الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 30/8/2017

سوريا في الصحافة العالمية 30/8/2017

31.08.2017
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :
معهد واشنطن :الملف السوري بين روسيا وتركيا.. مسيرة من الافتراق والالتقاء
http://www.washingtoninstitute.org/ar/fikraforum/view/syria-between-russia-and-turkey-a-case-of-divergence-and-convergence
تشاتام هاوس :نيكولاي كوزانوف :إمكانات وتحديات التعاون الروسي ـ الإيراني في سوريا
https://aawsat.com/home/article/1011511/نيكولاي-كوزانوف/إمكانات-وتحديات-التعاون-الروسي-ـ-الإيراني-في-سوريا
الصحافة الالمانية :
صحيفة ألمانية: 6 دول عربية تدهورت أوضاعها بسبب سياسات ترامب
http://www.aluom.com/Middle-East/451068/صحيفة-ألمانية-6-دول-عربية-تدهورت-أوضاعها-بسبب-سياسات-ترامب
الصحافة الروسية والهولندية :
«برافدا» تصدم إسرائيل: علاقاتنا وإيران استراتيجية... وتتجاوز سوريا
http://www.al-akhbar.com/node/282546
صحيفة هولندية: المقاتلات الهولندية ستستأنف مشاركتها في محاربة "داعش"
http://www.elnashra.com/news/show/1131501/صحيفة-هولندية:-المقاتلات-الهولندية-ستستأنف-مشاركته
الصحافة العبرية والبريطانية  :
إسرائيل اليوم : وجود الأسد سيستمر ويتعاظم
http://www.roayahnews.com/news/2017/8/30/23164/صحيفة-إسرائيلية-وجود-الأسد-سيستمر-ويتعاظم
التايمز: سوريون يفضِّلون الحصار مع داعش عن الاحتجاز بمعسكرات الأكراد..
http://www.all4syria.info/Archive/438142
 
الصحافة الامريكية :
معهد واشنطن :الملف السوري بين روسيا وتركيا.. مسيرة من الافتراق والالتقاء
http://www.washingtoninstitute.org/ar/fikraforum/view/syria-between-russia-and-turkey-a-case-of-divergence-and-convergence
مثنى العبيدي
في خضم البحث عن حل للازمة السورية، شكل الصراع السوري عامل تأثير مهم في العلاقات بين روسيا وتركيا، إذ كان سبباً في توتر هذهِ العلاقات من جهة، ودافعاً للتقارب فيها من جهة أخرى، وذلك بحسب طبيعة المصالح المتضاربة لكلا الدولتين. بيد أن التحول المهم الذي دفع لطرح ملفات التوافق في الملف السوري على مسار المحادثات والتفاهمات بين روسيا وتركيا جاء بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا والموقف الروسي منه الذي ظهرت فيه روسيا بموقف إيجابي من النظام التركي القائم وعلى أثره استأنف الطرفان علاقاتهما ودخلت هذه العلاقات مرحلة التحسن من جديد.
       وإذا أردنا التركيز على تطورات الملف السوري في مسيرة العلاقات الروسية - التركية يقتضي الأمر معرفة أهمية الملف السوري بالنسبة لهاتين الدولتين ومعرفة اهم قضايا الاختلاف والاتفاق بينهما.
     تأتي أهمية الحرب في سوريا بالنسبة لروسيا من أهمية المصالح الروسية في سوريا المتمثلة بالمصالح السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية والثقافية. وبخلاف إيران التي لها مصالحها الخاصة في المنطقة، تعتبر سوريا موطئ القدم الوحيد لروسيا في منطقة الشرق الأوسط وهو ما قد يمكنها من التأثير على التطورات في العالم العربي والبحر الأبيض المتوسط، ويرجع ذلك جزئيا إلى قواعدها العسكرية في سوريا. وتعتبر سوريا البلد العربي الرئيسي من حيث التعاون التجاري والاقتصادي مع روسيا ومستورد رئيسي للأسلحة الروسية. يمكن لروسيا الاستفادة من نفوذها في سوريا كورقة مساومة في الشؤون الدولية، مثل الحصول على قبول سلبي للأزمة الأوكرانية أو تخفيف العقوبات الاقتصادية الدولية على روسيا.
    أما بالنسبة لتركيا فينبع اهتمامها بالملف السوري انطلاقاً من كون سوريا دولة جارة لها وبينهما حدود طويلة، وان اختلال الاستقرار في سوريا لا بد أن تنعكس تداعياته الخطيرة على الداخل التركي وهو ما حصل بالفعل بعد تنامي خطر الجماعات الإرهابية كتنظيم "داعش" وبروز الحركات الكردية السورية المسلحة وسيطرتها على مناطق شاسعة في سوريا. كما أن تركيا هي أكثر الدول التي استقبلت اللاجئين من سوريا وما لذلك من تأثيرات اقتصادية وأمنية عليها، وأن سوريا تمثل ممراً اقتصادياً مهماً لتركيا إلى المنطقة العربية، فضلاً عن أن تركيا لديها سياسة إقليمية تهدف من خلالها إلى بسط نفوذها وتأثيرها في دول المنطقة وذلك بالتركيز على الأدوات السياسية والاقتصادية والثقافية والقيمية.
    تضمن الملف السوري العديد من القضايا التي شكلت محل اختلاف بين تركيا وروسيا كان بعضها عامل توتر في العلاقات الثنائية بين الدولتين إلى حد وقت قريب ولا زالت محل اختلاف بينهما بالرغم من تحسن هذهِ العلاقات في الوقت الراهن. وتشمل نقاط الخلاف الرئيسية القيادة السورية، والمعارضة، والمجموعات الكردية، والدور الأمريكي في الصراع.
قدمت روسيا الدعم المطلق سياسياً وعسكرياً واقتصادياً لنظام الأسد في سوريا. وفى المقابل، كان الموقف التركي ينادى بضرورة إسقاط نظام الأسد وإقامة نظام ديمقراطي ودعم القوى والحركات السورية المعارضة بجناحيها السياسي والعسكري. ترى روسيا أن كافة الجماعات السورية المسلحة المعارضة لنظام الأسد هي جماعات إرهابية واستمرت بهذهِ الرؤية إلى وقت ليس ببعيد وطبقتها باستهدافها عسكرياً لمختلف الجماعات السورية المسلحة. ولكن في الوقت الراهن وباستثناء "داعش" وجبهة “فتح الشام"، اعترفت روسيا بالفصائل المسلحة وتفاوضت معها، بما في ذلك وحدات حماية الشعب. وفي الوقت نفسه، تعتبر تركيا تنظيم الدولة الإسلامية، وجبهة فتح الشام، ووحدات حماية الشعب، والميليشيات التي تقاتل مع الأسد منظمات إرهابية.
دعمت روسيا حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا الذي افتتح مكتباً سياسياً له في شهر فبراير 2016 في موسكو وقدمت الدعم العسكري لهم مستخدمة الأمر كورقة ضغط أمام تركيا في مرحلة توتر العلاقات معها وورقة تفاوض عند استئناف العلاقات الثنائية، بينما ترى تركيا في ذلك خطراً امنياً لا يمكن تركه وان حصول الأكراد في سوريا على كيان مستقل يعني مطالبة الأكراد في تركيا بالفيدرالية أو الاستقلال.
استنكرت روسيا الهجوم الصاروخي الأمريكي في أبريل الماضي ورأت فيه خرقاً للقانون الدولي وانتهاكاً لسيادة سوريا كان العكس منه في الموقف التركي المؤيد لها الذي رأى فيها رد فعل إيجابي على جرائم نظام الأسد، هذا الأمر يشكل آخر ما استجد من اختلاف حول الملف السوري بين روسيا وتركيا وقد يكون سبباً في توسيع شق الاختلاف بينها نظرا لأنه سيحد من مساحة التحرك الروسي فيها.
   لم يمنع وجود قضايا مختلف عليها في الملف السوري من أن يتم التقاء روسيا وتركيا حول نقاط ضمن هذا الملف، وهذا الالتقاء مدفوعاً بإدراك روسيا بأهمية دور تركيا في إيجاد حل للازمة السورية يحقق مصالحها. كما تسعى روسيا إلى كسب تركيا إلى جانبها في الشرق الأوسط لإدراكها أهمية التأثير التركي على الجماعات والفصائل المسلحة الفاعلة في الساحة السورية، وبالمقابل جاء التوجه التركي موافقاً في تسوية الخلافات مع روسيا. وتتضمن نقاط الالتقاء بين روسيا وتركيا ملف مكافحة الإرهاب، الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، ووضع نهاية للحرب في سوريا.
بدأ التنسيق الروسي التركي ضد تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة فتح الشام – وذلك على الرغم من اهتمام روسيا الباهت بذلك – بدأ بضربات جوية تستهدف مواقع الدولة الإسلامية في سوريا، في حين دعمت تركيا الجيش السوري في عملية درع الفرات ضد الدولة الإسلامية، ووحدات حماية الشعب.
كما تتفق كلا روسيا وتركيا على وحدة الأراضي السورية وعدم تقسيمها وضمان عدم نشوء كيان مستقل للأكراد في سوريا، كما اتفقتا الدولتين على دعم الجماعات الكردية المسلحة في سوريا دعما محدودا، وفعلاً بدأت روسيا بالتقليل من الاهتمام بها بعد استئناف العلاقات مع تركيا وتحسنها.
تسعى كلا من روسيا وتركيا إلى البحث عن مسارات في الحرب تتناسب مع مصالحهم الخاصة. ومن ناحية أخرى، أصبحت روسيا الطرف الأكثر تأثيراً في الساحة السورية وتبتغي ضمان مصالحها العسكرية وتواجدها في المنطقة واستمرار فعاليتها في الملف السوري واستثماره في قضايا المنطقة، بيمنا ترى تركيا أن حل الأزمة يتطلب إقامة نظام ديمقراطي في سوريا يكون لحلفائها دور مؤثر فيه وعدم قيام فيدرالية في سوريا للأكراد من الممكن أن ينعكس على الوضع الداخلي التركي وعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم والقضاء على الإرهاب.
     خلاصة القول أن دوافع الالتقاء بين روسيا وتركيا غير كافية لتحصين تحسن العلاقات الروسية - التركية، خاصة وأن دور الولايات المتحدة الجديد في ظل إدارة ترامب لم يتحدد بعد. كما أن القضايا التي تتفق عليها الدولتان في الملف السوري لم تكن وحدها سبب تحسن هذه العلاقات وإنما كان للحاجة الاقتصادية المتبادلة والاعتبارات السياسية بينها تأثيراً كبيراً في إعادة العلاقات بينها. ويبقى الملف السوري متغيراً مؤثراً في العلاقات بين تركيا وروسيا.
========================
تشاتام هاوس :نيكولاي كوزانوف :إمكانات وتحديات التعاون الروسي ـ الإيراني في سوريا
https://aawsat.com/home/article/1011511/نيكولاي-كوزانوف/إمكانات-وتحديات-التعاون-الروسي-ـ-الإيراني-في-سوريا
تركت المشاركة العسكرية الروسية في الصراع السوري تأثيراً مباشراً على علاقات موسكو بدول الشرق الأوسط. والمسألة محط الاهتمام الأكبر من جانب المحللين العسكريين باتت تتعلق بتنامي التفاعل بين موسكو وطهران داخل سوريا. رسمياً، أيدت السلطات الإيرانية قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نشر قوات جوية روسية في قاعدة حميميم في اللاذقية. وأشاد غالبية السياسيين الإيرانيين بالدور الروسي في دعم نظام بشار الأسد، في الوقت الذي حرصت وسائل الإعلام الرئيسية في إيران على تغطية نشاطات الجيش الروسي داخل سوريا على نحو كامل بما يتماشى مع السياسات الدعائية التي تنتهجها موسكو.
ومع هذا، ثمة خلاف واضح داخل صفوف الخبراء الدوليين حول طبيعة الحوار الروسي - الإيراني بخصوص سوريا. إذ يعتقد بعض الخبراء أن حدوث شقاق في التحالف الروسي - الإيراني أمر حتمي. في الواقع، ثمة نقاشات غير معلنة تدور بالفعل في إيران حول مدى ضرورة التعاون مع الجانب الروسي داخل سوريا. علاوة على ذلك، يشكك بعض صانعي السياسات والمحللين في طهران بحذر من جدوى المشاركة العسكرية الإيرانية ذاتها في سوريا.
ومع هذا، تظل الحقيقة أن هذه التساؤلات تدور داخل دائرة محددة وضيقة من النخبة السياسية الإيرانية دون أن تصل إلى مستوى النقاش الوطني. بجانب ذلك، ليس ثمة احتمال في أن تنجح هذه النقاشات الإيرانية الداخلية في إحداث تغيير في المسار الدبلوماسي للبلاد من دون مباركة المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي الذي يملك سلطة اتخاذ القرارات الفاصلة بخصوص القضايا السياسية الحساسة. جدير بالذكر أنه خلال لقائه بوتين في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 أعطى خامنئي الضوء الأخضر للتعاون الإيراني مع روسيا حول القضية السورية.
ولاقى قرار خامنئي تأييداً عاماً من المحافظين المعتدلين الذين يهيمنون على الحياة السياسية بالبلاد. وفور زيارة بوتين إلى طهران، صاغ مستشار المرشد الأعلى للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي (المشارك بعمق في الجهود الدبلوماسية الإيرانية حول سوريا) وجهة النظر الرسمية بخصوص التعاون الروسي - الإيراني التي أصبحت مقبولة على نطاق واسع داخل المؤسسة السياسية الإيرانية. وأوضح ولايتي أن السلطات الإيرانية عاقدة العزم على بناء «تعاون مستمر وطويل الأمد مع روسيا» حول سوريا.
الملاحظ أن ثمة عوامل جيواستراتيجية دعمت بالفعل تعزيز التعاون الروسي - الإيراني داخل سوريا. بالنسبة إلى طهران، جاءت المشاركة العسكرية الروسية في الشؤون السورية لتمنح السلطات الإيرانية ما كانت تتطلع نحوه على امتداد العقد الماضي: أساس سياسي وعسكري متين لتنمية علاقات ثنائية بين الجانبين.
أيضاً، يفرض الوضع على الأرض التعاون بين موسكو وطهران. من جانبها، كان لطهران السبق في إمداد النظام السوري بالأسلحة والمال و«المتطوعين» والميليشيات، في الوقت الذي حاولت روسيا بادئ الأمر الحد من مشاركتها في الأزمة السورية وقصرها على الدعم الدبلوماسي للأسد. لكن بحلول 2015، كانت الموارد الإيرانية تعرضت لاستنزاف بالغ. إضافة لذلك، بات واضحاً أن تلك الموارد غير كافية لإنقاذ الأسد. وفي ذلك الوقت أيضاً، كانت طهران تورطت ليس في الحرب السورية فحسب، وإنما كذلك الصراع في العراق واليمن. وعليه، وجدت الحكومة الإيرانية نفسها مضطرة لتقسيم مواردها البشرية والمادية المحدودة بين هذه الدول الثلاث.
ومع بداية المشاركة العسكرية الروسية المباشرة في سوريا، تراجعت إلى حد كبير الأعباء على كاهل إيران، من خلال إحداث تغيير راديكالي في توازن القوى لصالح دمشق.
بشكل عام، ثمة مصلحة قوية لكل من موسكو وطهران في إنقاذ النظام السوري، لكن كل طرف يطرح حججاً مختلفة لتبرير ذلك. من جانبها، تمثل الدافع الأكبر وراء التحرك الروسي لدعم الأسد في المخاوف الأمنية والمواجهة مع الغرب وخطط بوتين لإعادة بناء روسيا كقوة عالمية مؤثرة. وبالنسبة لطهران، من المعتقد أن استراتيجيتها تجاه سوريا جزء من استراتيجية أكبر وضعها خامنئي وفريق العمل المعاون له ترمي إلى ضمان هيمنة إيران على المستوى الإقليمي، بل وصاغ المحافظون الإيرانيون مفهوم «سلسلة الدفاع» التي تتألف من لبنان وسوريا والعراق واليمن.
تبعاً لهذه النظرية، فإن كلاً من هذه الدول تشكل «خط مواجهة أمامي» للدفاعات الإيرانية في مواجهة خصوم دوليين وإقليميين للجمهورية الإسلامية يسعون بدأب لتقويض نفوذها داخل الشرق الأوسط. وعليه، فإن إضعاف النفوذ الإيراني بأي من الدول الأربع يمكن أن يخلف تداعيات سلبية عالمية على طموحات الجيواستراتيجية لطهران. وبطبيعة الحال، فإن هذه الرؤية إزاء سوريا تجعل بقاء نظام الأسد الموالي لطهران قضية وجودية بالنسبة للأخيرة. وبذلك، وجدت إيران نفسها مع روسيا في معسكر القوى الدولية ذات المصلحة في بقاء النظام السوري.
ومع هذا، تتسم كل من روسيا وإيران بقدر بالغ من البراغماتية بخصوص تعاونهما في سوريا، الأمر الذي يفيد أيضاً في الحوار بينهما. في الواقع، تعي كل من موسكو وطهران تماماً حقيقة الأهداف الكبرى للطرف الآخر من وراء المشاركة في سوريا، ومدى الاختلافات بين أهداف كل جانب. وقد جرت الإشارة علانية إلى هذا الأمر من جانب علي ولايتي عام 2015، ذلك أنه في خضم وصفه لمستوى التعاون بين روسيا وإيران داخل سوريا، أشار إلى أن: «كل دولة تتبع مصالحها، لكن ليس بمقدور روسيا حماية مصالحها في الشرق الأوسط والمنطقة بمفردها». بمعنى آخر، توصلت روسيا وإيران إلى تفاهم يقوم على فكرة أن ضمان مصالحهما داخل سوريا يقتضي تعاونهما معاً. وبالتالي، عقدت موسكو وطهران «زواج مصلحة» بينهما يحاول في إطاره كل جانب تحقيق مصالحه بمعاونة الطرف الآخر.
ومع هذا، لا يزال من المبكر للغاية الحديث عن ظهور تحالف روسي - إيراني كامل داخل سوريا، ذلك أن التنسيق العسكري بين الجانبين جاء متقطعاً حتى الآن. والواضح أن الطرفين ليسا في عجلة من أمرهما لبناء هيكل قيادة عسكرية مشتركة. وحتى هذه اللحظة، يجري التعاون بينهما من حين لآخر، والواضح أن الطرفين يفضلان اتخاذ سبل متوازية نحو الوجهة ذاتها.
إضافة لذلك، فإن هذه الصورة من «زواج المصلحة» بين البلدين تحول دون تطور العلاقات بينهما إلى تحالف استراتيجي. ومن أجل تحقيق الهدف الرئيسي حالياً، أي إنقاذ النظام السوري، اتفق البلدان على تجاهل الخلافات بين توجهيهما نحو تسوية قضايا تتسم في الوقت الراهن بأهمية ثانوية. ويعني ذلك أن مناقشة مثل هذه القضايا (مثل مستقبل الأسد أو الخطط الإيرانية لاستخدام أراض سورية في الاستمرار في تقديم دعم لجماعة «حزب الله» في لبنان) مؤجلة فحسب.
من ناحية أخرى، ثمة عامل آخر يحد إمكانات الحوار الروسي - الإيراني يتمثل في دول أخرى. من ناحيتها، تحرص موسكو على ألا يضر تعاونها مع سوريا بجهود تنمية علاقاتها مع قوى إقليمية أخرى. وعليه، فإنه من خلال تحالفها مع طهران، فإن موسكو قد تضر بذلك بعلاقاتها مع «شريكها الصامت» في الشرق الأوسط - إسرائيل، والتي اتخذت مواقف داعمة لموسكو فيما يتعلق بضم القرم والعقوبات الغربية ضد موسكو ووجود قوات جوية روسية داخل سوريا.
أما عن الفترة المقبلة، فمن المعتقد أن التعاون الروسي - الإيراني سيستمر بخصوص سوريا، لكن ستبقى هناك صعوبة وراء تحول هذا التعاون إلى تحالف بالمعنى الكامل. ورغم قوة العوامل التي تدفع البلدين تجاه بعضهما البعض، فإن «زواج المصلحة» القائم بينهما يعتمد استمراره على عدد من العوامل المتنوعة. وبالنظر إلى أن الطرفين أجبرا على التعاون معاً داخل سوريا وأن ثمة اختلافاً في دوافعهما وراء ذلك، بجانب إدراكهما لحقيقة أن بناء تحالف كامل بينهما قد يضر بعلاقاتهما بأطراف أخرى، فإنه يمكن القول بأن التعاون الروسي - الإيراني وصل بالفعل الحد الأقصى الممكن له.
 
*زميل باحث في «تشاتام هاوس» في لندن ومحاضر في الجامعة الأوروبية في سانت بطرسبورغ.
* خاص بــ«الشرق الأوسط»
========================
الصحافة الالمانية :
صحيفة ألمانية: 6 دول عربية تدهورت أوضاعها بسبب سياسات ترامب
http://www.aluom.com/Middle-East/451068/صحيفة-ألمانية-6-دول-عربية-تدهورت-أوضاعها-بسبب-سياسات-ترامب
فتحي السيد عبد المعطي
صحيفة اليوم نشرت صحيفة «فيلت» الألمانية تقريرًا تطرقت من خلاله إلى تداعيات السياسة الخارجية الأمريكية على منطقة الشرق الأوسط. وفي حين سعى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى إنهاء الصراع في منطقة الشرق الأوسط، ازدادت الأوضاع تأزمًا.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته «عربي 21»، إن الإدارة الأمريكية أربكت الحلفاء والأعداء على حد سواء. في المقابل، فقدت واشنطن تأثيرها على كل الجبهات في المنطقة. وفي هذا التقرير، نستعرض ست دول تراجع فيها نفوذ الولايات المتحدة الأمريكية.
وأكدت الصحيفة أن الولايات المتحدة فقدت نفوذها أولًا في مصر، حيث استبشرت القاهرة بتولي دونالد ترامب منصب الرئيس؛ نظرًا لأنه أعلن منذ البداية عن نيته إيلاء مكافحة الإرهاب أولوية قصوى على حساب الديمقراطية. علاوة على ذلك، وصف الرئيس الأمريكي نظيره المصري بـ«الجوهرة النادرة»، كما أعلن عن دعمه المطلق له.
وخلافًا للمتوقع، صدم المصريون عندما أعلن وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، عن تخفيض المساعدات المالية الموجهة لمصر، لإجبار السيسي على قطع تعاونه مع كوريا الشمالية.
وأضافت الصحيفة أن مصر تستورد ثلث حاجياتها من القمح من روسيا، كما تستورد منها الأسلحة أيضًا. من جانب آخر، استثمرت العديد من شركات الطاقة الروسية المليارات في مصر. بالإضافة إلى ذلك، بعثت الصين خلال السنة الفارطة استثمارات في مصر بقيمة تفوق 10 مليارات دولار أمريكي، ومن المنتظر أن تصل قيمة هذه الاستثمارات إلى حوالي 40 مليار دولار أمريكي في المستقبل.
وأوردت الصحيفة أن قطر هي ثاني دولة فقدت فيها الولايات المتحدة نفوذها. فقد حملت الولايات المتحدة إيران مسؤولية نشر الإرهاب والفوضى في المنطقة، الأمر الذي دفع السعودية إلى إجبار قطر على التعديل من سياستها الخارجية الداعمة لحركة الإخوان المسلمين وعلى قطع علاقاتها مع إيران.
وعلى ضوء هذه المعطيات، أعلنت السعودية برفقة دول عربية أخرى بتاريخ 5 يونيو (حزيران) الماضي، عن قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر وغلق الحدود كافة معها. وفي الأثناء، وقف ترامب في صف السعودية وحلفائها، في حين حاول وزير خارجيته تأدية دور الوسيط لحل الأزمة القطرية.
وذكرت الصحيفة أن قطر لم تستجب لطلبات دول الحصار، وإنما كثفت من تعاونها العسكري مع تركيا، التي تعد من أكبر داعمي حركة الإخوان المسلمين. من جهة أخرى، انضمت قطر إلى صف إيران. ويوم الخميس الفارط، أعادت قطر سفيرها إلى إيران لتفتح المجال أمام تعزيز العلاقات الثنائية في شتى المجالات.
وأفادت الصحيفة بأن واشنطن فقدت نفوذها في سوريا، حيث أعلن ترامب في البداية عن عدم رغبته في تغيير النظام في سوريا. في المقابل، عمل على التعاون مع روسيا لمكافحة تنظيم الدولة.
وأشارت الصحيفة إلى أن السياسة الخارجية الأمريكية تجاه سوريا تغيرت على خلفية مجزرة خان شيخون، التي استعمل خلالها النظام السوري الأسلحة الكيمياوية المحظورة. لذلك، أمر ترامب بقصف قاعدة الشعيرات الجوية.
فضلًا عن ذلك، استمر التنسيق العسكري الروسي الأمريكي في مجال الحرب ضد تنظيم الدولة. في المقابل، أجريت المفاوضات السلمية في أستانا بإشراف روسي. ومن جهتها، قدمت دمشق قاعدتين مهمتين، ألا وهما ميناء طرطوس والقاعدة الجوية حميميم. وبذلك، ازداد النفوذ الروسي في شرق المتوسط.
وتابعت الصحيفة أن رابع بلد تراجع فيه النفوذ الأمريكي هو العراق، حيث تحاول الأنظمة السنية في الشرق الأوسط الحيلولة دون تحول إيران إلى قوة إقليمية. ولكن يبدو أن الحلم الإيراني قريب من التحقق في ظل تنامي النفوذ الإيراني في العراق.
وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة قد سعت منذ الغزو العراقي إلى إرساء نظام ديمقراطي في العراق، إلا أن البرلمانيين العراقيين يعملون تحت إمرة طهران ويمنحون شرعية للمليشيات الشيعية المسلحة التي تعمل تحت لواء الجيش الثوري الإيراني. علاوة على ذلك، يعتمد الاقتصاد العراقي بصفة عامة على المنتجات الإيرانية التي غزت المتاجر العراقية.
وأضافت الصحيفة أن إسرائيل تعتبر من الدول التي تراجع فيها النفوذ الأمريكي. في الواقع، استبشر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بتولي ترامب منصب الرئاسة نظرًا لأنه كان يأمل في تلقي الضوء الأخضر لتوسيع بناء المستوطنات. ولكن، طالب الرئيس الأمريكي إسرائيل بالحد من سياستها الاستيطانية. في المقابل، لم تتوصل السلطات الفلسطينية إلى اتفاق سلام رغم المفاوضات العديدة التي أجراها مسؤولون فلسطينيون مع الجانب الأمريكي.
وأوردت الصحيفة أن أزمة الحرم القدسي الأخيرة كشفت أن الولايات المتحدة غير قادرة على حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، حيث تم حل الأزمة دون تدخل أمريكي. وبالتالي، لا يمكن أن ينجح صهر الرئيس الأمريكي، جاريد كوشنر، في مساعيه السلمية.
وأشارت الصحيفة إلى أن سادس بلد فقدت فيه الولايات المتحدة نفوذها هو اليمن. وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس الأمريكي لم يتطرق مطلقًا إلى الحرب اليمنية، التي تعتبر الأكثر دمارًا في الشرق الأوسط، لا سيما وأنها خلفت قرابة 10 آلاف ضحية. وفي هذا الصدد، تحدثت التقارير الأممية عن معاناة 27 مليون شخص من المجاعة، بالإضافة إلى تفشي وباء الكوليرا، الذي يهدد حياة قرابة 50 ألف شخص.
وفي الختام، قالت الصحيفة إن الأوضاع في أفقر بلد في العالم العربي لن تنفرج خاصة أن منظمات الإغاثة تحتاج 1.4 مليار دولار لمنع الكارثة، علمًا بأن انهيار اليمن قد يهدد استقرار الدول المجاورة.
========================
الصحافة الروسية والهولندية :
«برافدا» تصدم إسرائيل: علاقاتنا وإيران استراتيجية... وتتجاوز سوريا
http://www.al-akhbar.com/node/282546
يحيى دبوق
ست سنوات ويزيد على الحرب في سوريا، والنتيجة باتت واضحة: انتصار دمشق وحلفائها. واقع ملموس، يترسخ يوماً بعد يوم، مع إقرار الجهات المهزومة بأن لا عودة إلى الوراء. وحدها إسرائيل، من بين المهزومين، تريد عكس وقائع الحرب. تطالب بتعديل النتيجة، وفي الموازاة تهدّد، إن لم تلبّ مطالبها، بأنها لن تتردد في تفعيل خياراتها العسكرية.
بإمكان إسرائيل أن تلجأ إلى مثل أساليب كهذه في مواجهة قطاع غزة، وتقدّر أنها ستصل إلى نتائج، علماً بأنها في الواقع أيضاً ترتدع في مواجهة القطاع والتسبب بالتصعيد. أما تجاه الساحة السورية، فالمهمة أصعب وأكثر تعذراً، وهي الساحة التي تعدّ تعقيداتها ومحاذيرها ومحدودية الخيارات فيها، كبيرة وواسعة وخطرة، إلى الحد الذي أجبر الجانب الأميركي على التنحي. ومن المتعذر على إسرائيل، وربطاً بالمحاذير نفسها، أن تلجأ إلى «خياراتها العسكرية». مشكلة إسرائيل أنها تدرك ذلك، وأيضاً أعداؤها.
إصرار تل أبيب على قلب الحقائق يجلب لها هزيمة مضاعفة
نتيجة الحرب واضحة: أطراف مهزومة وأطراف منتصرة، وإسرائيل من بين المهزومين. هي حقيقة باتت مترسخة، لا رجعة فيها. إصرار تل أبيب على قلب الحقائق يجلب لها هزيمة مضاعفة: هزيمة في الحرب نفسها، وأخرى في مرحلة ما بعد الحرب. وكلتا الهزيمتين شبه متحققتين.
أمس، وفي إعادة تعليق على فشل زيارة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لموسكو، كتبت صحيفة «يديعوت أحرونوت» لتعيد التأكيد على الفشل، بل وترسّخه أيضاً، على خلفية ما ورد في صحيفة «برافدا» الروسية التي تعد الناطقة الرسمية بلسان الرئيس فلاديمير بوتين.توقفت «يديعوت أحرونوت» أمام معطيين اثنين وردا في «برافدا»، وهما: «إسرائيل لا يمكنها أن تعلّم الكرملين، ما يجب على صناع السياسة الروس فعله ترسيخ سياستهم في الشرق الاوسط؛ وروسيا ستواصل تعزيز وتضخيم تأثير إيران في المنطقة، وذلك في مواجهة القصور الملكية العربية، التي تحاول بالاشتراك مع إسرائيل إنشاء تحالف عسكري على غرار حلف شمالي الأطلسي، الذي يخضع لهيمنة وتوجيهات الأميركيين».
ما ورد في «برافدا» حدث إعلامي استثنائي، رغم أن الطرفين اعتادا في الماضي أن يبقيا ما يختلفان عليه في الغرف المغلقة من دون تظهيره إلى العلن، لكن هذه المرة توجّه الروس واضح، ويهدف الى وضع حد لمطالب إسرائيل، التي باتت استفزازية وتطلب من موسكو ما لا تريد ولا تقوى عليه، وهو أيضاً خلاف مصلحتها الاستراتيجية في سوريا والمنطقة.
بحسب الصحيفة الروسية، يوجد اختلاف في توصيف العلاقة القائمة بين روسيا وإيران، وبينها وبين إسرائيل، إذ تنقل أن بوتين شدد أمام نتنياهو على أن «إيران هي حليف استراتيجي لروسيا في الشرق الأوسط، بينما إسرائيل هي شريك مهم بالنسبة إليها، في المنطقة». بكلمات أكثر وضوحاً، عبّر بوتين أمام ضيفه، عن أن تثقيل موسكو للعلاقة مع طهران يزيد عما يجمعها من علاقة مع تل أبيب، كما أن العلاقة مع طهران تتجاوز الساحة السورية، وهي تتصل بالمنطقة، وتعدّ (إيران) من ناحية موسكو رافعة التوازن مع الأميركيين وحلفائهم، ومن بينهم إسرائيل نفسها.
توصيف «برافدا» سُمع جيداً في إسرائيل، وكان مدار تعليق و«استنتاج»، كما ورد في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، نقلاً عن مسؤول إسرائيلي مطّلع على كل اتصالات نتنياهو ولقاءاته بالقيادة الروسية. بحسب المسؤول «الاستنتاج هو: رغم تهديدات نتنياهو بضرب الإيرانيين، فإننا سنكون خلال الفترة القريبة المقبلة شهوداً على ترسّخ إيران في سوريا، وعلى تعزز نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد، وكذلك على استمرار تزود حزب الله بالسلاح»، وهي المطالب الإسرائيلية الرئيسة، التي نقلها نتنياهو إلى الكرملين، بلا استجابة روسية.
========================
صحيفة هولندية: المقاتلات الهولندية ستستأنف مشاركتها في محاربة "داعش"
http://www.elnashra.com/news/show/1131501/صحيفة-هولندية:-المقاتلات-الهولندية-ستستأنف-مشاركته
أفادت صحيفة "تلغراف" الهولندية، أن "سلاح الجو الوطني سيستأنف مشاركته في حملة التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" التي تقودها واشنطن، في سوريا والعراق".
وأوضحت أن "سلاح الجو الوطني سيعيد، في مطلع العام 2018، نشر طائرات مقاتلة من طراز "إف-16" في قاعدة "الأزرق" بالأردن لإشراكها في عمليات التحالف الدولي ضد "داعش".
وكانت الطائرات الحربية الهولندية قد شاركت في حملة التحالف ضد "داعش" في فترة بين تشرين الأول 2014 وتموز 2016، وعملت في البداية في الأجواء العراقية فقط، وتحولت لاحقا إلى سوريا أيضا.
========================
الصحافة العبرية والبريطانية  :
إسرائيل اليوم : وجود الأسد سيستمر ويتعاظم
http://www.roayahnews.com/news/2017/8/30/23164/صحيفة-إسرائيلية-وجود-الأسد-سيستمر-ويتعاظم
 ٣٠ أغسطس ٢٠١٧ - ٠٦:١٩ ص بتوقيت جرينيتش
القدس المحتلة - قالت صحيفة "إسرائيل اليوم" في تقرير لها اليوم الأربعاء إن "الرئيس السوري بشار الأسد سيعود ويسيطر على معظم الأراضي السورية في المستقبل"، وهو ما باتت عليه الخريطة السياسية لسوريا الآن.
وأشارت الصحيفة التي تعتبر واحدة من أهم الصحف اليمينية المقربة من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو إلى أن "الأسد سيعود للسيطرة على مختلف المناطق السورية سواء الحدودية أو حتى بالعمق الاستراتيجي السوري".
ونوهت مصادر عسكرية للصحيفة إلى أهمية هذا التقدير والتحليل الذي وضعته الصحيفة، خاصة وأنه يأتي بعد أيام من تحذير مصادر إسرائيلية من خطورة التحركات التي تقوم بها المنظمات المتشددة على الحدود الإسرائيلية السورية، فضلاً عن التخوف من استمرار تواجد قوات ميليشيا حزب الله بصورة دائمة في سوريا مع الميليشيات الإيرانية هناك.
واعترفت الصحيفة بأن التقديرات الإسرائيلية التي زعمت بأن مسألة الإطاحة بالرئيس السوري لم تعد إلا مسألة وقت خاطئة، وهو ما ستؤكده الوقائع السياسية اليومية.
========================
التايمز: سوريون يفضِّلون الحصار مع داعش عن الاحتجاز بمعسكرات الأكراد..
http://www.all4syria.info/Archive/438142
  كلنا شركاء: التايمز- هاف بوست عربي
أوضاع تفوق تصور البشر يعيشها سكان الرقة عاصمة داعش المحاصرة من قبل قوات سوريا الديمقراطية، فيما يعاني اللاجئون الذين فروا من داعش من الاحتجاز في معسكرات اعتقال تسمى معسكرات نزوح، تسيطر عليها قوات قَسد التي يسيطر عليها الأكراد.
لم يعد مشهد الدمار أو الجثث التي تنهشها الكلاب يلفت الأنظار في الرقة، بل ما قد يجذب الانتباه هو وجود شجرة ما زالت تحتفظ بأوراقها وسط هذا الخراب، حسب وصف تقرير لمجلة التايمز البريطانية نشرته بي بي سي.
ماذا يأكلون؟
المدنيون في الرقة يأكلون العشب، ولا أحد ينتشل الجثث المنتشرة”، بينما “تنظيم الدولة لديه مخازن خاصة للطعام ممنوعة على المدنيين”، حسب التايمز.
التنظيم أبلغ من أول يوم للمعركة المدنيين بأنه “لا يجب أن يتوقع أي شخص بأن يشارك عناصر التنظيم الطعام، لأنها للمجاهدين الذين يدافعون عن المدينة بأرواحهم”، حسبما نقل تقرير التايمز عن تيم رمضان، الناشط الذي بقي في المدينة منذ بداية الثورة السورية.
ونقل كاتب التقرير عن تيم رمضان، قوله “ما من أحد يدفن القتلى والجثث ملقاة في الشوارع”، مضيفاً أن “منظر الجثث الملقاة أضحى أمراً اعتيادياً للعين، حتى لا أحد يعطيها أي اهتمام”.
وأضاف أن ما يلفت انتباهه عندما يرى شجرة صامدة مغطاة بأوراق الأشجار.
وقال التقرير إن “عدد المدنيين الذين قُتلوا في الرقة يعد كبيراً نسبياً، وهو أعلى من 700 شخص مع نهاية الأسبوع الماضي”، بحسب المرصد السوري ومركزه بريطانيا.
ويعتقد رمضان أن سبب سقوط الكثير من القتلى المدنيين هو أن العديد من العائلات فروا من الخطوط الأمامية للقتال، وقرّروا البقاء معاً، لذا فإن ضربة جوية واحدة تحصد العشرات من هذه العائلات.
ويقول رمضان إن “الأدوية نفدت من الرقة منذ 34 يوماً، كما نفد الطعام منذ 10 أيام”، مضيفاً أنهم يقتاتون على العشب، ويغلون أوراق الأشجار ويضيفون إليها الخبز الجاف ليستطيعوا تناولها”.
ويضيف أن العديد من الأشخاص يبحثون عن الطعام في أي مكان، حتى في المطابخ التي هجرها تنظيم داعش، إلا أن الكثيرين منهم تعرضوا للاعتقال، وقيل لهم إنهم “لصوص”.
فواتير كهرباء الخلافة
ولم يكتفِ مسلحو داعش بمنع الطعام عن السكان الذين يتضورون جوعاً، بل هم ينتقلون من بابٍ إلى باب، طالبين من السكان دفع فواتير المياه والكهرباء، بعد أن أصبح يركز على بقائه، وفقاً لما ذكر تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال الأميركية.
وفي السابق كانت الميادين العامة للرقة عاصمة داعش ممتلئة بالجثث المُتحلِّلة لأولئك الذين خالفوا القوانين الدينية أو البيروقراطية لداعش.
ولكن الآن، وبدلاً من الفرض الصارِم لمراسيم منع التدخين وقوانين الزي، أصبح مقاتلو التنظيم الآن يفعلون ما باستطاعتهم للمحافظة على المناطق التي لا يزالون يسيطرون عليها، وجمع العائدات الضرورية للحفاظ على استمرار التنظيم مالياً.
كانت الحياة في الرقة وأماكن أخرى تخضع للكثير من القوانين المتعلقة بالحياة اليومية التي كان السكان يعانون من أجل الالتزام بها كلها.
وتراوحت المحظورات بين بناطيل الجينز الضيقة للرجال (لكونها غربية أكثر من اللازم وشديدة الاستفزاز)، إلى مُعلَّبات فطر عش الغراب (لإضافة المواد الحافظة لها)، إلى السجق (لأنَّ التنظيم قال إنَّه يحتوي على لحم الخنزير).
ولكن وهنت عملية فرض القوانين مع محاصرة قوات سوريا الديمقراطية المدينة، وذلك وفقاً لما قاله سكان فرُّوا من المدينة حديثاً.
وبحسب السكان، فقد تناقص عدد نقاط التفتيش مع هجر قادة التنظيم والكثير من المقاتلين للمدينة، وتوجههم إلى محافظة دير الزور الشرقية.
المال بدل الأخلاق
ويقول الأشخاص الذين فرُّوا من الرقة، إنَّ المقاتلين قد بدأوا فجأةً في الاهتمام بالمال أكثر من الأخلاق.
وبحسب تقديرات مركز آي إتش إس لمراقبة الصراع، فقد تناقصت إيرادات التنظيم من إنتاج النفط، والتهريب، والضرائب، والمصادرة، والفدى المدفوعة مقابل المختطفين، بمقدار 80% في العامين الأخيرين.
وقال مطران، سائق التاكسي، إنَّ تنظيم داعش قد أجبره على دفع 30 دولاراً مقابل المياه والكهرباء وفاتورة خط الهاتف الأرضي، قبل أسابيع فقط من فرار أسرته.
وقال عبد المجيد عمر، 27 عاماً، إنَّ مسلحي التنظيم بدأوا في تغريم أولئك الذين يلقون القبض عليهم من المخالفين للحظر الذي فرضه التنظيم على التدخين، بدلاً من سجنهم أو جلدهم. وكان ضبط الشخص مع علبة من السجائر يؤدي إلى غرامة تقدر بـ25 دولاراً.
أما الغرامة الموقعة على من يضبط بصندوق من السجائر فكانت 150 دولاراً.
تحرير المرأة
ويقول سكان سابقون وحاليون من الرقة، إنَّ مقاتلي التنظيم قد أصبحوا شديدي الانشغال، إلى درجة أنَّ بعض النساء في الرقة قد جرؤن على الخروج إلى الشارع دون تغطية وجوههن، وأظهر بعض الرجال تمردهم من خلال التدخين في الشارع وحلاقة لحاهم.
وفي شهر مايو/أيار 2017، أطلق المسلحون سراح امرأتين دون إيذائهما، بعد أن أُجبِرتا على شراء فساتين ونُقُب جديدة تبيعها الشرطة الدينية مقابل عشرة آلاف ليرة سورية لكل قطعة، أو ما يساوي حوالي 40 دولاراً، وذلك بحسب دلال محمد، أخت إحدى المرأتين وخالة الأخرى.
مَن ذبحنا الصيني أم الباكستاني؟
وعندما واجه مسلحو التنظيم قوات أكثر عدداً وأقوى تسليحاً، حوَّلوا وحشيتهم ناحية مدنيي الرقة الذين حاولوا أخيراً الهرب من التنظيم، حيث يتم إعدام المهربين.
وقد قال طفل بعمر الـ12، يُدعى عبد الله، في أوائل الشهر الجاري، إنَّ أسرته حاولت الهرب مرتين لكنَّ مقاتلي داعش أمسكوا بهم.
وفي المرة الأولى، قال مقاتلٌ شيشاني لدى التنظيم إنَّه سيلقي القبض عليهم إذا لم يعودوا إلى منزلهم. أما في المرة الثانية، فقد قِيل لهم: “لو حاولتم الهرب مرةً أخرى فسنذبحكم جميعاً”.
وقال عبد الله إنَّ التهديد بالقتل قد جاءهم من مقاتل صيني. فقاطعه أخوه الأصغر، عبد الرحمن، قائلاً: “كان المقاتل باكستانياً”.
وتجادل الأخَوَان حول العِرقيات المتعددة لمقاتلي التنظيم الذين ساعدوا على تحويل مدينتهم إلى ساحة معركة مليئة بالأنقاض، وتملأ العربات المتفحِّمة والأسطح المحترقة شوارعها.
وقد منع بعض المسلحين الأسرة من الشرب من بئر الحي، زاعمين أنَّهم لم يدفعوا فاتورة المياه.
وبعد أن نجحوا في الهرب، قضوا ليلةً جائعين عطشى يتفادون المسلحين، ولما اقتربوا من الأمان، داس المهرب الذي كان يساعدهم على الفرار، على لغمٍ و”تمزق إلى أشلاء”، بحسب عبد الله.
المعاناة في الجانب الآخر
في الجانب الآخر من ميدان الصراع، لا تقلُّ معاناة اللاجئين الذين فرُّوا من داعش كثيراً عن الخاضعين لحكمه.
زكريا شحادة ( 39 عاماً) أب لثلاثة أطفال، أحدهم بُترت ساقه جراء انفجار لغم أثناء المعارك بين الفصائل الثورية وتنظيم داعش، وهي المعارك التي انتهت بسيطرة تنظيم داعش على المدينة، في فبراير/شباط 2014.
نجح شحادة في الفرار من حكم داعش في الرقة، وبمعجزة نجا من الضربات الجوية للتحالف الدولي ومن قذائف المدفعية لقوات سوريا الديمقراطية “قسد” ومن حقول الألغام التي تفنن تنظيم داعش بزرعها.
ولكن بعد هذه الرحلة الشاقة قرَّر زكريا شحادة ألا يسلم نفسه لإدارة مخيم عين عيسى، الخاضع لسيطرة قوات قسد التي يسيطر عليها الأكراد.
يفسر الرجل قراره قائلاً إن سلمت نفسي لمخيم عين عيسى سيتم احتجازي حتى طرد تنظيم داعش من المدينة، والمخيم سيئ الصيت، وبسبب ما كان يصل لمسامعنا أثناء وجودنا داخل الرقة، فضّل الكثير البقاء داخل الأحياء المحاصرة، على أن يتم احتجازه داخل المخيم.
دفع شحادة مبلغاً قدره 400 دولار أميركي لمهرب يتبع لقوات قسد لكي لا يتم احتجازه في مخيم عين عيسى.
وبحسب منظمة إغاثية يوجد 10 آلاف مدني داخل مخيم عين عيسى، يعيشون أوضاعاً سيئة جراء ضعف بالخدمات المقدمة من قبل إدارة المخيم، التي تفرض قيوداً على عمل المنظمات الإغاثية داخل المخيم.
لماذا يمنعون خروج أهالي دير الزُّور؟!
تمنع إدارة المخيم خروج أبناء محافظة دير الزور، التي تسيطر داعش على أجزاء كبيرة منها، وكذلك الأمر مع من لم “تُحرر” مناطقهم من التنظيم المتطرف.
تحوَّل مخيم عين عيسى بحسب محمد العلي (29 عاماً)، سائق ميكروباص صغير في الشمال السوري لمصدر رزق للمهربين، وخاصة المدنيين من أهالي محافظة دير الزور الذين سحبت إدارة المخيم منهم الأوراق الثبوتية، ومنعتهم من الخروج خارج المخيم بحجة الانتظار “لتحرير” مناطقهم من تنظيم الدولة “داعش” في الأيام القادمة.
يقول محمد الذي تحوَّلت مهنة تهريب الناس من داخل المخيم لمصدر رزق وفير له، بالشراكة مع مجموعة من مقاتلي قسد: قرار المنع لكل مدني من دير الزور والرقة بالخروج من المخيم لم يعلن عنه، ولكن هدفه تجنيد أكبر قدر ممكن من شباب محافظة دير الزور، بهدف إشراكهم بمعركة دير الزور القادمة.
رضوان السعد من أبناء مدينة دير الزور دفع مبلغ 500 دولار للخروج، إضافة لإيجار النقل لريف حلب الشمالي التي تسيطر عليه الفصائل الثورية.
وتفتقر قوات سوريا الديمقراطية -مجموعة من فصائل كردية وعربية وسريانية وتعتبر قوات الـypg (وحدات حماية الشعب الكردية)عمودها الفقري- لمقاتلين من أبناء محافظة دير الزور، مما دفعهم لاحتجاز شباب هذه المحافظة بمخيم عين عيسى، بهدف تجنيدهم لحين بدء معركة السيطرة على المحافظة التي يتسابق على سيطرتها القوى الكبرى بالمنطقة.
ومن ينضم إلى هذه القوات يصبح لديه حرية التنقل خارج وداخل المخيم، ويحظى بمزايا كثيرة، من ضمنها استخدام شبكات الاتصال كما يقول رضوان، الذي فرَّ منهم لريف حلب الشمالي.
ويضيف بعض ممن لا يملكون المال للخروج من المخيم، قرَّروا الانضمام بعد ذلك لقوات قسد، التي قدمت لهم فوراً المزيد من الخدمات، وحرية التنقل داخل المناطق التي تسيطر عليها قسد، والتبضع من الأسواق.
لماذا يحتجزون سكان الرقة؟
وينطبق هذا الوضع على لاجئي مدينة الرقة، رغم سيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد” على القسم الأكبر منها.
وبينما تُواصل مجموعات قسد على مواقع التواصل الاجتماعي نشر أخبار السيطرة على شارع أو حي من المدينة، فإن ابن الرقة يظل محتجزاً داخل المخيم لحين السيطرة الكاملة لها على المدينة.
كما لا يسمح للمدنيين من أبناء المناطق التي تُسيطر عليها قسد في الرقة حالياً من العودة بسبب وجود ألغام، حسب ما تعلن قسد، الأمر الذي يمنع المدنيين المحاصرين داخل الأحياء المتبقية، تحت سيطرة تنظيم داعش من الخروج أيضاً، وهكذا تتشابه مأساة من بقي بالمدينة ومن خرج منها.
========================