الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 7/12/2017

سوريا في الصحافة العالمية 7/12/2017

09.12.2017
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :  
الصحافة الروسية :  
الصحافة التركية والعبرية:  
الصحافة البريطانية :  
الصحافة الامريكية :
معهد واشنطن :كيف يُطارد ترامب «حزب الله» في الفناء الخلفي للولايات المتحدة
ماثيو ليفيت
30 تشرين الثاني/نوفمبر 2017
تسعى إدارة ترامب بشدة إلى مواجهة ما يشير إليه مجتمع الاستخبارات في كثير من الأحيان على أنه "شبكة التهديد الإيرانية". وكجزء من هذه الحملة، تحرص الإدارة الأمريكية بشكلٍ خاص على التركيز على أنشطة «حزب الله» - المليشيا اللبنانية الموالية لإيران - في أمريكا اللاتينية. واليوم، تؤكد تطورات جديدة في قضية قديمة تتعلق بـ «حزب الله» وتعود إلى عام 1994 على أهمية الحد من أثر الحزب في المنطقة.
ففي 19 يوليو/تموز 1994، بعد يوم من قيام «حزب الله» بتفجير "مركز الجالية اليهودية" في مدينة بوينس آيرس، أرسل الحزب انتحارياً لتفجير نفسه على متن طائرة "ألاس شيريكاناس"، وهي طائرة ركاب بنمية تحمل ركاباً يهود بمعظمها، بمن فيهم عدة أمريكيين. وقبعت القضية لسنوات، ولكن، يبدو أن "مكتب التحقيقات الفدرالي" الأمريكي قد جمع مؤخراً معلومات جديدة من المرجح أن تشكل، إلى جانب الأدلة المستقاة من تحقيقات حالية أخرى، أساساً لمجموعة متنوعة من الإجراءات التي تستهدف «حزب الله»، الذي يُعتبر العنصر الأساس في "شبكة التهديد الإيرانية" وأقوى الجماعات التي تعمل لحساب إيران.
ولكن التحركات الأخيرة التي قام بها «حزب الله» في أمريكا اللاتينية هي مسألة تهم المحققين أيضاً. ففي تشرين الأول/أكتوبر، أسفر التحقيق الذي أجراه "مكتب التحقيقات الفدرالي" وشرطة نيويورك عن اعتقال شخصَين يُدّعى أنهما يتصرفان باسم «منظمة الجهاد الإسلامي»، التي هي الجناح الإرهابي لـ «حزب الله». ووفقاً لبيان لوزارة العدل الأمريكية، أنه بناءً على تعليمات مدراء في «حزب الله»، يُقال إن شخصاً "قام ببعثات في بنما لتحديد موقع السفارتين الأمريكية والإسرائيلية ولتقييم نقاط ضعف قناة بنما والسفن في القناة"، ويُدّعى أن شخصاً آخر "قام بمراقبة أهداف محتملة في أمريكا، بما في ذلك مرافق عسكرية وأخرى لإنفاذ القانون في مدينة نيويورك". وفي أعقاب هذه الاعتقالات، حذر مدير "المركز الوطني لمكافحة الإرهاب" في الولايات المتحدة من أن "تقييمنا هو أن «حزب الله» مصمم على إعطاء نفسه خياراً وطنياً محتملاً كعنصر حاسم ضمن خططه الإرهابية، ونحن في مجتمع مكافحة الارهاب نأخذ ذلك بجدية بالغة". وأضاف أحد المسؤولين أن هذه الحالات "من المحتمل أن تكون غيض من فيض".
إنّ حملة الإدارة الأمريكية لمكافحة «حزب الله» هي جهد مشترك بين الوكالات يشمل الاستفادة من الأدوات الدبلوماسية والاستخباراتية والمالية وتلك المتعلّقة بإنفاذ القانون من أجل كشف وتعطيل أنشطة الخدمات اللوجستية، وأنشطة جمع الأموال، والأنشطة التنفيذية التي تقوم بها إيران، و«فيلق القدس» ولقائمة طويلة من الجماعات التي تعمل لحساب إيران ابتداءاً من «حزب الله» اللبناني ووصولاً إلى ميليشيات شيعية أخرى في العراق وأماكن أخرى. ولكن على حد قول منسق وزارة الخارجية الأمريكية لمكافحة الإرهاب، السفير نيثن سيل، تشكل "مواجهة «حزب الله»  أولوية قصوى لإدارة ترامب". ومنذ توليها مهام منصبها، اتخذت هذه الإدارة سلسلة من الإجراءات ضد «حزب الله» على وجه الخصوص، من بينها قرارات الاتهام وعمليات تسليم المجرمين والبيانات العامة والمكافآت للحصول على معلومات عن القادة الإرهابيين المطلوبين التابعين لـ «حزب الله». ويشير المسؤولون إلى أنه من المتوقع اتخاذ المزيد من الإجراءات وخاصةً في أمريكا اللاتينية. وقد سنّ الكونغرس الأمريكي سلسلة من مشاريع القوانين التي تستهدف «حزب الله» أيضاً. وأوضح مسؤول في الإدارة الأمريكية نقلاً عن صحيفة "بوليتيكو"، أن الهدف هو "فضحهم من خلال سلوكهم". وتتمثل الفكرة في أنّه لا يمكن لـ «حزب الله» أن يدّعي أنه فاعل شرعي حتى ولو ينخرط في قائمة طويلة من الأنشطة غير المشروعة التي تقوض الاستقرار في الداخل في لبنان، وفي جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وحول العالم.
ومن أجل دعم هذه السياسة، أصدرت الإدارة الأمريكية طلباً كبيراً للمعلومات تطلب فيه من الوزارات والوكالات أن تجوب ملفاتها وتجمع معلومات جديدة يمكن استخدامها لتحديد الأهداف ويمكن أن تساعد في توجيه وإبلاغ تنفيذ الإجراءات المقبلة. وعلى الرغم من أنه من غير الواضح ما إذا كان ذلك نتيجة لطلب هذه المعلومات، يبدو أنه تم الكشف عن معلومات جديدة كما اتضح مؤخراً في نشرة "البحث عن المعلومات" لـ "مكتب التحقيقات الفدرالي" التي قليلاً ما تحظى بالاهتمام والصادرة عن "مكتب ميامي الميداني".
أمّا موضوع النشرة فكان عن المُفجّر علي حوا جمال الذي قُتل في هجوم "ألاس شيريكاناس". ففي اعقاب الحادث، تعرّفت أسر الركاب والطاقم على جميع الجثث باستثناء جثة واحدة. ووفقاً لنشرة "مكتب التحقيقات الفدرالي"، "قد يكون قد تم التعرف" على تلك الجثة التي كانت مشوّهة بشدة بطرق تتوافق مع التفجير الانتحاري "على أنّها تابعة لعلي حوا جمال". وجاء طلب المعلومات في الوقت المناسب تماماً، حيث أن السلطات تبحث بنشاط عن شركائه الذين لا يزالون على قيد الحياة. وما هو جديد، على ما يبدو، هو معرفة هذا الاسم الحقيقي لمنفذ التفجير التابع لـ «حزب الله». فحتى الآن، لم تكن السلطات تعرف سوى الاسم الذي يظهر على بطاقة الهوية المزورة التي استخدمها لشراء تذكرة سفره للرحلة التي تحطمت فيها الطائرة، وهو جمال ليا. والآن، بعد معرفة هويته الحقيقية، تطلب السلطات تزويدها بمعلومات يمكن أن تقودها إلى شبكة الدعم المحلية في أمريكا اللاتينية التي ساعدته على تنفيذ خطته كما يُفترض. وأشارت نشرة "مكتب التحقيات الفدرالي" الى أن "أطرافاً إضافية قد تكون قد ساعدت جمال في عملية التفجير".
وكانت طائرة «الرحلة رقم 00901»، وهي طائرة ركاب من طراز "إمبراير" ذات محركين تُشغّلها شركة "ألاس شيريكاناس ايرلاينز"، قد انفجرت بعد وقت قصير من إقلاعها من كولون في طريقها إلى مدينة بنما. وكان معظم الركاب، الذين بلغ عددهم 21 راكباً وطاقماً، رجال أعمال يعملون في "منطقة كولون للتجارة الحرة"، وقد قتلوا جميعهم على الفور. والمثير للدهشة، نظراً إلى صغر حجم الجالية اليهودية في بنما (حوالي 8000 شخص)، أن 12 من الركاب الـ 18 كانوا من اليهود، من بينهم أربعة إسرائيليين وثلاثة أمريكيين. وحيث وقعت هذه الحادثة في أعقاب تفجير مبنى "الجمعية التعاضدية اليهودية الأرجنتينية" في بوينس آيرس، كان المجتمع اليهودي المحلي يشهد مستوى كبيراً من التوتر. وأشار أحد قادة المجتمع اليهودي في ذلك الوقت، "كنا جميعاً نعرف شخصاً ما على متن الطائرة، أو كنا على صلة قرابة بشخصٍ على متن الرحلة". وقد تأكدت مخاوفهم سريعاً عندما أعلن رئيس بنما المنتخب أنّ التحطم "لم يكن حادثاً بل قنبلة زرعت داخل الطائرة". وحدد المحققون لاحقاً أن منفذ التفجير راقب الرحلة قبل تنفيذ عمليته التفجيرية، وشمل ذلك سفره في خط هذه الرحلة عدة مرات، ربما لاختبار مستوى الأمن واختيار المقعد الأمثل لتنفيذ التفجير وبالتالي ضمان الوقع الأكبر لجهاز التفجير الذي استعمله.
وفي غضون أيام، أعلن «حزب الله» مسؤوليته عن تفجير مبنى "الجمعية التعاضدية اليهودية الأرجنتينية" وتفجير طائرة الخطوط الجوية البنمية في منشور وُزع في مدينة صيدا الساحلية اللبنانية. وجاء الإعلان عن تبني الإنفجارَين تحت اسم «أنصار الله». وقالت السلطات الأرجنتينية إن "«أنصار الله» كان أحد الأسماء الوهمية الكثيرة التي كان يستعملها «حزب الله» لتبني هجماته". ومع ذلك، وعلى الرغم من تبني المسؤولية وغيرها من الأدلة الظرفية التي تشير إلى «حزب الله»،  لم تكن السلطات متأكدة بعد.
ويشير التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأمريكية عن الإرهاب الدولي لعام 1994 إلى أن «حزب الله» كان المشتبه فيه الرئيسي وراء تفجير مبنى "الجمعية التعاضدية اليهودية الأرجنتينية"، ويُضيف أنه مع إسقاط طائرة «الرحلة رقم 00901»، "أثارت هذه الهجمات مخاوف بشأن الوجود المُعلن لعناصر من «حزب الله» في أمريكا اللاتينية، وخاصةٍ في منطقة الحدود الثلاثية حيث تلتقي أراضي البرازيل والأرجنتين والباراغواي". ووفقاً لـ تقرير "مكتب التحقيقات الفدرالي" الصادر في تشرين الثاني/نوفمبر 1994، كان "يُشتبه بشدة" أنّ تفجيرَي مبنى "الجمعية التعاضدية اليهودية الأرجنتينية" وطائرة بنما، فضلاً عن انفجارَين آخرَين في لندن في 26 و27 تموز/يوليو (قرب أهداف إسرائيلية)، كانت جميعها "مرتكبة من قبل «حزب الله»". وأشار "منسق وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون مكافحة الإرهاب" خلال شهادته أمام الكونغرس بعد عام، إلى تبني «أنصار الله» المسؤولية عن العمليَتين مضيفاً أنّ "الأدلة التى تمّ جمعها حتى الآن تشير الى أنّ التفجير قد يكون أيضاً عملية انتحارية قام بها «حزب الله»". واكتشف المحققون في أعقاب أدلة الهجوم على مبنى "الجمعية التعاضدية اليهودية الأرجنتينية" وتفجير طائرة «الرحلة رقم 00901»، مؤامرات أخرى لـ «حزب الله» في المنطقة في الوقت نفسه تقريباً. وفي العام نفسه، اكتشفت الشرطة في أوروغواي عملية تهريب أسلحة يُديرها «حزب الله» لها علاقات مرتبطة بمنطقة الحدود الثلاثية، والتي تُعرف بأنّها مركز للنشاط الإجرامي و لـ"حزب الله" حضور كبير فيها. وفي آب/أغسطس التالي، ألقت الشرطة الباراغوية القبض على ثلاثة عناصر تابعين إلى "الخلية النائمة" لـ «حزب الله» لهم صلات محتملة بتفجير السفارة الإسرائيلية في بوينس آيرس عام 1992.
ولكن، بحلول عام 1996، أشارت الأدلة بشكلٍ أكثر تحديداً إلى دور «حزب الله» في تفجير "ألاس شيريكاناس". وفي أيار/مايو 1996، أطلقت البلدان الحدودية الثلاثة "قيادة ثلاثية للحدود الثلاثية" لتنسيق أجهزة إنفاذ القانون والاستخبارات التابعة لها من أجل مكافحة الجريمة المنظمة والأنشطة الإرهابية في المنطقة. وفي الشهر التالي، أي قبل أيام قليلة من قيام عناصر «حزب الله» اللبناني، بمساعدة «حزب الله» السعودي ونشطاء إيرانيين، بتفجير مجمع "أبراج الخبر" السكني العسكري في المملكة العربية السعودية، أصدر "مكتب التحقيقات الفدرالي" نشرة تسعى إلى الحصول على معلومات حول تفجير طائرة «الرحلة رقم 00901»، واصفاً التفجير بأنه "جريمة قتل في الخارج"، وساعياً إلى الحصول على معلومات عن الانتحاري الذي "تمّ التعرف عليه مبدئياً" باسم جمال ليا، وهو الاسم الذي ظهر في قائمة المسافرين بالرحلة. ويبدو أن النشرة قد صدرت استجابةً لطلب من السلطات المحلية في المنطقة، وذلك على الأرجح بناءً على طلب من هذه "القيادة الثلاثية" الجديدة. وقالت النشرة "إن السلطات تبحث عن معلومات قد تتعلق بالمشتبه فيه/فيهم المحتمل/المحتملين وبالجريمة التي حصلت على متن هذه الرحلة".
وأوضح "مكتب التحقيقات الفدرالي" أنّ جمال ليا هو الرجل الذي "يشتبه فيه بحمل القنبلة على متن الطائرة" ووصفه بأنّه "رجل من الشرق الأوسط يتراوح عمره بين 25 و28 عاماً، ويبلغ طوله حوالي 179 سنتمتراً أمّا وزنه فيبلغ حوالي 72 كلغ". ووصفت النشرة أيضاً مظهره والملابس التي كان يرتديها يوم الهجوم، مضيفةً أنه لم يتكلم الإسبانية ولا الإنجليزية، ولكن ربما تكلم العربية. غير أنّ السلطات لم تكن متأكدة من ذلك، وقد يكون ذلك عرضاً للأمن التنفيذي، لأنه "استخدم إشارات اليد أو كتب ملاحظات لتوجيه التعليمات إلى الأشخاص".
وخلصت نشرة عام 1996 بربط الهجوم بحزم بـ «حزب الله» من دون تسمية هذه الجماعة تحديداً (ومن المحتمل أن يكون ذلك إشارة إلى الحساسيات السياسية للبلدان المحلية تجاه أي اقتراح بأن جماعات مثل «حزب الله» تجمع الأموال أو نشطة داخل حدودها). وخلصت النشرة إلى أنّ إسقاط طائرة «الرحلة رقم 00901» وقع بعد يوم واحد من قيام "مجموعة أصولية إسلامية" بتفجير مبنى "الجمعية التعاضدية اليهودية الأرجنتينية" في بوينس آيرس كما يُدعى. "ويشتبه أيضاً تورط هذه الجماعة في تفجير طائرة «الرحلة رقم 00901»".
وتتضمّن حالياً النشرة الجديدة المحدثة التي نُشرت على موقع "مكتب التحقيقات الفدرالي الميداني" في ميامي في أسبوع 30 تشرين الأول/أكتوبر 2017، الاسم الحقيقي للانتحاري وهو علي حوا جمال. وهي تكرّر الكثير من المعلومات الواردة في صيغة عام 1996، ولكنها تضيف بعض الحقائق الجديدة. وبالإضافة إلى اسمه، نعلم الآن أنّ جمال "عُرف أنه سافر إلى لبنان وفنزويلا وكولومبيا وبنما" - أي إلى كل الأماكن التي تمتد فيها شبكات "حزب الله". وتنتهي نشرة 2017 أيضاً بإشارة خفية إلى «حزب الله»، ولكنها تضيف الآن: "يشتبه في أن أطرافاً إضافية قد تكون قد ساعدت جمال في التفجير". إنّ المعلومات عن تلك "الأطراف الإضافية" وأنشطتها في دول مثل فنزويلا وكولومبيا وبنما هي التي ترمي إليها السلطات بالتأكيد في الوقت الحالي.
إن التركيز المتجدّد على وجود «حزب الله» وعملياته في أمريكا اللاتينية قد طال انتظاره. وكانت آخر محاولة إرهاب دولية لـ «حزب الله» قد جرت في بيرو، حيث وصل أحد عناصر «حزب الله» اللبناني، محمد أمادار، إلى تلك البلاد في تشرين الثاني/نوفمبر 2013، وتزوج بعد أسبوعين من إمرأة تحمل الجنسيتين البيروفية والأمريكية. ولفتت هذه الصلة إلى الولايات المتحدة انتباه "مكتب التحقيقات الفدرالي الميداني" في ميامي. وبعد ذلك بفترة وجيزة، انتقل أمادار إلى البرازيل، وعاش في ساو باولو إلى أن عاد إلى ليما في تموز/يوليو 2014. وعندها، استجوبته وحدة مكافحة الإرهاب في بيرو لدى وصوله إلى المطار، ووضعته تحت المراقبة، وثمّ اعتقلته لتخطيطه هجمات على أهداف يهودية وإسرائيلية في تشرين الأول/أكتوبر من ذلك الشهر.
وفي الوقت الحاضر، يستثمر «حزب الله» بشكل كبير في عمليات في أمريكا الجنوبية. وقد تم ترقية أحد أبرز عناصر الحزب ممن دبّر عملية تفجير مبنى "الجمعية التعاضدية اليهودية الأرجنتينية" وهو يشرف شخصياً على عمليات «حزب الله» في المنطقة. ووفقاً لمحقّقين إسرائيليين، كان سلمان الرضا (وذُكر أنّ إسمه الحقيقي هو سلمان رؤوف سلمان) المنسّق الميداني لتفجير مبنى "الجمعية التعاضدية اليهودية الأرجنتينية". وبعد التفجير، فرّ رضا من المنطقة قبل أن تتّهمه السلطات الأرجنتينية بلعب دور في هذا الهجوم - ووضا هو مواطن لبناني - كولومبي مزدوج الجنسية عاش لفترات مختلفة في كولومبيا وبوينس آيرس وفي منطقة الحدود الثلاثية. ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان رضا قد لعب أيضاً دوراً في تفجير طائرة «الرحلة رقم 00901».
إلّا أنه في السنوات التي أعقبت ذلك، كان رضا عنصراً ناشطاً في «منظّمة الجهاد الإسلامي» الخاصة بـ «حزب الله»، وكان ناشطاً بشكل خاص في التسعينيات في منطقتَي جنوب شرق آسيا وأمريكا الجنوبية، وقد تضمّنت أعماله مجموعة من المهمات التنفيذية عام 1997 وثلاث زيارات إلى بنما وزيارتَين إلى كولومبيا وزيارة إلى البرازيل. وبعد اعتقال محمد أمادار في بيرو، أفادت التقارير إنه عرّف برضا على أنه منسّق في «حزب الله» عمل في السابق كمدير له؛ وقال إنه التقى به في ثلاث مناسبات مختلفة في تركيا من أجل التخطيط للعملية في بيرو.
وبينما يبقى رضا حراً طليقاً ويقود كما يُفترض عمليات «حزب الله» في المنطقة، فإن السلطات الأمريكية لديها سبب وجيه للقلق بشأن نشاطات هذه الجماعة في النصف الغربي من الكرة الأرضية. ومما يؤكد ذلك بالتأكيد اعتقال عناصر من "حزب الله" في ميشيغان ونيويورك متهمين بتحديد أهدافٍ في نيويورك وبنما. وتسلّط هذه الحالات الضوء على إصرار أجهزة الاستخبارات الأمريكية، وهو ما وضّحه مدير" المركز الوطني لمكافحة الإرهاب"، على أن مسار عمليات «حزب الله» الإرهابية الدولية لم تتغيّر منذ إبرام الاتفاق النووي الإيراني عام 2015. بمعنى آخر، ليس لدينا سبب للاعتقاد بأنّ «حزب الله» لن يشنّ هجمات جديدة في الفناء الخلفي للولايات المتحدة - خاصّة بعد زيادة حدّة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران.
ومن الواضح أنّ إدارة ترامب متلهّفة لمواجهة إيران وتعتبر «حزب الله» عميلاً أساسياً لطهران، ومشاركاً في عددٍ كبير من العمليات التي يصفها المسؤولون بـ "النشاطات الخبيثة" للنظام الإيراني. وتسعى إدارة ترامب في حملتها العلنية ضدّ «حزب الله» إلى تحقيق هدفين: أولاً، تعطيل الحملة المستمرة التي تقوم بها هذه الجماعة لجمع الأموال والخدمات اللوجستية والعمليات. ثانياً، التركيز على التباين بين العمليات الإرهابية والإجرامية التي تقوم بها الجماعة و"سعيها إلى تصوير نفسها على أنها حزب سياسي شرعي"، وفقاً لمدير "المركز الوطني لمكافحة الإرهاب"، نيكولاس راسموسين.
وقد وضّح راسموسين ما يجب أن نتوقّعه في المرحلة القادمة بقوله: "لقد رصدنا وسنواصل رصد نشاطات «حزب الله» عن كثب حول العالم وسنعمل بعزم ودأب على تعطيل أي محاولات لـ «حزب الله» للعمل داخل حدودنا." وما زال الرصد الدقيق مستمراً. وقد كشفت السلطات معلومات جديدة تتعلّق بدور الحزب في تفجير «الرحلة رقم 00901» لشركة الطيران "ألاس شيريكاناس"، ومن المؤكد أيضاً أنها ستكشف العمليات الأخيرة لـ «حزب الله». أما ما سيحدث في المرحلة التالية، فنتوقع بعض عمليات التعطيل العدوانية.
========================
ذا ناشيونال إنترست :لماذا تقليل عدد الضحايا المدنيين في الحرب على الإرهاب؟
بول بيلار* - (ذا ناشيونال إنترست) 19/11/2017
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
خلال "الحرب على الإرهاب"، قللت الحكومة الأميركية عدد المدنيين الذين قتلوا في العمليات العسكرية، (كل ذلك من أجل مراعاة شعور الجماهير في الوطن). لكن تقريراً جديداً يكشف الحقيقة.
*  *  *
حسناً يفعل أي شخص يفكر بحصافة وبطريقة نقدية في استخدام القوة المسلحة ضد هدف مثل "داعش"، إذا هو قرأ المقالة التي كُتبت بناء على بحث كثيف، والتي نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" للصحفية الاستقصائية عظمات خان، والأستاذ في جامعة أريزونا، أناند غوبال، عن الخسائر المدنية التي أوقعتها الحرب الجوية لطائرات الائتلاف بقيادة الولايات المتحدة في العراق. والاستنتاج الرئيسي هو أن تلك الخسائر كانت أعلى بكثير -ربما أعلى بالكثير من المرات- من العدد الذي يعترف به الجيش الأميركي.
كان هناك شك في هذا التضارب منذ بعض الوقت، استناداً إلى العمل السابق الذي قامتم به منظمات خاصة تقوم بتدقيق التقارير الصحفية والمعلومات المعلنة عن بعد. وقد تجاوزت خان وغوبال ذلك العمل من خلال اختيار ثلاث مناطق في محافظة نينوى العراقية كعينات، والتي أجريا فيها تحقيقاً استقصائياً مرهقاً على أرض الواقع، وأجريا مقابلات مع السكان وتنقلا من خلال الركام الذي خلفته المباني التي تعرضت للقصف. ثم قاما بمقارنة هذا الدليل المباشر، حادثاً بحادث، مع ما قالت القيادة العسكرية الأميركية المسؤولة أنه يتوفر لديها في سجلاتها عن الضربات الجوية التي نفذتها في المنطقة وعن نتائج تلك الضربات.
وكان قد سُمح للكاتبَين بالوصول إلى مركز العمليات في القاعدة الجوية الأميركية في قطر، التي أشرفت على توجيه الحرب الجوية. ويشمل تقريرهما الجانب العسكري الأميركي من هذه القصة، مع وصف للإجراءات التي تم استخدامها لاختيار الأهداف وتقييم الأضرار، بما في ذلك الخسائر المدنية. وليس الانطباع الذي تكون متعلقاً بالخداع المقصود أو بإلحاق الأذى. بل إن المشكلة في جزء منها هي مسألة افتقار إلى الوقت والموظفين الذين يقومون بإجراء الاستقصاء المفصل لما بعد الحقيقة على الأرض لكل هدف تعامل معه خان وغوبال مع عينتهما.
في جزء منها، تتعلق المسألة بتقصير في حفظ السجلات. لكنها في الجزء الضخم منها مسألة الضباب الذي يكتنف هذا النوع من صناعة الحرب بشكل ملئ بالأخطاء مع عدم وجود كاملة بطرية محزنة وقدرية غالباً. وعلى الرغم من أن بعض الخسائر المدنية تمثل ضرراً جماعياً على شكل أناس كانوا في مساحة استهداف "داعش، بينما كان آخرون في أماكن تم تحديد المستهدفين خطأ بأنهم على على صلات مع "داعش".
عملت الظروف التي كان المدنيون يعيشون في ظلها تحت حكم "داعش" ضد التحليل الدقيق الذي يجريه الجيش للأهداف المحتملة، مما أدى إلى الاعتماد بكثافة على المراقبة الجوية. وتمت ملاحظة أناس يدخلون ويخرجون من البنايات فيما بدا نشاطاً يومياً اعتيادياً على أنه إشارة إما أن البناية هي هيكل مدني عادي، أو أن هناك العديد جداً من الناس الأبرياء في المحيط المباشر لضربها.
مال غياب مثل هذا النشاط بريء المظهر إلى أن يؤخذ كتأكيد لسبب آخر للشك بعمليات شريرة يقوم بها "داعش" في الداخل. لكن الكثير من الناس مالوا، فيما تدعى خلافة "داعش"، والذين كانوا بغير ذلك ليتنقلوا بحرية، إلى المكوث خلف أبواب منازلهم المغلقة. وكان لديهم من الناحية الفعلية خيار زيادة تعريض أنفسهم لهمجية ووحشية "داعش" أو رفع وتيرة الشك في تلك القاعدة الجوية في قطر بأن لمنزلهم علاقة بما يفعله "داعش".
بدا أن خان وغوبال غير قادرين على أن يستنبطا من بياناتهما، باعتبارها مجرد عينة، أي عدد شامل من المدنيين الأبرياء الذين قتلوا وجرحوا في هذه الحرب الجوية. ومع ذلك، يشير المؤلفان إلى أنه من المرجح أن تكون الخسائر المدنية أعلى في بعض المناطق، مثل القسم الغربي من الموصل، حيث صمد "داعش" وقتاً أطول أمام قصف الائتلاف مما صمد في المناطق التي بحث فيها المؤلفان.
القيم والأخلاق
توفر هذه المكتشفات مادة مزعجة للتفكير في ثلاثة اعتبارات على الأقل. أحدها يتعلق بالقيم والأخلاق المنخرطة في العمل العسكري الأميركي الذي يعاني جراءه الكثير جداً من الأبرياء. وتظهر الوجوه البشرية التي يقرنها خان وغوبل ببعض الحالات المحددة من المعاناة التي استقصياها الخطأ الأساسي في ما كان يحدث.
يتعلق الاعتبار الثاني بالوقائع السلبية النتائج عن الهجوم المعاكس الذي كان يفترض فيه محاربة الإرهاب. وما يزال ماثلا سؤال (وزير الدفاع الأميركي الأسبق) دونالد رامسفيلد -هل إننا نخلق إرهابيين أكثر مما نقتل؟ ويميل الاستياء غير المستغرب من الولايات المتحدة، والذي ينجم عن قتل الطائرات الأميركية للأبرياء وجرحهم أو تدمير منازلهم، إلى خلق المزيد من الإرهابيين. وفي الحد الأدنى، فإنه يكرس نوع المشاعر التي يستغلها الإرهابيون الموجودون وتكسبهم دعماً.
ويتعلق اعتبار ثالث بقدرة الجمهور والطبقة السياسية الأميركيين على أن يقيموا بشكل كاف ما يجري في حملة عسكرية من هذا النوع. والمشكلة الكبرى كما هي دائماً، هي عدم وجود الإرادة لتخصيص اهتمام مناسب للمعلومات التي بحوزتنا.
لكن هناك في هذه الحالة المشكلة المضافة التي تشكلها المعلومات الزائفة. ويقول خان وغوبال إن الفارق الكبير بين الأعداد الرسمية والأرقام الفعلية المحتملة للخسائر المدنية يعني أن هذا الهجوم الجوي المعاكس "ربما كان الحرب الأقل شفافية في التاريخ الأميركي الحديث".
ثمة قرارات سياسة مهمة ستتخذ في المستقبل حول استمرار الدور العسكري للولايات المتحدة، إذا كان هناك دور، في المناطق التي احتلها "داعش" ذات مرة، وتمس الحاجة لأن تكون الخسائر المدنية وأهمية الحصول على تقدير دقيق لأثر حجم الخسائر على قضية قواتنا الخاصة جزءاً من أي نقاش حول تلك القرارات. لكن الدروس المستقاة من الحرب الجوية ضد "داعش" على الأقل يمكن أن تنطبق بنفس القدر على دول ومناطق أخرى حيث تولت الولايات المتحدة دور الشرطي الجوي، مستخدمة إما وسائل مأهولة أو غير مأهولة ضد مجموعات مثل "داعش" أو القاعدة.
يفكر المرء بشكل خاص في أفغانستان وباكستان. ولكن، في ظل غياب أي تخويل من الكونغرس محدد جغرافياً لهذا الاستخدام للقوة، فلن يكون هناك تحديد للمكان الذي ستقصفه الولايات المتحدة من السماء وأين تقصف على ضوء الصعوبات الفعلية في تجميع معلومات استهداف دقيقة ضد هؤلاء الأعداء الأشباح، وسوف يموت المزيد من المدنيين الأبرياء. وهذا واحد من الجوانب المظلمة المستمرة لـ"الحرب على الإرهاب" التي تمت عسكرتها إلى الحد الذي ينطبق عليه المجاز سيئ الاختيار.
========================
"واشنطن بوست": نظام الأسد مفلس ويعتمد على الروس والإيرانيين في مواصلة حكمه
نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن تقدير أمريكي أن الأسد لا يستطيع المواصلة في الحكم رغم الدعم الروسي والإيراني له. ووصف المسؤولون الأمريكيون البارزون النظام السوري بأنه مفلس، ما يجعله غير قادر على تحقيق النصر الكامل في الحرب.
ويرى المسؤولون أن وقف زخم الانتصارات الروسية والإيرانية مسألة وقت. وتشير الصحافية إلى أن المسؤولين الأمريكيين تحدثوا عن ملامح ضعف شديد داخل النظام السوري الذي خسر موارد النفط والدمار الذي حل بالبنية التحتية والاعتماد المتزايد على القوى الخارجية لتوفير الطعام والمقاتلين وجيش غير قادر على مواجهة مجموعات من المقاتلين.
وأوردت الصحيفة تقديرات مسؤول أمريكي، قائلا: "عندما تنظر إلى ما يحتاجه المنتصر لتحقيق انتصار دائم في أي بلد، فإن النظام السوري لا يملك هذا". وأضاف المسؤول الذي امتنع عن ذكر اسمه: "إنهم (في النظام) ليسوا أثرياء ولا قوة  عسكرية لديهم ولا في الكفاءات الأخرى والمظالم اليوم هي أكثر حدة مما كانت عليه في بداية النزاع". ويستدل مسؤولون أمريكيون على هذا بعملية السيطرة على مدينة البوكمال القريبة من الحدود العراقية، فالقوات التي سيطرت عليها لم تضم وحدة واحدة من الجيش السوري.
وتعتقد إدارة ترامب أن 80% من القوات العسكرية التي تقاتل في سوريا تتشكل من قوات أجنبية مثل مقاتلي حزب الله والمليشيات الشيعية العراقية والحرس الثوري الإيراني. وأضاف المـسؤول الـبارز أن الوحدات التابعة للحكومة عادة ما تخـلف وراءهـا جـنودا بـتدريب فقـير وعتـاد عسـكري أقـل وعرضـة للهجـمات في المنـاطق التي استُعيدت من مقاتـلي المعارضـة.
وترى كاتبة المقال في الصحيفة أن الصورة مختلفة تماماً عن تلك التي حاول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تصويرها، حيث تحدث لبشار الأسد أن الحرب الطويلة تقترب من نهايتها. وكتبت أن إدارة ترامب تفكر الآن في بلورة إستراتيجية أوسع في سـوريا بعد خسارة "تنظيم الدولة" لمناطق سيطرته ويتبنى المسؤولون هنا التـعاون مـع الـروس لتحـقيق تسوية محتملة.
ورغم المحادثات التي أجراها الرئيس ترامب مع بوتين في الفترة الماضية، إلا أن المسؤولين يخشون من استخدام موسكو والنظام السيطرة التي حققاها على الأرض ويحاولان تسويق تسوية تصب في مصلحتهما. ولهذا، تراهن إدارة ترامب على إفراغ المصادر التي تعتمد عليها الحكومة في دمشق، خصوصا ما تضخه روسيا وإيران من قمح ومال، وحسب رؤية المسؤولين فالقوات السورية لا تستطيع الحفاظ على المناطق التي استعادتها من المعارضة والأكراد السوريين. وقال المسؤول إن النظام هو "ظل نفسه"، وأضاف أن الأسد "يريد عملية سياسية تمنحه نتيجة سريعة".
========================
"واشنطن بوست": المعركة في سوريا والعراق مع "داعش" لم تنته بعد
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تقريرا قالت فيه إنه رغم تكبد تنظيم داعش خسائر فادحة في العراق وسوريا، لكن المعركة لم تنته بعد، حيث سلطت الضوء على مخاوف من إعادة تجمع عناصر داعش في البلدين مجددا، ومُحذرة من خطورة هذا الأمر على المنطقة بأسرها.
وفي التقرير، أوضحت الصحيفة أنه كل يوم لأكثر من 3 سنوات، قصف التحالف الدولي بقيادة واشنطن أهدافا للتنظيم في العراق وسوريا، بإجمالي ما يقارب الـ30 ألف ضربة، مستطردة: لكن ومنذ 26 نوفمبر لم تُطلق غارة جوية واحدة.
ذكر التقرير، أنه قبل أسبوع واحد فقط، تمكن الجيش العراقي من استعادة آخر الأراضي التي استولى عليها داعش، وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، سحب 400 جندي من مشاة البحرية "المارينز" المنتشرين في سوريا، بعد انتهاء دورهم في استعادة السيطرة على مدينة الرقة.
المعركة لم تنته بعد
وأوضح التقرير أنه رغم أن هذه المعالم تمثل هزيمة لتنظيم داعش الإرهابي، مع انتهاء دولة الخلافة المزعومة، لكن المعركة لم تنته بعد.
ولفت إلى أن القوات العراقية والسورية يجب عليها تأمين حدودهما التي يسهل اختراقها، والتي اخترقها داعش بالفعل، كما أنها لا تزال تطارد المسلحين في الصحارى،  مضيفا : ورغم أن الجيش الأمريكي لم يحدد دوره الآن بعد انتهاء المعارك الكبرى، فإن المسئولين بواشنطن والعراقيين اقترحوا إمكانية تخفيض كبير للقوات الأمريكية.
واشار إلى أن الأمر الأكثر إلحاحا الآن، هو أن العراق وسوريا يستعدان لموجه من العنف الإرهابي، على غرار الهجوم الذي استهدف مسجد الروضة في سيناء المصرية مسفرا عن مقتل 300 شخص، بينهم أطفال، في أواخر نوفمبر.
ووفقًا للتقرير، فإن دور القوات العراقية سيستدعى منهم تجميع معلومات استخباراتية وتفكيك الخلايا النائمة، مشيرا إلى ما ذكره الكولونيل ريان ديلون المتحدث باسم التحالف من أن القوات الأمريكية تساعد من خلال العمل مع قوات الشرطة ووحدات الجيش لمنع المسلحين من شن هجمات في أماكن كانت خاضعة لسيطرتهم، متوقعا عودة الإرهابيين إلى جذورهم المتمردة.
سياسة لا يمكن التنبؤ بها
لكن "واشنطن بوست" ذكرت أن السياسة التي لا يمكن التنبؤ بها في العراق وسوريا، والمنافسات على الأراضي، يمكن أن تقوض جهود مكافحة الإرهابي، ففي العراق، انجرفت قوة مكافحة الإرهاب المدربة من قبل واشنطن إلى مواجهات سياسية وعسكرية بين الحكومة العراقية والمحاولة الكردية للانفصال.
ومن المتوقع أن تعود الوحدات إلى مقارها في جميع أنحاء العراق مع انتهاء المعركة ضد داعش، وقال اللواء سامي العريضي، قائد إحدى فرق القوة الثلاث، إنه تم نشرها في شمال العراق في مناطق متنازع عليها بين بغداد وحكومة إقليم كردستان.
ومن شأن حل الأزمة، بحسب التقرير، أن يسمح لوحدات مكافحة الإرهاب بالعودة إلى دورها المعين كحصن ضد هجمات داعش، مثل الهجوم الذي وقع في سبتمبر، مسفرا عن مقتل أكثر من 80 من الحجاج الشيعة في جنوب العراق، إذ تؤكد هذه الاعتداءات التهديد المستمر الذي يشكله داعش رغم خسائره الإقليمية.
ونقلت الصحيفة عن قادة عسكريين قولهم إن تأمين الحدود العراقية مع سوريا والمنطقة الصحراوية من الجانبين خطوة حاسمة تجاه منع المزيد من إراقة الدماء.
تأمين صحراء غرب العراق
وأعلن مسئولون عراقيون أن الجيش العراقي والميليشيات الشيعية المتحالفة طهرت نحو 5,400 كيلومتر مربع من الصحراء في غرب العراق إلا أنه تقريبا هناك مساحة مماثلة لا تزال في حاجة إلى التأمين.
وقال اللواء قاسم المحمدي، قائد عمليات محافظة الأنبار الغربية، إن المنطقة تشمل طرق تهريب ومخابئ للإرهابيين تصل إليها القوات العراقية للمرة الأولى منذ 14 عاما، مضيفا: "لقد استخدم كمكان لتعبئة الجماعات الإرهابية وتدريبها، والتحدي الأكبر الذي يواجهنا الآن هو الحجم الكبير للمنطقة، فمن الصعب فحصها بالكامل".
وأوضح التقرير، أن الجيش العراقي استخدم القوة الجوية لتدمير مواقع الإرهابيين في المنطقة الشاسعة، وهي خالية من المدنيين، وقال ديلون إن الضربات الأمريكية لم تكن مطلوبة، ما أثار أسئلة جديدة حول دور واشنطن الطويل الأمد.
وأشار التقرير إلى ما قاله رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي،  إنه يتوقع أن تبدأ القوات الأمريكية التي بلغ قوامها 5200 جندي، في وقت سابق من هذا العام،  في الانسحاب، لكنها تريد أن يبقى البعض لمواصلة تدريب القوات العراقية في جمع المعلومات الاستخباراتية وتبادل المعلومات.
ونقلت الصحيفة عن العبادي قوله، في خريف هذا العام: "ليس من مصلحتنا ولا مصلحة دول أخرى في المنطقة أن يعيد الإرهابيون تنظيم صفوفهم"، مؤكدا أن العراق لن يحتفل بالنصر على تنظيم داعش حتى يتم اقتلاع المسلحين من الصحراء الغربية وإحكام تأمين الحدود مع سوريا.
داعش يهدد سوريا
وفيما يتعلق بسوريا، أكدت الصحيفة أن النظرة المستقبلية لها أكثر قتامة، إذ أشارت إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى أن القوات الأمريكية يمكن أن يكون لها مهمة مفتوحة هناك حتى يتم التوصل إلى حل سياسي للحرب السورية.
وبحسب التقرير، يحذر الخبراء وقادة المعارضة من أن داعش لا يزال يشكل تهديدا قويا في سوريا وأن المناخ السياسي الممزق في البلاد يمكن أن يساعد الجماعات المسلحة على إعادة تنظيم صفوفها.
"الحكومات ترغب في الحديث عن داعش من حيث المقاييس والأرقام والمدن التي استولى عليها، لكن ما ننساه هو أن داعش أكثر من وجود على الأرض، أنه قوة سياسية وأيديولوجية تقول شيئا عن العالم الذي يعيش فيه المواطنون في سوريا والعراق"، هذا ما أكده توبياس شنايدر، محلل أمني دولي في سياق تقرير الصحيفة، مضيفا: "أننا لا نقترب من حل هذه السياسات".
وأشارت الصحيفة إلى أنه في حين أن حكومة الأسد تستعيد السيطرة على الأراضي، فإنها لا تزال تعتقل عشرات الآلاف داخل السجون، كما أن حدة التفاوتات الاقتصادية زادت بفعل اقتصاد الحرب الذي يكافئ الموالين للحكومة، في الوقت الذي يعتمد فيه الكثير من السكان على المساعدات.
"الجماعات الإرهابية لن تختفي بينما الظروف التى سمحت لها بالازدهار مازالت هنا"، هذا ما أوضحه مصطفى سيجارى، مسئول في لواء المعتصم المدعوم من البنتاجون، الذي يحارب داعش، والذي واجه سلسلة من الهجمات المضادة خلال العام الماضي.
وذكرت الصحيفة، نقلا عن محللين، أن تورط مجموعات مواليه لواشنطن وطهران في الحرب مجددا ضد داعش في سوريا، سيؤدي إلى خلق مشاكل قريبا.
وقال شنايدر: "أعتقد أننا نقلل من درجة أن كل هذه الأراضي التى نقول إنها تحت سيطرة القوات المركزية لا تزال تحت سيطرة القوات المحلية، وليس من الصعب على هؤلاء أن يغيروا ولاءهم".
وبحسب نيكولاس هيراس من مركز الأمن الأمريكي الجديد الذي يتخذ من واشنطن مقرا له، فإن القوات الخارجية التي أسقطت داعش يجب أن تعطي الولايات المتحدة وشركائها هدنة في الوقت الذي يركزون فيه على استعادة الاستقرار في المناطق التي سيطروا عليها.
وأضاف نيكولاس: "يجب أن يكون ذلك مثيرا للقلق بالنسبة لواشنطن وشركائها في سوريا لأن الأمر يتعلق بمدى قدرة تنظيم داعش على زرع عناصره، وكل السوريين المحليين، في هياكل الأمن والحكم التي يتم بناؤها حاليا لتحل محله".
ولفتت "واشنطن بوست"، إلى أن الأجزاء الموجودة في شرق سوريا، حيث أقام المقاتلون قاعدة، تثير القلق بشكل خاص.
وقال هيراس إن المنطقة المتاخمة للعراق "ستكون بحر من الاضطرابات في الوقت الذي يعزز فيه داعش مهمة التمرد خلال الأشهر والسنوات المقبلة".
========================
الصحافة الروسية :
نيزافيسيما :تتحدث عن تحالفات "خطيرة" شمال سوريا.. والكرد محورها الرئيسي
ذكرت وسائل إعلام روسية، ان هناك تحالفات "خطيرة" بدأت تتشكل في شمال سوريا، ومن شأنها تغيير خريطة المنطقة، مشيرة إلى ان الكرد هم محور هذه التحالفات والمستفيد الأكبر منها.
وأوضحت صحيفة " nizavisimaya " الروسية، في تقرير لها، نشر أمس الأربعاء ( 6 كانون الأول 2017)، ان "الكرد في شمال سوريا باتوا يلعبون على كل الحبال، وينسجون علاقات وثيقة مع الأميركيين والروس رغم المنافسة بين القوتين العظميين في المنطقة"، مشيرة إلى ان المتحدث باسم البنتاغون، إريك باهون، اعتبر أن الولايات المتحدة وحلفاءها هم من قادوا العمليات العسكرية الرئيسية ضد تنظيم داعش في سوريا، وليس الجيش السوري وروسيا، وأنهم سيواصلون العمليات بسوريا عن طريق دعم القوات المحلية.
ونقلت الصحيفة عن عضو لجنة إدارة مناطق شرق الفرات، والمتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية نوري محمود، قوله إن "اللجنة تعتبر المناطق الشرقية من محافظة دير الزور جزءاً لا يتجزأ من سوريا"، مبينا أن وحدات حماية الشعب الكردية وجهت مؤخرا شكرها إلى روسيا، وأشادت بـ"القيادة العسكرية الروسية في حميميم؛ لتقديمها الدعم الجوي واللوجيستي والاستشارة والتنسيق على الأرض".
وفي إشارة إلى تعزيز محتمل للتنسيق العسكري، أعرب نوري محمود عن استعداد "وحدات حماية الشعب لتشكيل هيئة أركان وغرفة عمليات مشتركة لمحاربة داعش بهدف رفع وتيرة التنسيق وإنهاء الحرب بالكامل، وفق قوله.
وأضافت الصحيفة الروسية، أن محمود " أكد بان وحدات حماية الشعب الكردية قاتلت تحت القيادة الروسية، بفاعلية ضد تنظيم داعش، وفي الوقت الراهن، فإن الجماعات الكردية مستعدة لضمان سلامة الجيش الروسي المتمركز على الضفة الشرقية لنهر الفرات".
وبحسب الصحيفة فان التغييرات الأخيرة تبدو مثيرة للاهتمام، ففي وقت سابق، كانت القوات الكردية تقاتل رسمياً في شرق نهر الفرات تحت راية التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، لكن يبدو أنهم حاربوا ضد تنظيم داعش تحت القيادة الروسية أيضاً.
وقد أكد هذه المعلومات الجنرال الروسي يفغيني بوبلافسكي، الذي أكد أن "سلاح الجو الروسي قد نفذ 672 طلعة جوية، تم خلالها تدمير أكثر من 1450 هدفاً تابعاً لداعش، في إطار تقديم الدعم للقوات القبلية ووحدات حماية الشعب الكردية في عملياتها ضد التنظيم الإرهابي، شرق الفرات".
وبين المسؤول الروسي انه من أجل السيطرة المباشرة على المنطقة، من الضروري إنشاء غرفة عمليات مشتركة تضم المستشارين والعسكريين الروس إلى جانب الممثلين عن قبائل شرق الفرات، وكل ذلك في سبيل إدارة عمليات القوات القبلية والتنسيق وضمان التفاعل بين الطرفين.
وتابعت الصحيفة الروسية انه "بناء على ذلك، يبدو أن التفاعل الأميركي مع قوات سوريا الديمقراطية، التي تضم الوحدات الكردية، سينتهي في دير الزور، لكن ومع ذلك، من السابق لأوانه القول إن الولايات المتحدة قد فقدت السيطرة على شرق سوريا بالكامل".
وأشارت الصحيفة إلى ان المتحدث السابق باسم قوات سوريا الديمقراطية، طلال سلو،  أكد خلال مقابلة مع وكالة "الأناضول" التركية، بان "قوات سوريا الديمقراطية لديها دوافع لدعم الولايات المتحدة في المنطقة،  إذ إن البنتاغون يزودهم بالأسلحة والمال، كما يتغاضى عن مسألة تهريب النفط، كما ان واشنطن تجمعها بحزب العمال الكردستاني مستوى تفاعل لا بأس به".
وأضافت أن سلو أفاد بان "الولايات المتحدة تقدم الدعم العسكري الكامل لكلا الجانبين، ومن مصلحة قوات سوريا الديمقراطية وحزب العمال الكردستاني السيطرة على بعض المناطق الهامة، وبطبيعة الحال دون مساعدة الولايات المتحدة فلن يكون ذلك ممكناً"، مبينا ان اميركا تدعم سراً وحدات الحماية الكردية وحزب العمال الكردستاني، من أجل إنشاء دولة مستقلة في الأراضي الواقعة شمال سوريا وجنوب تركيا.
وتابعت الصحيفة الروسية بالقول إن ممثلا رفيع المستوى من أجهزة الاستخبارات الأميركية، كان قد اجتمع مع قيادة قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الكرد، ليؤكد له أنه مقابل تمكين بلاده من الاستيلاء على حقول النفط بدير الزور، ستساعد واشنطن في توحيد جميع الجيوب الكردية بشمال سوريا مع ضمان الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط.
لكنها أكدت أنه في المقابل، يبدو أن لدى روسيا خططاً مماثلة، إذ وقع رئيس الوزراء الروسي، ديميتري ميدفيديف، يوم الثلاثاء الماضي، على اتفاقية توسيع أراضي إمداد الأسطول البحري في ميناء طرطوس، ووفقاً لهذه الاتفاقية، سيتم إنشاء بنية تحتية جديدة بتمويل من موسكو، مما سيسمح بدخول منظم وواسع النطاق للسفن العسكرية القادمة من روسيا نحو ميناء سوريا.
========================
"غازيتا رو": واشنطن تخطط لتأسيس "دولة موازية" بسوريا
كشفت صحيفة روسية، الأربعاء، أن وجود قوات العمليات الخاصة الأمريكية، يمكن واشنطن من خلق دولة موازية على غرار بنغازي اليوم في ليبيا.
وأوضحت صحيفة "غازيتا رو"، أن "وجود الجيش الأمريكي في سوريا يمكن أن يتسبب بمشاكل أكثر خطورة في حالة تأسيس "دولة موازية" بمساعدة المعارضة السورية"، معتبرة أن من شأن هذه الدولة أن تهدد وحدة البلاد.
وذكرت الصحيفة في المقال الذي كتبه "ميخائيل خوداريونوك" أن هناك في العراق في الوقت الراهن 8892 جنديا، وفي أفغانستان، 15298 وفي سوريا 1720 بين جندي وضابط، إلا أن هذه الأرقام الصادرة عن وزارة الدفاع الأمريكية لم تتضمن قوات العمليات الخاصة أو الأفراد المؤقتين الذين يتناوبون على الخدمة في المناطق الساخنة.
وأشارت الصحيفة الروسية إلى أن "العدد الفعلي للجنود الأمريكيين في مناطق القتال يمكن أن يكون أكبر بكثير مما ذكر رسميا".
ووفقا لمصادر "غازيتا رو"، فإنه "خلال المعارك الأخيرة لتحرير دير الزور جرت مفاوضات صعبة جدا بين الجيش الروسي والأمريكيين للتمييز بين مناطق النفوذ في المنطقة، ووصلت المسألة إلى توجيه تهديدات متبادلة باستخدام الأسلحة المضادة للطائرات ضد طائرات البلدين".
ووجه الجيش الروسي أثناء المفاوضات تحذيرا مباشرا للأمريكيين: قائلا: "إذا كنتم تساندون تنظيم الدولة "داعش"، فسوف نسقط طائراتكم. وإذا كانت هناك قوات عمليات خاصة لقواتكم فزودونا بإحداثياتها الدقيقة"، وفق ما أوردته الصحيفة الروسية.
وسبق أن كشفت تقارير إعلامية أمريكية أن ما يقارب من الألفي جندي غالبيتهم من القوات الخاصة، يتمركزون في سوريا، خلافا لما أعلنته واشنطن سابقا وبشكل رسمي.
========================
الصحافة التركية والعبرية:
صحيفة ملليت :الطغمة العسكرية الأمريكية تصر على تسليح أكراد سوريا
حقي أوجال – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
الرجل الأول في الطغمة العسكرية التي تدير أمريكا، وزير الدفاع جيمس ماتيس (الملقب بالكلب المسعور) ادعى وجود احتمال استعادة عناصر تنظيم داعش الأراضي السورية التي استولت عليها وحدات حماية الشعب الكردية منهم، وقال إنهم سيواصلون التعاون مع إرهابيي حزب العمال الكردستاني للحيلولة دون ذلك.
وبينما كان من المنتظر إنهاء الفوضى الحالية كما طلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وإيقاف تسليح وحدات حماية الشعب واستعادة الأسلحة الممنوحة لها، تخترع وزارة الدفاع الأمريكية الحجج من أجل عدم تنفيذ الطلب.
وخلال حديثة للصحفيين في الطائرة أثناء توجهه إلى العاصمة المصرية في نهاية الأسبوع الماضي لم يذكر ماتيس شيئًا عن وقف شحنات الأسلحة.
بل إن المتحدث باسم وزارة الدفاع، وليس الوزير، هو من أصدر بيانًا نفى فيه ما قاله ترامب لأردوغان عن وقف تسليح وحدات حماية الشعب.
يقول الباحث ستيفن كينزر إن هذا الوزير عضو في الطغمة العسكرية التي تسيطر على الإدارة الأمريكية.
وللحيلولة دون حدوث سوء فهم، يوضح كينزر أن الطغم العسكرية لا تستولي على الحكم في ليلة واحدة عبر انقلاب على الحكومة، وإن الأمر ممكن في الولايات المتحدة عبر تعيين رئيس أو رئيس للوزراء.
وبحسب تصنيف كينزر فإن الكادر المركزي للطغمة العسكرية مكون من وزير الدفاع الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس، وكبير موظفي البيت الأبيض (يمكنكم أن تعتبروه رئيس الوزراء) الجنرال المتقاعد جون كيلي، ومستشار الأمن القومي الجنرال هربرت مكماستر.
ومن المعروف أن أعضاء هذا الكادر، الذي يسميه ترامب "جنرالاتي"، عينوا عسكريين سابقين وحاليين في مناصب مساعديهم، التي كانت تتشكل في السابق من المدنيين.
وحاليًّا يدور الحديث عن احتمال سحب حقيبة الخارجية من ريكس تيلرسون، وتسليمها إلى مدير سي آي إيه، مايك بومبيو، وهو خريج الأكاديمية العسكرية في وست بوينت. وبذلك ستكون الطغمة العسكرية قد سيطرت على وزارتين هامتين.
الأعضاء الثلاثة لهذه الطغمة كانوا جنرالات عاملين في العراق عندما رفضت تركيا مذكرة الأول من مارس (رفض البرلمان مشروع قرار يسمح بنشر قوات أميركية في تركيا وإرسال قوات تركية إلى العراق).
ماتيس كان مهندس برنامج تدريب وتسليح البيشمركة، الذي جعل منها جيشًا نظاميًّا، ووضع إقليم شمال العراق في دستور البلاد، أما كيلي ومكماستر فعملا أولًا في أفغانستان، ثم انتقلا إلى العراق.
ومن الواضح أن محبة الثلاثة لتركيا تعود إلى تلك الأيام!!
========================
هآرتس :تواصل الهجمات في سوريا يضع إسرائيل وإيران على مسار التصادم
عاموس هرئيل
Dec 07, 2017
على فرض أن التقارير من دمشق صحيحة، يبدو أن إسرائيل هاجمت مرتين في سوريا خلال 72 ساعة. في القصف الأول يوم السبت فجرًا، قصف موقع عسكري تقوم إيران بإنشائه جنوب دمشق، كما يبدو لمصلحة المليشيات الشيعية التي تقوم بتشغيلها وتمويلها في سوريا. في القصف الثاني في يوم الاثنين ليلا لم يتم الابلاغ حتى الآن عما تمت إصابته. إذا أردنا الاستنتاج من الهجمات السابقة التي نسبت لإسرائيل في الخمس سنوات الأخيرة في سوريا، فإن الأمر يتعلق بمستودعات سلاح أو قوافل فيها وسائل قتالية متقدمة، كانت نية لنقلها خلال فترة قصيرة من سوريا إلى لبنان من أجل استخدامها من قبل حزب الله.
ولكن إلى جانب اعتبارات الاستعجال العملي فمن المعقول الافتراض أن الهجوم المنسوب لإسرائيل يرتبط أيضا بالرغبة في تعزيز الرسالة، وبالتحديد التهديد الموجه أساسا نحو الإيرانيين.
في الأشهر الأخيرة كان هناك سيل من التصريحات ـ لرئيس الحكومة ووزير الدفاع، وفي حالات معدودة أيضا لرئيس الأركان ـ تقول إن إسرائيل لن تمكن من حدوث تموضع عسكري لإيران في سوريا. الانتقاد الشديد لإسرائيل على الاتفاق لتقليص الاحتكاك في جنوب سوريا، الذي وقعت عليه الولايات المتحدة وروسيا والأردن، أثار قلقا معينا في واشنطن. على هذه الخلفية جاءت إلى هنا شخصيات رفيعة من المجلس القومي الأمريكي للالتقاء مع المستوى السياسي والعسكري في إسرائيل في منتصف الشهر الماضي. وذلك لإجراء محادثات، التي حسب معرفتنا لم تثمر أي تقدم حقيقي.
ولكن تهديدات إسرائيل للقيام بالعمل لم يتم أخذها في البداية على محمل الجد. لأن إسرائيل لم توضح ما هي خطوطها الحمر، ومع أي نوع من التموضع (عسكري أو بوساطة الوكلاء) وفي أي مناطق (فقط في هضبة الجولان أو في كل سوريا) لا يمكنها التعايش. تواتر الهجمات في الأسابيع الأخيرة، خاصة قصف الموقع العسكري، يوضح الرسالة: إسرائيل مستعدة للمخاطرة بفتح جبهة جديدة مع إيران، قرب الحدود مع سوريا، وأيضا اتهامها بتخريب المحادثات من أجل التوصل إلى اتفاق سياسي، الذي يتوقع أن يهدئ الخواطر بين أطراف الحرب الأهلية ـ فقط من أجل أن توقف طهران جهود تموضعها هناك. يبدو أن هذه الرسالة قد بدأ استيعابها في دمشق وطهران، وكما يبدو أيضا في واشنطن وموسكو.
ولكن لأن إيران لم توضح بعد ماذا تنوي أن تعمل كرد على هذه الهجمات الموضعية، باستثناء عدد من التصريحات العادية في إدانة إسرائيل. في هذه الأثناء فإن التصعيد بين الدولتين آخذ في التزايد. لم يعد الحديث يدور عن تحذيرات متبادلة حول المشروع النووي الإيراني، كما كانت الحال قبل سنتين، أو شكاوى إسرائيل من التآمر الإيراني ومساعدة الإرهاب، منذ توقيع الاتفاق النووي في فيينا في تموز 2017. هنا يوجد كما يبدو عمليات واضحة من قبل إسرائيل، لم تعد فقط موجهة ضد نقل السلاح المتقدم لحزب الله. هناك شك فيما إذا كان الإيرانيون يمكنهم فهم ذلك بصورة أخرى، عدا عن أنه وضع أصبع في أعينهم.
لقد وضعت إيران لنفسها هدفا استراتيجيا، هو فرض نفوذها في سوريا ولبنان وضمان إيجاد نوع من الممر البري الذي يربط بين طهران وبيروت مرورا ببغداد ودمشق. إذا وصلت إيران إلى استنتاج أن الهجمات الإسرائيلية ستفشل تحقيق هذا الهدف فإنها ستضطر إلى إعادة النظر في سياستها. حلها يتوقع أيضا أن تكون محاولة لكي تدفع إسرائيل الثمن على طول الحدود السورية.
شخص مطلع في منظومة اتخاذ القرارات في إسرائيل عبر في الأسبوع الماضي عن تقدير شديد. هذا الشخص يصف توجهات إقليمية واضحة في أعقاب انتصار نظام الأسد في الحرب الأهلية (أيضا إذا استمر ذلك، بقاء النظام يبدو مضمونا). استقرار القتال في سوريا يعطي الإيرانيين الوقت والموارد لتثبيت وجود عسكري أيضا في جنوب سوريا، ليس بعيدا عن الحدود مع إسرائيل. إسرائيل، برغم اللقاءات المتواصلة لنتنياهو مع بوتين، تعرف أن روسيا تواصل اتخاذ مقاربة من عدم التدخل. من جهة، روسيا لا تعمل بنفسها ضد الإيرانيين، لأنهم مهمون بالنسبة لها للحفاظ على نظام الأسد. ومن جهة أخرى، على خلفية تعارض مصالح معينة مع طهران، هي أيضا لن تخرج عن أطوارها لوقف إسرائيل. في هذه الظروف، هكذا قدر، فإن توجه إسرائيل وإيران هو نحو التصادم. صحيح أنه ليس على الفور، لكن في المدى المتوسط. لهذا تحتاج إسرائيل إلى القيام بتنسيق حثيث مع إدارة ترامب، والهدف يجب أن يكون استراتيجيا وليس تكتيكيا. بكلمات أخرى، يجب عدم التركيز على حساب البعد الذي ستكون فيه المليشيات عن الحدود في الجولان، 5 ـ 10 كم حسب الاتفاق الجديد، والذي كما قلنا إسرائيل غير راضية عنه، بل بتحقيق سياسة متفق عليها مع الأمريكيين لصد العملية الإيرانية كلها.
هآرتس ـ 6/12/2017
========================
الصحافة البريطانية :
فايننشال تايمز: كيف ستتعامل أوروبا مع الجهاديين العائدين؟
ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" أن قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بحاجة إلى تقديم الملفات التي جمعتها عن مقاتلي تنظيم الدولة، التي يمكن أن تساعد مراكز الرقابة الحدودية على تحديد المقاتلين الأجانب في تنظيم الدولة ممن يتخفون في صفوف المهاجرين.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن مسؤولي وحدة مكافحة الإرهاب الأوروبية بدأوا عملية لجمع المعلومات عن المقاتلين الأجانب، كجزء من حملة واسعة لمواجهة إمكانية عودة آلاف المقاتلين السابقين إلى بلادهم.
وتنقل الصحيفة عن مسؤول وكالة مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي  جايلز دي كيرشوف، قوله: "عندما دخل الجيش العراقي والبيشمركة الكردية والقوات الخاصة الرقة أو الموصل، فإنهم وجدوا هواتف نقالة وبصمات في الملاجئ الآمنة، فإنني أريد أن تكون هذه المعلومات على مراكز الحدود في الاتحاد الأوروبي في الوقت الحقيقي"، وأضاف أن المشكلة الحقيقية في عقلية وثقافة الجيش هي الكشف عن معلومات سرية دفاعية.
ويلفت التقرير إلى أنه بحسب تقرير أعده مركز صوفان، فإن هناك حوالي 5600 مواطن أوروبي عادوا إلى 33 دولة أوروبية من سوريا والعراق، أي ثلث العدد ممن قاتلوا في تنظيم الدولة.
وتفيد الصحيفة بأن تصريحات دي كيرشوف تأتي لتأكيد القلق داخل الدول الأوروبية بشأن الخطر المحتمل الذي تشكله عودة مقاتلين أشداء إلى بلادهم بطريقة سرية، بعدما سقط مشروع الخلافة، وقال دي كيرشوف إن وكالات الأمن الأوروبية يجب أن تكون حذرة حتى في حال حاول المقاتلون الانتقال لمناطق حرب أخرى، مثل أفغانستان أو ليبيا، بدلا من عودتهم إلى أوطانهم، وأضاف: "تقييم الخدمات الأمنية هو أن العودة لن تكون على شكل دفعات كبيرة، لكن بأعداد قليلة.. لكنك لست بحاجة إلى عدد كبير للقيام بهجوم في لندن أو بروكسل".
وينوه التقرير إلى أن بعض الدول الأوروبية اتخذت موقفا متشددا، مثل هولندا التي قامت بمحاكمة العائدين وعائلاتهم، أما الدنمارك فكان موقفها لينا، واتخذت إجراءات لإعادة تأهيل هؤلاء العائدين ودمجهم في المجتمع، بما في ذلك إنشاء مراكز تأهيل.
وتورد الصحيفة نقلا عن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، قوله إن أكثر من 60 دولة أسهمت بـ 180 ألف مقاتل، وقال المتحدث باسم دول التحالف: "سيواصل التحالف العمل مع الشركاء الدوليين لتقوية مجالات التشارك في المعلومات وأمن الحدود والإجراءات التشريعية والعنف المتطرف وجهود مكافحة الدعاية".
وبحسب التقرير، فإن السلطات الأوروبية بدأت ببرنامج لتدريب القوات العراقية على استخدام نظام يشبه النظام الذي صممته الولايات المتحدة، الذي يسمح بالتشارك في المعلومات الأمنية التي تم الحصول عليها أثناء العمليات الأمنية مع الإنتربول.
وتذكر الصحيفة أن الاتحاد الأوروبي يقوم بالحديث حول كيفية التشارك في المعلومات، خاصة فرنسا وبريطانيا، اللتين لديهما قوات في الشرق الاوسط ودول الساحل والصحراء.
وينقل التقرير عن دي كيرشوف، قوله إن الوكالات الأمنية الأوروبية تحاول جهدها لتحسين مجالات الفحص، والاستفادة من التقدم الذي تحقق في السنوات الأخيرة في مجال جمع المعلومات المتعلقة بالمتشددين وتحليلها، ويضيف دي كيرشوف أن سلطات الحدود بحاجة إلى معلومات البصمات والهوية، وتحسينات في مجال قواعد البيانات الأوروبية المتعددة.
ويقول دي كيرشوف: "يجب أن يكون هناك مجال واحد متاح، بحيث لا يحتاج المسؤولون على الحدود لفتح عدد من قواعد البيانات المختلفة.. ومن خلال نقرة يمكنك أن تحدد هوية شخص وإن كان اسمه على قاعدة البيانات".
وتبين الصحيفة أن الكثير من السلطات الأوروبية تحاول التعامل مع القواعد القانونية والتحسينات المطلوبة من أجل تحقيق التغيرات.
وتختم "فايننشال تايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول دي كيرشوف إن على الاتحاد التعامل مع "التحدي الأكبر" من أجل الكشف عن الإرهابي المحلي، من خلال استراتيجيات تتراوح من المراقبة الأمنية إلى قواعد بيانات وتحليلها، والكشف عن التصرف على الإنترنت.
========================
"بروجيكت سنديكيت" :كيف يتجنب العالَم العربي السقوط في الهاوية؟
القاهرة- كشفت سلسلة من الأحداث المروعة التي شهدها شهر تشرين الثاني (نوفمبر) عن الحال المزرية التي انتهى إليها العالَم العربي. فقد أعلن رئيس الوزراء اللبناني استقالته من خارج لبنان، ولكنه تراجع عن تصريحه في وقت لاحق. كما أُطلِق صاروخ من اليمن باتجاه الرياض، عاصمة المملكة العربية السعودية. ونفذت القيادة السعودية حملة كبرى لمكافحة الفساد والتي أثرت على عشرات الشخصيات البارزة. وفي الوقت نفسه، شهدت مِصر أسوأ هجوم إرهابي في الذاكرة الحية، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 300 مدني فضلا عن عشرات المصابين. وأكَّدَت مقاطع الفيديو لمزادات بيع العبيد المزعومة في ليبيا على الفوضى المستمرة هناك وسط انهيار كامل للدولة الليبية.
لم تفعل الانتصارات العسكرية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" والتقارب بين الفصائل الفلسطينية في غزة والضفة الغربية شيئاً يُذكَر لتخفيف الشعور الجمعي بالقلق في المنطقة. ولم تُلهِم هذه التطورات الإيجابية الثقة في قدرة العالَم العربي على سحب نفسه على نحو أو آخر بعيداً عن حافة الهاوية. فقد أصبح التدخل الأجنبي ممارسة روتينية في سورية ولبنان والعراق واليمن. وتأتي المناقشات الجارية حول سياسات الهوية والحدود في بلاد الشام كمقدمة لتحديات جوهرية بالغة الخطورة في المستقبل.
وليس الوضع القائم في الشرق الأوسط الآن مفاجئاً. ففي السنوات الأخيرة، لم تُقدِم أي دولة عربية على قيادة أي محاولة لحل الصراعات الجارية في ليبيا وسوريا واليمن، ناهيك عن معالجة القضية الفلسطينية الإسرائيلية. وكان تأثير الأجانب على الكثير من هذه الصراعات أعظم كثيراً من تأثير العرب عليها.
تاريخياً، كانت منطقة الشرق الأوسط هدفاً للعديد من الغزوات الأجنبية، من الحملات الصليبية إلى الاستعمار الأوروبي. وقد اغتُصِبَت موارد المنطقة الطبيعية بكل شراهة وجشع، وكانت مسرحاً لحروب بالوكالة خلال فترة الحرب الباردة. وحتى يومنا هذا، ما تزال أراض عربية تحت الاحتلال.
ولكن، على الرغم من الأسباب الوفيرة التي تبرر إلقاء اللوم على قوى أجنبية عن الأوضاع الخطيرة في المنطقة، فإن إلقاء اللوم على آخرين -أو حتى تبادل الاتهامات- لن يحل أي شيء. ذلك أن العالَم العربي يعاني من مشاكل عديدة محلية المنشأ أيضاً، بما ذلك الحكم العاجز العقيم، والتحالفات الشريرة، والقدرات الوطنية غير المستثمرة.
تقبع الكوارث في انتظار أي منطقة عاجزة عن تشكيل مستقبلها بنفسها؛ حيث يشعر أغلبية المواطنين بالحرمان من حقوقهم. وعلى الرغم من أن العالَم العربي يشتهر تقليدياً بأنه محافظ، فإن ما يقرب من 70 % من مواطنيه دون سن الخامسة والثلاثين، ويعاني الشباب من أعلى معدلات البطالة في أغلب الدول. ولا تُعَد هذه الحال إهداراً هائلاً للموارد فحسب، بل وتفرض أيضاً مشكلة اجتماعية سياسية طويلة الأجل وبالغة الخطورة. ولكنها مع ذلك ليست سوى أحد التحديات المحلية العديدة التي تواجه المنطقة.
يتعين على العرب أن يتحملوا المسؤولية عن إدارة أجندتهم بأنفسهم، وأن يصبحوا القوة الأساسية التي تحدد مستقبلهم ومستقبل أوطانهم. وينبغي لهم بطبيعة الحال أن يواصلوا العمل مع العالَم الخارجي وتعزيز علاقاتهم وتحالفاتهم الاستراتيجية. ولكن يتعين عليهم أيضاً أن يحدوا من اعتمادهم على الآخرين.
بادئ ذي بدء، تحتاج حكومات المنطقة إلى تطوير قدراتها في مجال الأمن الوطني، للدفاع عن نفسها ضد تهديدات غير وجودية والتوسعية المهيمنة. وهذا بدوره كفيل بتعزيز نفوذهم السياسي ومنحهم المزيد من الأدوات الدبلوماسية لمعالجة المشاكل الإقليمية ومنع الصراعات العسكرية.
بالإضافة إلى ذلك، يتعين على العرب أن يدافعوا عن هوياتهم الوطنية. صحيح أن نظام الدولة القومية في الشرق الأوسط ليس مثالياً، ولكنه أفضل من الطائفية الدينية أو العِرقية، التي تهدد بالمزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة. ولتجنب هذه النتيجة، تحتاج الدول القومية في المنطقة إلى مؤسسات قوية لتوفير الحكم الصالح الفعّال والشمول الاجتماعي. ولكن من المؤسف أن أغلب المؤسسات في الدول العربية لا تقترب حتى من القدرة على الوفاء بهذه الضرورة الحتمية.
استشرافاً للمستقبل، ينبغي للعرب أن يدركوا أن الإصلاح الداخلي هو أفضل وسيلة لمنع التدخل الأجنبي والدفاع عن المصالح الوطنية. فقد كشفت الصحوات العربية على مدار السنوات القليلة المنصرمة عن طبقة متوسطة ذات توجهات وسطية وتتوق إلى التغيير. وقد حاولت أحزاب انتهازية الاستفادة من البيئة المضطربة الناجمة عن التغيير الفجائي. ولكن هذا لا ينفي حقيقة أن هذه الحركات كانت استجابة لحكم أبدي رديء وفشل القادة العرب في ملاحقة الإصلاح التدريجي.
يحتاج العرب أيضاً إلى إعطاء أنفسهم مجموعة أكبر من الخيارات الاقتصادية والسياسية والأمنية، حتى يتسنى لهم التكيف مع الظروف المتغيرة. فلم يَعُد العالَم مكاناً ثنائي القطبية أو أوروبي التوجه. وحتى نظام دولة ويستفاليا ذاته، وليس فقط النموذج الجيوسياسي الذي ساد في فترة ما بعد الحرب، هو الذي يخضع الآن للاختبار في مواجهة تغيرات تكنولوجية واقتصادية واجتماعية سريعة.
أخيراً، يتعين على العالَم العربي أن يواجه مواقف الهيمنة الإقليمية والاحتلال غير المشروع للأراضي العربية. ولا بد أن يحترم أي حل للمشاكل الحالية تطلعات الناس لاستقلال الدولة وسيادتها، في حين يتجاوز الأساليب التكتيكية أو القائمة على الصفقات والتي لا توفر سوى انفراجات قصيرة الأمد. وفي نهاية المطاف، لن تتمكن أي سياسة تتقاعس عن حماية الحقوق الأساسية من إحراز النجاح.
تحتاج الدول العربية، فرادى ومجتمعة، إلى استراتيجية مصممة بالكامل لمواجهة التهديدات الأجنبية والمحلية الوجودية لسيادتها وأمنها في السنوات المقبلة. وقد آن الأوان لأن يضع القادة العرب الخطوط العريضة لرؤية واضحة للعلاقات العربية في المستقبل، وأن يخططوا للتواصل مع جيرانهم من غير العرب بشأن الفرص والتحديات الإقليمية. وأخيراً وليس آخراً، يتعين على القادة العرب أن يوضحوا كيف يعتزمون توفير إدارة محلية أفضل لشعوبهم.
إذا كان العالَم العربي راغباً في الإدلاء بدلوه في صياغة وتشكيل مستقبله، فلا يجوز له أن يظل على استسلامه لحالة الرضا عن الذات في الوقت الحاضر. ويتعين على القادة والشعوب أن يشرعوا في التخطيط الآن.
 
*وزير سابق للخارجية المصرية وسفير مصر السابق إلى الولايات المتحدة واليابان. هو أستاذ في الجامعة الأميركية في القاهرة.
*خاص بـ"الغد"، بالتعاون مع "بروجيكت سنديكيت".
=======================