو آت"، كما قال أحد الذين كانوا محتجزين في سجن صيدنايا، الذي وصفه نزيل آخر بأنه "أسوأ مكان على الأرض".
ورأت غارديان أنه ليس هناك سبب يدعو للاعتقاد بأن مثل هذه الممارسات توقفت عندما انقطعت المعلومات عن المنظمة الحقوقية التي تقول الآن إن نحو 13 ألف معارض للنظام شنقوا سرا في هذا السجن خلال السنوات الأولى للحرب الأهلية، إذ من المرجح أن السجناء لا يزالون ينامون على صوت الرجال الذين يختنقون حتى الموت في قبو السجن.
واعتبرت الصحيفة التقرير الأممي انتقادا قويا لأولئك الذين يعتبرون ملايين السوريين اللاجئين أكثر قليلا من مجرد ازعاج أو تهديد، رغم أنه يجب أن لا يكون هناك الآن حاجة لمثل هذه التذكرة بالواجب الأخلاقي للدول الأكثر ثراء لتقديم الملاذ والدعم لهؤلاء البؤساء بدلا من منعهم، وهذه التدابير هي أقل المطلوب.
وأضافت أن المحاسبة والعدالة مطلوبة أيضا مهما كانت صعبة المنال مع الشهادات الواردة من سجن صيدنايا التي تعزز من لائحة الاتهام الطويلة ضد الأسد.
وختمت الصحيفة بأن محاكمة الأسد في نهاية المطاف احتمال بعيد، لكنها تظل ضرورية لسببين: أن ضحاياه في سجن صيدنايا وفي غيره من الأماكن يستحقون العدالة، وأن عتاة الطغاة أعداء المستقبل يجب ردعهم.
========================