الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 8/2/2017

سوريا في الصحافة العالمية 8/2/2017

09.02.2017
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة البريطانية : الصحافة التركية : الصحافة الامريكية :  
الصحافة البريطانية :
الغارديان: (مسلخ بشار الأسد) يتخطى الخيال ولكنه حقيقيٌ ومرعب
http://www.all4syria.info/Archive/386229
كاتي آلين- الغارديان- ترجمة محمود محمد العبي: كلنا شركاء
وفقاً لمنظمة العفو الدولية، سجن صيدنايا مركز إبادة، حيث المجاعة والتعذيب مقدمة لعمليات الشنق الجماعية، التي تصل إلى 50 شخصاً في العملية الواحدة.
بعد عمليات القصف المدمرة والحصار الوحشي وهجمات الأسلحة الكيماوية البربرية، قد تظنون بأنه لا شيء يمكن أن يصدمكم الآن فيما يتعلق بالصراع الكارثي في ​​سوريا. ولكنكم ستكونون على خطأ.
علمت منظمة العفو من السجناء الذين تم احتجازهم هناك وتم الإفراج عنهم حول ما يصفونه ببرنامج الإبادة الذي يجري في واحد من السجون العسكرية لـ “بشار الأسد” – سجن صيدنايا في دمشق. هنا، فقد أخبروا منظمة العفو، تم تجويع الآلاف من المدنيين الذين يعتبرون معارضين للنظام المنهجي، وتمت معاملتهم بطريقة غير إنسانية عمداً، وتعذيبهم بلا رحمة، وفي النهاية شنقهم في أقصى درجات السرية في جوف الليل، ويصل عدد الأشخاص بين 20-50 في العملية الواحدة. وقد وصف هؤلاء الشهود عمليات الإعدام والأوضاع في السجن قبل كانون الأول/ ديسمبر 2015، ولكن لا يمكنهم معرفة فيما إذا كانت تلك العمليات والأوضاع مستمرة.
ويبدو الأمر وكأنه من فيلم رعب – سلسلة بشعة من أعمال منحرفة تستعصي على الوصف. كنت أتمنى أن يكون الأمر غير صحيح. ولكنني جلست وتحدثت مع أحد الناجين من سجن صيدنايا، وأعرف كل شيء حقيقي بشكل مرعب.
وقد جمعت منظمة العفو شهادة 31 محتجزاً سابقاً في صيدنايا وكذلك حراساً سابقين، وأحصينا ما بين 5000 إلى 13000 شخصاً تم شنقهم في سجن صيدنايا منذ بدء الانتفاضة ضد الأسد، وربما أكثر من ذلك بكثير.
وعلاوة على ذلك، وصف شهود العيان حالات الوفاة من خلال الضرب السادي والجوع والمرض، وقالوا إنه يتم قطع الطعام والماء بشكل منتظم عن السجناء في صيدنايا، وعندما يتم تسليم المواد الغذائية، فإنها تُلقى في كثير من الأحيان فوق الدم على الأرض المتسخة.
ولدى السجن أيضاً مجموعة من “القواعد الخاصة”، حيث لا يسمح للسجناء بإصدار أية أصوات أو التحدث أو حتى الهمس، حتى عندما يتعرضون للضرب بوحشية، ويتم إجبارهم على اتخاذ وضعيات معينة عندما يأتي الحراس إلى الزنازين، ومجرد النظر إلى الحراس عقوبته الإعدام.
وهنا وصف أحد المعتقلين السابقين عمليات الضرب المرعبة قبل عمليات الإعدام شنقاً: “كنا نسمع صوتاً هائلاً من الساعة 10 مساءاً حتى 12، أو من 11 مساءاً حتى الواحدة صباحاً، وكنا نسمع الصراخ والعويل من تحتنا… وهذه نقطة مهمة جداً. لو بقيت صامتاً، ستتلقى القليل من الضرب في سجن صيدنايا، ولكن هؤلاء الناس كانوا يصرخون كما لو أنهم قد فقدوا عقولهم… لم يكن صوتاً عادياً – لم يكن عادياً. وبدا الأمر كما لو أنهم كانوا يسلخون جلدهم وهم على قيد الحياة”.
وأما بالنسبة لعمليات الشنق، وصف الشهود كيف يتم تنفيذها في الطابق السفلي في مكان يُسمى “المبنى الأبيض”، فبعد ساعات من الضرب، تُؤخذ مجموعات تصل إلى 50 رجلاً معصوبي العيون لموقع الإعدام في شاحنات بيضاء (تسمى “ثلاجات اللحوم” من قبل سجناء آخرين)، ويتم وضعهم على منصة بارتفاع متر، وهنا يتم وضع حبل المشنقة على رؤوسهم.
ولا تسفر كل عمليات الشنق عن الموت السريع، حيث يبقى بعض الرجال الأخف وزناً على قيد الحياة لعدة دقائق، وهنا يتوجب على اثنين من مسؤولي السجون وظيفة شد جثث أولئك الذين ما زالوا على قيد الحياة حتى تنكسر رقابهم.
أخبرني حميد (ليس اسمه الحقيقي) أحد المعتقلين السابقين، كيف كان يسمع أصوات أشخاص يتعرضون للشنق، وذلك عندما نام وغيره من السجناء على الأرض في غرف في الأعلى: “كان هناك صوت شيء ينسحب – مثل قطعة من الخشب، لست متأكدا – وبعد ذلك تسمع صوتهم وهم يختنقون… إذا وضعت أذنيك على الأرض، يمكن أن تسمع صوت الغرغرة، وهذا من شأنه أن يستمر حوالي 10 دقائق… كنا ننام فوق صوت أناس تختنق حتى الموت، أصبح هذا طبيعياً بالنسبة لي بعد ذلك”.
ويتم إخبار أولئك الذين يُقتلون بهذه الطريقة القاسية التي لا تُصدق قبل بضع دقائق من الحكم عليه بالإعدام. أولاً يتم إخراجهم من سجن صيدنايا إلى “محكمة عسكرية ميدانية” في مقر الشرطة العسكرية في حي القابون في دمشق، وفيها يخضعون لمحكمة مدتها لا تتعدى ثلاث دقائق، وليس هناك محام للدفاع عنهم، وبدون دليل على إدانتهم، ومعصوبي العينين أثناء عملية المحاكمة، وحكم الإدانة محدد مسبقاً، وأيضاً حكم الإعدام، ثم تتم إعادتهم إلى سجن صيدنايا لمزيد من التعذيب والمروع، وانتظار الموت.
لا تشك منظمة العفو في أن هذه الأعمال غير الإنسانية تشكل سياسة إبادة على النحو المحدد في تشريع روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية: “تسبب فرض أحوال معيشية، من بينها الحرمان من الحصول على الطعام والدواء، في هلاك جزء من السجناء”.
وقد جمعت منظمة العفو شهادات على أساس أنها تعتقد أن عمليات الشنق الجماعية في صيدنايا مسموحة من مسؤولين في أعلى المستويات في الحكومة السورية. بالإضافة “للائحة أسماء الإعدام”، أحالت منظمة العفو معلومات حول الجناة المزعومين إلى هيئات التحقيق الدولية ذات الصلة.
وأخبرني أحد السجناء السابقين كيف يتضمن صيدنايا- كجحيم دانتي الحديث- طبقات من الوحشية المنهجية. وقال: “في كل مرحلة تصل، تكتشف أن المرحلة السابقة كانت أفضل، وتبدأ الحاجة إلى القلق بشأن المرحلة المقبلة”.
ماذا سنكتشف عن جحيم سوريا الأسد؟
اسم الصحيفة: الغارديان
التاريخ: 07/02/2017
بقلم: كاتي آلين
========================
التايمز: يجب محاكمة الأسد بجرائم الحرب
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2017/2/7/التايمز-يجب-محاكمة-الأسد-بجرائم-الحرب
أفاد تقرير لمنظمة العفو الدولية بأن النظام السوري أعدم 13 ألف سجين في سجن صيدنايا الحربي، الواقع شمال العاصمة دمشق، وتسبب في وفاة آلاف آخرين منذ اندلاع الثورة عام 2011 إلى ديسمبر/كانون الأول 2015.
وقال التقرير -الذي نشرته صحيفة فايننشال تايمز- إن المعتقلين كانوا يتعرضون "لإبادة" بحسب وصف المحكمة الجنائية الدولية.
وكشف التقرير -الذي جاء بعنوان "المسلخ البشري"- عن أن "الحكومة السورية كانت تضع المحتجزين عمدا في ظروف غير إنسانية بقصد قتلهم"، وأن ما لا يقل عن 17723 شخصا ماتوا من التعذيب أو المرض أو سوء التغذية أو الجفاف خلال تلك الفترة، وشُنق من خمسة آلاف إلى 13 ألفا آخرين بعد محاكمات عسكرية لم تستغرق سوى دقائق معدودة.
وفي السياق، رصدت افتتاحية التايمز جانبا آخر من تقرير العفو الدولية، جاء فيه أنه كان يتم إخراج السجناء من زنازينهم ليالي الاثنين والأربعاء ويجبرون على السير في وضع الضفدع إلى قبو مخصص للتعذيب، وكانوا يعدمون شنقا بعد محاكمات سريعة، وكان العدد يصل إلى خمسين في المرة الواحدة.
وقالت الصحيفة إن يدي الأسد ملطخة بالدماء، وهذا ليس سرا، لأنه في حصار حلب الأخير قتل جنوده ثمانين مدنيا على الأقل من مسافة قريبة، كما قتل عدة مئات، منهم تسعون طفلا، أثناء القصف الروسي السوري للمدينة.
ووصفت الصحيفة تصرفات الأسد بجرائم الحرب، وأنها كانت سمة صراعه اليائس للبقاء في السلطة، حيث إنه لم يميز بين المحاربين والمدنيين، ورأت وجوب مثوله أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة جرائم ضد الإنسانية.
وأشارت الصحيفة إلى لائحة اتهام من عشرين صفحة ضد الأسد أعدها محامون يعملون مع "مشروع محاسبة سوريا" مقره في الولايات المتحدة، حيث قدموا أسماء بالمشتبه بهم في النظام والجرائم المزعومة والأدلة الداعمة إلى المحكمة في لاهاي. ومع ذلك استبعدت فرص مثوله للمحاكمة في أي وقت قريب.
وختمت بأنه يجب تقديم الأسد للمحاكمة كما يجب توجيه كل الجهود الغربية لإقناع الكرملين بالتعاون لاستبدال "طاغيتها الدمية" في شكل حكومة مقبولة للشعب السوري.
 
وفي نهاية المطاف يجب أن يكون في المصلحة الذاتية للكرملين أن يكون لديه حليف يحكم على تصرفاته بالتوافق وليس من مجرمي الحرب.
========================
الاندبندنت: قراصنة داعش ينشرون صوراً فظيعة من حرب سوريا على مواقع بريطانية
http://www.almada.org/مباشر/الاندبندنت-قراصنة-داعش-ينشرون-صوراً-ف
نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية موضوعاً لمراسلها لشؤون الدفاع "كيم سينغوبتا" بعنوان: "قراصنة تابعون لتنظيم داعش يشنّون هجمات الكترونية على مواقع صحية بريطانية، وينشرون صوراً فظيعة من الحرب السورية".
ويستهل سينغوبتا موضوعه مشيراً إلى أن هجمات داعش الالكترونية طالت عدد من المواقع التابعة لخدمة الصحة العامة البريطانية ونشرت خلالها صوراً للفظائع التي تحدث في سوريا.
ويلفت إلى أن الاختراق الالكتروني يوضح إلى أي مدى أصبحت المواقع العامة البريطانية مكشوفة أمام هجمات القراصنة الإلكترونيين، مطالباً بمزيد من الدقة بغرض حماية معلومات عامة قد تكون شديدة الحساسية من التسريب.
وتوضح الصحيفة، أن الهجمات شنتها مجموعة من القراصنة في شمال أفريقيا وقالوا إنها انتقام لاعتداءات الغرب في منطقة الشرق الاوسط، مشيرةً إلى أن هذه الهجمات هي الاولى من نوعها.
وأشارت الاندبندنت إلى أن الهجمات جاءت في الوقت الذي حذرت فيه الحكومة البريطانية من أن المواقع التابعة لخدمات الصحة العامة في بريطانيا قد تكون عرضة لهجمات يشنها قراصنة وهو الأمر الذي لم يكن معتاداً في السابق.
وختمت الصحيفة موضوعها ناقلةً عن الخبير الأمني البريطاني روبرت إيمرسون، قوله إنه "من الواضح أن هذه الهجمات لم تشنها مجموعة تعمل بمفردها لأنها سلسلة من الهجمات المنسقة التي من الواضح أنها استهدفت توجيه رسائل بصرية لقطاع عريض من المواطنين".
========================
الصحافة التركية :
صحيفة ملييت  :موقف ترامب يحرّك زناد الإرهاب المتطرف
http://www.turkpress.co/node/30778
تونجا بنغن– صحيفة ملييت – ترجمة وتحرير ترك برس
تسببت أعمال ترامب وقراره الأخير الذي ينص على حظر مواطني 7 دول إسلامية من دخول الولايات المتحدة الأمريكية بنزول الشعب الأمريكي إلى الشوارع.
 أثبتت البحوث أن واحدا من كل مواطنين أمريكيين اثنين مؤيد لقرارات ترامب, وبالمقابل آخر معارض لها. ذلك يعني أن تعمق أجواء التردد وعدم اليقين في الشرق الأوسط بدأا بالانعكاس على أمريكا مع قدوم ترامب إلى الرئاسة. لأن الصيغة المستخدمة في خطابات ترامب، والتي يدّعي أنها تستهدف الإسلام المتطرف، فقد أدت إلى قلق المجتمعات الإسلامية الأخرى ايضاً.
كما أن الخطابات الأمريكية تلك تتسبب بازدياد ردور أفعال العالم الإسلامي, حيث تؤدي هذه الحالة إلى الزيادة في نسبة الخطر أيضاً. مما يدفع البعض إلى التيقّن بأن هذه القرارت المتخذة بحجج أمنية للإرهاب الإسلامي المتطرف مدعاة للتحريض.
 إضافة إلى ذلك فإن بعض الدول الأخرى تتحدث عن احتمال تطبيق نظرية المؤامرة المذكورة في أمريكا أيضاً بعد تحولها من مجرد نظرية إلى أمر واقع. خصوصاً بعد ظهور الخلافات بين المواطنين الأمريكيين حول قرارات الحظر التي تشمل اللاجئين والمهاجرين في بلادهم.
هل من الممكن حصول ذلك حقاً؟ وكيف سينعكس الأمر في حال حصوله؟ وصف "جيفات أونيش" نائب المستشار السابق لوكالة الاستخبارات الوطنية تصرف ترامب بأنه يسير على مبدأ إدارة شركة في قيادة حكومته, مجيباً عن الأسئلة المطروحة حول هذا الموضوع على الشكل التالي:
هل تدفع مواقف ترامب إلى تحريض الإرهاب الإسلامي المتطرف؟
نعم, إنه يخلق أجواء تتسبب في تحريض بعض الجهات الإسلامية المتطرفة. الظروف التي تحرض الإرهاب الإسلامي المتطرف موجودة بالفعل, كما يمكن للظروف الجديدة أن تكون سبباً في ظهور تحريضات جديدة أيضاً.
تسببت نشاطات ترامب الأخيرة التي يهدف من خلالها إلى الوفاء في العهود التي قدمها للطبقة المؤيدة له خلال فترة الانتخابات في زيادة خطر حدوث الأنشطة الإسلامية المتطرفة.  لكن هذا الأمر لا يؤثر على أمريكا فقط, إنما يؤثر على كل دولة مستهدفة من قبل المتطرفين وخصوصاً داعش. مما يجعله يؤثر على تركيا بشكل مباشر, وعلى أوروبا عامة.
هل يمكن حدوث نشاط إرهابي بناء على هذه الظروف؟
بالتأكيد يمكن حدوث ذلك. كما أثبتت حروب الوكالة لنا هذا الأمر. حيث يمكن توقع حدوث ذلك في حال قيام داعش باستخدام التطرف الإسلامي كأداة لها خلال السياسات العالمية والإقليمية.  إلا أن هذا الأمر يخلق حالة متوقعة من حيث السياسات العامة.
كيف ستكون العواقب إذا قامت داعش بنشاط إرهابي في أمريكا؟
يمكن لأي نشاط إرهابي أن يشكل حالة خاصة تسمح لأمريكا  باستخدامها القوة العسكرية لزيادة تدخلها المباشر في المنطقة دون توكيلها بذلك. حيث سيؤدي التدخل المباشر إلى إعادة ظهور المعادلة بين أمريكا وروسيا وإيران, إضافةً إلى تدخل الدول الأوروبية في المسألة وكشف المصالح المختلفة من جديد. لذلك يجب على تركيا أن تكون حذرة جداً, وأن تحقق وحدة سياستها الداخلية وتكون مستعدة للتطورات الخارجية دائماً.
هل يعني ذلك نزول أمريكا إلى ساحة المعركة على أرض الواقع؟
يمكن أن تنزل أمريكا إلى الساحة, وهذا احتمال قوي جداً. لكن نزول أمريكا إلى الساحة سيدفع إلى تجدد صراع المصالح بين القوى العالمية مما سيؤدي إلى تحول تركيا إلى هدف رئيسي مرة أخرى وسط هذه الصراعات الجديدة. حيث دفعت هذه الظروف تركيا إلى زيادة حساسيتها تجاه صراعها حيال هذا الموضوع.
هل بدأ تمهيد الطريق لحدوث ذلك؟
عند النظر  إلى تدخلات أمريكا في تطورات الأوضاع في المنطقة منذ عام 1990 نلاحظ زيادة هذه الحساسية باستمرار, إضافةً إلى ظهور قضية داعش والإسلام المتطرف في إطار السعي الأمريكي للبحث عن مصالحها العالمية في المنطقة. بدأت محاولات ترامب لإعادة تحويل أمريكا إلى قوة عظمى بعد انخفاض قوتها في إطار موازين القوى. بالطبع إن هذا الأمر يزيد من نسبة المخاطر حيال القضايا العالمية والإقليمية في المنطقة. حيث يمكننا إيجاد الحل الأفضل لهذه المشكلة بعد رؤية الخطوات التي سيتخذها ترامب خلال الأشهر القادمة.
========================
صحيفة ستار  :هل يتم دعم وحدات حماية الشعب بالسلاح من أجل عملية الرقة؟
http://www.turkpress.co/node/30810
سيفيل نوريفا - صحيفة ستار - ترجمة وتحرير ترك برس
تصريح ترامب بإنشاء منطقة آمنة.
المسودة الروسية حول مشروع الدستور السوري.
دعم أمريكا لتنظيم وحدات حماية الشعب بالسلاح بحجة عملية الرقة.
هل من الممكن يا ترى أن تكون هذه النقاط الثلاثة تفاصيل مؤامرة كبيرة؟
يتضح لنا يوما بعد يوم أن هدف أمريكا الأساسي ابتداء باحتلالها لأفغانستان هو إنشاء دولة إسرائيل الكبرى، ورأينا أن الشعارات التي استخدمت في انتخاب ترامب تقف خلفها مجموعات دينية متعصبة تابعة للصهيونية المركزية.
لا يهمنا من الذي يحكم أمريكا بل الأهم من ذلك معرفة المناطق التي تريد قوى الصهيونية العالمية السيطرة عليها، وبالمقابل فإن أمريكا تعلم أنه دون إحكام سيطرتها على أفغانستان فلن تستطيع السيطرة على الشرق الأوسط ولهذا فإن غاية استخدام أمريكا لورقتي حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب في الشرق الأوسط أصبحت واضحة للعيان، فهل يا ترى تم إيجاد داعش من أجل تبرير مشروعية التنظيمين الكرديين السابقين؟.
إن  الهدف الرئيسي الكامن وراء ما يحدث من عمليات في العراق، ولبنان، وسورية هو إنشاء دولة جديدة و تحقيق الحلم الإسرائيلي المنتظر بإنشاء دولة إسرائيل الكبرى باستخدام الورقة الكردية.
بعد صدور المسودة الروسية بخصوص الدستور السوري علينا الوقوف عند بعض المواد التي تحمل في طياتها أمورا خفية، فنلاحظ أن المسودة الروسية التي تنادي بإلغاء مركزية الحكم واستبدالها بالفدرالية تخدم قرار ترامب بإنشاء منطقة آمنة في سورية، فيما تعمل أمريكا على دعم تنظيم وحدات حماية الشعب بالسلاح بحجة عملية الرقة من أجل تحقيق مشروع الدولة الإسرائيلية الكبرى ولتكون عائق أمام تركيا التي ستعارض هذا المشروع في المستقبل.
بعد تحليل هذه الأمور الثلاثة نستطيع فهم خطتهم الدنيئة في سورية أكثر، فنهرا دجلة والفرات عنصر حياتي مهم من أجل إسرائيل، لكن في هذا السياق تعد نجاح عملية الباب التركية أمر مهم جدا.
إن هذه اللعبة الخطرة من الممكن أن تصل إيران وتؤدي إلى تقسيمها إن لم تأخذ حذرها و تتصرف بحكمة، وكلنا يعلم بأن الأسد عبارة عن دمية بأيديهم، وما المعلومات التي تفيد بخبر إصابة الأسد بفالج وسيطرة الجيش الروسي على شوارع دمشق إلا جزء بسيط من ألاعيبهم.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه:
ما رأي الأسد بعرض المسودة الروسية بإلغاء مركزية الدولة؟.
لقد كتبت منذ شهور بأن الأسد سقط من أعينهم، لكن شروط وظروف الوقت آنذاك مختلفة عن وضع اليوم، نعم إن النظام السوري أهم من حياة الأسد بالنسبة إلى الروس، لكن روسيا تبدي أهمية لممثل النظام في الوقت الحالي.
تعمل إيران بين الفينة والفينة على إظهار قدرتها على القيام ببعض الألاعيب والمناورات، لكن عليها أن تشعر بالحريق القادم إليها، فهي ما زالت تعمل ضد تركيا بدلا من التعاون معها، وفي هذه الحالة فإن على تركيا، وإيران، والعراق وسورية إيجاد حل مشترك من أجل بقاء دولهم.
يتبين لنا يوما بعد يوم أن تركيا مستهدفة من هذه اللعبة، فما يحدث في سورية وما حدث من أمور في تركيا ابتداء بأحداث غيزي، وأحداث 17-25 كانون الأول/ ديسمبر، وأحداث عملية شاحنات "mit" وأحداث الانقلاب الفاشل، إلا دليل واضح على وجود مهندس محترف يقف خلف هذه الإستراتيجية، وما تغلغل أتباع تنظيم غولن في الجيش إلا يصب في مصلحة الصهاينة.
نرى اليوم تصارع القوتين العظمى أمريكا وروسيا في الساحة الإقليمية لكن علينا أيضا أن نرى بأن مركز القوى في أمريكا ومركز القوى في روسيا على اتفاق تام، لكن السؤال المهم: كيف تستخدم أوراقك في خضم هكذا بيئة؟
يجب علينا أم نفصل بين ألمانيا وفرنسا وبين أمريكا وبريطانيا على حده، وأن نعلم جيدا ما هي المناطق التابعة لسيطرة كل منهم.
إن ثقل وقوة الدولة يكمن في مركزها وعقلها المدبر، وإن من يرفض هذا يستحيل خروجه من الدوامة، وبتعبير آخر يقع في تعقيدات لعبة "ماطروشكا الروسية".
الدولة التركية هي دولة قوية ذات بصيرة حكيمة، وبالفعل تمر بمرحلة صعبة جدا وخطرة، ولا بد لهنا من التمسك بسلاحين هامين وهما "الوحدة الشعبية" و"حكمة الدولة" من أجل بقائها واستمرارها.
========================
الصحافة الامريكية :
موقع ناشيونال إنترست:حزب الله خسر في سوريا أكثر مما فقده في مواجهة إسرائيل خلال 18 عاما
http://www.kolalwatn.net/news259688
كل الوطن- متابعات:كشف موقع ناشيونال إنترست الأمريكي، أن حزب الله اللبناني خسر في قتاله بجوار رئيس النظام السوري بشار الأسد أكثر مما خسر خلال 18 عاما من الاحتلال .
ورأى أن حزب الله، منى بخسائر غير مسبوقة فى حربه بسوريا، وخسر أفرادًا من مليشياته لم يخسرها فى حروبه أمام الكيان الصهيونى.
وقال إنه بالرغم من أن حزب الله هو واحد من الجهات القليلة التي خرجت بمكاسب من الصراع السوري، إلا أنه قد خرج بخسائر أيضًا، فقد خسر حزب الله مقاتلين في الحرب السورية أكثر ممّا خسر طوال احتلال إسرائيلي دام 18 عامًا لجنوب لبنان، فقد الحزب أكثر من 2000 مقاتل والعديد من المصابين يقدّر عددهم بحوالي 6000 مقاتل”.
وأوضح أن حزب الله حافظ طويلا، بقيادة حسن نصر الله، على علاقات وثيقة بإيران وسوريا، التي احتلّت أجزاء من لبنان بين عامي 1976 و2005.
ومنذ بدأت الحرب عام 2011، تقول التقديرات أنّ أكثر من 400 ألف سوري قد قُتِلُوا، وفرّ ما يقرب من 5 مليون خارج البلاد، و6 ملايين نزحوا داخليًا. وقد تحوّلت غالبية المدن الكبرى، بما في ذلك السوق التجاري الكبير حلب، تحوّلت إلى رماد”.
خسر الكثير في تلك الحرب، لكنّ البعض قد استفادوا، ومن بين هؤلاء جماعة حزب الله الإرهابية الشيعية”.
و”حزب الله” هو ميليشيا لبنانية موالية لشرعية الثورة الإيرانية، وتفخر بقوّة قتالية متطوّرة وتحظى بمقاعد رئيسية في البرلمان اللبناني، وهي من الأمثلة البارزة على التهديد المزدوج، حيث تعتمد على خليط من القدرات العسكرية المتفوقة والتقليدية.
ويتمتّع حزب الله أيضًا بشبكة خدمات اجتماعية واسعة في أنحاء لبنان، والتي من شأنها أن تصبح موضع حسدٍ من قبل الدول القومية الصغيرة.
وشهد حزب الله مهمة زحف في سوريا، خصوصًا بعد أن ساءت ظروف “نظام الأسد” في اللحظات الأولى للصراع، وهرع حزب الله بتقديم دور المساعدة والمشورة بتدريب الميليشيات السورية الموالية للنظام، وقاد هجومًا بريًا في حمص عام 2013.
وفي أواخر ديسمبر 2016، ساعد حزب الله النظام السوري في استعادة مدينة حلب
========================
معهد واشنطن :إعادة النظر في التدخل العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط
http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/rethinking-american-military-intervention-in-the-middle-east
مايكل آيزنشتات
متاح أيضاً في English
"ديفينس دوسيي"
كانون الأول/ديسمبر 2016
تحميل ملف بي. دي. إف.
ربما يكون الشعب الأمريكي قد سئم من "الحروب التي لا تنتهي أبداً" في الشرق الأوسط، إلا أن المصالح الحيوية للولايات المتحدة تتطلب استمرار تدخلها العسكري في المنطقة. فاحتياطيات المنطقة الهائلة من النفط والغاز تُعتبر أساسية من الناحية الاقتصادية لشركاء تجاريين رئيسيين، ويكون تجاهل دورها على صعيد الانتشار وكمصدّر للاضطرابات والتطرف العنيف والإرهاب على مسؤولية المرء الشخصية. فمنذ هجمات 11 أيلول/سبتمبر، تعلمت الولايات المتحدة درساً صعباً مفاده أن ما يحصل في الشرق الأوسط لا يبقى محصوراً فيه.
غير أن الولايات المتحدة لم تتعامل بفعالية كبيرة مع التحديات الأمنية في المنطقة خلال حقبة ما بعد هجمات 11 أيلول/سبتمبر - بدءاً من مكافحة الشبكات الإرهابية العابرة للحدود الوطنية، أو قمع الحركات المتمردة المقاومة أو التحديات التي تهدد بناء دولة أو أمة. وقد ساهم تدخلها (أو في بعض الأحيان عدم انخراطها) في بروز دول ضعيفة أو متعثرة كما هو الحال في العراق وليبيا وسوريا، في حين أن الإرهاب الذي نشأ في المنطقة أو انبثق منها قد ازداد بشكل كبير منذ 11 أيلول/سبتمبر. على صناع السياسة الأمريكيين إعادة تقييم كيفية تفكير حكومتهم وترتيبها للأمور وتدخلها العسكري في المنطقة، لكي تعزّز المصالح الأمريكية في جزء من العالم لا يزال يكتسي أهمية حيوية بالنسبة لبلادهم.
وهذا يعني تطوير فهم أفضل لثقافة المنطقة وسياستها (أو بيئة العمليات، وفقاً للمصطلح العسكري) ولا سيما كيفية عمل نظام الدولة "غير الويستفالي" - حيث غالباً ما تتدخل دول الشرق الأوسط في شؤون بعضها البعض، وتسير مع التيار (بمساعدة قوى خارجية عموماً) بهدف منع الأعداء من دمج نجاحاتهم العسكرية ومنع بروز قوة إقليمية مهيمنة.
وقد فاقمت انتفاضات "الربيع العربي" بين عامي 2010 و2011 هذه الميول فضلاً عن ازدياد عدد الدول الضعيفة والمتعثرة في أعقابها، مما سمح للجماعات الإرهابية على غرار تنظيميْ «الدولة الإسلامية» و «القاعدة» بالتمركز في مساحات لا تخضع لسيطرة الدولة، وأتاح لدول عربية ناشطة حديثاً مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر (فضلاً عن قوى غير عربية مثل تركيا وإيران وروسيا) التدخل في الصراعات في جميع أنحاء المنطقة. وقد أصبحت الصراعات أكثر تعقيداً وتداخلاً، مما أدى إلى بروز "نظام صراع" إقليمي يمتد من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى إلى جنوب آسيا، تنتقل فيه الأسلحة والمقاتلون الأجانب والتكتيكات والتقنيات، والمحاربون من صراع إلى آخر، ما يؤدي غالباً إلى إذكاء هذه الحروب المدمرة وتكثيف حدّتها وتعقيد الجهود الرامية إلى حل هذه الصراعات.
لهذا السبب، يتعيّن على صناع السياسة الأمريكية التخلي عن "إيديولوجية الحل" - أي سعي الولايات المتحدة الواهم والجوهري لحل مشاكل الشرق الأوسط - وخفض توقّعاتهم في ما يتعلق بالإنجازات التي قد تحققها التدخلات العسكرية في المنطقة، لا سيما ضد الشبكات الإرهابية والمتمردة الصامدة. ونظراً إلى الزخم الذي يدعم أعمال العنف، لا يمكن حل معظم الصراعات في الشرق الأوسط، بل إدارتها فقط - على الأقل في الوقت الراهن.
ومع ذلك، تعمل هذه الدينامية في كلا الاتجاهين، وتخلق فرصاً للولايات المتحدة لتقويض إنجازات خصومها إذا أرادت ذلك، كما أنه سيكون هناك دائماً أطراف متعثرة تبحث عن رعاة أجانب. ولكن المنطقة ليست ذاتية التنظيم، وسعياً لتحقيق ذلك على الولايات المتحدة التعاون مع شركاء محليين ضد خصومها، كما فعلت ضد الاتحاد السوفياتي في الشرق الأوسط خلال السبعينيات، وفي أفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي.
الإخفاقات الأمريكية
أدى الفهم غير المناسب لبيئة العمليات إلى قيام الولايات المتحدة بخطوات خاطئة وتقديمها أداء دون المستوى المطلوب في عدد من المجالات. فقد أوجدت السياسات الأمريكية تجاه دمشق وطهران تصوراً بأن الولايات المتحدة متحالفة مع إيران وتدعم بقاء بشار الأسد ونظامه بشكلٍ ضمني، الأمر  الذي عاد بالفائدة على تنظيم «الدولة الإسلامية» من ناحية تجنيد عناصر [جُدد] وأعاق الحملة العسكرية ضده. كما تعرقلت جهود الولايات المتحدة الرامية إلى ردع الأعداء وطمأنة الشركاء بسبب عجز واشنطن عن الحفاظ على مصداقية التزاماتها السابقة (على سبيل المثال، رسم خط أحمر لاستعمال الأسلحة الكيميائية في سوريا عام 2012) والاعتقاد أنها تتخلى بسرعة عن شركائها التقليديين (مثل الرئيس المصري حسني مبارك) وتحتضن الخصوم (مثل إيران، وفي الآونة الأخيرة روسيا أيضاً).
وخلال تقديمها المساعدة للقوات الأمنية، غالباً ما تجاهلت الولايات المتحدة الميول الثقافية لشركائها وحاجاتهم العملياتية خلال سعيهم لإقامة جيوش تكون نسخة مصغرة من القوات الأمريكية المسلحة، في الوقت الذي كانت فيه تلبية نظام المبيعات العسكرية الخارجية لحاجات الحلفاء الملحة بطيئة للغاية، مما دفع بهم إلى التوجه نحو مصادر أخرى مثل روسيا لشراء الأسلحة. كما أنها لم تولِ الاهتمام الكافي للأنشطة الاستخباراتية التي تُعتبر خط العمليات الفاصل لعددٍ كبير من أعدائها وخصومها (على سبيل المثال، تنظيميْ «الدولة الإسلامية» و «القاعدة»، وإيران وروسيا)، وقدمت أداءً سيئاً من ناحية ربط أنشطتها الاستخباراتية بأنشطتها على الساحتين الدبلوماسية والعسكرية. ونتيجةً لذلك، لم تقم الولايات المتحدة بما يكفي لتقويض جاذبية جماعات مثل تنظيم «الدولة الإسلامية»، ونفوذ منافسيها الإستراتيجيين كإيران.
وينطوي هذا التقييم على عدد من التداعيات المترتبة على "أسلوب الحرب" الذي يعتمده الأمريكيون، وعلى كيفية استخدام أمريكا لأداتها العسكرية في الشرق الأوسط، وعلى حربها المستمرة ضد الجماعات السلفية-الجهادية مثل تنظيميْ «الدولة الإسلامية» و «القاعدة».
نهج جديد
أولاً، يتعين على صناع السياسة التخلي عن نهج تفكيرهم المزدوج بشأن "الحرب والسلام" و"النصر والهزيمة" والصراعات "النظامية وغير النظامية". ويُعتبر هذا التحول أساسياً لتحقيق نجاح في منطقةٍ غالباً ما تكون فيها الحدود الفاصلة بين هذه العبارات غير واضحة، وحيث من المرجح أن تؤدي الصراعات إلى نتائج غامضة. وعلى وجه الخصوص، على الولايات المتحدة أن تعترف أن حربها ضد الجماعات السلفية-الجهادية ستكون على الأرجح طويلة الأمد. فالعديد من أبرز مناصري هذه الإيديولوجيا هم في سن المراهقة والعشرينات من العمر، وسوف يتواجدون لعقود قادمة. وفي حين أن إلحاق هزيمة عسكرية بجيش تنظيم «الدولة الإسلامية» وتفكيك ما يسمى بدولة الخلافة يعتبران شرطاً ضرورياً لتحقيق النصر، إلا أنهما ليسا كافيين. وبدلاً من ذلك، يجب استنكار إيديولوجية الحركة السفلية-الجهادية العالمية. وتشكّل الهزيمة العسكرية للتنظيمات التي تعمل باسم هذه الإيديولوجيا الخطوة الأولى في هذا الاتجاه. غير أنه يتعيّن على الولايات المتحدة فهم العملية التي تكسب من خلالها الإيديولوجيات المتطرفة زخمها ومن ثم تفقد في النهاية جاذبيتها، لكي تتمكن من التأثير على هذه العملية بشكلٍ أفضل
ثانياً، على صناع السياسة التوقف عن السعي إلى التوصل إلى حلول تكتيكية وتكنولوجية (كما تجسدها "استراتيجية التعويض الثالثة" التي أعلنتها وزارة الدفاع الأمريكية) في النزاعات ذات الدوافع السياسية - على غرار الصراع ضد الجماعات السلفية-الجهادية - حيث تكتسي التكنولوجيا، على الرغم من أساسيتها، أهمية أقل من الفطنة السياسية والثقافية والغرائز الجيوسياسية السليمة. إن البراعة التكتيكية الأمريكية ومهاراتها التقنية العالية، بالإضافةً إلى نقل الأسلحة والتأكيدات الشفهية لشركائها وحلفائها، لا يمكنها التعويض عن الأخطاء ذات التأثيرات الإقليمية من حيث المدى والجيوسياسية من حيث الحجم. وعليه، فمن الحكمة إدراك ذلك وتجنّب العثرات الجيوسياسية على غرار تصرّف أمريكا الخاطئ في أعقاب غزوها للعراق عام 2003 والإطاحة بالرئيس الليبي معمر القذافي في عام 2011، وانسحابها من العراق بين العاميْن 2011 و2014، الأمر الذي مكّن صعود تنظيم «الدولة الإسلامية»، وعجزها عن دعم المعارضة غير السلفية في سوريا، مما ساهم في [تنظيم] أكبر حشد للجهاديين في العصر الحديث
ثالثاً، تحتاج الولايات المتحدة إلى اعتماد نهج "البصمة الخفيفة" القوية بما يكفي للمحافظة على الزخم ضد تنظيميْ «الدولة الإسلامية» و «القاعدة»، وردع إيران ووكلائها، وضمّ شركاء إقليميين، ودعم الدبلوماسية وتعزيزها، على أن تقوم بذلك من دون التسبّب بتفريط غير مستدام بالدم والثروة. ويمكن لمثل هذه المقاربة أن تنجح فقط إذا تصرّفت أمريكا أشبه بما يفعل خصومها - أي العمل "عبر ومع ومن خلال" شركائها ووكلائها المحليين لتحقيق مكاسب تدريجية. ويعني ذلك إضفاء الطابع الرسمي على التعديلات الفردية للطريقة التقليدية التي تخوض بها أمريكا الحرب منذ إطلاق حملتها ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق وسوريا عام 2014. كما يعني إعادة النظر في نهج الولايات المتحدة لمساعدة قوات الأمن ودعم القوات غير النظامية المشاركة في حملات حرب غير تقليدية. وتجدر الملاحظة بأن الولايات المتحدة قد حققت نجاحات ملحوظة سابقاً في كلا المجالين، وعليها تجنب تكرار أخطائها في تدريب "قوات الأمن العراقية" والمعارضة السورية. ومن شأن النهج الذي يعتمد على الشركاء والوكلاء المحليين أن يضمن استدامة التدخل الأمريكي المستمر في المنطقة، وأن الولايات المتحدة تحتفظ بالمرونة الضرورية لتلبية حالات الطوارئ العسكرية في أماكن أخرى من العالم.
رابعاً، إلى المدى الذي يسعى فيه خصوم أمريكا الرئيسيون - الجماعات السلفية-الجهادية السنية على غرار تنظيميْ «الدولة الإسلامية» و «القاعدة» من جهة، وإيران الشيعية المتطرفة من جهة أخرى - إلى تقويض نظام الدولة العربية، فإن دعم الدول القوية المتبقية في المنطقة (مصر وإسرائيل والأردن وتركيا ودول الخليج) إلى جانب الأطراف المعنية من غير الدول مثل «حزب الاتحاد الديمقراطي» السوري الكردي، يصبّ في مصلحة الولايات المتحدة، حيث أنه بإمكان هذه الجهات الاحتفاظ بالأراضي والحكم بطريقة يقبلها السكان المحليون ومحاربة الجماعات المتطرفة مثل تنظيميْ «الدولة الإسلامية» و «القاعدة». أما في المناطق التي شهدت فشل الدولة، فعلى الولايات المتحدة العمل من أجل الحدّ من أي انقسامات إضافية وذلك عبر السعي إلى التوصل إلى تسويات سياسية مستدامة بين الجهات الفاعلة المحلية بما يتماشى مع المصالح الأمريكية. غير أن الفوضى التي تعمّ المنطقة في الوقت الراهن ناجمة عن تغييرات جوهرية في ميزان القوى بين الحكومات والمعارضة في أكثر المجتمعات انقساماً في المنطقة، تقودها العولمة والتغير التكنولوجي. وهنا، سوف تحتاج واشنطن إلى تكييف نفسها مع واقع جديد ودائم: إن الانقسام السياسي واللامركزية السائدين في المنطقة اليوم سيكونان "الوضع الطبيعي الجديد" لأجزاء كبيرة من الشرق الأوسط
خامساً، تكتسي الأنشطة الاستخباراتية أهمية كبرى بالنسبة لتنظيميْ «الدولة الإسلامية» و «القاعدة»، وإيران وهي تدخل ضمن كافة أنشطتها. وفي المقابل، تواصل الولايات المتحدة تقليص موارد أنشطتها في المجال المعلوماتي. فقد عجزت عموماً عن الاستفادة بشكل فعال من الآثار المميتة لعملياتها العسكرية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» بغية استحداث تأثيرات حاسمة وغير فتاكة في المجالين النفسي والمعلوماتي. كما عجزت عن تحدي رواية طهران النووية بشكل فعال خلال المفاوضات التي أدت إلى إبرام اتفاق نووي مع إيران في عام 2015، ومنذ ذلك الحين أيضاً. يجب على الولايات المتحدة أن تخصص حتى قدراً أكبر من الموارد والجهود لرسم معالم الحديث عن الصراع مع الجماعات السلفية -الجهادية مثل تنظيميْ «الدولة الإسلامية» و «القاعدة»، فضلاً عن منافستها الإستراتيجية مع إيران. وعليها أن تتذكر أن أن للأفعال صدىً أكبر من الأقوال. فالفجوة المتسعة بين الأقوال والأفعال في السياسة الأمريكية (التي تجسدت من خلال دعم واشنطن الضئيل للمتمردين السوريين في حين تدعو إلى رحيل الرئيس الأسد، وتعهدها "بتدمير" تنظيم «الدولة الإسلامية» من خلال حملة عسكرية تفتقر إلى الموارد الكافية، والتعهدات التي لم تتحقق بشأن التصدي لأنشطة إيران الإقليمية بعد إبرام الاتفاق النووي مع طهران) قد قوّضت موقعها بين الأصدقاء والخصوم على السواء. فالولايات المتحدة لا تعاني من مشكلة في الصورة فحسب - بل لديها مشكلة واقعية
وأخيراً، في حين أن التجربة الأمريكية في العراق وأفغانستان قد تسبّبت باستياء الكثيرين حول فكرة جداول أعمال تهدف إلى تحقيق التحول، إلا أنه لا مفر منها إذا أرادت الولايات المتحدة تحقيق النجاح في الشرق الأوسط، على الرغم من أن هذه المرة من دون أي عمليات احتلال مكلفة وجهود لبناء الدولة. يجب على الولايات المتحدة ألا تغيّر فقط ثقافتها الإستراتيجية لكي تتمكن من التعامل بشكل أفضل مع التحديات العسكرية والحوكمة التي تواجهها في المنطقة، بل عليها العمل مع الشركاء الإقليميين الذين يواجهون مخاطر من أجل تغيير الثقافة السياسية القائمة على مبدأ "تعادل الأرباح والخسائر" و"الفائز يحصل على كل شيء" في الثقافة السياسية التي ولّدت الكثير من النزاعات في المنطقة. ويُعتبر القيام بذلك شرطاً أساسياً لتمكين ظهور سياسات قائمة على التسوية والشمولية والاعتدال (إن لم تكن على الديمقراطية). وفي الواقع قد يكون تحديد كيفية دعم مثل هذه العملية من التغييرات الداخلية - في وقت تتغير فيه الثقافة السياسية الأمريكية الخاصة بطرق محيرة أحياناً - أكثر التحديات صعوبة الذي تواجهه الولايات المتحدة على المدى الطويل في المنطقة.  
========================
واشنطن بوست: إيران في أوج قوتها العسكرية منذ 40 عامًا
http://www.alwantv.net/egypt/tw-409252
حبيبه محمد على
كتب - علاء المطيري:
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" إن سياسة الرئيس الأمريكي ترامب، الصارمة تجاه إيران أكسبته أصدقاء في العالم العربي، لكنها تحمل خطر كبير يتمثل في إمكانية اندلاع مواجهة عسكرية معها بعدما أصبحت في أوج قوتها العسكرية منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية قبل 40 عامًا.
ولفتت الصحيفة إلى أن تحذير إدارة ترامب لإيران، الأسبوع الماضي، بأنها أصبحت على قائمة المراقبة تشير بوضوح إلى انتهاء مرحلة المواجهات السياسية التي بدأتها إدارة أوباما وتوصلت إلى إبرام الاتفاق النووي عام 2015 لتتخطى حقبة التخوفات الأمريكية من التوسعات الإيرانية التي تلاها تحسن غير مسبوق في العلاقات بين واشنطن وطهران.
ويتنبأ العديد من المتابعين للعلاقات الإيرانية الأمريكية في الشرق الأوسط أن تصبح تلك العلاقات في عهد ترامب على ذات المستوى الذي كانت عليه في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن عندما كان الإيرانيون يشنون حربًا خفية في العراق بصورة تزيد من حدة التوترات بين السنة والشيعة في المنطقة بأثرها، وفقًا للصحيفة التي أشارت إلى إمكانية اندلاع حرب وحشية بين إسرائيل، حليفة أمريكا، وحزب الله، المتحالف مع إيران.
وألمحت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة ستواجه قوة إيران العسكرية التي أصبحت في أعلى مستوياتها بعدما نجحت في استغلال الفوضى والاضطرابات التي تلت ثورات الربيع العربي في دعم قدراتها العسكرية ونطاق نفوذها في المنطقة.
ويقول نيكولاس هيراس، من مركز "نيو أمريكان سيكيوريتي" البحثي: "تحجيم إيران باستخدام القوة العسكرية أو حدوث مواجهة عسكرية بينها وبين واشنطن سيؤدي إلى تبعات مدمرة على الاقتصاد العالمي بصورة تفوق قدرة حلفاء أمريكا والأمريكيين أنفسهم على تحملها".
ولفتت الصحيفة إلى أن اتفاق إيران النووي الذي تم إبرامه بينها وبين أمريكا والدول الكبرى أدى إلى كبح جماح طموحاتها بامتلاك سلاح نووي، لكنها طورت برامج صواريخ بالستية قادرة على استهداف حلفاء أمريكا في الشرق الأوسط وقواعدها العسكرية، إضافة إلى امتلاكها شبكة تحالفات إقليمية جعلتها أقوى لاعب إقليمي في المنطقة.
ووصلت إيران في الوقت الحالي إلى قمة نفوذها الإقليمي الذي أصبح يمتد من طهران إلى البحر المتوسط بين حدود إسرائيل و"الناتو" إضافة إلى تمددها جنوبًا في شبه الجزيرة العربية، وفقًا للصحيفة التي أوضحت أن إيران تقود عشرات الآلاف من المسلحين في سوريا والعراق وإيران واليمن بما يمتلكونه من قدرات مدرعة ودبابات يدعمهم أعضاء من الحرس الثوري الإيراني.
ولفتت الصحيفة إلى أن إيران طورت - للمرة الأولى في تاريخها - قدراتها العسكرية التقليدية بصورة تمكنها من ضرب أهداف تقع على بعد مئات الكيلومترات خارج حدودها وهي قدرات عسكرية يمتلكها عدد محدود من الدول حول العالم، مشيرة إلى أنها تغير الحسابات الاستراتيجية وتوازنات القوى في منطقة الشرق الأوسط.
ويشعر حلفاء أمريكا في المنطقة بالرضا عن سياسات ترامب تجاه إيران، وفقًا للدبلوماسي السعودي السابق، عبد الله الشمري.
وتتركز جهود الإدارة الأمريكية الجديدة على مواجهة التهديدات الصاروخية لإيران والتي لم يتضمنها الاتفاق النووي الذي أبرمته إدارة أوباما معها، وكان أبرز تلك الإجراءات إعلان وزارة الخزانة الأمريكية، الأسبوع الماضي، فرض عقوبات جديدة ضد مؤسسات اقتصادية ومسؤولين إيرانيين ردًا على إجراء إيران تجربة صاروخية.
ووعدت إدارة ترامب باتخاذ إجراءات انتقامية بسبب أنشطة حركة أنصار الله "الحوثيين" العسكرية في اليمن والتي كان أبرزها مهاجمتهم لسفينة حربية سعودية في البحر الأحمر، لكن الصحيفة أوضحت أن إدارة ترامب لم تكشف عن مزيد من التفاصيل حول ما تريد فعله لمواجهة إيران في المستقبل.
وشن ترامب حربًا كلامية ضد إيران عبر "twitter" في عدة تدوينات أبرزها قوله: "إيران تلعب بالنار.. إنهم لم يقدروا كرم أوباما معهم، لكني لست أوباما" في إشارة إلى أن سياسته ستكون مختلفة معهم وأكثر شدة، بينما جاء رد أوباما على لسان وزير خارجيتها محمد جواد ظريف الذي أثبت أن بلاده لن تتأثر بتلك التصريحات ولن تبدأ حرب لكن صواريخها ستسقط فوق رؤوس من يرتكبون خطأًا في حقها.
وتعتبر إيران أنه ليس من مصلحتها أن تدخل في مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة، لكنها أثبتت أنها لن تتخلى عن مكاسبها في المنطقة.
ولفتت الصحيفة إلى أن سعي واشنطن لكبح جماح إيران لا يتوافق مع الواقع في سوريا التي تمتلك الأخير نفوذّا كبيرًا فيها، وتوافق سياسات إيران وروسيا على دعم الأسد، وهو ما يعني أن مواجهة إيران بمفردها لن تكون ممكنة في سوريا، مشيرة إلى ترامب أعلن أنه سيدعم الأسد، وهو ما يعني أنه لن يتمكن من تحجيم إيران التي لعبت دورًا رئيسيًا في بقاء الأسد في السلطة.
ويعتبر بعض المحللين السياسيين أن الحديث عن قوة إيران مجرد خرافة، وفقًا للصحيفة التي أشارت إلى تأكيدهم على أن ضعف أمريكا هو الذي جعل إيران تبدو قوية.
========================
واشنطن بوست :وثائق تكشف تمرداً داخل «تنظيم الدولة»
http://www.alarab.qa/story/1091849/وثائق-تكشف-تمردا-داخل-تنظيم-الدولة#section_75
كشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية عن وثائق عثر عليها في ملفات تنظيم الدولة تشير إلى بوادر تمرد داخل صفوف المقاتلين الأجانب في هذا التنظيم. وبحسب تقرير الصحيفة تقول إحدى الوثائق إن مقاتلا بلجيكيا قدم مذكرة طبية تفيد بأنه يعاني من آلام في الظهر، وإنه لن يستطيع الانضمام إلى المعركة. كما ادعى مقاتل من فرنسا أنه يريد مغادرة العراق لتنفيذ هجوم انتحاري في بلده، فضلا عن مقاتلين طلبوا تحويلهم للقتال في سوريا، وآخرين رفضوا القتال. ولفتت الصحيفة إلى أن الوثائق التي تخص مقاتلي كتيبة طارق بن زياد عثرت عليها القوات العراقية بعد أن سيطرت على قاعدة تابعة لتنظيم الدولة في حي الموصل الشهر الماضي. وأشارت إلى أن المسلحين محاصرين الآن في النصف الغربي من مدينة الموصل، لكن الخسائر التي تكبدها التنظيم أثارت المخاوف في أوروبا من أن يشق المقاتلون المحبطون طريقهم عائدين إلى أوطانهم. وبحسب الوثائق قال أحد المقاتلين الفرنسيين من أصل جزائري: «لا نريد القتال، نريد العودة إلى فرنسا»، وادعى أنه يريد تنفيذ عملية «استشهادية» في فرنسا. ولفتت «واشنطن بوست» إلى أن مواطنين من فرنسا انضموا إلى تنظيم الدولة أكثر من أي بلد آخر في أوروبا منذ عام 2011، عندما اندلعت انتفاضة شعبية في سوريا ضد بشار الأسد وتحولت إلى العنف وغذت صعود الجماعات المتطرفة.;
========================
تشارلي وينتر؛ وكولن كلارك – (فورين أفيرز) 31/1/2017 :هل يتفكك "داعش"؟ ما تقترحه العمليات الإعلامية للتنظيم
http://www.alghad.com/articles/1423312-هل-يتفكك-داعش؟-ما-تقترحه-العمليات-الإعلامية-للتنظيم
تشارلي وينتر؛ وكولن كلارك – (فورين أفيرز) 31/1/2017
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
مع مواجهة ما يدعى تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" انتكاسات في العراق وسورية، يعتقد معظم المراقبين أن المجموعة آخذة في الانهيار. وفي الحقيقة، في الأسبوع الأخير من شهر كانون الثاني (يناير) فقط، أعلن رئيس الوزراء العراقي منطقة شرق الموصل "محررة بالكامل" من سيطرة المجموعة. ومن الواضح أن قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والمكلف بمكافحة "داعش"، والذي دخل منذ بعض الوقت في السنة الثالثة من حملته العسكرية المستمرة، أحرز تقدماً. ونتيجة للجهود المبذولة في العراق وسورية في العام 2016 وحده، قُتل العديد من كبار قادة المجموعة أو أُسِروا، وتلقت سبل تمويلها ضربة كبيرة، كما أنها تنزف الأراضي باستمرار. ومن المؤكد أن "داعش" سيزداد تفككاً على مدى السنوات القليلة المقبلة.
كما هو حاله، من المرجح أن يسير التنظيم في واحد من طريقين. ووفق الاحتمال الأول، يمكن أن ينتهي المطاف بتفككه وهو يمنح المزيد من الوزن لمركز جاذبيته، حتى بينما يصبح أضعف بشكل عام. وكبديل عن ذلك، يمكن أن يحذو "داعش" حذو تنظيم القاعدة في الألفية الجديدة، وأن يتفكك بطريقة تقلل من تأثير مركزه في العراق وسورية، بينما تمنح زخماً لعملياته المحلية في أماكن مثل أفغانستان، وليبيا، وشبه جزيرة سيناء، واليمن.
ينظر بعض المحللين، مثل كلينت واتس، إلى تفكك "داعش" على أنه كسب محتمل لجهود مكافحة الإرهاب، خاصة إذا أدى إلى ما يدعى "التنافس الإرهابي المدمر"، وهي دينامية تقوم ضمنياً بتخريب أيديولوجية التنظيم عن طريق دفع المنظمات التابعة نحو الإقليمية، وتؤدي إلى تعفن النواة المركزية.
وينظر آخرون، مثل كولن كلارك وتشاد سيرينا، إلى هذه الدينامية على أنها أكثر إشكالية، واحدة يمكن أن تؤدي إلى ظهور جماعات أصغر حجماً، والتي يحتمل أن تكون أكثر تطرفاً -بحيث تجعل الحرب الطويلة مُسبقاً أكثر طولاً.
في هذه الحالة، قد يكون تأمل مثال تنظيم القاعدة مفيداً. ففي الفترة التي سبقت 11/9، كان تنظيم القاعدة كياناً إرهابياً هرمياً ومتماسكاً نسبياً. لكن التنظيم تحول بالتدريج، في السنوات الخمس التي أعقبت تعهد الولايات المتحدة بتدمير المجموعة، إلى هيدرا قاتلة، لها مجسات تمتد من شمال أفريقيا إلى جنوب شرق آسيا. وتفرق متشددو القاعدة في نهاية المطاف في كل أنحاء العالم؛ حيث أسس البعض مجموعات تابعة وصاحبة امتياز، بطريقة تنطوي على الكثير من المخاطر اللوجستية والقانونية. ومن المؤكد أن المركز، في أفغانستان والباكستان، تُرك ضعيفاً نسبياً. ولكن، وبدلاً من التعامل الآن مع كيان متآلف واحد، ترتب على وكالات مكافحة الإرهاب الأميركية أن تحسب حساباً للجماعات التابعة في إندونيسيا، والعراق، ومالي، واليمن وغيرها من الأماكن. وبالإضافة إلى ذلك، ومن منظور قانوني، تعقدت مسألة "التفويض باستخدام القوة العسكرية" بعد انقسام تنظيم القاعدة إلى مجموعات مختلفة، بعضها يرتبط بالمركز ارتباطاً وثيقاً وبعضها لا يصله به سوى مجرد خيط رفيع.
غني عن القول إن الأمر سيتطلب وقتاً قبل أن يصبح مسار "داعش" المستقبلي واضحاً. ولكن، ومهما كان ما سيذهب إليه، فإن بوسعنا أن نكون على ثقة من أن المجموعة لا تريد الإفصاح عن هذا المسار في إعلامها.
مقياس الإعلام
للحصول على فكرة عن كيفية تأثير الانشقاق على "داعش"، قمنا بتحليل إنتاج إعلام المجموعة -الدعاية التي تنشرها- بمرور الوقت. ويمكن أن يعرض تحليل للإنتاجية، والمنشأ، والنوعية، دلائل على الكيفية التي تتحول بها سرديات المجموعة، ومدى تماسك علامتها التجارية، وبالتالي مدى السهولة التي تستطيع بها المجموعة التواصل مع جمهورها. وقد وجدنا في هذا المسعى أن ثمة القليل من حركات التمرد التي عرضت فرصاً أفضل للبحث. فبعد كل شيء، كان "داعش" يغرق شبكة الإنترنت بالدعاية على مدى سنوات.
على الرغم من أن إنتاج الإعلام عموماً يشهد انحساراً، كما تُظهر دراسة حديثة أجراها مركز مكافحة الإرهاب في كلية وست بوينت، فإن قضية الإنتاجية الإجمالية تظل أقل أهمية في هذا السياق من مسألة المكان الذي يتم فيه إنتاج هذه الرسائل. وبإبقاء هذه الفكرة ماثلة في الذهن، وبالاعتماد على الأرشيف الشامل لدعاية "داعش"، والذي تم جمعه على مدى الأشهر الستة الماضية، قمنا بدراسة منهجية لكل واحد من 57 إنتاجاً أصدرتها المنظمة، لتقييم مستويات الهمود، ملاحظين متى قامت كل وحدة معينة بإطلاق آخر مادة إعلامية وماذا كان ذلك الإنتاج. وقد برز اتجاه لا لُبس فيه: إن علامة "داعش" التجارية تتقلص. وفي الحقيقة، ضاق النطاق الجغرافي لإعلام "داعش" في الأشهر الأخيرة، وكانت مستويات الهمود أعلى ما يكون في الهوامش. وفي أوج قوة التنظيم في العام 2015، كان ما لا يقل عن 40 "مكتباً" فردياً للدعاية تقوم بإنتاج الدعاية. وبحلول أواسط كانون الثاني (يناير) 2017، كان 19 منفذاً إعلامياً فقط ما تزال نشطة. وهذه الأيام، أصبحت العلامة التجارية للخلافة ترتبط بشكل كامل تقريباً بالعراق وسورية، ويبدو أن المنظمات الإقليمية التابعة تصبح أكثر نأياً وانفصالاً عن المركز باطراد.
على الرغم من أن تحليلنا للإعلام يُظهر أن الفروع التابعة في الخارج ما تزال مهمة لتنظيم "داعش"، فإنه مما لا جدال فيه أن المجموعة المركزية لم تعد تُبلغ عن نشاط البؤر الأمامية كما اعتادت أن تفعل في السابق. ومن المؤكد أن وكالة "آماق" الإخبارية، وهي منفذ إعلامي رسمي لـ"داعش"، أصبحت على بعض من محتوى وسائل الإعلام الدولية، لكن هناك شيئاً لا يمكن تفويته: لقد أصبح الفاعلون في سورية والعراق، الذين يبلغون عن أعمالهم وتصرفاتهم وحدها، يتحملون العبء الأكبر في عملية رسم العلامة التجارية الطوباية للمجموعة بقدر أكبر بكثير مما كانوا يفعلون من قبل.
في أوج قوة الخلافة المعلنة ذاتياً في العامين 2014 و2015، كانت المجموعة أفضل بكثير في تسويق نفسها باعتبارها حركة تمرد فوق-دولة. ومن غرب أفريقيا إلى جنوب آسيا، لم يقتصر الأمر على تبني الجماعات التابعة مشروعها الإرهابي فحسب؛ وإنما اندغمت أيضاً في جهودها للحكم. وبدرجات متفاوتة من التطور والتعقيد، تم زرع الهياكل الدعائية القانونية والقضائية والتربوية التي تم وضعها في سورية، في أماكن أخرى في الخارج. ومن خلال إعلامه الرسمي، جمع "داعش" الدعم من كل أنحاء العالم لسرده غير الواقعي -اليوتوبيا السلفية الجهادية- وقدم صورة شاملة ومتسقة لما يفترض أن تكون عليه الحياة. ومع ذلك، وبينما تراجع إنتاجه الإعلامي في الخارج وتم إيقاف المجندين المحتملين عن المغادرة، انهار معدل تجنيد "داعش" الدولي بوضوح.
على الرغم من المفاهيم والتصورات السائدة، لم تكن الدعاية قطعاً مجرد وسيلة جذب للمجندين الدوليين -لقد استخدمها "داعش" أيضاً لفرض الخضوع على السكان المحليين في المناطق التي ادعى أنه يحكمها. وفي الحقيقة، وبغض النظر عن مدى الضعف الذي كان عليه وجوده في منطقة معينة، فقد استطاع دائماً استخدام الدعاية لتصوير خلايا التمرد المنتشرة على أنها مجتمعات مزدهرة ولتضخيم هالته الأيديولوجية، مقدماً نفسه بذلك على أنه منظمة أكثر نجاحاً ومرونة بكثير مما كان عليه حقاً في أي وقت من الأوقات. وعلى سبيل المثال، عندما تم كسر حصاره لمدينة كوباني في العام 2015، عمد التنظيم إلى صرف أنظار المؤمنين الحقيقيين به عن سورية، وقام بتوجيها نحو ليبيا من أجل تزويدهم بالزخم الذي كانوا في حاجة ماسة إليه. ولم تكن تهم حقيقة أن ليبيا، التي خسرها "داعش" حالياً، لم تكن أبداً ذلك الملاذ الآمن الذي تم تصويرها عليه –من خلال الدعاية، تم خداع أنصار "داعش" إلى الاعتقاد بأنها كانت معقلاً حصيناً لا يمكن انتهاك حرمته.
حتى يكون كل هذا ناجحاً، كانت الاتصالات والإعلام المنتظم في الخارج حاسمين. ومن أجل تحقيق الانسجام في العلامة التجارية وإبقاء الرسالة موحدة، توجب أن تكون هناك تبادلات واتصالات يومية بين المنظمات التابعة والمركز. ولا يمكن أن تكون الدعاية عفوية -يجب أن يصمد السرد دائماً، وهو شيء يتطلب المركزية. ومن خلال إدامة مثل هذه الاتصالات الثابتة في أواخر العام 2014 والعام 2015، تمكن "داعش" من قصف المشاهدين بسرده العالمي المتكرر بشكل مذهل. لكن الأشياء اختلفت الآن مع ذلك. وفي الحقيقة، أصبح من غير المألوف في الوقت الراهن أن يصادف المرء دعاية قادمة من واحدة من المنظمات التابعة في ليبيا مثلاً، أو اليمن أو جنوب آسيا. وليس هناك طريقان في ذلك -إن العلامة التجارية تذهب إلى المحلية، وتحتل سورية والعراق الآن رأس القائمة.
يمكن أن تكون لانعطافة الخلافة الظاهرة الآن نحو الداخل الكثير من الصلة بقدرة المركز المتضائلة على العناية بالرسالة وإدامتها. ومثلما تحسب أي منظمة شمولية، فإنها ليست هناك أي دعاية أفضل من بعض الدعاية التي تكون مفترقة عن الرسالة. ومع ذلك، لا يعني أي من هذا أن "داعش" يتبخر -إن طبيعة التهديد تتغير فقط. لم يختفِ المعجبون وراء البحار، ولا تخلوا عن السلفية الجهادية. لكن نواة "داعش" أصبحت الآن تركز ببساطة على البقاء والنجاة أكثر مما تركز على التوسع.
بينما يصبح "داعش" أقل تماسكاً على الصعيد الدولي، يبدو أنه يتماسك أكثر في مناطق المركز، بالتحديد في العراق وسورية. وفي أغلبيته الساحقة، وسواء كان ذلك بتوجه حربي أو طوباوي، يعتمد الإنتاج الإعلامي يعتمد على هاتين الدولتين. وبذلك، ما تزال مناطق التنظيم قائمة، وإذا ما استمرت الأمور على مسارها الحالي، فإن الجماعات التابعة يمكن أن تذهب إلى التنافس على راية الخلافة "الحقيقية". ومهما يكن واقع الحال، وسواء كان ذلك بالحظ أو بالحكم الرشيد، فقد اختار "داعش" قبل سنوات نموذجاً مختلفاً عن نموذج تنظيم القاعدة، واحداً من شأنه أن يسمح للمجموعة بأن تنقسم وتظل مع ذلك على قيد الحياة. وبذلك، وعلى المستوى الأيديولوجي على الأقل، فإن مركز ثقل الخلافة قادر على التحوُّل من دون الكثير من التكاليف.
التهديد الذي يشكله الانقسام
مهما يحدث، وبينما يحاول مركز "داعش" الحفاظ على هيمنته الأيديولوجية، يبدو من المعقول استنتاج أن التنظيم سوف يحاول إعادة إرسال متشدديه إلى بلدانهم الأصلية لشن هجمات هناك. وسوف يساعد القيام بذلك في رفع معنويات المجموعة ومحاولة تضخيم قدرتها المتضائلة. وكما وجد باحث الشؤون الجهادية، توماس هيغهامر، فإن المقاتلين الأجانب الذين يعودون إلى الوطن لشن الهجمات يظلون ناشطين أكثر فعالية بكثير من العناصر غير المخضرمة التي لم تشترك في القتال. وقد أصبحت الحكومات الغربية، وأجهزة إنفاذ القانون والاستخبارات متمددة بإفراط مسبقاً وتفتقر إلى الموارد ومثقلة بكومة من القضايا الأخرى، بما فيها الافتقار إلى تقاسم المعلومات والتعاون -وبذلك يكون التحدي مهيأ لأن يصبح أكثر صعوبة.
بالإضافة إلى ذلك، تشرع المنظمات التابعة لتنظيم "داعش" في الخارج فعلاً بالتنافس على النفوذ الأيديولوجي، ويرجح أن يبدأ "المخططون الافتراضيون"، الذين يعتقد أنهم يقومون بتنسيق الهجمات على الإنترنت مع الأنصار عبر كل أنحاء الكوكب، بالعمل من خارج منطقة المركز في العراق وسورية. وفي رسالة صوتية من شهر أيار (مايو) 2016، ألمح رجل التنظيم الثاني المتوفى الآن، أبو محمد العدناني، إلى عودة المجموعة إلى تمرد حرب العصابات بينما تستمر في خسارة الأرض. وعلى الرغم من أن هذا يبدو أمراً غير متوقع بالنسبة لـ"داعش"، فإن وجود المزيد من المخططين الافتراضيين الموزعين سوف يساعد فعلياً في تخفيف الضربة عن مركز القيادة والسيطرة المتدهور، والتي ستنجم عن انهياره الإقليمي في العراق وسورية.
يمكن أن يكون للمجموعات المنشقة أهداف وإجراءات تشغيل مختلفة عن تلك التي كانت للمنظمة الأم، وسوف يحتاج العالم إلى تعديل استراتيجياته لمكافحة الإرهاب للتعامل مع تلك الاختلافات. ويجب أن يكون انقسام "داعش" محل ترحيب، باعتباره أنه يشكل في نهاية المطاف نتيجة مصاحبة لنجاح جهود مكافحة الإرهاب. وبينما يستمر التنظيم في التحلل، يجب على التحالف الذي يحارب "داعش" الاستمرار في انتهاج استراتيجية متعددة الجوانب. فمن ناحية، يجب أن تكون الخلايا المنشقة مستهدفة بقوة من خلال أسر وقتل الناشطين لمنع المزيد من التفشي. ومن ناحية أخرى، لا تمكن متابعة هذا النهج وحده في معزل؛ وبدلاً من ذلك، يجب أن يقترن بجهود لتعزيز الحكم الرشيد وخفض منسوب الفساد في الدول الضعيفة، في حين يجري بناء قدرات قوات الأمن الشريكة في معظم الدول البلدان الأكثر تضرراً.
========================
نيويورك تايمز :روكميني كاليماشي :الإرهاب «الداعشي» يتمدد من بُعد... ويفشل
http://www.alhayat.com/Opinion/Writers/20034564/الإرهاب-«الداعشي»-يتمدد-من-بُعد----ويفشل
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ٨ فبراير/ شباط ٢٠١٧ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)
حين وقع «داعش» على شاب على استعداد لشن هجوم في أبرز المراكز التكنولوجية الهندية، حرص التنظيم على إعداد عدة الهجوم وتزويد المجند بالرصاص والمتفجرات. وطوال 17 شهراً، واكبت خلية إرهابية افتراضية وعملانية المجند، وهو مهندس شاب اسمه محمد ابراهيم يزداني، في كل خطوات الإعداد لأول هجوم لـ «داعش» في الأراضي الهندية. وحققت في أمر كل عضو في الخلية جنده يزداني للمساعدة في الهجوم، وعلمته كيف يعلن الولاء للتنظيم وكيف يبث الإعلان ويخفي آثاره. ويرى محققون أن فريق التنظيم الرقمي نظّم من سورية تسليم السلاح للمجند وشراء مواد كيميائية لصنع متفجرات، ووجه الشاب الهندي الى مكان استلام الرزمة. وقبيل اعتقال الخلية الهندية في حزيران (يونيو) المنصرم، تواصل المخططون «الداعشيون» من غير انقطاع مع الرجال هؤلاء.
وفيما يواجه المسؤولون في أصقاع العالم كله سلسلة هجمات تُهدى الى «داعش» وتنسب اليه، يبرز يزداني نموذجاً عما يسميه خبراء عنفاً موجهاً من بُعد (من مناطق «داعش»). فالانترنت هي حبل السرة اليتيم بين المجند ومخططي الهجوم. ومعدو التفجيرات غُفّل. وحين اعتقال خلية حيدرآباد في الصيف الماضي، لم يسع عناصرها تحديد جنسية مخاطبيهم في «داعش»، أو وصف أشكالهم. ويُدعى المجندون الى تشفير تطبيقات الرسائل التي يستخدمونها. ودور التنظيم في قيادة الهجمات غامض. لذا، نُسبت هجمات في أوروبا وآسيا والولايات المتحدة في السنوات الأخيرة، الى «ذئاب مُفردة» تهاجم من تلقاء نفسها ومن غير أن تربطها علاقات تنظيمية بـ «داعش». ولم تكتشف الروابط بـ «داعش» إلا في مرحلة لاحقة. والتخطيط من بُعد للهجمات الإرهابية ضعيف الاعتماد على ملاذات آمنة «داعشية» في سورية أو العراق. ولا تجدي نفعاً القيود على تأشيرات الدخول والأمن في المطارات في رصد مهاجمين يضربون حيث يعيشون ولا يحتاجون الى السفر الى الخارج للتدريب والإعداد. وخلية التوجيه من بعد مؤلفة من «مدربين افتراضيين يقدمون المشورة والتشجيع أثناء الإعداد للهجوم- من حمل المجند (المحتمل) على التطرف الى تجنيده. والاطلاع على اتصالات الخلية بالمجندين يظهر متابعة دقيقة بدقيقة، ثانية بثانية قبيل شن الهجوم»، يقول ناثانييل بار، محلل شؤون الإرهاب في فانس غلوبل.
ونموذج يزداني يسلط الضوء على كيفية تصدير «داعش» الإرهاب افتراضياً على الخط (اونلاين). ومثل هذه الهجمات كان جسر التنظيم الإرهابي الى بلوغ دول متباعدة مثل فرنسا وماليزيا وألمانيا وإندونيسيا وبنغلادش وأستراليا.
وقبل عام على وجه التقريب، كان المجنِدون في «داعش» يروجون لرسالة مفادها بأن الذهاب الى سورية هو فريضة ما ورائية، ووصفوا الرحلة بـ «الهجرة»، ولفوها بهالة دينية. وتخفى هؤلاء وراء محيط مؤلف من أكثر من بليوني حياة على وسائط الإعلام الاجتماعية، وهم يغرقون الانترنت بفيديوات رومنسية ووهمية عن الحياة في أرض «الخلافة» وشرائط فيديو عنيفة عن إعدامات وتصفيات، من طريق روابط الكترونية جذابة تستدرج المتصفح على زيارة موقع من المواقع «الداعشية».
وأبرز مجندي «داعش» ومخططيه الافتراضيين عرف بـ «أبو عيسى الأميركي»، وحسابه على تويتر وجه الزوار الجدد الى الاتصال به من طريق تطبيق تيليغرام للرسائل المشفرة. وفي 2015، كان «الأميركي» واحداً من عشرات المخططين الافتراضيين في سورية والعراق، ودرج هؤلاء على تجنيد متطوعين أجانب. وفي وقت أول، سعى هؤلاء الى التستر على مساعيهم، ودرجوا على نشر تهديدات للغرب أمام الملأ على وسائط التواصل الاجتماعي. ولم يحمل عملهم محمل جد في بعض الأحيان، ونُظر اليهم على أنهم مشجعو «داعش» لا أكثر. ولكن في ختام ربيع 2015، بدأت الاستخبارات الأميركية والبريطانية تتبع حركاتهم، ووجهت اليهم ضربات جوية، وقتلت عدداً منهم. ومن هؤلاء «الأميركي» نفسه الذي قتل وزوجته في 22 نيسان (ابريل) المنصرم، حين تشظت شقته وانفجرت في منطقة الباب السورية. وأعلن الناطق باسم البنتاغون، بيتر كوك، أن «الأميركي» سوداني يعرف كذلك بـ «أبو سعد السوداني». وأشار بيان البنتاغون الى أنه ضالع في عملية حيدرآبادر والتخطيط لهجمات في ثلاث قارات. ففي وقت كان يُجند يزداني، كان «الأميركي» يستميل مهاجمين في كندا وبريطانيا وثلاثة شباب في الضواحي الأميركية، ومنهم إيمانويل لوتشمن الذي سأل «الأميركي» عن سبل بلوغ سورية. فردّ عليه قائلاً «حلمك تحقق... نفذ هجوماً حيث أنتَ ليلة رأس السنة، فالحدود السورية مغلقة». والاقتراح هذا جاء بعد أقل من أسبوع على تبادلهما الرسائل. وخطط الاثنان بواسطة تيليغرام سبل هجوم لوتشمن على مقهى ليلي ليلة رأس السنة، وناقشا تجنيد لوتشمن ثلاثة «إخوة» لمشاركته في العملية. وواكبه «الأميركي» على الانترنت في رحلته الى وولمرت حيث اشترى بـ40 دولاراً قناعين وسكينين وفأساً وشريطاً لاصقاً وقفازات مطاطية. وتبادلا سلسلة رسائل حين بدأ ابن الخامسة والعشرين يطعن في العملية ويعلن عن تردده، فأخذ «الأميركي» دور المعالج، واستمع بصبر الى الشاب وطمأنه. وقبل يوم من الهجوم، اعتُقل لوتشمن، إثر تبليغ شاب جنده عنه. وتبين أن الشاب المُبلغ مخبر في الـ «اف بي آي». وفي رسالة نشرت في أيار (مايو) المنصرم، أعلن أبومحمد العدناني، الناطق باسم «داعش»: «إذا سد المستبدون أمامنا أبواب الهجرة، فلنفتح باب الجهاد».
وتواصل «الأميركي» مع يزداني طوال عام قبل مقتله في نيسان الماضي، وشجع المجند الهندي حين أخفق في الحصول على فيزا الى اليونان ومنها الى تركيا وسورية، على تنفيذ عملية في بلاده. ويزداني حاز شهادة في الهندسة، وهو ولد في أسرة من ثمانية أولاد، وشب في بيوت الصفيح في أمان ناجار بي، وهو ممر رائحته آسنة في مدينة حيدر آباد القديمة. وتوجه الى دولة عربية حيث تابع بروبغندا «داعش»، وقرر الالتحاق بالتنظيم. وقبل أيام من موته، سلّم «الأميركي» المجند الهندي الى سائس افتراضي آخر طليق في الهندية، ودعاه هذا الى استخدام عدد من تطبيقات الرسائل المشفرة والتنقل بينها لطمس أثر محادثاتهما.
وفي ربيع 2015، وصف مسؤولون أوروبيون للمرة الأولى عملية إرهابية بأنها «موجهة من بعد»، بعد أن حاول طالب تكنولوجيا اسمه سيد احمد غلام، فتح النار على الناس في كنيسة في ضاحية باريسية ولكنه أصاب ساقه. وفي ألمانيا، تواصل رجل فجّر نفسه أمام مقر حفل موسيقي، ومراهق هاجم ركاب قطار بواسطة فأس، مع سائس افتراضي «داعشي» قبيل دقائق من الهجومين. وسائس المراهق حضه على التوسل بسيارة وليس بفأس. فأجابه المراهق: «ولكنني لا أملك رخصة قيادة».
وفي شمال فرنسا، ذبح مهاجمان يتابعان توجيهات على الانترنت كاهناً مسناً في الخامسة والثمانين من العمر. وكان سائس افتراضي جمعهما قبل أيام من العملية.
وفي وقت كان هواة محليون جسر «داعش» الى إعلان انه قادر على شن عمليات إرهابية في أصقاع المعمورة، كان هؤلاء كذلك وراء عمليات فاشلة وإخفاقه. فعوض فتح النار في الكنيسة على الناس، أطلق غلام النار على نفسه، وعوض تفجير حفل موسيقي في الصيف الماضي، فجّر مجند «داعش» نفسه قبل بلوغ الهدف، وقتل نفسه فحسب. وهذا ما حصل في نهاية رمضان المنصرم في مقر الشرطة في إندونيسيا، حيث فجّر مجند من بُعد سترته الناسفة على بعد خطوات من المقر.
ويقول مسؤولون إندونيسيون أن بهرون نعيم، وهو رجل إندونيسي في الثالثة والثلاثين من العمر، سائس افتراضي «داعشي» يوجه عمليات التنظيم من الرقة في سورية. وفي البدء، أرسل نعيم مبالغ مالية الى أسر في إندونيسيا للسفر الى سورية، ثم دعاها الى استخدام المبلغ في شراء مواد كيميائية لصنع متفجرات. وفي عام واحد، سعى مجند جنده نعيم الى شن 6 هجمات، على مقر للشرطة ومعبد بوذي وكنيسة، وعلى سائحين أجانب. وفي تشرين الثاني(نوفمبر)، سعى طالب ترك الجامعة وكان على اتصال بنعيم الى مهاجمة سفارة ميانمار. وصادرت السلطات متفجرات من منزله حجمها يساوي ضعفي متفجرات بالي في 2002. والهجمات التي دبرها نعيم كلها تقريباً باءت بالفشل. وخطأ بشري فضح أتباع «الأميركي» في حيدر آباد. فهم تسلموا 10 كلغ من مادة أومنيوم النيترات لصناعة قنبلة، ولكنهم أخفقوا في محاكاة فيديو يوتيوب التعليمي الذي أرسله «الأميركي»، وعجزوا عن صنع بودرة متفجرة. وصاروا يتكلمون عن المسألة على هواتفهم الخلوية، ويبحثون في تسخين المادة أكثر، ويتظاهرون بالكلام عن «طبخ الرز». ولاحظت الشرطة التي كانت تتنصت على المكالمات أن الكلام عن الغذاء هو تمويه. فدهمت منزل يزداني.

* مراسلة، عن «نيويورك تايمز» الأميركية، 4/2/2017، إعداد منال نحاس.
=======================