الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 9/1/2020

سوريا في الصحافة العالمية 9/1/2020

11.01.2020
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :
  • واشنطن بوست محذرة ترامب: إيران ستزيل أميركا من المنطقة مالم تتدارك ذلك دبلوماسيا
https://www.almaalomah.com/2020/01/09/448575/
  • بلومبيرغ: كيف أثر مقتل سليماني على حسابات بوتين بالمنطقة؟
https://arabi21.com/story/1235802/بلومبيرغ-كيف-أثر-مقتل-سليماني-على-حسابات-بوتين-بالمنطقة#tag_49219
  • معهد واشنطن :ردود الفعل الروسية على الغارة الأمريكية على سليماني
https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/russian-reactions-to-the-u.s.-strike-on-soleimani
  • «ناشيونال إنترست»: لماذا لن تندلع الحرب بين إيران وأمريكا؟
https://www.sasapost.com/translation/why-us-iran-war-isnt-going-happen/
  • بلومبيرغ: الأسد سيكون الخاسر في أي خطة لبوتين بعد مقتل سليماني
https://www.alquds.co.uk/بلومبيرغ-الأسد-سيكون-الخاسر-في-أي-خطة-ل/
 
الصحافة العبرية :
  • إسرائيل هيوم :مصلحة بوتين: منع الاشتعال
https://alghad.com/مصلحة-بوتين-منع-الاشتعال/
  • خلاصة التقدير الإستراتيجي للعام 2020: سياسياً… كيف تتخطى إسرائيل التهديد الوجودي وتضمن أمنها وازدهارها؟
https://www.alquds.co.uk/خلاصة-التقدير-الإستراتيجي-للعام-2020-سيا/
 
الصحافة البريطانية :
  • الغارديان: هل تعادلت إيران مع ترامب في حرب الانتقام؟
https://www.alquds.co.uk/الغارديان-هل-تعادلت-إيران-مع-ترامب-في-ح/
 
الصحافة الامريكية :
واشنطن بوست محذرة ترامب: إيران ستزيل أميركا من المنطقة مالم تتدارك ذلك دبلوماسيا
https://www.almaalomah.com/2020/01/09/448575/
حذر صحيفة واشنطن بوست ألأميركية، الخميس، من أن إيران ستنفذ وعودها بإزالة التواجد العسكري الأميركي من العراق وسوريا مالم يتدارك ترامب ذلك دبلوماسيا، مشيرة إلى أن الضربات الإيرانية على المصالح الأميركية ستستمر.
وقالت الصحيفة في تقرير لها، إن “إعلان ترامب ترامب انتصاره في وجه إيران هو إعلان قصير النظر وسابق لأوانه”، مبينة أنه “من شبه المؤكد أن الضربات الإيرانية على المصالح الأميركية وحلفائها سوف تستمر في الأشهر المقبلة”.
وأضافت، أنه “ما لم تصعّد إدارة ترامب المسار الدبلوماسي فان إعلان خامنئي عن إزالة اميركا سيتحقق في سوريا والعراق”، مشيرة إلى أن “ترامب لم يوضح بعد انسحابه من الاتفاق اي استراتيجية تدفع إيران إلى وقف أي تخصيب إضافي لليورانيوم”.
ولفتت الصحيفة إلى أنه “يجب على ترامب أن يوقف الأعمال العدائية كفرصة لبدء مفاوضات جادة مع إيران”، مؤكدة أن “مسار المفاوضات الجادة لا تفضله غالبية الأميركيين فقط بل أيضا حلفاء الشرق الأوسط مثل السعودية وقطر”. انتهى/25
===========================
بلومبيرغ: كيف أثر مقتل سليماني على حسابات بوتين بالمنطقة؟
https://arabi21.com/story/1235802/بلومبيرغ-كيف-أثر-مقتل-سليماني-على-حسابات-بوتين-بالمنطقة#tag_49219
نشر موقع "بلومبيرغ نيوز" مقالا للكاتب ليونيد بيرشيدسكي، يقول فيه إن روسيا أصبحت بعد مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني بحاجة لخطة "ب" للتعامل مع إيران.
 ويقول بيرشيدسكي في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إن "مقتل سليماني يوم الجمعة قرب مطار بغداد الدولي غير الحسابات بالنسبة لتركيا وروسيا والنظام السوري، وكان سليماني وراء إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتدخل عسكريا في سوريا في عام 2015، وهو زعم ينكره الكرملين، ومهما كانت صحة هذا الزعم فإن مقتله واحتمال تصعيد إيران للمواجهة مع أمريكا سيغيران من حسابات بوتين في المنطقة".
 ويشير الكاتب إلى أنه في تعليق على مقتل سليماني أشارت وزارة الدفاع الروسية إلى "مساهمته التي لا تنكر" في هزيمة تنظيم الدولة في سوريا، وقالت الوزارة إن سليماني كان أول من نظم جماعات معادية لتنظيم الدولة قبل إنشاء الولايات المتحدة تحالفها المناهض لمواجهة التنظيم.
 ويقول بيرشيدسكي: "بالتأكيد لولا ما يطلق عليه (محور المقاومة) الذي يضم حزب الله والجماعات المسلحة الأخرى فلم تكن روسيا لتتخذ قرارها وتدخل في النزاع السوري، وقدم حزب الله والقوات الإيرانية التي قادها سليماني الجنود المشاة الذين لم يكن الروس يريدون تقديمهم لدعم قوات بشار الأسد الضعيفة والمنهكة لهزيمة القوات المعارضة للنظام، بما فيها قوات سوريا الديمقراطية التي دعمتها الولايات المتحدة، وكان من المهم بالنسبة لبوتين ألا يكون الأسد وحيدا، ولو كان هذا هو الحال لكان من السهل التخلص منه".
 ويلفت الكاتب إلى أن بعض المحللين يرون أن روسيا كانت معنية دائما بالحد من دور إيران في سوريا؛ لأن الكرملين لا قدرة له على التحكم بها أو بجماعتها الوكيلة حزب الله، مشيرا إلى أن بوتين من جانبه لم يكن معنيا بتحمل الأزمة السورية وحده، لكنه كان راغبا في تقوية القوى التي تقدم المصالح الاقتصادية والعسكرية الروسية على حساب مصالح الولايات المتحدة، وهذا يعني بالنسبة له الحفاظ على الوضع كما هو.
 ويفيد بيرشيدسكي بأن موسكو تنظر إلى محور المقاومة، وليس الأسد، باعتباره الوضع القائم، مشيرا إلى قول السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسيبكين في مقابلة له عام 2019: "أقولها بصراحة: يجب عدم تقييد التأثير الإيراني على النظام السوري، ويجب أن تظل علاقة قوية لا تهتز بين محاور دمشق وطهران وحزب الله، وهي طريق المستقبل". 
 وينوه الكاتب إلى أن الدبلوماسيين الروس وبوتين تجنبوا في الوقت ذاته وصف إيران بالدولة الحليفة لموسكو، فهي بالنسبة لهم جزء مركزي في الترتيبات الجيوسياسية التي لا يرغبون بأن تستبدل بترتيبات مؤيدة لأمريكا، مشيرا إلى أنه في محاولة لوضع نفسه وسيطا في الشرق الأوسط بدلا من الاصطفاف مع واحد من معسكراته، فإن بوتين تعاون مع عدوة إيران، إسرائيل، ومع تركيا التي تتصادم طموحاتهما الإقليمية مع إيران.
 ويجد بيرشيدسكي أن "وفاة سليماني لم تغير شيئا من هذه الترتيبات الأساسية كلها، وكل ما شعرت روسيا أنها مجبرة على عمله هو تقديم العزاء لإيران، وهو ما فعله وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، وعبر عنه بوتين، ودعمت روسيا خليفة سليماني إسماعيل قآني، فيما لن يدعم بوتين أي عملية انتقامية إيرانية ضد أمريكا، لكنه يحتاج للرد لو انتقمت إيران وخرجت الأمور عن السيطرة"
ويذكر الكاتب أن المحلل الروسي بافيل فلاغينهور شبه مقتل سليماني بمقتل الأرشيدوق فرانس فرديناند في سراييفو عام 1914، وهي الحادثة التي أشعلت الحرب العالمية الأولى، "فواحد من السيناريوهات هو انتقام إيران بضربة موجهة لإسرائيل، ترد فيها الأخيرة على مواقع إيرانية وجماعات وكيلة في سوريا، بشكل يهدد مصالح روسيا وقواتها في هذا البلد، ويخطط بوتين لزيارة إسرائيل هذا الشهر، ويعد خفض التصعيد في سوريا واحدا من أهم الموضوعات التي سيبحثها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو". 
ويبين بيرشيدسكي أنه "على المستوى الاستراتيجي فإن الرد الإيراني قد يؤدي إلى تخريب التوازن الاستراتيجي الذي عملت روسيا على الحفاظ عليه من خلال التدخل، ولهذا سيحاول بوتين الحفاظ عليه وبمساعدة من القادة الأوروبيين، مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل".
ويقول الكاتب إن "بوتين لا يستبعد حربا شاملة بين إيران وأمريكا لا يمكن لطهران الانتصار فيها، ولهذا يحتاج بوتين لترتيب يسمح له بنشر مزيد من القوات الروسية في سوريا، ومنع نشوء نظام قريب من الولايات المتحدة، والبحث عن محاور جديدة تسمح له بالحفاظ على القواعد العسكرية هناك".
ويستدرك بيرشيدسكي بأن "خيارات بوتين في الوضع الحالي محدودة، وتقتصر حاليا على العمل مع تركيا، وهي اللاعب القوي الآخر في المنطقة، وتبقى حليفا ليس قويا لأمريكا، وسيزور بوتين أنقرة اليوم الأربعاء، وستكون هناك موضوعات لمناقشتها مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، غير بناء خط غاز جديد، ورغم أن أردوغان وبوتين يدعمان الطرفين المتحاربين في ليبيا، إلا أنهما أثبتا قدرة على التعاون، كما في سوريا".
ويختم الكاتب مقاله بالقول إن "الأسد سيكون الخاسر في أي خطة روسية بديلة، فأردوغان يفضل رحيله، ومن هنا فإنه في ظل غياب الدعم الإيراني فإن بوتين سيحاول البحث عن تسوية في سوريا بدلا من استمرار دعم الرئيس الحالي، وعليه فإنه يجب على الأسد أن يدعو الله متضرعا لئلا تعجل إيران للمواجهة".
===========================
معهد واشنطن :ردود الفعل الروسية على الغارة الأمريكية على سليماني
https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/russian-reactions-to-the-u.s.-strike-on-soleimani
آنا بورشفسكايا
متاح أيضاً في English
7 كانون الثاني/يناير 2020
خلال الأيام التي أعقبت اغتيال قاسم سليماني، أعرب المسؤولون في موسكو عن ندبهم على خسارته ونددوا بالعملية الأمريكية معتبرين إياها خطوة "متهورة" ستزعزع استقرار المنطقة. ووصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الضربة الأمريكية بأنها انتهاك فاضح للمعايير الدولية، تماماً كنظيره الإيراني محمد جواد ظريف. أما السيناتور أليكسي بوشكوف، فغرّد قائلاً إن اغتيال سليماني كان محاولة من أمريكا للحفاظ على قبضتها على العراق بعد "خسارة" سوريا؛ مشدداً على أن الولايات المتحدة أقرب الآن من خوض حرب مع إيران أكثر من أي وقت مضى خلال الأربعين عاماً الماضية.
ولم يتحدث الرئيس فلاديمير بوتين عن الأزمة علناً بعد، لكن بياناً صدر عن الكرملين أشار إلى أنه تكلم عبر الهاتف مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في أعقاب الضربة الأمريكية. ووفقاً للبيان، كان ماكرون هو الذي بادر بالاتصال وأعرب الرئيسان عن "مخاوف" حيال الحادثة. كما دعا بوتين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لزيارة موسكو لإجراء نقاشات حول إيران. وفي غضون ذلك، قام برحلة مفاجئة إلى دمشق في الثامن كانون الثاني/يناير - تردد أنها لتسليط الضوء على "إعادة هيبة الدولة السورية وضمان سلامة أراضيها"، لكن على الأرجح إن سبب هذه الرحلة هو مخاوف من تداعيات اغتيال سليماني.
وخلال تطبيق أجندة السياسة الروسية في الشرق الأوسط، لطالما كان بوتين يميل أكثر إلى المعسكر الإيراني-السوري. وبشكل خاص، ساهم نشر القوات لحماية نظام الأسد في توطيد غير مسبوق للشراكة الروسية-الإيرانية. وكان بوتين قد أمر باتخاذ تلك الخطوة في أيلول/سبتمبر 2015، بعد مرور بضعة أشهر فقط على زيارة سليماني لموسكو ومشاركته المفترضة في رسم معالم أولى خطوات التدخل الروسي. وبعد مرور 4 سنوات لا تزال روسيا تدافع عن الوجود العسكري الإيراني في سوريا، كما حصل في حزيران/يونيو الماضي عندما كرر كبير مستشاري الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف هذا الموقف خلال قمة أمريكية-روسية-إسرائيلية عقدت في القدس. وبالتالي، ليس من المفاجئ أن تشدد حالياً وسائل الإعلام الروسية الخاضعة لسيطرة الدولة على الشهرة التي اكتسبها سليماني في إيران كبطل قاتل تنظيمي «الدولة الإسلامية» و«القاعدة».
وتُعتبر إدانة موسكو للضربة الأمريكية متوقعة أيضاً. فبوتين يخشى ما يراه كحملة بقيادة أمريكية لتغيير الأنظمة حول العالم، بما في ذلك في روسيا نفسها، ويقف هذا الخوف وراء تفسيره للأفعال الأمريكية. كذلك، من المهم بالنسبة للكرملين أن يتمكّن من توقّع خطوات الدول المنافسة. لذلك، كان اغتيال سليماني المفاجئ مقلقاً باعتباره إشارةً محتملة إلى تغيير النظام الإيراني وفي الوقت نفسه دليلاً على استحالة التنبؤ بأفعال أمريكا. 
ورغم تحكّم الدولة الكبير بتغطية وسائل الإعلام لحادثة الاغتيال، إلّا أن بعض المعلقين الروس عارضوا الموجة السائدة. فقد كتب بوريس فيشنيفسكي، نائب في الحزب المعارض الليبرالي "يابلوكو" أنه لا يجدر بموسكو اتهام الآخرين باختراق القانون الدولي وقتل مسؤولين سياديين في وقت قامت فيه بضمّ جزيرة القرم إليها ونفذت مخططات اغتيال بدس السم في دول أجنبية، وأقصت مسؤولين شيشانيين بعد أن وقعت اتفاقات سلام معهم. كما كتب ليونيد غوزمان، سياسي معارض آخر، أنه "يجب أن نشكر" أمريكا على قتلها سليماني لأنه قتل الكثيرين وهدد بتدمير دول أخرى.
أما الصحفي أركادي دوبنوف، فكان له رأي مغاير إذ اعتبر أن رد فعل موسكو الرسمي يخبئ واقعاً أكثر تعقيداً. وقد لفت إلى أن الكرملين تلقى خبر مقتل سليماني بمزيج من "الرضا والحسد والإعجاب" - الرضا لأن القضاء عليه سيضعف موقف إيران في المنطقة، مما يرفع بدوره من شأن روسيا؛ الحسد لأن الولايات المتحدة أظهرت أنها لا تزال قائدة النظام العالمي؛ والإعجاب لأن العملية كانت "فعالة ومستهدفة وسريعة".
لكن السؤال الأكثر أهمية هنا والذي لا يزال دون إجابة هو: ما الذي ستفعله موسكو فعلياً ناهيك عن التحذير من "العواقب الوخيمة؟" يعتقد البعض في الحكومة الأمريكية وفي حكومات أخرى أن المنافسة بين روسيا وإيران كانت تزداد في سوريا. فعلى الصعيد العسكري، أصبحت «قوات الدفاع الوطني» غير النظامية والميليشيات الشيعية في سوريا أكثر امتناناً لطهران، في حين أن القوات النظامية لنظام الأسد لا تزال تتعاون عن كثب مع موسكو. وعلى الصعيد الاقتصادي، فوفقاً لبعض التقارير، احتكرت روسيا قطاع الفوسفات السوري في حزيران/يونيو 2018 وطردت إيران من هذا السوق.
وعلى الرغم من هذه المنافسة، لم تبرز أي أدلة قبل مقتل سليماني على أن موسكو أرادت طرد القوات الإيرانية من سوريا (على افتراض أنها كانت قادرة على القيام بذلك). وبغض النظر عن تعقيدات العلاقة الثنائية بينهما، فإن الهدف المشترك الجيواستراتيجي بين روسيا وإيران المتمثل بالحدّ من النفوذ الأمريكي أبقاهما متحدتين، وعلى الأرجح سيبقى الوضع على ما هو عليه في المستقبل رغم خلافاتهما التكتيكية والاحتكاكات التي تحصل بينهما من وقت إلى آخر.
ومع ذلك، سيواصل مقتل سليماني طرح تحديات أمام بوتين نظراً إلى تعويله على مساعدة إيران لدعم بشار الأسد. وإن ضعفت إيران، فقد تتأثر موسكو سلباً لتدخل في طريق مسدود تترتب عليه أثمان باهظة كانت قد عملت جاهدةً لتجنبه. وتشير مقالات نشرت مؤخراً في وسائل إعلام حكومية إلى أن الكرملين يولي اهتماماً لهذه المسألة؛ على سبيل المثال، نقلت وكالة "ريا نوفوستي" عن بيان المتحدث باسم وزير الخارجية الإيراني عباس موسوي قوله إن مقتل سليماني لن يؤثر على التعاون الثنائي في سوريا.
لكن خوف بوتين الأكبر الآن هو مَنْ ستكون الضحية التالية للولايات المتحدة. ورغم دعمه الواضح للحكومة "الشرعية" للأسد، يصف بوتين نفسه عموماً بأنه محكِّم محايد في الشرق الأوسط، وقد تُزعزع المبالغة في دعم إيران أو أي جهة أخرى علناً هذا التوازن. وبالتالي، فحتى وسط أصوات الغضب التي تعلو إزاء مقتل سليماني، تكبدت وكالة "ريا نوفوستي" عناء تسليط الضوء على أن الجهات الفاعلة الإقليمية -  البحرين وقطر والسعودية - دعت إلى ضبط النفس رغم "اختلاف مواقفها... بشأن إيران". وخلال المرحلة القادمة، من المحتمل أن يواصل بوتين لعب دور الوسيط، ليضع جهوده في وجه الاضطرابات والصراعات التي يفترض أن الولايات المتحدة هي التي تسببها. وقد يعتمد نجاحه على كيفية إدارة واشنطن للمرحلة التي تعقب اغتيالها لسليماني. وبقدر ما تستطيع موسكو صقل مؤهلاتها كصاحبة نفوذ من دون تخصيص الكثير من الموارد لذلك الغرض، قد يمنحها مقتل سليماني ميزة إضافية على إيران في سوريا. لكن بشكل عام، إن هذا الانعطاف الأخير في مجرى الأحداث يسبّب مشاكل لبوتين أكثر مما يقدم له فرصاً.
===========================
«ناشيونال إنترست»: لماذا لن تندلع الحرب بين إيران وأمريكا؟
https://www.sasapost.com/translation/why-us-iran-war-isnt-going-happen/
فريق العمل
هل تلوح حرب بين الولايات المتحدة وإيران في الأفق؟ أم أن هذه الحرب لن تندلع؟ وما الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى هذا السيناريو أو ذاك؟ هذا ما ناقشه الكاتب جيمس هولمز، رئيس الاستراتيجية البحرية في كلية الحرب البحرية، في مقاله الذي نشرته مجلة «ناشيونال إنترست» الأمريكية، بعدما تصاعدت حدة التوتر بين البلدين إثر اغتيال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، وأبي مهدي المهندس، نائب قائد ميليشيات الحشد الشعبي العراقية، في غارة جوية بطائرة أمريكية بدون طيار بالقرب من مطار بغداد.
وفي مستهل مقاله، توقَّع الكاتب أن تشهد الأسابيع والأشهر القادمة اندلاع حرب غير نظامية، من خلال أساليب مألوفة لكنها غير تقليدية. ويشكك في أن تُقدِم طهران على شن عمليات عسكرية تقليدية، بأن تطأ بأقدامها أرضًا تعرف أن أمريكا تسيطر عليها. لأن شن طهران أعمال انتقامية عسكرية واسعة النطاق سيُقدِّم المبرر للولايات المتحدة كي ترد بشن أعمال عسكرية أخرى، ستفوق على الأرجح قدرة إيران القتالية وضراوة أعمالها الهجومية.
والسؤال الآن، بحسب الكاتب، هل تُطلِق طهران وواشنطن كلاب الحرب من عقالها؛ في أعقاب القصف الجوي الذي أسفر عن مقتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني؟ ربما هناك عذر للتفكير على هذا النحو، بالنظر إلى التعليقات الحماسية التي هللت لنبأ الغارة الجوية بطائرة بدون طيار خارج بغداد. على سبيل المثال، رأى المعلق البارز، ريتشارد هاس، رئيس مجلس العلاقات الخارجية، أن «منطقة الشرق الأوسط (وربما العالم) ستتحول إلى ساحة معركة».
نهاية العالم ليست وشيكة
وأكد الكاتب أن: «هاس محق فيما ذهب إليه بالمعنى المقتصر على أن العمليات العسكرية غير النظامية اتسعت رقعتها الآن لتشمل جميع أنحاء العالم. وبات الإرهابيون عطشى إلى ضرب الأعداء القريبين والبعيدين على حد سواء؛ أملًا في إضعاف عزمهم على القتال. وهم لا يأبهون بالحدود الوطنية التي لم يحترموها أبدًا في يوم من الأيام. وعلى النحو ذاته، أصبحت الحدود في العالم السيبراني يغلفها القدر نفسه من الضبابية، وهي ساحة حرب أخرى لا توجد فيها جبهات قتال محددة».
وخاضت الولايات المتحدة وإيران معارك سيبرانية لمدة عشر سنوات أو أكثر، والتي يعود تاريخها إلى هجوم دودة «ستوكسنت» الحاسوبية الخبيثة على المجمع النووي الإيراني (في مدينة نطنز بمحافظة أصفهان) في عام 2010.
ويتابع الكاتب أن حكام إيران باتوا يشعرون بالقلق من أن يصبحوا الطرف الخاسر في هذا الصراع. ونظرًا إلى أنهم قد يصبحون كذلك، فإنهم يفكرون في خوض تجربة صعبة.
ولذلك، تظل التوقعات هي نفسها. وهذا بعيد كل البعد عن النبوءات المحمومة باندلاع حرب عالمية ثالثة، والتي انتشرت منذ أن انتقل سليماني إلى مثواه الأخير. ولسبر غور معضلة طهران، يسأل الكاتب شخصًا يعرف الكثير عن الطموحات الفارسية. (ما تزال الإمبراطورية الفارسية قبل الإسلام، التي سادت منطقة الشرق الأوسط وهددت أوروبا، حجر الزاوية للنجاح الجيوسياسي، حتى بالنسبة لإيران الإسلامية)».
الدوافع وراء التصرفات البشرية
وأشار الكاتب إلى أن المؤرخ الإغريقى ثيوسيديدز أرَّخ للحرب البيلوبونيسية، التي وقعت في القرن الخامس قبل الميلاد، وأحدثت اضطرابًا هائلًا اجتاح العالم اليوناني. وكانت الإمبراطورية الفارسية لاعبًا رئيسيًّا في ذلك الصراع.
في الواقع، ساعدت الإمبراطورية الفارسية في تحديد نهاية اللعبة عندما أمدَّ الملك العظيم سبارتا، خصم أثينا، بالموارد اللازمة لتبني نفسها قوة بحرية قادرة على هزيمة البحرية الأثينية المتبجحة في عرض البحر.
لكن ثوسيديدز يتأمل أيضًا في الطبيعة البشرية في العديد من المنعطفات التاريخية، مستمدًا الملاحظات من إطار جامع لأحداث التاريخ. ففي إحدى المراحل، على سبيل المثال، وجد أن سفراء أثينا افترضوا أن هناك ثلاثة بواعث رئيسية هي التي تدفع التصرفات البشرية وهي «الخوف والشرف والمصلحة». ويبدو أن هؤلاء المبعوثين يتحدثون باسم أبي التاريخ (أبو التاريخ لقب يُطلق على هيرودوتوس، مؤرخ يوناني قديم عاش في القرن الخامس قبل الميلاد – حوالي 484 ق.م – 425 ق.م).
الخوف والشرف والمصلحة. لا توجد دوافع أفضل من هذه الثلاثة في رأي الكاتب يمكن الانطلاق منها للتفكير في الأسباب التي تدفع الأفراد والمجتمعات للقيام بما يفعلونه، وإلقاء نظرة سريعة على ما يجب فعله. لكن كيف تنطبق فرضية ثوسيديدز على عداوة ما بعد سليماني بين الولايات المتحدة وإيران؟
يجيب الكاتب: حسنًا، مقتل قائد فيلق القدس يضع الكرة مباشرةً في ملعب الجمهورية الإسلامية. ويجب على الملالي الرد على هذه الضربة بطريقة ما. والسكوت وعدم فعل أي شيء سيُظهِرَهم ضعفاء وقليلي الحيلة في عيون المنطقة والإيرانيين العاديين».
المستبد لا يتلذذ بالضعف
وأوضح الكاتب أن: «الخطر يكمن في العجز وقلة الحيلة. وقد تضاعف هذا الخطر الآن، بعد أن هزت الاحتجاجات أجزاء من إيران في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. ودفع المئات من الإيرانيين حياتهم ثمنًا لهذه الحملة القمعية التي تلت الاحتجاجات، وكشف ذلك عن عمق الاستياء من النظام الإيراني الحاكم. ولا يوجد مستبد يتلذذ بالضعف، وبخاصة ذلك المستبد الذي يتعرض حكمه للضغط من الداخل. وإظهار القوة والصمود ضروريان لترويع المعارضين المحليين».
لكن الخوف شيء متعدد الاتجاهات ومتعدد المجالات بالنسبة للزعماء الإيرانيين. والتهديدات الخارجية كثيرة. والإيرانيون قادرون تمامًا على تفهم أهمية التطويق الجغرافي والتعامل معه، على سبيل المثال.
إنهم ينظرون إلى بلادهم بوصفها مركز الثقل الشرعي في الشرق الأوسط. ومع ذلك، يوضح الكاتب، تحاصر القوات الأمريكية وحلفاؤها الجمهورية الإسلامية ويضيِّقون عليها من كل جانب باستثناء جزئي من الربع الشمالي الشرقي، الذي يشمل الدول التي ينتهي اسمها بالمقطع ستان (أوزبكستان وتركمانستان وكازاخستان وطاجكستان وقيرغيزستان) في منطقة آسيا الوسطى، ومن ورائهم روسيا».
طوق الحلفاء يحاصر إيران
ويدعو الكاتب للنظر إلى خريطة العالم، لنجد أن القوات البحرية الأمريكية تسيطر على الجانب البحري الغربي بدعم من القوات الجوية الأمريكية. ويطوق حلفاء أمريكا من الخليجيين العرب الشواطئ الغربية للخليج العربي. وتوجد قوات أمريكية في العراق في الشمال الغربي، حيث سقط سليماني قتيلًا، وتوجد في أفغانستان في الشرق. حتى في باكستان، توجد قوات في الجنوب الشرقي، حليف الولايات المتحدة الأمريكية، وإن كان حليفًا مزعجًا.
وهذه تطويقات منيعة. وهكذا يحيط النفوذ الأمريكي بحدود الجمهورية الإسلامية من جميع جوانبها إحاطة السوار بالمعصم. ويبدو الخروج من هذه التطويقات وكسر قيودها وكأنه دافع طبيعي للدبلوماسية والاستراتيجية العسكرية الإيرانية».
ثم ماذا؟ بغض النظر عن طموحاتها الجيوسياسية المتحمسة، فإن القيادة الإيرانية ستتردد في اتخاذ تدابير تتجاوز التفجيرات التي تحدث على فترات متقطعة، ودعم المسلحين في أماكن أخرى بالمنطقة، والشجب المعتاد لأفعال الشيطان الأكبر، وهو النهج الذي كان أساس السياسة الخارجية الإيرانية منذ أربعين عامًا وحتى الآن.
يضيف الكاتب: يدرك القادة الإيرانيون القوى التي تصطف ضدهم. وستبقى الجهود الحثيثة الرامية إلى اختراق تلك التطويقات سابقة لأوانها، ما لم تستكمل إيران مساعيها للحصول على أسلحة ذرية. صحيح أن القدرة على التهديد بالتدمير النووي قد تشجعهم على المحاولة، لكن يبقى ذلك أمرًا يُنتظَر تحقيقه في المستقبل.
الشرف والخوف والمصلحة
وتابع الكاتب قائلًا: «لنبدأ بالشرف. إن الحرب غير النظامية ليست حاسمة في حد ذاتها، لكنها يمكن أن تحقق مكاسب هائلة لاستثمار متواضع في الموارد والجهود. فبعد أن خاطر حكام إيران بشرعيتهم السياسية من خلال إلصاقها بالشيطان الأكبر ومتملقيه في الشرق الأوسط، يجب عليهم أن يحققوا نتائج تدريجية منتظمة. والهجمات المباشرة على القوات الأمريكية تحقق نتائج جيدة تخطف الأنظار، وكذلك الصور التي تُظهِر السفن القتالية التابعة للقوة البحرية للحرس الثوري، وهي تتعقب قوات المهام التابعة للبحرية الأمريكية، وأيضًا الهجمات على البنية التحتية الاقتصادية الحيوية للحلفاء الأمريكيين، كالمملكة العربية السعودية. والعناوين الرئيسية في الصحف تنقل الصورة بأن هناك قوة مكتملة في حركة دائبة».
يجب أن تثير إيران ما يكفي من القلاقل والمتاعب حتى تتمكن من جمع الأسباب المادية لتجعل من نفسها قوة مهيمنة.
ودافع الشرف يندمج مع الخوف؛ إذ يخشى الإيرانيون أن يُحرموا من الشرف الذي يعدونه حقًا أصيلًا لهم، وهو الهيمنة الطبيعية على منطقة الخليج والعالم الإسلامي.
وأخيرًا، المصلحة. يجب أن تثير إيران ما يكفي من القلاقل والمتاعب حتى تتمكن من جمع الأسباب المادية لتجعل من نفسها قوة مهيمنة. ومن المثير للدهشة أن يسرد ثيوسيديدز المكاسب المادية في ذيل القائمة بين القوى التي تحفز البشر. رغم أن المؤرخ المتخصص في السياسة الخارجية أدرجها على رأس القائمة. والمصلحة أمر قابل للقياس، ويبدو أنها تساهم مباشرةً في حسابات التكلفة والفوائد والمخاطر. وتجعل القدرة السياسية على إدارة شؤون الدولة تبدو أمرًا عقلانيًّا!
المشاعر العقلانية
ونوَّه الكاتب إلى أنه: «ليست هناك من طريقة لمعرفة ما يعنيه ثيوسيديدز على وجه التأكيد بعد مرور ألفي عام، ولكن يبدو على الأرجح أن الحكيم اليوناني القديم كان يعني تقليص مثل هذا الإفراط في العقلانية. وأعني بذلك أنه ارتأى أن الطبيعة البشرية أكثر من مجرد أشياء يمكن أن نُحصِيها، مثل الإنتاج الاقتصادي أو الجيش الميداني الكبير.
وبالنسبة إلى ثيوسيديدز، يلعب حساب التكلفة/ الفائدة دورًا ثانويًّا بالنسبة للمشاعر العقلانية – بعضها مظلمة، كالغضب والحقد، والبعض الآخر مشرق – التي تدفع سلوكياتنا جميعًا.
يمكن أن يذهب البعض إلى البدء في التجهيزات الخاصة بالقوة العظمى مثل قوات بحرية وقوات جوية ذات تقنية عالية.
وبالنسبة للإيرانيين، تشكل المصلحة المادية بالفعل الطريقة لبث الروح من جديد في الشرف الوطني مع كبح جماح الخوف. وكسر الحصار الاقتصادي المتمثل بوضوح في استراتيجية «الضغط الأقصى» التي تبنتها إدارة ترامب، سيسمح لطهران بإعادة إحياء قطاع النفط والغاز الذي يقف على مشارف الموت في البلاد. وتجديد تجارة التصدير من شأنه أن يوفر الثروة. ويمكن أن يذهب البعض إلى البدء في التجهيزات الخاصة بالقوة العظمى مثل قوات بحرية وقوات جوية ذات تقنية عالية.
ويضيف الكاتب: بدورهم، يمكن للزعماء الإيرانيين أن يدعموا بقوة دبلوماسية أكثر طموحًا. وسوف يتاح لهم خيار التخلي عن طرقهم المخالفة للقواعد والأصول والمثيرة للمشكلات والتنافس من خلال أساليب أكثر تقليدية. أو أن يستخدموا على الأرجح وسائل غير نظامية كعامل مساعد للمنافسة الاستراتيجية التقليدية. باختصار، لا تفي المكاسب المادية بالاحتياجات والرغبات الاقتصادية فحسب، بل تعمل على تضخيم القوة العسكرية.
هل تشتعل حرب عالمية ثالثة؟
ويرى الكاتب أن الأمر ذاته ينطبق على الولايات المتحدة. إذ ينبغي إسقاط سياسة الولايات المتحدة واستراتيجيتها، على منظور ثيوسيديدز المتعلق بالخوف والشرف والمصلحة، وإمعان النظر في الكيفية التي يمكن للدوافع الإيرانية والأمريكية من خلالها أن تتقاطع وتتفاعل، ورؤية ما يمكن أن يكشف عنه هذا التقييم في المستقبل.
واختتم الكاتب مقاله قائلًا: «وجهة نظري: ربما ستأتي الحرب العالمية الثالثة في يوم من الأيام، لكن يومنا هذا ليس هو ذلك اليوم».
===========================
بلومبيرغ: الأسد سيكون الخاسر في أي خطة لبوتين بعد مقتل سليماني
https://www.alquds.co.uk/بلومبيرغ-الأسد-سيكون-الخاسر-في-أي-خطة-ل/
لندن- “القدس العربي”:
أشار ليونيد بيرشيدسكي الكاتب في موقع “بلومبيرغ نيوز” أن روسيا بعد مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني أصبحت بحاجة لخطة “ب” للتعامل مع إيران.
وقال إن مقتل سليماني يوم الجمعة قرب مطار بغداد الدولي غير الحسابات بالنسبة لتركيا وروسيا والنظام السوري. وكان سليماني وراء إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التدخل عسكريا في سوريا عام 2015 وهو زعم ينكره الكرملين. ومهما كانت صحة هذا الزعم فإن مقتله واحتمال تصعيد إيران للمواجهة مع أمريكا سيغير من حسابات بوتين في المنطقة.
وفي تعليق على مقتل سليماني أشارت وزارة الدفاع الروسية إلى “مساهمته التي لا تنكر” بهزيمة تنظيم “الدولة” في سوريا. وقالت الوزارة إن سليماني كان أول من نظم جماعات معادية لتنظيم “الدولة” قبل تنظيم الولايات المتحدة جماعاتها المسلحة لمواجهة التنظيم.
وبالتأكيد فلولا ما يطلق عليه “محور المقاومة” والذي يضم حزب الله والجماعات المسلحة الأخرى، لم تكن روسيا لتتخذ قرارها وتدخل في النزاع السوري. وقدم حزب الله والقوات الإيرانية التي قادها سليماني الجنود المشاة الذين لم يكن الروس يريدون تقديمهم لدعم قوات بشار الأسد الضعيفة والمنهكة لهزيمة القوات المعارضة بما فيها قوات سوريا الديمقراطية التي دعمتها الولايات المتحدة. وكان مهما ألا يكون الأسد وحيدا ولو كان هذا هو الحال لكان من السهل التخلص منه.
ويرى بعض المحللين أن روسيا كانت معنية دائما بالحد من دور إيران في سوريا لأن الكرملين لا قدرة له على التحكم بها أو بجماعتها الوكيلة حزب الله. كما لم يكن بوتين معنيا بتحمل الأزمة السورية وحده. ولكنه كان راغبا بتقوية القوى التي تقدم المصالح الاقتصادية والعسكرية الروسية على حساب مصالح الولايات المتحدة. وهذا يعني بالنسبة له الحفاظ على الوضع كما هو.
وتنظر موسكو لمحور المقاومة وليس الأسد باعتباره الوضع القائم. وقال السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسيبكين في مقابلة له عام 2019: “أقولها بصراحة: يجب عدم تقييد التأثير الإيراني على النظام السوري، ويجب أن تظل علاقة قوية لا تهتز بين محاور دمشق وطهران وحزب الله وهي طريق المستقبل”.
وفي الوقت نفسه تجنب الدبلوماسيون الروس وبوتين وصف إيران بالدولة الحليفة لموسكو. فهي بالنسبة لهم جزء مركز في الترتيبات الجيوسياسية الذين لا يرغبون أن تستبدل بترتيبات مؤيدة لأمريكا. وفي محاولة لوضع نفسه كوسيط في الشرق الأوسط بدلا من الاصطفاف مع واحد من معسكراته، تعاون مع عدوة إيران، إسرائيل ومع تركيا التي تتصادم طموحاتها الإقليمية مع إيران.
ومن هنا فقد غيرت وفاة سليماني كل هذه الترتيبات الأساسية. وكل ما شعرت روسيا أنها مجبرة على عمله هو تقديم العزاء لإيران، وهو ما فعله سيرغي لافروف مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، وعبر عنه بوتين، ودعمت روسيا خليفة سليماني إسماعيل قاآني، فيما لن يدعم بوتين أي عملية انتقامية إيرانية ضد أمريكا. لكنه يحتاج للرد لو انتقمت إيران وخرجت الأمور عن اليد.
وشبه المحلل الروسي بافيل فلاغينهور مقتل سليماني بمقتل الأرشيدوق فرديناند بسراييفو عام 1914، وهي الحادثة التي أشعلت الحرب العالمية الأولى. فواحد من السيناريوهات هو انتقام إيران بضربة على إسرائيل ترد فيها هذه على مواقع إيرانية وجماعات وكيلة في سوريا بشكل يهدد مصالح روسيا وقواتها في هذا البلد.
ويخطط بوتين لزيارة إسرائيل هذا الشهر، حيث يعتبر خفض التصعيد في سوريا واحدا من أهم الموضوعات التي سيبحثها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وعلى المستوى الاستراتيجي قد يؤدي الرد الإيراني لتخريب التوازن الذي عملت روسيا على الحفاظ عليه من خلال التدخل، ولهذا سيحاول بوتين الحفاظ عليه وبمساعدة من القادة الأوروبيين مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.
ولا يستبعد بوتين حربا شاملة بين إيران وأمريكا لا يمكن لطهران الانتصار فيها، ولهذا يحتاج بوتين لترتيب يسمح له بنشر مزيد من القوات الروسية في سوريا، ومنع نشوء نظام قريب من الولايات المتحدة والبحث عن محاور جديدة تسمح له بالحفاظ على القواعد العسكرية هناك.
ولكن خيارات بوتين في الوضع الحالي محدودة. وتظل تركيا اللاعب القوي بالمنطقة حليفا لأمريكا ولكنها ليست قوية. وسيزور بوتين أنقرة اليوم الأربعاء. وستكون هناك موضوعات لمناقشتها مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان غير بناء خط غاز جديد.
ورغم أن أردوغان وبوتين يدعمان الطرفين المتحاربين في ليبيا، إلا أنهما أثبتا قدرة على التعاون كما في سوريا. وسيكون الأسد الخاسر في أي خطة روسية بديلة. فأردوغان يفضل رحيله، ومن هنا وفي غياب الدعم الإيراني، سيحاول بوتين البحث عن تسوية في سوريا بدلا من استمرار دعم الرئيس الحالي. وعليه فالأسد يصلي من عدم تعجل إيران للمواجهة.
===========================
الصحافة العبرية :
إسرائيل هيوم :مصلحة بوتين: منع الاشتعال
 https://alghad.com/مصلحة-بوتين-منع-الاشتعال/
عوديد غرانوت
8/1/2020
حظيت زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المفاجئة الى سورية، برفقة وزير دفاع سيرجيه شويغو وضباط روس كبار وكذا لقائه مع بشار الاسد في مقر قيادة الجيش الروسي في دمشق بعناوين عادية في وسائل اعلام الدولتين، فلم تنبئ بالتخوف الحقيقي الذي يسود الكرملين: الشرق الاوسط كله، بعد تصفية سليماني، قد يشتعل في كل لحظة.
يمكن لقلق بوتين هذا ان يشهد عليه، ضمن امور اخرى، الرد الروسي المنضبط على التصفية. فإيران وروسيا هما، ظاهرا، حليفتان. ومؤخرا فقط اجرتا مناورات في شمال المحيط الهندي. كان يمكن ان نتوقع من بوتين ان يوجه اتهامات شديدة لترامب على “الفعلة عديمة المسؤولية” التي اتخذها؛ ان يبدي تعاطفا مع بكاء خامينئي فيؤيد علينا حق ايران في انتقام شديد وأليم. كل هذا لم يحصل. فقد شجب الروس بلهجة هزيلة واكتفوا بمكالمات مواساة للمسؤولين في موسكو مع نظرائهم في طهران. وليس صدفة.
ينبغي لنا أن نتذكر بأن بوتين ليس فقط بطل العالم في العثور على الفرص للكسب السياسي بل وخبير ايضا في تشخيص المخاطر. والرئيس الروسي، بعد التصفية في بغداد، يشم خطرا. فرد منفلت العقال من الايرانيين على اغتيال الجنرال تجاه الاميركيين المرابطين في الشرق الاوسط لا بد سيجر رد فعل غير متوازن من القوة العظمى الاقوى في العالم. ومن هنا قصيرة جدا المسافة الى الاشتعال الكبير، اشتعال من شأنه أن يمس ايضا بمصالح روسيا.
بطبيعة الاحوال يتعلق هذان القلقان لدى بوتين بسورية، التي هي معقله الاساس في المنطقة. الاول: في شرق الدولة ما تزال توجد قوات اميركية. واذا ما حاول الايرانيون المس بها، فستعمل الولايات المتحدة في سورية؛ ليس فقط في شرقي الدولة بل وفي كل مكان تتواجد فيه ميليشيات مؤيدة لإيران. هذا سيحرج جدا القوات الروسية المرابطة في سورية. القلق الآخر هو ان تتلقى تلك الميليشيات امرا من طهران للعمل ضد اسرائيل من الاراضي السورية، كجزء من حملة الانتقام على التصفية. يفهم بوتين بأن اسرائيل لن تتجلد على عملية واسعة النطاق ضدها من خلف الحدود بل وربما ستتجاوز خطوطا حمراء، تقررت بين الدولتين، كضرب رموز النظام في دمشق.
اشارت مصادر روسية امس الى الزيارة المفاجئة التي قام بها الزعيم الروسي الى دمشق كمحاولة للتأكد من أن يعمل الاسد على لجم وتهدئة الميليشيات المؤيدة لإيران في أراضيه. فبوتين يريد هدوء في سورية وسيبحث في ذلك ايضا مع مضيفيه في اسرائيل في الزيارة القريبة التي كانت مع ذلك مخططة مسبقا، ولكنها اصبحت ذات صلة اكبر من اي وقت مضى بعد تصفية سليماني. كل ذلك شريطة الا يسارع الايرانيون الى الرد حتى قبل الزيارة، مثلما تنبأت امس بضع قنوات اعلامية في الولايات المتحدة.
من دمشق واصل بوتين طريقه الى أنقرة كي يبرد منطقة اخرى. في ليبيا ستبدأ في الايام القريبة القادمة حرب بين المرتزقة الروس، المؤيدون لجيش حفتر وبين المرتزقة الذين بعثت بهم تركيا لمساعدة الحكومة. سيحاول بوتين اقناع اردوغان بأن هذه معركة خاسرة، لأن جيش الجنرال سيطر منذ الآن على معظم اراضي الدولة، وانه من الافضل لموسكو وأنقرة التعاون لمنع اشتعال كبير، اذا كان ممكنا، في المنطقة الاقرب لحدود تركيا. اذا نجح بوتين في مهمة التهدئة، فإن ليبيا كفيلة بان تصبح المعقل البحري الثاني لروسيا في حوض البحر المتوسط، بعد سورية.
===========================
خلاصة التقدير الإستراتيجي للعام 2020: سياسياً… كيف تتخطى إسرائيل التهديد الوجودي وتضمن أمنها وازدهارها؟
https://www.alquds.co.uk/خلاصة-التقدير-الإستراتيجي-للعام-2020-سيا/
فجوة القوة
في بداية العام 2020 تُعدّ إسرائيل دولة قوية ذات قوة عسكرية وسياسية وتكنولوجية واقتصادية بالغة، ولكنها تجد صعوبة في ترجمة قوتها إلى نفوذ استراتيجي وتحقيق أهداف الأمن القومي المركزية: إزالة التهديدات، وتحقيق السلام، وخلق أحلاف، وإملاء شروط لإنهاء مرضٍ للمواجهات. كل ذلك بسبب محدودية خطواتها العسكرية تجاه أعدائها الأساسيين، إضافة إلى الثمن الاقتصادي والاجتماعي الجسيم الذي ينطوي على الحرب والحساسية الكبرى تجاه الخسائر.
حتى عندما تشخص إسرائيل التحدي جيداً يصعب عليها تصميم استراتيجية ناجعة لمعالجته، فحتى الانتصار العسكري الساحق لا يسمح لها دوماً بأن يترجم إنجازات الحرب إلى أهداف سياسية، ومواجهة آثار “اليوم التالي” معقدة في الغالب بقدر لا يقل عن إدارة الحملات العسكرية نفسها. كما أن عدم التماثل في أهداف المعركة وفي توقعات الجمهور (بالنسبة لأعداء إسرائيل عدم الهزيمة معناه النصر، بينما الجمهور في إسرائيل يتوقع انتصاراً ساحقاً) والاختلاف في قواعد عمل إسرائيل مع أعدائها يستوجب صياغة في الحد الأدنى لأحداث المعركة.
آثار تصفية سليماني
خلاصة التقدير الاستراتيجي تمت في ظل تصفية سليماني التي تخلق سياقاً جديداً وتنطوي على احتمالية انعطافة استراتيجية من السابق لأوانه بعد تقدير حجمها وأبعادها:
$1·       بالنسبة للولايات المتحدة، المسألة المركزية هي هل تشهد التصفية على تغيير جذري في السياسة الأمريكية باتجاه معركة عسكرية نشطة ضد النشاط الإقليمي الإيراني، أم هي عملية غايتها المنع والردع بجباية ثمن باهظ على سلسلة أعمال الجهات المؤيدة لإيران، بتوجيه من سليماني، التي كانت ذروتها قتل مواطن أمريكي (27 كانون الأول 2019) وهجوماً على السفارة في بغداد (31 كانون الأول).
$1·       بالنسبة لإيران، قد تفحص الآن إمكانيات الرد في ظل غياب سليماني الذي نسق في الماضي سياقات التذكير والتخطيط لعمليات من هذا القبيل في الساحة الإقليمية. كما أنه من السابق لأوانه تقدير ماذا سيكون تأثير تصفية سليماني -الذي قاد منظومة العلاقات الإيرانية مع وكلائها مع المنطقة- على التصميم والجسارة الإيرانية كما انعكست في الأشهر الأخيرة.
الميزان الاستراتيجي
         كانت إسرائيل منشغلة في العام 2019 بحملتين انتخابيتين، ولم تكد تبادر إلى خطوات استراتيجية لتحسين وضعها السياسي. فقد انشغلت الحكومة بخطوات مثل اعتراف إدارة ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، وبإحلال السيادة في الجولان، ولكن ساد جمود بل وتراجع كبير في المسائل المركزية لأمن إسرائيل.
جانب آخر هو مسألة الفجوات التكنولوجية وتآكل التفوق النوعي لإسرائيل على أعدائها. والتحذير الأوضح عن ذلك هو “مشروع دقة الصواريخ” الإيراني، الذي اجتاز مرحلة إقامة خطوط الإنتاج والتحويل. ولدى حزب الله عشرات الصواريخ الدقيقة.
في الساحة الفلسطينية ثمة جمود سياسي مطلق وقطيعة بين القدس ورام الله. حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة يواصلان التعاظم العسكري، وبلدات غلاف غزة تعيش في ظل مواجهة لا تتوقف، ومنظمات إرهاب تهدد الحياة المنتظمة لأكثر من نصف السكان في إسرائيل، بما فيها غوش دان.
نظرة أوسع تبين أن علاقات إسرائيل مع العالم العربي السني تراوح المكان. لم يتحقق في 2019 اختراق دبلوماسي مع دول الخليج؛ ويتواصل التدهور التدريجي في العلاقات مع الأردن؛ فيما ينحصر استقرار العلاقات مع مصر فقط.
ميزانية الدولة تعاني من عجز واضح، والحاجة إلى تعزيز ميزانية الدفاع بسبب التفاقم في وضع إسرائيل الاستراتيجي تعظم المشكلة.
أما في نظرة إلى الداخل، فالمجتمع الإسرائيلي منقسم، والحكومة منشغلة بحملات انتخابية بلا حسم، في ظل تبذير المقدرات والشلل المؤسساتي وعدم القدرة على بلورة السياسة واتخاذ القرارات في المسائل المركزية.
بالمقابل، هناك قليل من السياقات والتغييرات الإيجابية في المحيط العالمي والإقليمي تنطوي على إمكانية تحسين في ميزان الأمن القومي الإسرائيلي. في 2019 تظهر مؤشرات على موجة أخرى من الهزة في العالم العربي، هذه المرة في الدول التي فيها سيطرة شيعية وصلة بإيران (العراق ولبنان)، بل في إيران نفسها. واستمرار الضغط الاقتصادي على إيران قد يؤدي إلى تقليص المقدرات التي تحت تصرف نشاطها النووي والإقليمي.
         أما الولايات المتحدة، في نهاية المطاف، فلا تغادر الشرق الأوسط تماماً (لا تزال القواعد والجنود مكانهم في الخليج والقوات تتعزز بعد تصفية سليماني)، وإسرائيل ستبقى تتمتع في السنة القادمة أيضاً من إدارة ودية ترى ما يجري في المنطقة والمصالح الإسرائيلية بانسجام معها. الانعزالية الجزئية للولايات المتحدة، رغم مخاطرها على إسرائيل، ترفع قيمة ومكانة إسرائيل في نظر الأمريكيين والدول العربية البراغماتية.
على مستوى آخر، ثبتت إسرائيل نفسها كلاعبة حيوية في السياق السوري، حين توصلت إلى توافقات مبدئية، لا تتحقق حالياً، مع الولايات المتحدة وروسيا حول الحاجة إلى إخلاء القوات الإيرانية من سوريا.
ويخيل أننا نشهد بداية فهم في الساحة الفلسطينية -المنقسمة بين قطاع غزة والضفة الغربية– بأن حل النزاع لن يأتي كنتيجة لإكراه من الساحة الدولية (السلطة الفلسطينية) أو حتى بمساعدة الإرهاب (حماس).
الاستنتاجات
نستنتج من وزننا للجوانب الإيجابية والسلبية التي ذكرت عدة معان مركزية في بداية العقد القادم: الأول هو الاعتراف بالحرج الاستراتيجي في إسرائيل، والذي لا يؤدي إلى الخطاب السياسي المرغوب فيه في مستوى القيادة القومية (حملتان انتخابيتان في 2019 ومفاوضات لتشكيل الحكومة)، ويؤدي إلى فشل في بلورة فكر أمني حديث.
المعنى الثاني هو القول الواضح بأنه مع استنفاد المعركة بين الحروب في الساحة الشمالية، فإن السلوك الإسرائيلي الحالي هو سير في المسار المؤدي إلى التصعيد. الأمر يتطلب تكييفاً للأدوات والأساليب والساحات ووتيرة العملية، في ظل الاستعداد المسبقة وتخصيص المقدرات بما يتناسب مع ذلك.
ثالثاً، في الظروف الناشئة يستوجب نقاش مبدئي حول “هجوم وقائي” ضد حزب الله، ولا سيما في سياق “مشروع الدقة” الذي يتصدره الإيرانيون.
هاكم 10 توصيات تنشأ عن النقاش المبدئي:
1. البرنامج النووي الإيراني
         أدى الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي واستئناف العقوبات إلى التوقع لتحقق واحد من ثلاثة سيناريوهات: انهيار النظام؛ وتغيير سلوكه؛ أو هجوم أمريكي في إيران، في حالة عملية إيرانية فاعلة تجاه الأمريكيين أو التقدم في البرنامج النووي. لقد تبينت السيناريوهات الثلاثة كأمنية متفائلة وليست واقعية. فالنظام الإيراني يتصدى بنجاح للاحتجاجات والمظاهرات ولا يعتزم تغيير سلوكه، واختارت الولايات المتحدة احتواء الاستفزازات العسكرية الإيرانية.
على إسرائيل أن تستعد لسيناريوهين أكثر واقعية: مفاوضات متجددة (احتماليتها قلت على ما يبدو بعد تصفية سليماني) و “زحف” إيراني نحو حافة النووي. هذان السيناريوهان يفترضان تفاهمات قريبة وخطة عمل مشتركة مع الولايات المتحدة. في البداية يجب الوصول إلى توافقات حول مضمون الاتفاق النووي المحسن مع إيران مقارنة بالاتفاق في 2015، إلى جانب التوصل إلى “اتفاق موازٍ” حول سياسة مشتركة ضد إيران وحول استراتيجية للتصدي للزحف الإيراني نحو النووي. ومن المهم أن نفحص مع الولايات المتحدة كيف يمكن مساعدة الشعب الإيراني للثورة ضد النظام. ومع ذلك، على إسرائيل أن تستعد لأن تبقى وحدها في المعركة، وتضمن أن يكون تحت تصرفها خيار هجومي مصداق. هذه خطوة صعبة تستوجب حرف المقدرات وتخصيصها لتعزيز هذه القدرة.
تثبيت التواجد الإيراني في سوريا و”مشروع الدقة”
من المهم أن نستوعب بأن نجاحات إسرائيل في وقف تثبيت التواجد الإيراني في سوريا في 2018 و2019 مؤقتة ونسبية وليست مطلقة. سيكون من الخطـأ البقاء في إطار الاستراتيجية ذاتها في الوقت الذي يتغير فيه الواقع. وسعت إيران تثبيت وجودها إلى العراق ولبنان، واتخذت سياسة أكثر جرأة وفورية (حتى تصفية سليماني). حان الوقت لاستيعاب الدور المتناقص للصيغة الحالية للمعركة بين الحروب، والتطوير لحل عملي غايته خطوة مركزة تجاه عناصر حرجة لذاك التموضع، وعلى رأسها “مشروع الدقة”. مثل هذه الخطوة قد تؤدي إلى تصعيد كبير.
إن تهديد مئات أو آلاف الصواريخ الدقيقة من لبنان وسوريا وإيران هو تهديد استراتيجي من الدرجة العليا، وإذا لم يعالج في الوقت المناسب قد يتطور في المدى البعيد إلى تهديد وجودي. هذا تهديد من نوع يستوجب فحصاً معمقاً لشكل تنفيذ مفهوم الأمن الإسرائيلي تجاهه.
         نشخص خمس استراتيجيات محتملة للتصدي:
$1·       استمرار المعركة ما بين الحروب.
$1·       استراتيجية دفاعية فاعلة وسلبية.
$1·       الردع.
·       الضربة المسبقة.
$1·       الهجوم الوقائي.
“حرب الشمال الأولى”
على الجيش الإسرائيلي أن يضمن استعداداً لحرب متعددة الساحات كسيناريو متصدر. قد مرت عقود “تمتعت” فيها إسرائيل من المواجهة في ساحة واحدة فقط. يعنى الجيش بمعنى الحسم والنصر وحرمان العدو من قدراته، وعلى القيادة السياسية أن تسمح له ببناء القوة والجاهزية للقتال في الشمال أمام ثلاثة كيانات: حزب الله، وإيران، وسوريا، وفي الوقت نفسه التصدي لمنظمات الإرهاب من غزة. فالعودة إلى “حالة الجميع” تستوجب تذكيراً في سلم الأولويات بين الساحات والجبهات، وفي الانجاز اللازم في كل جبهة. معهد بحوث الأمن القومي سيعرض على أصحاب القرار في النصف الثاني في العام 2020. كما يتطلب الأمر جهداً مع الجمهور لتحديث التوقعات بشأن التهديد المحدق، وأكثر من ذلك بشأن إمكانيات الرد.
السلطة الفلسطينية
نكرر ونوصي بـ”خطة معهد بحوث الأمن القومي” الصادرة في تشرين الأول 2018 مع المبادئ التالية: محاولة أخرى للتفاوض؛ وفي حالة الفشل تنفيذ خطوات تصميم مستقلة للحفاظ على طابع إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية آمنة وأخلاقية. الاستعداد لليوم التالي لأبو مازن يعد ضرورة مثلما هو أيضاً استمرار تشجيع التنمية الاقتصادية في السلطة. ونرى أهمية في نشر خطة ترامب التي تحاول تثبيت مقاييس جديدة للتسوية والاعتراف بالواقع الناشئ في الخمسين سنة الأخيرة.
منظمات الإرهاب في غزة
مثلما شخصنا في 2018، ثمة احتمال للوصول إلى تسوية مع حماس. فالمنظمة، التي جسدت استعداداً للتسوية بعدم انضمامها إلى جولة “الحزام الأسود” بين إسرائيل والجهاد الإسلامي في تشرين الثاني 2019، تعطي أولوية لتحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي في القطاع على مواجهة أخرى مع إسرائيل. إلى جانب ذلك، تتحدى إسرائيل بإطلاق الصواريخ بمستوى متدن وبالاحتكاك على الجدار الحدودي، لاعتبارات داخلية ولغرض ممارسة الضغط على إسرائيل لتحقيق التنازلات.
وقف نار طويل المدى ممكن فقط إذا ما حصل الطرفان على جواب معقول لمطالبهما الاستراتيجية، وليس الأيديولوجية. تحصل حماس على فتح غزة على العالم وتنمية القطاع، بينما تحصل إسرائيل على عودة الهدوء إلى الجنوب، وضمان آليات منع تعاظم القوة والتهريب وحل معقول لمسألة الأسرى والمفقودين. في حالة عدم تحقق التسوية، فإن توصية المعهد (منذ 2012) هي التخطيط والتنفيذ لمعركة عسكرية بشكل مختلف عن المعارك في العقد السابق. عليها أن تكون مفاجئة، ومناورة، ومركزة على الذراع العسكري لحماس، وليس حفظ حماس كعنوان ودون احتلال غزة، وأن تنتهي بخطوة سياسية من التسوية من موقع قوة.
الولايات المتحدة
انتخابات الولايات المتحدة قد تنقل إسرائيل من واقع إدارة ودية في واشنطن إلى إدارة إشكالية. حيال الانعزالية الأمريكية التي تغطي الحزبين، على إسرائيل أن تعود للتشديد لأنها لا تريد للولايات المتحدة أن تقاتل وتسفك الدم من أجلها، وأنها ذخر استراتيجي وحليف مصداق لواشنطن، ولهذا صحيح تعزيز قوتها من ناحية أمنية وسياسية. على إسرائيل أن تفعل كل شيء كي تعود لتكون موضوعاً ضمن الاجماع الواسع بين الحزبين. كما أن على إسرائيل أن تبذل جهداً مهماً لتعيد تقريب الجمهور اليهودي الغفير الذي انقطع عنها عقب سياسة ليست حساسة تجاه التيارات اليهودية المختلفة في الولايات المتحدة.
روسيا والصين
ليست روسيا عدو إسرائيل، ويجب مواصلة الحوار الاستراتيجي لمنع الصدام في الأماكن التي تكون فيها القوات العسكرية للدولتين متجاورتين ومصالحهما متعارضة. ينبغي الاعتراف بأن روسيا هي حليف لاثنين من أعداء إسرائيل: إيران وسوريا. ومن هنا، فهي تغض النظر في ضوء تعاظم حزب الله. إن تقدم الوعد الروسي بإبعاد الإيرانيين على سوريا سيشكل إمكانية لتعزيز العلاقات بين روسيا وسوريا، ونتيجة لذلك ستقيد النشاطات الإسرائيلية في سوريا، الأمر الذي يفترض انتباهاً عملياتياً. في كل الأحوال، مثلما في موضوع الصين.. يجب أن نكون شفافين مع الولايات المتحدة في الموضوع.
إن تطوير العلاقات الاقتصادية والشراكة العامة في الحداث مع الصين يفترضان تنسيقاً وثيقاً مع الولايات المتحدة. لقد أشار المعهد في السنوات الأخيرة إلى الأزمة الناشئة مع الولايات المتحدة حول علاقات إسرائيل مع الصين، وإلى الحاجة إلى تعزيز آليات إدارة المخاطر.
المنظومة الإقليمية
إسرائيل مطالبة بأن تجد السبيل إلى اقتحام السقف الزجاجي للتعاون مع الدول السُنية البراغماتية. ومفتاح ذلك يتشكل من جهدين: الأول تسويق قدرات تكنولوجية واقتصادية وأمنية تساعد هذه الدول في مواجهة إيران والتحديات الاقتصادية وتحديات الحداثة والتحولات في القرن الـ 21؛ والثاني هو التقدم في الموضوع الفلسطيني الذي يسمح لهذه الدول بتطوير علاقاتها مع إسرائيل.
وبالتوازي، وبأهمية عليا، ترميم العلاقات مع الأردن. تنطوي “ثمار السلام” هنا على التقدم في التسوية السياسية مع الفلسطينيين. وهذا هو مفتاح الخروج من النقطة الأدنى التي وصلت إليها العلاقات بين الدولتين منذ التوقيع على اتفاق السلام في 1994.
تعزيز جاهزية الجيش وزيادة ميزانية الدفاع
في ضوء تعاظم الجسارة الأمريكية وتواصل تثبيت الوجود في سوريا والعراق ولبنان، مطلوب تعزيز جاهزية الجيش الإسرائيلي للمواجهات في كل الجبهات التي هي قابلة للتفجر بقدر متغير: إيران، وحزب الله في سوريا، والساحة الفلسطينية. من المهم إنهاء وتمويل الخطة متعددة السنين للجيش وتنفيذ خطة التسلح بالمساعدات الخارجية (التي تتأخر منذ سنتين)؛ وتعزيز قدرات الضرب لإيران؛ وتعزيز التدريب والاحتياطات، ولاسيما العمل على وضع استراتيجيات وخطط عملياتية مناسبة لقدرات حديثة وطرق عمل طورتها إيران وحزب الله وحماس.
حفظ التفوق
عنصر حيوي في مفهوم الأمن الإسرائيلي بشكل تقليدي هو حفظ التفوق الاستخباري، الجوي والتكنولوجي، على أعدائها. ينبغي مواصلة تعزيز التفوق النسبي لإسرائيل في مجال حماية السايبر وتكنولوجيا الفهم الاصطناعي بالنسبة لخصومها، كموجة تحمل قوة التفوق النوعي والأمني لإسرائيل، وكعنصر مركزي في تعزيز ردعها، وقوتها الرقيقة، واقتصادها ومكانتها الدولية.
       الخلاصة
بعد سنوات عدة من التحسن في وضع إسرائيل الاستراتيجي، يلوح إغلاق لنافذة فرص استراتيجية لم تستغل بشكل كاف. ثمة تفاقم في التهديدات يستوجب تفكيراً متجدداً في مفهوم الأمن، وسياسة الأمن وتخصيص المقدرات والاستراتيجيات المحدثة.
يوجد نهجان لإمكانيات استراتيجية لإسرائيل: الأول حذر واستقراري، في ظل التشديد على الحوارات والتسويات والتسليم بالتهديدات الموجودة والمتشكلة، لتحييدها وعدم خروجه من القوة إلى الفعل؛ والثاني يؤيد الفاعلية الوقائية–الهجومية، الذي يتصدى للتهديدات ويزيلها، ولكن قد يؤدي إلى درجة الحرب متعددة الجبهات.
ثمة شرط مسبق لاختيار النهج السليم هو قاعدة صلبة داخلية في إسرائيل مع التشديد على تراص الصفوف والحصانة الاجتماعية والقومية. في ختام سنة من الفرقة والتحريض والتباعد بين عناصر المجتمع في إسرائيل، حان الوقت لسياسة أخرى. يجب التركيز على النشاط لإعادة الثقة في مؤسسات الحكم، ورأب الصدوع، وتقريب المعسكرات، وتعزيز التضامن والجهود الأولية والمرتبة للتمكين والبناء لأجهزة المناعة القائمة والمتجددة.
على هذا الوضع، يتعين على حكومة جديدة في إسرائيل أن تبلور بديلاً متداخلاً يتصدى من جهة لنشوء تهديدات مهمة، ومن جهة أخرى المبادرة إلى سياقات سياسية وتسويات لتقليص التوتر. هكذا يتاح الاستعداد والتركيز للتهديدات الكبيرة على مستقبل أمن إسرائيل وازدهارها.
بقلم: عاموس يدلين
تقدير إستراتيجي 20208/1/2020
===========================
الصحافة البريطانية :
الغارديان: هل تعادلت إيران مع ترامب في حرب الانتقام؟
https://www.alquds.co.uk/الغارديان-هل-تعادلت-إيران-مع-ترامب-في-ح/
إبراهيم درويش
لندن – “القدس العربي”:
نشرت صحيفة “الغارديان” تقريرا لمراسلها في بيروت مايكل صافي قال فيه إن الهجوم الإيراني على القواعد الأمريكية في العراق يعطي فرصة لكل من إيران وأمريكا للتعادل في المواجهة التي بدأت بمقتل قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني قرب مطار بغداد الدولي بعدما أطلقت طائرة مسيرة صواريخ هيل فاير قتلت سليماني وقائد كتائب حزب الله، أبو مهدي المهندس.
وقالت الصحيفة إن “الانتقام القاسي” الذي وعدت به إيراني لمقتل قائدها بدأ صباح الأربعاء بموجتين من الصواريخ الباليستية قصيرة المدى على قواعد عسكرية في العراق يعمل فيها جنود أمريكيون. وتقول الصحيفة إن الهجوم سيقدم فرصة للصقور داخل إدارة دونالد ترامب لزيادة الضغط على إيران ولكنها قد تكون طريقا إلى الأزمة. وتقول الصحيفة إن الهجمات هي رمزية فقد تم إطلاق الصواريخ الساعة الواحدة والنصف صباحا في نفس الساعة التي قتل فيها سليماني صباح الجمعة.
وقام معظم القادة العسكريين والسياسيين بوضع العلم الإيراني على حساباتهم بـ”تويتر” في رد على “تويتر” الذي وضع فيه العلم الأمريكي بعد مقتل سليماني. وأطلق الحرس الثوري على العملية اسم “الشهيد سليماني”. وقام الإعلام الإيراني بنشر أشرطة فيديو عن العملية. إلا أن إطلاق الصواريخ كان مدروسا ويهدف إلى تجنب القتلى حيث أطلق على قواعد كانت في حالة تأهب قصوى.
وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن الهجمات هي للدفاع عن النفس ضمن القانون الدولي وليس الطلقة الأولى للحرب. وحاول ترامب في أول تعليق له التقليل من شأنها وقال في “تويتر” إنه ينتظر التقييم وفيما إذا سقط ضحايا. ولو التزم ترامب بالتقييم فقد تكون صواريخ الأربعاء فرصة للطرفين لتخفيض التوتر بدون فقدان ماء الوجه. فستكون إيران قادرة على القول إنها ثأرت لمقتل قائدها سليماني والتحول لحرب مفتوحة من خلال الجماعات الوكيلة لها ضد عدو أقوى منها والضغط عليه للخروج من العراق. فيما ستقول الولايات المتحدة إن الهجوم غير مهم وإن البيت الأبيض سيقاوم رغبة الرد.
===========================