اخر تحديث
الأحد-30/11/2025
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أسماء شهداء الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
من الصحافة العالمية
\ سوريا في الصحافة العالمية 5-12-2024
سوريا في الصحافة العالمية 5-12-2024
07.12.2024
Admin
سوريا في الصحافة العالمية 5-12-2024
إعداد مركز الشرق العربي
الصحافة الامريكية :
معهد دراسات الحرب : روسيا تسحب أسطولها البحري من سوريا مع تقدم المعارضة
نيويورك تايمز: واشنطن قدمت عروضا للأسد للتخلي عن إيران لكن ذلك أقل احتمالا الآن
بوليتيكو: رهان أردوغان الخطير في سوريا.. بين إجبار الأسد على التفاوض واحتمال فقدان السيطرة
واشنطن بوست : هجوم المعارضة يعرقل صفقة على طاولة النظام السوري متعلقة بحزب الله.. ما القصة؟
الصحافة الفرنسية :
لوبوان :مستشار ترامب للشرق الأوسط يتحدث عن دور تركي مستقبلي في سوريا
الصحافة العبرية :
معاريف :“النظام السوري يدعم حزب الله”.. رسالة هاغاري: يجب تغيير وجه الشرق الأوسط
الصحافة البريطانية :
التايمز": الهجوم على حلب قرب أردوغان خطوة من الوصول إلى دمشق
فايننشال تايمز” :تَقدُّم المعارضة السورية نكساتٌ تكتيكية لروسيا في الشرق الأوسط.. وآخر سلسلة من تداعيات حرب غزة
الصحافة الروسية :
"نيزافيسيمايا غازيتا": :ايران تحاول إقناع تركيا بوقف هجوم أتباعها في سوريا
الصحافة الامريكية :
معهد دراسات الحرب : روسيا تسحب أسطولها البحري من سوريا مع تقدم المعارضة
واشنطن – أفاد معهد دراسات الحرب في واشنطن، أن صور الأقمار الصناعية كشفت عن سحب روسيا لأسطولها البحري من قاعدتها في طرطوس السورية، معتبرا أنها خطوة قد
وأظهرت الصور التي التقطت، في الثالث من ديسمبر الجاري إخلاء روسيا لثلاث فرقاطات حربية وغواصة وسفينتين مساعدتين من القاعدة البحرية وهو "ما يعادل جميع السفن الروسية التي كانت متمركزة في طرطوس منذ نشرها هناك".
وأشار المعهد إلى أن الإخلاء الروسي لطرطوس والتقارير عن نشر هذه القوات، يشير إلى قلق موسكو من أن قوات المعارضة السورية قد تتقدم جنوباً نحو حماة وتهدد قاعدة طرطوس.
وتشمل السفن التي جرى سحبها فرقاطتي "الأدميرال غورشكوف" و"الأدميرال غولوفكو"، وفرقاطة "الأدميرال غريغوروفيتش"، إضافة إلى الغواصة "نوفوروسيسك" وناقلتي نفط.
وأوضح تقرير للمعهد، بأن المديرية العامة للاستخبارات العسكرية الأوكرانية، أفادت بأن موسكو نشرت قوات من "فيلق أفريقيا" في سوريا، وهي المنظمة التي أنشأتها وزارة الدفاع الروسية لتحل محل مجموعة فاغنر في القارة الأفريقية بعد مقتل مؤسسها، يفغيني بريغوجين.
وذكر أنه لم يتمكن من التحقق بصورة مستقلة من صحة التقارير المتداولة بشأن نشر عناصر من فيلق أفريقيا في سوريا. لكن المعهد أشار إلى أنه إن كانت هذه التقارير دقيقة، فهي تعكس أن القيادة العسكرية الروسية تتجنب إعادة نشر القوات العسكرية الروسية النظامية من مسرح عملياتها ذي الأولوية في أوكرانيا إلى سوريا.
ودخلت روسيا الحرب في سوريا في نهاية 2015؛ بهدف وقف مساعدة الأسد في التصدي للمعارضة العسكرية. ونشرت هناك قوات وأسلحة، بما في ذلك الطائرات الحربية والمروحيات الهجومية والشرطة العسكرية والجنود المنتشرون عبر 20 قاعدة، وفق مجلس العلاقات الخارجية الأميركي.
وأنشأت روسيا قاعدة حميميم، لتكون أول قاعدة جوية دائمة لروسيا في الشرق الأوسط، والقاعدة الجوية الدائمة الوحيدة خارج الاتحاد السوفييتي السابق.
وبحسب مجلس العلاقات الخارجية، فإن الدعم الأساسي للأسد من روسيا تم في صورة قصف عشوائي لمناطق المتمردين من الجو، في حين دعم حزب الله الجيش على الأرض.
وأضاف أنه من غير المرجح أن تكون القوة الجوية وحدها كافية لصد المعارضة حاليا، ومع عجز القوات الحكومية، أو عدم رغبتها في محاربة التمرد وعدم قدرة حزب الله على حشد القوات بنفس القوة، كما كان يفعل من قبل، يجد الروس أنفسهم في موقف صعب في سوريا.
وقلصت روسيا انتشارها العسكري في سوريا خلال العام الأول من غزوها أوكرانيا، نتيجة نقل جزء من قواتها التي شاركت في سوريا إلى أوكرانيا؛ للاستفادة من خبراتها التي اكتسبتها من التجربة في العمليات القتالية، ولخفض المجهود الحربي في سورية لصالح الصراع في أوكرانيا، وفقا لتقارير أميركية.
والأربعاء، تبادلت روسيا والولايات المتحدة الاتهامات بدعم الإرهاب خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي بشأن التطورات في سوريا.
وقال روبرت وود، نائب المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، إن "حقيقة إدراج الولايات المتحدة والأمم المتحدة هيئة تحرير الشام منظمة إرهابية لا تبرر المزيد من الفظائع التي يرتكبها الأسد وداعموه الروس".
في المقابل، رد المندوب الروسي فاسيلي نيبينزيا بالقول إن "ممثل الولايات المتحدة ليس لديه الشجاعة للتنديد بما سماه هجوما إرهابيا على المدنيين في سوريا".
وتعقيبا على ذلك، قال الدبلوماسي الأميركي، إن نيبينزيا "ليس في وضع يسمح له بإلقاء محاضرات علينا بشأن هذه القضية"؛ لأن موسكو "تدعم الأنظمة التي ترعى الإرهاب في جميع أنحاء العالم".
وأكد وود، أن إدراج "هيئة تحرير الشام" على "قوائم الإرهاب" لا يبرر فظائع النظام السوري وروسيا، مشددة على أن رفض الحكومة السورية للمشاركة في العملية السياسية تسبب في الأزمة الحالية.
بدوره، دان المندوب الروسي هجوم فصائل المعارضة السورية شمالي سوريا، متهماً أوكرانيا والولايات المتحدة بتقديم الدعم لهم. وقال إن موسكو "حذرت مراراً وتكراراً من مغازلة الإرهابيين الذين استقروا في المنطقة المجاورة مباشرة لحلب، لكن زملائنا الغربيين، بدافع الكراهية للنظام السوري، لم يتوقفوا عن التفاعل معهم".
واتهم المندوب الروسي المخابرات الأوكرانية بأن لها دوراً في "تنظيم نشاط الإرهابيين، وتزويدهم بالسلاح"، موضحاً أنه "تحدثنا مراراً في قاعة مجلس الأمن حول وجود عسكريين ومستشارين أوكرانيين من المخابرات، جهزوا ودربوا قوات هيئة تحرير الشام، ويجري التعامل هناك بين أوكرانيا والإرهابيين، سواء لتجنيد الإرهابيين في صفوف القوات الأوكرانية أو مقاتلة السوريين".
وزعم أن "هيئة تحرير الشام لا تخفي دعمها من قبل أوكرانيا، بل تتفاخر بذلك، وعناصر المخابرات الأوكرانية يسلحون هيئة تحرير الشام في إدلب بالطائرات المسيرة، وفيما شكك الخبراء الغربيون بهذه المعلومات، إلا أن ما حدث في 26 نوفمبر/تشرين الثاني أكد دقة معلوماتنا".
====================
نيويورك تايمز: واشنطن قدمت عروضا للأسد للتخلي عن إيران لكن ذلك أقل احتمالا الآن
ركزت العروض المقدمة للأسد على المساعدات الاقتصادية الخليجية وانسحاب القوات الأميركية وخطط لرفع أو تقليص العقوبات الأميركية
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الولايات المتحدة قدمت عروضاً لرئيس النظام السوري، بشار الأسد، مقابل التخلي عن تحالفه مع إيران وإغلاق خطوط إمداد الأسلحة، مشيرة إلى أنه مع التطورات الأخيرة في سوريا تصبح محاولات قطع العلاقات بين دمشق وطهران "أقل احتمالاً".
وفي تقرير لها، قالت الصحيفة إن سوريا تعرضت، على مدى الأشهر الماضية، لقصف إسرائيلي متصاعد، في وقت كانت فيه الولايات المتحدة ودول الخليج العربي "تتودد للنظام السوري دبلوماسياً خلف الكواليس، في نهج سري ومزدوج، بهدف الضغط على الأسد لحمله على التخلي عن تحالفه مع إيران وحزب الله".
وأضافت الصحيفة أن "المبادرات تجاه الأسد، كانت نتاج ما رأته إسرائيل وحلفاؤها فرصة نادرة، ولكنها مع ذلك محفوفة بالمخاطر، مع تفكك الشبكة الإقليمية الإيرانية تحت وطأة الهجوم الإسرائيلي"، موضحة أن إسرائيل وحلفاءها "كانوا يأملون في إجبار الأسد على الخروج من التحالف مع إيران".
"أقل احتمالاً"
ووفق مسؤولين أميركيين سابقين ودبلوماسيين أوروبيين ومسؤولين إسرائيليين تحدثوا إلى "نيويورك تايمز"، فإنه "مع تزايد التحديات التي تواجه نظام الأسد، تصبح محاولات قطع العلاقات بين النظام السوري وإيران أقل احتمالاً".
وقالت المصادر إنه "على الرغم من أن شركاءه التقليديين أصبحوا ضعفاء جداً، إلا أنه من المتوقع أن يصبح الأسد أكثر إحجاماً عن التخلي عن إيران وحلفائها، الذين ما يزالون يشكلون أفضل رهان له للقتال مرة أخرى من أجل بقاء نظامه"، مشيرة إلى أن الهجوم على حلب دفع إيران وروسيا إلى "إصدار تعهدات جديدة بمساعدة الأسد، مما يشير إلى أن التحالف سوف يتحدى محاولات حله".
ونقلت الصحيفة عن المسؤول السابق في البيت الأبيض والخارجية الأميركية، أندرو تابلر، قوله إن "الجهود الإقليمية الطويلة الأجل، التي تهدف إلى إجبار الأسد تدريجياً على التحول، تبدو الآن غير محتملة دون إظهاره استعداده للانفصال الصعب عن إيران".
وأضاف المسؤول الأميركي السابق أنه "كيف يمكنه أن يفعل ذلك في ظل الظروف الحالية؟ إيران أصبحت الآن أكثر أهمية من أي وقت مضى لبقائه في السلطة".
وقالت "نيويورك تايمز" إنه قبل تقدم فصائل المعارضة السورية المسلحة، صعدت إسرائيل هجماتها على سوريا لأسابيع، حيث ضربت كل مكان من العاصمة دمشق إلى مدينة تدمر، في عمليات تستهدف إيران و"حزب الله" وحلفاءهما، بهدف "إثبات أنها لن تتسامح مع أي تهريب للأسلحة من سوريا إلى لبنان"، وفق ما قال أحد المسؤولين الإسرائيليين.
وأضاف المصدر أن "هذا النهج كان به خلل كبير"، موضحاً أنه "حتى مع عملياتها المكثفة، لم تتمكن إسرائيل من إغلاق خط الإمداد من إيران إلى حزب الله، والذي يشمل مئات الكيلومترات من الحدود المخترقة، والأنفاق السرية، وحلقات التهريب، والجماعات المسلحة".
وأشار المصدر إلى أنه "لهذا السبب، استندت الجهود الدبلوماسية التي بذلتها إسرائيل في حملتها العسكرية، بوساطة الولايات المتحدة وقادة دول في الخليج العربي، الذين يتوقون أيضاً إلى تقويض النفوذ الإيراني في المنطقة".
ماذا تضمنت عروض واشنطن للأسد؟
ووفق مصادر "نيويورك تايمز"، ركزت العروض على المساعدات الاقتصادية الخليجية، وانسحاب القوات الأميركية المنتشرة شمال شرقي سوريا، بالإضافة إلى خطط لرفع أو تقليص العقوبات الأميركية ضد النظام السوري.
وقال الباحث مالك العبدة إن الوسطاء "قدموا عروضاً للأسد مفادها أن: حليفتك إيران أصبحت ضعيفة، لذلك اسمح لنا بالدخول"، مضيفاً أن "دفع الأسد إلى القيام بذلك يتطلب تحولاً أكثر دراماتيكية في ميزان القوى".
وذكر مسؤولون أميركيون وأوروبيون للصحيفة أن "الجهود التي تبذلها دول الخليج، وخاصة الإمارات العربية المتحدة، لمحاولة إبعاد الأسد عن حلفائه الإقليميين ليست جديدة"، مشيرين إلى أن "القنوات الخلفية التي أنشئت في السابق للمفاوضات، والتي يتوسط فيها مسؤولون خليجيون، وخاصة الإمارات، يتم استخدامها مرة أخرى".
وحذّر دبلوماسيون وخبراء إقليميون من أن استمرار القصف الإسرائيلي لمحاولة إبعاد الأسد عن إيران، في وقت يواجه فيه تقدم المعارضة في شمالي البلاد "يهدد بتصعيد العنف الذي قد يطلق العنان للفوضى التي قد تمتد تداعياتها إلى ما هو أبعد من سوريا".
روسيا والحدث من نفوذ إيران في سوريا
وقال مسؤولان إسرائيليان إن إسرائيل "تحتاج إلى حكومة مركزية قوية في سوريا، لتنفيذ خطتها للضغط على الأسد، وقطع طرق الإمداد من إيران إلى لبنان"، وأضافا أن إسرائيل والولايات المتحدة "تواصلان جهودهما، لكن فرص نجاح هذه الخطة تبدو متضائلة أكثر".
وذكر دبلوماسيان أوروبيان أن إسرائيل تضغط أيضاً للحصول على المساعدة من روسيا، التي تعتبر الحليف العسكري الأكثر أهمية للأسد، والذي هو بدوره يشكل أهمية بالغة لموسكو، بسبب ميناء المياه الدافئة الذي تشغله على الساحل السوري.
وأوضح المصدران أن موسكو "قامت بمحاولات للحد من النفوذ الإيراني في سوريا، من خلال زيادة الدوريات في جنوبي البلاد بالقرب من الحدود الإسرائيلية، ومنع الميليشيات المدعومة من إيران من العمل هناك"، مشيرين إلى أن "معظم الخبراء الإقليميين رأوا أن هذا غير مجدٍ، حيث ما تزال الميليشيات المتحالفة مع إيران تعمل على طول الحدود الجنوبية لسوريا".
ولفتت "نيويورك تايمز" إلى أن "العلاقات بين روسيا وإيران معقدة، حيث تتنافس الدولتان على الموارد في سوريا، في حين تعتمد روسيا على إيران في الحصول على تكنولوجيا الطائرات المسيّرة الرخيصة لحربها في أوكرانيا، وفي الحصول على المساعدات في العمليات العسكرية لدعم الأسد، وهو الدور الذي أصبح أكثر أهمية مع تعرضه لضغوط متجددة من جانب المعارضة".
في مقابل ذلك، قال مالك العبدة إن روسيا "تعلم جيداً أنه من دون وجود قوات إيرانية على الأرض، فإن سوريا ستكون تحت سيطرتها"، مضيفاً أن الأسد "لا يعتمد على إيران وحزب الله عسكرياً فحسب، بل مالياً أيضاً".
وذكرت مصادر أخرى أن النفط الذي تقدمه إيران للنظام السوري، في تحدٍ للعقوبات الدولية، لا يدعم الاقتصاد السوري فحسب، بل يدعم أيضاً شبكات السوق السوداء التي يستفيد منها العديد من شخصيات النظام السوري.
ويشارك العديد من القادة العسكريين والميليشيات المتحالفة مع النظام السوري بشكل كبير في الإنتاج المربح لمادة "الكبتاغون" المخدرة، التي هي تجارة مزدهرة تسهلها شبكات مرتبطة بحزب الله والميليشيات المدعومة من إيران.
وأكد الدبلوماسيون أن "هذه الشبكات غير المشروعة والسرية تجعل من الصعب على دول الخليج العربية إغراء نظام الأسد بالمساعدات وأموال إعادة الإعمار".
وقال مدير الأمن الإقليمي في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إميل هوكاييم، إنه "حتى لو أراد الأسد أن يحاول فك تشابك شبكات المحسوبية والأمن هذه، فإنه قد لا يتمكن من ذلك".
وأوضح الباحث أنه "من المحتمل أن الأسد لا يعرف جيداً من هم الأشخاص في دائرته الأولى والثانية الذين يعملون في جيوب إيران أو روسيا"، مؤكداً أن إيران "ما تزال جزءاً لا يتجزأ من العديد من الأجهزة الأمنية والميليشيات، ويمكنها تهديد النظام من الداخل".
====================
بوليتيكو: رهان أردوغان الخطير في سوريا.. بين إجبار الأسد على التفاوض واحتمال فقدان السيطرة
إبراهيم درويش
لندن- “القدس العربي”: نشرت مجلة “بوليتيكو” مقالاً للمعلق جيمي ديتمر قال فيه إن الهجوم المفاجئ والمخطط له منذ فترة طويلة من قبل تحالف من المعارضة السورية المسلحة، والذي أدى إلى فرار قوات النظام السوري من حلب، ترك وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي غاضباً يبحث عن تفسير.
إن سقوط ثاني أكبر مدينة في سوريا في أيدي التحالف الذي تقوده “هيئة تحرير الشام” – وهي جماعة منشقة عن تنظيم “القاعدة” – ليس مجرد إذلال للأسد، بل إنه أيضاً إذلال لحلفائه؛ إيران، وإلى حد ما روسيا.
سقطت حلب بسهولة بسبب انهيار قوات الأسد. تبيّنَ أنها كانت محبطة وضعيفة وغير متحفزة، مثل القوات الأفغانية التي أنفقت الولايات المتحدة سنوات في تدريبها وتمويلها، ولكنها فشلت في خوض أي قتال حقيقي ضد طالبان
ففي عام 2016، ساعدت الميليشيات الشيعية التي تقودها إيران، مع حملة قصف روسية لا تميز، النظامَ السوري على استعادة حلب من الثوار، الذين سيطروا على حوالي نصف المدينة لمدة أربع سنوات. بعد ذلك، كان من المفترض أن تكون آمنة في أيدي الأسد.
ولكن، في الأسبوع الماضي، استغرق الأمر 72 ساعة فقط للسيطرة على حلب، ما أدى إلى إعادة إشعال الحرب الأهلية السورية الطويلة الأمد، والتي اندلعت، في البداية، بسبب القمع الوحشي للأسد للاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية.
عند وصوله إلى دمشق لإجراء محادثات عاجلة، قدم عراقجي التفسير الأكثر إدانة الذي يمكن أن يفكر فيه، كان الأمر كلّه “مؤامرة من قبل النظام الإسرائيلي لزعزعة استقرار المنطقة”.
ويعلق الكاتب أنه من الملائم لطهران أحياناً أن تلقي باللوم على الصهاينة، وربما ساعدت الصواريخ والغارات الجوية الإسرائيلية المعارضة بشكل طفيف، فإن سقوط حلب لا علاقة له بتطلعات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإعادة تشكيل الشرق الأوسط، بل له علاقة أكبر بحالة القوات المسلحة للأسد.
كما أن له علاقة كبيرة بالمناورات الجيوسياسية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وتصميمه على الحد من أي تهديدات حقيقية أو متخيلة من الأكراد السوريين المدعومين من الولايات المتحدة، فضلاً عن انزعاجه من الأسد لرفضه عرضاً قديماً للمصالحة.
أولاً، وقبل كل شيء: سقطت حلب بسهولة بسبب انهيار قوات الأسد. فقد تبين أنها كانت محبطة وضعيفة وغير متحفزة، مثل القوات الأفغانية التي أنفقت الولايات المتحدة سنوات في تدريبها وتمويلها، ولكنها فشلت في خوض أي قتال حقيقي ضد طالبان.
قال الدبلوماسي الأمريكي السابق ألبرتو فرنانديز: “إن الجيش العربي السوري عبارة عن هيكل مجوف، أضعف كثيراً مما تشير إليه أعداده وأسلحته المزعومة.. سوريا في حالة اقتصادية حرجة. يكمل الضباط رواتبهم الضئيلة بأخذ الرشاوى حتى يحصل الجنود على إجازات طويلة، ويعملوا في وظائف أخرى في مدنهم. ويبدو أن بعض الوحدات انهارت وهربت بعد أن فقدت ضباطها”.
لا شك أن طهران لا ترغب في الإعلان عن ضعف حليف آخر، بعد أن نجحت إسرائيل في قطع رأس “حزب الله” اللبناني بسرعة، الشريك الإقليمي الأكثر أهمية لإيران.
لكنها لا تستطيع أيضاً تسليط الضوء على الدور الحقيقي للرجل الخبيث وراء ما يحدث في شمال سوريا، حيث من المرجح أن تحتاج إلى التوصل إلى نوع من الاتفاق مع أردوغان الماكر لضمان توقف الهجوم الذي يتجه الآن نحو حماة، على بعد 90 ميلاً جنوب حلب، هناك.
ولكن بعد إضعاف إيران و”حزب الله” من قبل إسرائيل، فإنهما غير قادرين على تقديم القوة البشرية والدعم العسكري للأسد، كما ساعدوه على تحويل مسار الحرب الأهلية السورية في عام 2015.
ووفقاً لمصادر لبنانية تحدثت إلى وكالة أنباء “رويترز”، فإن “حزب الله” ليس لديه خطط لإرسال مفارز للانضمام إلى مئات المقاتلين العراقيين الذين ترعاهم إيران، والذين عبروا إلى سوريا، هذا الأسبوع، لدعم جيش الأسد.
ومن جانبه، سعى أردوغان إلى إبعاد نفسه عمّا يحدث عبر الحدود، وقدم نفسه كمتفرج يراقب تطورات لا يستطيع السيطرة عليها.
وقال، يوم الإثنين: “نحن نتابع الأحداث عن كثب. لقد حذرنا لفترة طويلة من أن دوامة العنف في الشرق الأوسط قد تؤثر أيضاً على سوريا. وقد أكدت الأحداث الأخيرة أن تركيا كانت على حق”.
ولكن قلة من المراقبين يعتقدون أن الهجوم لم يكن ليحدث دون علم أنقرة وتأييدها. فوفقاً لهادي البحرة، رئيس جماعة سورية معارضة معترف بها من قبل المجتمع الدولي، كانت الاستعدادات للهجوم على حلب قيد الإعداد منذ العام الماضي، الاستعدادات التي شملت “هيئة تحرير الشام”، فضلاً عن أكثر من 12 فصيلاً في “الجيش الوطني السوري” الذي ترعاه تركيا، والذي يستهدف إلى حد كبير الأكراد السوريين.
وبالتالي، فمن السذاجة الاعتقاد بأن المسؤولين الأتراك لم يكونوا على علم بهذا التخطيط.
ووفقاً لإحاطة استخباراتية أصدرها مركز صوفان، وهي مجموعة بحثية أسسها ضباط ودبلوماسيون سابقون في الاستخبارات الأمريكية والبريطانية، فإن “هجوم حلب… تأخر عندما تدخلت تركيا، ما أدى إلى تغيير التوقيت”.
وبشكل عام، كانت الخطوط الأمامية للحرب الأهلية السورية راكدة منذ عام 2020، على الرغم من وقوع اشتباكات عرضية شرسة. وعلى مدى السنوات الأربع الماضية، سيطر الأسد على جزء كبير من البلاد وأكبر مدنها.
لقد ظلت “هيئة تحرير الشام”، التي تتسامح معها تركيا، والتي يقودها تحالف من المقاتلين الإسلاميين في الغالب، محاصرة في إدلب وأجزاء من الريف غرب حلب، في حين كانت القوات التركية والفصائل التي ترعاها تركيا تشرف على شريط من الأراضي الكردية على طول الحدود شمال حلب. وفي شمال شرق سوريا، ظلت “قوات سوريا الديمقراطية”، التي يهيمن عليها الأكراد، وهي حليفة للولايات المتحدة ضد تنظيم “الدولة”، لشأنها إلى حد كبير.
لقد أدى الهجوم إلى تحول كبير في كل ذلك، ولكن من الصعب التنبؤ بالعواقب.
يمتلك أردوغان الآن العديد من الأوراق، ولكن ما إذا كانت تفلت من يديه هي مسألة أخرى.
من المؤكد أنه لا يريد أن تخرج الأمور عن السيطرة وأن يسقط الأسد، ولكن هذا قد يعتمد جزئياً على ما إذا كانت “هيئة تحرير الشام” تلتزم بالنص،
وتعزز وجودها في حلب، وتركز على إنشاء حكومة على الطراز الإسلامي هناك، تماماً كما فعلت في إدلب. إذا هاجمت ودفعت جنوب حماة لأن دفاعات الأسد انهارت، فقد يجد أردوغان أنه أشعل أكثر مما كان يتوقع.
الواقع أن الزعيم التركي كان يضغط على الأسد للموافقة على المصالحة، على مدى الأشهر القليلة الماضية، لكن الزعيم السوري تجنّب العرض، وأصر على أن تسحب تركيا أولاً آلاف قواتها والجماعات التي ترعاها من الأراضي السورية.
وعلى هذا، فإن بعض المراقبين يرون في الهجوم جزءاً من جهود أنقرة للضغط على الأسد لتطبيع العلاقات والتفاوض على حل سياسي للحرب الأهلية، وهو ما من شأنه أن يمنح أردوغان الفرصة لإعادة 4.7 مليون لاجئ سوري يعيشون في تركيا.
ومن المرجح أن تأتي المصالحة بتكلفة كبيرة للأكراد، وتتضمن تقليص شبه استقلالهم في الشمال الشرقي أيضاً. وتعمل تركيا ووكلاؤها بالفعل على توسيع سيطرتهم على البلدات والقرى الخاضعة لسيطرة الأكراد والمتاخمة للحدود.
وخلال عطلة نهاية الأسبوع، استولى “الجيش الوطني السوري”، الذي ترعاه تركيا، على معقل الأكراد في تل رفعت، إلى جانب بلدات وقرى أخرى تابعة لـ “قوات سوريا الديمقراطية” شرق حلب.
والسؤال، أين يترك هذا روسيا؟
مثل حلفاء الأسد الرئيسيين الآخرين “إيران” و”حزب الله”، تركّز موسكو على أولويات أخرى، وهي أوكرانيا. وحتى الآن، لم تحلّق الطائرات الحربية الروسية، إلا في طلعات قصف محدودة لدعم قوات الأسد، ما أضاف إلى التكهنات بأن الكرملين كان على علم بالهجوم القادم، وليس منزعجاً لرؤية الضغوط تتزايد على الأسد.
كما كانت موسكو تدفع الأسد إلى المصالحة مع أردوغان، واستكشاف الحلول السياسية لإنهاء الحرب الأهلية، الأمر الذي من شأنه أن يفتح سوريا للتجارة المربحة للشركات الروسية، ويفترض أن يضمن عدم وجود مخاطر على قواعدها الجوية والبحرية الإستراتيجية في سوريا. وعلى مدار الصيف، سعى الكرملين مراراً وتكراراً إلى ترتيب اجتماعات وجهاً لوجه بين الزعيمين السوري والتركي دون جدوى.
ولكن هذا المسعى قد يؤتي ثماره الآن. فبالرغم من كل الحديث عن مؤامرة إسرائيلية، توجّه عراقجي بسرعة إلى أنقرة هذا الأسبوع للقاء نظيره التركي هاكان فيدان. واتفق الرجلان على أن تركيا وإيران وروسيا يجب أن يعقدوا مفاوضات ثلاثية جديدة لمعالجة الصراع. وقال عراقجي: “لقد قررنا إجراء مشاورات وحوارات أوثق، وبإذن الله سنتعاون لتحسين الوضع بشكل أكبر نحو السلام والاستقرار في منطقتنا”.
وفي الوقت نفسه، ألقى فيدان باللوم بشكل واضح على رفض دمشق التحدث مع قوى المعارضة. وقال: “إن التطورات الأخيرة تظهر، مرة أخرى، أن دمشق يجب أن تتصالح مع شعبها والمعارضة الشرعية”.
وما تُرك دون ذكر هو أهمية المصالحة مع أردوغان.
====================
واشنطن بوست : هجوم المعارضة يعرقل صفقة على طاولة النظام السوري متعلقة بحزب الله.. ما القصة؟
قال الكاتب في صحيفة "واشنطن بوست" ديفيد إغناطيوس، إن الولايات المتحدة كانت تعمل وبهدوء على صفقة مع رئيس النظام السوري بشار الأسد من أجل منع تدفق الأسلحة إلى حزب الله في لبنان، ثم جاء التقدم السريع لقوات المعارضة فعرقل الجهود.
وأشار الكاتب في مقاله الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن دولا عربية شاركت في الجهود مقابل تخفيف العقوبات المفروضة على سوريا، وذلك حسب مصدر مطلع على المفاوضات.
وأضاف إغناطيوس أن مفاوضات القنوات السرية التي شاركت فيها دول خليجية وجرت خلال الأسابيع الماضية، قد خرجت عن مسارها بسبب الهجوم المذهل للمعارضة السورية واستيلائها في نهاية الأسبوع الماضي على حلب، ثاني أكبر مدن سوريا.
ورغم أن المحاولة الدبلوماسية تبدو ميتة في الوقت الحالي، إلا أنها كانت علامة على التغييرات المذهلة في الشرق الأوسط في أعقاب هجوم إسرائيل على حزب الله وحماس وغيرهما من وكلاء إيران، حسب المقال.
وقال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان لشبكة "سي إن إن"، الأحد، إن الولايات المتحدة لديها "مخاوف حقيقية" بشأن المعارضة السورية، التي يعد أكبر مجموعاتها فرع من تنظيم القاعدة، معروف باسم هيئة تحرير الشام.
وأضاف سوليفان: "في الوقت نفسه، بالطبع، لا نبكي على حكومة الأسد المدعومة من روسيا وإيران وحزب الله وأنها تواجه أنواعا معينة من الضغوط".
وأشار إغناطيوس إلى أن الدول العربية "المعتدلة" كانت تحث سوريا على الابتعاد عن إيران في أعقاب هزيمة حزب الله في العمليات الإسرائيلية في لبنان. وكانوا يأملون أن يكون الرئيس بشار الأسد قد سئم وصاية طهران عليه وأنه مستعد للتخلي عنها إذا خففت واشنطن عقوباتها، التي تمنع الأسد وغيره من المسؤولين من الوصول إلى الأصول الدولية وتقيد الاستثمار والتجارة مع البلاد.
ولكن الآن بعد أن أصبح الأسد يواجه تهديدا متجددا من المعارضة، يبدو أنه يحتاج إلى الإيرانيين أكثر من أي وقت مضى.
ونقل ما قاله المبعوث الأمريكي السابق إلى سوريا، من عام 2018 إلى عام 2020، جيمس جيفري، "هذه جبهة أخرى تنهار من الإمبراطورية الإيرانية بالوكالة". وقال إن نظام الأسد وإيران وتركيا "فوجئوا" بتقدم المعارضة.
وأضاف إغناطيوس أن الاتفاق السوري- الأمريكي كان من شأنه وقف شحنات الأسلحة إلى حزب الله في لبنان ويعزز اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة والذي تم التوصل إليه الأسبوع الماضي بين حزب الله وإسرائيل.
كل هذا سيقلل من تهديد حزب الله المحروم من الأسلحة الإيرانية على إسرائيل أو الجيش اللبناني الذي نشر قواته الآن في جنوب لبنان، حسب الكاتب.
إلا أن عودة المعارضة السورية فاجأت الجميع في المنطقة، وخاصة الأسد. وتعتقد المصادر العربية أنه في الوقت الذي اندفع فيه مقاتلو المعارضة جنوبا، كان الأسد مسافرا إلى موسكو للتحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول الصفقة المحتملة لتبادل حظر الأسلحة مقابل تخفيف العقوبات الأمريكية.
وقال الكاتب إن السبب الرئيسي وراء الهجوم الأخير، ربما كان زيادة القصف السوري على مواقع المعارضة في إدلب، جنوب الحدود التركية مباشرة. وأطلقت المعارضة على هجومها "ردع العدوان"، وفقا لتقارير إعلامية عربية.
وقال مسؤول في إدارة بايدن إنه مع تقدم المتمردين جنوبا، انهار الجيش السوري، و"تضخم الهجوم" حتى وصل إلى حلب. وكان الاقتراح الأول الذي طرحه الوسطاء العرب على الأسد هو طرد حزب الله من سوريا بالكامل، وفقا لمصدر عربي مطلع.
ويقال إن الأسد رفض ذلك، لذلك طلب الوسطاء بدلا من ذلك المساعدة السورية في منع الأسلحة الإيرانية، حسبما يقول المصدر. ولم تقدم لا المصادر الأمريكية أو العربية تفاصيل حول كيفية تخفيف الولايات المتحدة للعقوبات على سوريا، والتي فرضت معظمها في عام 2011 عندما بدأ الأسد في قمع انتفاضة ضد نظامه بوحشية خلال الربيع العربي المنكوب، حسب الكاتب.
وبدا أن نظام الأسد يستعيد توازنه على مدى السنوات العديدة الماضية. لكن هذا الاستقرار كان هشا، ويعتمد على القوة العسكرية لروسيا وإيران وحزب الله. ولكن هذه الدعامات لم تمنع المعارضة المسلحة من الاستيلاء على حلب.
والآن يواجه الأسد هجوما دمويا لاستعادة المدينة. ومن المؤسف أن الشرق الأوسط يتميز بأنه بمجرد انتهاء حرب ما، تبدأ حرب أخرى، على حد قول الكاتب.
====================
الصحافة الفرنسية :
لوبوان :مستشار ترامب للشرق الأوسط يتحدث عن دور تركي مستقبلي في سوريا
ترك برس
تحدث رجل الأعمال الأميركي اللبناني مسعد بولس والمعين مستشارا للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في شؤون الشرق الأوسط، عن دور تركي في سوريا مستقبلا، بالتزامن مع التصعيد العسكري الذي تشهده خلال الأيام الأخيرة.
واستهل بولس حديثه مع مجلة "لوبوان" بالإجابة على سؤال حول حق حزب الله في حيازة السلاح وكيفية نزعه منه في الواقع، فقال والد صهر ترامب إن 70% من الأسلحة الإستراتيجية ومستودعات الصواريخ والطائرات المسيرة دمرت خلال الحرب، وإن الجيش اللبناني هو الذي عليه نزع سلاح المليشيات والجماعات شبه العسكرية.
وأوضح بولس أن اتفاق وقف إطلاق النار يمنح الجيش اللبناني الحرية الكاملة للبدء في التنفيذ، وهو يتولى بموجب النص أيضا مسؤولية ضبط تدفق الأسلحة القادمة من الحدود السورية ومطار بيروت وميناء العاصمة وكلها أصبحت الآن تحت سيطرته، بحسب ما نقلته "الجزيرة نت".
ولم يستغرب المستشار الأميركي الانتهاكات التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي للاتفاق، وقال إن الطرف الآخر يفعل الشيء نفسه، وهناك فترة اختبار مدتها 60 يوما، وإن الاتفاق يتحدث عن حق كل طرف في الدفاع عن نفسه.
ورأى بولس أن المهم في هذه الاتفاقية هو لجنة المراقبة المسؤولة عن تطبيقها، وأن على الولايات المتحدة وفرنسا التحقق من أن كافة تفاصيلها تنفذ فعليا، مشيرا إلى أن تنفيذ القرار 1701 لم يتم على الإطلاق عندما تم تبنيه عام 2006، لأنه لم تكن هناك آلية لضمان تنفيذه، وذلك خطأ تم إصلاحه بموجب هذه الاتفاقية.
ولم يُبد المستشار رغبة في الإسراع بانتخاب رئيس للبنان رغم مرور عامين على الأزمة، وقال إن النواب يمكنهم انتظار شهرين أو ثلاثة حتى يتم الأمر كجزء من صفقة شاملة، تتضمن كل الإصلاحات اللازمة لإعادة بناء لبنان ومؤسساته القضائية والأمنية، واحترام الديمقراطية والدستور اللبناني، فضلا عن تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، وخلق رؤية معينة لمجلس الوزراء، وضمان تمثيل المعارضة، التي تشكل اليوم ما يقرب من نصف البرلمان.
ورفض مسعد بولس إعطاء رأيه فيما تريده الولايات المتحدة بشأن الرئيس السوري بشار الأسد، وقال إن الأمر معقد للغاية في سوريا لأن الأحداث تجري بسرعة كبيرة، ويمكن أن تتغير من ساعة إلى أخرى، مؤكدا أن تركيا وروسيا والولايات المتحدة ودول أخرى في المنطقة بما فيها إيران، ستكون لها أدوار تقوم بها، مفضّلا عدم الدخول في التفاصيل في الوقت الحالي.
وعند سؤاله عن الإنذار الذي أعطاه ترامب لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بغزة بإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين، قال مسعد بولس إن الرئيس اتضح له أنه لم يعد هناك أي سبب لتأخير إطلاق سراح المحتجزين لأن الحرب انتهت عمليا، ولذلك يعتقد ترامب أنه يجب إطلاق سراح المحتجزين على الفور ولا ينبغي ربط مصيرهم بمسائل أخرى تتعلق باليوم التالي في غزة.
الأولوية لاتفاقيات أبراهام
وعند سؤاله عن ربط مسألة الرهائن بوقف إطلاق النار في غزة، قال المستشار إنه سيتم وقف مؤقت لإطلاق النار للإفراج عن المحتجزين، موضحا أنه تم بالفعل تحديد الخطوط الرئيسية للاتفاق ولم يبق سوى تفاصيل صغيرة جدا بشأن عدد قليل من الأسماء وعدد الأشخاص المفرج عنهم من الفلسطينيين، والمدة التي يجب أن تتم خلالها عمليات التبادل.
ومع تأكيده أن المدافع صمتت حقيقة في غزة، يعترف المستشار الأميركي بأن شمال غزة لا يزال محاصرا بالكامل من قبل الجيش الإسرائيلي، مؤكدا أن الاتفاق يندرج في إطار وقف مؤقت لإطلاق النار.
وعند السؤال عن احتمال دعم إدارة ترامب ضم إسرائيل الكامل والبسيط للضفة الغربية، قال مسعد بولس، الرئيس ترامب لم يتناول هذه القضايا علنًا بعد، وقال "ما أستطيع أن أقوله لكم هو أنه اعتبارا من 20 يناير/كانون الثاني ستكون هناك سياسة واضحة ودقيقة للغاية بشأن هذا الموضوع، ويتعين علينا جميعا أن نحترمها".
وفيما يتعلق بتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل مقابل دولة فلسطينية، قال مستشار ترامب إن خريطة الطريق التي ستؤدي إلى قيام دولة فلسطينية تمثل جزءا مهما من المناقشات بين الولايات المتحدة والسعودية، مضيفا أن الخطة التي اقترحها ترامب عام 2020 (صفقة القرن) تحدثت بوضوح شديد عن دولة فلسطينية محتملة.
أما اليوم -كمال يقول المستشار- فأولوية الرئيس هي استئناف المناقشات حول اتفاقيات أبراهام مع السعودية أولا، لأنه بمجرد التوصل إلى اتفاق معها، سيكون هناك ما لا يقل عن 12 دولة عربية مستعدة على الفور لتحذو حذوها.
أما بالنسبة لإيران، فيقول مسعد بولس إن ترامب واضح في أنه لا يريد مطلقا أن يكون لدى طهران برنامج نووي، وسيمارس "أقصى قدر من الضغط" عليها، وقد بدأ هذا بالفعل، وبدأت إيران بالفعل في تغيير سياساتها في المنطقة، وقد رأينا ذلك في الاتفاق الذي أبرم في لبنان، ونلاحظه اليوم في سوريا.
ولم يتحدث ترامب عن تغيير النظام، وأعلن استعداده لإجراء مفاوضات جادة مع النظام الحالي بشأن 3 نقاط مهمة في نظره، منع امتلاك القدرات النووية على الإطلاق، ومسألة الصواريخ الباليستية، وأخيرا وكلاء إيران في المنطقة، سواء في غزة أو لبنان أو العراق أو اليمن.
====================
الصحافة العبرية :
معاريف :“النظام السوري يدعم حزب الله”.. رسالة هاغاري: يجب تغيير وجه الشرق الأوسط
في وضح نهار أمس، بعد الساعة التاسعة صباحاً بقليل، أغارت طائرات سلاح الجو في الطريق المؤدي من دمشق إلى المطار الدولي على مركبة كان يستقلها مبعوث حزب الله إلى الجيش السوري سلمان نمر جمعة.
استجابت التصفية لعدة أهداف: أولاً، جمعة شخصية رفيعة للغاية في القيادة العسكرية لحزب الله، ورجل اتصال مهم للتنسيق بين سوريا وحزب الله، وهذه علاقة ضرورية لحزب الله الآن؛ لإعادة بنائه في لبنان مع التشديد على تنسيق التزود بالسلاح والذخيرة.
كان هذا الرجل مهما للنظام السوري أيضاً؛ فجيش الأسد يعول على قوات حزب الله القتالية بحيث تقف إلى جانبه في وجه الثوار. وكانت التصفية أمس رسالة علنية واضحة بقيادة النظام السوري، وأجاد العميد دانيال هاغاري، الناطق العسكري، في صياغة الرسالة بقوله: “النظام السوري يدعم حزب الله ويدع المنظمة تستغله”.
كان جمعة ناشطاً قديماً لحزب الله، وأدى جملة واسعة من الوظائف في الحزب. وفي الغالب، عمل في سوريا. ومن بين الوظائف التي أداها مسؤوليته عن الاستخبارات في منطقة الخيام، وتسلم لاحقاً منصب مسؤول العمليات في قيادة دمشق في حزب الله، وفي السنوات الأخيرة كان مبعوث حزب الله في الجيش السوري.
انقسم الجمهور الإسرائيلي أمس إلى قسمين: قسم اعتقد بأن الرد الإسرائيلي على إطلاق قذيفتي هاون إلى “هار دوف” كان معتدلاً، واعتقد آخرون بأن هجوماً على 30 هدفاً وقتل 10 أشخاص كان خطوة قوية، فيها ما ينقل رسالة إلى حزب الله بأن إسرائيل مصممة على منع استمرار “التنقيط” من لبنان على إسرائيل.
مع ذلك، ينشغل الجيش وجهاز الأمن بمسألة كيفية ينظر لبنان وحزب الله، وسوريا وإيران، إلى الرد الإسرائيلي.
كل أذرع الاستخبارات الإسرائيلية تركز الجهد حول ما يحصل الآن في “محور الشر” الإيراني، مع التشديد على محاولات إيران العمل على ترميم وتسليح حزب الله، وبالتوازي – بناء بدائل جديدة. مثلاً، إقامة منظومة إرهاب في الغور وشمال “السامرة” [شمال الضفة الغربية].
لقد نزعت إسرائيل القفازات في هذه القصة. وفيما عيون الجميع على لبنان، صفى سلاح الجو خليتي مخربين عملتا في منطقة الغور وشمال “السامرة”، في غضون أقل من 24 ساعة. المخربون الثمانية الذين صفوا وبينهم شخصية إرهاب محلية رفيعة المستوى، تم تفعيلهم بتمويل ومساعدة إيرانية.
وحسب منشورات أجنبية، قبل يومين، منع سلاح الجو طائرة شحن إيرانية من الدخول إلى مجال سوريا الجوي حين أمرتها طائرات سلاح الجو بالعودة. إضافة إلى ذلك، قبل ساعات من إطلاق حزب الله النار إلى “هار دوف”، دمر سلاح الجو جرافة لحزب الله حاولت بناء محور تهريب بين سوريا وشمال لبنان.
تلعب إسرائيل الآن في الملعب كله. تمارس الضغط على المحور الإيراني انطلاقاً من الفهم بأن القتال في لبنان وهجوم سلاح الجو في إيران، والذي دمرت فيه منظومة مضادات الطائرات، فتحا نافذة فرص لتفكيك معظم وكلاء إيران.
من ناحية إسرائيل، فإن قطع نظام الأسد عن عملية ترميم حزب الله تبدو في غاية الأهمية لتصميم الهدوء في الشمال، وعلى ما يبدو أيضاً -بالنسبة لي- كيف سيبدو الشرق الأوسط في المستقبل القريب والبعيد.
آفي أشكنازي
معاريف 4/12/2024
====================
الصحافة البريطانية :
التايمز": الهجوم على حلب قرب أردوغان خطوة من الوصول إلى دمشق
اعتبرت صحيفة "التايمز" البريطانية أن سيطرة فصائل المعارضة السورية على مدينة حلب ثاني أكبر المدن في سوريا يقرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من "تحقيق حلم دمشق".
وقالت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21"، إن "منظر العلم التركي وهو يرفرف فوق قلعة حلب التاريخية هو آخر ما كان يخشاه الرئيس السوري بشار الأسد. ويعتقد الكثيرون أن الرئيس أردوغان كان منذ فترة طويلة يحلم بهذا المنظر، حيث رفع العلم يوم الإثنين بعد أيام من اقتحام المسلحين المدينة".
وأضافت أنه "لا أحد يعرف السبب، لكن بالنسبة للعديد من المراقبين، فهذه علامة أخرى على أن أنقرة، على الرغم من إنكارها، تلعب دورا بارزا في أحدث تطور في الحرب الأهلية السورية، التي تراجعت في السنوات الأخيرة، إلى آخر اهتمامات الغرب وتجاوزتها صراعات أكثر إلحاحا في أوروبا الشرقية وإسرائيل".
إلا أن سوريا لم تختف عن أجندة السياسة، وفقا للصحيفة، فقد أعادت الحرب في جوارها الطبيعي تشكيل البلاد بشكل أساسي، سواء من الناحية السياسية أو الديموغرافية. وهناك أكثر من 3.6 مليون لاجئ سوري في تركيا، حسب الأرقام الرسمية.
وأشار التقرير إلى أن اللاجئين السوريين في تركيا تحولوا إلى "صداع للزعيم التركي أردوغان وكذا زيادة التأثير الكردي في سوريا، وهو تطور اندلع على الحدود التركية في عام 2015، عندما عاد حزب العمال الكردستاني، بي بي كي إلى التمرد على التراب التركي من جديد".
ولفت إلى أنه "من هنا بات هدف أردوغان، هو إعادة اللاجئين السوريين ومنع تقدم الأكراد قريبا من حدوده. ولتحقيق هذا قضى الرئيس التركي الأشهر الماضية في محاولة لإصلاح العلاقات مع النظام السوري وعرضه للقاء الأسد والتوصل لصفقة استئناف العلاقات مع دمشق. وقد تجاهل الأسد هذه العروض أكثر من مرة، وأكد على ضرورة سحب القوات التركية من الأراضي السورية".
وبحسب الصحيفة، فإن لدى الأسد مخاوفه من محاولة أنقرة تنصيب نظام جديد في دمشق يسمح له بتوسيع نفوذه في العالم العربي. فعندما اندلعت الاحتجاجات ضد الأسد لأول مرة في عام 2011، سعى أردوغان، الذي كانت تربطه صداقة شخصية مع الرئيس السوري للتدخل. وسافرت وفود بمن فيها أحمد داود أوغلو، رئيس الوزراء آنذاك من أنقرة إلى دمشق، على أمل إقناع الأسد بتعديل موقفه من الاحتجاجات.
لكن العلاقات انهارت بشكل سريع، وسط رفض الأسد الاستجابة وتقديم تنازلات لما اعتقد أنهم الإخوان المسلمون، القريبون من أردوغان وأوغلو. وانقطعت العلاقات سريعا في آذار /مارس 2012.
وأوضحت الصحيفة أن الجناح السياسي للمعارضة اتخذ من إسطنبول مقرا له، في حين تلقت الجماعات المتمردة الأسلحة والتمويل عبر تركيا. وفي السنوات الأولى للحرب، جاء الدعم للمعارضة أيضا من دول مثل بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا.
وقالت إنه "مع صعود الجماعات المتطرفة إلى الواجهة، تراجع معظمها، ولم يتبق سوى تركيا وقطر كدولتين داعمتين للمعارضة. وهناك الآن مجموعتان متمردتان رئيسيتان في شمال غرب سوريا. إحداهما هي هيئة تحرير الشام، خليفة القاعدة، التي تقاتل ضد قوات الأسد. والثانية هي الجيش الوطني السوري، وهو تحالف من الجماعات المعارضة المدعومة مباشرة من تركيا، والتي تركز بشكل أساسي على صد الميليشيات الكردية التي تسيطر على المنطقة الشمالية الشرقية من سوريا، بما في ذلك المناطق الواقعة على طول الحدود التركية".
وساعد وقف إطلاق النار تم التوصل إليه مع روسيا، الراعية لنظام الأسد، على الحفاظ على خط المواجهة بين الطرفين حتى نهاية الأسبوع الماضي. ولعبت تركيا كضامن للمعارضة المسلحة بقوات عسكرية متمركزة في منطقة شمال- غرب سوريا وكموفر للخدمات الاجتماعية، بما في ذلك خدمات التعليم والبريد.
ونفت أنقرة حتى الآن أن يكون لها دور في عملية المعارضة المسلحة الأخيرة، لكنها "انتهزت الفرصة لزيادة هجماتها ضد المعارضة الكردية، وهناك إشارات إلى أنها تحاول موضعة نفسها للعب دور مهم في مستقبل سوريا"، حسب التقرير.
والثلاثاء، دعا السياسي القومي التركي دولت بهتشلي والحليف لأردوغان، نظام الأسد للتحاور مع تركيا، مضيفا أن "تركيا لا نوايا لها في أراضي البلد". لكنه أكد أن "حلب هي تركية ومسلمة حتى النخاع".
وترى الصحيفة أن أحداث الأسبوع الماضي قد تجبر الأسد على الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع تركيا، لكنها لن تخفف من مخاوفه بشأن طموحات تركيا في سوريا.
====================
فايننشال تايمز” :تَقدُّم المعارضة السورية نكساتٌ تكتيكية لروسيا في الشرق الأوسط.. وآخر سلسلة من تداعيات حرب غزة
لندن- “القدس العربي”: نشرت صحيفة “فايننشال تايمز” مقال رأي لحنا نوت، مديرة برنامج الحد من انتشار السلاح النووي في أوراسيا بمركز جيمس مارتن ببرلين، قالت فيه إن تقدم قوات المعارضة السورية المسلحة يمثّل تهديداً خطيراً لطموحات روسيا في الشرق الأوسط.
وقالت إن القوات الروسية تواصل تقدمها في الأراضي الأوكرانية، في وقت تعرضت فيه لنكسة تكتيكية في الشرق الأوسط. ولم يكن سقوط حلب بأيدي المقاتلين السوريين إلا أحدث حلقة في سلسلة من التطورات، التي بدأت منذ أحداث 7 تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي، والتي تسبّبت في مشاكل للكرملين.
الغارات الجوية الإسرائيلية ضد إيران ربما تركت أثرها على قدرة طهران على تسليم الصواريخ وغيرها من المعدات إلى روسيا
وفي وسط الحرب المستمرة في غزة، استهدفت إسرائيل إيران، شريكة روسيا والجماعات المرتبطة بها في محور المقاومة، في حرب متبادلة بسوريا أدّت فيها الغارات الإسرائيلية المكثفة إلى القضاء على عشرات المقاتلين، وتدمير مخازن الأسلحة التابعة لإيران.
وزادت إسرائيل من الرهان، في أيلول/سبتمبر، عندما استهدفت “حزب الله” ومقاتليه في عملية تفجير البيجر وأجهزة الووكي-توكي، وبلغت ذروتها بقتل قياداته.
وفي نهاية تشرين الأول/أكتوبر، قصفت إسرائيل برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية، ومواقع صناعية دفاعية أخرى. وفي الوقت الذي كشفت فيه العمليات الإسرائيلية أنها جادة في التعامل مع إيران، لم يكن لدى موسكو، التي تضع الحرب في أوكرانيا على رأس أولوياتها، القدرة، أو حتى الرغبة، في الظهور كفارسٍ بدرعٍ لامع دفاعاً عن إيران.
وتشير الكاتبة إلى أن الغارات الجوية الإسرائيلية ضد إيران، ربما تركت أثرها على قدرة طهران على تسليم الصواريخ وغيرها من المعدات إلى روسيا، على الأقل في الأمد القريب.
وفي إطار آخر، ربما كان تَزامنُ القتال في أوكرانيا والشرق الأوسط سبباً في تعزيز رغبة روسيا وإيران في التعاون، مع أنه يحدّ في الوقت نفسه من الدعم الذي يمكن أن يقدمه كلٌّ منهما للآخر. وقد زاد الهجوم الخاطف لقوات المعارضة من مشاكل وآلام روسيا.
فقد ظلت سوريا بمثابة قصة نجاح لروسيا، فمن خلال التدخل في الحرب السورية عام 2015، أنقذ الرئيس فلاديمير بوتين، بشار الأسد، حيث قدم صورة عن الحليف الذي يوثق به، خلافاً للصورة المعروفة عن الدول الغربية، وتحديداً الولايات المتحدة.
وكانت سيطرة القوات السورية، بدعم روسي، على الجزء الشرقي من حلب، عام 2016، نقطة محورية دفعت موسكو للإعلان عن عملية أستانة بالتعاون مع إيران وتركيا. ومنذ عام 2017، قامت هذه العملية بتحديد مسار النزاع، وفتحت المجال أمام ظهور توازن هش بين الجماعات الداخلية والخارجية التي تتقاسم البلاد.
وبعد الغزو الشامل لأوكرانيا، عام 2022، اعتقدت موسكو أنها قادرة على التحكّم بالوضع السوري، وبأقل جهد. ولهذا قامت بإعادة ضبط وجودها العسكري، ودفعت باتجاه إعادة تأهيل الأسد إقليمياً ودولياً، لكنها اصطدمت بحائط بسبب رفض الزعيم السوري التنازل قيد أنملة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وفي الوقت نفسه، توقف التقدم نحو حلّ سياسي حقيقي للصراع تماماً، مع عرقلة روسيا لانعقاد اللجنة الدستورية السورية.
وفي الأسبوع الماضي، تعلمت روسيا الدرس الصعب، وهو أن النزاعات المجمدة تظل متجمدة حتى تنضج. وكانت موسكو خائفة لأشهر من أن تجرف الهزات الارتدادية لهجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر سوريا، ولهذا فوجئت على ما يبدو من الهجوم الخاطف على حلب.
ظلت سوريا بمثابة قصة نجاح لروسيا، بعد أن أنقذ بوتين الأسد، حيث قدم صورة عن الحليف الذي يوثق به، خلافاً للصورة المعروفة عن الدول الغربية، وتحديداً الولايات المتحدة
وتعلق الكاتبة أن هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر غيّرت الديناميات، وقدّمت منافع لروسيا، من خلال حرف انتباه الغرب عن أوكرانيا إلى الشرق الأوسط. ولكن الهجمات خلقت الكثير من المخاطر لروسيا التي توسّعت في القتال على عدة جبهات. وأصبحت إيران ضعيفة، وأضعف مما كانت عليه في العام الماضي. وساهمت الحملة الإسرائيلية ضد “حزب الله” في خلق الظروف الملائمة للعملية ضد حلب. كما شعرت تركيا، شريكة روسيا في عملية أستانة، بوجود فرصة لإنهاء العمل غير الناجز في سوريا.
وتعتقد نوت أن النكسات الروسية الإقليمية تظل حتى الآن تكتيكية، وذات آثار محدودة على حملتها في أوكرانيا. ولكن هل تتحول الأحداث الأخيرة إلى صداع إستراتيجي لموسكو؟ تجيب نوت أن هذا يعتمد على ساحة المعركة في سوريا والديناميات الجديدة، وكذلك شهية إسرائيل لضرب إيران، وعلى الرئيس الأمريكي المقبل دونالد ترامب.
وفي الوقت الحالي، تسعى روسيا جاهدة لوقف تقدم المتمردين دون الحاجة إلى إرسال تعزيزات إلى سوريا. وربما تنجح في حماية نفوذها. ولكن إذا صعدت إسرائيل، أو الولايات المتحدة، الضغوط على إيران، فإن قدرة روسيا على حماية شريكتها سوف تكون محدودة.
====================
الصحافة الروسية :
"نيزافيسيمايا غازيتا": :ايران تحاول إقناع تركيا بوقف هجوم أتباعها في سوريا
عن محاولة إغراء أنقرة بالسلام مع دمشق مقابل وقف الهجوم الذي تشنه القوات المدعومة منها في سوريا، كتب إيغور سوبوتين، في "نيزافيسيمايا غازيتا":
حاولت إيران التفاوض مع تركيا لتجميد هجوم المسلحين الموالين لها في سوريا. ومن الواضح أن هذا هو الهدف من زيارة وزير خارجية الجمهورية الإسلامية عباس عراقجي إلى أنقرة في 2 ديسمبر. وفي أعقاب المفاوضات، أقر عميد الدبلوماسية الإيرانية بوجود تناقضات بين البلدين، لكنه أعلن أيضًا عن وجهات نظر مشتركة. وبحسب تقارير إعلامية، حاول الرئيس السوري بشار الأسد أيضًا إقامة اتصالات مع تركيا هذه الأيام. إن قدرته على التفاوض مع الراعي الرئيس للجماعات المتطرفة العاملة في الشمال ستحدد ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الحرب الأهلية الساخنة.
وكما قال يوري ليامين، أحد كبار الباحثين في المركز الروسي لتحليل الاستراتيجيات والتقنيات، لـ"نيزافيسيمايا غازيتا"، فإن "إيران قد تدعم الحكومة السورية بأسلحة إضافية وتعزيزات عسكرية مباشرة".
لكن لب المشكلة، بحسب ليامين، في خطورة تصعيد الصراع مع إسرائيل والولايات المتحدة، بسبب الحرب في قطاع غزة. فـ "خلال العام الماضي، زاد سلاح الجو الإسرائيلي بشكل كبير من وتيرة وشدّة ضرباته ضد أهداف مختلفة مرتبطة بالتشكيلات التي تسيطر عليها إيران في سوريا. كما أن العلاقات مع القوات الأمريكية في المنطقة متوترة للغاية، في ظل تبادل الضربات المتكرر بين الأمريكيين والقوات الموالية لإيران. كل هذا يمكن أن يعقّد كثيرًا نقل تعزيزات وأسلحة إلى سوريا. على سبيل المثال، ستستفيد سوريا بشكل كبير من نشر طائرات مسيرة استطلاعية وهجومية، لكنها يمكن أن تتعرض في القواعد الجوية السورية لهجمات إسرائيل".
====================