الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 29/4/2020

سوريا في الصحافة العالمية 29/4/2020

30.04.2020
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الفرنسية :
  • لوفيغارو :من لاجئين إلى خط المواجهة ضد كورونا.. أطباء سوريون يخاطرون بحياتهم لإنقاذ الأوروبيين
https://www.aljazeera.net/news/politics/2020/4/28/من-لاجئين-إلى-معالجين-أطباء-سوريون-يخاطرون-بحياتهم-لإنقاذ-الأوروبيين
 
الصحافة الامريكية :
  • معهد واشنطن :الرهان الإيراني الأوروآسيوي
https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/irans-eurasian-wager
  • بلومبيرغ: بوتين يضغط على الأسد لإنهاء "صداع" سوريا
https://www.syria.tv/بلومبيرغ-بوتين-يضغط-على-الأسد-لإنهاء-صداع-سوريا
 
الصحافة العبرية :
  • جيروزليم بوست :موت سوريا البطيء
https://www.jesrpress.com/2020/04/28/موت-سوريا-البطيء/
  • معاريف :القصة الكاملة للسلام الضائع بين إسرائيل وسورية
https://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=13d7bac6y332905158Y13d7bac6
 
الصحافة الفرنسية :
  • إزفستيا: معركة مهمة لإدلب: أنقرة تنتقل إلى الهجوم على الإسلاميين
https://www.raialyoum.com/index.php/إزفستيا-معركة-مهمة-لإدلب-أنقرة-تنتقل-إ/
 
 
الصحافة الفرنسية :
لوفيغارو :من لاجئين إلى خط المواجهة ضد كورونا.. أطباء سوريون يخاطرون بحياتهم لإنقاذ الأوروبيين
https://www.aljazeera.net/news/politics/2020/4/28/من-لاجئين-إلى-معالجين-أطباء-سوريون-يخاطرون-بحياتهم-لإنقاذ-الأوروبيين
قالت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية إن العديد من الأطباء السوريين الذين عثروا على ملجأ في أوروبا عند فرارهم من الحرب في بلدهم، أصبحوا الآن على خط المواجهة الأمامي في المعركة ضد جائحة "كوفيد 19" في بلدانهم المضيفة.
وفي مقال بقلم ويلسون فاش، استعرضت الصحيفة عينات من الأطباء السوريين العاملين في بلدان مختلفة من أوروبا، وقالت إنهم يعرضون حياتهم للخطر بالعمل في الصفوف الأمامية في مواجهة وباء كورونا.
وبدأ المقال بحكاية الطبيب السوري فادي دالاتي (30 عاما) الذي قابلته الصحيفة من وراء قناعه ونظاراته وبدلة الجراح، وهو على خط المواجهة ضد وباء كورونا في مركز مستشفى جامعة "سان بيار" في بروكسل الذي يعتبر المركز المرجعي في بلجيكا للأمراض المعدية.
ويقول فادي إن "بلجيكا كانت هناك بالنسبة لي عندما احتجت إليها حين وصلت عام 2013، وهي الآن بحاجة إلي، لذلك أبذل قصارى جهدي.. أشعر اليوم بأنني بلجيكي.. لا.. أنا بلجيكي"، وذلك ما تشهد به بالفعل لغته الفرنسية الممزوجة بلكنة فلامنغية.
وفي ساحة المستشفى حيث يعمل هذا الطبيب السوري، أقيمت صفوف من الخيام بشكل استثنائي لاستقبال المرضى وتصنيفهم لعزل المصابين بوباء كورونا، في وقت تجاوزت فيه الوفيات 6500 في بلجيكا، كما تقول الصحيفة.
وفي مستشفى آخر بالعاصمة بروكسل، قابلت الصحيفة السوري عبود (27 عاما) الذي يعمل في قسم منتجات التعقيم، وقال لها عن الحجر الصحي في المنازل والشوارع الفارغة إن "هذا يذكرني بسوريا في زمن الحرب".
وقالت الصحيفة إن هذا الشاب القادم من الرقة -المعقل السابق لتنظيم الدولة الإسلامية- فر من بلاده في سبتمبر/أيلول 2015 عبر تركيا، مرورا باليونان وطريق البلقان، وهو يقول إن "السوريين والعديد من اللاجئين الآخرين العاملين في القطاع الطبي في أوروبا يعرضون حياتهم للخطر"، مضيفا "لو كنت ناشطا من أقصى اليمين، لجعلتني هذه الأزمة أعيد النظر في قناعاتي السياسية".
 
خاطروا بحياتهم
وفي السياق نفسه، قالت الصحيفة إن بعض الأطباء السوريين خاطروا بحياتهم بالفعل في إيطاليا التي كانت الوجهة المفضلة للسوريين، حيث توفي أربعة منهم منذ بداية الوباء، بينهم طبيب الأورام عبد الستار عيرود المولود في حلب عام 1945.
وقالت كندة ابنة هذا الطبيب الذي كان يدير دارا لرعاية المسنين بعد تقاعده الرسمي قبل خمس سنوات، إن والدها أصيب بالعدوى من أحد مرضاه وتوفي يوم 16 مارس/آذار الماضي بسبب المضاعفات. ولعدم وجود موقع في المقبرة المحلية للمسلمين، تم دفنه في قرية مونتيشياري على بعد أكثر من 100 كلم من منزله.
السوري بشار فرحات الذي يعيش في إنجلترا ويعمل في غرفة الطوارئ وسط أزمة صحية غير مسبوقة، يقول بدوره "منذ أن غادرت سوريا، كنت قلقا على والديّ اللذين بقيا هناك.. ومن المفارقات، أنهما الآن هما القلقان عليّ".
ويضيف الشاب الهارب من منطقة إدلب عام 2013 بعد أن اعتقله النظام بسبب صلاته بالمعارضة، أنه ليس قلقا على نفسه ولكن على بلاده "هذه ليست حربي الأولى"، موضحا أن الأطباء السوريين تعلموا العمل تحت الضغط من تجاربهم داخل سوريا.
سوريا أفرغت من الأطباء
وفي الوقت الذي يشهد فيه العالم كارثة صحية هائلة، وتحتاج فيه الدول إلى كل أطقمها الطبية، يقول بشار فرحات إن نظام الرعاية الصحية في سوريا كان على وشك الانهيار قبل الوباء، مبديا ندمه لأنه أجبر على الفرار "مكاني هو سوريا.. أتمنى أن أساعد شعبي".
وتشير الصحيفة إلى خطورة الوضع في سوريا التي لم تعلن رسميا إلا عن 42 حالة إصابة بكورونا توفي ثلاث منها، مشككة في صحة هذا الرقم، ومعتبرة أنه أقل بكثير من العدد الفعلي للمصابين، مما يعني أن هذا البلد الذي يمزقه صراع دامٍ منذ عقد من الزمن يمكن أن يشكل انتشار الوباء فيه عواقب كارثية، لا سيما منطقة إدلب حيث يعيش 3 ملايين مدني محاصرين على الحدود مع تركيا.
وتقول الدمشقية ياماما بديوي (28 عاما) التي تعمل مع مرضى كورونا في مستشفى إيرديل في برادفورد بالمملكة المتحدة وتقدم دروسا عبر الإنترنت لطلاب الطب في جامعة حلب الحرة، "إنه لألم كبير أن نضطر إلى المغادرة عندما تكون هناك حاجة إلينا".
وأشارت الصحيفة إلى أن 50% من الأطباء غادروا سوريا بالفعل في العام 2015، وفقا لمنظمة "أطباء حقوق الإنسان" غير الحكومية، وأن ما لا يقل عن 923 مهنيا صحيا قتلوا بين عامي 2011 و2020، أكثر من 90% منهم على أيدي القوات الموالية للحكومة وحلفائها الروس الذين استهدفوا المستشفيات بشكل منهجي في مناطق الثوار.
من جهته، يقول الباحث في شؤون الشرق الأوسط ريان قطيش إن مغادرة أي طبيب للبلد أو قتله تخلق فراغا كارثيا ونقصا يصعب ملؤه، وستكون له عواقب كبيرة على المدى القصير والمتوسط والبعيد.
===========================
الصحافة الامريكية :
معهد واشنطن :الرهان الإيراني الأوروآسيوي
https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/irans-eurasian-wager
كيفن ليم
خلال العقد الماضي وعلى مدار فترة جائحة فيروس "كوفيد-19"، هيمنت الصين على التجارة الخارجية لإيران. غير أن طهران أعادت تنظيم دبلوماسيتها الاقتصادية التي شهدت حركة تغيير كبيرة في الآونة الأخيرة مع توجّه أنظارها إلى الشمال والشرق أيضاً. وصادف 27 نيسان/أبريل مرور ستة أـشهر على دخول اتفاقية مؤقتة بشأن "منطقة التجارة الحرة" حيز التنفيذ بين إيران و "الاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي [الأوراسي]" ("الاتحاد")، وهو منظمة تضم أرمينيا وبيلاروسيا وكازاخستان وقرغيزستان وروسيا. وتم التوقيع على الاتفاقية بعد تسعة أيام من انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق النووي الإيراني في أيار/مايو 2018، وستصبح [اتفاقية] "منطقة التجارة الحرة" دائمية في غضون ثلاث سنوات إذا انتهت المحادثات بنجاح.
وهذا هو أول اتفاق اقتصادي إقليمي من نوعه بالنسبة لطهران، التي لا يزال طلبها لعضوية "منظمة التجارة العالمية" جامداً منذ عام 1996. ويبدو أن الجمهورية الإسلامية تنظر إلى "الاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي" وسكانه البالغ عددهم 183 مليون نسمة كسوق مهمة - وأداة مفيدة لتخفيف العقوبات الأمريكية.
الدول التجارية
تفرض الاتفاقية تعريفاتٍ تفضيلية على 862 فئةً من المنتجات الزراعية والصناعية، منها 502 إيرانية. وتختلف هذه التعريفات، ويتم إلغاؤها تماماً في بعض الحالات. وفي المعدل، يمكن القول إنّ إيران لا تزال تفرض رسوماً أعلى على البضائع المستوردة من "الاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي" من تلك التي يفرضها "الاتحاد" على البضائع المستوردة من إيران. وفي موازاة ذلك تستمر تجارة التعريفات غير التفضيلية.
ووفقاً للإحصاءات التي نشرتها الهيئة التنفيذية لـ "الاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي"، و "اللجنة الاقتصادية الأوروبية الآسيوية"، انخفضت التجارة بين أعضاء "الاتحاد" والجمهورية الإسلامية من 2.7 مليار دولار في 2018 إلى 2.45 مليار دولار في 2019، مقارنة مع ذروتها التي بلغت 3 مليارات دولار في 2016، عندما دخل الاتفاق النووي الإيراني حيز التنفيذ. ووفقاً للحسابات المستندة على بيانات "صندوق النقد الدولي"، تتوافق أرقام السنوات 2016 و 2018 و 2019 مع 3.3٪ و 2.3٪ و 4.2٪ على التوالي من تجارة السلع العالمية لإيران. وعلى العكس من ذلك، تشكل التجارة مع إيران 0.3٪ من الإجمالي العالمي لـ "الاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي".
وبشكل أكثر تحديداً، تُظهر بيانات "اللجنة الاقتصادية" لعام 2019 أن ما يقرب من نصف صادرات إيران إلى "الاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي" والتي تبلغ 823 مليون دولار تذهب إلى روسيا، و 40٪ إلى أرمينيا، و 10٪ إلى كازاخستان. ويشمل معظم هذا الحجم الفواكه والخضروات والمكسرات [كالبندق، على سبيل المثال] والأسمنت ومنتجات المعادن الحديدية والمنتجات البترولية والغاز الطبيعي/المسال.
وعلى الجانب الآخر، جاءت ما يقرب من ثلاثة أرباع من واردات إيران من "الاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي" البالغة قيمتها 1.6 مليار دولار من روسيا، وأقل من 20 ٪ من كازاخستان، و 5 ٪ من أرمينيا. وبالكاد كان لبيلاروس وقيرغيزستان أي نسبة تذكر من الواردات. واستحوذت ثلاث سلع فقط على 69 ٪ من الواردات الإيرانية، وهي: زيت عباد الشمس للطهي، والشعير والذرة لتغذية الماشية والدجاج بشكل أساسي. وانخفضت واردات القمح بشكل هائل من مليونَي طن بقيمة 510.6 مليون دولار في عام 2014 إلى 56.353 طن بقيمة 12 مليون دولار في عام 2019. وهذا الهبوط - من 22 ٪ من إجمالي واردات إيران من "الاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي" إلى 0.74 ٪ فقط - هو برهانٌ على حملة الاكتفاء الذاتي التي تديرها القيادة الإيرانية لإنتاج الخبز وبعض السلع والمواد الغذائية الأساسية الأخرى.
ينبغي النظر إلى تجارة "الاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي" في سياق تدفقات الأمن الغذائي الأوسع نطاقاً لإيران. ووفقاً لـ "معهد التخطيط الزراعي والاقتصادي والتنمية الريفية" الإيراني، فمن بين 9.3 مليار دولار من الواردات الزراعية خلال السنة المالية 2019/2020، تضمنت 8 مليارات دولار منها للذرة وحبوب البذور الزيتية وحدها (والتي شملت بذور زيت عباد الشمس).
الحواجز والمزايا
مع دخول اتفاقية "منطقة التجارة الحرة" حيز التنفيذ منذ تشرين الأول/أكتوبر 2019، من المفترض من الناحية النظرية أن ترتفع قيمة الحركة التجارية الإيرانية مع "الاتحاد" هذا العام. ومع ذلك، يمكن أن تشكّل أي زيادة من هذا القبيل ثقلاً موازناً يعوّض عن العقبات التي تسببها العقوبات الأمريكية، والوباء المستمر، وأسعار النفط المتداعية. ويتوقع "صندوق النقد الدولي" عاماً ثالثاً على التوالي من النمو السلبي لإيران، مع احتمال تقلص "الناتج المحلي الإجمالي" بنسبة 6٪ في عام 2020. وعندما بدأ فيروس كورونا في الانتشار للمرة الأولى، فحتى أرمينيا المجاورة، على سبيل المثال، التي تعتمد على إيران في 5 في المائة من تجارتها، اضطرت لتعطيل حركة البضائع لمدة شهر كامل.
وهناك عقبة أخرى وهي أن [اتفاقية] "منطقة التجارة الحرة" تغطي فقط حوالي 50 ٪ من السلع المتداولة بين إيران و "الاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي"، مع تحرير محدود. ولحماية الإنتاج المحلي وتعزيز الاكتفاء الذاتي، تحتفظ إيران بحد أدنى قدره 4٪ من الرسوم الجمركية الشاملة على الواردات. علاوة على ذلك، على الرغم من الفائدة المحتملة لـ "منطقة التجارة الحرة" ضد العقوبات الأمريكية، فإن "مركز أبحاث البرلمان" الإيراني ومسؤولي الدولة الآخرين يدركون جيداً أن عدم التوافق الاقتصادي مع "الاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي" يمكن أن يمنع بلادهم من الاستفادة بصورة ملحوظة. على سبيل المثال، بصرف النظر عن أرمينيا، فإن صادرات الطاقة الإيرانية إلى الدول الأعضاء في "الاتحاد" لا تشكل أهمية كبيرة بالنظر إلى هيمنة روسيا في هذا القطاع.
وعلى الرغم من هذه العقبات، تحمل "منطقة التجارة الحرة" بعض الفوائد الاقتصادية البارزة لإيران. على سبيل المثال، تُحفز الاقتصاد غير النفطي للبلاد، الذي بدأ في التعافي قبل فترة الوباء مباشرة، على عكس قطاع النفط الخاضع لعقوبات شديدة. ووفقاً لبيانات الجمارك الإيرانية، ارتفعت قيمة التجارة غير النفطية مع "الاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي"، ولا سيما منتجات الأغذية الزراعية، بنسبة 34 ٪ في السنة المالية 2018/2019. وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلن النائب الأول للرئيس الإيراني إسحاق جهانجيري أن ما يمثل أولوية للسنة المالية 2020/21، هو: الوصول إلى 48 مليار دولار من الصادرات غير النفطية إلى 15 دولة مجاورة، من بينها أرمينيا وكازاخستان وروسيا. وفي الوقت نفسه تقريباً، حدد مساعد وزير الصناعة والتعدين والتجارة لشؤون التخطيط والموازنة في إيران، سعيد زرندي، زيادة البديل عن الصادرات والواردات كأهداف استراتيجية رئيسية للحد من الضغط على احتياطيات طهران من العملات الأجنبية. إن التركيز بشكل أكبر على الصادرات الصناعية والعلمية والتكنولوجية عالية القيمة يمكن أن يمنح إيران ميّزة نسبية داخل "الاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي"، أي في المرتبة الثانية بعد روسيا (وهو الأمر بالنسبة للخدمات، والاستثمار، وتدفقات رأس المال، التي تتجاهلها "منطقة التجارة الحرة").
وحتى إذا عجزت تجارة إيران مع "الاتحاد" عن الارتفاع بوتيرة تصاعدية، فبإمكنها على الأقل أن تنمو بشكلٍ متناسب بفعل تراجع التجارة الإيرانية مع سائر دول العالم، كما تشير أرقام العام الماضي. وفي الواقع، إذا تسارعت عملية انحسار عولمة الوباء المتفشي وتنامت وتيرة إعادة فروع الشركات من الخارج إلى بلد المنشأ، فإن الاتفاقيات الخاصة بـ "مناطق التجارة الحرة" والنزعة الإقليمية قد تكسب من [هذه التطورات]. كما أن موقع إيران الجغرافي -الاستراتيجي الرئيسي سيساعد البلاد أيضاً - فالجمهورية الإسلامية هي حلقة رئيسية على طول "ممر النقل الدولي بين الشمال والجنوب" الذي يربط الهند بروسيا عبر أذربيجان، بالإضافة إلى "الممر العابر للحدود بين الشمال والجنوب" الذي يربط كازاخستان عبر تركمانستان.
التعاون كأداة للمنافسة
ينبغي النظر إلى [اتفاقية] "منطقة التجارة الحرة" في السياق الأوسع نطاقاً، أي من منظار السعي الإيراني الدؤوب إلى نشر النزعة الإقليمية والتعاون الأوروآسيوي على نطاقٍ أكبر. ويلمّح تعامل إيران مع هيئتين إقليميتين أخريين - هما "منظمة التعاون الاقتصادي" و "منظمة شنغهاي للتعاون" - إلى ما قد ينتظر العلاقة مع "الاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي".
منذ أواخر عام 1992، شاركت إيران وتركيا وباكستان في قيادة "منظمة التعاون الاقتصادي"، والتي تضم أيضاً أفغانستان وأذربيجان وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان. واستناداً إلى بيانات "صندوق النقد الدولي"، ارتفعت تجارة إيران مع الأعضاء الآخرين في "منظمة التعاون الاقتصادي" من أقل من 3.7 مليار دولار في عام 2003 إلى ذروة بلغت 22.3 مليار دولار في عام 2012، قبل أن تنكمش إلى 8.5 مليار دولار في عام 2019. وهناك عوامل عديدة تحد من فوائد "منظمة التعاون الاقتصادي" لإيران: فالكثير من تجارتها مدفوعاً بالاقتصاد التركي، وتظل التخفيضات التعريفية دون المستوى الأمثل على الرغم من التقدم في نقاط العبور الإقليمية، وتتنافس طهران بقدر ما تتعاون مع كل من إسلام آباد وأنقرة. ومع ذلك، تتمتع إيران بفائض تجاري ثابت داخل المنظمة، وتَوافق اقتصادي كبير مع تركيا، وسوق تصدير مغلق لها في أفغانستان.
وعلى العكس من ذلك، تواجه إيران عجزاً تجارياً ثابتاً مع "الاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي"، والذي كان سيزداد سوءاً بسبب نقص الاستثمار الأجنبي المباشر القوي لولا الفائض التجاري العالمي لإيران. وفشلت التجارة مع روسيا - شريكها الرئيسي في "الاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي" - في تجاوز 2 مليار دولار في حقبة ما بعد الاتحاد السوفيتي. وحتى بالمقارنة مع "منظمة التعاون الاقتصادي" سيئة الأداء نسبياً، يُظهر "الاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي" القليل من الدلائل على أنه سيولّد فائدة اقتصادية قادرة على تغيير قواعد اللعبة بالنسبة لإيران.
أما بالنسبة لـ "منظمة شنغهاي للتعاون" - التي تتزعمها الصين وروسيا والتي يُنظر إليها غالباً على أنها ثقل موازن لـ "حلف شمال الأطلسي" والولايات المتحدة - فتحمل أبعاداً سياسية واستراتيجية وعسكرية أكبر بكثير من تلك التي تحملها "منظمة التعاون الاقتصادي". وتضطلع إيران بدور المراقب في المنظمة منذ عام 2005، لكن طلب العضوية الذي قدّمته لم يلبَّ منذ سنوات حتى مع قبول الهند، المنافس الاستراتيجي الرئيسي للصين. وبالتالي، فإن تحوّل إيران نحو "منظمة شنغهاي للتعاون" هو أكثر رمزية من كونه جوهرياً، ومتسق مع جهودها المتوازنة القائمة منذ فنرة طويلة ضد واشنطن.
وفي الواقع أن التعامل الإيراني مع "الاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي" يعكس هذه الذهنية - وعلى الرغم من افتقار "الاتحاد" إلى البعد العسكري العلني، إلّا أن أعضاءه الخمسة ينتمون في الوقت نفسه إلى "منظمة معاهدة الأمن الجماعي"، وهي منظمة مشابهة لـ "حلف شمال الأطلسي" ("الناتو") ولكن برعاية روسية. بالإضافة إلى ذلك، على الرغم من الشكوك المتبادلة والمنافَسة المستمرة على الغاز الطبيعي، إلّا أن إيران تتعاون مع روسيا في عدد من المجالات منذ فترة طويلة قبل [الاتفاق على] "منطقة التجارة الحرة"، من بينها التطوير النووي، وتكنولوجيا الصواريخ الباليستية، ونقل الأسلحة التقليدية، والمناورات البحرية، والتنسيق الجوي-الأرضي في الحرب في سوريا.
الخاتمة
ينطوي تعامل طهران مع أعضاء "الاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي" على جوانب عديدة تتراوح بين المفيدة إلى حد ما (على سبيل المثال، العلاقات الاقتصادية الطفيفة مع أرمينيا واستعدادها لتعويض أذربيجان سياسياً) والطموحة البحتة (على سبيل المثال، العلاقات الشاملة مع روسيا البيضاء، باستثناء صفقات الأسلحة العرضية). ومع ذلك، يقدم الاتحاد، ككتلة، ما يشبه بالتجارة المؤكدة والدبلوماسية المضمونة اللتين قد تفيدان إيران المحاصرة. والوجه الآخر من العملة هو أن موسكو ستهيمن على الأرجح على أي شروط مرجعية وتبادلات أوسع - وهذا حقل ألغام سياسي للنخب الإيرانية التي لطالما رعدت من الاعتماد المفرط على القوى الأجنبية. على أي حال، وفي حين أن [الاتفاقية] المؤقتة لـ "منطقة التجارة الحرة" قد لا تحسّن حظوظ إيران بشكل كبير على المدى القريب، إلا أنها قد تساعد القيادة الإيرانية على منع الأمور من أن تصبح أكثر سوءاً في وقتٍ تتعاظم فيه الأزمات الداخلية والضغوط الغربية.
كيفن ليم، هو باحث دكتوراه في "كلية العلوم السياسية والحكومة والشؤون الدولية" في "جامعة تل أبيب"، ومساهم في شؤون "الشرق الأوسط وشمال إفريقيا" لمُزوِّد المعلومات العالمي "آي.إج.إس. ماركيت" (IHS Markit).
======================
بلومبيرغ: بوتين يضغط على الأسد لإنهاء "صداع" سوريا
https://www.syria.tv/بلومبيرغ-بوتين-يضغط-على-الأسد-لإنهاء-صداع-سوريا
بلومبيرغ - ترجمة وتحرير تلفزيون سوريا
قالت وكالة "بلومبيرغ" إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يضغط على رأس النظام بشار الأسد لتقديم تنازلات، تفضي إلى تسوية سياسية في سوريا، وذلك بعد اتفاق أزمتي النفط وكورونا وتأثيرهما على روسيا.
ونشرت الوكالة اليوم الثلاثاء، تقريراً تحت عنوان "بوتين يعاني من صداع اسمه سوريا والكرملين يلوم الأسد" ذكرت فيه أن بوتين يلح على الأسد ليبدي المزيد من المرونة في محادثاته مع المعارضة السورية، وذلك نقلاً عن أربعة أشخاص على اطلاع ودراية بمشاورات ومداولات الكرملين حول هذا الموضوع.
وأشارت الوكالة أن بوتين كان وراء موجة غضب عامة فريدة من نوعها ضد بشار الأسد في منشورات روسية ظهرت خلال هذا الشهر.
وقال ألكساندر شوميلين وهو دبلوماسي روسي سابق يدير المركز الأوروبي للشرق الأوسط في موسكو للوكالة إن: "الكرملين يجب أن يتخلص من الصداع السوري... والمشكلة تكمن في شخص واحد (أي الأسد) وحاشيته".
انتقاد صريح
ونشرت وسيلة إعلامية مرتبطة بييفغيني بريغوزين المعروف باسم "طباخ بوتين" بسبب صفقات الإطعام التي قدمها للكرملين، مقالة فيها هجوم على الأسد الذي وصفته بأنه فاسد، كما استشهدت بتصويت يعكس أن نسبة مؤيديه أصبحت 32% فقط في حين أوردت قائمة بعدد من البدائل الممكنة من داخل النظام والمعارضة السورية.
وسرعان ما ظهرت مقالة أخرى على الموقع الإلكتروني لوكالة الأنباء الاتحادية، وبعد أيام، أتى دور المجلس الروسي للشؤون الدولية وهو مؤسسة بحثية مختصة بالسياسات الخارجية أسست على يد الكرملين لينشر مقالة تنتقد حكومة النظام وتصفها بأنها تفتقر: "لبعد النظر والنهج المرن" في إنهاء هذا "النزاع".
وفي مقابلة هاتفية أجرتها الوكالة مع كاتب هذه المقالة ألكساندر آكسينيونوك وهو دبلوماسي روسي سابق ونائب رئيس ذلك المجلس قال: "إذا رفض الأسد القبول بدستور جديد، عندها سيعرض النظام نفسه إلى خطر كبير".
إشارة قوية
وتعتبر هاتان المقالتان بمثابة إشارة قوية لنظام الأسد بحسب ما ذكره شخص مقرب من الكرملين للوكالة.
فبوتين يرى في الأسد شخصية عنيدة محبطة بالنسبة له، ولهذا استعان بالوسيلة الإعلامية المرتبطة ببريغوزين لينقل تلك الصورة، بحسب ما أورده شخص آخر مقرب من الرئيس الروسي.
وبدأت محادثات قادتها الأمم المتحدة في جنيف لإعادة صياغة الدستور السوري أواخر السنة الماضية، لكنها وصلت على الفور إلى درب مسدود عندما قام الجانب الذي يمثل النظام "بتخريب" المفاوضات "عمداً" كما ورد على لسان السيد آكسينيونوك الذي يرتبط أيضاً بنادي فالداي للنقاش الدولي الذي يدعمه بوتين.
وتعكس تحذيرات موسكو خيبة الأمل التي سادت في أوساط التجارة والأعمال بسبب عدم التمكن من دخول عالم الاقتصاد السوري، بحسب ما ذكر دبلوماسي مهتم بالملف السوري. إذ تدرك روسيا أيضاً صعوبة الأوضاع في البلاد، بسبب فشل الأسد وعدم تمكنه من تقديم المواد الأساسية وذلك بسبب جائحة فيروس كورونا ومشكلة شبكات الفساد التي تنذر بخطر اندلاع شكل من أشكال الثورة في مناطق معينة في البلاد مستقبلاً بحسب رأي ذلك الدبلوماسي.
===========================
الصحافة العبرية :
جيروزليم بوست :موت سوريا البطيء
https://www.jesrpress.com/2020/04/28/موت-سوريا-البطيء/
رأي: كينيث باندلر* - ترجمة: بيان قايم أوغلو
في أبريل 28, 2020
جسر: ترجمة:
أصدر الرئيس السوري بشار الأسد حكما بالإعدام على بلاده قبل وصول فيروس كورونا بوقت طويل.
باستخدام كل الأسلحة المتاحة التي صنعها الإنسان؛ من الرصاص إلى المواد الكيميائية، قُتل أكثر من 500 ألف سوري منذ عام 2011، على الرغم من أن الأمم المتحدة توقفت عن إحصاء عدد القتلى منذ عدة سنوات. وتم تشريد حوالي نصف سكان سوريا خلال الحرب؛ حيث يعيش 5.5 مليون لاجئ في الأردن ولبنان وتركيا، فيما نزح ستة ملايين آخرين، أغلبهم عدة مرات، داخل سوريا.
لم تعان أي مجموعة بشرية أكثر من الأصغر سنا في البلاد، فقد بدأ الأسد أعمال العنف باعتقال وتعذيب أطفال المدارس في مارس 2011، في ذلك الوقت كان 35٪ من سكان سوريا البالغ عددهم 21 مليون نسمة تحت سن 14 عاما.
على مدى السنوات التسع الماضية أجبر أكثر من 2.6 مليون طفل على النزوح داخل سوريا، وهناك 2.5 مليون طفل من بين السوريين المسجلين كلاجئين في البلدان المجاورة.
ولكن وسط هذه المأساة المستمرة تستمر دائرة الحياة، ومنذ عام 2011 ولد 4.8 مليون طفل في سوريا، وملايين آخرين ولدوا كلاجئين في البلدان المجاورة.
ويعرض مصيرهم مستقبل هذا البلد المنكسر بقسوة للخطر، ولم يُبذل الكثير لحماية أطفال سوريا، وبتمييز بسيط بين المدنيين والمعارضين المسلحين لحكمه، فقد استهدف الأسد بمساعدة هدّامة من إيران وروسيا، المدارس والمخابز ومحطات معالجة المياه ومرافق الرعاية الصحية بشكل عشوائي.
لا يحصل أكثر من مليوني طفل على أي تعليم رسمي؛ حيث تم تدمير ما يقرب من 30٪ من المدارس في سوريا، فيما حُرم 900 ألف طفل آخر في مخيمات اللاجئين السوريين في البلدان المجاورة من التعليم.
الوضع في شمال غرب سوريا قاتم بشكل خاص، في وقت سابق من هذا العام وصل إلى إدلب أكثر من 900 ألف شخص، بينهم 500 ألف طفل يبحثون بيأس عن قدر من الأمان، تم دفعهم إلى شمال غرب سوريا بناء على رغبة وتخطيط من نظام الأسد، وجاء العديد من هؤلاء النازحين من حلب بعد معاناة حصار وحشي دام أربع سنوات فور استعادة نظام الأسد حلب في عام 2016، في ظل تحذيرات من أن إدلب ستصبح حلب التالية.
وكشف تقرير حديث لمجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة عن أثر النزاع على أطفال سوريا: “سرقت طفولتهم وأجبروا على المشاركة في حرب وحشية، قتل الأطفال وشوهوا بأعداد كبيرة”، بحسب لجنة الأمم المتحدة للتحقيق في سوريا، انتقدت اللجنة نظام الأسد وكذلك “الدولة الإسلامية-داعش” وسواهما بسبب الانتهاكات القاسية واسعة النطاق التي تعرض لها الأطفال.
إن نظام الأسد هو المسؤول في نهاية المطاف عن هذه الحرب وتدمير الأرواح والممتلكات، بالتعاضد مع النقض الروسي المستمر لقرارات مجلس الأمن الدولي حسنة النية، ما يمنع إيصال المساعدات الإنسانية.
عززت زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لدمشق في كانون الثاني/يناير الماضي، وزيارة وزير الخارجية الإيراني ظريف هذا الشهر للاجتماع بالأسد، التزام دولتيهما بالحفاظ على النظام، فضلا عن استمرار وجود القوات الإيرانية والروسية على الأرض في سوريا، لقد استثمر هذان البلدان في سوريا أكثر من أي دولة أخرى، وتجاوزت مليارات الدولارات التي أنفقاها تعهدات الدول الغربية والعربية المانحة التي تحاول تقديم الإغاثة الإنسانية الأساسية.
كما أعاقت موسكو جهود إحالة الأسد إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، ومن المرجح أن تكون محاكمة ضابط مخابرات سوري سابق فر إلى أوروبا مثالا نادرا في تقديم المسؤولين عن الجرائم الموثقة ضد الإنسانية في سوريا إلى العدالة.
الآن، مع الكشف عن الحالات الأولى لكوفيد-19 في سوريا هذا الشهر، تدعو وكالات الإغاثة الدولية إلى وقف الأعمال العدائية لتمكين العاملين في المجال الطبي من وقف الانتشار المحتمل للمرض، السكان اللاجئون الذين يعيشون في أماكن مزدحمة للغاية ويفتقرون إلى المرافق المناسبة للنظافة، هم عرضة للإصابة بشكل خاص، لكن وبفضل نظام الأسد، بالكاد يمكن لنظام الرعاية الصحية، الذي تعرض للتنكيل مرارا وتكرارا، مواكبة اﻷزمات الناتجة عن النزاع.
أفادت “فاينانشيال تايمز” أن النظام الصحي في سوريا ممزق بالفعل، وبعد 600 هجوم على المرافق الصحية منذ بدء النزاع، فقط نصف المستشفيات والمراكز الصحية العامة في سوريا تعمل بكامل طاقتها وفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية.
كانت النجاة هي الأولوية للعديد من السوريين، لقد عانوا من صعوبات لا تصدق وتحت تهديد مستمر بالعنف والموت، بينما كانوا يبحثون عن مأوى وطعام، في الوقت الذي كانوا يحاولون فيه الاحتفاظ ببعض الأمل في أن ينتهي هذا الصراع وأن بعض أشكال الحياة الطبيعية ستعود لحياتهم. مع ذلك فبالنسبة لمئات الآلاف من الأطفال، فإن النزاع هو وضعهم الطبيعي.
أفادت اليونيسف أن “كل طفل سوري تأثر بالعنف والتشريد وقطع العلاقات الأسرية وانعدام الوصول إلى الخدمات الحيوية”، وأنه “كان لذلك تأثير نفسي كبير على الأطفال”.
إن الموت البطيء للأمة السورية له نتائج بعيدة المدى على جيران سوريا والعديد من الدول الأوروبية التي استقر فيها اللاجئون، بالنسبة لإسرائيل التي ردت على توغل القوات الإيرانية في سوريا، ولمصالح الولايات المتحدة في المنطقة.
وأشار والتر راسل ميد في عموده في صحيفة “وول ستريت جورنال” إلى أن “سوريا استنفدت تعاطف العالم”، وأضاف “لقد قضت تسع سنوات من الحرب الأهلية، التي شهدت كل منها فظائع وأهوال أسوأ من التي سبقتها، قضت على ضمير العالم”.
===========================
معاريف :القصة الكاملة للسلام الضائع بين إسرائيل وسورية
https://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=13d7bac6y332905158Y13d7bac6
2020-04-29
بقلم: يغئال كيبنيس
 
"قُبلت مطالبك. ستُسرُّ جداً". قال الرئيس الأميركي، بيل كلينتون، للرئيس السوري، حافظ الأسد، عندما اتصل به في آذار 2000، وطلب لقاءه في جنيف؛ بعد ثماني سنوات من المفاوضات على اتفاق سلام تاريخي بين سورية وإسرائيل. كانت مطالب الأسد لاتفاق سلام إسرائيلي – سوري معروفة: انسحاب إسرائيلي الى خطوط 4 حزيران 1967، وسيادة السوريين على كل الأرض التي كانوا فيها عشية حرب "الأيام الستة".
"الأمانة في جيبي" أضاف كلينتون، "لا اريد أن استطرد هاتفياً، ولكن ثق بي. أنت ستُسرُّ". ما لم يقله هاتفياً أفاد به كلينتون لمن استدعاه الى البيت الابيض، الأمير بندر، سفير السعودية في واشنطن ووسيط ذو مصداقية بين سورية والأميركيين: يدور الحديث عن انسحاب الى خطوط 4 حزيران، وافق عليه رئيس وزراء إسرائيل، ايهود باراك. سافر بندر الى دمشق مع رسالة الى الأسد، الذي رد: "يعرف كلينتون ما أريد. الله يعرف أن كلينتون يعرف ما أريد". رغم وضعه الصحي الصعب، جاء الأسد الى جنيف بمرافقة وفد كبير ليلتقي في الغداة، 26 آذار 2000، كلينتون. أثقلت صراعات شخصية بين مادلين اولبرايت، وزيرة الخارجية، وبين ساندي بيرغر، مستشار الأمن القومي للرئيس، على الاجواء في الوفد الأميركي، وأشغلته حتى ساعات صباح يوم اللقاء. كما مست باستعداداتهم للقاء الذي اعتبر نقطة انعطافة تاريخية، وكانت الطريقة التي ستعرض فيها الامور على الأسد حرجة.
في الساعة 10:30 اجتمع الفريق الأميركي خارج غرفة المباحثات في الفندق، ونقلت خرائط كبرى الى الغرفة بالخفاء عن رجال الإعلام. وبعد الصور المشتركة اقترح كلينتون تقليص عدد المشاركين في اللقاء. اضافة الى الرئيسين حضره فقط وزيرا الخارجية، اولبرايت والشرع، والمترجمون. وافق الأسد على اقتراح كلينتون أن يبقى أيضا دنيس روس، مبعوثه إلى الشرق الأوسط. لم يطلب تواجد رجل سوري آخر، كما يفترض البروتوكول. ولكنه طلب أن يغادر روس الغرفة فور عرضه الافكار. لم يثق الأسد بحيادية روس.
"أريد أن أعرض اقتراح إسرائيل"، بدأ كلينتون، وبعد أن انتهت كلمات المجاملة، بخلاف عادته، اعتزم قراءتها كما أملاها عليه باراك. فرد الأسد: "حسناً، لن أعلّق الى أن تنتهي، ولكن ماذا بشأن الأرض؟".
"الإسرائيليون مستعدون، كجزء من اتفاق السلام، لانسحاب كامل الى حدود متفق عليها تقوم على أساس خط الرابع من حزيران"، أجاب كلينتون واعتزم الاستمرار.
"خط الرابع من حزيران" ليس خطاً محدداً. هو مفهوم، ومن أجل ترجمته الى خط ينبغي الاتفاق أولاً على المقاييس لتحديده. عودة السوريين الى القرى التي كانت قرب بحيرة طبريا في حزيران 1967 ستبقيهم على مسافة عن خط المياه. وعليه فقد أُضيفت حقيقة أنه بسبب انخفاض مستوى المياه في البحيرة، تراجع خط المياه، وبالتالي حتى لو عاد الأسد الى المكان الذي درج فيه على تغطيس قدميه فانه لن يتمكن من عمل ذلك. كان مفتاح النجاح في عرض الوضع على الأسد دون إثارة خيبة أمله من هذا المعطى. في البداية اعتزم باراك أن يصل بذاته الى جنيف كي يواصل اللقاء السوري- الأميركي في محادثات يتنقل فيها كلينتون بينه وبين الأسد. أطلع باراك الأميركيين على انه عند الحاجة سيكون مستعداً للقاء آخر يعرضه فقط بعد أن يتفق على النقاط الأخيرة في الاتفاق، بما في ذلك تواجد الإسرائيليين في محطات الانذار المبكر في جبل الشيخ. كما اقترح باراك حلاً كان يفترض أن يسوي الصعوبة النفسية للأسد النابعة من الفرق بين ذكرياته وبين حقيقة أن السوريين لن يعودوا، هذه المرة، الى خط المياه حقا. وفي النهاية استجاب باراك للضغط الأميركي، وبقي ينتظر في إسرائيل الدعوة من جنيف ما أن يتبين ان محادثات كلينتون الأسد ستسمح باستكمال المفاوضات.
ما ان تلفّظ كلينتون بالجملة الأولى حتى قاطعه الأسد وسأل: "ما المقصود بحدود متفق عليها؟ هل هذا هو خط الرابع من حزيران 1967؟". لقد بدت الأمور للأسد صياغة تخفي حيلة. وبناء على طلب كلينتون، بسط روس خريطة مفصلة للجولان تستند الى صورة جوية من العام 1967. خط الشاطئ فيها، خط 1967، كان شرقي خط العام 2000. وأُشير في الخارطة أيضا إلى "خط الشاطئ" – تفسير الخبير الأميركي، فريد هوف، لخط الرابع من حزيران. شرقه، على مسافة متغيرة وصلت في هذه المنطقة حتى 400 مترا، تحدد خط الرابع من حزيران الذي اقترحه باراك. "تبقى في يد إسرائيل السيادة على البحيرة وعلى القاطع..."، بدأ كلينتون يشرح وقاطعة الأسد مرة أخرى. "إسرائيل لا تريد السلام! لا مجال للاستمرار"، قال وأغلق الخريطة. طلب كلينتون مواصلة حديثه. استجاب الأسد في البداية بعدم صبر، وبعد وقت قصير اقترح الشرع وقف اللقاء واستئنافه بعد أن يعرض روس واولبرايت عليه الاقتراح.
"ما الذي يمكن عمله أكثر؟"، سأل كلينتون روس قبل أن يستأنف اللقاء. "قليل جدا"، أجاب روس. عندما استؤنف اللقاء مع الأسد، طلب تنازلا ما كي يتمكن من ان يطلب ذلك ظاهرا من باراك أيضا الذي سبق له أن تلقاه. أما الأسد فرفض.
في أيار 1999، قبل نحو عشرة أشهر من اللقاء في جنيف، تغلب باراك على نتنياهو في الانتخابات. بعد ثلاثة أيام من ذلك كتب زئيف شيف في "هآرتس": "مع دخوله مكتب رئيس الوزراء لا بد أنه (باراك) سيجد انه جرّ عملا أوليا مع السوريين، سيوفر عليه زمنا طويلا إذا ما أبدى شجاعة سياسية. ويمكن للمردود أن يكون ليس فقط انسحابا من لبنان وسلاما مع سورية، بل أيضا ابعاد إيران عن شراكة استراتيجية مع دمشق. فوت نتنياهو فرصة كهذه". وبالفعل، من صيف 1997 وحتى ايلول 1998، أدار نتنياهو مفاوضات سرية مع الأسد وترك في يد الرئيس السوري مسودة اتفاق للسلام، بموجبها تنسحب إسرائيل من ارض سورية احتلت في العام 1967 الى حدود متفق عليها تقوم على أساس خط الرابع من حزيران 1967". بل إن نتنياهو طلب القدوم الى دمشق كي يلتقي الرئيس الأسد، ويعرض عليه خريطة الانسحاب. أما الأسد فطلب الحصول على الخريطة مسبقا كشرط لدعوة نتنياهو الى دمشق، وهنا توقفت المفاوضات. "انظر في عينيّ"، دعا اسحق مردخاي نتنياهو، حين طرح الموضوع السوري في المواجهة التلفزيونية بينهما في انتخابات 1999، اما نتنياهو فقد فقدَ التركيز، وأظهرت لغة جسده ما أخفاه. حتى الأميركيون لم يطلعوا على خطوات نتنياهو في القناة السورية إلا بعد أن أخلى مكانه لباراك.
لقد أنهى لقاء كلينتون – الأسد في جنيف ثماني سنوات أدار فيها أربعة رؤساء وزراء مفاوضات مع الرئيس السوري. كل واحد من الأربعة – رابين، بيريس، نتنياهو، وباراك – رأى في اتفاق السلام بين إسرائيل وسورية مصلحة إسرائيلية، وسعى إليه حتى بثمن إعادة الجولان الى السيادة السورية. وأيد قادة جهاز الأمن موقفهم. وحتى بعد وفاة الأسد الاب، في تموز 2000، واصل أولمرت، وبعده نتنياهو، مفاوضات سرية مع ابنه. الخطوة التي قادها نتنياهو مرة أخرى لم تنقطع تماماً الا في آذار 2011، مع نشوب الحرب الاهلية في سورية. "لن يصدق الناس كم بعيدا تقدمنا"، قال لي هوف بعد أن انكشفت قناة المحادثات. هوف وروس كانا الوسيطين الأميركيين اللذين تحركا بين بلفور وقصر الرئاسة في دمشق.
يكثر اليوم الحديث عن المخاطر على إسرائيل بسبب تواجد قوات إيرانية وسلاح إيراني في سورية والتنسيق في محور إيران – "حزب الله"، وسيطرة القوات الشيعية على المجال بين القنيطرة وجبل الدروز، والخطر من ترك أميركا الساحة السورية للاعبين معادين لإسرائيل. حاول رابين أن يمنع هذا الخطر، وكذلك بيريس، نتنياهو، باراك، أولمرت، ومرة اخرى نتنياهو. فهل أخطأ ستة رؤساء وزراء؟ هل أخطأ أيضا معظم رجال الأمن الذين أيدوا المسعى؟
 
بين التنسيق والهوة
في بداية العام 1993 اجتمعت مصالح سورية، إسرائيل، والولايات المتحدة لتحقيق اتفاق سلام. كما أن زعماء الدول الثلاث بدوا ناضجين للمفاوضات، ولكن وجود هذه الظروف الضرورية لم يكن كافياً. فقد كان ينبغي في الطريق الى السلام التغلب على عائقين: الأول تكتيكي – سياسي والثاني نفسي. بينما نظر الأسد إلى المسيرة من زاوية نظر القناة الإسرائيلية – السورية أساسا تعاطى مقررو السياسة في إسرائيل ايضا مع قنوات مفاوضات اخرى، وعملوا ايضا في القناة الأردنية، وأساسا الإسرائيلية – الفلسطينية.
العائق الثاني كان نفسيا. منذ فترة مبكرة نشأ بين إسرائيل وسورية تفاهم بأن إطار الاتفاق سيكون مشابها لمعاهدة السلام بين إسرائيل ومصر: اعادة السيادة على الجولان الى سورية مقابل الأمن لإسرائيل. وهذا سيكون من خلال تجريد الارض، التي تنسحب منها إسرائيل، من السلاح وضمانات أميركية لتنفيذ الاتفاق وحماية مصادر الماء لإسرائيل. عمليا كان الحديث يدور عن تثبيت مبادئ قرار حكومة الوحدة – الذي اتخذ في 19 حزيران 1967، فور الحرب، والذي طبق في اتفاق السلام الإسرائيلي – المصري وعادت حكومة إسرائيل وصادقت في تشرين الثاني 1993 على ذلك. ولكن عندما جاءت الأطراف لتبلور التفاهمات للاتفاق، اصطدمت بالعائق العاطفي، الذي نبع من عدم المعرفة الكافية للتفاصيل الدقيقة بشأن الجولان، وعلاقات إسرائيل وسورية في الماضي والفجوة القائمة بين ذاكرة كل طرف حول تفاصيل النزاع. ولهذا لم تختفِ الصورة المهددة لاي من الطرفين في نظر الآخر. طالما لم يتم التوصل الى اتفاق سلام امتنع زعماء إسرائيل من تهيئة الرأي العام، بينما لم ترغب سورية في أن تفلت من أيديها الورقة الاساس التي تملكها – دعم عمليات "الارهاب" ضد إسرائيل – وهكذا زادت فقط عداء الإسرائيليين لها. إن التمسك بالرواية وعدم الاعتراف بالحقائق كان يسود أيضا لدى الكثير من مصممي الرأي العام والقيادة العليا في إسرائيل، وفي الولايات المتحدة، وأساسا في سورية. يمكن أن نجد مثالا على ذلك في لقاء وورن كريستوفر في دمشق. فقد جاء وزير الخارجية الى دمشق باحساس من اختراق في الطريق. إذ كان في يده تعهد من رابين للانسحاب من الجولان في اتفاق ينص على مطالب إسرائيل، ولكنه فوجئ من سؤال الأسد: انسحاب كامل إلى أي خط؟ وهو ليس فقط لم يكن لديه جواب بل إنه هو وروس، الذي كان معه، لم يفهما على الاطلاق معنى السؤال. بعد بضعة أشهر فقط عرفا أن الانسحاب الكامل من الجولان يمكنه ان يتم الى عدة خطوط، حتى لو كانت المسافة المادية بينها صغيرة فان هوة عاطفية تفصل بينها. الهوة العاطفية ذاتها التي تحطم فيها لقاء كلينتون – الأسد في آذار 2000 في جنيف.
 
===========================
الصحافة الفرنسية :
إزفستيا: معركة مهمة لإدلب: أنقرة تنتقل إلى الهجوم على الإسلاميين
https://www.raialyoum.com/index.php/إزفستيا-معركة-مهمة-لإدلب-أنقرة-تنتقل-إ/
كتب أنطون لافروف ورومان كريتسول، في ” إزفستيا “، عن اضطرار أنقرة إلى الدخول في معارك مع الإرهابيين عند محاولتها تأمين الطريق السريع М4.
وجاء في المقال: باشرت  تركيا حملة تطهير شديدة في محافظة إدلب السورية. فقد تحولت محاولة القوات التركية إبعاد المتطرفين عن الطريق السريع M4 إلى معارك مع هيئة تحرير الشام. وتكبد كلا الجانبين خسائر بشرية بالإضافة إلى الخسائر بين المدنيين. فعزم أنقرة على تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها في موسكو لحل النزاع جعل الإسلاميين المتطرفين يقفون ضد القوات التركية.
وفي الصدد قال الخبير العسكري فلاديسلاف شوريغين: “لم يكن هناك بد من اشتباك الجيش التركي والدرك مع الإسلاميين. فلم يُبد المتطرفون أي رغبة في الاستسلام وفتح الطريق M4 طواعية. والوقت المخصص لأنقرة لإبعاد المسلحين عن الطريق السريع آخذ في النفاد. ومع ذلك، فحتى الآن، تحاول تركيا حل المشكلة باستخدام الحد الأدنى من القوة”.
القوات التركية التي تم حشدها في محافظة إدلب كافية للقيام بعملية أكثر جدية. فلدى أنقرة هناك أكثر من 10 آلاف جندي وأكثر من مائة وحدة من الدبابات والمدفعية الثقيلة. فلا يستبعد شوريغين أن تتطور المعارك الحالية إلى مواجهة أوسع نطاقا مع هيئة تحرير الشام.
وفي الوقت نفسه، ظهرت صور في الشبكات الاجتماعية لمنشورات بدأ الجيش التركي في إلقائها على إدلب. تطلب فيها أنقرة من السكان المحليين عدم مساعدة الجماعة الإرهابية ودعم الجيش التركي في عمليته لفتح الطريقين M4 و M5.
ومن جهته، قال الأستاذ في أكاديمية العلوم العسكرية فاديم كوزيولين، إن موقف سكان إدلب لا يمكن إسقاطه من الحسابات. وأضاف:
“يجب أن نتذكر أنه تم إجلاء عدة آلاف من أكثر المقاتلين عنادا وعائلاتهم من المناطق السورية التي تصالحت مع بشار الأسد إلى محافظة إدلب. لذلك، فلن يكون من السهل على تركيا تحقيق الولاء الكامل والدعم هنا. فلا مفر من وقوع صدامات جديدة”.
===========================