الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 7-10-2023

سوريا في الصحافة العالمية 7-10-2023

08.10.2023
Admin




سوريا في الصحافة العالمية 7-10-2023
إعداد مركز الشرق العربي

الصحافة الامريكية :
  • ستراتفور :كيف تخلق المشاكل الاقتصادية في سوريا انقسامات وصراعات على السلطة؟
https://cutt.us/18azj
  • معهد أمريكي يكشف كيف استغلت إيران انسحاب ميليشيا "فاغنر" من سوريا
https://orient-news.net/ar/news_show/205947

الصحافة التركية :
  • يني شفق: الجيش التركي شن أكبر غارة جوية ضد حزب العمال الكردستاني في سوريا
https://ar.rt.com/w6f9

الصحافة العبرية :
  • هآرتس :“ضربة استراتيجية”.. أمريكا تطلق يدها الإسرائيلية في العمق السوري لردع إيران
https://cutt.us/UzPpk

الصحافة الامريكية :
ستراتفور :كيف تخلق المشاكل الاقتصادية في سوريا انقسامات وصراعات على السلطة؟
https://cutt.us/18azj
تهدد الضائقة الاقتصادية المتزايدة في سوريا، وتجميد جهود إعادة الإعمار، شرعية الجهات الفاعلة الراسخة، مما يوفر بدوره مساحة للمتطرفين لاستغلالها.
وعلى الرغم من تراجع القتال في سوريا بشكل كبير، حيث تم تجميد الخطوط الأمامية للحرب الأهلية إلى حد كبير منذ عام 2020، لكن شروخًا جديدة بدأت تظهر مؤخرًا خلف تلك الخطوط الأمامية القائمة، وفق ما يذكر تحليل معهد "ستراتفور"، وترجمه "الخليج الجديد".
ومنذ أغسطس/آب، اندلعت سلسلة من الاحتجاجات والمناوشات في مدينة السويداء الجنوبية، التي تسيطر عليها الحكومة اسميا، حيث خرج المتظاهرون الدروز إلى الشوارع للاحتجاج على السياسات الاقتصادية لرئيس النظام بشار الأسد، مما أدى إلى أعمال عنف بين المتظاهرين والقوات الحكومية.
أما في الشمال الغربي، فأثار النزاع حول تقاسم عائدات النفط، اشتباكات دامية الشهر الماضي، بين القبائل العربية المتحالفة ظاهرياً مع "قوات سوريا الديموقراطية"، المتحالفة مع الولايات المتحدة، مما أدى إلى مقتل العشرات من المقاتلين.
ووقعت الاضطرابات على خلفية أول زيارة دولة للأسد إلى الصين منذ عام 2004، حيث حاول الحصول على مساعدات صينية للمساعدة في دفع فاتورة إعادة الإعمار في بلاده التي مزقتها الحرب، والتي تقدر الأمم المتحدة بنحو 500 مليار دولار.
لكنه الأسد غادر بكين دون أي تعهدات تمويلية ملموسة، حيث وعدت الصين فقط بمواصلة دعم سوريا، وهي عضو في مبادرة الحزام والطريق في بكين.
ووفق التحليل، وصلت الأزمة الاقتصادية في سوريا إلى مستوى منخفض جديد في أعقاب الزلازل التي ضربت شمال البلاد في فبراير/شباط 2023، مما فتح الباب أمام صراعات جديدة.
ويتوقع البنك الدولي أن ينكمش الاقتصاد السوري بنسبة 5.5% في عام 2023، ويرجع ذلك جزئيًا إلى تأثير الزلازل الهائلة التي دمرت شمال سوريا، في وقت سابق من هذا العام.
كما فقدت الليرة السورية أكثر من 50% من قيمتها هذا العام، متأثرة بارتفاع تكاليف الواردات (خاصة واردات المواد الغذائية والوقود) الناجمة عن تداعيات الحرب في أوكرانيا والأزمة الاقتصادية في لبنان، الشريك التجاري الرئيسي، إلى جانب مع عدم قدرة الحكومة السورية التي تعاني من ضائقة مالية على إعادة بناء البنية التحتية الرئيسية بشكل فعال.
ولتخفيف الضغط على الموارد المالية للبلاد، قام نظام الأسد بإلغاء دعم الوقود الشعبي، مما تسبب في غضب وتراجع في شعبية النظام في أماكن مثل السويداء ودمشق.
ويؤثر هذا القرار على البلاد على الصعيد الوطني، على الرغم من أن أراضي قوات سوريا الديموقراطية تعتمد أيضًا على مبيعات النفط والغاز والتجارة مع العراق، بما في ذلك مع دمشق، لدعم اقتصادها المحلي.
وهذه الأنماط الجديدة من العنف وعدم الاستقرار ستزيد من إعاقة قدرة سوريا على تأمين مساعدات إعادة الإعمار الحيوية، وفق التحليل، الذي يقول إنه "رغم أن الإنجازات الدبلوماسية الأخيرة التي حققتها سوريا كبيرة، إلا أنها لم تسفر عن وعود جديدة بالدعم المالي".
ويضيف: "على الرغم من إعادة فتح دمشق علاقاتها مع منافسيها السابقين مصر والسعودية والإمارات، لم تتعهد أي من هذه الدول بتقديم مساعدات كبيرة لإعادة الإعمار، حيث لا تزال تشعر بالقلق من العقوبات الأمريكية التي لا تزال سارية على سوريا".
في الوقت نفسه، حتى مع أن للصين تاريخاً في الالتفاف على العقوبات الأمريكية على بعض البلدان أو تجاهلها، فإن سوريا لا تستوفي مؤهلات بكين للاستثمارات الكبيرة لأن الدولة الشرق أوسطية ليست سوقاً مقصداً كبيراً للصادرات الصينية، ولا مصدراً رئيسياً لموارد الطاقة، كما أن جغرافية سوريا ليست ضرورية لنجاح طموحات الصين في مبادرة الحزام والطريق، وفق التحليل.
علاوة على ذلك، فإن الحرب الأهلية المستمرة، والشقوق التي تظهر الآن خلف الخطوط الأمامية، تعني أن الاستثمارات الصينية في سوريا قد تتعرض لحوادث أمنية، ولم تبد الصين اهتماما كبيرا بتقديم المساعدة الأمنية للبلاد، ناهيك عن نشر قوات في الخارج هناك.
ويلفت تحليل "ستراتفور"، إلى أن الضائقة الاقتصادية المستمرة في سوريا "ستضر بشرعية كل من حكومة الأسد وقوات سوريا الديموقراطية، مما قد يخلق فرصاً للمتطرفين مثل تنظيم الدولة الإسلامية للتوسع".
ويتابع: "ولا يزال من غير المرجح حدوث تمرد واسع النطاق مماثل لما حدث في عام 2011، حيث أعادت دمشق فرض سلطتها إلى حد كبير على المناطق الخاضعة لسيطرتها".
ويزيد: "لكن المشاكل الاقتصادية المتصاعدة ستستمر في تأجيج العنف الذي من شأنه أن يضعف الشرعية السياسية لحكومة الأسد وقوات سوريا الديموقراطية، حيث تعتمد شرعيتهما في كثير من الأحيان على ادعاءاتهما بتوفير الأمن الاقتصادي والمادي في أعقاب الحرب الأهلية".
ومع ظهور هذا الاتجاه، وفي التحليل، ستتمكن الجماعات السرية مثل تنظيم الدولة الإسلامية من الاستفادة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن قوات الأمن المنقسمة لن تكون قادرة على التركيز على احتواء أنشطتها، وجزئيًا لأن المواطنين العاديين سيبحثون عن بدائل للسلطات القائمة لتزويدهم بالمساعدة، والعمل ومعالجة شكاواهم.
وفي حين أنه من المرجح أن تحتفظ دمشق وقوات سوريا الديموقراطية بالأراضي الخاضعة لسيطرتهما حالياً، فإن تنظيم الدولة الإسلامية والجماعات المتطرفة الأخرى يمكن أن توسع قدراتها السرية.
وقد يؤدي ذلك كذلك إلى قيام المسلحين بشن المزيد من الهجمات في المدن الكبرى مثل دمشق، مما سيظهر قدرتهم على العمل في مناطق تتمتع بدفاع أفضل وبعيدة عن ملاذاتهم الآمنة في الصحراء.
واعتماداً على مدى قدرتها على الاستفادة من الإحباطات الاقتصادية وجيوب انعدام الأمن لتحسين قدراتها، قد تحاول الجماعات المتطرفة حتى تنفيذ هجمات عبر الحدود في تركيا والعراق والأردن ولبنان ودول الخليج العربي.
كما يشير التحليل إلى أن عدم الاستقرار المستمر، يعني أن العديد من اللاجئين السوريين الذين يعيشون في الخارج لن يتمكنوا أيضًا من العودة إلى ديارهم في أي وقت قريب، مما يزيد من الضغط على اقتصادات البلدان المضيفة لهم.
ويضيف: "عدم الاستقرار خلف الخطوط الأمامية سيجعل من الصعب إعادة ملايين اللاجئين السوريين الذين يعيشون حاليا في تركيا ولبنان والأردن المجاورة إلى وطنهم".
ويتابع: "وفي المستقبل المنظور، سيتعين على هذه البلدان المضيفة الاستمرار في دفع تكاليف دعم أعدادها الكبيرة من النازحين السوريين واحتواء المخاطر المتزايدة المتمثلة في الاضطرابات من جانب اللاجئين، فضلاً عن السكان المحليين المستائين من وجودهم".
المصدر | ستراتفور - ترجمة وتحرير الخليج الجديد
=====================
معهد أمريكي يكشف كيف استغلت إيران انسحاب ميليشيا "فاغنر" من سوريا
https://orient-news.net/ar/news_show/205947
أورينت نت - إعداد: حسان كنجو
2023-10-07 12:23:17
أصدر معهد دراسة الحرب (ISW) تقريراً جديداً مع خريطة تفاعلية، تضمّن آخر النشاطات التي قامت بها إيران داخلياً وخارجياً، مشيراً إلى أنه من بين تلك الأنشطة، سعي إيران لزيادة نفوذها الاقتصادي والعسكري في سوريا، مستغلة انسحاب ميليشيا فاغنر الروسية.
الحرس الثوري يستولي على السخنة
وقال المعهد ضمن قسم خصّصه لما أسماه (نفوذ إيران في بلاد الشام)، إن الجهود الإيرانية لتعزيز وتوسيع نفوذها الاقتصادي والعسكري والسياسي وخاصة في سوريا مستمرة".
وأضاف: "في 28 أيلول/سبتمبر، قام أفراد من الحرس الثوري الإيراني بإعادة ملء موقع كانت تسيطر عليه مجموعة فاغنر سابقاً في منطقة السخنة بوسط سوريا، وذلك بهدف دعم الجهود الإيرانية لإقامة وجود دائم في سوريا".
طريق لنقل السلاح
وتابع التقرير: "تكمن أهمية المنطقة التي سيطرت عليها إيران مؤخراً، في أن إيران عادة ما تستخدم الطريق الذي يمر عبر السخنة لنقل القوات والأسلحة لجميع أنحاء سوريا، الأمر الذي قد يسهله سيطرتها على المنطقة بشكل أكبر".
حملة سد الفراغ ستستمر
وقدّر معهد دراسات الحرب، أن إيران يمكن أن تسيطر على مواقع أخرى كانت تسيطر عليها فاغنر سابقاً في الصحراء السورية الوسطى لجني الفوائد الاقتصادية، سيما وأن بعض تلك المواقع تحوي حقول غاز ونفط كانت شركة فاغنر تحرسها".
ولفت التقرير، إلى أن روسيا تساعد ميليشيات أسد في سد تلك الفراغات الناجمة عن انسحاب فاغنر، ولا يزال هناك العديد من المواقع التي كانت تسيطر عليها فاغنر سابقًا والتي تضم حقول غاز ونفط لم يقم نظام أسد ولا إيران بملئها في الوقت الحالي.
السرقة باسم الولايات المتحدة
وأشار التقرير، إلى شريط مصور نشرته قناة المنار اللبنانية التابعة لميليشيا حزب الله في 4 تشرين الأول/أكتوبر، يوضح المواقع العسكرية الأمريكية في سوريا، وقد زعمت الميليشيا أن الفيديو يُظهر مكان وكيفية عمل القوات الأمريكية بالإضافة إلى تفاصيل حول كل موقع".
اعتبر التقرير أن الفيديو بالغ بشكل كبير في تواجد القوات الأمريكية ومناطق عملياتها في سوريا، كما أظهر الفيديو مواقع حقول النفط الرئيسية في سوريا، وهو ما يتوافق مع محاولات (محور المقاومة) تصوير الولايات المتحدة على أنها دولة محتلة تسعى إلى استغلال الموارد الطبيعية في سوريا.
وكان موقع أورينت نت نشر تقريراً أكد من خلاله انسحاب ميليشيا فاغنر من مناطق الشولا وكُباجب وحقل التيم بدير الزور، ومنطقتي الطيبة والكوم شمال السخنة، إضافةً لحقول جزّل والشاعر ببادية حمص، على أن تتواصل لاحقاً عمليات إجلاء العناصر الراغبين بالمغادرة غالباً من حقول آراك والضبيات، وبقية مناطق البادية الشامية.
=====================
الصحافة التركية :
يني شفق: الجيش التركي شن أكبر غارة جوية ضد حزب العمال الكردستاني في سوريا
https://ar.rt.com/w6f9
أفادت صحيفة "يني شفق" بأن سلاح الجو التركي نفد أكبر عملية جوية في شمال سوريا، استهدفت مواقع لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا وجناحه السوري قوات الدفاع الشعبي.
وذكرت الصحيفة أن 30 طائرة مقاتلة شاركت في هذه الغارة الضخمة.
وانطلقت العملية الجوية مساء الخميس، ونفذت على عمق 40-50 كيلومترا، وتم تنفيذ الهجمات على قواعد المسلحين وآبار النفط التي يسيطر عليها حزب العمال الكردستاني ومستودعات الوقود ومواد التشحيم في مناطق تل رفعت والجزيرة وديريك.
وكانت وزارة الدفاع التركية، قد أفادت سابقا بأنه تم تدمير 15 هدفا لحزب العمال الكردستاني والقضاء على عدد كبير من مسلحيه خلال العملية.
وتنفذ قوات الأمن التركية عملية "أبطال" لمكافحة الإرهاب في عموم البلاد بعد محاولة هجوم إرهابي يوم الأحد الماضي، قرب وزارة الداخلية وسط أنقرة. ووفقا لبعض وسائل الإعلام، أعلن حزب العمال الكردستاني، المحظور في تركيا، مسؤوليته عن محاولة الهجوم الإرهابي.
وبعد هذه الأحداث، أعلنت وزارة الدفاع التركية عن غارات جوية على أهداف لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق وسوريا.
=====================
الصحافة العبرية :
هآرتس :“ضربة استراتيجية”.. أمريكا تطلق يدها الإسرائيلية في العمق السوري لردع إيران
https://cutt.us/UzPpk
الهجوم الذي وقع الثلاثاء ضد أهداف لإيران في عمق سوريا، الذي نسب لإسرائيل، أثار القليل من الاهتمام وكأنه يوم آخر في المكتب. حسب تقارير وسائل الإعلام السورية، قتل في هذا الهجوم ستة أشخاص (اثنان من جنسيات غير سورية، وأربعة سوريين). وقالت وكالات الأنباء إن الهجوم استهدف المس بخط تزويد السلاح من إيران، الذي هدفه لبنان. ولكنها أشارت بأنه هجوم غير عادي، حيث وفقاً لما قيل، فإن إسرائيل تهاجم أهدافاً في وسط سوريا أو جنوبها بشكل عام. ويبدو أنها أرادت في هذه المرة ليس نقل رسالة عسكرية لإيران فحسب، بل تنفيذ استعراض للقدرة في مكان يبعد تقريباً 700 كم عن إسرائيل. ولكن مكان هذا الهجوم، أي محيط دير الزور، ثمة يعد ساحة لعب عسكرية لإيران، بل ولأمريكا وتركيا وسوريا، وهو ما قد يجر إسرائيل إلى عمق جديد من تدخلها في المنطقة.
محافظة دير الزور هي معقل استراتيجي على المحور الذي يربط بين العراق وسوريا. وتتنافس السيطرة عليه منظمة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، وهي الذراع العسكرية لنظام الحكم الذاتي الكردي في سوريا، الذي يحظى برعاية ودعم وتمويل الجيش الأمريكي؛ وقوات النظام السورية وإيران، التي توسع انتشارها العسكري فيها منذ العام 2019.
هذه محافظة اقتصادية مهمة جداً تضم حقل الغاز الأكبر في الدولة، وهو حقل “العمر”، وفيها أيضاً عدد من آبار النفط الكبيرة التي كانت تحت سيطرة النظام إلى أن احتلها الأكراد في 2017 بمساعدة أمريكية. مداخيل هذه الحقول تصل إلى أيدي الأكراد وتمول نشاطاتهم الجارية، العسكرية والمدنية. أقام الأمريكيون قرب هذه الحقول قواعد لجيشهم، ويوفرون الحماية للشركات الأمريكية التي تدير هذه الآبار. هذه هي الغنيمة الكبيرة التي حظي بها الأكراد مقابل مشاركتهم الفعالة والحيوية في الحرب ضد “داعش”، الذي استؤصل من هذه المحافظة في 2019.
ولكن الأكراد أدركوا الفرق بين الاحتلال الناجح لهذه المحافظة والقدرة على إدارتها. في البداية، حصل الأكراد على التعاون الكامل من السكان المحليين الذين هم في معظمهم من العرب وينتمون لأربع حمائل كبيرة. خلال معظم سنوات الحرب الأهلية، أظهر هؤلاء السكان معارضة شديدة للنظام السوري، وهم الآن يعارضون استكمال سيطرته على هذه المحافظة. ولكن تبين للأكراد بأن السيطرة على سكان عرب قبليين، حتى لو كانوا يشاركونهم المعارضة للأسد، تقتضي إشراكهم في الإدارة، وبالتأكيد في تقاسم الموارد. اندلعت في السنوات الأخيرة على هذه الخلفية خلافات ومواجهات بين القيادة الكردية المحلية وقيادة القبائل الذين شهدوا كيف تم انتقاص نصيبهم من الغنيمة، ولم يكن تعاونهم في عملية اتخاذ القرارات موجوداً. وبعد استئصال داعش ونقل السيطرة إلى أيدي الأكراد أملوا أن تحصل هذه المحافظة على إعادة تأهيل مدنية، لكنهم أملهم هذا خاب. كانت ذروة المواجهة في نهاية آب عندما قررت القيادة العليا للقوات الكردية التي تتركز في مدينة الحسكة شمالي سوريا، أن تعمل ضد رشيد أبو الواقع تحت إدارتها وبين القبائل.
تهديد استراتيجي
أبو خولة، الذي هو رئيس قبيلة البكير التي تعد إحدى القبائل الكبيرة في المحافظة، هو شخصية ملونة ومثيرة للجدل. حتى قبل الحرب كان يترأس عصابة لصوص لسرقة الدراجات النارية، وحبسته السلطات في سوريا بسبب ذلك. وعند اندلاع الحرب الأهلية، انضم لجيش سوريا الحر، وهو الجسم العسكري الأول الذي ترأس التمرد. ولكن عندما سيطر “داعش” على المنطقة في 2014 انضم إلى صفوفه، ولكنه هرب بسرعة من هناك إلى تركيا بعد أن أعدم “داعش” شقيقه. وعند عودته إلى سوريا، بعد سنتين، شكل مليشيا خاصة انضمت إلى القوات الكردية. بفضل علاقاته الوثيقة مع القبائل العربية، لا سيما على خلفية أنه هو نفسه جعل نفسه زعيماً لقبيلته، دفع الأمريكيون القيادة الكردية، خلافاً لإرادتها، إلى تعيينه قائداً عسكرياً لمنطقة دير الزور. اعتقد الأمريكيون، كما يبدو، أن أبو خولة سيمنع إعادة تجند أبناء القبائل، لا سيما أبناء قبيلته، إلى صفوف “داعش”.
بالدعم الأمريكي ومكانته القبلية، زادت طموحات أبو خولة وزادت شدة المواجهات بينه وبين القيادة الكردية المحلية. واحتد الأمر بينه وبين زعيم القوات الكردية في سوريا، مظلوم عبادي. تدهورت الأمور إلى درجة أن القيادة الكردية، التي هي رسمياً المسؤولة عن دير الزور، وجدت صعوبة في تطبيق سياسة مدنية وعسكرية إزاء سلوك أبو خولة المستقل والفاسد. فقد عرف كيف يستقطب رؤساء القبائل إليه بالملذات، ثم بناء مركز قوة عسكري ومدني يهدد قدرة إدارة القيادة الكردية.
في 27 آب استُدعي أبو خولة للقاء عمل مع زعيم القوات الكردية في الحسكة. وعندما وصل مع بعض مساعديه تم اعتقالهم، وهذه خطوة تسببت على الفور بمواجهات عنيفة غير مسبوقة بين القوات الكردية في دير الزور، وبين القوات القبلية المخلصة لأبو خولة. ثمة تقدير يشير إلى مقتل 150 شخصاً في هذه المواجهات قبل أن يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار بتدخل الأمريكيين.
ولكن ما ظهر كمواجهة داخلية بين قائد متآمر والمسؤولين عنه أو شجارات على خلفية عرقية بين العرب والأكراد، يتضح الآن بأنه تهديد للاستراتيجية الأمريكية في شمال سوريا؛ لأن العداء الداخلي والعرقي والقبلي هذا بدأت تستغله إيران، وهي تمد اليد للقبائل العربية في محاولة لتجنيدهم في صفوفها. إلى جانب القواعد التي أقامتها إيران على طول المحور الذي يربط بين بوكمال على الحدود بين العراق ودير الزور لنقل الصواريخ بعيدة المدى ومتوسطة المدى من حمص إلى دير الزور، وإلى هجمات بين الحين والآخر بالصواريخ على القاعدة الأمريكية في العمر، القريب من حقل الغاز – إيران تسعى إلى الاستثمار أيضاً في الخدمات المدنية – من بينها فتح صفوف تعليمية لأولاد المحافظة، وشراء الكتب والقرطاسية، وحتى دفع رواتب معلمين سوريين استقالوا من جهاز التعليم الرسمي بسبب الراتب القليل أو بسبب غياب الراتب تماماً.
في الوقت نفسه، تجند إيران مواطنين وحتى نساء للخدمة في المليشيات المؤيدة لها. في حزيران، نشرت مواقع إخبارية سورية عن إقامة فصيل من النساء باسم “الزهراء”، يعمل تحت قيادة مليشيا الباقر المؤيدة لإيران، وتنفيذ مهمات استخبارية. قالت التقارير إن النساء، اللواتي معظمهن سوريات، وبينهن أيضاً لبنانيات وعراقيات، يحصلن على راتب يبلغ 250 – 450 دولاراً في الشهر، وبعضهن يحصلن على المخدرات بسعر مخفض ويمكنهن بيعها بسعر السوق والاستفادة من الفرق.
معركة مستمرة
قائد مليشيا الباقر التي أقامتها إيران والتي تعمل بتوجيه من ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري، وقائد الفرقة 4 نواف راغب البشير، الذي أعلن في الشهر الماضي عن إقامة مليشيا جديدة أخرى بدعم من إيران، والتي ستعمل في دير الزور تحت قيادته. والبشير هو زعيم قبيلة البقارة، التي تشمل عدة حمائل كبيرة في منطقة دير الزور، ومن هنا تأتي أهميته الكبيرة للاستراتيجية الإيرانية التي تطمح إلى توسيع تجنيد السكان لصالحها وتقليص تأثير قوة الأكراد، ومحاولة إبعاد قوات القبائل المعارضة للأسد، وإبعاد الأمريكيين أيضاً عن سوريا. تدل هذه الاستراتيجية على طموح إيراني بعيد المدى هدفه أبعد بكثير من إرسال قوافل السلاح إلى لبنان أو إقامة القواعد العسكرية.
الشبكة المعقدة للقوات المحلية، والمليشيات على أنواعها، والعداء العرقي، والزعماء المحليون الطموحون، تشكل معاً الفضاء الذي يلعب فيه النظامان الإيراني والسوري أفضل بكثير من الأمريكيين. ودرجة تأثير القوات الأمريكية التي تشمل تقريباً 900 جندي أمريكي ومرشد، تبقى محدودة، رغم المساعدة الجوية التي توفرها الإدارة الأمريكية للأكراد. نجاح مقاتلي المليشيات القبلية المؤيدة لإيران التي احتلت بعض القرى في منطقة دير الزور (تمت إعادتها للأكراد بعد بضعة أيام من القتال الشديد)، في الشهر الماضي، يوضح أن المعركة لم تنته وستواصل التركز في السيطرة على الأراضي وعلى آبار النفط والغاز.
لتوسيع دعم القبائل لهم أو على الأقل تحييد الذرائع للمواجهات وتقليص قدرة تأثير إيران، يضطر الأكراد إلى إعطاء قيادة القبائل من نصيبهم، الذي يعني التنازل عن جزء من مداخيل النفط والغاز والاستثمار في البنى التحتية وتغيير تركيبة المجلس العسكري – المدني الذي يدير محافظة دير الزور؛ لأن مكانة رؤساء القبائل ستمثل قوتهم. المشكلة أن قيادة الأكراد، حتى لو كانت مستعدة لتقديم التنازلات، فإنها ما زالت بحاجة إلى مواجهة عدم اليقين بخصوص سياسة الإدارة الأمريكية في سوريا. قرار الرئيس السابق دونالد ترامب في 2019 انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، وضع الأكراد أمام معضلة سياسية صعبة ودفعهم إلى البدء في التفاوض مع النظام السوري حول شروط عودته إلى السيطرة على المناطق الكردية. في الحقيقة تم إلغاء القرار الأمريكي، بالأساس بضغط من الكونغرس ودول أوروبا، ولكنه صدم الأكراد الذين رأوا كيف أن الركيزة الأمريكية يمكنها تغيير الاتجاه في لحظة. يتابع الأكراد الآن بترقب وخوف محاولات المصالحة التي تجري بين تركيا وسوريا، بتشجيع روسيا، مع المعرفة بأنه إذا تحققت فالمعنى العملي هو أن القوات التركية ستنسحب من سوريا، ولكن ستدخل مكانها قوات النظام. في الأثناء، فشلت هذه الخطوات بسبب تصميم الأسد على انسحاب كل القوات التركية قبل البدء في المفاوضات، لكنه موقف قد يتغير أيضاً.
هذه التطورات السياسية، إلى جانب جهود إيران لتوسيع نفوذها وسيطرتها في المناطق الشرقية من سوريا، هي التي يجب أن تقلق إسرائيل أكثر من قافلة سلاح تشق الطريق من سوريا إلى لبنان. لأنه إذا انتقلت السيطرة على المحافظات الشرقية في سوريا من يد الأكراد، فإن الربط الجغرافي بين إيران ومروراً بالعراق ومن هناك إلى سوريا ولبنان، سيتحول إلى “مسار سباق” خالٍ من العقبات، وسيكون جميعه تحت سيطرة رسمية للنظام السوري، وتحت سيطرة فعلية للمليشيات الإيرانية وحرس الثورة. في هذا الوضع، على إسرائيل التدخل العسكري الكثيف، أكثر بكثير من هجمات متفرقة على أهداف عرضية. يبدو أنه تنبؤ بدأ يسري، سواء في إسرائيل أو في واشنطن. وصف الدمار الذي أحدثه هجوم الثلاثاء والذي تضررت فيه بنى تحتية مدنية وتفجير جسر، ربما يشير إلى استراتيجية جديدة تتجاوز النشاطات التكتيكية. يمكن الافتراض بأن تغير طبيعة الهجمات وأهدافها تم تنسيقها مع الإدارة الأمريكية. النشاطات العسكري الأمريكية ضد الأهداف الإيرانية محدودة بسبب الضغوط السياسية، باستثناء بعض الحالات التي يتم فيها مهاجمة قواعدها، لذا ترد بواسطة هجمات رادعة. إذا كان هذا هو التوجه حقاً، فيبدو أن إسرائيل ليست “ضيفاً” عارضاً في سوريا، بل بدأت في صياغة استراتيجية أمريكية – إسرائيلية مشتركة من أجل إدارة المعركة هناك.
تسفي برئيل
هآرتس 6/10/2023
=====================