اخر تحديث
السبت-03/05/2025
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أسماء شهداء الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
من الصحافة العالمية
\ سوريا في الصحافة العالمية 3-12-2024
سوريا في الصحافة العالمية 3-12-2024
04.12.2024
Admin
سوريا في الصحافة العالمية 3-12-2024
إعداد مركز الشرق العربي
الصحافة الامريكية :
نيوزويك: حصول المعارضة السورية على هذا السلاح الروسي تحول مهم
نيويورك تايمز: تغير الموقف التركي ساهم في انتصارات المقاتلين السوريين.. الأسد بات وحيدا وبالمطلق
الصحافة البريطانية :
تحليل للغارديان: هل تتحول حلب إلى مسمار جديد في نعش النفوذ الروسي بالمنطقة؟
الغارديان: لماذا استعرت الحرب السورية من جديد؟
الصحافة العبرية :
هل يضغط أردوغان على بوتين بعد اندلاع المعارك بين المعارضة والنظام في سوريا؟
بشار يتشدد بحزام إيران وروسيا.. والمعارضة: فرصتنا الأخيرة.. نكون أو لا نكون
الصحافة الروسية :
نيزافيسيمايا غازيتا: التصعيد في سوريا يشكّل تحديًا جديدًا لجميع المشاركين في الصراع
الصحافة الامريكية :
نيوزويك: حصول المعارضة السورية على هذا السلاح الروسي تحول مهم
ذكر تقرير بمجلة نيوزويك الأميركية أن استيلاء قوات المعارضة في شمال سوريا على معدات عسكرية متطورة، بما في ذلك منظومة الدفاع الجوي الروسية بانتسير-إس 1، يعد تحولا كبيرا ومعقدا في الصراع الدائر.
ويأتي هذا التطور في أعقاب عملية ردع العدوان المفاجئة التي شنتها قوات المعارضة في حلب والمحافظات المجاورة، تحت قيادة إدارة العمليات العسكرية، وهو ما يمثل منعطفا مفاجئا بعد سنوات من الركود النسبي، بحسب المجلة.
وعد التقرير، الذي كتب بقلم مراسلة الأمن والدفاع إيلي كوك، الهجومَ التحدي الأكبر الذي يتعرض له الحكم في سوريا بقيادة الرئيس بشار الأسد منذ عدة سنوات.
تطورات مفاجئة
وقد سيطرت قوات المعارضة، بما في ذلك هيئة تحرير الشام وفصائل أخرى، على مناطق رئيسة في حلب وإدلب، حيث أفادت التقارير أن الثوار استولوا على معدات عسكرية مهمة تركها النظام السوري خلال انسحابه المتخبط.
ومن ناحية أخرى -تتابع المجلة- تتعرض القوات الموالية للأسد، والتي تحظى بدعم روسي وإيراني، لضغوط شديدة، وقد نشرت الحكومة تعزيزات عسكرية وكثفت غاراتها الجوية -بمشاركة الطيران العسكري الروسي- لمواجهة تقدم الثوار.
ولكن التقرير يشير إلى أن انخراط روسيا في أوكرانيا وقدرتها المحدودة على التركيز على سوريا قد أضعفت دفاعات الأسد، وبالمثل فإن مواجهة إيران مع إسرائيل قد تضعف قدرتها على دعم الحكومة السورية بفعالية.
وتراقب الولايات المتحدة ومراكز الأبحاث -مثل معهد دراسات الأمن القومي الأميركي- الوضع، محذرة من العواقب المحتملة لاتساع رقعة الصراع بعد حصول المعارضة على الأسلحة، وفق التقرير.
قدرة دفاعية
وتوضح المجلة أنه من الأرجح أن يغير حصول المعارضة على منظومة بانتسير ميزان المعركة، إذ إنه سيزودها بقدرات دفاعية كبيرة، وهذا سيصعب العمليات الجوية للجيش السوري، والتي تعد نقطة قوة لديه.
وأبرز التقرير أثر قصف الجيش السوري على المدنيين، وقال إنه مع تكثيف القوات الروسية والسورية غاراتها الجوية، تزايدت الخسائر في صفوف المدنيين، كما اضطر الكثيرون إلى النزوح، مما يفاقم الأزمة الإنسانية الموجودة بالفعل.
ومن المرجح أن تتصاعد الاشتباكات الدائرة في الوقت الذي يسعى فيه الطرفان إلى تعزيز مواقعهما، وفق نيوزويك.
المصدر : نيوزويك
====================
نيويورك تايمز: تغير الموقف التركي ساهم في انتصارات المقاتلين السوريين.. الأسد بات وحيدا وبالمطلق
ابراهيم درويش
لندن- “القدس العربي”: نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرا أعدته رجا عبد الرحيم قالت فيه إن رئيس النظام السوري بشار الأسد كان ولسنوات قادرا على هزيمة مقاتلي المعارضة بمساعدة روسيا وإيران و”حزب الله”. والآن، مع إضعاف هؤلاء الحلفاء أو تشتت انتباههم بسبب صراعاتهم الخاصة، اغتنم الثوار الفرصة لتغيير ميزان القوى. وأضافت أن الثوار أمضوا شهورا في التدريب والاستعداد لهجوم مفاجئ، ولكن حتى هم ربما لم يتوقعوا مدى سرعة تقدمهم.
يوم السبت، قال الثوار إنهم استولوا على حلب بالكامل تقريبا، إحدى أكبر مدن سوريا، وهم الآن يسيطرون على مساحة واسعة من الأرض في غرب وشمال غرب البلاد، وفقا للثوار والمرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا.
ويقول المحللون إن توقيت الهجوم ونجاحه يكشفان عن نقاط الضعف التي يعاني منها تحالف الأسد الذي كان قويا ذات يوم. فقد بدأت الحرب الأهلية السورية قبل 13 عاما عندما قوبلت الاحتجاجات السلمية المناهضة للحكومة بقمع وحشي، وتصاعدت إلى صراع بين القوات الموالية للأسد والثوار. وبمرور الوقت، استمد المقاتلون الدعم والمقاتلين الأجانب من القوى الإقليمية والدولية.
مع إضعاف حلفاء الأسد أو تشتت انتباههم بسبب صراعاتهم الخاصة، اغتنم الثوار الفرصة لتغيير ميزان القوى في سوريا
وقدمت إيران و”حزب الله” وروسيا المساعدة لقوات النظام السوري. وخاض “حزب الله” والمقاتلون المدعومون من إيران معارك إلى جانب القوات السورية، وأرسلت روسيا وإيران مستشارين عسكريين، ونفذت روسيا غارات جوية مكثفة على الأراضي التي يسيطر عليها الثوار.
ولكن اليوم، ضعفت إيران بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية، والخسائر في ساحة المعركة من قبل قواتها بالوكالة – ما يسمى محور المقاومة – والأزمة الاقتصادية في الداخل. كما تعرض “حزب الله”، أهم وكلاء إيران القوات لضربات قاسية وتقلصت قدراته بعد أكثر من 13 شهرا من الحرب مع إسرائيل ومقتل زعيمه حسن نصر الله. وتقترب روسيا الآن من نهاية عامها الثالث من حرب الاستنزاف مع أوكرانيا.
ونقلت الصحيفة عن جوشوا لانديس، رئيس برنامج دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما، قوله عن الأسد: “لقد تمكن من النجاة من الحرب الأهلية بفضل كل المساعدة التي حصل عليها، وقد انتهى ذلك. لقد غيرت إسرائيل ميزان القوى في المنطقة من خلال خوض هذه الحرب الشاملة على محور المقاومة”.
وأضاف: “الآن الأسد وحيد تماما”، ولقد ضعف موقفه بشكل أكبر بسبب التحول الواضح من جانب تركيا، التي تتحالف مع العديد من الجماعات المتمردة وكانت تعارض الهجوم ضد النظام السوري.
منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، نفذت إسرائيل بشكل متزايد غارات جوية على “حزب الله”، الذي بدأ في ضربها بالصواريخ دعما لحماس في قطاع غزة، والمقاتلين الإيرانيين والبنية التحتية داخل سوريا. وقال حايد حايد، زميل بارز في تشاتام هاوس، في لندن، إن “حزب الله” والقوات الإيرانية إما اختبأت أو انسحبت من سوريا للقتال في مكان آخر.
وربما لعبت روسيا الدور الأكثر أهمية في مساعدة الأسد. ورغم أنها لا تزال تساعد حكومته ببعض الضربات الجوية، إلا أنها متورطة في حربها في أوكرانيا وسحبت الكثير من تركيزها العسكري بعيدا عن سوريا.
حتى مع وجود “حزب الله” وإيران إلى جانبه منذ الأيام الأولى للحرب الأهلية، لا يزال النظام السوري يفقد قبضته على مساحات كبيرة من الأراضي حتى تدخلت روسيا بشكل مباشر في عام 2015. وبجانب الطائرات الحربية السورية والمروحيات العسكرية، ساعدت الضربات الجوية الروسية في تحويل مجرى الحرب لصالح الأسد.
لقد عانت قوات النظام السوري تاريخيا من حرب المدن، ولكن خلال السنوات المكثفة من الحرب الأهلية، سمحت القوات الجوية الروسية للأسد بقصف المعارضة حتى الاستسلام.
لكن هذه المرة، “كان النظام أضعف كثيرا مما كان يعتقد أي شخص، ولم يكن هناك أي أثر لروسيا”، كما قالت دارين خليفة، المستشارة البارزة في مجموعة الأزمات الدولية.
منذ يوم الأربعاء، نفذت روسيا بعض الضربات الجوية ضد الثوار وعلى البلدات والمدن التي تسيطر عليها المعارضة، لكنها لم تكن ساحقة، وفقا لحايد. وقال: “لم نشهد نفس مستوى الدعم وكثافة الضربات الجوية التي رأيناها من قبل”.
في أعقاب الهجوم على حلب، طردت موسكو أعلى جنرال لها في سوريا، سيرغي كيسل، وفقا لمدونين عسكريين، وقناة ريبار على تلغرام ومخبر عسكري، تربطه علاقات بوزارة الدفاع الروسية.
في غضون أربعة أيام، غير الثوار بشكل جذري الخطوط الأمامية للصراع السوري، والتي ظلت ثابتة لأكثر من أربع سنوات. وكانت الأحداث خارج حدود سوريا هي التي مهدت الطريق
في الأسبوع الماضي، وافق “حزب الله” على اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل. وقال حايد ومحللون آخرون إن المجموعة التي تقود الهجوم ضد النظام السوري، هيئة تحرير الشام، وهي فرع سابق لتنظيم القاعدة، ربما قررت أن الوقت مناسب.
وقال حايد: “أحد الأشياء التي ربما دفعتهم إلى البدء عندما فعلوا ذلك هو الخوف من أن حزب الله قد يعيد إرسال مقاتليه الذين انسحبوا من تلك الخطوط الأمامية”.
لكن الظروف على الأرض في سوريا خلقت أيضا الظروف الحاسمة لهجوم ناجح للثوار.
حتى مع تورط حلفائه في صراعات أخرى، بدا الأسد واثقا من أن خطوطه الأمامية ليست في خطر. سحب نظامه بعض قواته هناك، بينما استمر الجنود في إدارة نقاط التفتيش في الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة – وغالبا ما يبتزون السوريين للحصول على رشاوى، وفقا لمحللين متعددين.
كما فشل الأسد في إحداث أي تحسن اقتصادي، وهو ما توقعه العديد من السوريين بمجرد استعادة الحكومة لأجزاء كبيرة من البلاد في السنوات الأخيرة. كما فشل في توحيد البلاد أو استعادة الدعم من السكان المنعزلين بسبب سنوات من الحرب الأهلية والعنف والإرهاب المستمر الذي نفذته الحكومة. واستمرت الحكومة في تجنيد الشباب قسرا في الجيش – الجنود الذين اختاروا الفرار بدلا من القتال عندما واجهوا هجوما سريع التقدم ومنظما للثوار الأسبوع الماضي.
وقالت خليفة إن قادة جماعة المعارضة هيئة تحرير الشام يقولون إنهم كانوا يراقبون التحولات الجيوسياسية من حولهم – وخاصة إضعاف محور المقاومة من قبل إسرائيل وغزو روسيا لأوكرانيا – وتقييم كيفية استغلالهم لهذه التغييرات.
وأوضحت: “في الوقت نفسه، كانوا يبنون قدراتهم العسكرية على مدار العام الماضي وكانوا يشيرون إلى هذا الهجوم العسكري على مدى الشهرين الماضيين”.
وكانت هناك عوامل أخرى يجب على الثوار مراعاتها أيضا.
وقالت خليفة إن تركيا، التي تدعم بعض الفصائل المتمردة المشاركة في الهجوم ولكن لديها علاقة أكثر تعقيدا مع هيئة تحرير الشام، كانت تعارض الهجوم على الحكومة السورية حتى وقت قريب. كما تستضيف تركيا عددا من اللاجئين السوريين أكبر من أي دولة أخرى – أكثر من ثلاثة ملايين، وفقا لأرقام الحكومة – وكان المسؤولون قلقين منذ فترة طويلة من أن أي عنف جديد بالقرب من حدودهم الجنوبية قد يؤدي إلى موجة جديدة من اللاجئين. لكن هجوم الأسبوع الماضي يشير إلى أن المسؤولين الأتراك ربما غيروا موقفهم، بحسب خليفة التي قالت: “كل هذه الأمور مجتمعة جعلته وقتا مناسبا”.
====================
الصحافة البريطانية :
تحليل للغارديان: هل تتحول حلب إلى مسمار جديد في نعش النفوذ الروسي بالمنطقة؟
كانت جدران المكتب العسكري في حلب مزيّنة بصور الكرملين، تحيط بها الأعلام الروسية والسورية معلقة جنبًا إلى جنب. وعلى المكاتب، وُجدت وثائق تسلط الضوء على التعاون بين البلدين، لكنها تُركت مهجورة، في دليل واضح على التراجع السريع لقوات بشار الأسد بينما كانت المعارضة المسلحة تقترب من ثاني أكبر مدينة في سوريا خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وأبرز مقطع الفيديو القصير الذي انتشر على الإنترنت، وتم تسجيله في مكتب المستشارين الروس في أكاديمية حلب العسكرية بعد سيطرة قوات المعارضة عليه في هجوم مفاجئ، التهديد المتصاعد لنظام الأسد، ومن ثم لنفوذ موسكو الاستراتيجي في سوريا والمنطقة برمتها.
وكانت حلب مسرحًا لمعارك شرسة ومدمرة بين عامي 2012 و2016 عندما بلغ الصراع السوري ذروته. وفي عام 2016، بعد عام من انضمام القوات الروسية إلى جانب الأسد، تمكّن رأس النظام من استعادة المدينة وإجبار الثوّار على التراجع.
في ذلك الوقت، كانت استعادة الأسد لمدينة حلب، بعد شهور من القصف الجوي المكثف، موضع احتفاء واسع في موسكو، حيث سارعت نخبة البلاد إلى نسب النجاح العسكري لأنفسهم.
وقال فلاديمير بوتين لوزير دفاعه بعد أيام قليلة من سقوط حلب “لا شك أن تحرير حلب من الجماعات المتطرفة، تم بمشاركة مباشرة وتأثير حاسم من قبل أفراد قواتنا”.
ومع ذلك، ومع ازدياد هشاشة موقف الأسد، أصبح النجاح الأهم لموسكو في دعمه، والذي أكسبها سمعة كحليف موثوق، معرضًا لخطر التشويه.
سمعة موسكو في خطر
وفي تصريحات لصحيفة (الغارديان) البريطانية، قالت هانا نوتي، وهي خبيرة في شؤون روسيا والشرق الأوسط في مركز جيمس مارتن للدراسات الخاصة بمنع انتشار الأسلحة النووية وتتخذ من برلين مقراً لها، إن “السقوط السريع لحلب وحجم الهجوم الذي شهدناه يمثلان بالتأكيد ضربة لسمعة روسيا”.
ووفقا للغارديان، فقد شكّل التدخل العسكري الروسي في سوريا عام 2015، نقطة انطلاق لسياسة خارجية أكثر حزمًا، حيث أرسل بوتين رسالة واضحة إلى الغرب بأن روسيا تستعيد مكانتها كقوة مهيمنة على الساحة العالمية.
وسمح التدخل لبوتين بالمطالبة بمكانة “القوة العظمى” التي سعى إليها منذ توليه السلطة في عام 2000، مما منح روسيا مقعدًا رئيسيًا في الشرق الأوسط وترك بوتين طامحًا للمزيد.
كيف سيؤدي سقوط حلب إلى تغيير استراتيجية روسيا في المنطقة؟
وفي هذا السياق، قال نيكيتا سماغين، خبير السياسة الخارجية الروسية في الشرق الأوسط “كان التدخل في سوريا مهمًا لروسيا وإحساسها بمكانتها على الساحة العالمية. تم ذلك تحت شعار عودة روسيا كقوة عظمى، وهو ما تم التأكيد عليه باستمرار”.
وأضاف “لم يغير ذلك الديناميكيات في الشرق الأوسط فحسب، بل غيّر أيضًا تصور النخبة الروسية”.
وأصبحت سوريا ساحة اختبار لاستراتيجية بوتين باستخدام يفغيني بريغوجين ومجموعة “فاغنر” شبه العسكرية، التي لم تشارك فقط في العمليات الميدانية بل أقامت أيضًا روابط اقتصادية مع النخبة السورية. وسمحت هذه الاستراتيجية لموسكو بتقليل تدخلها العسكري وخسائرها في الصراع.
وأشارت الغارديان، إلى أنه تم تطبيق نفس النهج لاحقًا في نحو 12 دولة إفريقية، من موزمبيق إلى ليبيا، حيث استخدم بوتين مزيجًا من الأدوات السياسية والعسكرية والاقتصادية لدعم قادة محليين.
وعندما حوّلت روسيا تركيزها العسكري ومواردها إلى غزو أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، حاول الكرملين الحفاظ على الوضع القائم في سوريا بأقل جهد واستثمار، كما ذكرت هانا نوتي. لكنها أضافت “اعتقدت روسيا أن الوضع يمكن الحفاظ عليه. ولكن ثبت أن هذا خطأ”.
ورغم أن الوجود العسكري الروسي في سوريا نادرًا ما تجاوز 5000 جندي، فقد أجبرت الإخفاقات في أوكرانيا موسكو على إعادة نشر بعض المعدات العسكرية الموجودة في سوريا، بما في ذلك سرب من طائرات
Su-25
ونظام صواريخ
S-300
بعيدة المدى.
وبعد مصرع بريغوجين في صيف 2023، تم نقل ما يصل إلى 2000 من المرتزقة المتمرسين من سوريا، حيث انضم بعضهم إلى الفيلق الإفريقي، وهو وحدة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بوزارة الدفاع الروسية.
التحول الأكبر في مصير الأسد
لكن هانا نوتي أشارت إلى أن التحول الأكبر في مصير الأسد جاء بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عندما صعّدت إسرائيل بشكل كبير هجماتها على حلفاء الأسد في المنطقة.
وجاء الهجوم الذي شنه الثوار في نهاية الأسبوع الماضي، في وقت أُضعفت فيه إيران بفعل الضربات الجوية الإسرائيلية، في حين تعرضت قوات حزب الله اللبناني لخسائر كبيرة بعد 13 شهرًا من الحرب مع إسرائيل واغتيال زعيمها حسن نصر الله.
وقالت نوتي “كان لروسيا وجود مناسب للحفاظ على الوضع في سوريا دون التورّط في قتال مكثّف، لكنها تفتقر إلى الوجود اللازم للتعامل مع هجوم مفاجئ وضخم”.
وأضافت “البيئة التي أعقبت 7 أكتوبر كانت شديدة الاضطراب وأصبحت الآن تسبب مشاكل لموسكو”.
ما هي خيارات روسيا المقبلة؟
وصعّدت موسكو بالفعل غاراتها الجوية القاتلة على عدد من المدن، بما في ذلك حلب وإدلب في الشمال الغربي، وهي معقل للمعارضة. ولا تزال القاعدتان العسكريتان الكبيرتان لروسيا، قاعدة حميميم الجوية وقاعدة اللاذقية البحرية القريبة على البحر المتوسط، خارج نطاق الخطر، رغم أن موسكو اضطرت إلى إخلاء القاعدة الجوية الأصغر “كويرس” قرب حلب.
وبينما تبقى روسيا ملتزمة بدعم بقاء الأسد في السلطة، فإن استنزاف الحرب في أوكرانيا يجعل من غير المرجح أن تخصّص قوات أو موارد إضافية لإنقاذه. وقال نيكيتا سماغين “ستحاول روسيا قصر دعمها على القوات الحالية في سوريا، حيث من الواضح أن هناك موارد قليلة متبقية”.
وأضاف سماغين أن جميع المؤشرات تشير إلى أن الهجوم المفاجئ لقوات المعارضة قد فاجأ موسكو. وقال “رأينا أن ردود الفعل الأولية لروسيا كانت حذرة إلى حد ما، مما يعكس حالة من الارتباك التي تعيشها”.
وفي إشارة إلى استياء موسكو من التطورات الأخيرة، أقالت روسيا سيرغي كيسيل، الجنرال المسؤول عن قواتها في سوريا، في وقت سابق من هذا الأسبوع، وفقًا للمدوّن العسكري الروسي ريبار، المعروف بصلاته بوزارة الدفاع.
وأعرب ريبار، عن غضبه من الخسارة المفاجئة والسريعة للأراضي التي ساعدت روسيا في استعادتها على مدار السنوات الماضية، حيث ألقى العديد في موسكو باللوم على الأسد.
لا يزال من المبكر تقييم الضرر
وقال مارات غابيدولين، وهو مرتزق سابق في مجموعة فاغنر قاتل في سوريا، إن مقاتلي الأسد اعتمدوا لفترة طويلة على الدعم الروسي. وأضاف “لطالما كان مقاتلو الأسد سيئين جدًا في القتال، ولكن الدعم الجوي الروسي يمكن أن يعيد التوازن مرة أخرى”.
وتحذر نوتي وآخرون من أن الوقت لا يزال مبكرًا لتقييم الضرر طويل الأمد الذي قد يلحق بمكانة موسكو. وقالت إنه “لا يزال من المبكر تحديد ما إذا كان هذا سيؤدي إلى ضرر دائم لصورة روسيا أم لا، لأن ذلك يعتمد على ما سيحدث في الأيام والأسابيع المقبلة”.
وأضافت “القادة في إفريقيا والشرق الأوسط لم يتخذوا استنتاجات قاطعة بعد. إنهم ينتظرون رؤية كيف ستتطور الأمور قبل اتخاذ أي قرارات”.
المصدر : الغارديان
====================
الغارديان: لماذا استعرت الحرب السورية من جديد؟
ربى خدام الجامع |
Ruba Khadam Al Jamee
قبل ثماني سنوات، ساعد القصف الجوي الروسي العشوائي القوات التابعة لحاكم سوريا، بشار الأسد، على إخراج الثوار من حلب، ثاني أكبر مدينة في سوريا. ولقد قام انتصار الأسد في حلب التي تحولت إلى معقل رمزي للثورة السورية، على استراتيجية همجية ألا وهي: "الجوع أو الركوع" والتي قتل بسببها آلاف المدنيين وأجبر كثيرون منهم على الهرب. وهكذا، تحولت تلك المرحلة إلى نقطة تحول في تاريخ الحرب السورية التي أصابها الجمود منذ عام 2020.
ولكن، وخلال عطلة نهاية الأسبوع، استطاع الثوار من خلال هجوم مباغت السيطرة على حلب من جديد، ما جعل نظام الأسد تحت رحمة أكبر تهديد لسيطرته منذ سنين. لكنه رد البارحة عبر دك المناطق التي يسيطر عليها الثوار بقصف جوي، وما حدث بعد ذلك هو أن النزاع الذي جمد في سوريا وتحول إلى "حرب منسية" بما أن الأنظار كلها توجهت نحو غزة وأوكرانيا، أصبح من المستحيل تجاهله بعد اليوم.
مع فتح طريق حلب.. رئيسة بلدية غازي عنتاب تدعو لتشجيع عودة السوريين
بدأ الهجوم الجديد في سوريا يوم الأربعاء الماضي، وذلك عندما أعلنت فصائل ثورية عن سيطرتها وبشكل سريع على قاعدة عسكرية وعلى 15 قرية كانت بيد قوات النظام في شمال غربي محافظة حلب، ويوم الخميس الماضي، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان من المملكة المتحدة أن الثوار الذين تتزعمهم جماعة هيئة تحرير الشام الجهادية قطعوا الطريق الدولي الرئيسي الذي يصل دمشق بحلب، كما أعلنوا عن سيطرتهم على نحو 100 كيلومتر مربع من الأراضي هناك، ما دفع القوات الروسية الحليفة للأسد إلى شن غارات جوية رداً على ذلك.
وبحلول ليلة الجمعة، خرج مقاتلو هيئة تحرير الشام من حاضنتهم بريف المنطقة الواقعة في شمال غربي سوريا وتقدموا نحو ضواحي حلب، ثم استكملوا السيطرة على المدينة كلها.
يسود مزيج من التفاؤل والتشكيك بين أهالي حلب تجاه ما يجري، بعد أن أذهلهم الانسحاب السريع لقوات النظام، وهذا ما عبرت عنه نسمة بالقول: "فقدنا الأمل بحدوث شيء من هذا القبيل، لكننا نحس الآن بضياع كامل". في تلك الأثناء، أخذ الجيش السوري يدفع بتعزيزاته نحو محافظة حماة مع تقدم الثوار نحو مركز المحافظة.
أما التفسيرات التي تشرح سبب هذا التقدم المباغت فتعتمد على نشاط هيئة تحرير الشام خلال السنوات القليلة الماضية في مجال تعزيز قوة جنودها، ناهيك عن الفرصة التي لاحت عند قيام نزاع أكبر في الشرق الأوسط، بيد أن المحلل جيروم دريفون من منظمة مجموعة الأزمات يرى أن نجاح الثوار اعتمد أيضاً على رغبتهم في القتال، وهذا ما دفعه لأن يكتب عبر منصة إكس: "يصر معظم طلاب الحروب على أن أغلب المعارك تُحسم عبر الاستعداد للقتال والرغبة فيه، والرغبة لدى المعارضة تبدو أقوى بكثير الآن".
لماذا قام النزاع من جديد؟
يبدو أن هيئة تحرير الشام أخذت تعد العدة لهذه العملية منذ وقت طويل، إذ هنالك أخبار وتقارير تفيد بأن الهيئة أجرت تدريبات عسكرية كبرى طوال عدة أسابيع خلال الخريف الماضي، في ظل وجود توقعات بشن هجوم كبير. ويرى الخبراء أن قوات الهيئة أصبحت أكثر احترافية بكثير مما كانت عليه خلال فترة وقف إطلاق النار، خاصة بعد تأسيس كلية عسكرية جديدة وسيطرتها الكاملة على محافظة بكاملها تقع ضمن معاقلها كما أصبحت تقنيات جديدة تحت تصرف الهيئة، ومن بينها المسيرات.
خوفاً على "الكريدور".. ميليشيات إيرانية ترفض المشاركة في معارك حماة
أما العامل الحاسم الثاني في تقدم جنود الهيئة فهو الوضع الجيوسياسي على نطاق أوسع، وإدراكهم أن حلفاء الأسد قد تشتتوا واعتراهم ضعف شديد، فقد قضت العمليات الإسرائيلية في لبنان على حزب الله الذي يعتبر أحد أذرع إيران والذي كان أحد العناصر المهمة ضمن قوات الأسد، وعلى الرغم من أن روسيا ما تزال أهم عنصر فاعل في سوريا، لن يتقبل فلاديمير بوتين الهزيمة في المنطقة، بعد أن غاصت القوات الروسية في مستنقع أوكرانيا بشكل واضح.
"فرصة العمر"
في تلك الأثناء، صعّدت إسرائيل من غاراتها الجوية على القوات الإيرانية الموجودة على الأراضي السورية، واستهدفت مستودعات أسلحتها في حلب. يذكر أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب قصف مواقع عسكرية للجيش السوري خلال فترة ولايته الأولى، فضلاً عن سياسة الضغط الموسعة التي انتهجها ضد إيران، وعن ذلك تعلق دارين خليفة الخبيرة بالشأن السوري لدى منظمة مجموعة الأزمات بأن كل ذلك يعتبر فرصة لا تأتي بالعمر إلا مرة واحدة بالنسبة للثوار، وأضافت: "إذ متى سنحت الفرصة قبل ذلك حتى يقف العالم بأسره والولايات المتحدة وإسرائيل والجميع ضد خصومهم؟!"
لعل ما دفع الثوار أيضاً لشن هجومهم هو الغارات الجوية التي شنتها روسيا والنظام السوري على مناطق الثوار والتي أنذرتهم بشن حملة عسكرية أوسع، عندئذ لاحت فرصة ضئيلة أمام تلك العملية بحسب ما يراه المحلل هايد هايد الذي يقول: "لو انتظرت قوات الثوار لفترة طويلة فإن النظام سيتمكن من تعزيز خطوط الجبهة كما لن تبقى قوات حزب الله مشغولة بحربها في لبنان"، وهنا تجدر الإشارة إلى أن العملية بدأت في اليوم نفسه الذي دخلت فيه الهدنة بلبنان حيز التنفيذ.
من هي هيئة تحرير الشام؟
خلال فترة من الفترات، شارك مؤسس الهيئة، أي أبو محمد الجولاني، في الثورة العراقية ضد الولايات المتحدة وكان عضواً في تنظيمٍ تحوَّلَ في نهاية الأمر إلى تنظيم الدولة الإسلامية، ومن الشكل الذي اتخذته تلك الجماعة في السابق تحت مسمى جبهة النصرة، أعلنت هيئة تحرير الشام عن تحالفها مع تنظيم القاعدة، لتعود وتعلن عن فك ارتباطها بهذا التنظيم في عام 2016، ولتسمي نفسها بهيئة تحرير الشام، وقد صنفت الولايات المتحدة الهيئة كتنظيم إرهابي، غير أن الهيئة تخلت عن هدفها المتمثل بإقامة دولة إسلامية في سوريا، ولهذا اعتُبرت أقل تطرفاً من تنظيم الدولة.
أصبحت الهيئة أقوى فصيل ثوري في سوريا وسيطرت على إدلب التي يعيش فيها نحو أربعة ملايين نسمة، وأصبح تعداد جنود الهيئة يصل إلى 30 ألف عسكري، وفي عام 2021 ذكر كل من جيروم دريفون وباتريك هايني في ورقة بحثية لصالح معهد الجامعة الأوروبية أن هيئة تحرير الشام عززت سلطاتها في إدلب على حساب فصائل تنظيم الدولة والقاعدة الأشد تطرفاً منها، وأضافا بأن سيطرة هيئة تحرير الشام لا تعتبر حاضنة للجهاد العالمي.
حلب في قبضة الفصائل وقوات النظام تنسحب.. هل تحضّر للمواجهة أم تواصل اندحارها؟
وفي الوقت الذي تعتبر فيه الهيئة إحدى الجماعات التي عملت على: "مصادرة الثورة" من الشعب السوري، فقد قيد الدولة الراعية لهذا التنظيم، أي تركيا، العمليات التي تقوم بها الهيئة، ومع ذلك فهنالك أمور مقلقة وخطيرة على مستوى حقوق الإنسان في المنطقة التي تسيطر عليها الهيئة، وتشمل تلك الأمور الإعدامات التي نفذت بحق من اتهمتهم بالانتماء لجماعات وفصائل منافسة لها، فضلاً عن الإعدامات التي نفذتها بحق من اتهم بالكفر أو الزنا.
كيف سيرد الأسد؟
في الوقت الذي حدثَ فيه تقدُّمُ الهيئة بسرعة كبيرة، ثمة أسباب وجيهة كثيرة تدفعنا للتفكير بالطريقة التي سيرد بها نظام الأسد وحلفاؤه على ذلك، حتى في ظل القيود المفروضة على المجالات العسكرية الأخرى، إذ يرى إبراهيم العاصي وهو عضو لدى معهد الشرق الأوسط بواشنطن أن: "المعركة الحقيقية لم تبدأ بعد، فقد يعتمد الأسد استراتيجية قديمة نجحت معه في السابق، ألا وهي الانسحاب، ثم إعادة تنظيم الصفوف، ومن ثم تعزيزها، ليشن بعد ذلك هجوماً مضاداً، لذا فإن الامتحان المهم بالنسبة لثورة الثوار هو أن يعرفوا متى عليهم أن يتوقفوا".
مع تعزيز النظام لقواته في حماة، وفي ظل القصف الجوي الروسي الذي من المرجح له أن يزداد حدة، لا بد أن تخضع قوة هيئة تحرير الشام لامتحان قاسٍ خلال الأيام والأسابيع المقبلة، كما من المرجح للمفاوضات بين تركيا وروسيا أن تلعب دوراً مهماً في الوصول إلى نتيجة نهائية.
يخشى محللون كثر من استعانة الأسد بالسلاح الكيماوي، تماماً كما فعل في أشد الأيام حلكة من الحرب السورية، فكان لذلك تأثير مدمر، لأنه في حال حصل ذلك، فإن أي نجاح قد ينتزعه الثوار سيحمل بين طياته فاتورة مروعة.
====================
الصحافة العبرية :
هل يضغط أردوغان على بوتين بعد اندلاع المعارك بين المعارضة والنظام في سوريا؟
اختار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان توقيتا حاسما بهدف ممارسة ضغوط على روسيا في سوريا، مستغلا الأزمة الاقتصادية والسياسية التي تواجهها موسكو في ظل تراجع الدعم الروسي لنظام بشار الأسد، بحسب مقال نشرته صحيفة "معاريف" العبرية.
وقال أستاذ العلوم السياسية بـ"جامعة تل أبيب"، يفغيني كلاوبر، أن هذه التحركات التركية تأتي في وقت تتعقد فيه العلاقات بين أنقرة وموسكو، حيث يواجه الطرفان خلافات تاريخية ومواقف متناقضة في الملف السوري.
وأضاف في المقال المشار إليه، أن "المسلحين التابعين لهيئة تحرير الشام، بقيادة أبي محمد الجولاني، لعبوا دورا حاسما في تغيير موازين القوى على الأرض بعد تمكنهم من السيطرة على مواقع استراتيجية في إدلب وحلب، بما في ذلك مطار حلب، خلال ثلاثة أيام فقط".
واعتبر الأكاديمي الإسرائيلي أن "هذا الإنجاز يعكس تراجع القوة الروسية في سوريا، حيث كانت روسيا قد احتاجت شهورًا طويلة وبخسائر كبيرة لتحقيق نتائج مماثلة"، مشيرا إلى أن "هذه التطورات أثبتت للعالم أن الاتفاقات التي أبرمتها روسيا، خاصة تلك الناتجة عن مفاوضات أستانا 2020، لم تعد تحمل أي قيمة فعلية".
ولفت الكاتب إلى "التوترات بين المتمردين بقيادة أبي محمد الجولاني ونظام الأسد منذ اتفاق وقف إطلاق النار الهش في 2020، الذي جاء نتيجة ثماني جولات من المفاوضات في كازاخستان. لكن التحركات الأخيرة تشير إلى تغير في المشهد العسكري والسياسي السوري".
وأوضح كلاوبر أن الجولاني أصبح لاعبا سياسيا مستقلا وقادرا على تحدي النظام والروس في آنٍ واحد. وقال: "ما يحدث الآن يُعد تطورا غير مسبوق من الناحية الرمزية في تاريخ سوريا المعاصر".
إضافة إلى ذلك، ألقى المقال الضوء على العوامل التي أسهمت في هذا التحول. وأشار إلى أن الضربات الإسرائيلية الأخيرة أضعفت حزب الله والقوات الإيرانية في سوريا، ما وفر فرصة لمن وصفهم بـ"المتمردين السنة" من أجل تعزيز مواقعهم بدعم غربي وخليجي.
كما أنه أوضح أن الإيرانيين، على الرغم من موقفهم المحرج، حاولوا الحفاظ على نظام الأسد، إلا أن تركيزهم على مواجهة إسرائيل حد من قدرتهم على التصدي لتحركات الجولاني ومسلحيه.
وفي الوقت نفسه، تعاني روسيا من أزمة اقتصادية خانقة أثرت بشكل كبير في قدرتها على دعم نظام الأسد. فقد رفع البنك المركزي الروسي سعر الفائدة مؤخرًا إلى 22%، وهو أعلى مستوى منذ انهيار الاتحاد السوفييتي، مع توقعات بمزيد من الارتفاع إلى 25%.
ولفت كلاوبر إلى أن هذه الخطوة تأتي في ظل استنزاف الموارد الروسية بسبب الحرب في أوكرانيا، ما يُضعف من مكانة الكرملين الجيوسياسية.
تركيا، من جانبها، تُعتبر من أبرز وجهات رأس المال الروسي الهارب من العقوبات الغربية. وأوضح كلاوبر أن أردوغان اختار اللحظة المناسبة لاستغلال الوضع الاقتصادي المتأزم في موسكو، على حد زعمه.
وقال: "في ظل الأزمة الاقتصادية في روسيا، يبدو أن الكرملين عاجز عن تقديم دعم إضافي للأسد، ما يمنح تركيا فرصة للتأثير بشكل أكبر على مسار الأحداث في سوريا".
وأضاف أن العلاقة بين أنقرة وموسكو كانت دائمًا محفوفة بالتوترات، رغم الاعتماد التركي على الغاز الروسي، موضحا أن تركيا لطالما دعمت أعداء الأسد، في حين دعمت روسيا نظامه.
وتابع الكاتب بالقول إن "الأحداث الأخيرة في سوريا توضح أن أنقرة وجهت طعنة جديدة في ظهر الكرملين، وهو تصرف يتكرر في العلاقات بين البلدين".
واختتم كلاوبر مقاله بالإشارة إلى أن التطورات الأخيرة في سوريا تمثل تحديا كبيرا للكرملين، الذي يواجه ضغوطا داخلية وخارجية غير مسبوقة. وأضاف أن "الضعف الروسي الحالي يمنح أردوغان فرصة لتعزيز نفوذه الإقليمي وتحقيق مكاسب استراتيجية على حساب موسكو، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية التي قد تؤدي إلى تحولات أعمق في الموقف الروسي".
====================
بشار يتشدد بحزام إيران وروسيا.. والمعارضة: فرصتنا الأخيرة.. نكون أو لا نكون
أفادت وسائل الإعلام في اليومين الأخيرين بهجوم قامت به قوات الثوار في شمال سوريا تحت اسم حملة “ردع العدوان”. مركز القتال حلب وإدلب وحماة، ومنها نزلت القوات جنوباً إلى حمص. ومن جنوب سوريا جاءت تقارير عن هجمات قام بها الثوار على مواقع وقواعد لجيش الأسد في منطقة درعا والسويداء أيضاً.
ظاهراً، يبدو أن الثوار يحاولون استغلال الضربة التي وجهتها إسرائيل في لبنان على معسكر المقاومة – إيران، سوريا وحزب الله – بهدف تحقيق مكاسب إقليمية وربما تغيير ميزان القوى في سوريا. وهذا على ما يبدو بدعم من الجارة الكريهة تركيا، التي اجتاحت سوريا في كانون الأول 2018 في إطار حملة “غصن الزيتون” واحتلت منطقة فاصلة على الحدود التركية السورية على مقربة من مركز الثوار الأخير في سوريا – محافظة إدلب.
من هم أولئك الثوار؟ فضلاً عن أن لهم هدفاً واحداً – إسقاط نظام الأسد – فإنهم بعيدون عن وضع جدول أعمال موحد لـ “اليوم التالي”. عملياً، هذه هي مشكلة معسكر الثوار المركزية بأطيافه السياسية والدينية. فعلى مدى 13 سنة من الحرب الأهلية لم يعملوا كجسم موحد يعرض خطة مرتبة وشرعية لمعارضي النظام في سوريا.
وهو الوضع السائد اليوم. أولئك الذين شنوا الهجوم المفاجئ في شمال سوريا ينتمون لهيئة تحرير الشام، المتفرعة عن “القاعدة” ومنظمة أحرار الشام التي تشكل إطاراً ائتلافية لبضع منظمات إسلامية متطرفة. المفاجئ أن من “جيش سوريا الحر” هو من يتعاون، الذي يمثل التيار القومي – العلماني في الحرب ويشكل ذراعاً عسكرياً لـ “الائتلاف الوطني السوري” الجناح السياسي للمعارضة السورية المعترف بها من الغرب. وعليه، أمامنا ترتسم صورة وضع مشوشة، بانعدام وحدتها بالذات، تعمل في صالح الأسد.
النظام السوري ليس في خطر
ومع ذلك، لا يبدو النظام السوري في خطر الآن. حتى في السنوات الصعبة، حين كان نحو ثلثي الدولة في أيدي جماعات الثوار المختلفة، بما فيها “داعش”، لم ينكسر الأسد. فالمساعدة التي تلقاها من إيران وحزب الله وروسيا، إلى جانب الانقسام آنف الذكر في المعارضة، ساعدته على البقاء. كما أن تمسكه بـ “سوريا المجدية” – المناطق الهامة في الدولة، من دمشق جنوباً، على طول القاطع الخارجي حتى الشمال – ساهم في نجاحه العسكري؛ إذ إن معظم السكان السوريين يسكنون في هذه المناطق ويخضعون لحكمه.
ثمة رهان خطير من جانب الثوار، وهو محاولة أخيرة لإسقاط نظام الكفر العلوي، مع العلم أن الأسد سيفعل كل شيء لصد وتصفية مراكز الثورة، بمساعدة الإيرانيين.
على خلفية الأهمية التي توليها إيران وروسيا بكون الأسد حاكم الدولة، ثمة افتراض حذر بأنهم سيجمعون قواهم في غضون وقت قصير، وسيردون الحرب لصد الثوار وإعادة احتلال المناطق التي خسروها وتصفية مراكز الثورة الأخيرة، إلى الأبد.
يهودا بلنجا
إسرائيل اليوم 2/12/2024
====================
الصحافة الروسية :
نيزافيسيمايا غازيتا: التصعيد في سوريا يشكّل تحديًا جديدًا لجميع المشاركين في الصراع
عن ضرورة الوصول إلى اتفاق يأخذ في الاعتبار مصلحة أطراف كثيرة في سوريا، نشرت أسرة تحرير “نيزافيسيمايا غازيتا”، المقال التالي:
هناك تصعيد حاد للحرب الأهلية في سوريا. دمشق تحشد قواتها وتطلب المساعدة من إيران ووكلائها في الشرق الأوسط، ومن روسيا طبعًا.
الحفاظ على بشار الأسد في السلطة هو إلى حد كبير، إن لم يكن بشكل حاسم، ميزة لروسيا. أولئك الذين ينتقدون روسيا لمراهنتها على الأسد يتجاهلون حقيقة أنه في الواقع لم يكن هناك بديل له، فلم يكن يجدر التفاوض مع الإرهابيين… هدأت الأعمال القتالية واسعة النطاق، وأعلنت موسكو عن نفسها كواحدة من أكبر اللاعبين الجيوسياسيين في المنطقة. وقد وفرت للأسد موقعًا جيدًا لإطلاق تسوية سياسية وانتعاش اقتصادي، وكان عليه أن يفعل ذلك بنفسه.
ويبدو أن الأسد خرج من العزلة الدولية وبدأ في إقامة علاقات دولية بدرجات متفاوتة من النجاح. ولكن داخل البلاد، لوحظ ركود في جميع المجالات. وبات يتعين على الأسد مرة أخرى الاعتماد بشكل كبير على القوات الأجنبية.
إن انتكاسة الحرب الأهلية في سوريا تضع روسيا في موقف صعب. فيبدو أن الأسد يحتاج إلى الإنقاذ مرة أخرى حتى لا يفقد “وجهه الجيوسياسي”. لكن من الواضح أن الموارد المجانية السابقة لم تعد موجودة.
وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، تزايد دور دول مثل تركيا وإيران بشكل جدي، وهو أمر لا يمكن تجاهله. الآن، ومن أجل الحفاظ على نفوذها ومنع الانزلاق إلى الفوضى، سيكون من المهم أكثر من أي وقت مضى بالنسبة لروسيا ليس دعم الأسد فحسب، بل وإيجاد فرص جديدة للتوصل إلى اتفاق مع اللاعبين الرئيسيين في المنطقة، فقد تغيرت اهتماماتهم ومواقفهم. (روسيا اليوم)
====================