الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 9/12/2017

سوريا في الصحافة العالمية 9/12/2017

10.12.2017
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية والفرنسية :  
الصحافة العبرية والتركية :  
الصحافة الامريكية والفرنسية :
فورين بوليسي تكشف وجود خلافات بين روسيا وإيران حول سوريا
كشفت مجلة فورين بوليسي عن خلافات عميقة بدأت تطفو على السطح بين روسيا وإيران أثناء قمة سوتشي التي جمعت رؤساء روسيا وتركيا وإيران.
واعتبرت المجلة أن القمة جاءت للتأكيد للدول الثلاثة في سوريا، ولكن أثناء المؤتمر ظهرت الاختلافات بين الحرس الثوري الإيراني والرئيس الإيراني حسن روحاني، وفي النتيجة ظهرت الخلافات الموجودة بين إيران وروسيا.
وأضافت أن جميع المشاركين في مؤتمر سوتشي أكدوا سيادة سوريا على أراضيها، ولكن إيران هذه المرة تنظر لسياسات روسيا بعين الشك، بسبب مكالمات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الهاتفية قبل بداية القمة مع قادة الدول التي تحسبها إيران أعداء ومعارضين لها مثل المملكة العربية السعودية، الولايات المتحدة الأمريكية، بعض الدول الخليجية وإسرائيل.
ومن خلال متابعة الإعلام الإيراني، يظهر أن الرئيس الإيراني حسن روحاني لم يكن لديه علم من قبل حول اللقاء بين بشار الأسد وبوتين قبل يومين من قمة سوتشي.
وأشارت إلى أ المكالمة الهاتفية بين الرئيس الروسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب زادت في شكوك إيران تجاه سياسات روسيا، ولكن بعض الخبراء الإيرانيون يعتقدون أن الرئيس الروسي بوتين حاول إقناع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على أخذ ردة فعل مناسبة حول نتائج القمة واستمرار الدور الأساسي لإيران في سوريا، وهو الأمر الذي لا تريده واشنطن بالتأكيد.
الحرس الثوري يريد حفظ مصالحه في سوريا
وقالت المجلة أن الحرس الثوري الإيراني في السبع سنوات الأخيرة شارك بكل قوته في سوريا، ولا يمكن أن يفرط في مكتسباته طيلة تلك السنوات أو يسمح لأحد بمشاركته فيها، وبالتالي فإن سعي الحرس الثوري لحفظ مكانته في سوريا بهذا الشكل سيزيد من الخلافات الداخلية الموجودة بين الحرس الثوري والرئيس روحاني، وبالنتيجة ستتعارض السياسات الإيرانية والسياسات الروسية تجاه سوريا.
واعتبرت أن الحرس الثوري الإيراني لن يكتفي بمحاولة حفظ مكانته في سوريا فقط بل يخطط لحفظ وزيادة قوة حلفائه المسلحين في سوريا حتى يتمكن من استعمالهم لتحقيق أهداف إيران في المنطقة، وقالت: باختصار؛ إن الحرس الثوري الإيراني يريد جعل حلفاءه في سوريا على نموذج حزب الله الموجود في لبنان.
وكشفت أنه أثناء انعقاد قمة سوتشي وبعدها، زاد الحرس الثوري من تحركاته في سوريا وأعلن نهاية تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، معتبرة أن هذا كان بشكل من الأشكال محاولة لإظهار لقوة الحرس الثوري ويحمل معه رسالة واضحة ليست للدول المعارضة لإيران فحسب بل لحلفاء إيران؛ روسيا و بشار الأسد أيضاً، وهي التأكيد على بقاء القوات الإيرانية في سوريا، وأضافت أن الحرس الثوري الإيراني يريد ثمن مساندته لنظام بشار الأسد في السنوات الأخيرة نيابة عن الدولة الإيرانية.
وقد عبر محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري عن عزمه زيادة المليشيات القريبة لإيران وقال: بشار الأسد يعرف منزلة “القوات الشعبية” لحفظ نظامه وهو مدين لهذه القوات.
وأضافت المجلة أن الحرس الثوري كان في بدايته مثل المليشيات الموجودة في سوريا حالياً، ويريد في الوقت الحالي أن يسيطر على هذه المليشيات حتى يتمكن من استعمالهم لحفظ مكاسبه في الفترات القادمة، وكشفت من جهة أخرى عن منافسات اقتصادية بين الحرس والحكومة الإيرانية، حيث قال علي جعفري أن الشركات المملوكة للحرس أفضل خبار للمساهمة في مشروعات إعادة إعمار سوريا، والظاهر أن استعجال جعفري في هذا الشأن لم يكن بموافقة حسن روحاني.
هل تترك روسيا سوريا لإيران وحدها؟
وتقول المجلة: في وقت تحتفل إيران بهزيمة “داعش” والحرس الثوري يحاول حفظ مكانته في سوريا تستعد روسيا لخروج قواتها من الأراضي السورية، حيث أعلن نيكولاي باتروشف يوم الخميس الماضي بأن موسكو مستعدة من الآن لسحب قواتها من سوريا، وقال القائد العام لقواتها المسلحة الأسبوع الماضي: حتى نهاية هذا العام سننقص من عدد جنودهم في سوريا بشكل ملحوظ.
وتختم بالقول: من المعلوم أن الحرس الثوري سيتدخل في شؤون سوريا عن طريق مليشياته، لكن السؤال هو هل ستعتمد طهران رسمياً بقاء هذه المليشيات في سوريا، أم أنها ستبقي تدخلهم كما في السابق، حين كانت مليشيات الحرس الثوري متورطة إلى جانب بشار الأسد في حربه ضد الشعب السوري وكانت الحكومة الإيرانية ترفض الإفصاح عن وجودها في سوريا، مع مرور الزمن بدأت تبرر وجود مليشياتها في سوريا بحجة الدفاع عن المراقد
========================
ناشونال إنترست :ضعف المنطقة وتفتتها جعلا إيران أكثر جرأة
اهتمت مجلة ناشونال إنترست الأميركية بالسياسات الإيرانية في الشرق الأوسط، وقالت إن طهران أصبحت أكثر جرأة في الإفصاح عن آرائها وردود أفعالها تجاه الأحداث التي تشهدها المنطقة، وذلك في ظل حالة الضعف والتمزق التي تعانيها المنطقة.
وقالت المجلة من خلال مقال للكاتبة جنيف عبده -وهي باحثة أميركية- إن إيران بدأت البحث عن الأضواء الجيوسياسية في المنطقة بكل جرأة، وإن دور طهران وأهدافها في الشرق الأوسط -التي غالبا ما توصف بأنها توسعية- هي أكثر تعقيدا مما يبدو على السطح.
وأشارت إلى أن النخب السياسية الإيرانية أعلنت تأييدها لاغتيال الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح، مما يشير إلى أن أهداف طهران التوسعية في المنطقة تلقى الدعم على نطاق واسع عبر الطيف السياسي الإيراني.
وقالت إن حادثة اغتيال الرئيس اليمني التي نفذتها جماعة الحوثي المدعومة من إيران في الرابع من الشهر الجاري لقيت الشجب من جانب كل من الرئيس الإيراني حسن روحاني وقائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري، ورئيس تحرير صحيفة كيهان المقربة من المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي.
أهداف الثورة
واستدركت المجلة بالقول لكن جعفري ذهب إلى حد التصريح بأن الفوائد التي تراها إيران في أعقاب عملية اغتيال صالح تتمثل في أنها تعتبرها خطوة نحو تحقيق أهداف الثورة الإيرانية الإسلامية لعام 1979. وأضاف جعفري أن حلفاء إيران في سوريا واليمن والبحرين استلهموا تجربة الثورة الإيرانية.
ونسبت المجلة إلى علي أكبر ولايتي -وهو أحد المقربين من خامنئي- القول إن المؤامرة الإماراتية السعودية في اليمن تكون قد فشلت بعد اغتيال صالح، فالشعب اليمني يقاوم القصف البربري السعودي منذ عامين.
وقالت إن هذا الإجماع الشامل من جميع الفصائل داخل النظام السياسي الإيراني يعتبر خروجا عن  الوجه العام المعروف لإيران في الشؤون الإقليمية، ففي الماضي كانت تصدر عن الرئيس الإيراني ووزير خارجيته آراء وردود أفعال آراء محسوبة بشكل جديد، وذلك بشأن القضايا المتعلقة بالعنف والتطرف المرتبط بإيران ووكلائها في الشرق الأوسط.
وأضافت أن مجموعة من العوامل المتقاربة في الوقت نفسه حولت الموقف الإيراني، وأن النظام في طهران اختار أن يظهر بجبهة موحدة، وأنه لم يعد يعتقد بأن من مصلحته التقليل من دعمه للمليشيات الشيعية والمجتمعات الشيعية في المنطقة، أو أن يتخلى عن العنف الذي يعمل نحو تحقيق إستراتيجياته.
عوامل أخرى
وقالت إن هناك عوامل أخرى تسهم في الحسابات المتغيرة الإيرانية، ومن بينها تحقيق الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني المدعوم من طهران الأهداف الإيرانية في سوريا، مثل تأمين بقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد في السلطة للمستقبل المنظور، الذي يعتبر انتصارا للمتشددين الإيرانيين ويساعد في دعم التوسع العسكري.
وأشارت إلى تصريح للرئيس روحاني في الخامس من الشهر الجاري الذي يتمثل في قوله إن الشعب اليمني المتفاني سيجعل المعتدين يندمون على أفعالهم.
وأما العامل الآخر، فيتمثل في أن إيران تعتبر نفسها فائزة على منافستها السعودية في الصراع الجيوسياسي في أربع دول عربية: العراق وسوريا ولبنان واليمن.
وأضافت أنه ينظر إلى التدخل الإيراني في العالم العربي على أنه من باب الصراع الشيعي السني، لكن طهران تدعم بعض الجماعات السنية إذا كانت تحقق لها ميزة إستراتيجية.
 
وقالت إنه من السابق لأوانه القول إذا كانت عملية اغتيال صالح ستخدم على المدى الطويل المصالح الإيرانية في الشرق الأوسط، لكن تفتت المنطقة وتمزقها هو ما يشجع إيران على التوقف عن التظاهر والإفصاح عن آرائها وأهدافها دون وجل أو مواربة.
========================
لوموند: في سوريا .. الاغتصاب سلاح الترهيب الخاص بالنظام
نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريرا سلطت من خلاله الضوء على حالات العنف الجنسي خلال الحرب الأهلية السورية، من خلال عرض شهادة حية لمواطنة سورية تدعى حسناء الحريري، التي كانت ضحية لهمجية نظام بشار الأسد.
ويؤكد ذلك أن النظام السوري قد وظف منذ قيام الثورة سنة 2011 الاغتصاب كسلاح من أسلحة الحرب.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الاغتصاب يعد في ظل ما تشهده سوريا من أحداث دامية، جريمة صامتة. لقد شرع النظام السوري في ارتكاب هذا النوع من الجرائم منذ الأشهر الأولى على اندلاع الثورة سنة 2011، حيث تعرضت الضحايا للاغتصاب في عدة معتقلات أو في المراكز التابعة للمخابرات التي يديرها نظام بشار الأسد.
ونوهت الصحيفة بأن الاغتصاب يعد "جريمة شرف" مما أجبر العديد من الضحايا اللواتي كن معتقلات سابقات على الانتحار.
بالإضافة إلى ذلك، فضلت بعضهن عدم الخوض في كل ما تعرضن له من اعتداءات جنسية والتزمن في المقابل الصمت.
وتعد حسناء الحريري، البالغة من العمر 54 سنة، من بين النساء القلائل اللواتي عبرن عن استعدادهن للإدلاء بشهادتهن بخصوص الجريمة التي ارتكبت في حقها، حيث ذكرت "مم سأخاف بعد أن خسرت كل شيء؟".
وتجدر الإشارة إلى أن صحيفة "لوموند" قد التقت بحسناء سنة 2016 في الأردن، تحديدا بالقرب من الحدود السورية. وقبل الثورة، كانت حسناء تعيش في مدينة درعا مع أطفالها العشرة ووالدي زوجها العجوزين. وخلال الحرب، قتل ثلاثة من أبنائها وزوجها وأربعة من أشقائه وأربعة آخرين من أصهارها، كما تعرضت حسناء إلى عنف شديد في المعتقل. وبعد ما عانته من ويلات، قررت حسناء أن تتكلم بما أنها تعد "والدة للشهداء" وتقاضي بشار الأسد في المحاكم الدولية.
ونقلت الصحيفة شهادة حسناء، التي ذكرت "بعد أن انشق أحد أبنائي المجندين عن الجيش السوري، انقلبت حياتي وأصبح جل أفراد عائلتي "أعداء للنظام". وقد خدم ابني في الجيش لمدة 11 سنة قبل أن ينشق، بعد أن رفض الانصياع للأوامر القاضية بفتح النار على الثوار. وبعد مضي ثلاثة أيام فقط منذ انشقاقه، تمت مداهمة منزلي الواقع في قرية بلدة بمدينة درعا، حيث قاموا بنهبه وتفتيشه قبل أن يفجروه بقذيفة "آر بي جي"".
وأضافت السيدة حسناء: "بعد ذلك فقدت أحد أبنائي، الذي انضم إلى الثوار. فعندما كان يتلقى العلاج في مستشفى درعا، قتله جنود النظام الذين اقتحموا المشفى وقتلوا 65 رجلا الذين كان من بينهم جرحى، فيما دفنوا خمسة آخرين وهم أحياء".
وأشارت الصحيفة إلى أن حسناء قد أكدت أنها بعد هذه الحادثة جندت نفسها لتوفير الأطعمة والأدوية لعائلتها وإلى الثوار. وقد تم إيقافها لأول مرة يوم 14 حزيران/ يونيو سنة 2011، قبل أن تنقاد إلى مركز للمخابرات السرية في درعا؛ ثم تم نقلها إلى دمشق وتحديدا إلى المركز رقم 215 التابع للأمن العسكري. وحيال هذا المركز، قالت حسناء: "نحن نصفه بمركز الموت، نظرا لأن العديد من المساجين يموتون بين أسواره تحت التعذيب".
وواصلت حسناء قائلة: "خلال مروري بأروقة هذا المركز نحو زنزانتي كان المنظر جهنميا، حيث كانت الأرضية مغطاة بالدماء، والجثث ملقاة في زوايا الجدران. كما أنني كنت شاهدة على عملية تعذيب لا يمكن تخيل بشاعتها".
وأضافت الصحيفة أن حسناء وصفت هذا المشهد مؤكدة: "لقد رأيت شبابا أجسادهم عارية، يتم ضربهم بالعصي إلى درجة أن جلدهم قد انسلخ عن لحمهم، وهم معلقون بسلاسل مشدودة إلى السقف. كما رأيت معتقلين آخرين يتم تقطيعهم باستخدام منشار جنزيري وهم معلقون فوق معتقلين آخرين لكي يجبروهم على الاعتراف بما لم يقترفوه. لقد كان الصراخ يهز كل أروقة السجن".
وفي سياق متصل، أوردت حسناء: "لقد كان بين المعتقلين بعض النساء. ورغم كبر سني، أجبروني على الوقوف عارية لأيام مع إخضاعي للتحقيق. لقد تعرضت للإهانة كثيرا، فقد تم ضربي بكل الوسائل المتاحة وصعقي بعصا كهربائية في كل مكان في جسمي...كما قضيت أياما في مسبح من المياه القذرة والملوثة، وكانوا يغرقون رأسي فيها لإجباري على الإجابة عن أسئلتهم المتمثلة في "من هم الإرهابيون الذين تساعدينهم؟ ما علاقتك بالشبكات القطرية والسعودية؟".
ونوهت الصحيفة بأن حسناء ذكرت أن أحد الجنود قد أقحم إصبعه في عضوها التناسلي، فصرخت: "ما الذي تفعله اعتبرني مثل والدتك"، وهو ما يؤكد على مدى الوحشية التي كان المعتقلون يتعرضون لها في تلك المراكز. كما تؤكد مختلف الحالات أن الاغتصاب كان الأكثر تداولا في السجون السورية.
وفي الختام، صرحت هذه السيدة أنه بعد ذلك أدخلها الحراس إلى زنزانة تعذيب مكتظة بالرجال الذين تعرضوا بدورهم للاغتصاب، وتوجه الجنود بالكلام لها قائلين: "أنظري جيدا إلى ما حل بأبنائك وبناتك إذا ما فكرت في مواصلة التآمر على النظام، سنتداول على اغتصابك كلنا"... فهم يعلمون جيدا أن الاغتصاب في مجتمعاتنا يعد أسوأ من الموت نفسه.
========================
الصحافة العبرية والتركية :
هآرتس :3 سيناريوهات قد تُطيح الأسد
محمد أمين |
الدمار الهائل ينتشر في كل أنحاء سوريا تقريباً، وتسيطر الفصائل المسلحة المتنافسة، المحلية منها والأجنبية، على معظم أرجاء البلاد، ونصف السكان نزحوا، ولقي مئات الآلاف حتفهم. وينظر كثيرون في الغرب إلى بشار الأسد باعتباره طاغية ومنتهكاً لحقوق الإنسان، ولكن يبدو أنه قد نجا من الحرب، ومن المرجح أن يسيطر على السلطة على مدى المستقبل المنظور.
وتستعد أطراف الحرب الأهلية فى سوريا لبدء الجولة الثامنة من محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف، التي تهدف إلى إجراء انتقال سياسي لإنهاء الصراع المستمر منذ 7 سنوات تقريباً. وما لم تحدث مفاجأة، فإن أي حل تفاوضي لن يفضي إلى إطاحة الأسد.
السبب الأول عسكري. فقد كانت لقوات الأسد اليد العليا على الأرض خلال العام الماضي، وذلك بمساعدة من القوات الجوية الروسية ومقاتلين من إيران وحزب الله، فحكومة الأسد تسيطر الآن على أكثر من %50 من الأراضي السورية.
 
السيطرة على نصف البلاد ليس بالأمر الذي يدعو إلى التفاؤل في الأحوال العادية، ولكنه كذلك، في هذه الحالة، إذا أخذنا بعين الاعتبار أن القوات الحكومية قبل عام من الآن لم تكن تسيطر سوى على %19 من البلاد. كما تسيطر القوات الحكومية على أكبر أربع مدن في البلاد، و10 من عواصم المقاطعات الـ14، وعلى الساحل السوري على البحر المتوسط. ولا توجد الآن أي قوة على الأرض قادرة على إزاحة الأسد في هذه المرحلة.
 
حالة فوضى
وعلى الجبهة الدبلوماسية، رفض كبار مؤيدي المعارضة والولايات المتحدة وحلفاؤها منذ فترة طويلة أي اتفاق لا يتضمن مطالبة الرحيل الفوري للأسد. أما الآن، فهم يدفعون لخطة للانتخابات يمكن أن تأتي برئيس جديد.
ولكن روسيا حليفة الأسد تسيطر الآن على عملية التفاوض، وهذا يعني أن هناك ضغوطاً قليلة عليه لقبول انتخابات حقيقية، أو أي انتخابات قبل انتهاء ولايته في عام 2021. وسوف يتضمن الحل السياسي بموجب شروطه دمج أعضاء المعارضة في حكومة وحدة وطنية تحت قيادته.
فالمعارضة السورية في حالة من الفوضى. إذ استقال كبير المفاوضين فيها رياض حجاب مؤخرا واعرب عن تذمره من ان القوى الأجنبية تتقاسم سوريا وتتوصل الى صفقات جانبية من اجل «اطالة عمر نظام بشار الاسد».
ويبدو أن الأسد يكتسب ثقة متزايدة يوما بعد يوم. فقد سافر الى مدينة سوتشى الروسية لمقابلة الرئيس فلاديمير بوتين. وكانت هذه الزيارة الثانية لروسيا أيضا، التي يقوم بها الأسد خارج بلاده منذ بدء النزاع في شهر مارس 2011.
وكرر وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون في اواخر شهر اكتوبر الماضي دعوة واشنطن الى الاسد للتنحي عن السلطة، مؤكدا ان «حكم آل الاسد يقترب من نهايته». ولكن تحويل تلك الدعوة إلى واقع، يتطلب قوة لا يبدو أن واشنطن مستعدة لاستخدامها.
 
سيناريوهات متعددة
وفي بيان مشترك صدر في وقت سابق من شهر نوفمبر، اتفق الرئيسان ترامب وبوتين على انه لا حل عسكرياً للحرب السورية.
وأدليا بتصريحات غامضة حول «التزام الاسد مؤخرا بعملية جنيف والاصلاح الدستوري والانتخابات» على النحو الذي دعا اليه قرار مجلس الامن الدولي.
ومع ذلك، فهناك عدد قليل من السيناريوهات التي يمكن أن تؤدي إلى سقوط الأسد. أحدها إذا أجبرت روسيا الأسد على قبول انتقال سياسي يضمن رحيله عن الرئاسة. ولكن من الصعب تصور الحافز الذي ستقدمه الولايات المتحدة لموسكو للتخلي عن حليفها.
السيناريو الآخر هو أنه إذا غيرت الولايات المتحدة أو غيرها من مؤيدي المعارضة موقفها وشنت حملة عسكرية شاملة ضد الأسد.
لكن «ذلك يتطلب تصعيدا كبيرا، ويعيد الحرب من الصفر لالغاء مكاسب الاسد وخلق معارضة قادرة على الحكم والمقبولية من قبل المجتمع الدولي»، وفقا لارون لوند، الزميل في «مؤسسة القرن» في نيويورك.
وأضاف: «بالنظر الى ما آل اليه النزاع في الوقت الراهن وتراجع الكثير من داعمي المعارضة، فإن هذا لن يحدث بكل بساطة». أما السيناريو الثالث، فهو حدوث مفاجأة غير متوقعة من داخل النظام نفسه.
 
طموحات الأكراد
فقد اوقف ترامب برنامجا تشرف عليه «سي آي أيه» لقوات المعارضة لمحاولة إطاحة الأسد. وكانت الولايات المتحدة خلال الفترة الماضية، أكثر تركيزا على محاربة تنظيم داعش في سوريا، ودعم القوات التي يقودها الأكراد والتي نجحت في طرد مسلحي التنظيم والاستيلاء على ما يقرب من رُبع البلاد.
وتركيا، والتي هي من أكبر مؤيدي المعارضة، اصبحت أكثر اهتماما بإحباط طموحات الأكراد في سوريا أكثر من إطاحة الأسد. فهي تدعم احد فصائل المعارضة الذي يسيطر على جيب من الأراضي في شمال سوريا، ويخوض المناوشات مع الأكراد.
ويذكر ان المنطقة الرئيسية التي يسيطر عليها المتمردون والتي تركز على محاربة الاسد، هي في اقليم ادلب الشمالي الغربي، الا انها تخضع لسيطرة فصائل متحالفة مع تنظيم القاعدة.
وفي الوقت نفسه، ساعدت روسيا في التوسط في سلسلة من اتفاقات وقف إطلاق النار بين قوات الأسد والمعارضة على معظم الجبهات في جميع أنحاء البلاد. وقد سمح ذلك للأسد وحلفائه ــ قوات من إيران ومقاتلي حزب الله اللبناني والميليشيات الشيعية العراقية – بالتركيز على محاربة تنظيم داعش في شرق البلاد.
 
المعقل الأخير
وتمكنت القوات الحكومية من استعادة السيطرة على مدينة البوكمال، معقل داعش الأخير في سوريا، ولم يترك لمسلحي التنظيم سوى شريط من الأراضي الصحراوية وجيب محاصر خارج العاصمة دمشق.
ويقول لوند انه في الواقع، «لا يخلو الامر من اندلاع اعمال عنف وتفجيرات واضطرابات، لكن الاسد يحتل المركز ويخضع معظم السكان لسيطرته ويهيمن على الاقتصاد والمؤسسات وعلى مقعد بلاده في الامم المتحدة، ولديه كل المقومات التي يحتاجها لمواصلة الحكم».
لقد توقع الكثيرون لدى اندلاع النزاع في سوريا باحتجاجات جماهيرية في شهر مارس 2011، أن يتم إسقاط الأسد بسرعة مثل قادة عرب آخرين. وتدفقت قوى إقليمية ودولية لدعم المعارضة بالمال والسلاح، ثم أعلن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما وغيره من القادة الغربيين انتهاء حكم عائلة الأسد.
ولكن تصميم الأسد لم يتراجع أبدا طوال النزاع، مدعوما بتشرذم المعارضة ومساندة روسيا وإيران.
وقال نيكولاوس فان دام، مؤلف كتاب «تدمير أمة: الحرب الأهلية في سوريا»، إن الدول الغربية خلقت آمالاً كاذبة من خلال دعوة الأسد للتنحي في حين لم تقدم سوى القليل من الدعم للمعارضة.
هآرتس
========================
صحيفة ملليت :رسائل صورة الجنرال الروسي مع الأكراد.. العنوان والفحوى
تونجا بنغن – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
موقف تركيا في سوريا واضح تمامًا، فهي لا تريد على حدودها كيان لوحدات حماية الشعب الكردية، وبالتالي فهي تدعم وحدة تراب جارتها وترفض تقسيمها.
أبدت تركيا وتبدي موقفها هذا ميدانيًّا وعلى طاولة المفاوضات، على الرغم من نفاق روسيا وأمريكا لأنهما تقولان إنهما لا تدعمان المساعي الكردية للاستقلال، لكن فعليًّا تدعم إحداهما وحدات حماية الشعب بالسلاح، بينما تسعى الأخرى لإشراكها في مفاوضات الحل بسوريا من خلال مناورات سياسية.
بعبارة أخرى، تحمي القوى العظمى أو تستخدم الأكراد في سوريا بهدف تحقيق مصالحها. وبطبيعة الحال يتوجب على الولايات المتحدة وروسيا، اللتين لا ترغبان بمواجهة الأكراد في سوريا، أن تتعاملا مع الوضع الدقيق بينهما من أجل مستقبلهما.
بمعنى أن هناك لعبة قذرة في المنطقة محورها وحدات حماية الشعب، إلا أن الشريك فيها يتغير تبعًا للتطورات والمصالح، والدليل على ذلك، أو على الأصح النموذج الأخير لذلك، هو الصورة الفضيحة للجنرال الروسي مع متحدث وحدات حماية الشعب في دير الزور.
ومع أن العنوان المباشر للصورة هو تركيا، إلا أنها لا تخلو من رسائل إلى بقية الفاعلين في المنطقة وعلى رأسهم الولايات المتحدة، ومن الواضح أن تسريبها مقصود.
سألت الجنرال المتقاعد إسماعيل حقي بيكين رئيس دائرة الاستخبارات السابق في الأركان التركية، عن الموضوع فأجاب:
"تقول روسيا لتركيا من خلال هذه الصورة إنها تتعاون مع وحدات حماية الشعب، وإنها ستقطع دعمها لأنقرة في حال عدم موافقتها على بعض المقترحات الروسية.. وهي توجه رسالة مشابهة لإيران، التي اتفقت مع تركيا ضد حزب العمال الكردستاني..".
ويضيف بيكين:
"أما رسالتها للأكراد فتقول إنها معهم وتطمئنهم. وروسيا قدمت للمرة الأولى دعمها لوحدات حماية الشعب في شرق الفرات، وفي المقابل صرحت الوحدات إن بإمكان روسيا الدخول إلى شرق الفرات بسهولة لأن داعش لم يعد له وجود هناك. أي أن الجانبين يعملان على تطوير العلاقات بينهما".
ويمضي بيكين قائلًا: "لا أدري من سرب الصورة هل هو الروس أم الأكراد، لكن هناك رسائل من الطرفين لأمريكا. فوحدات حماية الشعب تقول إنها ستتعاون مع روسيا إذا أوقفت الولايات المتحدة دعمها، وذلك ردًّا على تصريح واشنطن بأنها ستوقف تقديم الأسلحة وتسترجع بعضها. أما رسالة روسيا فهي أنها ستطبق خطتها للحل في سوريا من خلال التحالف مع وحدات حماية الشعب. فضلًا عن تحذير واشنطن من اللجوء إلى ألاعيب بالتعاون مع أطراف أخرى في المنطقة".
وردًّا على سؤال "هل يقتصر الدليل على اللعبة القذرة في سوريا على مثل هذه الصور التي ظهرت في منبج وعفرين أيضًا"، يجيب بيكين:
"بالطبع لا. الولايات المتحدة وروسيا لا تتحاربان ولا تتناوشان، بل إنهما تتفاوضان. قبل أيام قصفت إسرائيل قاعدة إيرانية قرب دمشق. لم تُطلق صواريخ أس-300 وإس-400، ألم يرصد الرادار الطائرات الإسرائيلية؟ هناك اتفاقات تكتيكية واستراتيجية غريبة في المنطقة إلى درجة أن روسيا رغم حمايتها سوريا وتعاونها مع إيران تغض الطرف عن الغارة الإسرائيلية على سوريا وقصفها قاعدة إيرانية".ِ
========================