الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 6/7/2020

سوريا في الصحافة العالمية 6/7/2020

07.07.2020
Admin



إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :
  • الشرق الأوسط في وثيقة "تقوية أميركا ومواجهة التحديات العالمية"
https://www.alaraby.co.uk/الشرق-الأوسط-في-وثيقة-"تقوية-أميركا-ومواجهة-التحديات-العالمية"
 
الصحافة البريطانية :
  • الغارديان: لماذا فقد العالم شهيته لملاحقة المجرمين؟
https://arabi21.com/story/1283722/الغارديان-لماذا-فقد-العالم-شهيته-لملاحقة-المجرمين
 
الصحافة الالمانية :
  • دير شبيغل :نظام الأسد وليس داعش من أنتج وهرب المخدرات إلى إيطاليا
https://www.noonpost.com/content/37550
 
الصحافة العبرية :
  • الإعلام العبري: ايران ستهاجم اسرائيل ردا على انفجار محطة " نطنز" النووية
https://www.jpnews-sy.com/ar/news.php?id=188500
  • دراسة إسرائيلية: “20 سنة على حكم بشار الأسد… قيمة الرئيس والليرة السورية في حضيض تاريخي”
https://www.alquds.co.uk/دراسة-إسرائيلية-20-سنة-على-حكم-بشار-الأس/
 
الصحافة الامريكية :
الشرق الأوسط في وثيقة "تقوية أميركا ومواجهة التحديات العالمية"
https://www.alaraby.co.uk/الشرق-الأوسط-في-وثيقة-"تقوية-أميركا-ومواجهة-التحديات-العالمية"
صدرت في العاشر من يونيو/ حزيران الجاري في 111 صفحة استراتيجية للأمن القومي، عن فريق عمل من 13 نائبا محافظا في الكونغرس الأميركي، من نواب لجنة الأمن القومي والشؤون الخارجية التابع للجنة الدراسات الجمهورية. وحملت الوثيقة عنوان "تقوية أميركا ومواجهة التحديات العالمية"، وخلصت إلى 139 توصية، احتل فيها الشرق الأوسط الوزن الأكبر منها بـ44 توصية، وكلها موجهة إلى الكونغرس أساسا لمواجهة التهديدات التي باتت تتعرّض لها الأمة الأميركية: "تواجه حكومتنا الدستورية وطريقة حياتنا الأميركية والنظام العالمي بقيادة الولايات المتحدة، القائم على الحرية، مجموعة متنوعة من التهديدات المتزايدة من الخارج".
صحيحٌ أن التقرير لم يتحول إلى سياسات بعد، أو قوانين وتشريعات وإجراءات في الكونغرس، لكنه شقّ طريقه، كما يؤكد أحد الباحثين، إلى التيار الرئيسي والإدارة الحالية، ولكن يظل مصير التوصيات غير واضح، بالنظر إلى أن الديمقراطيين لديهم أغلبية في مجلس النواب، وهناك سنة انتخابات رئاسية.
ينطلق التقرير من لحظة الانقسام الراهن بين الحزبين، الديمقراطي والجمهوري، لذا هيمن عليه في أجزاء كثيرة انتقاد سياسات الرئيس السابق، باراك أوباما، الخارجية ثماني سنوات: "سمحت سياسات الرئيس أوباما الفاشلة لأعظم أعدائنا بالنمو بشكل أقوى مع إضعاف مكانة أميركا قوة بارزة في العالم". انقسم التقرير إلى خمسة أجزاء أساسية، ثلاثة منها للتهديدات التي تواجه أميركا في المسرح الدولي، الصين الشيوعية وروسيا وإيران وجماعات السلفية الجهادية. وتحدث الجزء الرابع عن بناء نظام دولي قائم على القيم الأميركية. وفي القسم الأخير تقويم بعض أدوات السياسة الخارجية من مساعدات، والعلاقة مع الأمم المتحدة، وتطوير وزارة الخارجية … إلخ.
وإذ يخصص هذا المقال لبيان طبيعة إدراك المحافظين في الولايات المتحدة للشرق الأوسط، إلا أن ذلك لا يتسنّى من دون فهم منطلقات هذه الاستراتيجية وأسسها في تعاملها مع تحدّيات الأمن القومي الأميركي. وهنا الملاحظات التالية:
1) ماذا يعني شعار "أميركا أولا"؟ تحاول هذه الوثيقة تجاوز المأزق الذي وقعت فيه استراتيجية الرئيس ترامب للأمن القومي التي صدرت في عام 2017، حين عجزت عن تحديد الربط بين
"إدراك لطبيعة التفوق الأميركي، ومحاولة للحفاظ عليه بسبل وأدوات متعدّدة" تحقيق المصالح الأميركية ووجود نظام دولي مشترك، فقد استطاعت الوثيقة أن تحل المشكل من خلال مقتربين: لا يعني "أميركا أولا" ما يتبادر إلى الذهن من انعزالية أو انسحاب عن المسرح الدولي، بل يعني تقوية أميركا لتستطيع أن تقود النظام الدولي، ولكن ليعبر عن القيم والاستثناء والحلم الأميركي في مواجهة الحلم الصيني (بتعبير الوثيقة). وهذا هو المدخل الثاني: "أعاد الرئيس دونالد ترامب، منذ توليه منصبه، القيادة والمصداقية الأميركية الجريئة من خلال تعزيز أجندة الأمن القومي والسياسة الخارجية، أميركا أولاً". ويسعى هذا النهج إلى تعزيز المصالح الأميركية العالمية قبل كل شيء، واستعادة الثقة في هدف أميركا. إنها تدرك أن الولايات المتحدة هي أفضل قوة للخير في العالم، وأن "قوتنا تخلق مزيدا من الحرية والازدهار والإمكانات للناس في كل مكان". تلمع فكرة "الاستثناء الأميركي" من جديد. ونتيجة ذلك، تقف أميركا في مواجهة الصين الشيوعية، للمرة الأولى منذ عقود، وقد تعرّضت لروسيا بوصفها تهديدا للأمن القومي، وتم استبدال اتفاق إيران النووي بحملة ضغط قصوى، وأهلكنا معاقل "داعش" التقليدية. وتم إخطار الهيئات الحاكمة الدولية والمستفيدين من المساعدات الخارجية الأميركية بأن الدعم الأميركي يأتي بشروط "أميركا أولاً".
2) عودة إلى أجواء الحرب الباردة: تعود بنا الوثيقة إلى أجواء الحرب الباردة، فالعالم منقسم إلى فسطاطين أو تكتلين، أحدهما للديمقراطيات بقيادة الولايات المتحدة، والثاني تقوده الصين الشيوعية، حيث يسيطر الاستبداد وانتهاك حقوق الإنسان والعدوان على الحريات. وعلى الرغم من أن التنافس مع الصين وروسيا، والصراع مع إيران وجماعات السلفية الجهادية، يدرك طبيعة المصالح الأميركية، ومجالات التنافس والصراع، إلا أن من الملاحظ أن هناك نفسا أيديولوجيا واضحا مبثوثا في كل أجزاء التقرير: أميركا في مواجهة الصين وروسيا = الديمقراطية في مواجهة الاستبداد، الحلم الأميركي في مواجهة الحلم الصيني، القيم الأميركية في مواجهة القيم الشيوعية، حقوق الإنسان الفردية في مواجهة الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والثقافية .. إلخ. "لقد فهم المحافظون دائمًا أن المعركة بين تلك الحكومات التي تروج الحرية وحقوق الإنسان وتلك التي تعزّز الاستبداد والقهر البشري هي المفتاح لأمننا القومي. الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية وفنزويلا وكوبا وسورية كلها أنظمة استبدادية، وكلها تفشل في احترام الحرية والمفاهيم التقليدية لحقوق الإنسان: "هذا الصراع الأيديولوجي أمر حاسم لفهم تنافسنا مع القوى العظمى، مثل الصين وروسيا، أو مع الدول المارقة، مثل إيران وكوريا الشمالية".
هناك إدراك لطبيعة التفوق الأميركي، ومحاولة للحفاظ عليه بسبل وأدوات متعدّدة، كما تحاول الاستراتيجية أن تواجه مهدّداتٍ جديدةً يتصاعد دورها في الصراع، وهي سياسات التضليل المعلوماتي وحملات التأثير السياسي الخبيث التي تقوم بها كل من الصين وروسيا. ويدور الصراع مع الصين في مجالات ثلاثة مترابطة: الاقتصاد وقد حققت فيه الصين تقدّما كبيرا في العقدين الأخيرين، حين احتلت المرتبة الثانية في الاقتصاد العالمي، والتفوّق العلمي والتكنولوجي، والتحديث العسكري الصيني. أما روسيا فتحاول استعادة النفوذ والقوة على المسرح الدولي.
تنوعت الأساليب التي استخدمت لمجابهة التهديدات المباشرة لكل من الصين وروسيا؛ فمع الصين هناك مكافحة التجسس الصناعي، وقف حملات التضليل والتأثير السياسي الخبيث، مواجهة التحديث العسكري للصين، بناء تحالفات عسكرية وشراكات اقتصادية في منطقة المحيطين، الهادي والهندي. مع روسيا، تتعزّز العقوبات، ويجري احتواؤها بدعم حلف شمال الأطلسي (الناتو)، كما يجب مكافحة التضليل وحملات التأثير، مع إدراك استمرار الصراع معها، سواء في الشرق الأوسط أو الدول المحيطة بها، مثل أوكرانيا، أو ضم شبه جزيرة القرم.
3) من يحلل التوصيات التي تخص تحديات المجابهة مع الصين وروسيا، يلحظ غلبة ردة الفعل
"اختزلت المنطقة في إطار الصراع مع إيران والجماعات التي ترعاها، وجماعات السلفية الجهادية، أو عودة النفوذ الروسي إلى بعض البلدان"على الإجراءات المقترحة وغياب للمبادرة: العقوبات ومنع التجسس الصناعي ومناهضة حملات التضليل وسياسات الاحتواء العسكري، احتلت الوزن النسبي الأكبر. أما المبادرة باقتراح سياسات جديدة فتكاد تكون محدودة، ولا يتم التحرّك بها في حزمة واحدة، وإنما سياسات وإجراءات من هنا وهناك، لا يجمعها رابط، ولا يتم إدراك مساحات التفاعل والتأثير المتبادل بينها؛ فعلى سبيل المثال ما علاقة اتفاقات التجارة الحرّة مع بلدان المحيطين، الهادئ والهندي، بالضغط على الصين وروسيا من مدخل انتهاكات حقوق الإنسان؟ وما علاقة ذلك كله بمناهضة النفوذ الصيني المتمدّد في أجزاء كثيرة من العالم أو الوجود الروسي في الشرق الأوسط؟
تراجع الشرق الأوسط
أولا، المحدّد الأساسي الذي يحكم، في هذه الوثيقة، علاقة الولايات المتحدة بمنطقة الشرق الأوسط ليس أهميتها (المنطقة) الاستراتيجية للمصالح الأميركية، بل باعتبارها تهديدا للأمن القومي. المصالح الثلاث للأميركان في المنطقة تم التخلي عن أحدها، تأمين الطاقة، أو تراجعت أهميته. وبخصوص الثاني، تسهيل العبور في الممرّات المائية، حدث تحول نحو المحيطين الهادئ والهندي. أما أمن إسرائيل فتم إدراكه في إطار الصراع مع إيران، ودعمها حركات المقاومة الفلسطينية أو تمدّدها الأقليمي في لبنان وسورية تحديدا.
ثانيا، اختزلت المنطقة في إطار الصراع مع إيران والجماعات التي ترعاها، وجماعات السلفية الجهادية، أو عودة النفوذ الروسي إلى بعض البلدان: "إيران لا تزال الدولة الرائدة الراعية للإرهاب في العالم، وتقدّم المساعدة لتنظيم القاعدة وحركة طالبان وحزب الله وحركة حماس وغيرها من الشبكات الإرهابية. إنها تطوّر وتنشر الصواريخ التي تهدّد القوات الأميركية وحلفاءنا. تضايق السفن الأميركية، وتهدّد حرية الملاحة في الخليج العربي والبحر الأحمر. تسجن الأميركيين بتهم كاذبة. تشن هجماتٍ إلكترونيةً على بنيتنا التحتية الحيوية ونظامنا المالي والجيش ... النظام يقمع مواطنيه بعنف. أطلق النار على الطلاب المتظاهرين العزّل في الشارع خلال الثورة الخضراء. أثار هذا النظام العنف الطائفي في العراق، وحروباً أهلية شرسة في اليمن وسورية. دعم النظام الإيراني في سورية فظائع نظام بشار الأسد، وتغاضى عن استخدامه الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين الضعفاء، بما في ذلك الأطفال... هتافات النظام المفضلة هي "الموت لأميركا" و"الموت لإسرائيل".
وتعد وثيقة "تقوية أميركا ومواجهة التحدّيات العالمية" محاربة حركات السلفية الجهادية أولوية للسياسة الأميركية في المنطقة. تسعى روسيا، على حد تعبير الوثيقة، إلى إعادة إنشاء مجالات النفوذ، والحصول على مقعد على الطاولة، لتكون وسيطا للنزاعات الدولية، "بينما يسعى بوتين نحو تحويل النتائج لصالح روسيا". وترى الوثيقة أن روسيا أيضا قد أعادت تأكيد نفسها قوة عالمية معزّزة لعدم الاستقرار في المنطقة، وقامت بتمتين علاقاتها مع الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة في الخليج ومع تركيا، عضو حلف الناتو".
ثالثا، من متطلبات الصراع مع إيران أو السلفية الجهادية إدراك المنطقة من خلال ثنائية السني/ 
"على الرغم من إدراك الوثيقة أن نشأة حركات التطرّف العنيف تعود إلى أسباب سياسية، إلا أنه ليس هناك دعم واضح لبناء ديمقراطيات مستقرّة"الشيعي: "إذا كانت مكافحة الجهادية هي الأولوية الأميركية في الشرق الأوسط، فإن هذا يتطلب تعزيز العلاقات مع القوى السنية المجاورة، المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وتركيا خصوصا، والعمل معها لإيجاد ظروف سياسية أفضل وأكثر ديمومة في المناطق السنية من العراق وسورية. وينتشر التصوّر على نطاق واسع في هذه المناطق، وفي المجتمع العربي السني الأوسع، إن نفوذ إيران المتنامي في الشرق الأوسط، في العراق وسورية ولبنان واليمن، يعني محاولة للهيمنة الإقليمية على حساب من السلطة السنية".
وهكذا تربط الاستراتيجية بين مجابهة إيران والحرب على التطرف العنيف، وذلك ببناء علاقة مع الدول السنية الرئيسة، للقضاء علي الملاذات الآمنة لهذه الجماعات من ناحية. وفي الوقت نفسه، تملأ هذه البلدان الفراغ الذي احتلته إيران في سورية والعراق. وربطت الاستراتيجية بين المظالم المتعدّدة التي يتعرض لها سنة العراق وزيادة حضور تنظيمي داعش والقاعدة، أو إمكانية رجوعهما، باعتبار أن هذه المظالم هي الحاضنة الاجتماعية لهذه الحركات.
رابعا، بنت الوثيقة رؤية مترابطة ومتكاملة لمجابهة تهديدات الأمن القومي في الشرق الأوسط؛ فإيران ووكلاؤها، وروسيا بنفوذها، قوى مزعزعة للاستقرار، بما ينشئ حالة فراغ تملأه حركات السلفية الجهادية، ومن ثم لا يجب التحالف معهم لمجابهة "داعش" أو "القاعدة"، بل إن القضاء على تمدّد إيران الإقليمي ونفوذ روسيا في كل بلد يوجدان فيها يعني أيضا القضاء على الملاذات الآمنة التي تتمتع بها حركات السلفية الجهادية، وهو واحدٌ من محاور ثلاثة، تحدّدها الوثيقة للتعامل مع هذه الحركات (المواجهة الفكرية ومنع التمويل).
خامسا، في الوقت الذي تؤكد فيه الوثيقة على سياسات متبعة بالفعل، مثل تعزيز حملة أقصى ضغط للرئيس ترامب على إيران، وترسيخ تفويضات الحرب على الإرهاب للرئيس، والحفاظ على مبيعات الأسلحة لكل من السعودية والإمارات، إلا أن من الملاحظ أيضا أن هناك حسما لملفاتٍ لا تزال الإدارة الحالية متردّدة فيها مثل: دعم الانتقال السياسي في سورية وانسحاب جميع القوات الإيرانية منها، وسن قانون الاستقرار في ليبيا (توصية 96)، بالإضافة إلى إيجاد حل للحرب الأهلية في اليمن، لمحاربة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.
وهنا تُثار أسئلة تحتاج متابعة: هل تؤدي محاولة إيجاد حل لبعض صراعات المنطقة لمجابهة النفوذين، الإيراني والروسي، والقضاء على حركات التطرّف العنيف سبيلا إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة، أم أن التعامل مع المنطقة باعتبارها مجالا للصراع بين قوى عظمى وأخرى كبرى كروسيا وثالثة إقليمية كإيران، سبيل إلى زيادة عدم الاستقرار، خصوصا أن هذه الصراعات تتقاطع مع محاور وتحالفات إقليمية ثلاثة (الايراني، والسعودي الإماراتي، والتركي القطري) لها امتدادها وتحالفاتها في حركات تحت الدولة؟
تبقى نقطتان في موضع الشرق الأوسط من الاستراتيجية: أمن إسرائيل، ومسائل الديمقراطية 
"أمن إسرائيل غائب حاضر في الوثيقة؛ فلا يخصص أجزاء منها للحديث عنه، ولكنه مبثوث في كل مكونات القسم المخصص للشرق الأوسط"وحقوق الإنسان. أمن إسرائيل غائب حاضر في الوثيقة؛ فلا يخصص أجزاء منها للحديث عنه، ولكنه مبثوث في كل مكونات القسم المخصص للشرق الأوسط. وربما يجد الغياب/ الحضور تفسيره في أن خطة ترامب للقضية الفلسطينية، أو ما يطلق عليها صفقة القرن، باتت من مسلّمات سياسة المحافظين، ففي معرض المقابلة مع سياسة أوباما، تثني الوثيقة، في صفحاتها الأولى، على إجراءات ترامب وقراراته التي تعد من أهمها "أن الرئيس ترامب وقف إلى جانب حليفنا الأكثر أهميةً في إسرائيل، حتى أنه اتخذ الخطوة غير العادية التي طال انتظارها لنقل سفارتنا إلى القدس". وسبب آخر يفسر الغياب/ الحضور أن توصيات المحافظين أخذت في اعتبارها المخاوف الإسرائيلية الأساسية تجاه التمدّد الإيراني، مثل تطويرها أسلحة نووية، وصواريخ حزب الله في لبنان، ووجودها في سورية، ودعمها حركات المقاومة الفلسطينية … إلخ.
وتحتل الديمقراطية وحقوق الإنسان وزنا مهما في سياسة الولايات المتحدة، كما تقترحها الوثيقة؛ فهما أحد محاور الصراع الأيديولوجي مع الصين وروسيا وغيرهما، وهما أحد مداخل بناء الشراكة التجارية والتحالف الأمني/ العسكري مع البلدان المختلفة، بل هما الأساس لبناء نظام دولي، يعبّر عن القيم الأميركية يتضمن الديمقراطيات في مقابل النظم الاستبدادية والشيوعية.
وعلى الرغم من إدراك الوثيقة أن نشأة حركات التطرّف العنيف يعود إلى أسباب سياسية بشأن طبيعة النظم التسلطية في المنطقة، إلا أنه ليس هناك دعم واضح لبناء ديمقراطيات مستقرّة، أو إدراك لعقد من الحراك العربي، وتطلع شعوب المنطقة إلى العدالة والحكم الرشيد. الديمقراطية وحقوق الإنسان هي فقط للضغط على إيران، ومجابهة نظام الأسد في سورية، وأحد مداخل مواجهة وكلاء إيران في العراق.
 
ركز المقال في سطوره أعلاه على النظرة العامة لوثيقة "تقوية أميركا ومواجهة التحديات العالمية" تجاه الشرق الأوسط، لكنه يحتاج إلى مقاربات تفصيلية حول تأثير السياسات والقرارات والقوانين المقترحة على دول محددة في الشرق الأوسط.
رابط الوثيقة:
https://www.docdroid.net/8KkgsyQ/rsc-nsfa-task-force-report-members-1-pdf
رابط استراتيجية ترامب للأمن القومي 2017
https://www.whitehouse.gov/wp-content/uploads/2017/12/NSS-Final-12-18-2017-0905.pdf
===========================
الصحافة البريطانية :
الغارديان: لماذا فقد العالم شهيته لملاحقة المجرمين؟
https://arabi21.com/story/1283722/الغارديان-لماذا-فقد-العالم-شهيته-لملاحقة-المجرمين
لندن- عربي21- بلال ياسين# الأحد، 05 يوليو 2020 04:33 م بتوقيت غرينتش1
قالت صحيفة الغارديان البريطانية، إن العالم "فقد شهيته"، لملاحقة مجرمي الحرب، ولمنع القتل الجماعي في اليمن وسوريا، محط اهتمام الأخبار.
ولفتت الصحيفة إلى الذكرى الخامسة والعشرين، لمذبحة سربرنيتشا، والتي حوكم بسببها راتكو ميلاديتش، بصفته المسؤول عن المذبحة، لكن الجرائم ضد الإنسانية الأخرى في العالم، لم تحظ باهتمام.
وقالت إن ميلاديتش الذي أدين بالمسؤولية عن قتل 8.000 رجل وطفل في سربرينتشا سيقضي الذكرى الخامسة والعشرين للمجزرة في زنزانته بهيغ حيث يقيم منذ تسعة أعوام. ولكن عندما قامت الصين بسجن مليون مسلم من الإيغور وأجبرت النساء المسلمات على تناول حبوب منع الحمل أو الإجهاض لم يتحرك أحد. وعندما يتعلق الأمر بجرائم الحرب أو الجرائم ضد الإنسانية فهناك لميلاديتش رفاق كثر.
وأشارت إلى أن ما يجعل حالته مهمة واستثنائية هي أنه لوحق واعتقل وقدم للعدالة. وقبل ثلاثة أعوام أدين ميلاديتش بارتكاب الإبادة في سربرينتشا والتي قتل فيها الأطفال والرجال في منطقة اعتبرت من مناطق الأمم المتحدة الآمنة، حيث أعدموا رميا بالرصاص في مواقع متفرقة من شمال شرق البوسنة.
وأدانته محاكم الحرب الدولية ليوغوسلافيا السابق بخمس جرائم ضد الإنسانية وأربع جرائم تطهير عرقي وقصف العاصمة سراييفو واختطاف قوات حفظ السلام. وتسابق دائرة الإستئنافات في المحكمة الوقت مع المدان البالغ من العمر 77 عاما والمعتل صحيا لكي تنتهي من الإجراءات قبل موته. وتمت إدانة تسعة من الضباط والمسؤولين من صرب البوسنة، ومنهم الزعيم الإنفصالي الصربي البوسنوي رادوفان كاراديتش.
وأصدرت المحكمة الدولية لجرائم الحرب أحكاما عليهم تصل مدتها إلى 90 عاما. أما المحكمة الأخرى المخصصة لرواندا فقد أدانت 93 شخصا مسؤولا عن مذابح عام 1994. وكانت محكمة جرائم الحرب لكل من يوغوسلافيا السابقة ورواندا أول محكمتين تعقدان منذ محاكم نورمبرغ وطوكيو. وعكستا إرادة المجتمع الدولي عقب نهاية الحرب الباردة، من أجل وقف المذابح الجماعية.
وقالت الصحيفة إن "قسم "لن يحدث أبدا" الذي ردد بعد الهولوكوست عاد وتم تداوله بكثرة. وأنشأت الأمم المتحدة محاكم خاصة أخرى لمحاكمة الجناة في جرائم حرب جماعية في كل من سيراليون وتيمور الشرقية وكذا كمبوديا وتحقيق عدالة متأخرة من الجرائم التي ارتكبها الخمير الحمر.
وأنشأ الإتحاد الأوروبي محكمة منفصلة لكوسوفو والتي أصدرت الشهر الماضي لائحة اتهامات ضد الرئيس هاشم تاجي وغيره بجرائم ارتكبوها عندما قاد جيش تحرير كوسوفو. وستصدر قريبا المحكمة الخاصة التي أنشئت في هيغ للتحقيق في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري بانفجار أدى لمقتل 21 شخصا آخر عام 2005، حكما بالجريمة.
وفي عام 2002 بدأت محكمة دائمة في الجرائم بالعمل من مقر محكمة الجنايات الدولية في هيغ. ويقول ديفيد شيفر، السفير الأمريكي لجرائم الحرب من 1997- 2001 "كانت سنوات مثيرة، وهي سنوات أطلق عليها سنوات الكد للمحاكم الجنائية" مشيرا إلى أنه"لم يكن لدينا أمثلة سوى نيورنبرغ وطوكيو، وقمنا بتقليدهما في التسعينات وظللنا نقوم بتعديلهما".
وانشأت الأمم المتحدة سلسلة من المحاكم لمعاقبة مجرمي الحرب، ولكنها قامت أيضا بجهود لمنع وقوع الإبادة من خلال مفهوم "مسؤولية الحماية" الذي تم تطويره أعقاب مذابح رواندا والبوسنة وتم تبنيه عام 2005. وأكد هذا المفهوم على ضرورة التدخل الإنساني الدولي حالة فشل الدولة بحماية مواطنيها.
وأشارت الصحيفة إلى أن المفهوم استخدم في قرار مجلس الأمن عام 2011 للتدخل وحماية سكان بنغازي في ليبيا، من قوات معمر القذافي. ولكن مبدأ "مسؤولية الحماية"، انتهك عندما قررت فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة التحرك وتغيير النظام في ليبيا فيما اعتبرت روسيا التي امتنعت عن التصويت أنها خدعت وأقسمت أنها لن تقع فريسة خداع أخرى.
وأشارت الصحيفة إلى أن مقتل القذافي، كان نهاية التدخل الأجنبي. فقد عاد فلاديمير بوتين للرئاسة بعد عام من التدخل الغربي في ليبيا وقاد بلاده نحو خط صدامي مع الغرب. وتحول الربيع العربي لربيع دموي في سوريا وأصبحت الصين تحت حكم شي جين بنغ أكثر حزما على الساحة الدولية وتم انتخاب دونالد ترامب الذي ينظر باحتقار للمؤسسات الدولية. وكان هذا مناخ غير مرحب بـ "مسؤولية الحماية" في كل من اليمن وسوريا وميانمار.
وقالت جيلاستش "أصبح الجميع مترددون بعدما حدث في ليبيا" و "ستظل لطخة في ضميرنا أننا سمحنا بما حدث في سوريا. أصبحت المذابح وقتل الناس أمرا عاديا في السنوات العشر الماضية".
وتعرضت محكمة الجنايات الدولية التي ظلت سلطاتها محدودة، لهجوم جديد من إدارة ترامب، التي هددت بفرض العقوبات على مسؤوليها وعائلاتهم حالة حققوا في قضايا تتعلق بالولايات المتحدة وحلفائها، ارتكبت في أفغانستان أو إسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة.
وقال السفير السابق شيفر "يعتبر هذا هزيمة للذات، وقوضت من مصداقيتنا لتحقيق العدالة وحكم القانون ومنع الجرائم في الخارج"، فعبارة لن يحدث أبدا بدت فارغة كما تقول إيفا فوكاشتش المؤرخة بجامعة اوتريخت "وبخاصة في سوريا حيث تبدو لي أنها فارغة وأفرغت من معناها".
ولكن جيلاستش ترى أن محاكم رواندا ويوغوسلافيا الماضية، تعطي صورة أن هناك أملا. ذلك أن الباحثين والناشطين يطالبون بالمحاسبة، وبهذا المعنى فلا عودة للوراء. وكان هجوم ترامب على الجنائية الدولية مدعاة للنقد ومن حلفاء الولايات المتحدة الذين سارعوا للدفاع عنها. وهناك مدع عام جديد يقوم بمراجعة عملياتها لجعلها فاعلة أكثر.
وفي غياب المحكمة الخاصة بسوريا تقوم المحاكم في ألمانيا واسكندنافيا وهولندا بمحاكمة المتورطين من نظام الأسد ضمن مبدأ الصلاحية العامة. ففي نيسان/إبريل بدأت محكمة في بلدة كوبلينز بمحاكمة مسؤولين سابقين في نظام الأسد انشقا وهربا إلى ألمانيا. وهي جزء من الكثير وربما مئات الحالات تحت النظر. وقالت الصحيفة إن المركز الدولي للعدالة في جنيف، جمع أدلة تدعم المحاكمات.
===========================
الصحافة الالمانية :
دير شبيغل :نظام الأسد وليس داعش من أنتج وهرب المخدرات إلى إيطاليا
https://www.noonpost.com/content/37550
كتب بواسطة: كريستوف رويتر
ترجمة وتحرير: نون بوست
انتشر مقطع فيديو مدته ثلاث دقائق ونصف، تظهر فيه الشرطة المالية في مقاطعة نابولي الإيطالية وهي تقوم بعملها بأسلوب مثير يشبه أفلام مهربي المخدرات في هوليوود: حيث قام عناصر الشرطة بفتح عجلات حديدية ولفائف ورق من الحجم الكبير، لتتدفق من داخلها الحبوب المخدرة بشكل مثير للدهشة. ثم تأتي اللقطة الأخيرة في الفيديو، لتظهر العشرات من هذه الآلات المليئة بمخدر الكبتاغون، وهو الإسم الذي يطلق على واحد من أكثر العقاقير المصنعة شعبية.
وبنهاية عملية الاحتجاز، أعلنت الشرطة أن الكمية وصلت إلى 14 طن، متمثلة في 84 مليون حبة، وهي أكبر شحنة كبتاغون يتم اعتراضها في العالم. وبحسب سعر بيع هذا المخدر في الشارع، فإن قيمة الشحنة تصل إلى واحد مليار يورو، وبالتالي فهذه العملية تمثل نجاحا باهرا للشرطة الإيطالية، خاصة وأن هذه الكمية تكفي لتزويد القارة الأوروبية بأكملها.
وقال الكولونيل دومونيكو نابوليتانو، قائد الشرطة المالية والمشرف على هذه العملية في تصريح أدلى به يوم الأربعاء: "في كل الأحوال فإن شحنة بهذا الحجم لا يمكن أن تكون موجهة لإيطاليا فقط."
هذه اللفائف الورقية الضخمة المعدة للاستخدام الصناعي والعجلات الحديدية، وصلت إلى ميناء ساليرنو في جنوب نابولي، محملة ضمن ثلاث حاويات قادمة من سوريا، وكانت المخدرات مخفية بشكل محكم داخل هذه الحاويات، حتى أنها لا تظهر عند الفحص بأشعة إكس. ولكن الشرطة لم تكن في حاجة  لفحص الأشعة، حيث أنها تمكنت من اعتراض هذه العملية لأنها كانت تنتظرها: إذ أنها تمكنت من التنصت على مكالمات هاتفية صادرة عن عناصر المافيا الإيطالية في نابولي المسماة "كامورا". وقد تم قبل أسبوعين إرسال شحنة أولى محدودة الحجم، بنفس الطريقة وباسم نفس الطرف المستلم وهو شركة مقرها في مدينة لوغانو السويسرية، بحسب الوثائق المقدمة. تلك الشحنة التي كانت تحوي 2.8 طن من الحشيش وواحد مليون حبة كبتاغون، أي بوزن 190 كيلوغراما، كان المهربون قد اعتمدوا عليها كبالونة اختبار للتأكد من أن فعالية هذه الطريقة. ويبدو أن الشرطة تمكنت من خداعهم وسمحت لهم بإدخال تلك الشحنة.
وبأمر من المدعي العام لمكافحة المافيا في نابولي، تمت مصادرة الحاويات الثلاثة وإحضارها إلى قسم الشرطة تحت حراسة أمنية مشددة، وذلك من أجل إخراج المخدرات التي كانت مخبأة بشكل معقد جدا داخل العجلات الحديدية ولفائف الورق  التي كانت بسمك عدة سنتيمترات. وقد تبين أن أولى لفائف الورق الأربعين كانت فارغة، ولكن سرعان ما تم اكتشاف هذا الكنز في القطع الموجودة في الأسفل.
السياسيون الإيطاليون يثنون على المحققين
وقد أثنى رئيس الوزراء الإيطالي جوسيبي كونتي على الدور الذي لعبه المحققون، حيث قال: "إن هذه تمثل ضربة موجعة للإرهاب ودليلا على أن إيطاليا تبقى دائما في حالة يقظة."
الحبوب التي تمت مصادرتها تحمل الشعارالمميز وهو شكل نصفي قمر
وقد جاء الثناء أيضا من وزيرة الداخلية لوتشيانا لامورجيزي التي قالت: "إن عملية مكافحة المخدرات التي تم تنفيذها في الساعات القليلة الماضية، أثبتت الدرجة العالية من الالتزام في مكافحة شبكات الجريمة المنظمة التي تمارس تجارة وبيع الممنوعات."
وبالنسبة للطرف الذي كان سيستلم هذه الشحنة، فإن المعلومات الأولية وافتراضات الشرطة تبدو صحيحة بشكل لا يدعو للشك. ولكن فيما يتعلق بالجهة المرسلة لهذه الشحنة المتمثلة في أكبر كمية من المخدرات يتم احتجازها في العالم، فإن الأمور تبدو غريبة: إذ أن المحققين في أول بيان صحفي لهم كان قد انتشر بشكل سريع في وسائل الإعلام الدولية، قالوا: "إن هذه الحبوب صنعها تنظيم الدولة في الأراضي السورية لتمويل الأنشطة الإرهابية".
ولكن هل يمكن أن يكون هذا التنظيم الأسطوري الذي تعرض للهزيمة في آخر معاقله في آذار/ مارس من العام الماضي، هو الذي يقف فعلا وراء هذا الأمر؟ هذه الحبوب التي تمت مصادرتها تحمل الشعارالمميز وهو شكل نصفي قمر، كما يبدو على ألواح الأقراص التي يملكها مقاتلو تنظيم الدولة. حيث أن الكبتاغون بات معروفا بتسمية مخدرات المتطرفين.
ما الذي تعتقده السلطات الإيطالية؟
سارعت شبكة سي إن إن الأمريكية وكل وسائل الإعلام إلى نشر هذه الرواية الرسمية حول علاقة التنظيم بالمخدرات، كما أن كبريات الصحف الإيطالية مثل لاستمبا أرفقت تقريرها بصور لمقاتلي التنظيم. ولكن في إيطاليا كان دانيلي رانييري، المراسل في الشرق الأوسط، هو الذي طرح السؤال في صحيفة إلفوليو اليومية حيث كتب في الافتتاحية: "ما الذي كانت السلطات الإيطالية تعتقده لتظهر تنظيم الدولة على أنه عصابة مخدرات؟" ويأتي هذا التساؤل لأن تنظيم الدولة بات الشماعة التي تعلق عليها كل الجرائم. ولكن في الواقع فإن إنتاج هذه العقاقير الصناعية على نطاق واسع ليس واحدا من أنشطة التنظيم. كما أن مقاتلي تنظيم الدولة مشتتون حاليا في صحراء سوريا والعراق، وهم يختبئون في أماكن بعيدة جدا عن المدن وبعيدة أكثر عن الموانئ البحرية.
من ناحية أخرى، يبدو الأمر أكثر وضوحا عندما يتعلق بالوثائق التي تثبت مصدر صنع الكميات الكبيرة من الكبتاغون: إذ أن شحنة الأربعة عشرة طنا التي تم احتجازها في جنوب نابولي هي الأكبر حجما، ولكنها ليست الشحنة الوحيدة التي جاءت من ميناء اللاذقية في سوريا وتمت مصادرتها خلال 12 شهرا الماضية:
في تموز/ يوليو من العام الماضي تمكن المحققون اليونانيون من مصادرة 5.25 طن من الكبتاغون، وهي أكبر شحنة يتم الكشف عنها حتى ذلك الوقت.
جرت أيضا عمليتا مصادرة في دبي، إحداهما في شباط/ فبراير لكمية 5.6 طن من الكبتاغون.في نيسان/ أبريل تمكن موظفو الجمارك المصريون من العثور على 4 أطنان من الحشيش قادمة أيضا من اللاذقية، وقد تم تخزينها داخل علب حليب من إنتاج شركة مملوكة لرامي مخلوف، إبن عم الديكتاتور السوري بشار الأسد.
في نفس الشهر تمكنت السلطات السعودية من إماطة اللثام على 44.7 مليون حبة كبتاغون مقسمة على شحنتين، نصفها تقريبا كانت مخبأة داخل علب شاي. هذا الشاي كان مصنوعا من أوراق نبتة المتة التي تتم زراعتها في أمريكا الجنوبية، وهو نوع يشبه الشاي الأسود ويحظى بشعبية كبيرة لدى الأقلية العلوية التي ينتمي إليها بشار الأسد. وفي هذه العملية أيضا يظهر اسم المصنع وهو يابور، الذي يرتبط بشكل وثيق بشقيق الرئيس السوري والقائد العسكري ماهر الأسد، وقد سارع هذه المصنع لتقديم شكوى حول سوء استخدام منتجات التعليب التي يصنعها.
الشبكة الموسعة لأقارب عائلة الأسد الحاكمة في سوريا، كانت في كل مرة هي منتجة ومرسلة المخدرات
ويظهر من خلال هذه المعلومات أن هنالك ظهورا متكررا لاسم المخدر وهو الكبتاغون، ونفس الطريقة في إخفائه وإرساله بكميات كبيرة، وعملية الشحن دائما ما تتم من ميناء اللاذقية.
التجارة الأكثر ربحية لعائلة الأسد
بحسب تقرير سابق لصحيفة ديرشبيغل، فإن الشبكة الموسعة لأقارب عائلة الأسد الحاكمة في سوريا، كانت في كل مرة هي منتجة ومرسلة المخدرات:
إذ أنه في بلدة البصة جنوب اللاذقية، يقوم سامر كمال الأسد، عم الديكتاتور، بإدارة واحدة من عدة مصانع للكبتاغون مملوكة للعائلة، وتنشط تحت غطاء إنتاج وسائل التعليب.
عملية النقل أيضا تكفل بها رجل الأعمال عبد اللطيف حميدة، الذي فتح مصنعا للف الورق في حلب قبل أسابيع قليلة، وهو يعتبر عنوانا جديدا لايزال غير مدرج على لائحة عقوبات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
إلا أن هذه اللفائف التي ينتجها المصنع هي التي استخدمت لإخفاء حبوب الكبتاغون، التي يبدو أنها أنتجت أيضا هنالك.
أما بالنسبة للنقل، فإن ثلاثة حاويات تم استئجارها من شركة الشحن الإيطالية تاروس، التي تقدم خدماتها في عدة موانئ في البحر الأبيض المتوسط ضمن رحلات دورية.
ولا يزال ميناء اللاذقية يخضع لسيطرة كاملة لعائلات الأسد الذي ينحدر من قرية قريبة جدا من الميناء. وخلال الخريف الماضي تم التفويت في الميناء على وجه الكراء لإيران، التي قدم حليفها اللبناني حزب الله خبرته ومواده الكيميائية خلال المراحل الأولى لصنع المخدرات في سوريا على نطاق واسع.
ومن المفترض أن وجود عصابة لتهريب المخدرات في سوريا مملوكة لعائلة الأسد، هي معلومة لا يمكن أن تخفى عن السلطات الإيطالية. فلماذا إذن يتم تقديم تنظيم الدولة على أنه الفاعل؟ هنالك شكوك بأن السلطات الإيطالية لا ترغب في إفساد العلاقة مع دمشق، وهي لا تزال تستورد مادة الفوسفات من سوريا إلى حد اليوم، كما أن الحكومة السابقة كانت قد خصصت طائرة خاصة لنقل علي مملوك مدير المخابرات السورية ومقابلته في مارس/ آذار 2018.
وقد ردت الشرطة المالية الإيطالية على التساؤلات حول الأدلة في هذه القضية، بالقول بأن كل المعلومات المتوفرة تم التصريح بها. أما بقية التكهنات فهي تخضع الآن للتحقيق، بحسب ما أكده الكولونيل جوسيبي فورتشينيتي. أما شركة تاروس الإيطالية للشحن البحري فإنها لم تجب على تساؤلات ديرشبيغل. وبعيدا عن عدسات الكاميرا، كان قائد شرطة نابولي قد أقر بعدم وجود أي أدلة أخرى على أن الكبتاغون يعود لتنظيم الدول.
ولذلك فإن الصحفي رانييري، الذي يعد خبيرا في شؤون الشرق الأوسط وإيطاليا، يعتقد أن هنالك تفسيرا آخر لما حدث: إذ أن فكرة وضع اسم أخطر تنظيم إرهابي في العالم على أكبر شحنة مخدرات يتم اعتراضها، هو حركة كلاسيكية لخلق الإثارة من أجل جعل هذا الإنجاز يبدو أضخم وأكثر روعة، مثل وضع حبة الكرز فوق قطعة المثلجات.
المصدر: دير شبيغل
===========================
الصحافة العبرية :
الإعلام العبري: ايران ستهاجم اسرائيل ردا على انفجار محطة " نطنز" النووية
https://www.jpnews-sy.com/ar/news.php?id=188500
سلط الإعلام الإسرائيلي الضوء على الانفجار الـ”غامض”، الذي وقع في نطنز الإيرانيّة يوم الخميس الماضي، وبطرق التفافيّة خصوصًا وأنّ كيان الاحتلال لم يعلن مسؤوليته عن الانفجار.
وفي هذا السياق رأى محلل الشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، عاموس هارئيل، اليوم الأحد، رأى أنّ الانفجار المذكور هو إصابةٍ مُباشرةٍ في البرنامج النوويّ الإيرانيّ، لافِتًا في الوقت عينه إلى أنّ التوتّر في المنطقة وصل إلى الحدّ الأقصى، وأنّ الجمهوريّة الإسلاميّة ستقوم بالردّ على هذه الضربة، ومن المُحتمل جدًا أنْ يكون الردّ الإيرانيّ عن طريق هجومٍ سايبري كاسحٍ ضدّ منشآتٍ حيويّةٍ في الدولة العبريّة، على حدّ تعبيره.
من ناحيته، نشر رئيس شعبة الاستخبارات العسكريّة (أمان) سابقًا في جيش الاحتلال، الجنرال في الاحتياط عاموس يادلين، تغريدةً على (تويتر) قال فيها: “هل سيُواصِل الإيرانيون الادعاء بأنّ ما يحدث من تفجيراتٍ وعملياتٍ مصدره حوادث غير مقصودةٍ؟ أوْ أنّهم، كما يحدث اليوم، يُوجّهون أصابع الاتهام لكلٍّ من إسرائيل وأمريكا؟” وتابع قائلاً إنّ لهذا الأمر أهميّةً كبيرةً بالنسبة لردّة الفعل الإيرانيّة، مُضيفًا أنّه إذا تمّ اتهّام إسرائيل بالمسؤولية عن الأحداث الأخيرة في إيران، يتعيّن على الدولة العبريّة أنْ تكون جاهزةً من الناحيّة العملياتيّة لإمكانيات الردّ الإيرانيّ، الذي سيكون: هجوم سايبيري واسع النطاق، إطلاق صواريخ من سوريّة باتجاه العمق الإسرائيليّ أوْ تنفيذ عملياتٍ إرهابيّةٍ خارج المنطقة، أيْ ضدّ أهدافٍ إسرائيليّةٍ ويهوديّةٍ، على حدّ قوله.
في السياق عينه، قال المُحلّل العسكريّ في صحيفة (يسرائيل هايوم)، يوآف ليمور، إنّ انفجارًا غامضًا هزّ الخميس منشأة تخصيب اليورانيوم نطنز في إيران، وأظهرت صور لموقع الانفجار ضرراً بالغاً لحِق بمختبر تقوم فيه إيران بتطوير أجهزة طرد مركزية من أنواع متطورة جدًا، مُشدّدًا على أنّ هذا الضرر الذي لحِق بالبرنامج النووي الإيراني يُعتبر الأكثر حدّة منذ تسريب فيروس ستاكسنت إلى أجهزة الطرد المركزية في نطنز، طبقًا لأقواله.
وتابع: سارعت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية إلى الإقرار بأنّ حادثًا وقع صباح الخميس في نطنز ووصفته بأنّه أدى إلى تضرر مستودع في قيد الإنشاء. ومع ذلك، سارع رئيس البرنامج النوويّ الإيرانيّ إلى زيارة الموقع وقام بتقدير الأضرار.
وتابع قائلاً في المقال، الذي نقلته مؤسسة الدراسات الفلسطينيّة، ومقرّها في بيروت، نقلته إلى العربيّة، تابع قائلاً إنّه في هذه المرحلة امتنعت إيران من اتهام إسرائيل بالمسؤولية عن الحادث، لكن وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية نشرت بعد ساعات تعليقًا قالت فيه إنه إذا كان هناك إشارات إلى قيام دول معادية، وخصوصًا إسرائيل والولايات المتحدة، بتجاوز خطوط إيران الحمراء بأيّ شكلٍ من الأشكال، فيجِب إعادة النظر في استراتيجيا إيران لمواجهة الوضع الجديد، وقال مصدر شرق أوسطي لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكيّة إنّ الانفجار نجم عن قنبلة زُرعت في المفاعل النوويّ.
وأوضح المُحلل العسكريّ الإسرائيليّ أنّ الانفجار حدث في مبنى تقوم فيه إيران بتطوير أجهزة طرد مركزية متطورة لتخصيب اليورانيوم، وتُظهر الصور التي نُشرت أنّه تمّ تدمير السقف والأبواب، وأن أضرارًا كبيرةً لحقت بالأجهزة التي تعمل داخله.
وأشار في سياق تحليله إلى أنّ تُتابِع إسرائيل عن كثب قيام إيران بتطوير أجهزة طرد مركزية متقدمة يمكن أنْ تنتج بواسطتها مواد انشطارية أسرع من المواد التي تم إنتاجها حتى الآن، وخلال السنة الفائتة تراجعت إيران عن التزاماتها في الاتفاق النووي وبدأت بتخصيب يورانيوم بنسبة أعلى تصل إلى 4.5%، وبتخزين آلاف الكيلوغرامات من المادة المخصبة، خلافًا لما يسمح به الاتفاق المُبرم معها.
وسعى الإيرانيون، أضاف المحلل، لاستعمال أجهزة الطرد المركزية المتطورة في الفترة القريبة وتسريع وتيرة التزود باليورانيوم المخصب أكثر فأكثر، ويدور الحديث حول أجهزة طرد مركزية أسرع بعشرة أضعاف من التي تعمل الآن، الأمر الذي يتيح لإيران إمكان إنتاج كميات أكبر من المواد الإنشطارية، كما نقل عن مصادره.
من ناحيته، كتب المُستشرق الإسرائيليّ المُثير للجدل، د. إيدي كوهين، على (تويتر): “خاص وحصري من مصادر استخبارية غربية: إسرائيل قصفت معمل تخصيب اليورانيوم الأكبر في إيران، ودمرته، وحالات تسمم إشعاعي وإجلاء للسكان من موقع الضربة وتعتيم شامل، وإيران استنجدت بخبراء روس للتعامل مع التلوث الإشعاعي، إسرائيل استخدمت طائرات F16 أعادت التزويد بالوقود في سماء دولة خليجية”، على حدّ تعبيره.
===========================
دراسة إسرائيلية: “20 سنة على حكم بشار الأسد… قيمة الرئيس والليرة السورية في حضيض تاريخي”
https://www.alquds.co.uk/دراسة-إسرائيلية-20-سنة-على-حكم-بشار-الأس/
الناصرة- “القدس العربي”:
قالت دراسة إسرائيلية صادرة عن معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب، إن النظام الحاكم في سوريا لم يشهد ضعفا كالوضع الراهن معتبرة ذلك نافذة فرصة كي يقوم العالم بتثبيت الأوضاع السورية وربما بدون بشار الأسد.
وتقول الدراسة الإسرائيلية بعنوان “20 سنة على حكم بشار الأسد… قيمة الرئيس والليرة السورية في حضيض تاريخي” إن الرئيس السوري بقي في الحكم رغم عقد عاصف ودموي لكن نظام حكمه بعيد عن أن يكون مستقرا نتيجة أزمة اقتصادية متفاقمة وتداعيات وباء كورونا وتصدعات في العلاقات مع حلفائه، منوهة أن كل ذلك ينطوي على فرصة للمجتمع الدولي لتثبيت أوضاع سوريا المتشظية  ودفعها لمسار مدني وسياسي مستقر وربما بدون الأسد.
وترى الدراسة الإسرائيلية أنه بعد 20 عاما على انطلاق حكم بشار الأسد، يجد نفسه يواجه تحديات حكم وسيادة خلفتها الحرب الأهلية غير المنتهية، علاوة على الحرب والتدمير الذي لحق بالبنى التحتية وتواجد الغرباء على الأرض السورية، وفقدانه السيطرة على شرق البلاد وشمالها خاصة في منطقة إدلب.
وكل ذلك على خلفية أزمة اقتصادية قاسية متزايدة وعقوبات أمريكية جديدة واحتجاجات أهلية وتصدعات أولية في العلاقات مع الحلقة القريبة للنظام.
وتشير الدراسة إلى شعارات يطلقها السوريون في مدن سورية مثل “خائن من يجوّع شعبه” و”لا أستطيع التنفس” و”الثورة مستمرة” و”الصحافة السورية كاذبة” و”نريد الحياة” و”سوريا سوريا حرة إيران وروسيا برا ” و”سوريا لنا لا للأسد”.
وتقول الدراسة إنه مع  انتهاء في المرحلة القتالية الأهم في سوريا، ترتفع التوقعات والمطالب الجماهيرية، معتبرة ذلك من عوارض خلخلة أركان النظام الحاكم ومن عوارض ضعف بشار الأسد مقابل التحديات الجمّة التي تواجهه.
جبل العرب
وفي سياق الحديث عن الأزمة الاقتصادية، تشير الدراسة إلى ما تشهده مدينة السويداء عاصمة جبل العرب ومعقل العرب السوريين الدروز الذين وقفوا إلى جانب بشار الأسد، وتقول إنهم يطالبون في الشهور الأخيرة بتحسين الأوضاع الاقتصادية وشروط الحياة. منوهة أن السكان المحليين في جبل العرب كما في مواقع أخرى في الشرق الأوسط يحتجون على النفوذ الإيراني، وينشطون ضد النظام الحاكم.
وأشارت الدراسة إلى أنه في خلفية هذه الاحتجاجات، استمرار تدني قيمة الليرة السورية التي وصلت إلى 3500 ليرة مقابل الدولار الواحد في السوق السوداء، بعدما كانت 47 ليرة مقابل الدولار الواحد قبيل اندلاع الثورة، مما يؤدي لإغلاق محال تجارية وغلاء المعيشة، حيث ارتفعت أسعار المواد الغذائية بـ50% فيما يعيش 80% من الشعب السوري تحت خط الفقر، ويزداد الطين السورية بلة بسبب الأزمة في لبنان أيضا.
وتشير الدراسة الإسرائيلية للعقوبات الأمريكية الثقيلة المعروفة بـ“قانون قيصر” والذي يسميه النظام الحاكم وروسيا “الإرهاب الاقتصادي” وفي نطاقه يتم فرض 39 نوعا من العقوبات.
وتقول الدراسة إنه ضمن مساعي الأسد لمواجهة الأزمة، قام الشهر الماضي بإقالة رئيس الحكومة السورية عماد خميس، واستبدله بوزير الموارد المائية حسين عرنوس، مما يعكس الشعور بالتهديد الذي يساور الأسد نتيجة الاحتجاجات الشعبية المتجددة والأزمة الاقتصادية المتفاقمة، مثلما أنها كانت محاولة لتمرير رسالة بأن خميس هو من يتحمل مسؤولية الوضع المتردي أكثر من الأسد نفسه.
وتضيف دراسة معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب: “خوف الأسد الأكبر هو تصدعات في علاقاته مع فئات سكانية داعمة له واجتازت عثرات الحرب وتبعاتها، لكنها الآن تتعرض لأضرار اقتصادية، وهذا يتجلى في منتديات التواصل الاجتماعي”.
كما تشير الدراسة إلى إنه ورغم صعوبة الاطّلاع على الواقع الحقيقي لعدوى كورونا في سوريا، هناك تقديرات تؤكد تعمق أزمة الثقة بين الشعب والقيادة نتيجة انتشار العدوى. وترى أن مصدر هذه الأزمة في الثقة ترتبط بسياسات التحريض الرسمية للنظام ووسائل الإعلام الموالية له وبالعلاج الانتقائي للجائحة، إذ تتواصل رحلات الطيران من إيران المصابة بتفشي الفيروس إلى سوريا، ودخولٍ حرّ لعناصر المليشيات الشيعية في ذروة تفشي كورونا.
وتضيف الدراسة: “أظهرت كل هذه الأمور أن المصالح الذاتية والسياسية والعسكرية للأسد تغلب اعتبارات السلامة للسوريين”. وتعتبر أن “تفشيا متسارعا للكورونا في سوريا من شأنه أن يشكّل حافزا إضافيا لاحتجاجات شعبية واسعة”.
تصدعات الحلقات القريبة
وضمن الحديث عن التصدعات بين النظام وبين البطانة الاجتماعية السياسية، تشير الدراسة للصراع المتفجر بين بشار الأسد وابن خالته رامي مخلوف، الذي يعتبر من أثرياء الفساد بعد حيازته وإدارته لشركة الهواتف الخليوية الأكبر في سوريا “سيرياتل” وأحد أكبر مستوردي النفط ومنتوجات أخرى.
وتستذكر أن مخلوف دعم اقتصاديا وعسكريا النظام الأسدي الحاكم طيلة سنوات الثورة، وتصدعت العلاقات بينهما بعدما طولب بدفع ثلاثة مليارات دولار، وعندها بدأ النظام باعتقال موظفيه وعامليه ومصادرة أملاكه.
وتشير لرد مخلوف على ذلك بأشرطة فيديو يسخر فيها من خطوات بشار الأسد والمخابرات السورية التي حظيت بدعمه في الماضي، معتبرة أن هذا الخلاف يعكس التوتر بين بشار الأسد والدائرة المقربة منه، ويعبّر بالأساس عن الضغط الاقتصادي الملازم للنظام اليوم.
تدخل الغرباء
وحسب الدراسة الإسرائيلية أيضا تعكس الاحتجاجات الشعبية من جملة ما تعكسه الغضب من استمرار تدفق وتدخل الغرباء، منوهة لتزايد النفوذ الروسي من خلال إقامة قواعد عسكرية جديدة والاستيلاء على الأرض وعلى السواحل والموانئ السورية.
وترى الدراسة أن تجنيد جنود سوريين للقتال في ليبيا إلى جانب قوات حفتر المدعوم من قبل روسيا تعكس طموحها بتحويل سوريا لمركز نشاطها وصراعاتها الإقليمية.
وتنوه أنه في خلفية هذه الخطوات، تُسمع انتقادات متزايدة غير مسبوقة في روسيا، توجه للنظام السوري ولأدائه، حيث يوصف بشار الأسد بالحاكم الضعيف، معتبرة ذلك محاولة روسية لابتزازه نحو المزيد من الغنائم الاقتصادية وللتمهيد لاستبداله. وتتابع: “بكل الأحوال فإن هذه الانتقادات وتوقيتها تثقل على وضع الأسد”.
وتشير الدراسة الإسرائيلية لوجود جدل آخر في سوريا حول النفوذ الإيراني الذي  يتقلص في الشهور الأخيرة وفق تقارير تنشر في الولايات المتحدة وإسرائيل. وتضيف: “بصرف النظر إذا كانت إيران تسحب بعض قواتها من سوريا أم لا، فإنه من الواضح أنها تقوم بإعادة تشكيل انتشارها في الأراضي السورية وتجعله علنيا على الأقل وذلك من خلال دمج نشاطها في أجسام عسكرية سورية وتغطية اقتصادية ومدنية لفعالياتها العسكرية وتجنيد ناشطين محليين موالين لها”. منوهة أن خفض صوت النشاط الإيراني في سوريا يخدم نظام الأسد من ناحية تقليص صورته كمجرد دمية إيرانية، مما يقلل ربما الهجمات الإسرائيلية، وكذلك موسكو التي ينظر لها المجتمع الدولي كمسؤولة عن كبح جماح النشاط الإيراني.
وتتابع دراسة معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب: “عمليا فإن إيران وروسيا هما من أنقذ الأسد من انهيار وسقوط نتيجة الثورة، وهما تقلصان قدرات سيطرته في كل سوريا، واليوم لا تملكان قدرة حقيقية على إنقاذه من الأزمة الاقتصادية التي تورطت بها البلاد”.
سوريا بلا الأسد؟
وترى الدراسة أيضا أن تركيا أيضا تشكّل حجر عثرة في طريق الأسد لاستكمال سيطرته على الأرض السورية، كونها تسيطر فعليا على مناطق في الشمال السوري، وتحول دون احتلال إدلب، وبادرت لاعتماد الليرة التركية فيها لحماية سكانها من انهيار الليرة السورية، وهكذا ضاعفت أنقرة مساسها بصورة الأسد كرئيس حقيقي يؤدي وظيفته.
وتعتبر الدراسة الإسرائيلية أن ضعف الأسد وهشاشة نظامه نافذة فرص جديرة باستغلالها من قبل المجتمع الدولي برئاسة الولايات المتحدة، منوهة لارتكاب الأسد جرائم حرب وتسببه بكوارث إنسانية كبيرة، ولتسليم المجتمع الدولي باستمرار حكمه، ولكن في ضوء سلسلة الحوادث الأخيرة التي نالت من قوة وهيبة النظا،م وتراجع الدعم الروسي له لابد من تقييم جديد للسياسات المنتهجة حياله.
وتقول الدراسة إن إسرائيل تدير صراعا ضد تمركز القوات الإيرانية في سوريا، فيما تصعّد الولايات المتحدة عقوباتها الاقتصادية ضد نظام بشار الأسد، معتبرة أن الحلقة المفقودة هنا تتمثل بخطوة دبلوماسية بقيادة واشنطن بدلا من مبادرات دبلوماسية أخرى ضعيفة فشلت حتى الآن بإنهاء الحرب داخل سوريا، ودفعها لمسار سياسي ومدني وترميمها اقتصاديا.
وتؤكد الدراسة أن مثل هذه الخطوة الدبلوماسية تحتاج تعاونا وثيقا بين الولايات المتحدة وروسيا المعنية هي أيضا بإنهاء الحرب في سوريا، وتعزيز البلاد وسط استغلال  المصالح المشتركة مع تركيا. وتخلص الدراسة الإسرائيلية للقول إن جدوى هذه الخطوة ستكون من جملة ما تكون تعزيز نظام يقوم أكثر على المساواة والتمثيل، وإقامة انتخابات سورية نزيهة تحت رقابة دولية، ودمج إصلاحات دستورية وتطبيق خطة واسعة لترميم البلاد بدعم إقليمي ودولي.
وتضيف: “في الظروف الراهنة يبدو كل خيار سلطوي آخر في سوريا أفضل من الوضع الراهن ومن المفضل القيام بذلك الآن”.
===========================