الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 7/8/2017

سوريا في الصحافة العالمية 7/8/2017

08.08.2017
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية : http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/will-iran-retaliate-against-u.s.-sanctions http://www.alghad.com/articles/1761962-بينما-تتداعى-سورية،-إيران-هي-الكاسب-المؤكد-الوحيد http://www.alghad.com/articles/1761932-دونكيرك،-الحرب،-وفقدان-الإمبراطورية-ذاكرتها http://www.aljazeera.net/news/presstour/2017/8/6/نيوزويك-هل-الشرق-الأوسط-في-حرب-لا-تنتهي
الصحافة الروسية والبريطانية : http://www.geroun.net/archives/90664
 اندبندنت : انتحاريو داعش يتخفون بين النازحين في الرقة
https://www.aljournal.com/اندبندنت-انتحاريو-داعش-يتخفون-بين-الن/
الصحافة العبرية : http://www.alquds.co.uk/?p=767095 http://arabi21.com/story/1025885/خبير-إسرائيلي-يعلق-على-معركة-عرسال-ومستقبل-سوريا#tag_49219 http://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=12369b97y305568663Y12369b97
 
الصحافة الامريكية :
معهد واشنطن :هل ستنتقم إيران من العقوبات الأمريكية؟
http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/will-iran-retaliate-against-u.s.-sanctions
الرائد عومير كرمي، "جيش الدفاع الإسرائيلي"
متاح أيضاً في English
"أميريكن إنترست"
3 آب/أغسطس 2017
في الثاني من آب/أغسطس، وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "قانون مواجهة خصوم أمريكا من خلال العقوبات"، الذي يشمل اتخاذ خطوات ضد برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية، و «الحرس الثوري الإسلامي» والكيانات التابعة له. ويوفّر التشريع الأمريكي الجديد، الذي يتزامن مع اضطرابات سياسية في إيران، فرصة للمتشددين والمعتدلين لإظهار حسن نواياهم السياسية عند معايرة ردهم. وخلال الأسابيع القليلة الماضية، هدّد كبار قادة «الحرس الثوري» بأنه من شأن أي جولة جديدة من العقوبات الأمريكية أن تثير رداً قاسياً ضد مصالح الولايات المتحدة في المنطقة. وبالتالي، يتمثل السؤال الرئيسي المطروح أمام مسؤولي الأمن القومي الأمريكيين فيما إذا كانت جماعة إيرانية ستشعر بأنها مرغمة على الرد على العقوبات عبر مهاجمة القوات الأمريكية بشكل مباشر أو غير مباشر، الأمر الذي يزيد من حدة التوترات بين البلدين.
وهذه ليست المرة الأولى التي تفرض فيها الولايات المتحدة عقوبات على إيران. ففي الفترة بين 2011-2012، زادت الولايات المتحدة ضغوطها على إيران وكذلك فعل الاتحاد الأوروبي عبر فرض عقوبات جديدة على الصادرات النفطية. وردت طهران بمناورات بحرية، واختبارات لصواريخها، وتهديدات بإغلاق مضيق هرمز. وصرّح محمد رضا رحيمي، الذي كان آنذاك نائب الرئيس الإيراني، بأنه إذا فُرضت عقوبات "لن تمر قطرة نفط واحدة عبر مضيق هرمز".
وردّت حكومة الولايات المتحدة والحكومات الحليفة لها بتحذير إيران من إغلاق المضيق وأظهرت جديتها إزاء الموضوع عبر نشر المزيد من القوات في الخليج. ومن جهته، طمأن الجنرال مارتن ديمبسي، الذي كان في ذلك الوقت رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، طهران بأنها إذا حاولت إغلاق المضيق، فسيتخذ الجيش الأمريكي "تدابير مناسبة لإعادة فتحه". فتراجعت الجمهورية الإسلامية عن تهديداتها، لكن المسوؤلين الإيرانيين حذروا من أنهم قد يردوا على أي عقوبات إضافية بزيادة تخصيب اليورانيوم إلى 90 في المائة في وقود السفن والغواصات. وبشكل منفصل، كما كشف مسؤولون أمريكيون في وقت لاحق، بدأت إيران حملة من الهجمات السيبرانية ضد المصارف والشركات الأمريكية.
وتكرّرت الخلافات بين المسؤولين الأمريكيين والإيرانيين منذ توقيع «خطة العمل المشتركة الشاملة» (المعروفة أيضاً باسم "الاتفاق [النووي] الإيراني") في عام 2015. وقد ألقى المسؤولون الإيرانيون اللوم على الإدارة الأمريكية بسبب الانتعاش البطيء الذي يشهده الاقتصاد الإيراني، وأوعز المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي  إلى الرئيس حسن روحاني اعتبار "أي عقوبة جديدة تحت أي ذريعة كانت" خرقاً لـ «خطة العمل المشتركة الشاملة».
وقد ازدادت التوترات بعد أن صادرت "المحكمة العليا الأمريكية" أصولاً إيرانية ناهزت قيمتها ملياري دولار في أيار/مايو 2016، ومرة أخرى عندما مدّد الكونغرس "قانون العقوبات الإيراني" في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وهي خطوات توافقت بالكامل مع «خطة العمل المشتركة الشاملة». لكن خامنئي أعلن أن تجديد "قانون العقوبات الإيراني" هو انتهاك للاتفاق، وحذّر من أن الجمهورية الإسلامية "سترد حتماً على ذلك". ومع ذلك، تراجعت إيران مرة أخرى عن اتخاذ أي خطوة مباشرة وفضلت بدلاً من ذلك تقديم شكاوى إلى "مجلس الأمن" الدولي والتصرف وفقاً لآليات «خطة العمل المشتركة الشاملة».
وفي آذار/مارس 2017، انتقمت طهران من الولايات المتحدة في أعقاب قيام واشنطن بتصنيف كيانات مرتبطة ببرنامج الصواريخ الإيراني على أنها إرهابية، من خلال فرض الجمهورية الإسلامية عقوبات على 15 شركة أمريكية. وكانت تلك خطوة رمزية هدفت فقط إلى حفظ ماء الوجه. بعبارة أخرى، أظهرت طهران أنها لا تزال تملك محفزاً قوياً للالتزام بـ «خطة العمل المشتركة الشاملة»، على الرغم من "الانتهاكات" الأمريكية المزعومة لها.
هل يوجد رد فعل مختلف هذه المرة؟
كان الرئيس حسن روحاني، الذي يعتبره الغرب معتدلاً، قد أعلن بالفعل أن "المجلس"، أو البرلمان الإيراني، سيسن قانوناً جديداً هذا الأسبوع لزيادة التمويل لبرنامج الصواريخ، و «الحرس الثوري الإسلامي»، و«قوة القدس». وحيث صرّحت حكومة روحاني أنها ستتخذ "أي خطوات أخرى" ضرورية، فمن المرجح أن تدعم سلسلة جديدة من عمليات إطلاق الصواريخ والمناورات، إلى جانب خطوات رمزية أخرى، مثل فرض عقوبات على الشركات الأمريكية. وبالفعل، أعلنت طهران أنها ستقدم شكوى إلى "اللجنة المشتركة" لـ «خطة العمل المشتركة الشاملة» التي تشرف على تنفيذ الاتفاق.
بيد، أصر معسكر روحاني على أنه لا يجب أن ترد إيران على عجل على أي اعتداء أمريكي أو أن تقع في "فخ" الولايات المتحدة، الأمر الذي يعطي واشنطن ذريعة للانسحاب من «خطة العمل المشتركة الشاملة». وقد أشارت الردود الإيرانية حتى الآن إلى أن طهران ستمتنع عن زعزعة «خطة العمل المشتركة الشاملة» في هذه المرحلة، خشية من أن لا تؤدي سوى إلى دعم محاولات ترامب لعزل إيران عن العالم. وعوضاً عن ذلك، ستضطلع طهران على الأرجح بدور الطرف المتضرر لإقناع الحكومات الأوروبية بأن الطريقة الوحيدة لإنقاذ الاتفاق هي في حثّ الشركات والمصارف الأوروبية على الانخراط بشكل أعمق مع الجمهورية الإسلامية.
وكان المتشددون أكثر عدائية بكثير في رسائلهم. فقد خاض «الحرس الثوري الإسلامي» صراعاً داخلياً مع روحاني منذ انتخابات أيار/مايو، وخلال الأسابيع القليلة الماضية، هدّد كبار القادة في «الحرس الثوري» بأنه من شأن أي جولة جديدة من العقوبات الأمريكية أن تثير ردّ عنيف يطال المصالح الأمريكية في المنطقة. وحذّر كل من قائد «الحرس الثوري الإسلامي» علي جعفري ورئيس "هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة" الإيرانية محمد باقري من أن العقوبات الجديدة ستعرّض القواعد والقوات الأمريكية الواقعة ضمن "نطاق ألف كيلومتر من إيران" للخطر. وشدّد الجنرالان على أن إيران لن تتفاوض بشأن برنامجها لتطوير الصواريخ.
هل يمكن أن يتراجع «الحرس الثوري الإسلامي» عن تهديداته هذه؟ أجل. لكن من المرجح إلى حدّ كبير أن تؤدي الاعتبارات السياسية المحلية أو أي حاجة إستراتيجية ملموسة لإظهار قوة ردع أكبر فيما يتعلق بالولايات المتحدة، إلى إرغام «الحرس الثوري» على السعي إلى ثأر أوسع نطاقاً، الذي يمكن أن يشمل اتخاذ خطوات مباشرة بحق القوات الأمريكية في المنطقة. ولدى طهران مجموعة متنوعة من الأدوات المتاحة لها للانتقام من الولايات المتحدة.   
أولاً، قد تزيد إيران مضايقتها للقوات البحرية الأمريكية في الخليج، حتى أنها قد تحاول احتجاز سفن تابعة للبحرية الأمريكية كما فعلت في العام الماضي. وفي أواخر تموز/يوليو، اقتربت السفن الإيرانية من سفن البحرية الأمريكية مرتين، مما أرغمها على إطلاق طلقات تحذيرية نحو الإيرانيين. وكشف البنتاغون عن وقوع 35 حادثة من السلوك غير الآمن أو غير المحترف من قبل السفن الإيرانية في عام 2016، معظمها في النصف الأول من ذلك العام. 
ثانياً، بإمكان إيران احتجاز المزيد من المواطنين الأجانب بتهم "التجسس" واستخدامهم كأوراق للمساومة مع الولايات المتحدة. وقد تمّ استعمال هذا التكتيك بشكل متزايد ضدّ مواطنين أمريكيين خلال العام الماضي، وكانت أحدث فصوله سجن الطالب الأمريكي زيو وانغ الشهر الماضي. 
ثالثاً، بإمكان إيران استخدام وكلائها في المنطقة لضرب القوات والقواعد الأمريكية بقذائف الهاون أو بالعبوات الناسفة. ومن شأن مثل هذا الهجوم أن يمكّن طهران من الوفاء بتهديداتها مع الحفاظ في الوقت نفسه على إنكارها وتجنّب أي تصعيد مع الولايات المتحدة. وقد يرفض بعض الوكلاء الامتثال لأوامر إيران، ولكن نظراً إلى العدد الكبير من الجماعات التي تدعمها الجمهورية الإسلامية، من المرجّح أن تجد طهران خلية منشقة متطرفة للقيام بهذه المهمة. 
ويتمثل أحد أقوى هؤلاء الوكلاء بالمتمردين الحوثيين الذين يسيطرون الآن على جزء كبير من اليمن. ويمكن أن تطلب إيران من الحوثيين ضرب القوات البحرية الأمريكية في البحر الأحمر - كما فعل الحوثيون في العام الماضي - أو استهداف قاعدة أمريكية بصاروخ تزوده إيران. ومثل هذه الهجمات ستبعث برسالة قوية في جميع أنحاء المنطقة، حتى وإن لم تصب هذه الصواريخ أهدافها أو تمّ اعتراضها.
وعلى أية حال، لن يُقدم «الحرس الثوري الإسلامي» على أي تصرف من دون موافقة المرشد الأعلى علي خامنئي، الذي يسيطر على محفظة الأمن القومي الإيرانية. ولم يردّ خامنئي بعد على القانون الجديد لكنه أصرّ مراراً - دون أساس - على أن أي قيود جديدة يفرضها الكونغرس ستنتهك «خطة العمل المشتركة الشاملة». وفي حين يٌعرف خامنئي بنهجه المحسوب والحذر في اتخاذ القرارات، فقد يقتنع بدعم عملية انتقام أكثر قوّة إذا تمكّن «الحرس الثوري» الإيراني من إظهار أن مخاطر التصعيد ليست كبيرة.  
وقد أظهرت إيران مراراً أنه من غير المحتمل أن تتخذ خطوات متهوّرة ومباشرة رداً على العقوبات الأمريكية. وحتى من المرجّح أن تكون طهران أكثر نفوراً من المخاطر لدى مواجهة إدارة ترامب الناشئة التي ربما تعتبرها، ولسبب وجيه، أكثر عدائية ولا يمكن التنبؤ بها من سابقتها. بإمكان صناع القرار في واشنطن أن يضمنوا أن الاعتبارات المحلية والإستراتيجية لا ترغم طهران على التصرف بشكل متهور من خلال إعلانها بوضوح أن الحكومة الأمريكية لن تتهاون إزاء أي أعمال عدائية تنفذها الجمهورية الإيرانية أو وكلائها في الخليج أو في أي منطقة أخرى.    
 عومير كرمي رائد في "جيش الدفاع الإسرائيلي" وزميل عسكري زائر في معهد واشنطن لعام 2017.
========================
روبين هارشو - (بلومبيرغ) 23/7/2017 :بينما تتداعى سورية، إيران هي الكاسب المؤكد الوحيد
http://www.alghad.com/articles/1761962-بينما-تتداعى-سورية،-إيران-هي-الكاسب-المؤكد-الوحيد
روبين هارشو - (بلومبيرغ) 23/7/2017
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
ستة أعوام. نصف مليون قتيل. ملايين عدة من اللاجئين والمشردين. وعدد غير معروف من آلاف المعذبين والمقتولين.
تشكل الحرب الأهلية السورية أسوأ كارثة إنسانية عرفها قرننا الجديد، وكانت لتحتل مكاناً علياً في قائمة مآسي القرن الماضي. ولكن، على عكس الحربين العالميتين في الماضي، يبدو هذا الصراع المحلي نسبياً بلا حل يمكن تصوره، دبلوماسياً كان أم عسكرياً. وحتى مع أن نهاية الموطن الأساسي للقلق الأروبي -تدمير "داعش"- أصبحت قريبة، علينا أن نقر بأن ما يأتي بعده ربما يكون أسوأ لسورية والشرق الأوسط وبقية العالم. والشيء الأكيد فقط: قدر أكبر بكثير من التدمير والمعاناة والموت.
مع ذلك، في المواجهات الكبرى، يمكن غالباً تصور المستقبل من خلال الماضي. كانت سورية -مثل باقي دول بلاد الشام والخليج- بناء زائفاً، نتيجة توقع مجموعة كبيرة من واضعي الخرائط البريطانيين والفرنسيين انهيار الإمبراطورية العثمانية، رجل أوروبا المريض. ويأتي الكثير من المشكلة في حقيقة الأمر من ذلك الازدراء -الشرق الأوسط ليس أوروبا، على الرغم من أن بعض أصداء أوروبا قبيل حرب الثلاثين عاماً. إن الدين، والطموح والكفاح من أجل القومية هي خليط قابل للاشتعال. لكن من يدفع الثمن حتماً هم الناس العاديون.
مع ذلك، حتى المشاكل غير القابلة للحل تحتاج إلى تشخيص، ولذلك، تحدثت مع شخص مناسب بشكل خاص لهذا الموضوع؛ أندرو تابلر، الزميل في مؤسسة مارتن جيه غروس في معهد واشنطن للسلام في الشرق الأدنى، والذي يتوافر على سيرة أصيلة وتاريخ نشر يؤهلانه ليكونو مرجعية عليا في شؤون المنطقة المنطقة. والأهم أنه أمضى الجزء الأكبر من سبعة أعوام وهو يعيش في سورية تحت حكم نظام بشار الأسد، وحتى تحت حكم والده الأكثر قسوة، حافظ. وكنا، أندرو وأنا، قد اشتركنا في مؤخراً في ندوة عن الأمن في معهد أسبن، ثم تحدثنا بعد ذلك. وفيما يلي تقرير محرر بشكل خفيف عن ذلك الحوار.
توبين هارشو: حسناً، دعنا نبدأ من البداية. لا أعني تخلي الرئيس باراك أوباما عن "خطه الأحمر" حول الأسلحة الكيميائية، أو الربيع العربي، أو عندما تسلم بشار الأسد الحكم بعد والده. أنا أتحدث عن اتفاقية سايكس بيكو، تقسيم بريطانيا وفرنسا التعسفي للشرق الأوسط قبل قرن. ما الذي يستطيع أن يخبرنا به ذلك التاريخ غير المجيد عن اليوم؟
أندرو تابلر: للإمبراطوريات الكثير من المشاكل -إنها تفرض عليك الضرائب وتجند أبناءك لخوض حروب لا تريد خوضها... إلخ. لكن العثمانيين على الأقل منحوا المواطنين المحليين الكثير من الحكم الذاتي. ونجحت طريقتهم إلى أن صارت الإمبراطورية العثمانية متجهة نحو الانهيار. وعلى سبيل المثال، كانت لديك مناطق حيث تكون قرية شيعية على بعد ميل من قرية مسيحية. ولكن كانت لهما هويات مميزة والقليل من الأمور المشتركة. ومن الصعب جداً أن تأخذ تلك الفسيفساء الحرفية من الطوائف والثقافات وتحولها إلى دولة قومية.
هارشو: كيف تتسبب تلك الحدود الزائفة لنا بالمتاعب اليوم؟
تابلر: لم يكن لسورية وزن أبداً حتى قبل الحرب العالمية الأولى، ولم تكن لتصبح شيئاً. والسبب كان هذه الفسيفساء -لم تكن هناك هوية سورية. وهو ما صنع واحداً من أكثر الانتدابات زعزعة استقرار في العصر الكولونيالي. بعد الحرب العالمية الثانية، كانت أكثر بلد مضطرب في العالم. حدثت فيها سبعة أو ثمانية انقلابات وتوقفت عن الوجود عندما انضمت إلى مصر في عهد الرئيس المصري جمال عبد الناصر وشكلتا الجمهورية العربية المتحدة. كانت سورية دائماً غير مستقرة. ولذلك، عندما استولى حافظ الأسد على السلطة في العام 1970، عمد إلى حالة الطوارئ الوطنية من الاضطراب الشعبي وأعلن قانون الطوارئ الذي أتاح له ممارسة دكتاتوريته. ولتبرير ذلك، جعل المعارضة لإسرائيل النقطة المركزية. وتم استغلال هذه الفكرة عن أنهم يقاتلون إسرائيل لتعزيز واحد من أكثر الأنظمة استبداداً في العالم. وقد تسبب ذلك في جعلهم متصلبين وغير قادرين على التفاعل مع الإصلاحات التي لو نفذوها لمكنتهم من تجنب اضطرابات العام 2011.
هارشو: إنهم ليسوا الوحيدين الذين استخدموا إسرائيل كذريعة للحكم القمعي.
تابلر: نعم، المسألة الفلسطينية، كما تدعى، لم تحل. وأحب ناصر أنيقول عنها "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة".
هارشو: وماذا يعني ذلك؟
تابلر: إنه يعني الكثير في العربية، لأن كلمة "صوت" وكلمة "تصويت" مشتقتان من الجذر نفسه. ولذلك، يعني أننا في حالة حرب، وسوف نعود إلى تلك القرارات الأخرى الخاصة بالحكم لاحقاً. لكننا الآن نقاتل، وهذا يبرر فرض حالة طوارئ.
هارشو: إذن، كيف يختلف بشار الأسد عن والده؟
تابلر: حافظ كان رجلاً وحشياً ويصعب التعامل معه. لكنه بنى نظامه وسيطر عليه وكانت عنده خطة. وكان بشار في كل أنحاء المكان. وهو يعد بالكثير لكنه لا يفي بالوعود. ويشكل اتفاق خفض التصعيد في جنوب غرب سورية الذي توصل إليه الرئيسان فلاديمير بوتين ودونالد ترامب حالة اختبار.
هارشو: بأي طريقة؟
تابلر: بالنسبة للولايات المتحدة، كانت مدفوعة بحاجة إلى حماية الناس الذين إلى جانبنا من الحرب الأهلية وإبقاء القوات الروسية خارج جنوب غرب سورية. كما أنه أيضاً نموذج ممكن للسلام في باقي أرجاء البلد. والآن، في هذا الخضم، أوقفنا تمويل برنامج قوات الثوار في الدول المجاورة. ألن نسمح للثوار بالدفاع عن أنفسهم؟ يبدو أن الأمر يتعلق بالحد من الهجمات المضادة من جانب وكلائنا ضد النظام، لأن هؤلاء المقاتلين لن يكونوا فعالين الآن.
هارشو: هل منطقة خفض التصعيد نموذج للكيفية التي نقوم فيها بتحييد الكل، أم أننا نريد نوعاً من صفقة كبرى؟
تابلر: إنها صيغة للتعامل مع حقيقة أنه لا النظام ولا المعارضة يتوافران على القوات التي تمكن أياً منهما من السيطرة على كل الأراضي السورية. إنها اختبار. وأنا متشكك لأن الروس يستثمرون بقوة في النظام السوري. إنها مشكلة عويصة.
هارشو: يفترض المرء أن قطع الدعم عن الثوار هو جزء من التفاوض مع روسيا التي تريد بقاء الأسد مسيطراً على جزء ضخم من سورية ما بعد الحرب على الأقل. فما هي نهاية لعبة بوتين؟
تابلر: للروس آراء متعددة عن سورية. إذا تحدثت مع وزير خارجيتهم تستمع إلى حديث عن مفاوضات معقولة تدفع في اتجاه حل دبلوماسي من خلال مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وإذا تحدثت مع وزارة الدفاع، فإنك تتلقى جواباً مختلفاً كثيراً وأكثر حربية. ويلتقي هذان المركزان في الكرملين. وأعتقد أن الروس يعرفون أنهم في نهاية المطاف لا يستطيعون الخروج كلية من سورية. إنهم يريدون التوصل إلى صفقة، لكن الصفقة التي يريدونها ليست حول سورية وحسب. إنها بالنسبة إليهم تتصل بالعقوبات الأميركية وبضمهم لشبه جزيرة القرم على وجه التحديد. إنهم يحبون المفاوضات المصحوبة بمساومات بارعة وتنازلات متبادلة، أما نحن فلا نحبها.
هارشو: هل تعتقد بأن بوتين سوف يفلت حبل الأسد في هذا التبادل للخيول؟
تابلر: ربما، لكن السؤال هو ما إذا كانت الولايات المتحدة ستدفع ثمن السماح لبوتين بقضم الأراضي في أوكرانيا في مقابل ما نريده نحن في سورية.
هارشو: إذن، أصبح "داعش" في مراحله الأخيرة في الرقة، عاصمته المعلنة ذاتياً في سورية. ولكن، حتى مع تدمير "خلافته" فإنه سيبقى على قيد الحياة. ولدينا زيادة من جماعات الثوار بالإضافة إلى حزب الله المدعوم من إيران، في الخليط. فما الذي سيحدث تالياً؟
تابلر: إذا سارت الأمور كما هي راهناً حيث نظام الأسد المدعوم إيرانياً يملأ الفراغ في سورية وحيث تعمل القوات نفسها الشيء ذاته في العراق، هل تستطيع تخيل ما الذي ستبدو عليه الأمور بعد عام؟ سوف يكون مشهداً متحولاً على نحو درامي.
هارشو: حيث إيران هي الكاسب الكبير؟
تابلر: سوف يتشكل الهلال الشيعي الممتد من طهران حتى البحر الأبيض المتوسط، والذي ما نفتأ نتحدث عنه ونخشاه منذ عقود، أمام ناظرينا. ولا أرى جيران سورية وحلفاءنا يتقبلون بذلك بلا قتال. لكن السؤال هو ماذا سيفعلون.
هارشو: وهل هناك شيء يستطيعون عمله؟
تابلر: الشيء الأسهل هو فتح حدودهم والسماح للأسلحة بالذهاب إلى حركة التمرد، لأنه يوجد دائما تمرد في وادي الفرات. وعلينا أن نجعلهم أفضل في لعبة الوكالة -بمعنى أنهم يجب أن ينظروا إلى ما يفعله الإيرانيون ويتعلموا منه. إنهم يحتاجون إلى خلق لاعبين من أشباه الدولة، وليس لاعبين بلا دولة، وهو ما يفسر السبب في أن الإيرانيين ما يزالون قادرين على التحكم بالأمور بشكل كبير.
هارشو: هل تتوفر لديكم تلك القوات بالوكالة؟
تابلر: لا، وهو واحد من التحديات الكبيرة للدول السنية. في هذه الدول المفلسة، فإن الطريقة الوحيدة التي تضمن بها مصالحك تمر عبر وجود قوات تستطيع السيطرة عليها بين الحين والآخر، وهم لا يتوافرون على أي منها. وهو قيد رئيسي على سياستنا حتى الآن.
تذكرني أوضاع السُنية اليوم بعض الشيء بالكنيسة الكاثوليكية قبل اليسوعيين -إنك تحتاج لأن يكون لديك رد على حركة تتحدى أتباعك. وإحدى الطرق لرؤية ذلك هي من خلال التاريخ الأوروبي، حرب الثلاثين عاماً. لكن ذلك كان قبل وقت طويل بالنسبة لنا؛ لكنه في الشرق الأوسط ما يزال يحدث.
هارشو: هل تعتقد أنه على الرغم من أن الروس ابقوا الأسد في السطة، فإن الإيرانيين هم الذين سيجنون الثمار؟
تابلر: صحيح. ما لم تغيير ذلك. أنا متشكك.
توبين هارشو: هل الروس والإيرانيون حلفاء طبيعيون في هذه المرحلة؟
تابلر: نعم، في سورية والشرق الأوسط برمته. ويسمح هذا للإيرانيين بعزل تركيا والعرب من أجل الانقضاض على إسرائيل. وبالنسبة للروس، فهو يدور حول احتواء تركيا أيضاً بالإضافة إلى استعراض قوتهم في المنطقة. إنهم لا يتمتعون بعلاقات جيدة مع العرب.
ولكن، في نهاية المطاف، يتعلق الكثير من هذا باضطراب السياسات الأميركية في الشرق الأوسط.
 
*نشرت هذه المقابلة تحت عنوان: As Syria Crumbles, Only Iran Is a Sure Winner
========================
ياسمين خان* – (نيويورك تايمز) 2/8/2017 :دونكيرك، الحرب، وفقدان الإمبراطورية ذاكرتها
http://www.alghad.com/articles/1761932-دونكيرك،-الحرب،-وفقدان-الإمبراطورية-ذاكرتها
ياسمين خان* – (نيويورك تايمز) 2/8/2017
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
أوكسفورد، إنجلترا- مليونان ونصف المليون جندي قادمون من مستعمرات الإمبراطورية البريطانية في جنوب آسيا حاربوا إلى جانب بريطانيا في الحرب العالمية الثانية. لكنهم غائبون عن العديد من الاحتفالات والحسابات والروايات البريطانية لتلك الحرب، وهو غياب عززه فيلم كريستوفر نولان الجديد "دونكيرك"، الذي لا يصوّر أياً من الجنود الهنود الذين كانوا حاضرين في المعركة.
كان الجنود الهنود في دونكيرك من المسلمين أساساً، من مناطق الهند البريطانية التي أصبحت فيما بعد باكستان. وكانوا جزءاً من سلاح الخدمة الهندي في الجيش الملكي -شركات النقل التي تُبحر من بومباي إلى مرسيليا. وقد جلب الرجال معهم مئات البغال، بطلب من الحلفاء في فرنسا، بسبب النقص في وسائل النقل الأخرى. ولعبوا دوراً مهماً وهم يحملون المعدات والإمدادات واللوازم.
خلال الحرب، استولى الألمان على شركة هندية واحتجزوا الرجال كسجناء حرب. وتم إجلاء آخرين ونقلهم إلى بريطانيا. وقد تحدث بادي أشداون، السياسي البريطاني، عن مثول والده أمام محكمة عسكرية بسبب رفضه أوامر بالتخلي عن القوات الهندية التي كانت تحت قيادته.
يتم إحياء ذكرى الحرب العالمية الثانية في كل مكان في بريطانيا. ويظهر الشعار الجذاب من زمن الحرب "ابقَ هادئاً واستمر" على بطاقات المعايدة، وأكواب القهوة، ومماسح العتبات. وما تزال المدن تنظم معارض عيد الميلاد بثيمات الحرب العالمية الثانية. وما تزال المناسبات والحفلات التي يتخللها ارتداء ملابس الأربعينيات شائعة في حرم الجامعات.
ومع ذلك، لا يبدو ارتباط بريطانيا بالحرب وتركيزها عليها منصفاً لجهة تعقيدات الموضوع وتشابكاته. ويهدد التركيز على بريطانيا "تقف وحدها" في بعض الأحيان بتجاهل الكيفيات التي جلبت بها الحرب الألم إلى العديد من الأماكن، في جميع أنحاء العالم. كانت الحرب، خاصة عندما يُنظر إليها من الشرق، تدور حول إمبراطوريتين تتناطحان بلا قُرون أكثر من كونها مسألة دولة تنقض على الفاشية. وفوق كل شيء، فإن السرد عن سكان الجزيرة/ الدولة المحظوظة التي ترد الضربة للألمان يُغفِل البُعد الإمبريالي للحرب. كان الكثير من الناس الذين يعيشون في المستعمرات عالقين في صراع شرس يدور خارج سيطرتهم ويفوق قدرتهم.
كانت بريطانيا معتمدة دائماً على المستعمرات -في الهند وجنوب شرق آسيا وأفريقيا ومنطقة البحر الكاريبي- في الحصول عى الرجال والمواد والدعم، لكنها لم تكن أكثر اعتماداً عليها في أي وقت أكثر مما فعلت في الحرب العالمية الثانية. فقد انضم نحو خمسة ملايين رجل من أنحاء الإمبراطورية إلى الخدمات العسكرية. ولم تكن بريطانيا هي التي خاضت الحرب العالمية الثانية -كانت الإمبراطورية البريطانية هي التي فعلت.
لهذه الحقيقة أهمية حقيقية بالنسبة للبريطانيين الجنوب آسيويين. وقالت البارونة وارسي، وزيرة الحكومة المحافظة السابقة، إن جدّيها كليهما قاتلا من أجل بريطانيا فى الحرب العالمية الثانية، وهي الصلة التي ألهمت والدها بعد 20 عاماً الانتقال من باكستان إلى يوركشاير.
لكن آخرين لا يدركون أن أجدادهم أو أجداد أجدادهم كانوا منخرطين في حربين عالميتين. وثمة أجيال من تلاميذ المدارس البريطانية، من بينهم أنا، والذين جلسوا خلال دروس التاريخ حول الحرب العالمية الثانية ولم يسمعوا أبداً عن علاقتها بآسيا. وبالكاد رأى البريطانيون من أصل جنوب آسيوي مكانهم في هذه القصة "البريطانية".
ثمة علامات على التغيير. فقد كتب العديد من المؤرخين، بمن فيهم كريستوفر بايلي، وتيم هاربر، وديفيد أولوسوغا، وديفيد كيلينغراي، وسريناث راغافان، كتباً عن الجنود الكولونياليين والحرب. ويقوم متحف الحرب الإمبراطورية في لندن بإنشاء صالات عرض جديدة للحرب العالمية الثانية، حتى تعكس قصة أكثر عالمية. ويبذل بعض معلمي المدارس جهوداً مبتكرة لتنويع مقارباتهم لتاريخ الحرب العالمية الثانية في الفصول الدراسية. وعادة ما تقوم الجامعات بتدريس صورة أكثر شمولية وعالمية عنها. لكن الفكرة الأساسية القائلة إن الحرب البريطانية كانت حرباً إمبراطورية ما تزال تقع على آذان صماء.
ربما لأنها ليست حكاية وردية وبطولية عن أبناء الإمبراطورية القادمين لإنقاذ الوطن الأم. كثيراً ما انضم الشبان من آسيا وأفريقيا إلى الجيش تحت الضغط. وقد خيضت الحرب من أجل الحرية، ومع ذلك تم تجاهل المطالب السياسية الهندية في الأربعينيات من القرن الماضي، حيث كان القوميون يخضعون للرقابة الشرطية الثقيلة والسجن.
كانت الدولة البريطانية تتعامل بشكل يعوزه الإتقان مع إمدادات الغذاء في إمبراطوريتها. ففي بريطانيا، تسببت حالات نقص الأغذية في زمن الحرب في مشقة وإزعاج كبيرين؛ وفي الهند، تسببت في حدوث مجاعة الجماعية. وتوفي ما لا يقل عن ثلاثة ملايين بنغالي في مجاعة كارثية في العام 1943، وهي مجاعة لم تتم مناقشتها بعد ذلك أبداً تقريباً. وكانت المجاعة نتائج ثانوية للحرب، ولكن، وكما أثبتت مادوسري موكرجي في كتابها "حرب تشرشل السرية"، فقد فشلت الدولة الإمبراطورية أيضاً في تقديم الإغاثة. وقد التحق الكثير من الجنود كمتطوعين في القتال لمجرد ملء بطونهم.
لا يروي تطور بسيط متعدد الثقافات في مناسبات إحياء ذكرى الحرب سوى جزء بسيط من القصة. ولن تكون تواريخ الدور الإمبراطوري في الحرب مقنعة إلا إذا كانت تروي حكاية دقيقة -واحدة عن الشجاعة والبطولة العظيمة، لكنها أيضاً عن الاستغلال وعدم اليقين، والسياسة المقسّمة.

تعزز أسطورة دونكيرك فكرة أن بريطانيا وقفت وحدها. وهذه أداة سياسية في أيدي أولئك الذين يريدون أن يفصلوا التاريخ البريطاني عن التاريخ الأوروبي، والذين يريدون تعزيز الخرافات التي تدعم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وقد وجد استطلاع أجراه YouGov في العام 2014 أن 59 في المائة من الذين شملهم الاستطلاع في بريطانيا يعتقدون أن الإمبراطورية البريطانية كانت شيئاً ينبغي الافتخار به.
اليوم، هناك تشويه متعمد للإمبراطورية في العقل العام البريطاني، وتصميم غريب على تذكرها بطريقة خاطئة. وثمة ضرورة لوجود تاريخ مستنير لكل من الحرب العالمية الثانية والإمبراطورية إذا ما أردنا أن نفهم بريطانيا المعاصرة. ولكن البعض، في بريطانيا ما بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي، مهتمون أكثر بإعادة عقارب الساعة إلى الوراء.
 
*مؤلفة كتاب "راج في الحرب: تاريخ شعب في حرب الهند العالمية الثانية"، وهي أستاذ مشارك للتاريخ في جامعة أكسفورد.
*نشر هذا المقال تحت عنوان: Dunkirk, the War and the Amnesia of the Empire
========================
نيوزويك: هل الشرق الأوسط في حرب لا تنتهي؟
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2017/8/6/نيوزويك-هل-الشرق-الأوسط-في-حرب-لا-تنتهي
تساءلت مجلة نيوزويك: هل الشرق الأوسط -الذي يعاني صراعات قومية وعرقية وطائفية- متورط في حرب لا نهاية لها أطلقها تنظيم الدولة الإسلامية؟ وقالت إنه إذا لم يتدخل الغرب فلا احتمال لأن يحل الأمن والاستقرار في المنطقة.
فقد نشرت المجلة مقالا للكاتب بيتر هين أشار فيه إلى أن السعودية تكافح ضد النفوذ الإيراني في المنطقة، وأن تركيا بدأت تقاتل ضد التنظيم في نهاية المطاف بينما تقاتل أيضا المسلحين الأكراد في سوريا.
وأضاف هين أن كلا من روسيا وأميركا -اللتين تمطران سوريا بالقنابل- انزلقتا أيضا في هذا الاضطراب الهائل الذي يسود المنطقة، وأن موسكو وواشنطن تكونان أحيانا في حالة تحالف ضد تنظيم الدولة، بينما تدعم كل منهما فصائل مسلحة بشكل متناقض في أحيان أخرى.
ووصف الأزمة في سوريا بأنها مروعة، وتحدث عن تسبب الحرب في تشريد الملايين، وقال إن تنظيم الدولة يتعمد ممارسة إجراءات وحشية مرعبة، وإنه يقتل المسلمين السنة والشيعة على حد سواء، وذلك من أجل أن يخلق أسطورة مفادها أنه القاهر.
قاذفة روسية من طراز سوخوي إس يو 34 تقصف مواقع في دير الزور بشمال شرق دمشق أواخر 2018 (الأوروبية)
مواقف الغرب
وقال الكاتب إنه لمن المؤسف أن المواقف البريطانية والأوروبية والأميركية بشأن الحرب المستعرة في سوريا منذ سنوات لم ترق إلى الفهم السليم للصراع الدموي الذي يعصف بالبلاد.
وأوضح أن الغرب لم يحقق نجاحات تذكر في تدخلاته بالبلدان الإسلامية منذ هجمات 11 سبتمبر/أيلول، وأنه لم يفعل شيئا في وجه الإبادة الجماعية في المنطقة، تماما كما وقف بشكل مخجل إزاء الإبادة التي شهدتها رواندا في 1994.
ودعا الكاتب الغرب وبريطانيا إلى التصرف بحذر إزاء الاضطرابات التي يشهدها الشرق الأوسط وإلى العمل على مواجهة تنظيم الدولة.
وتحدث بإسهاب عن نشأة وصعود تنظيم الدولة، خاصة في سوريا والعراق، وعن أهدافه ومعتقداته الفكرية، وقارن بينه وبين تنظيم القاعدة، وقال إن احتياطيات تنظيم الدولة بلغت ملياري دولار في 2014، حسب مصادر مخابراتية بريطانية.
وأضاف أن تنظيم الدولة لم ينشأ جراء السياسات الطائفية المدمرة المناهضة للسنة التي اتبعها رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي فحسب، ولكن بسبب سياسة سفك الدماء والمجازر التي اقترفها رئيس النظام السوري بشار الأسد أيضا.
إيران والسعودية
وأشار الكاتب إلى الجهود التي تبذل في الغرب والمنطقة لمواجهة تنظيم الدولة، وقال إن إيران تبارك الحملة الجوية التي ينفذها التحالف الدولي على تنظيم الدولة في العراق، مما قد يشكل تحولا في المنطقة برمتها.
واستدرك بأن معارضة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لاتفاق النووي مع إيران وخطاباته العدوانية ضدها ومحاباته للسعودية يهدد هذا التوجه الإيراني.
وقال إنه ما لم تكن الولايات المتحدة وأوروبا على استعداد للتدخل والعمل على حل صراعات الشرق الأوسط، فإنه لا أمل في أن يحل السلام والاستقرار في المنطقة.
========================
الصحافة الروسية والبريطانية :
فزغلياد: المعارضة السوريّة توافق على الشروط الروسيّة      
http://www.geroun.net/archives/90664
مقدّمة
تقوم الشرطة العسكريّة الروسيّة بنشر مركزَي قيادة وثلاثة حواجز على طول خط التماس، بين الأطراف المتصارعة في شمال محافظة حمص؛ جاءت هذه العمليّة كإحدى نتائج الاتفاق، الذي عُقد بين العسكريين الروس والمعارضة السورية، لإقامة منطقة خفض التصعيد الثالثة في سورية. ويبدو أنّ خصوم الأسد الميَّالين إلى الولايات المتحدة الأميركيّة قد أصبحوا أكثر مرونةٍ من ذي قبل. فهل يرتبط هذا الانقلاب بطيّ برنامج الحماية، من قبل وكالة الاستخبارات المركزية الأميركيّة؟
كان ممثلو وزارة الدفاع الروسيّة قد توصَّلوا، مع المعارضة السوريّة المعتدلة، إلى اتفاقٍ حول تشكيل منطقة ثالثة لخفض التصعيد، وسبق لممثِّل وزارة الدفاع الروسيّة الجنرال إيغور كوناشينكوف أن أعلن عن هذا الاتفاق، يوم الخميس الماضي. وذكَّر كوناشنيكوف: “خلال الجولة الخامسة من المباحثات التي جرت مطلع شهر تموز، في العاصمة الكازاخيّة أستانا، تمَّ التوافق بين الأطراف المشاركة على إنشاء أربعة مناطق لخفض التصعيد على الأراضي السوريّة”. وأوضح الجنرال أنّ اثنتين منها تعملان بنجاحٍ في جنوب غرب سورية، وفي الغوطة الشرقية قرب دمشق. أمّا المنطقة الثالثة، فيتمُّ العمل على إقامتها في المحافظة الوسطى حمص.
كما نصّ إطار الاتفاق على نشر وحداتٍ من الشرطة العسكريّة الروسيّة، اعتبارًا من يوم الجمعة، لتقيم مركزَي قيادة وثلاث نقاطٍ للتفتيش، على امتداد خطوط التماس بين الطرفين. من جانبها، ستقوم المعارضة السورية بفكّ الحصار عن الجزء الذي تسيطر عليه، على الطريق السريع بين مدينتي حمص وحماة. ومن المفترض أن يبدأ تطبيق نظام وقف إطلاق النار، في منطقة خفض التصعيد هذه، اعتبارًا من منتصف يوم الخميس.
تضمُّ منطقة خفض التصعيد الثالثة 84 منطقة مأهولة، يعيش فيها قرابة 147 ألف إنسان. وأكَّد كوناشنيكوف: “خلال الأيام العشرة الأخيرة، وقع على اتفاق التهدئة 52 منطقة مأهولة، ليصبح مجموع عدد المناطق المأهولة الملتزمة بالتهدئة أكثر من ألفي منطقة”.
من دون رعايةC.I.A ، أصبحت المعارضة السوريّة أكثر مرونة
من الملفت للنظر، أنَّ المعارضة السوريّة “المعتدلة”، تُظهر الآن الاستعداد للموافقة على شروط إقامة مناطق خفض التصعيد. وكما أشرنا سابقًا، بعد عقد الاتفاق بين روسيا، الولايات المتحدة الأميركية والأردن، لتشكيل منطقة خفض التصعيد جنوب غرب سورية في محافظات درعا، السويداء والقنيطرة، فإنّ مجموعات “الجيش السوريّ الحرِ” قد حُرمت من المساندة التي كانت تتلقاها من المراكز الأميركيّة في الأردن.
بعد إعلان وكالة الاستخبارات المركزيّة الأميركية وقف برنامج “التدريب والتسليح”، الذي بدأ قبل أربع سنواتٍ، في عهد إدارة الرئيس أوباما السابقة، بدأ “عناد” المعارضة السورية المعتدلة يتلاشى أمام أنظار العالم. قالت صحيفة (نيويورك تايمز)، قبل أيام: “تمَّ إنهاء البرنامج بسرعة”. وتذكِّر الصحيفة أنّ مدير C.I.A مايك بومبيو نصح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بوقف البرنامج، فوافق الرئيس على الفور.
في هذا الوقت، لم تعد مجموعات “الجيش السوريّ الحرّ” (تلقي صحيفة نيويورك تايمز اللوم على القوات الجويّة الروسيَة في إضعاف هذه المجموعات، وهي محقّة نوعا ما) تشكّل قوةً عسكريّة مهمّة على الأراضي السوريّة. ويقال إنّ برنامج “تدريب وتسليح” الجيش السوريّ الحرّ، قد كلَّف الخزينة الأميركيّة نحو 1 مليار دولار، الأمر الذي أثار الكثير من الانتقادات في الكونغرس. وتشير صحيفة (نيويورك تايمز) إلى أنَّ وقف البرنامج لم يكن بسبب تكاليفه الباهظة وتواضع نتائجه فحسب، بل لأنَّه “تبيَّن أنّ بعض المعدَّات والأسلحة التي أرسلت إلى تلك المجموعات، وقعت في يد مجموعات مرتبطة بـ “تنظيم القاعدة”، أي “جبهة تحرير الشام”/ جبهة النصرة سابقًا.
وتشير الصحيفة أيضًا، إلى إلغاء برنامج البنتاغون بتكلفة تقارب 500 مليون دولار، الذي كان الهدف منه تدريب وإعداد قرابة 15 ألف مقاتل من المعارضة على مدى ثلاث سنوات.
“البرنامج مستمرٌّ في الجنوب”
يعتقد أنتون مارداسوف، رئيس قسم دراسات النزاعات والقوات المسلَّحة في الشرق الأوسط، في معهد التطوير الإبداعي، أنَّ صحيفة (نيويورك تايمز) استعجلت، عندما قالت إنَّ برنامج وكالة الاستخبارات المركزيّة الأميركيّة قد أوقف. فقد كانت هذه البرامج تشمل مجموعاتٍ موزّعة في منطقتين جغرافيتين: في شمال غرب سورية، وفي جنوبه. يتحدَّث مارداسوف قائلًا: “في الجنوب ما يزال البرنامج مستمرًّا، ولكن بصيغةٍ مختلفة؛ فالفصائل التي تنتمي إلى ما يعرف بـ Revolution Commando (وهي وريثة الجيش السوريّ الحرِّ الجديد، الذي ينتشر قرب التنف)، ما زالت تتلقّى التدريب والتجهيز في قاعدة القوات الملكيّة الأردنيّة الخاصّة من خلال برنامج C.I.A، كما أنّها لا تزال تتلقّى الأسلحة من البرنامج ذاته. ولكن السلاح نُزع منهم بمجرَّد مباشرتهم القتال ضدّ النظام، لأنَّ المطلوب منهم كان محاربة تنظيم (الدولة الإسلاميّة)، وليس النظام. أمَّا في الشمال الغربي، فقد توقف برنامج الاستخبارات المركزية الأميركيّة منذ عهد باراك أوباما، بسبب استيلاء (جبهة النصرة) على طرق الإمداد اللوجيستي وعلى القواعد في محافظة إدلب؛ ولهذا، لم تكن الأسلحة الأميركيّة تصل إلى المعارضة السوريّة المعتدلة، بل كانت تقع في أيدي الإسلاميين”. ويرى الخبير أنَّ الأمور لم تنجل كلُّها بالنسبة لمناطق خفض التصعيد.
لا تزال المواجهات تحصل في مناطق خفض التصعيد
من الناحية الرسميّة، كلّ المناطق التي عُقدت فيها اتفاقات في منصّات المباحثات الدوليّة، في عمّان (المنطقة الجنوب- غربيّة)، وفي القاهرة (الغوطة الشرقيّة ومنطقة حمص- حماة)، لا تتناقض مع مذكّرة التفاهم التي تمَّ التوصّل إليها بعد مباحثات أستانا. ويوضِّح مارداسوف أنّ “كلٌّ هذه المناطق مدرجةٌ في مذكَّرة تفاهم أستانا”. ويستطرد الخبير: “لدينا هنا وضعٌ ماكر، فإمَّا أن تلغي الاتفاقات التي توصّلت إليها منصّات القاهرة وعمّان اتفاقاتِ أستانا، كما هو الحال مع المنطقة الجنوبية غربيّة، أو أنَّها تُكملها بإضافة بعض التفاصيل”. ويعتبر الخبير أنّ الاتفاقات الثنائية، بين روسيا والولايات المتّحدة الأميركية، “ألغت الاتفاق الذي جرى في أستانا حول المنطقة المذكورة؛ فقد جرت هناك معاركٌ بعد عقد اتفاق أستانا، بدأها الطرفان: القوات الحكوميَّة وخصوم النظام”.
ويعتقد مارداسوف أنَّ القصّة نفسها تتكرر مع نتائج مباحثات القاهرة: “مهما قيل عن عدم تعارض هذه المناطق مع اتفاقات أستانا؛ فإنَّ هذه الصفقات قد أُبرمت بشكلٍ منفصل من دون طهران ودمشق”؛ ما يعني أنَّ نجاحها غير مضمون.
أمَّا في الغوطة الشرقيّة فتتواجد العديد من المجموعات المختلفة، سواء التابع منها لإيران أو التي ترعاها إيران”. ويوضّح مارداسوف: “حاولت هذه المجموعات شنَّ هجومٍ، يتناقض مع روح مذكَّرة تفاهم أستانا”.بالنسبة إلى منطقة غرب جنوب سورية، التي أعلن عن قيامها الرئيسان فلاديمير بوتين ودونالد ترامب، بعد لقاء هامبورغ، فقد ألغتْ عمليًّا ما تمَّ التوافق عليه بشأنها في أستانا سابقًا. ويوضّح مارداسوف: “أبدًا، لم تعمل الاتفاقات، كما كان يأمل المشاركون في أستانا؛ فقد خُرقت التهدئة، ووقعت معارك جديّة فيها. ولم تكن المعارك ضدّ الإرهابيين، بل ضدّ تحالف الجبهة الجنوبيّة، أي ضدّ (الجيش السوريّ الحرّ)، الذي يضمّ الكثيرين من العسكريين السابقين”.
يرى الخبير أنّ إيران تلعب لعبةً دقيقة في الغوطة الشرقيّة، التي ما تزال تشهد عمليّات قتاليةٍ خطيرة. ويبدو أنّ مارداسوف على ثقةٍ من أنَّه عندما “تعقد صفقةٌ ما في منطقةٍ ما، فيسارع الإيرانيّون إلى نقل وحداتٍ تابعة لهم إليها، ويبدؤون بشنّ عمليات قتالية، في محاولةٍ منهم لتقليص المساحات التي يسيطر عليها المعارضون. وسيستمرون بذلك حتى التوصّل إلى اتفاقِ جديد. تلعب التناقضات الروسية الإيرانيّة دورها في تأجيج هذه اللعبة. في حلب الشرقيّة، كان هذا التناقض واضحًا؛ ففي حين، كانت روسيا تعمل على إقامة تواصلٍ مع المشايخ المحليين، كان الإيرانيون منشغلين بتشكِّيل مختلف التشكيلات، في محاولةٍ لتقليص النفوذ الروسي، كما كانوا يقومون ببناء مراكزهم الثقافية التي تعمل على تأجيج التناقضات العرقية الطائفيّة. لم يكن هدف إيران تحقيق الأمن على الإطلاق”.
في الوقت نفسه، وكما نوَّه المحلل السياسي الإسرائيلي، والرئيس السابق للاستخبارات “ناتيف” يعقوب كيدمي، فإنَّ كتيبة الشرطة العسكريّة الروسية تتواجد في منطقة خفض التصعيد الجنوبية القريبة من هضبة الجولان. “لم يتبق في المنطقة سوى مجموعاتٍ صغيرة من تنظيم الدولة الإسلامية ومن جبهة النصرة”. يقول كيدمي: “على الغالب، سيتم التخلّص منهم. أمَّا البقيّة فسيشتركون في واحدةٍ من أنظمة المفاوضات. ومنطقة خفض التصعيد في الجنوب مؤشّرٌ جيّد”.
تبقى محافظة إدلب خارج مناطق خفض التصعيد على الأراضي السورية. ويشير كيدمي إلى “التواجد المكثَّف للإرهابيين من حلب وغيرها من المناطق عشرات آلاف من المقاتلين الذين يتخذون من المحافظة معقلًا لهم”، ولدينا هناك مشكلةٌ أُخرى: “توجد في إدلب مجموعات مقاتلةٌ أُخرى، أقواها مجموعة (الإخوان المسلمين) والمجموعات التركمانية، الواقعين تحت تأثيرٍ تركيٍ كبير. ويرتبط حلُّ هذه المشكلة بإمكانية التفاهم مع السلطات التركيّة. وهذا أمرٌ معقَّدٌ للغاية. وفي كافَّة المناطق السوريّة الأُخرى، فإنّ عمليّة التسوية قد بدأت”.
========================
اندبندنت : انتحاريو داعش يتخفون بين النازحين في الرقة
https://www.aljournal.com/اندبندنت-انتحاريو-داعش-يتخفون-بين-الن/
 بغداد-الجورنال نيوز
قالت صحيفة “الاندبندنت” في تقرير  ان ما لا يقل عن الفى من مقاتلى داعش مازالوا محاصرين فى مدينة الرقة السورية، مستخدمين ما يقارب الـ25 الف مدني كدروع بشرية.
واشارت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته «الجورنال نيوز» الى ان عناصر داعش تقوم باخفاء الانتحاريين ضمن المجاميع المدنية المحتجزة، وظيفتهم هي تفجير انفسهم عند نجاح فرار المدنيين، او باستخدام طريقة همجية اخرى ليست بجديدة على داعش وهي قتل المدنيين بقناص اثناء فرارهم.
ونقلت الصحيفة عن منظمة الامم المتحدة، قولها ” بالرغم من استمرار وصول امدادات المساعدات للمحتجزين، الا انه “يوجد اكثر 50 حالة خطرة لا يمكن علاجها بالمساعدات، امكانية مساعداتنا للمدنيين في نطاق تنظيم داعش محدودة”، مضيفة “لدينا طعام يكفي 447.500 شخص، لدينا خيام وملاجيء يبلغ عددها 50.000، لدينا عيادات علاج طبي تكفي لاكثر من 200.000 شخص، توفير المياه، والنظافة، كل ذلك تم تجهيزه مسبقا لتكون جاهزة ليوم ما بعد اندحار داعش، وسنعمل ما بوسعنا للاهتمام بالمدنيين”.
وفي ختام تقريرها، بينت “الاندبندنت” ان “داعش فقد مساحات واسعة من الأراضي في سوريا خلال العام الماضي، بفضل الحملات التي شنتها قوات الدفاع الذاتى، والجيش السوري المدعوم من روسيا، والمتمردين السوريين المدعومين من تركيا. وكما ان في عام 2014، كان لدى داعش حوالي 40.000 مقاتل اجنبي من 110 دولة في جميع انحاء سوريا والعراق. ومنذ ذلك الحين يعتقد أنهم فقدوا 70 ألف كيلومتر مربع من الأراضي، 78% من الأراضي المحتجزة في العراق، و 58% من الأراضي المحتجزة في سوريا”.
========================
الصحافة العبرية :
يديعوت :نهاية فظيعة لحياة غورو الانترنت السوري… باسل خرطبيل
http://www.alquds.co.uk/?p=767095
لماذا نجدنا ملزمين بأن نروي عن السنوات الأخيرة، التي أدت إلى نهاية فظيعة في قصة الحياة القصيرة لغورو الانترنت السوري، باسل خرطبيل؟ يوم الثلاثاء الماضي صاغت نورا الصفدي، أرملته، رسالة تمزق نياط القلب. «يصعب علي إيجاد الكلمات التي تمنح الشرف الأخير لبطلنا جميعا. شكرا لقتلكم حبيبي»، تتوجه لقضاة المحكمة العسكرية الذين فرضوا على باسل عقوبة موت سرية، من دون أن يتمكن من الدفاع عن نفسه، «بسببكم فقط كنت «عروس الثورة» في سوريا، بسببكم فقط أصبحت أرملة، وكلنا خسرنا».
سجناء سياسيون، نالوا العفو بفضل نشاط نورا الشجاع، رووا لها الآن فقط بأن باسل أعدم قبل سنتين في ساحة سجن صيدنايا في دمشق بعد أن اجتاز تعذيبا رهيبا. كان ابن 36، ودارت أفكاره نحو اللحظة التي يتحرر فيها، ولكنه خمن بأن موته قريب. من الزنزانة التي احتجز فيها ما كان يمكنه أن يشرك أحدا بمخاوف اللحظات الاخيرة. باسل الطبيب لم يكن مقاتلا، كان ثائرا بالوسائل السلمية، وسلاحه كان حاسوبا محمولا. منذ سن 30 اعتبر غورو عالم الانترنت في سوريا، مهندس برمجة لامع غازلته الشركات الكبرى بعروض لوظائف عليا وبرواتب مغرية خارج سوريا. أما باسل فأصر على البقاء. هو الذي فتح سوريا على الإعلام الموجه، اجترف جوائز دولية، جمع حوله طائفة من المعجبين، وبوسائله البريئة جعل أجهزة الحكم السوري تلاحقه.
قبل ست سنوات، حين اندلعت مظاهرات الاحتجاج ضد بشار الاسد، كان باسل واثقا من أن رئيسه، الذي أقسم بأنه مؤيد للحواسيب والانترنت، لن يتدخل. فقد وعد بشار بالثورة وباسل الذي صدقه تجند لإحداث تغيير بالوسائل السلمية وعمل مع أجهزة النظام. ولكن في يوم السنة الأولى للثورة ضد بشار، ألقي بباسل إلى السجن. بلا لائحة اتهام، بلا شرح من سجانيه الذين عذبوه بوحشية ما الذي يريدونه منه، وحين استيقظت منظمات حقوق الإنسان، أنامتهم دمشق بدعوة العائلة للزيارات في السجن. وفي إحداها أجري احتفال الخطوبة لباس مع نورا، محامية ونشيطة حقوق السجناء. في احتفال آخر، جرى بين أسوار السجن سيئ الصيت، تزوجا.
أعقاب باسل اختفت قبل سنتين. وفي رسالة نجح في تهريبها من السجن، كشف عن خططه للانتحار. «أنا أوجد في زنزانة رقم 26، معذب، غارق في الأفكار عن السبيل الذي أنهي فيه حياتي. ولكن عيني نورا توأم روحي، تتحدثان إلي، أنتظر المفاجآت الطيبة». نورا، التي لم تعرف أين يخفون زوجها، كتبت له على الفيس بوك «أرى عينيك وأفكر بحلم سوريا الحرة الذي أصبح لنا كابوسا. الجراح على فقدان الحرية والدولة الوحشية لن تلتئم أبدا».
أنور البني، الذي جلس في الزنزانة الملاصقة لباسل في منشأة الاستخبارات السورية في كفر سوسا، روى عن النهاية المريرة. في إحدى الليالي قبل سنتين، نقلوا مجموعة سجناء إلى سجن صدناية. باسل أعدم، البني انتظر سنتين أخريين وخرج إلى الحرية. وقد اكتشف البني التفسير: طليعي عالم الانترنت في سوريا تحدث بلغة لم يفهمها الحكم.
وبخلاف منظمات الثوار، لم يرفع باسل السلاح أبدا. والسلوك غير العنيف أخاف أجهزة الاستخبارات والجيش، وبالأساس الرئيس بشار. فقررت الأجهزة التخلص منه بالطريقة الوحيدة التي يعرفونها.
هام لنورا، الأرملة، أن تروي بأن مثل باسلها يجلس في السجون مئات آخرون من الشبان ذوي الأحلام. 400 ألف قتلوا في ست سنوات الحرب الأهلية، 100 ألف اختفوا. و60 ألفا آخرون يذوون في السجون. في كل لحظة من شأن الحكم أن يسحبهم، وهم بجراحهم من أثر التعذيب، ليرفعهم إلى أعواد المشانق.
 
سمدار بيري
يديعوت ـ 6/8/2017
========================
خبير إسرائيلي يعلق على معركة عرسال ومستقبل سوريا
http://arabi21.com/story/1025885/خبير-إسرائيلي-يعلق-على-معركة-عرسال-ومستقبل-سوريا#tag_49219
أثارت العملية العسكرية لحزب الله اللبناني في منطقة عرسال وما سوقه على أنه انتصار، شهية المراقبين الإسرائيليين لقراءة هذه الخطوة في إطار رؤيتهم لمستقبل الأزمة السورية في ظل التراجع الكبير للمعارضة السورية مقابل التقدم الذي أحرزه النظام السوري بدعم روسيا وإيران والمليشيات الشيعية.
ويقدم خبراء إسرائيليون قراءة للمجريات تشير إلى أن التغييرات التي تشهدها الساحة السورية لم يكن بإمكان روسيا تحقيق ما أنجزته منها في سوريا بدون التعاون الإيراني، وهو ما يدعو إسرائيل إلى الاستعداد لليوم التالي.
إنجاز محدود
وفي هذا الشأن يرى الخبير الإسرائيلي في الملف السوري، إيال زيسر، أن "الإنجاز المحدود" الذي حققه حزب الله اللبناني بخروج جبهة النصرة من مدينة عرسال قرب المنطقة الحدودية شمال لبنان، لم يكن "نتيجة لقدرات حزب الله، بل نتيجة لتغيير الخارطة الاستراتيجية بسوريا".

ويوضح زيسر في مقال له الأحد بصحيفة "إسرائيل اليوم"، أنه في "أعقاب هذا الإنجاز العسكري، حدث تطهير عرقي في المنطقة، حيث بدأ حزب الله في إخلاء اللاجئين السوريين بالقوة، وإعادتهم إلى سوريا"، منوها إلى أن اللاجئين السوريين، "هددوا التوازن الديمغرافي الهش في لبنان بين السنة والشيعة".
ويشير إلى أن "نظرة حذرة لما يحدث في سوريا تؤكد أن حرب السنوات السبع تقترب من نهايتها"، مضيفا أن "الحذر هنا مطلوب، لأن الكثير من التوقعات والتقديرات فشلت، وخاصة تلك التي تحدثت في معظمها عن السقوط المؤكد لبشار الأسد".
ولفت الخبير الإسرائيلي إلى أن "التوجه الميداني خلال الأشهر الأخيرة من الواضح أنه يخبو بفضل اتفاقيات وقف إطلاق النار التي نجحت روسيا في تطبيقها في أرجاء سوريا، بما فيها منطقة الجنوب السوري على طول الحدود الإسرائيلية السورية في هضبة الجولان".
وبفضل "القوة العسكرية وضعف المقاتلين السوريين (المعارضة) نجحت روسيا في إفشال الإطاحة بالأسد"، بحسب زيسر الذي أشار إلى أن "ما يستكمل الصورة هو قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الشهر الماضي، والقاضي بوقف المساعدات الاقتصادية التي منحها جهاز الـ CIA للمقاتلين في سوريا".
المنتصر الأكبر
ويزعم ترامب، أن الادارة الأمريكية "صرفت أموالها دون تحقيق نتائج، وفي حالات كثيرة كانت المساعدات الأمريكية تصل إلى المكان غير الصحيح أو إلى مجموعات غيرت جلدها بين عشية وضحاها وانضمت لتنظيم الدولة أو جبهة النصرة".
ويلفت زيسر إلى أن "رسالة ترامب واضحة؛ وهي أن واشنطن تدير ظهرها للمقالتين في سوريا، وستستكمل عملية الانفصال عندما يتم في المستقبل القريب الإعلان عن هزيمة داعش"، مؤكدا أن "روسيا هي المنتصر الأكبر في الحرب السورية".
وأضاف: "القوات الروسية تنتشر في أرجاء سوريا وفي الجبهة الجنوبية قرب الحدود مع إسرائيل والأردن"، لافتا إلى أن "المفاجئ هو أن الجنود الروس يتم استقبالهم بحماسة من قبل السكان القرويين، الذين كانت الطائرات الروسية تقوم بقصفهم"، ويعتبر أن "روسيا لم يكن بإمكانها تحقيق ما وصلت إليه بدون إيران، التي تعتبر الشريكة الحيوية لجهود موسكو في سوريا".
ويعتقد الخبير الإسرائيلي أنه "في نهاية المطاف ليست الطائرات الروسية ولا الجيش الروسي هي التي حسمت الوضع، بل هي إيران وحلفاؤها من المتطوعين الشيعة ومقاتلي حزب الله"، مشددا على أن "إيران لن تسارع إلى ترك الفريسة من بين أيديها، كما أن لديها طول نفس بأن تستفيد من الأرباح التي حققتها في سوريا"، وفق الخبير.
ويختم بالقول إن طهران في الوقت الحالي: "تقوم بالسيطرة على المناطق التي تسمح بها روسيا، وبدلا من المواقع القريبة من الحدود مع إسرائيل، ستحصل إيران على ميناء في الشاطئ السوري، وتواجد عسكري بين دمشق والحدود مع العراق"، مؤكدا أن "الواقع في سوريا ولبنان يتغير، وعلى إسرائيل أن تستعد لليوم التالي".
========================
"اسرائيل اليوم" :ســوريــة: نــصــيــب إيــران
http://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=12369b97y305568663Y12369b97
2017-08-07
بقلم: ايال زيسر
سُمع في بيروت في نهاية الاسبوع صوت زعيم حزب الله، حسن نصر الله، وهو يحتفل بانجاز آخر، هذه المرة حول الصراع على السيطرة على الحدود الشرقية في لبنان مع سورية، الذي أداره مقاتلوه ضد جبهة النصرة وضد داعش، الذين سيطروا على الحدود قرب عرسال لسنوات، ومن هناك قاموا بتنفيذ الهجمات والعمليات على الاراضي اللبنانية ضد اهداف حزب الله والجيش اللبناني.
هجوم حزب الله الذي شارك فيه الجيش اللبناني، وهو الجيش الذي تريد الولايات المتحدة دعمه، يقوم بمساعدة حزب الله. وفي نهاية المطاف وافقت جبهة النصرة على المغادرة الى سورية وابقاء داعش وحده في المعركة الخاسرة. في اعقاب الانجاز العسكري حدث ايضا التطهير العرقي في المنطقة، حيث بدأ حزب الله في اخلاء اللاجئين السوريين بالقوة، الذين تتم اعادتهم الى سورية. لقد هدد هؤلاء التوازن الديمغرافي الهش في لبنان بين السنة والشيعة.
لكن هذا الانجاز المحدود لحزب الله، الذي يقوم بتصويره كانجاز الهي، ويقول إنه الخطوة الاولى التي ستُمكن من انقضاض حزب الله على الجيل – ليس نتيجة قدرات حزب الله، بل نتيجة تغيير الخارطة الاستراتيجية في سورية.
نظرة حذرة الى ما يحدث في سورية تؤكد على أن حرب السنوات السبعة، تلك الحرب الاهلية والجهاد الذي دمر الدولة، تقترب من نهايتها. هنا  مطلوب الحذر لأن الكثير من التوقعات والتقديرات فشلت، والتي تحدثت في معظمها عن السقوط المؤكد لبشار الاسد. ورغم ذلك فان التوجه الميداني في الاشهر الاخيرة واضح. النار تخبو بفضل اتفاقيات وقف اطلاق النار التي تنجح موسكو في تطبيقها في ارجاء سورية، بما في ذلك في جنوب الدولة ومنطقة درعا وعلى طول الحدود الاسرائيلية السورية في هضبة الجولان.
بفضل القوة العسكرية، وبسبب ضعف المتمردين، نجحت روسيا في افشال التمرد ضد بشار الاسد. وما يستكمل الصورة هو قرار الرئيس ترامب من الشهر الماضي بوقف المساعدات الاقتصادية التي منحتها الـ سي.آي.ايه للمتمردين في سورية. يزعم ترامب وبحق أن الادارة الامريكية قد بذرت اموالها دون تحقيق نتائج. وفي حالات كثيرة كانت المساعدات تصل الى المكان غير الصحيح أو الى مجموعات غيرت جلدها بين عشية وضحاها وانضمت لداعش أو جبهة النصرة. ولكن الرسالة التي يعبر عنها قرار ترامب واضحة: واشنطن تدير ظهرها للمتمردين في سورية، عملية الانفصال ستستكمل عندما يتم في المستقبل القريب الاعلان عن هزيمة داعش.
روسيا هي المنتصر الاكبر في الحرب السورية. فقواتها تنتشر في ارجاء الدولة وفي الجبهة الجنوبية قرب الحدود مع اسرائيل والاردن. والمفاجيء هو أن الجنود الروس يتم استقبالهم بحماسة من قبل السكان القرويين الذين كانت الطائرات الروسية تقوم بقصفهم. السكان المحليون في الشرق الاوسط يعرفون كيف يحترمون القوي، ويعرفون ما هو المطلوب من اجل البقاء في الشرق الاوسط.
إلا أن روسيا لم يكن بامكانها الوصول الى حيث وصلت بدون ايران التي هي شريكة حيوية في جهود موسكو من اجل الحفاظ على الهدوء في سورية. وفي نهاية المطاف ليست الطائرات الروسية ولا الجيش الروسي هي التي حسمت الوضع، بل ايران وحلفائها، المتطوعون الشيعة ومقاتلو حزب الله. لن تُسارع ايران الى ترك الفريسة من بين أيديها، ولديها طول النفس الى أن تستفيد من الارباح. وفي الوقت الحالي تقوم طهران بالسيطرة على الاماكن التي تسمح بها روسيا. وبدل المواقع على الحدود مع اسرائيل، ستحصل ايران على ميناء في الشاطيء السوري، وتواجد عسكري كامل بين دمشق والحدود مع العراق. الواقع في سورية ولبنان يتغير، وبسبب ذلك يجدر باسرائيل أن تستعد لليوم التالي.