الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 6/12/2017

سوريا في الصحافة العالمية 6/12/2017

07.12.2017
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :  
الصحافة البريطانية :  
الصحافة التركية و الالمانية :  
الصحافة الفرنسية والروسية :  
الصحافة الامريكية :
نيويورك تايمز: الربيع العربي ومصائر خمسة رؤساء
أحدهم في المنفى، وآخر في السجن في حبس منزلي افتراضي، وثالث ما زال في السلطة في بلد دمرته الحرب، واثنان قتلا بشكل قاس.
بهذه العبارات استهل الكاتب ريك غولدستون مقالا له بصحيفة نيويورك تايمز تناول فيه الربيع العربي ورؤساء دول طالها هذا الربيع إثر مقتل الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح أمس.
وصف غولدستون رحيل صالح بأنه يمثل لحظة مفصلية في بلد حصدته الحرب الأهلية ومزقه صراع طائفي بالوكالة بين السعودية وإيران، ووصف اليمن بأنه دولة تجري فيها أسوأ أزمة إنسانية في العالم، كما أنه يذكر بالآمال المجهضة في المنطقة.
بائع الخُضر
ويستمر قائلا إنه وقبل سبع سنوات أشعل بائع خضراوات متجول في تونس النار بنفسه ليموت بالمستشفى ويشعل ما أصبح يسمى بالربيع العربي الذي بدأ في 2011.
ويلقي الكاتب نظرة خاطفة على المصير الذي حل بكل واحد من الرؤساء الخمسة في مصر، وليبيا، وسوريا، وتونس واليمن، مشيرا إلى أن الربيع العربي أفضى في واحدة فقط من هذه الدول، وهي تونس، إلى "ما يشبه ديمقراطية تعددية".
الرئيس المصري السابق حسني مبارك (عاما 89) أطيح به في فبراير/شباط 2011 بعد 30 سنة في الحكم، وقد كان يمثل الرئيس العربي القوي الراسخ في السلطة، ولذلك كانت الإطاحة به تشير إلى تغيير سياسي كبير. وتعرض مبارك للسجن والمحاكمة بتهم شملت التآمر لقتل متظاهرين والفساد الواسع. وكانت جلسات محاكمته تتخللها صوره اللافتة للانتباه وهو داخل قفص الاتهام.
القمع عهد السيسي
لكن الغضب الشعبي على مبارك تلاشى بسبب مرور مصر بالمزيد من الهزات السياسية، إذ تمت الإطاحة بالرئيس المنتخب ديمقراطيا محمد مرسي ليحل محله الفريق عبد الفتاح السيسي الذي كان وزيرا للدفاع في عهد مرسي. وقاد السيسي حملة قمع شرسة ضد المعارضين. وفي مارس/آذار الماضي أفرجت حكومة السيسي بهدوء عن مبارك من السجن، رغم أنه ظل تحت التحقيق في قضايا فساد ولا يمكنه مغادرة مصر. ويعيش الآن في قصر يخضع لحراسة مشددة بالقاهرة.
الرئيس الليبي الراحل العقيد معمر القذافي الغريب الأطوار والعنيف، والذي يعتبر نفسه ملك أفريقيا ويرتدي زي البدو وحكم ليبيا لأكثر من 40 سنة تمت الإطاحة به في أغسطس/آب 2011 بعد ثورة شعبية دعمتها مقاتلات حلف شمال الأطلسي (الناتو). وقتل القذافي على يد ثوار أخرجوه من مسقط رأسه، مدينة سرت، وعرضوا جثمانه بصندوق لحفظ اللحوم بمدينة مصراتة.
ومنذ ذلك الوقت انحدرت ليبيا إلى وضع من الغليان السياسي والعسكري، وإلى شبه فوضى، وأصبحت ملاذا لمهربي البشر الذين يستغلون اللاجئين والمهاجرين الباحثين عن رحلة بالقوارب للوصول إلى أوروبا.
البذخ والعوز
الرئيس التونسي زين العابدين بن على (81 عاما) هو أول ديكتاتور عربي تسقط سلطته، كان يتمتع بحياة باذخة على مرأى الجميع تقابلها معاناة على مكابدة مصاعب الحياة من قبل سواد التونسيين اليائسين الذين أصبح بائع الخضر محمد البوعزيزي الذي حرق نفسه، رمزا لهم.
أما الراحل علي عبد الله صالح فيعتبر أكثر الديكتاتوريين العرب دهاء ومكرا، فقد عُزل من السلطة أوائل 2012 بعد ثلاثة عقود في قيادة اليمن، أفقر دول الشرق الأوسط. وظل الراحل شخصية سياسية نافذة حتى بعد عزله من الرئاسة، وتحالف لاحقا مع المتمردين الحوثيين الذين ظلوا يحاربون تحالفا تقوده السعودية طوال ثلاث سنوات.
وقُتل صالح أمس عن عمر يناهز (75 عاما) عقب انفجار معارك بالعاصمة اليمنية صنعاء بعد أن تردد أنه بدل تحالفه مع الحوثيين الذين تدعمهم إيران.
إرباك التنبؤات
أربك الرئيس السوري بشار الأسد (52 عاما) التنبؤات الغربية التي كانت تشير إلى أنه التالي في سلسة سقوط الديكتاتوريين العرب، وقد نجا من ثورة 2011 التي تحولت إلى حرب أهلية دمرت سوريا وتسببت في نشوء واحدة من أكبر أزمات اللجوء في تاريخ العالم.
ونجحت قوات الأسد بدعم من روسيا وإيران في استعادة مساحات واسعة من الأراضي التي ظلت جماعات معارضة عديدة تسيطر عليها، لكن غالبية البلاد أصبحت حطاما، وتتجاوز تكلفة إعادة بنائها حسب تقديرات الأمم المتحدة 250 مليار دولار. كما أن المفاوضات لإنهاء الحرب ظلت ضعيفة مع عدم وضوح الدور الذي سيلعبه الأسد في المستقبل.
المصدر : نيويورك تايمز
========================
"نيويورك تايمز": كيف ستسبب دول إعادة إعمار سوريا مزيدًا من المعاناة للسوريين؟
قال تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن سياسات إعادة بناء سوريا تصطدم بمعضلة تواجه الدول الغربية، حيث ستتطلب عملية إعادة إعمار البلاد من هذه الدول إما أن تتعاون مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي فرض حصارًا على شعبه بل وقصفه أحيانًا بالغاز، وهو ما من شأنه أن يوطد نظام الأسد، أو الخيار الآخر هو أن تتخلى هذه الدول عن الشعب السوري ليعيش بين الأنقاض.
ورصد تقرير الصحيفة الأمريكية الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها حي الوعر، أحد أحياء مدينة حمص، الذي لم يبق فيه سوى أعداد قليلة من السكان بعد حصار دام ثلاث سنوات ونصفًا، فرضته قوات النظام السوري. ونقل التقرير مشاهد مؤلمة من الحي الذي تهدم فيه أحد أكبر مشافيه، بحيث لم يبق سوى طابقين من طوابقه العشرة قابلة للاستخدام.
وقال التقرير: "إذا كان حي الوعر، الذي استردته الحكومة في الربيع الماضي، يرمز إلى الانتصار الحاسم للرئيس بشار الأسد، فإنه يجسد أيضًا تحديًا يلوح في الأفق مع اقتراب الحرب من نهايتها: سياسة إعادة الإعمار".
وأضاف التقرير أن هذا التحدي هو تحد حاسم بالنسبة للأسد كما هو الحال بالنسبة لمنتقديه الغربيين. هل يستطيعون أن ينفقوا المال على نظام جوّع شعبه وقصفه بالغاز أحيانًا؟ أو بعد أن فشل في إسقاط الأسد الذي استطاع بمساعدة روسيا وإيران استعادة جزء كبير من الأراضي التي خسرها منذ ما يقرب من سبع سنوات من الحرب، هل يمكن للغرب أن يتخلى عن شعب سوريا ليعيش وسط الأنقاض؟
ونقل التقرير عن السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة، فرانسوا ديلاتر، قوله: "كيف يمكن تقديم أفضل مساعدة للسكان السوريين المحتاجين من دون توطيد سلطة الأسد هي معادلة صعبة، لكنه المسار الضيق الذي يجب أن نعثر عليه".
250 مليار دولار
وأوضح التقرير أن الحكومات الغربية لديها مصلحة كبرى في هذه المسألة. إن أي أمل في عكس مسار تدفق اللاجئين – وهو مصدر قلق لكثير من السياسيين الأوروبيين – يعتمد جزئيًا على قدرتهم على إعادة توحيد سوريا. كما يمكن أن تكون عقود إعادة الإعمار مربحة للشركات الغربية.
وقال المبعوث الخاص للأمم المتحدة في سوريا، ستيفان دي ميستورا، إن إعادة اعمار سوريا ستكلف ما لا يقل عن 250 مليار دولار.
في حي الوعر، وهو أحد أحدث الأماكن التي استردتها قوات الأسد، عُرض على مقاتلي المعارضة صفقة تخيرهم بين الاستسلام أو المغادرة، مع عائلاتهم، إلى الجيوب التي تسيطر عليها المعارضة باتجاه الشمال. وقد خرج عشرات الآلاف من الأشخاص منذ مارس (آذار) إلى مايو (أيار) الماضي. ولا يزال عدد قليل منهم يبلغ 30 ألف شخص، وفقًا للسلطات الحكومية، يملكون الشقق التي تتفجر فيها النوافذ.
قال البنك الدولي إن ما يقرب من خُمس المساكن السكنية في سوريا قد تضررت. وقالت الأمم المتحدة إن واحدة من كل ثلاث مدارس قد تضررت أو دمرت، وأقل من نصف المرافق الصحية في البلاد تعمل.
في أجزاء من حلب، ثاني أكبر مدينة في البلاد، التي استعادتها القوات الحكومية قبل عام، لا تزال مرافق المياه البلدية محطمة، مما يتطلب من لجنة الصليب الأحمر الدولية توصيل المياه بالشاحنات، وهي عملية مكلفة. ولا يزال مركز مدينة حمص التاريخي، الذي خسرته المعارضة في عام 2014 بعد الحصار المدمر، كومة من الركام.
بالنسبة للأسد، أثبتت استراتيجية الحصار كونها أنجع وسيلة لقتل المدن والأحياء من الأعداء من قبل المدنيين الذين يتضورون جوعًا، وحتى مع انتهاء الحرب، فإنه لا يزال يستخدمها، وغالبًا ما تكون لها عواقب إنسانية وخيمة.
وفي الغوطة الشرقية، أدى الحصار الذي فرضته الحكومة إلى ما وصفته الأمم المتحدة مؤخرًا بأعلى معدلات لجوع الأطفال، المسجلة خلال النزاع، حيث أصيب ما يقرب من 12% من الأطفال بسوء التغذية الحاد، وفق ما ذكره التقرير.
آخر ورقة لدى الغرب
ووصفت فيدريكا موغيريني، الممثل الأعلى لسياسة الأمن والشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، مساعدات إعادة الإعمار بأنها آخر ورقة لدى الغرب للتأثير على المستقبل السياسي لسوريا، على الرغم من أن تأثير الغرب الآن على مصير الأسد غير مؤكد في أحسن الأحوال. لم تشمل المحادثات السياسية في جنيف في الأسبوع الماضي حتى موضوع مصير الأسد.
ونقل التقرير عن موغيريني قولها رسالة عبر البريد الإلكتروني: "نحن الآن على استعداد للانتقال إلى الخطوة التالية". إلا أنها قالت أيضًا إنه يتعين على الدول الغربية أن تدرك أن مشاركتها "لن تبدأ إلا عندما يتم الاتفاق على الانتقال السياسي في جنيف".
حكومة الأسد، من جانبها، كانت حريصة على الإشارة إلى أن الغرض من تلك المحادثات السياسية يكون بعيدًا عن الهدف الرئيس للمعارضة: خروج الأسد من السلطة.
وقال علي حيدر، وزير المصالحة، في مقابلة في دمشق: "لقد انتقلنا من فكرة استبدال فريق واحد بفريق آخر إلى مفهوم الشراكة لإنشاء هيكل سياسي جديد". ومع ذلك، أشار حيدر إلى أن الحكومة لم تتمتع إلا بانتصار جزئي. وقال: "في ساحة المعركة نحن في وضع أفضل. سياسيًا نحن في معركة حقيقية".
وفي حمص، ثالث أكبر مدينة في سوريا، رصد التقرير وجود لافتات تذكر بانتصار الأسد العسكري في كل مكان، بما في ذلك عند مدخل فندق تستخدمه الأمم المتحدة مقرًا بالمدينة. وهناك لوحة عملاقة في موقف للسيارات تضم صورة للأسد وهو يبتسم ويقول التعليق أسفل الصورة: "يدًا بيد سنعيد البناء".
حصار مميت
وقد امتد حصار حي الوعر فترةً كانت هي الأطول بين المدن التي حاصرها النظام. خلال أشهر الحصار العصيبة، أحرقت العائلات الأرائك لتحافظ علی الدفء في فصل الشتاء.
توقفت الكهرباء ساعات أو أيامًا. وكانت طوابير الخبز طويلة جدًا، كما ذكر سكان الوعر، إن الناس قاتلوا بعضهم البعض للحصول على ما يكفي من المؤن لأسرهم. خلال أشهر الحصار، ارتفعت تكلفة حليب الأطفال، حتى إن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية بدأوا ينتقلون إلى المستشفى الذي تديره مؤسسة خيرية. وكانت الإمدادات الطبية نادرة جدًا.
وفي أسوأ الأسابيع، ساعد الموظفون النساءَ على الوصول بأطفالهن إلى الطابق السفلي، وهو المكان الأكثر أمانًا من الغارات الجوية. كما استخدم السكان الهواتف المحمولة كمصابيح كهربائية، لتوفير طاقة المولد لاستخدامها في الأوقات العصيبة.
ووصف تقرير صدر مؤخرًا عن منظمة العفو الدولية تهجير قوات المعارضة وعائلاتهم بـ"التهجير القسري" وقال إنه ينتهك القانون الدولي. وقالت المجموعة إن أي مساعدات لإعادة الإعمار يجب أن تضمن عودة المدنيين طوعًا إلى ديارهم بـ"سلامة وكرامة".
========================
واشنطن بوست: واشنطن ترى أن موارد دمشق لا تكفي لانتصارها
كتبت صحيفة "واشنطن بوست" أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على يقين من أن الحكومة السورية لن تنتصر في الحرب الأهلية بسبب نقص الموارد الضرورية لذلك.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول رفيع المستوى في إدارة ترامب تصريحه أن دمشق لا تتوفر لديها الموارد الضرورية للحفاظ على السلام الثابت في البلاد.
وقال المصدر: "إنهم ليسوا أغنياء، وليس لديهم كثير من الأنصار في بعض الأوساط العسكرية، وكل ما لديهم إمكانيات قليلة، أما الاستياء فإنه بالعكس أكثر مما كان عليه في بداية النزاع".
وأضاف أن الإدارة الأمريكية ترى أن نحو 80% من العسكريين الذين يحاربون إلى جانب الحكومة السورية، هم أجانب من حزب الله اللبناني والوحدات العراقية الشيعية وجيش الحرس الثوري الإيراني. وتعتقد واشنطن، على حد قوله، أنها شهدت هذا الوضع بوضوح أثناء المعارك في مدينة البوكمال.
كما يرى البيت الأبيض أن القوات السورية هيهات أن تكون قادرة على الإشراف على القوات المعارضة أو الوحدات الكردية حتى إذا تمكنت من استئناف سيطرتها على الأراضي التي تحتلها المعارضة والأكراد حاليا.
وقال المصدر: "لم يبق من الدولة السورية إلا شبح".
========================
ناشينال إنترست: سوريا هي الثقب الأسود لمنطقة الشرق الأوسط
قال الكاتب دانيال ديبيتريس، في مقال له إن الأزمة السورية وما يتعلق بها من جهود دبلوماسية ومحادثات ومؤتمرات أصبحت بمثابة "الثقب الأسود" لمنطقة الشرق الأوسط بأكملها.
وأوضح الكاتب في المقال الذي نشرته مجلة "ناشينال إنترست" الأمريكية، أن المبعوث الدولي الخاص للأمم المتحدة، دي مستورا يحاول عبثاً الوصول إلى حل للأزمة من خلال إعطاء فرصة للطرفين لمناقشة الانتقال السياسي للبلاد ما دام أن كلا الطرفين ملتزمان بمطالبهما المطلقة ويتبادلان الاتهامات بما لا يمكن معه التوصل إلى حل وسط معتدل بشأن مستقبل سوريا السياسي.
ويشير الكاتب إلى أنه وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية كان لدى هيئة الأمم المتحدة واحدة من "أصعب الوظائف على كوكب الأرض"، حيث ضغط دي مستورا كثيراً على لجنة المفاوضات العليا المعارضة للاعتراف بموقفها الضعيف على الأرض، محاولاً إقناعهم بأنه مع قوة أقل في الحرب سيكون لهم نفوذ أقل على طاولة المفاوضات، إلا أنه لقي آذاناً صماء، كما أن وفد المعارضة لم يستمع لأي من الاقتراحات التي عرضت عليهم التخفيف من مطالبهم في ضرورة رحيل الأسد خلال مرحلة انتقالية.ويرى الكاتب أنه وبعد مقتل أربعمئة ألف سوري، وقصف لا هوادة فيه على أهداف مدنية، وتدمير النسيج الاجتماعي السوري، وانهيار اقتصاده، وانتهاك النظام السوري لكل القوانين الدولية لحقوق الإنسان، لا يمكن للمعارضة أن تعتمد على استمرار الأسد في العمل كرئيس للبلاد.
لكنه اعتبر أن عملية التفكير هذه "مليئة بكميات كبيرة من العاطفة"، حتى لو كانت مفهومة تماماً، إلا أنها ستكون عائقاً أمام التوصل إلى حل يرضي الطرفين.
من جهة أخرى يواصل المفاوضون في النظام السوري إصرارهم على أن "يكون الأسد هو الرئيس الشرعي للجمهورية العربية السورية"، وأن المطالبة بإزالته قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة في سوريا في 2021 ليست ذات مصداقية.
وتوقع الكاتب فشل الجولة الثامنة من المفاوضات التي من المقرر أن تستمر حتى منتصف ديسمبر الجاري، مشيراً إلى أن دي مستورا سيصاب بخيبة أمل كبيرة إذا كان يتوقع نتيجة أفضل في الجولة الثامنة، إذ إن نظام الأسد لم يقدم أي تنازلات دستورية سياسية كبرى عندما كان في أكبر مراحل ضعفه، وإنه لن يقدمها وقد أصبحت كفة الحرب تميل إلى جانبه منذ عامين.
واختتم الكاتب بقوله: "في هذه المرحلة من الصراع، من الصعب أن نعتقد أن الحرب ستنتهي من خلال ترتيب سياسي، وإذا انتهى الأمر من خلال مثل هذا الترتيب، فإن الرئيس القادم لن يكون أحداً ممن يحبه خصوم الأسد".
========================
مونيتور الأمريكي: طلال سلو تحدث ك رهينة وماكغورك رفض التعليق  0
نشر موقع المونيتور الأمريكي تقرير يوضح فيه بعض الملابسات حول قضية طلال سلو الذي اتهم التحالف الدولي بتسليح جماعات إرهابية حسب ما يقول .
وقال المونيتور إن طلال سلو المتحدث السابق بإسم القوات السورية الديمقراطية يقول مزاعم كثيرة، ومتناقضة ، حيث اتهم الولايات المتحدة الامريكية بأنها انشئت تغطية لوحدات الحماية الكردية وحزب العمال الكردستاني ، واتهم سلو بأن وحدات حماية الشعب والولايات المتحدة قاموا بعقد عدة صفقات مع داعش .
وقال المونيتور إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لم يستجيب لإي مزاعم ل سلو ، وان المتحدث الرسمي بإسم التحالف بريت ماكغورك قال للموقع عبر البريد الإلكتروني : لن نعلق على تقرير من وكالة انباء ثانوية تزعم انها نشرت أقوال طلال سلو.
وأضاف المونيتور إن مصدر غربي له معرفة حميمة ووثيقة مع عمليات التحالف في سورية قال : إن سلو لم ينشق بل تعرض للضغط (مزيج من الابتزاز والحوافز المالية ) ، وكانت تركيا قد منعته من التواصل مع عائلته المقيمة في تركيا ، وهذه الأساليب شائعة لدى تركيا ، حيث ان تركيا تهدد السوريين الذين يريدون العودة الى المناطق التي تسيطر عليها قوات الدفاع الذاتي “.
وقال قائد قوات الدفاع الذاتى ل “المونيتور” : إن المخابرات التركية وضعت سلو تحت المراقبة والضغط والإبتزاز ، وإن سلو أقدم على الإستقالة من منصبه كمتحدث منذ حوالي 5 اشهر لكنه لم يغادر ، لكن الضغوط استئنفت قبل الدفاع النهائي لتحرير الرقة.
وقال ” المونيتور ” ان مسؤول استخباراتي إقليمي طلب عدم الكشف عن هويته قال: وفقأً لمعلوماتنا إن سلو كان يعمل لصالح وكالة التجسس الوطنية التركية منذ البداية.
وأضاف المونيتور : ان إدعاءات سلو الاخيرة يتناقض مع ادعاءاته الأخرة بنسبة 80% ، حيث إن سلو قال إن الولايات المتحدة الامريكية وعدت وحدات الحماية الكردية بأنشاء ممر خاضع لسيطرة الأكراد على طول البحر الأبيض المتوسط ، لكنه قال ايضا ان الأميركيين لم يقدموا أي وعود لدعم وحدات حماية الشعب في عفرين.
وأكمل المونيتور في تقريره ان قائد قوات الدفاع الذاتى قال : أن تركيا تستخدم سلو لصرف انتباه الجمهور عن المحاكمة الجارية فى نيويورك للتاجر الذهبى الإيرانى التركى رضا ضراب.
وأكد المونيتور في نهاية تقريرها ان تصريحات سلو هي فقط لتأجيج المشاعر المعادية للولايات المتحدة داخل تركيا ولأظهار قضية ضراب على انها تصنيع أمريكي آخر يهدف إلى إضعاف تركيا. لكن تصريحات المتحدث السابق تكاد تكون بالتأكيد مرتبطة بجهود أنقرة للضغط على الولايات المتحدة لقطع علاقاتها مع وحدات حماية الشعب.
وأشار المصدر الغربي إلى أن “المقابلة مفتعلة جدا، ومن الواضح أن سلو يتحدث كرهينة ، آيعقل ان تكون المقابلة مع سلو استغرقت شهرا كاملا ؟، الذي يريد اظهار الحقيقة لا ينتظر لمدة شهر كي يقولها” .
========================
فورين أفيرز :الإسلام السياسي بعد الربيع العربي.. بين الجهاد والديمقراطية
أوليفييه روي - (فورين أفيرز) عدد تشرين الثاني (نوفمبر) كانون الأول (ديسمبر) 2017
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
ظهر مصطلح "الإسلاموية" Islamism ومكافئه المخفف، "الإسلام السياسي"، وحققا انتشاراً واسع النطاق بعد الثورة الإيرانية في العام 1979، وسرعان ما أصبحا حاضرَين دائمَين في الخطاب السياسي المعاصر. وتم نحت المصطلحين لوصف ظاهرة يُزعم أنها جديدة: وجود حركات سياسية يرأسها علماء مسلمون متعلمون يدعون إلى "إعادة أسلمة" البلدان ذات الأغلبية المسلمة (والمجتمعات الإسلامية في أماكن أخرى)، التي توقفت، في نظرهم، عن أن تكون إسلامية بما فيه الكفاية. وروجت هذه الحركات للشريعة الإسلامية من خلال الأشكال الحديثة للتعبئة الشعبية -على سبيل المثال، إنشاء فروع مخصصة للشباب والنساء والعمال. واعتمدت هيكلاً تنظيمياً مختلطاً، في نقطة تقاطع بين الأخوية الصوفية التقليدية، التي يمر فيها الأعضاء بخطوات مختلفة من الارتقاء، وبين الحزب السياسي الحديث؛ حيث يقوم مجلس استشاري بتعيين قائد يشرف على اللجان الفنية المخصصة لمجالات سياسية معينة. وقد عمل الإسلاميون على مسارين: تعزيز حركة اجتماعية يمكن أن تتشارك مع المنظمات المجتمعية والجمعيات الخيرية؛ وإنشاء حركة سياسية تتنافس في الانتخابات وتقوم بدفع أعضائها إلى داخل بيروقراطية الدولة.
بحلول السبعينيات، كانت هذه المنظمات بالكاد جديدة. وكانت الجماعة الإسلامية الأولى والأكثر شهرة هي جماعة الإخوان المسلمين، التي تأسست في مصر في العام 1928، ثم أنشأت في وقت لاحق فروعاً لها في جميع أنحاء العالم العربي. ومع مرور الوقت، تأسست منظمات مماثلة في أماكن أخرى من العالم الإسلامي السني. لكن رجال الدين الإيرانيين الشيعة والمتشددين الذين شاركوا في الإطاحة بشاه إيران في العام 1979 ساعدوا على تعريف الإسلام السياسي في الخيال العام -ربما لأنهم كانوا أول إسلاميين يسيطرون على دولة حديثة. وقد ساعد صعودهم على الترويج لمصطلح "إسلاموي" -أو "إسلامي" بهذا المعنى السياسي- في وسائل الإعلام، والأوساط الأكاديمية، والحكومة.
واليوم، لسوء الطالع، يستخدم الصحفيون والعلماء والسياسيون هذا المصطلح بحرية، ويربطونه بمجموعة واسعة من الشخصيات والمجموعات، من راشد الغنوشي، زعيم حزب النهضة "المسلمون الديمقراطيون" في تونس، إلى أبو بكر البغدادي، الخليفة المعين ذاتياً لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش). ويشبه ذلك استخدام مصطلح "اشتراكي" لوصف كل من السيناتور الأميركي بيرني ساندرز وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون.
إحدى الميزات العديدة لكتاب "إعادة تفكير في الإسلام السياسي"، Rethinking Political Islam، وهو مجموعة مدروسة ومفيدة من المقالات التي جمعها شادي حميد وويليام ماكانتس؛ الخبيران الأميركيان البارزان في هذا الموضوع، هي الكيفية التي يشحذ بها النقاش حول الإسلام السياسي من خلال تعريف ما يسميه الكاتبان "إسلاميو التيار السائد". ويستخدم حميد وماكانتس هذا المصطلح للإشارة إلى الأحزاب الإسلامية "التي تعمل ضمن حدود السياسات المؤسسية، وتكون مستعدة للعمل داخل هياكل الدولة القائمة، حتى تلك البِنى العلمانية ظاهرياً". وتشمل المجموعات التي ينطبق عليها هذا الوصف جماعة الإخوان المسلمين في مصر والأردن، وحزب الإصلاح في اليمن، وحزب العدالة المزدهر في إندونيسيا، وغيرها الكثير.
يستثني تعريف حميد وماكانتس حركات مثل "جماعت تبليغي" التي تتخذ من جنوب آسيا مقراً لها، والتي تسعى إلى إعادة أسلمة المجتمع من خلال التبشير بدلاً من السياسة. كما أنه يستثني الجماعات المتطرفة، مثل تنظيم القاعدة، التي تدافع عن الجهاد العنيف وتمارسه. لكن تركيز الكتاب على إسلاميي التيار السائد له ما يبرره، لأنه على الرغم من أن الجماعات الإرهابية تصنع عناوين الأخبار، فإن الجماعات الأكثر اعتدالاً تتمتع بدعم أعمق وأوسع نطاقاً بكثير في العالم الإسلامي، بحيث تشكل بذلك تحدياً أكبر على المدى الطويل للدول العلمانية بجميع أنواعها. وهي حركات اجتماعية حقيقية ذات أهداف ملموسة قصيرة الأجل؛ وإذا كانت تؤيد فكرة الخلافة العالمية، فإنها تعتبرها حلماً قصياً بعيد المنال.
في الوقت الراهن، تسعى هذه الحركات إلى التساكُن مع المؤسسات القائمة، وبناء الدعم من خلال إنشاء الجمعيات الخيرية التي تملأ الفجوة التي خلفها سوء الحكم في الكثير من أنحاء العالم الإسلامي. وبحسن النوايا الذي يصنعه ذلك، تحاول هذه الحركات إقناع الناس بـ"العودة" إلى الإسلام من خلال التقوى: ارتياد المساجد؛ والصلاة علناً في الأماكن العامة؛ وارتداء الحجاب بالنسبة للنساء. وهي لا تتحدى بشكل مُعلن شرعية الحكومات العلمانية، وإنما تحاول بدلاً من ذلك التأثير عليها؛ فتدخل الساحة الانتخابية عندما يُسمح لها بذلك، وهي مفتوحة على الانضمام إلى الائتلافات السياسية. وهي ترفض ممارسة التكفير (اتهام المسلمين الآخرين بالردة) ولا تروج للتمرد المسلح -إلا ضد إسرائيل. وهي لا تلجأ إلى حمل السلاح إلا نادراً، فقط عندما تتعرض للهجوم. وعلى الرغم من أنها تتهم القوى الغربية بالاستعمار الجديد و"العدوان الثقافي"، فإنها تُبقي الباب مفتوحاً دائماً أمام الاتصالات والتفاوض. (تجدر الإشارة إلى أن منتقدي ومعارضي هذه الجماعات يتهمونها منذ فترة طويلة، وعادة من دون أدلة كثيرة، بامتلاك أجندات خفية وممارسة الازدواجية لإخفاء نواياها ومعتقداتها الأكثر تطرفاً).
هذه صورة مألوفة إلى حد ما. لكنها وُضِعت في السنوات الأخيرة في إطار غير مألوف، بفضل ما يسميه حميد وماكانتس "الصدمتان التوأمان": الانقلاب العسكري في مصر في العام 2013، الذي أطاح بالحكومة المنتخبة إسلامية القيادة بعد أن قضت بالكاد سنة في السلطة؛ وظهور دويلة "داعش" في العام 2014 في أعقاب هجمة المجموعة الوحشية عبر العراق وسورية. وكانت هناك بطبيعة الحال صدمة أبكر أيضاً: ما يُدعى "الربيع العربي" في العامين 2010-2011، الذي جلب لإسلاميي التيار السائد قدراً من النفوذ والسلطة أكثر مما تمتعوا به في أي وقت سابق.
ولكن هذه الصدمات عملت، بعيداً عن إيضاح طبيعة ومسار الإسلاموية، على المزيد من تعكير المياه فحسب. وكما يكتب حميد وماكانتس، فإنه "بعد عقود من التكهنات حول ما يمكن أن يفعله الإسلاميون عندما يأتون إلى السلطة، حظي المحللون والأكاديميون -والإسلاميون أنفسهم- بجواب في نهاية المطاف. وهو جواب مربك".
السياق في مقابل الجوهر
لإلقاء الضوء على الموضوع، قام الكُتاب المساهمون في كتاب "إعادة نظر في الإسلام السياسي" بحكمة بوضع النقاشات النظرية عن الأيديولوجية الإسلاموية جانباً، وقاموا بدلاً من ذلك بدراسة ممارسات وسياسات الأحزاب الإسلامية في السنوات الأخيرة. ويخصص الكتاب فصولاً للتطورات التي حدثت في تسعة بلدان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا. واستخدموا خبرتهم في إدارة التدرج المنهجي.
بعد ثورات 2010-2011، كسب الإسلاميون الانتخابات في مصر والمغرب وتونس، في حين تورطوا على الفور في الحروب الأهلية الفوضوية في كل من ليبيا وسورية واليمن. ولم تحدث انتفاضات في الأردن والكويت، لكن الأحزاب الإسلامية في هذين البلدين -والتي لها تراث طويل من المشاركة في الانتخابات والعمل ضمن المؤسسات القائمة- تنشطت مع ذلك بفضل الاضطرابات في الأماكن الأخرى. وانطبق الشيء نفسه على الأحزاب الإسلامية في باكستان وجنوب شرق آسيا.
على الرغم من هذا التنوع، يندرج محللو الإسلام السياسي في هذه الأماكن في فئتين رئيسيتين. الأولى يمكن أن يُطلق عليها اسم "وجهة النظر السياقية" The contextualist view، التي تعتقد بأن سياسات وممارسات الأحزاب السياسية لا تقودها الأيديولوجية بقدر ما تقودها الأحداث، وترى إلى هذه الجماعات باعتبار أنها تعمل برد الفعل وتميل إلى التكيف. وهكذا، على سبيل المثال، أنتج القمع العنيف الذي واجهته جماعة الإخوان المسلمين المصرية في الستينيات نهجاً أكثر حذراً لدى قيادة الحركة، مصحوباً بالتطرف على هامشها. وفي المقابل، قادت الفرص السياسية التي وفرتها ثورات 2010-2011 الجماعة إلى دخول معترك اللعبة الانتخابية، كما يلاحظ العالم السياسي ستيفن بروك في مساهمته في الكتاب المذكور. ويعتقد أصحاب النظرة السياقية بأن الجماعات الإسلامية تسعى إلى التكيف مع الظروف والأعراف الخاصة بالبلد المعني (على سبيل المثال، الاعتراف بالأنظمة الملكية في الأردن والمغرب). والهدف الرئيسي لهذه الجماعات هو البقاء على قيد الحياة كمنظمات متماسكة وكفاعلين سياسيين. وفي كثير من الأحيان، لا يعدو استخدامها للخطاب الديني كونه "كلام إسلامي" (بكلمات العالم السياسي الفرنسي فرنسوا بورغات) -أي كطريقة للتعبير عن هوية فريدة من نوعها وإنطاق المظالم، خصوصاً ضد الغرب.
أما المدرسة الثانية للفكر، فهي تلك التي يمكن أن تدعى "وجهة النظر الجوهرية" The essentialist view. وهي ترى أن الإسلاميين هم في الأساس أيديولوجيون، وأن أي تنازلات يقدمونها للمبادئ أو المؤسسات العلمانية هي تحركات تكتيكية بحتة؛ حيث لا تمنعهم مشاركتهم في السياسات الانتخابية من الدعوة إلى الجهاد العنيف أيضاً. ووفقاً لهذه النظرة، فإن المفهوم الإسلامي الحقيقي للديمقراطية هو "رجل واحد، صوت واحد، مرة واحدة". وبعبارات أخرى، يرى الإسلاميون صندوق الاقتراع كمجرد طريق إلى السلطة؛ وبمجرد أن يصبحوا هناك، فإنهم يستبدلون الديمقراطية بالثيوقراطية. والنتيجة الطبيعية لهذه الأطرحة هي الفكرة -التي يطرحها بحماس منتقدو الإسلاموية، وإنما يتبناها بعض المنتمين إليها أيضاً- القائلة إن اللاهوت الإسلامي لا يعترف بأي فصل بين الدين والسياسة، وبذلك لا يستطيع الإسلامي الموثوق والحقيقي أن يتخلى عن أجندته الأيديولوجية لصالح مقاربة أكثر براغماتية أو ديمقراطية.
في السنوات الأخيرة، مع ذلك، فعل الإسلاميون السائدون ذلك بالضبط في كثير من الأحيان. وقد فعلوا ذلك في أعقاب النصر، كما حدث في تونس، وفي أعقاب الهزيمة، كما فعلوا في مصر. وفي كلتا الحالتين، تغلبت القيود السياسية على الالتزامات الأيديولوجية. وقد أدرك الإسلاميون في مصر وتونس أن ناخبيهم يهتمون أقل بدور الإسلام في الدستور، مثلاً، من اهتمامهم بتوفير الوظائف والغذاء والإسكان. وفي مصر، تعلم الإسلاميون هذا الدرس بالطريقة الصعبة. في البداية، بدت الحكومة التي ترأسها محمد مرسي، الذي كان سابقاً قائداً بارزاً في جماعة الإخوان المسلمين، راغبة في العمل ضمن محددات المؤسسات القائمة -وفي الحقيقة، شكل ذلك الاستعداد جزءاً من الأسباب التي جعلت الإسلاميين يُنتخبون في المقام الأول. ولكن، عندما وسَّع مرسي سلطته الخاصة وفشل في توفير النمو الاقتصادي والأمن، فإن الدعم الشعبي لحكومته تراجع، ورحب معظم المصريين بعودة الحكم العسكري بعد أن استولى عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع، على السلطة بانقلاب في العام 2013. وفي تونس، تكيف إسلاميو التيار السائد في "حزب النهضة" بقدر أكبر من الحذق، كما تناقش الباحثة مونيكا ماركس في مساهمتها في الكتاب؛ حيث قاموا بحل تحالفهم الحاكم في العام 2013 في أعقاب الغضب الشعبي من الهفوات الأمنية وعدم الاستقرار الاقتصادي -وهي خطوة حالت دون حدوث مواجهة مع العلمانيين، والتي ربما كانت لتهدد بقاء الحزب على المدى الطويل.
في العديد من الأماكن، أدركت الأحزاب الإسلامية أيضاً أنها لا تتمتع باحتكار للسياسة الدينية: في مصر في العام 2012، شكل السلفيون -الأهدأ حتى ذلك الوقت- حزبهم الخاص وكسبوا شريحة من الناخبين المتدينين. وفي الأثناء، لم تؤيد المؤسسات الدينية، مثل جامعة الأزهر القاهرية، الإسلاميين. وكثيراً ما عرضت حتى الأحزاب العلمانية، مثل حزب "نداء تونس" التونسي، بعض القواعد الإسلامية في برامجها من أجل تعزيز صدقيتها الثقافية. وفي جنوب شرق آسيا، كما يبيّن العالم السياسي جوزيف تشينيونغ في الفصل الذي أسهم به في الكتاب، أدرجت معظم الأحزاب السياسية تقريباً مسألة إعادة الأسلمة في برامجها، بطريقة قوضت العلامة الإسلامية المميزة.
لم تنتج الثورات العربية في 2010-2011 حُكماً واضحاً في النقاش بين المعسكرين، السياقي والجوهري. ولكن، وكما يبيِّن الكتاب، فإن أغلبية من الأدلة تدعم الجانب السياقي. ويكتب حميد وماكانتس: "إن الديمقراطية تُمكِّن وتشجع كل الأحزاب، سواء كانت إسلامية أو غير ذلك، على السعي إلى المركز، أياً يكن ما يعنيه ذلك". ويعرض حزب النهضة التونسي الدليل الأكثر إقناعاً على هذه الحجة. فبعد فوزه بأكثرية برلمانية في العام 2011، أمضى الحزب سنوات في مناقشة نص لدستور جديد -مع نفسه ومع منافسيه. وربما كانت النتيجة هي الوثيقة الأساسية الأكثر علمانية في أي دولة عربية، وواحدة تحمي "حرية الضمير" -بمعنى الحق في اعتناق أو عدم اعتناق أي معتقدات دينية، وحرية تغيير الديانة. وهذا حق أكثر اتساعاً من "حرية الدين"، التي تسمح لغير المسلمين بممارسة عقائدهم، لكنها لا تسمح لهم بتحويل مسلمين إلى أديانهم، والتي تتجاهل الملحدين والناس الآخرين من ذوي التوجهات العلمانية. وكما يلاحظ باحث العلاقات الدولية، بيتر ماندافيل، في فصله في الكتاب، فإن تخلي حزب النهضة الطوعي عن سلطة الحكم أظهر أن المخاوف القديمة من "رجل واحد، صوت واحد، مرة واحدة" كثيراً ما تكون بلا أساس. وفي الأثناء، في مصر في العام 2013، لم يكن الإسلاميون هم الذين وضعوا نهاية للحكم الديمقراطي، وإنما فعل ذلك تحالف غريب بين قادة الجيش، والعلمانيين والسلفيين. وعلى أي حال، لم يكن مرسي يمتلك الوسائل لمقاومة انقلاب السيسي، كما أظهر رد الفعل السلمي بشكل غامر والعبثي تماماً لأنصار السيسي، الذين ذبح الجيش قرابة ألف منهم بعد احتلالهم ميداناً عاماً في القاهرة.
في نهاية المطاف، يبدو المساهمون في كتاب "إعادة تفكير في الإسلام السياسي" مهتمين بالذهاب إلى ما وراء النقاشات المألوفة الطويلة عن مدى صدق الإسلاميين. ويسعى هؤلاء المفكرون إلى فهم ما الذي سيعنيه للأحزاب الدينية التحول من فاعلين على الهوامش، مقتصرين على المعارضة، إلى فاعلين سياسيين حقيقيين. ولم يعد السؤال المطروح: ما الذي يقوله الإسلام عن السياسية؟ وإنما: كيف سيمارس الإسلاميون السياسة؟
كانت إجابة حزب النهضة التونسي عن هذا السؤال إحداث تغيير درامي في بنيته وهويته: في العام 2016، توقفت الجماعة رسمياً عن تعريف نفسها كحزب إسلامي. وكتب الغنوشي في هذه المجلة أن حزب النهضة "لم يعد يقبل وصف ‘إسلامي’ -وهو مفهوم شوهه المتطرفون في السنوات الأخيرة -كوصف لنهجه". وأضاف: "لقد أصبحت تونس أخيراً ديمقراطية بدلاً من كونها دكتاتورية؛ ويعني ذلك أن ’النهضة‘ يمكن أن تكون في النهاية حزباً سياسياً يركز على أجندة عملية ورؤية اقتصادية بدلاً من كونها حركة اجتماعية تناضل ضد القمع والدكتاتورية".
ولكن، إذا توقف حزب مثل "النهضة" عن محاولة تشكيل القانون المدني بحيث ينسجم مع الشريعة، فبأي معنى يمكن أن يكون "إسلامياً" من الأساس؟ الجواب -الذي ما يزال مثيراً للجدل بالنسبة للعديد من أعضاء الحركة- هو أنه على الرغم من أن "الحركة" و"الحزب" أصبحا الآن منفصلين رسمياً، فإن الهدف من مشاركة الحزب في السياسة هو حماية "الحركة" من السياسة. وبتحوله إلى فاعل سياسي طبيعي في نظام سياسي طبيعي، سوف يساعد حزب النهضة حركة النهضة على تنفيذ مهتمتها المتمثلة في تعزيز مجتمع حيث يكون الدين -ولو أنه ليس مكرساً في مؤسسات الدولة- مستقراً في قلب الحياة اليومية. ويشبه هذا النهج المفهوم الليبرالي الغربي عن فصل الكنيسة عن الدولة -ولو أنه أقرب إلى المفهوم الأميركي عن حماية الدين من تدخل الدولة منه إلى الفكرة الفرنسية عن حماية الدولة من الدين. وفي السياق الإسلامي، يجب تعزيز الفصل، ليس فقط من قِبل مؤسسات الدولة والدستور، وإنما على المستوى الشعبي أيضاً، من قِبل الأحزاب الإسلامية نفسها.
يشكل هذا التصور تغيراً عميقاً، ليس أقل من إعادة تعريف الدين بحيث يشير بشكل أضيق إلى مجموعة من المعتقدات والممارسات التي توجد في إطار مجتمع علماني. وقد أدرك "النهضة" أنه على الرغم من أن المجتمع التونسي ربما يكون مسلماً من الناحية الثقافية، فإنه ليس منذوراً لقدر أن يصبح إسلامياً من الناحية الأيديولوجية. وقد أضاء الغنوشي هذه النقطة بإعلانه أن "النهضة" أصبح "حزباً للمسلمين الديمقراطيين"، مستدعياً -عن قصد- مقارنات مع الأحزاب الديمقراطية المسيحية في أوروبا.
لكن مثل هذه المقارنة تقطع شوطاً أبعد مما يجب. فمند أواسط الأربعينيات حتى أواسط السبعينيات، وجدت الأحزاب المسيحية الديمقراطية طرقاً لإضفاء العلمانية على ما كان في الأساس قيماً دينية، من أجل الوصول بطريقة أفضل إلى الناخبين الذين يصبحون أكثر علمانية باطراد. وفي الدول ذات الأغلبيات البروتستانتية والكاثوليكية على حد سواء، روجت هذه الأحزاب قيماً مستمدة من العقيدة الاجتماعية للكنيسة، في مسائل تتصل بالعائلة، والتعاون بين العمال وأصحاب الأعمال، والضمان الاجتماعي. ولكن، حتى مع أن هذه الأحزاب ما تزال على قيد الحياة (بل وتزدهر في ألمانيا)، فإنها ليست هناك حركة اجتماعية مسيحية ديمقراطية مكافئة لتلك التي يرى "النهضة" والجماعات الإسلامية الأخرى أن وجودها حاسم لإنجاز مهماتها. وفي بلدان مثل ألمانيا، يوجد لدى الديمقراطيين المسيحيين "حزب" وإنما ليس "حركة". وعلى الرغم من أن الحركات الاجتماعية الكاثوليكية تعمل في بلدان أوروبية مثل إيطاليا، فإنها لا تتماهى مع أحزاب سياسية. وفي أوروبا، لم تنتصر العلمانية فقط في المجال السياسي، وإنما في المجال الاجتماعي أيضاً: فبعد الحرب العالمية الثانية، انجرفت البلدان الأوروبية أبعد وأبعد عن وجهات النظر المسيحية التقليدية، خاصة في الشؤون التي تتعلق بالجنسانية، والجندر والأسرة. وبهذا المعنى، يكون من المدهش أن يشجع الغنوشي وآخرون من إسلاميي التيار السائد عقد المقارنات مع المسيحيين الديمقراطيين، الذين يقدمون بالكاد نموذجاً للنجاح بالمعايير الإسلامية.
يبدو من غير المرجح أن تترافق علمنة السياسات الإسلامية بانحراف بعيداً عن القيم التقليدية للدول المسلمة، في المستقبل المنظور على الأقل. (من غير المرجح أن تضفي تونس الشرعية على زواج المثليين في أي وقت قريب، على سبيل المثال). لكن فصل المسجد عن الدولة ينطوي على خطر أكثر حدة في المدى القصير على الأحزاب الإسلامية مثل النهضة: إذ يمكن أن يوفر فُرجة للمتطرفين الجهاديين الذين كثيراً ما يشيرون إلى أنفسهم على أنهم "غرباء في هذا العالم". ويأتي هذا التعبير من نشيد معروف راج خلال فترة محاكمات أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين المصرية في الستينيات. وهو تعبير عن فكرة أن الجهاديين -بنقائهم الأيديولوجي ورفضهم التكيف مع القواعد والمؤسسات العلمانية- يشكلون الإسلاميين الوحيدين الحقيقيين -وربما حتى المسلمين الوحيدين الحقيقيين. ومكمن الخطر هو أنه إذا اشترى إسلاميو التيار السائد فكرة الاندماج في دولة علمانية بثمن فصل أهدافهم السياسية عن أهدافهم الدينية والاجتماعية (كما حدث في تونس)، وعانوا الاستبعاد من الدولة بسبب إفراطهم في الوصول ومواجهة رد فعل قمعي ضد هذا الوصول (كما حدث في مصر)، فإن الشباب المسلمين الباحثين عن هويات دينية وسياسية "موثوقة" ربما يحولون أنظارهم إلى أماكن أخرى. وسيكون الجهاديون في الانتظار.
========================
فورين أفيرز :ألكس فاتنكا : تباين روسي- إيراني في سورية
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ٦ ديسمبر/ كانون الأول ٢٠١٧ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)
عقدت محادثات السلام في جنيف بعد اسبوع على مؤتمر سوتشي في 22 تشرين الثاني (نوفمبر) الذي جمع أبرز اللاعبين في سورية- إيران، وتركيا، وروسيا. وكان من المفترض ان يكون منعطفاً في رسم مستقبل سورية. وهذا، على الأقل، ما أملت به طهران. ولكن المفاوضات سلطت الضوء على الشقاق بين أبرز داعمي الأسد، إيران وروسيا، وانقسامات داخل ايران نفسها بين حكومة حسن روحاني وقيادات الحرس الثوري.
والأخير بسط في سورية في الأعوام السبعة الماضية نفوذه من طريق ميليشياته ووكلائه المحليين. وهو قلق على مكاسبه ويخشى رداً إسرائيلياً وأميركياً وعربياً يقوّضه (النفوذ). وعليه، قد ينزلق قريباً الى نزاع مع روسيا وغيرها من اللاعبين، ومنهم روحاني الذي قد يرحب بحل سياسي متعدد الأطراف يطوي الحرب السورية. والحق يقال لا يسعى الحرس الثوري الى حماية نفوذ ايران فحسب في سورية ما بعد الحرب، ولكنه يريد ترسيخ ميليشياته السورية الحليفة قوةً عسكرية– سياسية تجلو على صورته وتحاكي دور "حزب الله" في لبنان.
وأجمع الإيرانيون والروس والأتراك في سوتشي على احترام وحدة الأراضي السورية. ونوقشت مسائل مثل سبل الإبقاء على مناطق خفض التصعيد التي اتفق عليها في آستانة في أيار(مايو) المنصرم. ورمت قمة سوتشي الى استعراض غلبة الشراكة الإيرانية– الروسية- التركية. ولكن طهران تنظر بعين الارتياب الى النوايا الروسية والتركية في سورية. ويدرك الإيرانيون ان موسكو تسعى الى التنسيق مع شركاء كثر في المنطقة، وهم يصلونها النقمة على المساعي هذه. فموسكو، على خلاف أنقرة وطهران، تجري حوارات مع كل من يملك دوراً يعتد به في مستقبل سورية، من اسرائيل الى الولايات المتحدة ومروراً بدول عربية.
وتخشى طهران ان الصفقات المبرمة تدور على "قطع رأسها" وتقويض مصالحها. وقبل يومين من قمة سوتشي، التقى الرئيس الروسي، فلادمير بوتين، الأسد طوال 4 ساعات. وتشير التقارير عن الزيارة هذه في الصحف الإيرانية إلى أن طهران لم تكن على علم بها. ولكن إطلاع بوتين نظيره الأميركي على خطة موسكو قبل قمة سوتشي هو أكثر ما أزعج طهران. فالإيرانيون يرون ان الخطوة هذه محاولة لطمأنة اميركا. فواشنطن تعارض اي تسوية في سورية ترسخ المرابطة الإيرانية. وقلق الإيرانيين في محله. فالسبيل اليتيم الى تهدئة واشنطن هو تقويض نفوذ طهران ومصالحها في سورية ما بعد الحرب. وليس من بنات المصادفة أن الحرس الثوري بدأ يستعرض قدرات انتشاره وتجييش الميليشيات الإيرانية في سورية.
ولا شك في ان عرض العضلات هذا موجه الى جمهور واسع ضمنه بوتين ومستشاريه. ففي وقت تعد روسيا العدة للارتقاء الى مصاف الفيصل الديبلوماسي في آخر مراحل النزاع السوري، يذكّر جنرالات الحرس الثوري اللاعبين كلهم، وفيهم الأسد والروس، أن قوته ونفوذه لم يفترا. وتسعى طهران إلى تعظيم دورها في سورية ما بعد الحرب، ويريد الحرس الثوري حصد ثمار استثماراته في ميليشيات سورية وعربية.
وقائد الحرس الثوري الإيراني، محمد علي جعفري، لم يتستر، اخيراً، على سعيه الى إعلاء شأن الميليشيات الموالية لبلاده في سورية. ففي 23 تشرين الثاني (نوفمبر)، اعلن جعفري أن الأسد يعرف حق المعرفة انه "مدين" لـ "لميليشيات الشعب"، ويدرك أنها حيوية لبقائه السياسي. وقال إن الأسد سيدرج الميليشيات هذه في المؤسسات ويصون دورها في جبه الأخطار المقبلة. ويرى الجعفري ان الحرس الثوري هو من يحدد الأخطار هذه، والأغلب على الظن ان اميركا وإسرائيل مدرجتان على لوائح الأهداف. ويرمي الحرس الثوري الى تحويل الميليشيات السورية التي تأتمر بأمرته الى أشباه دول صغيرة ترسخ النفوذ الإيراني المستدام في سورية، مثل "حزب الله" في لبنان". وهذه الإستراتيجية غير مفاجئة. ففي 1979، إثر الثورة الإيرانية، أطلق الحرس الثوري مجموعة داعمة للخميني. ومع مرور الأعوام، تحولت الى دولة ضمن الدولة الإيرانية.
وليس التصعيد في خطاب الحرس الثوري موجهاً فحسب الى الخارج. فالنقاش حول مستقبل الميليشيات الإيرانية الولاء في سورية هو مسألة داخلية في طهران. فروحاني نأى بنفسه عن مشروع الحرس الثوري إسباغ مشروعية المؤسسات على ميليشياته في سورية. وعلى رغم انه لم ينتقد المشروع هذا نقداً مباشراً، لمحت وسائل الإعلام التي يسيطر عليها الحرس الثوري الى أن موقف حكومة روحاني من دعوة الغرب طهران الى التخلي عن ميليشياته أو على اقل تقدير نزع سلاحها، "ناعم". وفي وجه "سلمية" روحاني النسبية، يلتزم "الحرس" موقفاً مزدوجاً مفاده أن، 1) إبرام صفقة مع الغرب (أو روسيا) على مستقبل الميليشيات السورية، يفتقر الى الحكمة. وليس ما يسوغ التنازل عن مكاسب أحرزت في ميادين المعركة مقابل وعود دولية بالتعاون مع طهران في سورية. فطهران ترى ان ايران خدعت في الاتفاق النووي الإيراني في 2015، ولم تتقاض ثمناً مناسباً له. وعليه، 2) سارع "الحرس الثوري الإيراني" إلى إظهار تفوقه على الحكومة السورية في قيادة مساعي الإعمار للفوز بحصة من أموال إعادة الإعمار في سورية. وأعلن الجعفري أن فريقي روحاني والأسد أجمعا على أن شركات اقتصادية "حرسية" هي المرشحة الأولى لإدارة مشاريع الإعمار في سورية. وكفة الحرس الثوري راجحة في طهران في ملف الشؤون السورية، وهو يرى انه قادر على النجاح من طريق نشر نسخ من "حزب الله" حيث تسنح فرصة. ولازمة قادة الحرس الثوري مفادها أن المناخ الأمني الإقليمي يتغير وينقلب من حال الى اخرى، وأن الانقلاب هذا يقتضي تكييف الإستراتيجية العسكرية الإيرانية. وتعرف الإستراتيجية هذه بـ "الدفاع المتقدم" أو الدفاع على الجبهات الإمامية، ومحاربة اعداء إيران خارج حدودها للحؤول دون اندلاع النزاع على ارضها. والسيطرة على ميليشيات عربية في الخارج، على غرار تلك المتحالفة مع "الحرس" في سورية، هي من اركان سياسة "الدفاع المتقدم". ومن العسير توقع عودة السلام الى سورية في وقت تؤدي ميليشيات توالي كياناً أجنبياً وعدائياً وإيديولوجياً، دوراً راجحاً في العملية السياسية.
* باحث، صاحب "صناعة السياسة الخارجية الإميركية"، عن "فورين أفيرز" الأميركية، 29/11/2017، إعداد منال نحاس
========================
الصحافة البريطانية :
"التايمز": مسلحو تنظيم الدولة خرجوا من الرقة إلى أوروبا
قالت صحيفة "التايمز" البريطانية، إن مسلحي تنظيم الدولة الذين خرجوا من محافظة الرقة السورية، عقب اتفاق مع "ب ي د/ بي كا كا" الكردية، توجهوا إلى أوروبا، محذرة من احتمال شنهم هجمات فيها.
وذكرت الصحيفة، في عددها الصادر الثلاثاء، أن المئات من عناصر "داعش" غادروا الرقة، في إطار الاتفاق المبرم بين الأكراد وتنظيم الدولة، مشيرة إلى توجه بعضهم إلى الحدود التركية، وإلقاء القبض عليهم.
وبحسب معلومات حصل عليها مراسل الأناضول من مصادر محلية، منتصف أكتوبر/ تشرين أول الماضي، فإن مباحثات استمرت لأسبوع بين تنظيمي الدولة والأكراد.
وأسفرت المباحثات عن التوصل لاتفاق، سمح بموجبه تنظيم "بي كا كا" للمقاتلين الإرهابيين المحليين التابعين لداعش بترك الرقة، والتوجه لريف دير الزور (شرقا).
وأجرت الصحيفة مقابلة مع شخص يدعى "صدام حمادي"(26 عاما)، قالت إنه أحد مسلحي التنظيم، وتم القبض عليه خلال محاولته الفرار لأوروبا عبر تركيا.
وقال حمادي: "(قالوا لي إنه) في حال إلقاء القبض عليك من قبل "ي ب ك" (الجناح العسكري لـ ب ي د)، فإنهم سيطلقون سراحك بعد 10-15 يوما" (في إشارة إلى خروجهم من مناطق يسيطر عليها ب ي د).
وأوضح حمادي أنه جرى القبض عليه في بلدة "الراعي" (شمالي حلب) من قبل فصائل المعارضة.
وقالت الصحيفة: "إفادات حمادي عززت المخاوف التي تتمثل في أنّ مسلحي داعش الذين سُمح لهم بمغادرة الرقة توجهوا لأوروبا؛ لشن هجمات فيها"، دون أن توضح تفاصيل فرار المسلحين إلى أوروبا
========================
روبرت فيسك: كيف تعلمنا الثورة الروسية دروسًا عن الشرق الأوسط؟
منذ 19 ساعة، 5 ديسمبر,2017
يرى الكاتب البريطاني روبرت فيسك أن الانتفاضات يجب أن تُقرأ ھذه الأيام بعيون محايدة، وفي مقاله بصحيفة "الإندبندنت" البريطانية ھذا الأسبوع يروي كيف أن ثمة معرضًا صغيرًا في باريس عن الثورة الروسية 1917 يلقي بانعكاساته المظلمة على "اليقظة" العربية التي نلاحظھا جميعًا في منطقة الشرق الأوسط.
إنه معرض استثنائي عن "الثورة التي غيرت العالم" – يقول فيسك – يتضمن ملصقات دعائية، وصورًا فوتوغرافية، وحتى بعض الوثائق التي تظھر كم كان المناشفة – والحكومة الروسية المؤقتة، ولاحقًا البلاشفة – يحاولون تجنيد العالم الإسلامي، والأرمن، في خططھم لتدمير سلالة رومانوف.
يقول فيسك: "سأفترض أن الإطاحة بمبارك (القيصر) ومن بعده فترة الحكم القصيرة لمحمد مرسي (يتبادر إلى الذھن تمثيلھا للمناشفة المؤقتين، لكننا سنجد صعوبة في تشبيه المشير عبد الفتاح السيسي بلينين أو ستالين آخر، كما أن حرب الحكومة المصرية في سيناء حاليا ليس لھا علاقة بثنائية البيض في مواجھة الحُمر)، ولنقل إن نھاية حكم الملك فاروق لمصر، ومن بعدھا فترة القيادة المؤقتة للجنرال نجيب (المناشفة) ثم سيطرة عبد الناصر على الحكم، كل ذلك يمثل مثالًا أقرب شبھًا لما نتحدث عنه".
وتمثل الحالة السورية نظيرًا يبعث على القلق، إذ تظھر كيف أن من السھولة بمكان أن تتحول الثورة إلى حرب أھلية، بالتأكيد لا يمكن مقارنة أعداد الضحايا ھنا بملايين الروس الذين قتلوا في صراعات ما بعد 1917، لكن يظل ثمة خصائص مشتركة بين الحالتين. بالتأكيد لم يكن السوريون يعلمون أنھم سيواجھون أھوال الحرب ھذه بتلك السرعة، وكذا كان الروس في 1917.
ھذا بالإضافة إلى تدخلات القوى الأجنبية، روسيا إلى جانب الحكومة السورية، وأمريكا وبريطانيا إلى جانب المتمردين – (البيض)، إلى أن يتبين أنھم مسلمون (الخضر) – وسيظل إدراج قواتهم في سوريا – مع حد أدنى من الخسائر بالنسبة لهم، فيما الآخرون يواجھون الموت – ذكرى مؤلمة تخبرنا بما تؤول إليه الأمور حين تقرر قوى خارجية التدخل لتقرير من يجب أن يربح الحرب.يروي فيسك كيف نزل البريطانيون بمدينة مورمانسك لمد يد العون للروس "البيض"، ومن المثير أن نرَى كيف أن ھؤلاء "البيض" كانوا يقيمون عواصمھم المصغرة أينما حلّوا أو ارتحلوا، تمامًا كما تفعل "داعش" حين تعلن الرقة عاصمة لھا في سوريا أو الموصل عاصمة في العراق.
بالطبع ليست أوجه التشابه دقيقة تمامًا – يقول فيسك – لكن البوسترات الدعائية الموجودة في معرض باريس، والتي تعرض شيطنة البلاشفة للروس "البيض"، ليست مقطوعة الصلة تمامًا بـ"الحرب ضد الإرھاب" التي يعتقد كل من بشار الأسد والروس – وحزب الله والإيرانيون – أنھم يخوضونھا في روسيا اليوم. كانت هناك – في المعرض – رسومات مرعبة للقتل الجماعي، رجال عرايا يضربون بالسياط ونساء في طريقھن للاغتصاب.
ھناك أيضًا أوراق نقدية من فئة الروبيات العشر، تعود إلى "حكومة القوقاز الأولى" تلك التي لم تعمّر طويلًا – يوضح فيسك – طُبع على أحد جانبيھا باللغة الروسية، وعلى الجانب الآخر باللغات الأرمينية والجورجية والأذرية – كانت الأذرية في ذلك الوقت تُكتب بالحروف العربية كما تظھر على الأوراق.
كان الأمر الأكثر إثارة – يقول فيسك – عبارة عن ملصق دعائي كبير الحجم باللغة التترية (طُبع عام 1919 بالأبجدية العربية والسيريلية معًا) يظھر فرسانًا يقودون مجموعة من الجنود، ويحملون راية حمراء يرتسم عليھا ھلال ونجمة، وكتب عليه عبارة: "أيھا الرفاق المسلمون، إن أعداء الطبقة العاملة يحطمون حريتكم وأنتم فقط من يملكون الدفاع عن أراضيكم، وحدھا القوة السوفيتية سوف تعطيكم.. جبالكم.. ھلم التحقوا بأفواج سلاح الفرسان المسلمين.. الكل تحت النجمة الحمراء".
ويستطرد الكاتب: "لست متأكدًا تمامًا فيما فكّر فيه المسلمون التتار وھم يرون الھلال تحت نجمة البلاشفة الحمراء، لكن ثمة صورًا تظھر جنودًا في قرية مسلمة شرقي الأناضول يؤدون التحية للثورة الروسية 1905، مع لقطة رائعة لممرضة الصليب الأحمر نينو دجوردجادز راكبة على أحد الجمال.
المسلمون كانوا يسعون للخلاص من السوفيت.
بالنسبة للجمھوريات المسلمة التي صارت ضمن الاتحاد السوفيتي لاحقًا – وللجمھورية الأرمنية التي كانت قصيرة العمر – لم تكن ھناك حرية على الإطلاق، لم يحمل لھم السوفيت سوى الإعدامات وحملات التطھير تمامًا كباقي الاتحاد السوفيتي الذي ورث الإمبراطورية الروسية. كما يرى فيسك أن الشيوعيين مالوا إلى الشعور بالأُلفة أكثر مع الدين المسيحي لا الإسلام، ويقول: "لأن المسيح – وكما أخبرني أحد السوفيت السابقين – كان ابن نجار من الطبقة العاملة، فيما كان النبي محمد (رجل أعمال برجوازيًا)".
يقول روبرت فيسك في ختام مقاله: "اليوم، تبدو روسيا أكثر انشغالًا بقتل المقاتلين المسلمين (الإرھابيين) في سوريا، بعض ھؤلاء بلا شك ھم أحفاد الفرسان التتريين الذين كانوا يحملون العلم الأحمر قبل 98 عامًا".
========================
ديلي ميل :كشف ملفات جرائم الأسد بحق شعبه
ترقد في موقع سري وسط أوروبا أجزاء بشرية في ثلاجات وهواتف وأجهزة كمبيوتر وخرائط عسكرية وتقارير مُرعبة عن تعذيب وإخفاء قسري وغيرها من الوثائق التي يتجاوز عددها 800 ألف، تمثل الأدلة التي أمكن جمعها وتسريبها من سورية حتى الآن، لتوثيق الجرائم التي ارتكبها نظام بشار الأسد بحق شعبه.
وتجري العناية بهذه الوثائق وتنظيمها حتى يمكن استخدامها لاحقا في إدانة نظام الأسد على الجرائم غير المسبوقة التي ارتكبها بحق الشعب السوري، وتقديم رموز هذا النظام برمته للمحكمة الجنائية الدولية، مثلما حدث لقادة يوغوسلافيا سابقا.
وتحتوي الوثائق التي سُربت من سورية إلى هذا الموقع على كل أنواع الجرائم والتعذيب التي يمكن أن تخطر على عقل بشر. وارتكبت تلك الجرائم في كل بقاع البلاد وسجونها ومراكز تعذيبها.
ويقع المركز في دور مرتفع بأحد المباني الذي اختير بعناية لتجنب العيون المتطفلة، وأخرى ترغب في تدمير تلك الوثائق لإنقاذ الأسد ونظامه من أي إدانات دولية في المستقبل. وهو يبدو من الخارج مثل أي منشأة إدارية عادية، ويعمل بداخله عدد من الموظفين، رجال ونساء، لتوثيق وتنظيم الوثائق والمعلومات.
هذه الغرف الصغيرة المكدسة بآلاف الصناديق يمكن أن تكون عاملاً حاسماً في بدء محاكمة حول جرائم الحرب
في سورية قد تفوق في ضخامتها محاكمات مماثلة حول جرائم الحرب العالمية الثانية.
أهمية تلك الوثائق التي تسجل جانبا من جرائم تفوق في ضخامتها وبشاعتها أي جهد لمحاولة توثيقها، تتزايد في ظل الأحكام التي تواصل المحكمة الجنائية الدولية الحالية في لاهاي إصدارها بشأن جرائم الحرب التي ارتكبت في يوغوسلافيا سابقاً.
وهذه الوثائق يمكن أن تستخدم أيضاً لملاحقة قادة تنظيم "داعش" قضائيا. كما تعتمد عليها بعض الحكومات الأوروبية في متابعة بعض مواطنيها ممن فروا وانضموا إلى داعش وحاربوا في سورية والعراق.
جمع وثائق الحرب من سورية عمل محفوف بالمخاطر، حيث استلزم من المحققين المتطوعين التواجد في أماكن خطيرة في مواقيت حاسمة. ولا تزال وثائق كثيرة مخبأة في سورية في انتظار التوقيت المناسب لإخراجها.
ويقود هذا الجهد المنظم المحقق المخضرم في جرائم الحرب، الكندي بيل وايلي، الذي لديه خبرة سابقة في هذا المجال في رواندا ويوغوسلافيا سابقا وجمهورية الكونغو الديموقراطية والعراق. وهي المرة الأولى التي تتولى فيها هيئة غير ربحية مهمة من هذا النوع.
وفي البداية تلقى وايلي طلبا للمساعدة في تدريب ناشطين سوريين في مجال حقوق الإنسان، ثم بادر باقتراح تأسيس فريق متخصص لجمع الوثائق عن جرائم الحرب في سورية، لجنة العدالة والمساءلة الدولية، ودعمته الخارجية البريطانية بـمبلغ 800 ألف جنيه إسترليني. واجتذبت منظمته دعما من الاتحاد الأوروبي ومواطنين عاديين من كافة أنحاء العالم.
الحديث الآن عن التسويات السياسية في سورية لن يكون نهاية المطاف، لأن بشار الأسد لا يمكن أن يفر من دماء ضحاياه، حتى لو بسط السلام جناحيه على سورية النازفة.
إيان بيريل*
*كاتب بريطاني -
صحيفة (ديلي ميل) – البريطانية
========================
الصحافة التركية و الالمانية :
صحيفة ملليت :الطغمة العسكرية الأمريكية تصر على تسليح أكراد سوريا
حقي أوجال – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
الرجل الأول في الطغمة العسكرية التي تدير أمريكا، وزير الدفاع جيمس ماتيس (الملقب بالكلب المسعور) ادعى وجود احتمال استعادة عناصر تنظيم داعش الأراضي السورية التي استولت عليها وحدات حماية الشعب الكردية منهم، وقال إنهم سيواصلون التعاون مع إرهابيي حزب العمال الكردستاني للحيلولة دون ذلك.
وبينما كان من المنتظر إنهاء الفوضى الحالية كما طلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وإيقاف تسليح وحدات حماية الشعب واستعادة الأسلحة الممنوحة لها، تخترع وزارة الدفاع الأمريكية الحجج من أجل عدم تنفيذ الطلب.
وخلال حديثة للصحفيين في الطائرة أثناء توجهه إلى العاصمة المصرية في نهاية الأسبوع الماضي لم يذكر ماتيس شيئًا عن وقف شحنات الأسلحة.
بل إن المتحدث باسم وزارة الدفاع، وليس الوزير، هو من أصدر بيانًا نفى فيه ما قاله ترامب لأردوغان عن وقف تسليح وحدات حماية الشعب.
يقول الباحث ستيفن كينزر إن هذا الوزير عضو في الطغمة العسكرية التي تسيطر على الإدارة الأمريكية.
وللحيلولة دون حدوث سوء فهم، يوضح كينزر أن الطغم العسكرية لا تستولي على الحكم في ليلة واحدة عبر انقلاب على الحكومة، وإن الأمر ممكن في الولايات المتحدة عبر تعيين رئيس أو رئيس للوزراء.
وبحسب تصنيف كينزر فإن الكادر المركزي للطغمة العسكرية مكون من وزير الدفاع الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس، وكبير موظفي البيت الأبيض (يمكنكم أن تعتبروه رئيس الوزراء) الجنرال المتقاعد جون كيلي، ومستشار الأمن القومي الجنرال هربرت مكماستر.
ومن المعروف أن أعضاء هذا الكادر، الذي يسميه ترامب "جنرالاتي"، عينوا عسكريين سابقين وحاليين في مناصب مساعديهم، التي كانت تتشكل في السابق من المدنيين.
وحاليًّا يدور الحديث عن احتمال سحب حقيبة الخارجية من ريكس تيلرسون، وتسليمها إلى مدير سي آي إيه، مايك بومبيو، وهو خريج الأكاديمية العسكرية في وست بوينت. وبذلك ستكون الطغمة العسكرية قد سيطرت على وزارتين هامتين.
الأعضاء الثلاثة لهذه الطغمة كانوا جنرالات عاملين في العراق عندما رفضت تركيا مذكرة الأول من مارس (رفض البرلمان مشروع قرار يسمح بنشر قوات أميركية في تركيا وإرسال قوات تركية إلى العراق).
ماتيس كان مهندس برنامج تدريب وتسليح البيشمركة، الذي جعل منها جيشًا نظاميًّا، ووضع إقليم شمال العراق في دستور البلاد، أما كيلي ومكماستر فعملا أولًا في أفغانستان، ثم انتقلا إلى العراق.
ومن الواضح أن محبة الثلاثة لتركيا تعود إلى تلك الأيام!!
========================
بيلد :قس ألماني يعترف باستغلاله جنسيا للاجئ سوري مات منتحرا
نشرت صحيفة "بيلد" وصحيفة "فرانكفورتر ألغيمانه تسايتونغ" الألمانية تقريرا، تناولتا من خلاله المفاجأة التي فجرها قس كاثوليكي مؤخرا، حيث كشف عن تورطه في استغلال لاجئ سوري جنسيا، عوضا عن تقديم الدعم والإرشاد له، الأمر الذي خلف صدمة نفسية لديه، ودفعه في نهاية المطاف إلى الانتحار، بعد أن تقدم بشكوى للسلطات الألمانية، ولم يجد آذانا صاغية.
وقالت صحيفة بيلد، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن القساوسة عادة ما يستمعون إلى اعترافات التائبين بذنوبهم، ويقدمون لهم النصيحة والمواساة، ولكن ما حدث مؤخرا شكل صدمة للرأي العام في ألمانيا؛ فقد بادر قس كاثوليكي، بتقديم اعترافاته هذه المرة، حيث كتب رسالة صادمة لأتباع كنيسة كيرن في ولاية راينلند بالاتينات الواقعة شرقي البلاد. وقد اعترف القس هيربرت بارزن بإقامته علاقة غير أخلاقية مع لاجئ سوري يبلغ من العمر 23 سنة، أقدم لاحقا على وضع حد لحياته.
وذكرت الصحيفة أن سكان بلدة كيرن، البالغ عددهم 8140 شخصا، يعتبرون من المسيحيين المتدينين، ولطالما أظهروا التزاما بمساعدة اللاجئين الوافدين على بلدتهم. وكان من بين المتطوعين القس هيربرت بارزن، الذي قام بتنظيم حملات تبرعات لمساعدتهم، كما كان يجري جلسات حوار ودعم نفسي مع اللاجئين الذين تعرضوا لتجارب مروعة خلفت لديهم مشاكل نفسية.
ونقلت الصحيفة تصريحات القس في رسالة الاعتراف، التي ورد فيها ما يلي: "هذا النشاط الخيري أدى في النهاية إلى إقامة علاقة حميمية لم تكن تتلاءم مع ذلك السياق. فقد كان ينبغي علي أن ألتزم بدوري على اعتباري مرشدا موثوقا فيه بالنسبة لهذا اللاجئ، ولكنني لم أحترم هذه الثقة، بل قمت باستغلالها بشكل غير نزيه".
وأوردت الصحيفة أنه في بداية شهر كانون الأول/ ديسمبر من سنة 2016، كان هذا اللاجئ السوري قد تقدم بشكوى ضد القس، ولكن السلطات الألمانية لم تأخذ شكواه على محمل الجد، وتم غلق ملف القضية لاحقا. عقب ذلك، وفي التاسع من الشهر ذاته، ألقى هذا اللاجئ بنفسه أمام سيارة، وتوفي عند الساعة السابعة مساء و35 دقيقة في المستشفى متأثرا بإصابته. وقد أفاد شهود عيان بأن هذا الشاب اعترض بشكل مفاجئ السيارة، ولم يترك مجالا للسائق لتجنب الاصطدام.
واعتبرت الصحيفة أنه من غير الممكن التأكد مما إذا كان هذا الانتحار مرتبطا بالاستغلال الجنسي الذي تعرض له على يد القس، أو المخلفات النفسية من الحرب الدائرة في سوريا. ومن الملفت للانتباه أن القس هيربرت بارزن طلب إجازة مرضية منذ وفاة الشاب السوري، ليقدم في وقت لاحق استقالته من منصبه في الكنيسة. ولم يتم لحد الآن تعيين خليفة له.
وذكرت صحيفة فرانكفورتر ألغيمانه تسايتونغ أن هذ القس الكاثوليكي استغل علاقة الثقة التي جمعته بهذا اللاجئ، الذي يعاني من مشاكل نفسية؛ بسبب التجارب المروعة التي مر بها في بلاده، وأقام معه علاقة جنسية غير مشروعة. وقد خلف ذلك في نفس هذا الشاب أضرارا نفسية بليغة. وقد حاول في البداية تقديم شكوى، إلا أنه قرر في نهاية المطاف الانتحار.
وأوضحت الصحيفة أن هذا القس المشرف على الرعية الكاثوليكية في بلدة كيرن افتتح رسالته بمقطع من قصيدة تتحدث عن الشعور بالذنب، ثم اعترف ببشاعة الممارسات التي اقترفها مع اللاجئ السوري، وهو ما دفعه للتخلي عن منصبه الديني.
من جهته، أكد باد كروزناخ، المتحدث باسم الادعاء العام في الولاية، يوم الاثنين، أن الشاب السوري البالغ من العمر 23 سنة كان قد تقدم بشكوى بخصوص تورط القس هيربرت بارزن في ممارسات جنسية معه، وشعوره بأنه تعرض للاستغلال. وأضاف كروزناخ أن الشرطة كانت تنوي استدعاءه مرة ثانية للإدلاء بأقواله، إلا أنه أقدم على الانتحار.
وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من عدم عثور الشرطة الألمانية على صلة وثيقة بين حالة الانتحار وعملية الاستغلال الجنسي، إلا أن القس أقر في رسالته بشعوره بالذنب؛ لأن الأمرين مرتبطان.
وفي هذا الصدد، أورد القس في رسالته: "في النهاية نحن نعلم أنه لم تكن هناك علاقة مباشرة بين ما قمت به أنا وقرار الشاب بإنهاء حياته، ربما تكون الأسباب متعلقة بحالته النفسية، ولكن على الرغم من كل ذلك، لقد أثرت وفاته كثيرا على حالتي النفسية".
وفي الختام، نقلت الصحيفة على لسان خبيرة علم النفس، مايا شوبلي، أنه "في الحالات العادية لا شيء يمنع إقامة علاقة بين طرفين متساويين وبرضاهما. ولكن في هذه الحالة، وعلى الرغم من أن القانون لا يعاقب القس، إلا أنه تقع على عاتقه مسؤولية أخلاقية، لأن اللاجئ السوري توجه إليه طالبا للمعالجة النفسية والدعم. وقد استغل القس حاجته للعاطفة، واعتدى عليه جنسيا، عوضا عن معالجته. وهذا يعدّ استغلالا من الطرف الأول لطرف ثان يعيش حالة هشاشة اجتماعية وتبعية".
========================
الصحافة الفرنسية والروسية :
لوموند: 30 قتيل خسائر حزب الله في “دير الزور
كانت القوات الإيرانية، المتحالفة مع حزب الله ومع وحدات من الجيش السوري قد أعلنت أنها كانت تستعد لطرد “داعش” من المناطق الصحراوية ومن القرى القليلة التي ظلت تسيطر عليها في منطقة دير الزور”. ومع ذلك، فإن قاسم سليماني بات يعتقد ان تخفيف وتيرة التقدم بات أمراً ملحاً!
فبسبب دخولها في سباق سرعة نحو الحدود العراقية مع ميليشيا “قوات سوريا الديمقراطية” الكردية بمعظمها والمدعومة من الولايات المتحدة، والتي كانت تتقدم على الضفة المقابلة لنهر الفرات، فإن القوات الإيرانية-السورية كانت قد تقدّمت بسرعة خلال الشهر الماضي. وأعلنت عن تحرير “البوكمال” في يوم ٩ نوفمبر. ولكنها تقهقرت من “البوكمال” بعد يومين فقط! فقد اكتشفت أنها وقعت في “كمين” بسبب سرعة تقدمها!
ممر ضيّق
وحسب شهادات سكان المنطقة ومقاتلين مؤيدين لنظام بشّار، تم نشرها على شبكات التواصل، فقد فوجئ عناصر حزب الله بجهاديين نصبوا لهم كميناً في أنفاق قاموا بحفرها في وسط المدينة. وحيث أن عناصره كانت تلعب دور “رأس الرمح” في الهجوم، فقد خسر حزب الله أكثر من ٣٠ قتيلاً في تلك المعارك. أي أن شهر نوفمبر كان الأكثر دموية منذ سنة ونصف السنة لحزب الله منذ بدء عملياته العسكرية في سوريا في أكتوبر ٢٠١٢.
بدوره، فقد لواء “الفاطميون” الأفغاني ٣٠ قتيلاً في محيط مدينة “البوكمال”.
وبذلك ترتفع خسائر لواء “الفاطميون” ومعه “الباسداران” الإيرانيين إلى أكثر من ١٠٠٠ قتيل حسب إحصاء يقوم به المحلل الإيراني “علي ألفونيه” الذي يُحصي “الجنازات” التي تُقام في إيران لمقاتلين سقطوا في سوريا او العراق.
ولا تُعرَف خسائر قوات الأسد في المنطقة لأن النظام توقّف عن نشر إحصاءات بخسائره!
وفي النهاية، تم إعلان تحرير “البوكمال” في ٢١ نوفمبر على لسان الرئيس روحاني. وكانت إيران بحاجة إلى ذلك الإعلان قبل أن يلتقي روحاني مع زميليه الروسي والتركي في موسكو في اليوم التالي.
ومنذ ذلك التاريخ، فإن جهاديي “داعش” يدافعون بشراسة عن ممرّ ضيق، في ضواحي “البوكمال، يربط بين ما تبقى من مناطق ما يزالون يسيطرون عليها بجوار “دير الزور” وألوف الكيلومترات المربعة الصحراوية القريبة، لجهة الشمال، التي تمثّل ما تبقى من أراضي “خلافتهم” والواقعة في سوريا والعراق.
وعلى مداخل تلك الصحراء التي يعرب قاسم سليماني عن خشيته من انتشار عناصر “داعش” فيها، فوجئ الإيرانيون بصواريخ مضادة للدبابات ما تزال في أيدي الجهاديين الذين استخدموها بكثافة. وتم تدمير دبابة ت-٩٠ واحدة على الأقل، علماً أن هذه الدبابة تمثل أحدث ما باعه الروس لحلفائهم- وقد تم تدميرها بصاروخ “روسي” بدوره.
وفي حين تعود “داعش” إلى مرحلة العمل السرّي وحرب العصابات في سوريا والعراق، فإن الجيب الصغير المتبقي لها على الحدود السورية-العراقية يضمّ آخر وحداتها المقاتلة “التقليدية”، التي تضمّ ما تبقّى من “ولاية الخير” (محافظة دير الزور) و”ولاية الفرات”، وهذه تُعتبر الأفضل تسليحاً في “داعش”، ويُعتقد أن قيادة “داعش” تتمركز فيها.
وإذا كانت هنالك حاجة لدليل على مدى شراسة القتال فإن مقاتلات “توبوليف-٢٢” الإستراتيجية الروسية، التي تنطلق من قواعد في جنوب روسيا، شنّت ٣ غارات على المنطقة خلال أسبوع. وفي موسكو، يوم الإثنين في ٤ ديسمبر، أعلن وزير الدفاع أن طيرانه قام بعشرات الغارات دعماً للقوات السورية التي تشن هجوماً منفصلاً ضد “داعش”. ولكن “داعش” أسقطت مقاتلة سورية إلى الشمال من “البوكمال” يوم الإثنين.
========================
كوميرسانت: "الدفاع الروسية" تعقد اتصالا مهما مع سوريا
أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن القوات الحكومية السورية باشرت العمل على تصفية المعقل الأخير لتنظيم "داعش" في شرق البلاد.
وفي موازاة ذلك تمكن العسكريون الروس من الدخول في اتصال مع الفصائل الكردية التي تواصل تقدمها بمحاذاة نهر الفرات.
ويُتوقع أن يتم تحرير شرق الفرات من قبضة الإرهابيين في الأسبوع الجاري.
وقالت صحيفة "كوميرسانت" إنه تم تحقيق النجاح في شرق الفرات بعدما تمكن قادة القوات الروسية في سوريا من الدخول في اتصال مع الفصائل الكردية من "قوات سوريا الديمقراطية".
وذكرت الصحيفة أن مصدراً عسكرياً روسيا قال: "إن التنسيق منح الحرية لنا لتوجيه الضربات إلى الإرهابيين".
ويشير الخبير العسكري العقيد فيكتور موراخوفسكي إلى أن التنسيق مع الأكراد لا يتضمن توريد وتسليم الأسلحة إليهم.
========================