الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 7-12-2024

سوريا في الصحافة العالمية 7-12-2024

08.12.2024
Admin



سوريا في الصحافة العالمية 7-12-2024
إعداد مركز الشرق العربي

الصحافة الامريكية :
الصحافة البريطانية :
الصحافة العبرية :
الصحافة الامريكية :
نيويورك تايمز: إيران بدأت إجلاء قادتها العسكريين وموظفيها من سوريا
بدأت إيران إجلاء قادتها العسكريين وموظفيها من سوريا يوم أمس الجمعة، وفقا لمسؤولين إقليميين و3 مسؤولين إيرانيين، في إشارة إلى عجز إيران عن المساعدة في إبقاء الرئيس بشار الأسد بالسلطة في وجه الهجوم المسلح لفصائل المعارضة، حسب ما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز في تقريرها.
وقال المسؤولون -حسب الصحيفة- إن من بين الذين تم إجلاؤهم إلى العراق ولبنان المجاورين كبار قادة فيلق القدس الإيراني القوي، الفرع الخارجي لفيلق الحرس الثوري.
كما تم إجلاء أفراد الحرس وبعض الموظفين الدبلوماسيين الإيرانيين وعائلاتهم ومدنيين إيرانيين، وفقا للمسؤولين الإيرانيين الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، وأضافوا أن الإيرانيين بدؤوا في مغادرة سوريا صباح الجمعة.
وقال المسؤولون الإيرانيون والإقليميون إن عمليات الإجلاء صدرت في السفارة الإيرانية بدمشق، وفي قواعد الحرس الثوري، مشيرين إلى أن بعض موظفي السفارة على الأقل قد غادروا بالفعل.
وقال المسؤولون إن جزءا من عملية الإجلاء تتم بالطائرات إلى طهران، في حين يغادر آخرون برا إلى لبنان والعراق وعبر ميناء اللاذقية السوري.
وأضاف المسؤولون الإيرانيون أن اثنين من كبار جنرالات فيلق القدس الإيراني، الذين تم نشرهم لتقديم المشورة للجيش السوري، فرا إلى العراق، بينما سيطرت فصائل المعارضة على حمص ودير الزور يوم الجمعة.
ونقلت الصحيفة عن مهدي رحمتي، وهو محلل إيراني بارز يقدم المشورة للمسؤولين بشأن الإستراتيجية الإقليمية، قوله في مقابلة هاتفية إن "إيران بدأت في إجلاء قواتها وأفرادها العسكريين، لأننا لا نستطيع القتال كقوة استشارية وداعمة إذا كان الجيش السوري نفسه لا يريد القتال".
وأضاف أن "الخلاصة هي أن إيران أدركت أنها لا تستطيع إدارة الوضع في سوريا الآن بأي عملية عسكرية، وأن هذا الخيار غير وارد".
وفي وقت سابق أمس الجمعة، قال عضو البرلمان الإيراني أحمد نادري، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، إن "سوريا على وشك الانهيار ونحن نراقب بهدوء". وأضاف أنه إذا سقطت دمشق، فإن إيران ستفقد نفوذها في العراق ولبنان، قائلا "لا أفهم سبب هذا التقاعس ولكن مهما كان الأمر، فهو ليس جيدا لبلدنا".
وكانت فصائل المعارضة المسلحة بدأت في 27 نوفمبر/تشرين الثاني هجوما على القوات الحكومية، انطلاقا من محافظة إدلب في شمال غرب البلاد، وتمكنت من السيطرة على مناطق واسعة وصولا إلى حلب (شمال)، ثاني أكبر مدن البلاد.
وواصلت تقدّمها لتسيطر بعد أيام على حماة (وسط)، قبل أن تتقدم لتسيطر على مناطق جديدة في محافظة حمص (وسط)، التي تحظى بأهمية إستراتيجية على طريق دمشق، حيث تعتبر حمص معقل الأقلية العلوية التي تنتمي إليها عائلة بشار الأسد التي تحكم سوريا منذ 5 عقود.
====================
 حقائق جديدة عن "معركة سوريا".. أين "حزب الله" وروسيا منها؟
نشر موقع "بلينكس" تقريراً قال فيه إنه "على عتبة معركة حمص، يقف الجيش السوري لمواجهة الفصائل المسلحة التي سيطرت على حلب وحماة، لكن هذه المرة بمفرده، جزئيا، لأن كل من إيران وحزب الله وروسيا ينشغل بمشكلاته الداخلية وجبهته الخاصة".
وذكر أن حزب الله يلملم جراحه بعد خسائره في الحرب مع إسرائيل التي وصلت إلى حد اغتيال أمينه العام السابق الشهيد السيد حسن نصرالله، فضلا عن تدمير المراكز ومستودعات الأسلحة، والبيجرز، وأضاف: "إيران بدورها منشغلة بالحرب مع إسرائيل التي فتحتها على كل الجماعات المدعومة منها، وفي الملف النووي والإدارة الأميركية الجديدة".
وأكمل: "أما روسيا، فبدورها منشغلة بالحرب مع أوكرانيا، وتدخل الغرب في هذه الحرب، وتوجه ترسانتها وذخائرها في هذه المعركة، لكنها تساند الجيش السوري بالسلاح الجوي".
وأضاف: "تركيا التي قالت إنه لا علم مسبق لها بهجوم الفصائل، تحدثت وول ستريت جورنال عن مكاسب ثلاثية لها في سوريا، لكن يقابلها تهديد محتمل".
وقال: "ميدانيا، بدأت سوريا يومها، الجمعة 6 كانون الأول 2024، على درجة جديدة من المواجهات، فالفصائل المسلحة بعد سيطرتها على حماة، تعهدت بالقدوم إلى حمص، وأصبحت صباح على بعد كيلومترات من حمص، التي تأهب من أجلها الجيش السوري بتكتيكات قصف جسور ووضع السواتر الترابية".
فماذا نعرف عن تدابير الجيش السوري للجمعة 6 كانون الأول؟ وما تفاصيل الثلاثية التركية في سوريا حسب وول ستريت جورنال؟ وكيف أصبحت سوريا شبه وحيدة؟ وهل تتدخل الولايات المتحدة؟
الـ3 بـ1.. هل تأتي بنتائج عكسية على تركيا؟
طرحت وول ستريت جورنال في تقرير نشرته صباح الجمعة، معادلة ثلاثية خاصة، بتركيا، عبارة عن 3 بـ1، يمكن لها أن تستفيد منها من خلال الفصائل المسلحة، التي ترتبط بها استخباراتيا، رغم نفي تركيا الرسمي لادعاءات تدخلها غير المباشر بما يحصل.
الثلاثية حسب الصحيفة الأميركية تشمل "النازحين السوريون في تركيا، والفصائل الكردية على حدودها، وتعزيز نفوذها في سوريا".
وبحسب الصحيفة، فإن التقدم السريع الذي أحرزته الفصائل المسلحة السورية خلال الأيام الأخيرة يمنح تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، المزيد من القوة للحد من النفوذ الروسي والإيراني في المنطقة، ولكنه يخاطر أيضا بإحداث حالة جديدة من عدم الاستقرار على عتبة أنقرة.
وأشارت الصحيفة إلى أن تركيا لديها علاقات طويلة الأمد مع الفصائل التي دخلت مدينة حماة، الخميس، واستولت على ثاني أكبر مدينة في سوريا، حلب، قبل أيام.
من شأن التقدم أن يعزز نفوذ تركيا على مستقبل سوريا، وخاصة مع انشغال روسيا بالحرب في أوكرانيا ودخول إيران في مواجهة مع إسرائيل، وفق وول ستريت جورنال، وقد يساعد موقف القوة الجديد لتركيا في اتخاذ موقف أكثر صرامة في المفاوضات مع روسيا وإيران بشأن مستقبل سوريا.
وأصبحت حكومة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الآن في وضع أقوى للضغط على الفصائل الكردية التي تعارضها في سوريا، والتي يرتبط بعضها بالولايات المتحدة الأميركية.
ويمنح الهجوم الذي شنته الفصائل المسلحة تركيا فرصة لمحاولة تخفيف الضغوط على حدودها الجنوبية، فقد بقيت الفصائل المسلحة وأكثر من مليون سوري، معظمهم من اللاجئين بسبب القتال السابق في بقعة صغيرة بشمال سوريا، بالإضافة إلى ذلك، لجأ أكثر من 3 ملايين سوري إلى تركيا خلال الحرب، التي بدأت قبل أكثر من عقد من الزمان. والآن، مع دخول الفصائل للمزيد من الأراضي، يأمل البعض في الحكومة التركية أن يرى بعض هؤلاء اللاجئين فرصة للعودة إلى ديارهم.
يريد أردوغان بالتأكيد تحويل هذا إلى فرصة"، كما قالت غونول تول، مديرة برنامج تركيا في معهد الشرق الأوسط في واشنطن.
في الوقت نفسه، يفرض تقدم الفصائل أخطار جديدة على تركيا، بعد سنوات عدة هدأت فيها المعارك في سوريا إلى حد كبير.
وكثفت روسيا والحكومة السورية الغارات الجوية على حلب وغيرها من الأراضي التي تسيطر عليها الفصائل خلال الأيام الأخيرة، وقد يؤدي العودة إلى القتال المكثف إلى إرسال موجات من اللاجئين إلى تركيا، بدلا من تخفيف الضغوط على حدودها.
وقالت الولايات المتحدة، حليفة تركيا في منظمة حلف شمال الأطلسي، إن هدفها في الأزمة الحالية في سوريا هو تهدئة القتال وحماية المدنيين والأقليات.
وقال محللون عسكريون إن الهجوم العسكري للفصائل كان منظما بشكل جيد، وهو مؤشر على التخطيط الذي كان من المرجح أن يمنح المسؤولين الأتراك الوقت لمعرفة المزيد عن الهجوم.
ولم ترد وزارة الخارجية التركية على طلب وول ستريت جورنال للتعليق على ما إذا كانت تركيا قد حذرت من الهجوم.
هل تنجر الولايات المتحدة للصراع؟
الهجوم المفاجئ للفصائل هو، جزئيا، نتيجة لحروب جديدة اندلعت خارج حدود سوريا، مما أدى إلى إضعاف حلفاء الرئيس السوري بشار الأسد، إيران وروسيا وحزب الله.
هيئة تحرير الشام هي فرع من جبهة النصرة، وهي فرع سابق لتنظيم القاعدة.
مع ذلك، تحتفظ الولايات المتحدة، بقوة قوامها نحو 900 جندي في جنوب شرق سوريا، تدعم الأكراد في شمال سوريا لكنها قالت إنها لا علاقة لها بالهجوم الذي شنته الفصائل.
ويخشى المسؤولون الأميركيون الانجرار إلى صراع أعمق إذا تعرضت قواتها المتمركزة هناك للهجوم، أو إذا استهدفت تركيا قسد المدعومة من الولايات المتحدة.
حمص.. وتكتيك يوم الجمعة
يعزل الجيش السوري مدينة حمص عن الريف الشمالي، إضافة إلى ذلك فإن طائرات حربية تستهدف أطراف مدينة الرستن قرب جسر رئيسي على طريق حمص- حماة، وفق ما جاء في تقرير للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وشنت طائرات حربية نحو 10 غارات استهدفت أطراف مدينة الرستن الشمالية في ريف حمص، وقرب الجسر الرئيسي الذي يصل حماة بحمص، بعد دخول مجموعات من المسلحين المحليين من أبناء الرستن وتلبيسة إلى كتيبة الهندسة الواقعة عند أطراف مدينة الرستن وسحب آليات عسكرية وذخائر، وفق المرصد السوري.
وانسحبت قوات الجيش السوري من كتيبة الهندسة ومقاره في
ورفع الجيش السوري السواتر الترابية على أوتوستراد حمص- حماة المؤدي إلى مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي وعزلت مدينتي الرستن وتلبيسة عن المدينة.
وكان الجيش السوري قد انسحب من مدينة تلبيسة شمال مدينة حمص، وقصف بعد الانسحاب مباشرة، أحياء مدينة تلبيسة بالمدفعية والصواريخ للمرة الأولى منذ سنوات.
ونقل الجيش السوري أكثر من 200 آلية عسكرية محملة بأسلحة وعتاد إلى مدينة حمص، لتعزيز مواقعه في منطقة الوعر وقرب الكليات العسكرية، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. (بلينكس - blinx)
====================
WSJ: تقدم المعارضة السورية يزيد تأثير تركيا الجيوسياسي
لندن– عربي21- باسل درويش 06-Dec-24 08:26 PM
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن التقدم الذي تحققه قوات المعارضة السورية على نظام بشار الأسد يزيد من تأثير تركيا الجيوسياسي.
وأوضحت في تقرير ترجمته "عربي21" أن التقدم السريع الذي حققه مقاتلو المعارضة السوريون في الأيام الأخيرة يمنح تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي المزيد من القوة للحد من النفوذ الروسي والإيراني في المنطقة، ولكنه يهدد أيضا بإحداث حالة من عدم الاستقرار على عتبة أنقرة.
وتتمتع تركيا بعلاقات طويلة الأمد مع المعارضة السورية التي دخل أفرادها مدينة حماة يوم الخميس واستولوا على ثاني أكبر مدن سوريا، حلب، قبل أيام.
ويمثل الهجوم التحدي الأصعب ومنذ سنوات لنظام بشار الأسد، الذي تدعمه موسكو وطهران.
وأضاف الكاتب أن التقدم العسكري سيقوي من تأثير تركيا على مستقبل سوريا، وبخاصة في ظل انشغال روسيا في الحرب بأوكرانيا وإيران التي تعيش مواجهة مع الاحتلال، وبات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في وضع قوي للضغط على المليشيات الكردية التي يعارضها وبعضها على علاقة مع الولايات المتحدة.
وأشار إلى أن الموقف القوي الجديد لتركيا قد يساعدها على اتخاذ موقف أكثر صرامة في المفاوضات مع روسيا وإيران بشأن مستقبل سوريا. فقد سعت أنقرة إلى تجميد الصراع من خلال التوصل إلى تسوية مع الأسد، وهي الآن تحث نظام الأسد على السعي إلى حل سياسي للصراع. كما يمنح الهجوم الذي شنه مقاتلو المعارضة، تركيا فرصة لمحاولة تخفيف الضغوط على حدودها الجنوبية.
فقد حوصر المقاتلون وأكثر من مليون سوري، معظمهم من اللاجئين، في منطقة في شمال سوريا. بالإضافة إلى ذلك، فر أكثر من ثلاثة ملايين سوري إلى تركيا خلال الحرب الأهلية، التي بدأت قبل أكثر من عقد من الزمان.
والآن، مع سيطرة المعارضة على المزيد من الأراضي، يأمل البعض في الحكومة التركية أن يجد بعض هؤلاء اللاجئين فرصة للعودة إلى ديارهم.
وتقول غونول تول، مديرة برنامج تركيا في معهد الشرق الأوسط  بواشنطن ومؤلفة كتاب عن تعامل أردوغان مع الحرب السورية: "يريد أردوغان بالتأكيد تحويل هذا إلى فرصة. لقد أصبح الأسد ضعيفا. إن حجم الأراضي التي يسيطر عليها المقاتلون كبير جدا، وهو ما يمنح تركيا المزيد من النفوذ".
وفي الوقت نفسه، يفرض تقدم المعارضة السورية المسلحة مخاطر جديدة على تركيا، بعد عدة سنوات من الهدوء النسبي في القتال. فقد كثفت روسيا والنظام السوري الغارات الجوية على حلب وغيرها من الأراضي التي يسيطر عليها المقاتلون في الأيام الأخيرة، وقد تؤدي العودة إلى القتال المكثف إلى إرسال موجات جديدة من اللاجئين إلى تركيا، بدلا من تخفيف الضغوط على حدودها.
وتابعت: "قد تسعى بعض الدول، بمن فيها الولايات المتحدة وروسيا إلى أنقرة وتطلب منها المساعدة في كبح جماح زعيم هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني، وهو جهادي قال إنه تخلى عن التطرف. وصنفت الولايات  المتحدة الهيئة كمنظمة إرهابية ولدى تركيا علاقة طويلة الأمد معها ومن خلال أجهزتها الاستخباراتية، على الرغم من أن أنقرة لا تسيطر بشكل مباشر على المجموعة".
وقالت الولايات المتحدة، حليفة تركيا في منظمة حلف الناتو، إن هدفها في الأزمة الحالية في سوريا هو التهدئة.
قال روبرت فورد، السفير الأمريكي السابق في سوريا: "يجب على الجميع العمل على التوصل إلى وقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن. وهذا يعني إشراك الأتراك، وهذا يعني أيضا إشراك الروس والإيرانيين والحكومة السورية وإذا كان هناك وقف لإطلاق النار، فيجب أن تكون هيئة تحرير الشام بالتأكيد جزءا منه".
وتضيف الصحيفة أنه بعد التراجع في البداية، انضمت فصائل معارضة أخرى مدعومة من تركيا إلى الهجوم الذي تقوده هيئة تحرير الشام ضد الأسد. وقاد هذا الجهد أيضا للسيطرة على مناطق كانت تسيطر عليها مليشيات كردية بالقرب من حلب، وهو ما يؤشر للكيفية التي ستستخدم فيها تركيا الموقف لصالحها.
وكجزء من اتفاق وقف إطلاق النار لعام 2020، نشرت تركيا قوات عسكرية في منطقة تحت سيطرة المقاتلين بمحافظة إدلب شمال سوريا. وقال مسؤولون أتراك إن الحكومة لم يكن لها دور في دعم أو منح الإذن للهجوم الأخير للمعارضة.
وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في أواخر الشهر الماضي: "تركيا ليست متورطة في الاشتباكات في حلب". وفي الوقت نفسه، قال أشخاص مطلعون على كيفية إدارة تركيا لعلاقتها مع هيئة تحرير الشام إن الحكومة ربما علمت بخطط الهجوم قبل الأوان. وتتواصل تركيا مع الجماعة من خلال أجهزتها الاستخباراتية وتدير حدودا مشتركة، بينما يعمل أفراد أتراك على الأرض في الشمال الغربي الذي تسيطر عليه المعارضة.
وقال جيمس جيفري، السفير الأمريكي السابق في تركيا والمبعوث الأمريكي السابق للحملة العالمية ضد تنظيم الدولة الإسلامية: "هؤلاء الناس يعسكرون فعليا على مرمى بصر تركيا. لذلك كان من المفترض أن يعرفوا مسبقا أن هيئة تحرير الشام ستشن هذا الهجوم".
وقال محللون عسكريون إن الهجوم العسكري للمعارضة كان منظما جيدا، وهو مؤشر على التخطيط الذي من المرجح أن يمنح المسؤولين الأتراك الوقت لمعرفة المزيد عن الهجوم. وقال ألبر كوشكون، المدير السابق للأمن الدولي في وزارة الخارجية التركية: "إن الروابط التي أنشأتها تركيا على مر السنين ووجودها على الأرض من شأنه أن يدفعني إلى افتراض أن تركيا لديها بعض المعرفة بالتطور التدريجي الذي كان يتخمر هناك" ، و"فيما يتعلق بمعرفة وقدرة  أنقرة على توقع الانهيار السريع للقوات السورية، فهذا سؤال آخر".
====================
 "نيويورك تايمز": المسؤولون الأمريكيون تفاجأوا بضعف نظام بشار الأسد
لندن- عربي21 07-Dec-24 06:35 AM
تفاجأ مسؤولون في الولايات المتحدة بضعف النظام السوري بعد سيطرة فصائل المعارضة على مدينة حلب خلال أيام قليلة وتوجههم نحو حمص بعد السيطرة على كل من إدلب وحماة.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين أمريكيين لم تسمهم قولهم إنهم تفاجأوا من التقدم الذي أحرزته فصائل المعارضة السورية التي أطلقت في نهاية الشهر الماضي حملة عسكرية ضد نظام الأسد.
وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين الأمريكيين لم يتوقعوا أن تكون سيطرة نظام الأسد على مدينة حلب، ثاني أكبر المدن السورية، ضعيفة إلى هذا الحد.
ووفق هؤلاء المسؤولين، فإن فصائل المعارضة استغلت الفوضى الناتجة عن هجومهم  الذي تجاوز نجاحه توقعاتهم.
يأتي ذلك في ظل إعلان فصائل المعارضة دخولها إلى ريف حمص وبسط سيطرتها على مدينة الرستن الاستراتيجية وبلدة تلبيسة وقريتي الزعفرانة ودير فول شمال المدينة، مشددة على أن "قواتها تواصل الزحف نحو مدينة حمص بعد وصول أرتال حاملة المئات من مهجري حمص لردع عدوان الأسد عن مدينتهم".
وقالت "إدارة العمليات العسكرية" التابعة للمعارضة إن "قواتها حررت آخر قرية على تخوم مدينة حمص، وباتت على أسوارها، ومن هنا نوجه النداء الأخير لقوات النظام فهذه فرصتكم للانشقاق".
وبالتزامن مع تقدم المعارضة من الشمال نحو دمشق، اشتعلت جبهة الجنوب بعد إعلان فصائل المعارضة هناك تشكيل غرفة عمليات الجنوب وبدء حملة عسكرية ضد النظام تحت مسمى "كسر القيود" في مدن السويداء ودرعا والقنيطرة.
وأعلنت الفصائل في الجنوب سيطرتها على مدينة درعا وجميع الفروع الأمنية في السويداء بعد ساعات من بدء المعارك مع قوات النظام دعما لفصائل المعارضة المتوجهة نحو حمص من الشمال.
وفي 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، بدأت فصائل المعارضة المنضوية ضمن "إدارة العمليات العسكرية" التي تتصدرها "هيئة تحرير الشام"، عملية عسكرية ضد النظام والمليشيات الإيرانية الداعمة له تحت مسمى "ردع العدوان" ما أسفر عن سيطرتها على مدينة حلب ثاني كبرى المدن في سوريا، بالإضافة إلى سيطرتها على كامل إدلب الإدارية ووصولها إلى تخوم حماة.
والأحد، بدأ الجيش الوطني السوري، وهو تجمع من الفصائل المحلية المدعومة من تركيا، عملية عسكرية أخرى تحت مسمى "فجر الحرية" ضد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" ووحدات حماية الشعب الكردية، ما أدى إلى بسط سيطرتها على مدينة تل رفعت وقرى وبلدات في ريف حلب الشرقي.
====================
 بلومبيرغ عن مصدر مقرب من الكرملين: لا خطة لدى روسيا لإنقاذ الأسد
قالت وكالة بلومبيرغ إن رئيس النظام السوري بشار الأسد طلب المساعدة بشكل يائس من روسيا وإيران مع تقدم قوات الثوار نحو مدينة حمص ذات الأهمية الاستراتيجية، لكن تكرار الإنقاذ الذي حدث عام 2015 على يد حلفائه يبدو غير محتمل بشكل متزايد.
واستنزفت موارد إيران وروسيا العسكرية بسبب النزاعات في الشرق الأوسط وأوكرانيا. حتى الآن، يعتمد الأسد على الضربات الجوية الروسية ضد مواقع فصائل المعارضة ووعد فاتر من إيران للنظر في إرسال قوات، لكنه لم يحصل على الدعم القوي الذي يحتاجه لوقف الهجوم.
ونقلت الوكالة عن شخص مقرب من الكرملين قوله "ليس لدى روسيا خطة لإنقاذ الأسد ولا ترى أي خطة محتملة تظهر طالما أن جيش الرئيس السوري مستمر في التخلي عن مواقعه" كما نصحت السفارة الروسية في دمشق المواطنين الذين ما زالوا في سوريا بمغادرتها عبر الرحلات الجوية التجارية.
وقال تشارلز ليستر، مدير برامج سوريا ومكافحة الإرهاب والتطرف في معهد الشرق الأوسط بواشنطن: "لم يكن مستقبل الأسد أبدًا أكثر هشاشة مما هو عليه الآن، وحتى الآن، لا يبدو أن روسيا قادرة - أو ربما راغبة - في إنقاذه". وأضاف: "ما زال جزء كبير من ريف حمص يدعم المعارضة بشكل ضمني، وهذا سيساعد بشكل كبير في فتح طريق نحو المدينة نفسها."
كانت استجابة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي ساعد على قلب مسار الحرب السورية لصالح الأسد قبل تسع سنوات، ضعيفة. استخدمت موسكو طائراتها الحربية لضرب مواقع الثوار خلال التقدم السريع، لكن لم يكن هناك إعلان واضح عن الدعم أو نشر للقوات.
إيران لديها وجود عسكري بالفعل في حمص وأجزاء أخرى من سوريا ويوم الجمعة، قال وزير الخارجية عباس عراقجي إنه مستعد لدعم الأسد "إلى الحد الضروري" من دون تقديم تفاصيل، لكنه وعد سابقًا فقط بـ"النظر" في طلبات إرسال القوات.
وصرّح غريغوري برو، المحلل البارز في شؤون إيران والطاقة في مجموعة أوراسيا: "تحتفظ إيران بميليشيات كبيرة ومجهزة جيدًا في العراق تم نشرها لدعم الأسد في الماضي"، لكنه أضاف أن الحكومة العراقية مترددة في التورط في الأزمة السورية.
====================
فورين بوليسي: هذه أسرار الانهيار السريع لنظام الأسد
قال خبير عالمي بالشؤون السورية إن صمود نظام الرئيس بشار الأسد بات موضع شك بشكل واضح عقب سيطرة المعارضة المسلحة على نحو 250 مدينة وبلدة وقرية شمالي البلاد على مدار الأسبوع المنصرم.
وسيطرت قوات المعارضة أيضا على حلب، ثانية كبرى المدن السورية، في غضون 24 ساعة، حيث انهارت خطوط النظام السوري الأمامية الواحد تلو الآخر.
وفي تحليله الذي نشرته مجلة فورين بوليسي، شدد تشارلز ليستر -مدير برنامجي سوريا ومكافحة الإرهاب والتطرف في معهد الشرق الأوسط ومقره في واشنطن- على أن التطورات الأخيرة في سوريا لم تكن كلها مفاجئة؛ ذلك أن الأسد -برأيه- لم "ينتصر" فعليا في الحرب في بلاده، بل إن نظام حكمه ظل يتضعضع منذ زمن، وأن موقفه بات أكثر هشاشة من أي وقت مضى.
حسابات خاطئة
وترافق ذلك مع تضاؤل الاهتمام الدولي بالحرب هناك، وأن الجهود الدبلوماسية التي كانت تركز على سوريا توقفت تقريبا، وسحبت الحكومات مواردها تدريجيا من المسائل المتعلقة بسياساتها العامة تجاه سوريا ووجهتها إلى تحديات عالمية أخرى، وفق كاتب المقال.
ويشير ليستر في تحليله إلى أن بعض الحكومات العربية أقدمت، بشكل جماعي، على الانخراط مع الأسد بدءا من عام 2023، "ليعود وضعه إلى طبيعته في الشرق الأوسط".
ومن وجهة نظره، فإن ما بدا وكأن الأطراف الفاعلة في المنطقة تتولى مسؤولية الملف السوري، أشاع قدرا من الارتياح لدى صُناع السياسات في الولايات المتحدة، الذين رأوا في ذلك علامة مشجعة.
وقال إن جهود 10 دول أوروبية -بقيادة إيطاليا- تضافرت من أجل التواصل مجددا مع نظام الأسد، وبحث سبل استئناف الجهود الدبلوماسية وعودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم.
وأضاف أن كل هذه التطورات استندت إلى فرضية مفادها أن الأسد يستفيد من جمود الأزمة مع تفاقم سوء الأوضاع في البلاد لتعزيز سلطته. لكن ليستر يعتقد أن هذا افتراض خاطئ.
انهيار اقتصادي
وطبقا للتحليل، فقد كان الاقتصاد السوري في حالة فوضى منذ سنوات، حيث تهاوت الليرة السورية حتى وصلت في يوم 4 ديسمبر/كانون الأول الحالي، إلى 17 ألفا و500 مقابل الدولار الواحد، بعد أن كانت 1150 في أوائل عام 2020.
وفي حين أن "احتضان" النظام السوري الجريمة المنظمة ظل يدر عليه أرباحا لا تقل عن 2.4 مليار دولار سنويا من وراء بيع نوع واحد من المخدرات المصنَّعة، إلا أن ذلك لم يساعد الشعب السوري في معيشته، حسب زعم ليستر.
ومع ذلك، "لم يعد هناك من ينقذ بشار الأسد من إفلاس دولته"، فقد تضرر الاقتصاد الروسي بشدة من آثار حربه في أوكرانيا، كما أصبح الاقتصاد الإيراني، هو الآخر، في حالة سيئة.
ولكن ليستر يعتقد، في تحليله، أن الوضع ما كان ينبغي أن يكون على ذلك النحو، مضيفا أنه لو كان الأسد قد انخرط بشكل بنّاء مع حكومات المنطقة التي طبّعت علاقاتها معه في عام 2023، وتبنى انفتاحا على تركيا في وقت سابق من هذا العام، لكانت سوريا اليوم في وضع مختلف كثيرا.
ومضى إلى القول إن السوريين، بعد أن أدركوا أنه لا يوجد ضوء في نهاية النفق، بدؤوا بالخروج إلى الشوارع والمطالبة بإسقاط بشار الأسد.
ولفت إلى أن المعارضة المسلحة، التي "تصالحت" مع دمشق بموجب اتفاق قبل 6 سنوات، بدأت منذ شهور في تحدي جيش النظام مجددا، وحققت انتصارات.
الكبتاغون
وفي خضم الانهيار الاقتصادي الذي تشهده سوريا في هذه الأثناء، تغلغلت الجريمة المنظمة وكذلك إنتاج المخدرات والاتجار بها على المستوى الصناعي في صلب أجهزة الأسد الأمنية، كما يذكر ليستر، لافتا إلى أن نظام الأسد قد يكون الآن "أكبر نظام مخدرات في العالم متخصص في إنتاج الأمفيتامين المعروف باسم الكبتاغون".
وكشف الكاتب أن تجارة المخدرات تديرها الفرقة الرابعة النخبوية في سوريا (التي يقودها ماهر شقيق بشار الأسد)، لكن شبكتها امتدت إلى كل ركن من أركان الجيش السوري والمليشيات الموالية له. ومع ذلك، فقد مزقت الجريمة المنظمة وأمراء الحرب ما تبقى من "تماسك ضعيف" داخل الدولة الأمنية السورية.
وخلص إلى أن الآلة العسكرية للنظام أُصيبت بالركود في جميع الجوانب في السنوات الأخيرة، وتآكلت من الداخل وتشظّت من الخارج، بل يمكن القول إن المليشيات الموالية للأسد أضحت أقوى عسكريا من الجيش نفسه.
وعلى النقيض من ذلك -يتابع ليستر- عملت هيئة تحرير الشام وجماعات المعارضة المسلحة الأخرى بشكل مكثف منذ عام 2020 على تعزيز قدراتها الخاصة. وقد أنشأت هيئة تحرير الشام، بالذات، وحدات جديدة تماما يمكن القول إنها غيرت قواعد اللعبة في ساحة المعركة في الأيام الأخيرة.
====================
الصحافة البريطانية :
 "الغارديان": سوريا ستكون أفضل من دون الأسد.. وضعفه يعيد تشكيل التحالفات الإقليمية
شددت صحيفة "الغارديان" البريطانية على أن تطورات الأوضاع في سوريا بعد بدء المعارضة حملة عسكرية ضد نظام الأسد من شأنها أن تعيد تشكيل التحالفات الإقليمية.
وتساءلت الصحيفة في افتتاحية حديثة لها: "هل بدأت الحرب السورية تقترب من نهايتها، تلك الحرب الأطول في القرن الحادي والعشرين وثاني أكثر الصراعات دموية فيه؟ لا يمكن للمرء أن يراهن على ذلك. إذ يزحف ائتلاف من الثوار من الشمال باتجاه العاصمة دمشق، وبعد الاستيلاء على معابر حدودية رئيسية في الجنوب، يبقى سقوط آل الأسد أقرب إلى النبوءة منه إلى الواقع".
إلا أن احتمالات خروج الأسد تتزايد، فالقوة العسكرية التي كانت ذات يوم قد هبت لإنقاذ نظامه - سلاح الجو الروسي ومقاتلو حزب الله - في حالة من الانشغال الآن في أوكرانيا وفي لبنان. ولذلك فإن الأسد يبدو اليوم، وبشكل متزايد، أكثر عرضة للمخاطر.
وقالت الصحيفة إنه منذ أن وصل الربيع العربي إلى سوريا في آذار/ مارس من عام 2011، فقد جابه نظام الأسد مرارا وتكرارا نبوءات كانت ترى سقوطه وشيكا.
وطوال حكمه الذي يقوم على التخويف والترهيب، بحسب الصحيفة، وُجهت إلى الأسد تهم ذات مصداقية عالية باستخدام الأسلحة الكيميائية، والقوة الفتاكة، والتعذيب الوحشي ضد أفراد شعبه. ولذا، فإنه ما من شك في أن سوريا ستكون أفضل بدونه.
وأشارت الصحيفة إلى أن حظوظ الأسد بدت تتبدل في العام الماضي حينما استقبل بالترحاب في الحضن العربي بعد عقد من العزلة، مع أن تلك العودة جاءت انعكاساً للمصالح الذاتية للسلطويين والملوك العرب، وليس انطلاقاً من رغبة حقيقية في المصالحة. فقد رأى هؤلاء أن الأسد رهان آمن وأسلم لهم من الفوضى التي يمكن أن يسفر عنها سقوطه.
قتل أكثر من مائة وأحد عشر مدنياً في البلاد منذ اشتعال العنف في الأسبوع الماضي. وبذلك تبقى ندوب وجراح الحرب الأهلية السورية غير ملتئمة، وفقا لـ"الغارديان".
ولفتت الصحيفة إلى أن نظام الأسد تسبب عبر السنين في تشريد اثني عشر مليون نسمة، كثيرون منهم نزحوا بالكامل إلى خارج البلاد. واليوم، يعيش مليونا سوري في أوضاع مأساوية في مخيمات اللاجئين في محافظة إدلب، وهي الأكبر ضمن ما يسمى "مناطق خفض التصعيد" التي أقيمت بناء على اتفاق هش تم التوصل إليه بين كل من تركيا وروسيا وإيران. وعلى الرغم من إبرام هذا الاتفاق، فإن النظام السوري ظل يشن هجماته بلا هوادة، محولاً إدلب وما يشبهها من مناطق في الجنوب إلى حطام.
وتمارس تركيا نفوذاً على منطقة إدلب، إلا أنها تعوزها السيطرة التامة فيها. وحفز اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم بين حزب الله وإسرائيل في لبنان جماعات الثوار، بقيادة هيئة تحرير الشام التي يتزعمها أبو محمد الجولاني – الذي قطع علاقاته مع القاعدة في عام 2017 – على شن الهجوم، وفقا للصحيفة.
وأشارت "الغارديان" إلى أن التهديد العسكري للثوار فاق التوقعات، فقد انهارت قوات النظام، ما أتاح الفرصة أمام المجموعات التي يقودها الإسلاميون للاستيلاء على مناطق استراتيجية، بما في ذلك بعض المدن الكبرى، دون مقاومة تذكر.
وفي السياق، قالت الصحيفة البريطانية إن أنقرة تواجه ضغوطا داخلية متزايدة من أجل اتخاذ ما يلزم لمعالجة أزمة اللاجئين السوريين، حتى إن الرئيس رجب طيب أردوغان أبدى علانية رغبته في لقاء الأسد من أجل وضع حد للأعمال العدائية. إلا أن دكتاتور سوريا قابل هذه المبادرات بالرفض، مطالباً تركيا بالانسحاب الكامل من سوريا كشرط مسبق لأي مفاوضات بين الطرفين، بل وأخفقت الوساطة الروسية في تجسير الهوة بينهما – ما سمح للنظام بالاستمرار في شن هجماته على إدلب.
وبلغ القلق بوزراء خارجية كل من تركيا وروسيا وإيران أن قرروا عقد محادثات في قطر نهاية الأسبوع حول تداعيات التصعيد في الحرب الأهلية داخل سوريا. وها هي التبدلات في التحالفات تعيد رسم مصير سوريا. فلئن كان الأسد قد عانى في الماضي من العزلة، إلا أنه اليوم يتمتع بدعم كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، حتى إن الأمر بلغ بالأخيرة أن تتباحث مع الولايات المتحدة في إمكانية رفع العقوبات المفروضة على دمشق فيما لو انفصلت عن إيران. لا ريب أن تلك صفقة قد تجد قبولاً لدى دونالد ترامب، بحسب الافتتاحية.
في هذه الأثناء، ترى إسرائيل أن حالة الهيجان السورية تمثل خطورة عليها فهي قد تفضي إما إلى حضور إيراني أقوى أو إلى وصول فصائل إسلامية مدعومة من قبل تركيا إلى الحدود معها.
ولفتت الصحيفة إلى أن الإرباك السوري حوّل الأنظار بعيدا عن غزة وعن القضية الفلسطينية، مهمشاً بذلك أزمة تتطلب التركيز عليها. كما أن ما يجري في سوريا يذكّر، وبشكل صارخ، بحالة الارتباط العميق بين صراعات الشرق الأوسط، وبأن النتائج تبقى، وبشكل بالغ الخطورة، عصية على التخمين.
====================
ديلي تلغراف: كل الزخم يسير ضد الأسد.. وكلما تقدمت المعارضة زادت فرص انهيار نظامه
إبراهيم درويش
لندن- “القدس العربي”:
نشرت صحيفة “ديلي تلغراف” مقالا لتوماس فان لينغ، المراسل الصحافي للنزاعات، والباحث المقيم في أمستردام بهولندا، قال فيه إن نظام بشار الأسد لن ينجو إذا استمرت المعارضة المسلحة بالتقدم. وأضاف أن سوريا أصبحت مقسمة الآن، وبيد المعارضة المتنوعة والمنظمة الزخم.
فعندما سيطرت المعارضة على مدينة حلب نهاية الأسبوع الماضي، أرسلت هزات أرضية داخل النظام السوري، وقد أصبحت الآن زالزالا.
ورأى المراقبون أن سيطرة المعارضة على مدينة حماة التي تبعد 80 ميلا عن حلب ستكون خطوة بعيدة المنال، حيث ستمنح الخسارة في حلب، ثاني أكبر مدينة في سوريا، جيش النظام الفرصة لاستعادة المبادرة وتجميع صفوفه.
وأمس الخميس، لم تقتحم المعارضة مدينة حلب فحسب، وبدون قتال إلى حد كبير، بل صور المقاتلون أنفسهم وهم يتجولون حول قصر المحافظ المكسو بالرخام.
وبعد خسارة حلب، سارع النظام إلى إقامة دفاع حول حماة، التي تشكل مفترقا لعدد من الطرق السريعة الاستراتيجية في جميع أنحاء البلاد. وتبلغ أهمية المدينة بالنسبة للأسد حدا لم يسمح له بالقتال من أجلها خلال الحرب الأهلية في الفترة من 2011 إلى 2016. فقد أدركت قوات المعارضة أنها لن تضيع سوى الرجال في مواجهة الدفاعات المحصنة بشدة.
ويقول الكاتب إن المعارضة المسلحة وعلى مدى أيام، وجّهت ضربة قاسية للرئيس السوري لم يحلم بها أحد. ومع السيطرة على حماة، أصبح الطريق مفتوحا إلى حمص.
ففي عام 2011، دعا المتظاهرون في المدينة إلى إسقاط الأسد، مما أشعل شرارة القمع الوحشي الذي تحول إلى حرب شاملة. وإذا اتجهت المعارضة جنوبا، فمن المرجح أن تكون المرحلة التالية من العملية العسكرية لهم هي الأكثر تحديا.
وتعمل حمص كحلقة وصل بين العاصمة دمشق ومعقل الموالين للأسد على ساحل البحر الأبيض المتوسط.
وفي يوم الخميس، لوحت هيئة تحرير الشام، الجماعة الجهادية التي تقود العملية، بغصن زيتون للطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد، ووعدت بحماية الأقلية ودعت العلويين إلى الانقلاب على النظام.
ويعلق الكاتب أن التقدم للمعارضة خاصة هيئة تحرير الشام، هي علامة على التطور الذي مرت به من حركة جهادية إلى لاعب دبلوماسي ذكي في السياسة الوطنية السورية.
وأكد زعيم الهيئة أبو محمد الجولاني -الذي وضعت الولايات المتحدة جائزة بـ10 ملايين دولار لمن يعطي معلومات عنه أو يساعد في قتله أو اعتقاله- للأكراد والمسيحيين وغيرهم من الأقليات في سوريا، أنهم لن يتعرضوا للقمع أو الأذى مع تقدم مقاتليه.
وتشير التقارير إلى أن الجولاني يفكر في التخلي عن اسم “هيئة تحرير الشام” وتحويلها إلى قوة وطنية أكثر شمولا، كما تخلى عن الزي الديني بالثوب والعمامة، وبات يرتدي الزي العسكري مثل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وقام الجولاني في السنوات الأربع الماضية، بتدريب جنوده وتجهيزهم إلى المستوى الذي يتفوقون فيه الآن في كثير من الأحيان على قوات الأسد. ولدى هيئة تحرير الشام ضباط وقوات خاصة ووحدات ليلية، وقوة مسيرات. كما قامت بتصنيع صواريخ محلية على قاعدة واسعة.
وفي الوقت نفسه، فإن جنود الأسد يعانون من انهيار الروح المعنوية ويفتقرون إلى الدعم الذي اعتمدوا عليه من روسيا وإيران. وهذا الأسبوع، أمر الأسد بزيادة رواتب الجيش بنسبة 50% في محاولة يائسة لإعادة بعض القوة إلى مقاتليه.
وفي دمشق، فالمزاج متوتر، حيث تقوم وحدات النخبة من الفرقة الرابعة في الجيش بدوريات في المدينة. في حين يتم حماية الرئيس والمؤسسات الرئيسية من قبل الحرس الجمهوري. وتنتشر في بعض الأحياء الجنوبية من العاصمة، الميليشيات المدعومة من إيران.
وإذا تقدم المتمردون واستولوا على حمص، فإن موقف الأسد سيصبح غير قابل للدفاع عنه. وبمرور الوقت، فإن حكم عائلته الذي دام 54 عاما سينتهي بالتأكيد.
وربما يقرر مقاتلو المعارضة طريقا آخر ويتوجهون غربا باتجاه القواعد العسكرية الروسية، مثل القاعدة البحرية في طرطوس، وقاعدة حميميم الجوية. وربما يتحركون شرقا لتأمين حقول النفط والغاز الحيوية في البلاد، وبالتالي حرمان النظام من مصادر رئيسية للإيرادات. ولكنهم في نهاية المطاف سيتجهون نحو حمص.
وأيا كان قرارهم، فإن الأسد سيجد صعوبة في القضاء على المعارضة المسلحة وإخراجها من المواقع التي تسيطر عليها. وعلى مدى أسبوع، خسر النظام ست قواعد سكرية في إدلب وحماة وحلب. وهو ما سيحد من قدرة القوات السورية والروسية على ضرب مواقع المعارضة في الشمال.
وخسر جيش النظام السوري ثلث معداته العسكرية. وفي الماضي، كانت سوريا مفككة، ولكنها أصبحت الآن منقسمة وكل الزخم ضد الأسد، وفق ما يقول الكاتب.
====================
صحف عالمية: سقوط حماة ضربة جديدة للأسد وشن هجوم مضاد "صعب"
اهتمت صحف عالمية بالتطورات الميدانية المتسارعة في المشهد السوري، إضافة إلى استمرار جيش الاحتلال الإسرائيلي بعملية الإبادة الجماعية في قطاع غزة وفق منظمات حقوقية، والمخاوف من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان.
وقالت صحيفة إندبندنت البريطانية إن سيطرة المعارضة السورية المسلحة على مدينة حماة تمثل ضربة جديدة للرئيس السوري بشار الأسد.
وأضافت الصحيفة أن سقوط حماة "يبعث برسائل صدمة نحو دمشق ويثير مخاوف من تقدم أكبر لقوات المعارضة"، مشيرة إلى أنه "بعد السيطرة على حماة سيكون من الصعب ترتيب هجوم مضاد سريعا".
ويرى تقرير بصحيفة التايمز البريطانية أن مدينة حمص باتت الخطوة الأخيرة لقوات المعارضة السورية قبل الوصول إلى العاصمة دمشق.
ويلفت التقرير إلى أن قوات المعارضة سيطرت على حماة رغم الدعم الروسي بالغارات الجوية، لكن التقرير استبعد في الوقت ذاته "سماح كل من إيران وروسيا بتقدم المعارضة نحو دمشق دون قتال عنيف".
====================
الصحافة العبرية :
صحيفة عبرية: المعمعان السوري… مصالح قوى وبحث عن تعزيزات للساحة الخلفية
تقدم الثوار الجهاديين السُنة السريع جنوباً واحتلال مدينة حماة يبدو أنه سبب التشاور العاجل الذي أجراه رئيس الوزراء نتنياهو مع قادة جهاز الأمن في ليل الأربعاء. وهجوم الثوار المفاجئ الذي بدأ فور دخول وقف النار في لبنان حيز التنفيذ، يخلق سلسلة تهديدات محتملة، ولكنه يخلق أيضاً فرصاً لدولة إسرائيل، ويفترض متابعة عن كثب.
التهديدات، وفقاً لترتيب ملحّ، هي: الأسلحة وأساساً الصواريخ وربما السلاح الكيماوي الموجود شمال ووسط سوريا، وربما يقع في غضون أيام وربما ساعات، بل وربما هو الآن في أيدي الثوار الجهاديين.
حلب والقواعد العسكرية في محيطها، وخصوصاً المجمع الصناعي – العسكري السوري في بلدة السفيرة جنوب شرق حلب، تقلق جهاز الأمن جداً. تنتج في المجمع الصناعي صواريخ بينها دقيقة، ومقذوفات صاروخية وفقاً لعلم إيراني، وهناك أيضاً قدرة لإنتاج سلاح كيماوي وربما توجد كميات غير كبيرة من السلاح الكيماوي احتفظ بها نظام الأسد ليوم أسود. كل هذه قد توجه ضدنا آجلاً أم عاجلاً.
ربما هذا هو السبب الذي جعل سلاح الجو الإسرائيلي يهاجم وفقاً لمنشورات أجنبية، هذا المجمع في الأيام الأخيرة، وكذا مخازن سلاح للجيش السوري شمالي دمشق، والثوار يقتربون منها بسرعة. يمكن التقدير بأن إسرائيل تفضل تدمير هذا التهديد كي لا تقع هذه الأسلحة التقليدية وغير التقليدية في أيدي جهات جهادية، حتى لو كانت سُنة وأعداء لدودين لحزب الله وإيران.
المساعدة الروسية فشلت
التهديد الثاني ينبع مباشرة من ضعف الجيش السوري ولأن روسيا غير قادرة على حماية نظام بشار الأسد مثلما حمته في 2015. في ذروة الحرب الأهلية في سوريا، حسب مصادر تركية، كان للروس 50 طائرة هجومية في قاعدة حميميم، وبواسطتها قصفوا الثوار بكثافة وبلا رحمة إلى أن انسحب هؤلاء إلى محافظة إدلب. اليوم، حسب تلك المصادر، بسبب الحرب في أوكرانيا، يحتفظ الروس بـ 15 طائرة هجومية فقط في حميميم، و7 منها فقط تنفيذية. القصف الروسي لم ينجح في منع احتلال حلب، وأخرت احتلال مدينة حماة ليوم واحد فقط. نتيجة لضعف الجيش السوري والمساعدة العملياتية الروسية الخفيفة، لا مفر لنظام الأسد غير تلقي المساعدة التي يعرضها الإيرانيون بواسطة وزير الخارجية الإيراني عراقجي، الذي زار دمشق قبل بضعة أيام.
لقد أرسل الإيرانيون إلى سوريا أحد جنرالاتهم، جعفري، الذي قاد في 2016 احتلال حلب من أيدي الثوار، وجاء معه بضعة مستشارين ورجال الحرس الثوري. وبالتوازي، بعث الإيرانيون إلى مناطق المعارك ميليشيات شيعية، عراقية وسورية موالية لهم. بين هذه القوات لواء “فاطميون” الذي يتشكل أساساً من شيعة أفغانيين وباكستانيين، تدفع لهم إيران رواتبهم ويقودهم رجال الحرس الثوري.
هذه اللواء يدخل الآن إلى المعركة دفاعاً عن مدينة حماة وفشل، لكن إيران تضخ المزيد من قوات الميليشيات الشيعية عبر الحدود العراقية – السورية إلى منطقة المعارك. كما طالبت إيران وتلقت بضع مئات من رجال حزب الله انتقلوا من لبنان إلى سوريا لمساعدة نظام الأسد، حالياً بدون نجاح.
لإسرائيل مشكلة جسيمة مع هذه الميليشيات ومع رجال حزب الله الذين دخلوا إلى سوريا، لأنه يمكنهم تشكيل بداية تموضع إيراني عسكري وربما يبقون في سوريا على حدود إسرائيل للعمل من هناك من خلال نار الصواريخ والتسللات البرية إلى بلدات هضبة الجولان وتهريب السلاح إلى لبنان لإعادة تسليح حزب الله.
التهديد الثالث هو أن ينهار نظام الأسد وعندها تصبح سوريا دولة فاشلة مثل اليمن أو لبنان أو غزة، يبني الإيرانيون ويمولون فيها جيش إرهاب هدفه العمل ضد إسرائيل. لمواجهة هذا التهديد، على إسرائيل اتخاذ وسائل دفاعية، أساساً في هضبة الجولان، وكذا مهاجمة الأراضي السورية بلا انقطاع؛ لمنع تموضع جهات إسلامية متطرفة قرب الحدود وفي مدى الصواريخ والراجمات منها.
المسؤولة الأساس: تركيا
لفهم الوضعية التي علق فيها الشرق الأوسط عقب هجوم مفاجئ للثوار السوريين، ينبغي الاعتراف بأن الجهة التي تقف خلف هجوم الثوار هي تركيا. هذا الهجوم يجري في محورين: المنظمة الإسلامية الجهادية العليا “هيئة تحرير الشام” تتحرك جنوباً بهدف إسقاط نظام الأسد وغايتها مدينة حمص، المدينة الكبيرة والمهمة في وسط سوريا، واحتلالها سيقطع الجيب العلوي الذي تسكن فيه أغلبية عائلة الرئيس الأسد – في مدينتي اللاذقية وطرطوس – عن مدينة دمشق. وقوة ثوار أخرى، علمانية، تسمى “الجيش الوطني السوري” يتحرك شرقاً نحو مدن وقرى منطقة الحكم الذاتي الكردية، روج آفا، في شمال شرق سوريا. الجيش الوطني السوري، الذي يتشكل من فارين سُنة من الجيش السوري، يخضع تماماً لانضباط الأتراك، وهو عملياً ينفذ كلمة اردوغان.
عملياً، هجوم الثوار ما كان ليتحقق لولا الأتراك الذين دعموا الثوار السوريين عسكرياً من الفصيلين، والآن يستخدمونهم لتحقيق المصالح التركية في سوريا، ومثل هذه المصالح غير قليل. أولاً، يريد أردوغان تصفية منطقة الحكم الذاتي الكردية في شرق وشمال سوريا، لتقويض منظمات الأكراد عسكرياً وحكومياً الذين هم حلفاء الـ PKK، التنظيم السري الكردي الذي يقاتل من أجل استقلال الإقليم الكردي في تركيا.
الثوار الجهاديون الذين يتقدمون جنوباً نحو دمشق، يخدمون هدفاً آخر لاردوغان: إجبار الأسد على الموافقة بأن يحتفظ الأتراك بمنطقة أمنية ضد الأكراد في شمال سوريا، وفي الوقت نفسه إقامة علاقات اقتصادية وجيرة طبيعية مع سوريا. الأسد يرفض مطالب أردوغان هذه، فيما يريد أساساً أن توافق سوريا على إعادة أكثر من مليوني لاجئ سوري إلى أراضيها، فروا إلى تركيا عقب الحرب الأهلية.
مدى المصالح هذا يعد فرصة لإسرائيل؛ لأن الأسد الضعيف في نهاية الأمر سيتعين عليه أن يقرر ممن يخاف أكثر: من الثوار – وعندها سيوافق على تلقي المساعدة من إيران وحزب الله ويسمح لهم أيضاً بالمرور عبر سوريا لنقل السلاح ووسائل الإنتاج لإعادة بناء حزب الله. أم سيخاف من إسرائيل التي ستضرب أي محاولة تموضع إيرانية وعقب ذلك ستضعفه هو ونظامه أكثر فأكثر.
كما تبدو الأمور الآن، تركيا غير معنية بانهيار نظام الأسد. وأردوغان يعرف بأن منطقة عديمة الحوكمة تسودها الفوضى التامة والمعارك الداخلية بين الطوائف، ستشكل في نهاية الأمر خطراً على تركيا تماماً مثلما تشكل على إسرائيل.
رون بن يشاي
يديعوت أحرونوت
====================
معاريف.. تاركة ملف “المخطوفين” لترامب: إسرائيل.. بين “الصراع الداخلي” وتداعيات الساحة السورية
الجمعة الماضي، حصل شيء ما في الجيش الإسرائيلي: معظم جنرالات هيئة الأركان العامة، بمن فيهم رئيس الأركان، ذهبوا إلى بيوتهم. ذهبوا حقاً، ليس لتناول وجبة يوم جمعة على عجل ثم يعودون بعدها إلى المكتب أو إلى الميدان، لأول مرة منذ 14 شهراً. دليل واضح على أن مرحلة حربنا الطويلة قد انتهت. هذه الفكرة التأسيسية الزائدة التي بموجبها لا يذهب القادة الكبار إلى بيوتهم إلا للقاء قصير لبضع ساعات مع العائلة، تجذرت من الأيام الأولى للحرب. فأكثر من رغبة البث للقادة بأن الحرب لا تقف حتى ولا للحظة، كان في هذا أساس من الصيام، والرغبة في التكفير عن الفشل الرهيب الذي وقع فيه الجيش الإسرائيلي في 7 أكتوبر. وسرعان ما انتشر هذا إلى القادة دونهم في الميدان وفي الأركان وحتى قادة ميدانيين ممن خرجوا بعد أسابيع من القتال في غزة إلى أيام انتعاش، جروا العائلة إلى الجنوب للقاء قصير، على أن يسجل بأنهم ناموا في بيوتهم. الكثيرون من القيادات الوسطى دفعوا على هذا ثمناً عائلياً جسيماً، من الأطفال والزوجات أو الأزواج ممن اضطروا لتجاوز هذه السنة الرهيبة دون وجود الأب أو الأم الناقصين.
الجيش الإسرائيلي لا يزال متحفزاً تماماً لاستئناف القتال في الشمال، لكن تكثر المؤشرات على أن وقف النار آخذ في الاستقرار. ربما لا يزال بانتظاره عقبات على الطريق، لكن إذا ما حاكمنا الأمور وفقاً لسلوك حزب الله في الأيام العشرة الأولى منه، فإن الحزب يبدو أنه لا يسارع للعودة إلى المعركة.
وجود زعيم ضعيف وعديم الكاريزما مثل نعيم قاسم على رأس الحزب، يساعد في الطريق إلى التهدئة. وقاسم في نزاع متواصل مع نبيه بري، زعيم حركة أمل الشيعية ورئيس البرلمان اللبناني منذ 32 سنة. لأول مرة بعد أكثر من ثلاثة عقود، فإن الشيعي المهم والأكثر تأثيراً في لبنان لن يكون رجل حزب الله.
القادة العسكريون الذين تبقوا لحزب الله، أبو علي حيدر وأبو علي طبطابي، بدأوا الآن في محاولاتهم لإعادة بناء قدرات الحزب وجعله حاضراً مرة أخرى. على إسرائيل أن تفترض بأن قائد جهاز عمليات الخارج، طلال حمية، سيحاول إثبات قدرات حزب الله في أرجاء العالم. سيحاول طبطابي أن يبني أيضاً جهازاً للقيام بعمليات في إسرائيل عبر الحدود، على نمط العملية في مفترض مجيدو في 2023.
بدون حركات حادة
ستحاول إيران إعادة بناء قدرات حزب الله، لكن إن لم تكن الضربات التي تلقتها كافية، فإن الأسد، عزيزها، يتعرض لهجوم من الثوار، والرغبة في مساعدته ستوجه جهد المحور الشيعي في الأسابيع القادمة. ليس لإسرائيل أي مصلحة لرؤية سليلي القاعدة يسيطرون على سوريا. بل العكس: التطلع الإسرائيلي هو أن ترى استمرار حكم الأسد الضعيف وإبعاده عن المحور الشيعي.
السؤال هو كيف يمكن تحقيق هذا في الوضعية الجديدة الناشئة في سوريا، وما هي حدود إسرائيل التي ستضطر بعدها للتدخل. حتى الآن لم يجرِ بحث في المستوى الاستراتيجي يحدد أهداف إسرائيل في الوضع الجديد في سوريا. هذا مفهوم. ثمة أمور أكثر إلحاحاً: إغلاق هيئة البث، إقالة المستشارة القانونية و”قانون فيلدشتاين”.
في إيران بالذات يمكن الافتراض بأن بحثاً استراتيجياً عميقاً يجري هناك. فانهيار اثنين من وكلائها المتصدرين – حزب الله وحماس – ينبغي أن يثير لديهم السؤال: هل كان الاستثمار في الوكلاء حكيماً. نتائج الهجوم الإسرائيلي في أكتوبر تضعضع ثقة الإيرانيين بقدرات دفاعهم الجوي وبنجاعة صواريخ أرض – أرض.
بعد الهجوم الإسرائيلي في 26 أكتوبر وانتخاب ترامب في 5 نوفمبر، قررت إيران الامتناع حالياً عن رد مباشر من أراضيها، وتفعيل وكلائها المتبقين في العراق واليمن. عدة إطلاقات كانت من العراق، جاء الرد عليها بتحذير إسرائيلي استوعب جيداً. الميليشيات في العراق أوقفت النار نحو إسرائيل. أما الحوثيون فتبقوا كلاعب مارق لا يتلقى أمراً من أحد.
حتى تسلم الرئيس المنتخب ترامب مهام منصبه، تحذر إيران من القيام بحركات حادة. لكن الاتجاه المتحقق هناك هو الحاجة للتقدم إلى النووي. درس إيران من حرب أوكرانيا هو أن دولة ليس لها قدرة نووية ستظل فريسة سهلة لدول أخرى، لذا يجب التقدم إلى القنبلة. تحدي إسرائيل سيكون إقناع ترامب بأنه لن يساوم حيال إيران.
بانتظار منحى حقيقي
في غزة أيضاً، حيث تتراكم جثث المخطوفين المتعفنة خاصتنا، يمكن العبور إلى مرحلة أخرى. حسب تقدير إسرائيلي، قل عدد المخطوفين الأحياء في الأسابيع الأخيرة، بسبب نقص الغذاء والعلاج الطبي. واستنفد الجيش الآن عمليته البرية وهو مستعد للعودة إلى هدف الحرب الأسمى: إنقاذ المخطوفين.
كما كتب هنا الأسبوع الماضي: الجانب البرتقالي هو الذي سيقرر مصير أولئك الذين تبقوا على قيد الحياة. حماس ناضجة للصفقة، على الأقل لمنحى جزئي يؤدي إلى انسحاب الجيش الإسرائيلي وإعادة جزء مهم من المخطوفين الأحياء. التهديد الذي أطلقه ترامب هذا الأسبوع يدفئ القلب، لكن هناك حاجة لتدخل أمريكي نشط لأجل ترجمته إلى منحى حقيقي من إعادة مخطوفين.
نجحت مصر في حمل حماس والسلطة الفلسطينية على التوقيع على وثيقة مبادئ تنقل صلاحيات إدارة غزة إلى السلطة. هذا مسار قد ينزع عن إسرائيل عبء المسؤولية عن إطعام الغزيين، لكن حكومتنا بأصفارها غير مستعدة لأن تتفوه بكلمتي “سلطة فلسطينية”. معظم أعضائها يفضلون موت جنود الجيش الإسرائيلي على توزيع الطحين في غزة وليس رجال السلطة الفلسطينية.
غزة، التي نضجت فيها الظروف لإنهاء الحرب في شكلها الحالي، ستكون اختباراً دراماتيكياً في بداية ولاية ترامب. سواء بسمعته كـ “عاقد صفقات” أم قدرته على التأثير على أصحاب القرار في إسرائيل (اثنان منهم حالياً موجودان في ميامي)، ومع مارك روبيو كوزير خارجية، وتيم فالتس كمستشار للأمن القومي، وربما رون دي سانتس كوزير دفاع، ستحصل إسرائيل على فرصة نادرة لتثبت قوتها في السنوات القادمة، بما في ذلك عبر مساعدة عسكرية وعبر اتفاقات مع دول المنطقة، ما يضع تحدياً أمام إيران. ربما يتخلون عن أوكرانيا، وقد يساومون في تايوان، لكن من الصعب أن تتخلى هذه العصبة عن إسرائيل.
ألون بن دافيد
معاريف 6/12/2024
====================