الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 27/8/2017

سوريا في الصحافة العالمية 27/8/2017

28.08.2017
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية : http://www.alghad.com/articles/1798922-ما-الذي-فهمه-الغرب-خطأ-في-سورية؟ http://www.all4syria.info/Archive/437405 http://www.all4syria.info/Archive/437402
الصحافة الروسية والتركية : http://idraksy.net/the-iranian-threat-in-syria/ http://www.turkpress.co/node/38615
الصحافة العبرية : https://www.elbalad.news/2909265 http://www.alarab.qa/story/1246729/روسيا-لا-تستطيع-لجم-إيران-في-سوريا#section_75
 
الصحافة الامريكية :
نيكولاس فان دام* – (فورين بوليسي) 22/8/2017 :ما الذي فهمه الغرب خطأ في سورية؟
http://www.alghad.com/articles/1798922-ما-الذي-فهمه-الغرب-خطأ-في-سورية؟
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
نيكولاس فان دام* – (فورين بوليسي) 22/8/2017
إذا كان الساسة الغربيون يتساءلون عن السبب في أنهم حققوا القليل جداً من أهدافهم في الحرب الأهلية السورية، فإنهم يجب أن يبدأوا بمراجعة قراراتهم الخاصة. وقد هيمنت على النهج الغربي تجاه الانتفاضة السورية من البداية الأولى جرعة زائدة من التفكير المتمني. ويبدو أن الساسة أقاموا مواقفهم يوماً بيوم على ردود الفعل السياسية المحلية اليومية، بدلاً من التركيز على رؤية بعيدة الأمد وبراغماتية موجهة نحو تحقيق النتائج، والتي كانت مطلوبة للعمل في اتجاه المساعدة الحقيقية على حل الصراع.
ركز معظم الساسة الغربيين في وقت مبكر على فكرة أن الصراع لا يمكن حله إلا إذا تم إسقاط الرئيس بشار الأسد عن سُدة السلطة. وظن الكثيرون حقاً أن النظام سيسقط في غضون فترة زمنية قصيرة نسبياً. وتوقع العديد من السفراء في دمشق أن يكون الأسد قد انتهى بحلول صيف العام 2012. وتم التقليل من شأن قوة النظام تماماً، في ما عاد في جزء منه إلى الجهل وعدم معرفة النظام السوري، فضلاً عن الاتكاء على تفاؤل كان في غير محله.
أما الأكاديميون والصحفيون وصناع القرار الذين توقعوا أن هناك فرصة واقعية لبقاء نظام الأسد على قيد الحياة لفترة أطول، أو استنطقوا الشرعية الأخلاقية للمعارضة التي زُعم أنها "سلمية"، فقد تعرضوا لخطر اتهامهم بأنهم مؤيدون للأسد -أو حتى اتهامهم بأنهم مناهضون للديمقراطية. وفي كثير من الأحيان سادت الحجج الأيديولوجية على الحجج الواقعية. وحتى الأمم المتحدة ومبعوثوها الخاصون لسورية، كانوا يُتهمون من وقت لآخر بأنهم منحازون إلى الأسد بعد اتخاذ أدنى خطوة يمكن تفسيرها على أنها لا تعارض مصالحه.
كانت لدى الساسة الغربيين عموماً أفكارٌ واضحة حول ما لا يريدونه، وإنما لم تكن لديهم أي أفكار واقعية أو واضحة حول ما يريدونه في مكان الأسد. وقد أرادوا نوعاً من الديمقراطية في سورية، ولكن لم يكن من المتوقع أن تؤدي الإطاحة العنيفة بالأسد إلى جلب مثل هذه الديمقراطية السلمية المنشودة.
لم يواكب السياسيون دائماً الحقائق على الأرض، واستمروا في استخدام الشعارات "الصحيحة سياسياً" على الرغم من أن حالة البلد لم تعد تبررها تماماً. وتم الاستمرار في وصف المعارضة السورية بأنها سلمية وديمقراطية، حتى بعد وقت طويل من قيام قوى أكثر تطرفاً، بما في ذلك الإسلاميون والجهاديون، باختطاف برنامجها، وبعد أن أصبحت الحرب السورية جارية بالفعل. وفي وقت لاحق، أصبح مفهوم المعارضة السلمية أسطورة أكثر من كونه الواقع الذي كان عليه في البداية. لكن خطاب السياسيين الغربيين لم يتغير.
كما أن الدعم العسكري الغربي للمعارضة السورية لم يتطابق أبداً مع خطابها، مما أدى إلى تضخيم توقعات المعارضة بشكل خطير. ولم تُعطَ المعارضة أبداً دعماً عسكرياً كافياً لتركيع النظام على ركبتيه، حتى عندما كان ذلك ضرورياً من أجل تحقيق الحل السياسي الذي ادعى الغرب أنه يريد تحقيقه. ومع هذا المزيج، كان محكوماً على الثورة السورية بالفشل -بالتأكيد طالما تلقى النظام دعماً عسكرياً من حلفائه، روسيا وإيران وحزب الله.
بمرور الوقت، تبين أن الهدف المعلن للدول الغربية المتمثل في تسليح المعارضة كان محدوداً إلى حد ما عندما يتعلق الأمر بالواقع. وعندما تم رفع الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على توريد الأسلحة إلى سورية بإصرار من المملكة المتحدة وفرنسا في العام 2013، لم يكن هناك -على عكس التوقعات- أي تغيير يُعتد به عندما يتعلق الأمر بتسليم الأسلحة للمعارضة.
أوضحت الأحداث أنها لم تكن هناك إرادة سياسية لتسليح أي جزء من المعارضة إلى حد يمنحها فرصة حقيقية لكسب المعارك ضد النظام، حتى عندما يتعلق الأمر بالجانب العلماني في أغلبيته منها. وثارت تساؤلات حول أي من جماعات المعارضة الكثيرة هي التي ينبغي أن تكون مسلحة، ولأي هدف، بينما أرادت الدول الغربية بوضوح تجنب احتمال تأسيس دكتاتورية إسلامية متطرفة.
ولكن، هل كان هناك أي ضمان بأن الأسلحة المقدمة للآخرين لن تنتهي في أيدي الإسلاميين والجهاديين؟ وهل كانت الأسلحة تهدف حقاً إلى المساعدة في إسقاط نظام الأسد؟ أم أن تقديم الأسلحة كان يهدف أساساً إلى مساعدة المعارضة في الدفاع عن نفسها؟ أم أنه كان أساساً من أجل محاربة تنظيمي الدولة الإسلامية، وجبهة النصرة، وغيرهما من المنظمات الجهادية؟ هل كان ذلك بادرة إنسانية؟ لم تكن هناك استراتيجية واضحة تمكن رؤيتها للولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي، سوى أن هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية أصبحت الأولوية.
وفي الأثناء، أصبحت الجماعات الإسلامية الأكثر تطرفاً أقوى من الجيش السوري الحر المعتدل نسبياً. وركزت الدول العربية المنخرطة في الصراع دعمها أيضاً على المنظمات الإسلامية المسلحة، مثل "أحرار الشام" و"جيش الإسلام".
كان ما يريد الغرب أن يراه بوضوح في سورية، هو نظام معتدل وديمقراطي وعلماني وتعددي يخلف نظام الأسد، ولكن مثل هذه الإمكانية لم تكن احتمالاً واقعياً، وبالتأكيد ليس في المستقبل المنظور. أما الجماعات المسلحة العلمانية التابعة للجيش السوري الحر، فقد أصبحت أكثر تطرفاً بالتدريج نتيجة للحرب الدموية طويلة الأمد. وأصبح التيار الإسلامي في سورية أقوى خلال الحرب السورية، بينما أصبحت العلمانية في المقابل أقل شعبية.
مع ذلك، تجاهل الساسة الغربيون هذا التطور إلى حد كبير، وواصلوا تقديم الدعم الشفوي لما اعتبروه المعارضة العلمانية في غالبيتها. ولكن، طالما أنهم لم يزودوها بالوسائل اللازمة لكسب اليد العليا في المعركة، لم يكن لدعمهم المعنوي أي قيمة حاسمة في ساحة المعركة. وفي حين أنهم قد يكونون قد طهروا "ضميرهم السياسي" من خلال التعبير عن دعمهم للمعارضة، فقد كانوا يساهمون عن غير قصد في إطالة أمد الحرب ومساعدة الأسد على التحرك نحو النصر، خاصة بعد أن بدأت روسيا التدخل عسكرياً نيابة عن النظام في أيلول (سبتمبر) 2015.
دعا القادة الغربيون في مناسبات مختلفة إلى اتخاذ تدابير ضد النظام السوري، والتي كان ينبغي أن يعرفوا مسبقاً أنهم لن يقوموا بتطبيقها. ولكن عدم فعل شيء أو عدم الرد على الإطلاق لم يكونا، على المستوى السياسي، خياراً مقبولاً للحكومات الديمقراطية. ومع ذلك، يمكن القول من الناحية المنطقية، أنه كان من الحكمة في بعض الحالات أن لا تفعل هذه الحكومات شيئاً بدلاً من أن تفعل الشيء الخطأ الذي قد يجلب عواقب كارثية.
كان يُتوقع من السياسيين أن "يفعلوا شيئاً". وأصبحت العبارات من قبيل "ألا ينبغي أن نتدخل هناك"؟ و"كيف يمكنك أن تجلس فقط وتشاهد كيف يتعرض الناس في سورية للقمع والذبح"؟ شائعة جداً، وإنما لم يتم فعل الكثير في الممارسة العملية للمساعدة بشكل كبير على تغيير وضع السكان السوريين على الأرض.
كان السؤال الرئيسي الذي دار طوال المناقشات حول الأزمة السورية هو: هل يجب تحقيق العدالة؟ وكان الجواب: نعم، بالطبع، ولكن بأي ثمن؟ وكان من السهل القول، على سبيل المثال، أنه ينبغي محاكمة الأسد على ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. ولكن هذا لم يساعد على إيجاد حل. وكانت الفكرة القائلة إن الأسد يمكن أن يكون قادراً أبداً على مغادرة سورية حياً لمواجهة مثل هذه القضية في المحكمة غير واقعية إلى حد بعيد؛ حتى أن بعض الناس تخيلوا أن الرئيس الأسد سيبدأ في التصرف والتفكير بشكل مختلف عندما يصبح أكثر وعياً بإمكانية محاكمته في المحكمة الجنائية الدولية. لكن كل ذلك كان في باب التمني على ما يبدو.
كانت الدعوة إلى تحقيق العدالة جيدة في حد ذاتها، وكذلك توثيق جميع جرائم الحرب التي تم ارتكابها. كان ذلك شيئاً لا بد من القيام به بطبيعة الحال، ولكن ليس أمام وفوق بذل الجهود الرامية إلى العمل بشكل استباقي نحو إيجاد حل ومنع المزيد من إراقة الدماء التي ستستمر من دون شك إذا لم يتم تيسير أمر عقد مفاوضات جادة بين مختلف الفصائل المتصارعة في سورية.
كان يجب أن تكون الدعوة إلى تحقيق العدالة جزءاً من جهود أوسع نطاقاً لإحلال السلام، بدلاً من التركيز فقط على من المذنبين في الجرائم المرتكبة ضد الشعب السوري في الماضي القريب. وكان يجب إيجاد حل سياسي قبل أن يمكن تحقيق العدالة. ولم يكن من الممكن حدوث العكس.
في واقع الأمر، خلق الغرب توقعات كاذبة وأعطى المعارضة الأمل في تلقي مزيد من الدعم الغربي الذي لم يقدم إليها في نهاية المطاف.
من خلال وسمها حكم الرئيس الأسد بأنه غير شرعي، ربما كانت الدول الغربية عادلة من الناحية الأخلاقية، لكنها أوقفت بذلك قبل الأوان أي فرصة ربما كانت لديها لتضطلع بدور بناء في إيجاد حل سياسي للأزمة. وكان السؤال: ما الذي ينبغي أن تكون له الأولوية -أن يكون المرء صائباً أخلاقياً أم أن يساعد على إيجاد حل؟
ولكن، يبدو أن العوامل السياسية المحلية اعتُبِرت أكثر أهمية. وقيل إن روبرت فورد، السفير الأميركي لدى سورية في ذلك الحين، عارض الدعوة إلى رحيل الأسد، محتجاً بأن الولايات المتحدة لن تكون قادرة على تحقيق ذلك، لكن مشورته أهمِلت. وبحسب كريستوفر فيليبس، فإنه "كان يُنظر إلى التكلفة المحلية لعدم طلب مغادرة الأسد على أنها مرتفعة جداً" في الولايات المتحدة.
بدت زيارة التضامن التي قام بها فورد ونظيره الفرنسي إريك شوفالييه إلى المعارضة في حماة في تموز (يوليو) 2011 متعاطفة من وجهة نظر غربية، ولكنها أدت في واقع الأمر إلى نهاية إمكانية قيام الولايات المتحدة وفرنسا أو أي دول أخرى بلعب دور الوسيط في النزاع. وقد أثارت زياراتهما آمالاً كاذبة فقط في أوساط المعارضة بأن الدعم الغربي الأساسي كان قادماً على الطريق -وفي النهاية، لم يكن ذلك الدعم قادماً كما أوحت الزيارة.
في بعض النواحي، بدا الوضع مشابهاً لما حدث في جنوب العراق في العام 1991، عندما شجعت الولايات المتحدة وغيرها المجتمع الشيعي على الثورة ضد حكم الرئيس صدام حسين، لكنهم لم يفعلوا أي شيء لمساعدتهم عندما تعرضت انتفاضتهم للقمع الدموي.
وكما قال ديفيد ليش، فقد "لقيت أعمال فورد إشادة عالمية في الولايات المتحدة وأماكن أخرى في الغرب باعتبارها عملاً شجاعاً استرعى الانتباه إلى محنة المحتجين، وبأنه ساعد بذلك في منع حدوث ما كان يتنبأ به البعض: ارتكاب مجزرة أخرى مثل تلك التي وقعت في حماة في العام 1982". لكن الأكثر احتمالاً هو أن أعماله وفروسيته حققت العكس تماماً.
عندما استعاد النظام السوري بعد أكثر من خمس سنوات الجزء الشرقي من مدينة حلب في كانون الأول (ديسمبر) 2016 -الذي كان تحت سيطرة قوات المعارضة العسكرية لأكثر من أربع سنوات (وتحول إلى أنقاض نتيجة لذلك)– لم يستطع الجزء الأكبر من المجتمع الدولي، بما في ذلك دول الخليج العربي والدول العربية التي دعمت معظم قوات المعارضة العسكرية، أن تفعل أكثر من مجرد الوقوف على الهوامش، وإصدار أشد الإدانات والتعبير عن الغضب الأخلاقي بشأن سفك الدماء والفظائع التي قالت التقارير أنها حدثت هناك. وكان هؤلاء عاجزون عن التدخل سياسياً أو عسكرياً لأنهم استبعدوا مُسبقاً أي تدخل عسكري في سورية قبل عدة سنوات، ولم يعد لهم أي تأثير حقيقي على النظام السوري (الذي قطعوا العلاقات معه قبل سنوات) ولا على حليفتيه، روسيا وإيران، من أجل تغيير سياساتهما المتعلقة بسورية. وعلاوة على ذلك، يبدو أن هذه الجهات لم تكن قد زودت الجماعات المعارضة بما يكفي من الدعم العسكري لكي تتمكن من كسب المعركة من أجل حلب.
في العام 2012، كانت الشخصيات البارزة في المجلس الوطني السوري ما تزال تتحدث عن تفضيلها للتدخل العسكري، كما لو أن ذلك يشكل إمكانية واقعية. وكان زعماء المنطقة يؤكدون للمعارضة أن التدخل "قادم بالتأكيد" لكنهم رفضوا قبول احتمال أن تختار الولايات المتحدة في النهاية عدم التدخل العسكرى بعد عقود من عرض العضلات.
استغرق الأمر وقتاً طويلاً قبل أن تبدأ المعارضة بأن تدرك بما فيه الكفاية أنها أصبحت ضحية للتوقعات الكاذبة التي خلقها ما يسمى أنصارها الحميمون في الغرب، الذين لم يكونوا يريدون أن يواجهوها علناً، ويواجهوا أنفسهم، بحقائق الوضع على الأرض في سورية.
*هذه المقالة متقطفة من كتاب نيكولاوس فان دام الجديد، "تدمير أمة: الحرب الأهلية في سورية".
*مستشرق وباحث ومؤلف هولندي يكتب في شؤون الشرق الأوسط. كان سفير هولندا إلى كل من العراق، ومصر وألمانيا وأندونيسيا.
========================
معهد واشنطن: الملف السوري بين روسيا وتركيا.. مسيرة من الافتراق والالتقاء
http://www.all4syria.info/Archive/437405
  كلنا شركاء: مثنى العبيدي- منتدى فكرة- معهد واشنطن
في خضم البحث عن حل للازمة السورية، شكل الصراع السوري عامل تأثير مهم في العلاقات بين روسيا وتركيا، إذ كان سبباً في توتر هذهِ العلاقات من جهة، ودافعاً للتقارب فيها من جهة أخرى، وذلك بحسب طبيعة المصالح المتضاربة لكلا الدولتين. بيد أن التحول المهم الذي دفع لطرح ملفات التوافق في الملف السوري على مسار المحادثات والتفاهمات بين روسيا وتركيا جاء بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا والموقف الروسي منه الذي ظهرت فيه روسيا بموقف إيجابي من النظام التركي القائم وعلى أثره استأنف الطرفان علاقاتهما ودخلت هذه العلاقات مرحلة التحسن من جديد.
       وإذا أردنا التركيز على تطورات الملف السوري في مسيرة العلاقات الروسية – التركية يقتضي الأمر معرفة أهمية الملف السوري بالنسبة لهاتين الدولتين ومعرفة اهم قضايا الاختلاف والاتفاق بينهما.
     تأتي أهمية الحرب في سوريا بالنسبة لروسيا من أهمية المصالح الروسية في سوريا المتمثلة بالمصالح السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية والثقافية. وبخلاف إيران التي لها مصالحها الخاصة في المنطقة، تعتبر سوريا موطئ القدم الوحيد لروسيا في منطقة الشرق الأوسط وهو ما قد يمكنها من التأثير على التطورات في العالم العربي والبحر الأبيض المتوسط، ويرجع ذلك جزئيا إلى قواعدها العسكرية في سوريا. وتعتبر سوريا البلد العربي الرئيسي من حيث التعاون التجاري والاقتصادي مع روسيا ومستورد رئيسي للأسلحة الروسية. يمكن لروسيا الاستفادة من نفوذها في سوريا كورقة مساومة في الشؤون الدولية، مثل الحصول على قبول سلبي للأزمة الأوكرانية أو تخفيف العقوبات الاقتصادية الدولية على روسيا.
    أما بالنسبة لتركيا فينبع اهتمامها بالملف السوري انطلاقاً من كون سوريا دولة جارة لها وبينهما حدود طويلة، وان اختلال الاستقرار في سوريا لا بد أن تنعكس تداعياته الخطيرة على الداخل التركي وهو ما حصل بالفعل بعد تنامي خطر الجماعات الإرهابية كتنظيم “داعش” وبروز الحركات الكردية السورية المسلحة وسيطرتها على مناطق شاسعة في سوريا. كما أن تركيا هي أكثر الدول التي استقبلت اللاجئين من سوريا وما لذلك من تأثيرات اقتصادية وأمنية عليها، وأن سوريا تمثل ممراً اقتصادياً مهماً لتركيا إلى المنطقة العربية، فضلاً عن أن تركيا لديها سياسة إقليمية تهدف من خلالها إلى بسط نفوذها وتأثيرها في دول المنطقة وذلك بالتركيز على الأدوات السياسية والاقتصادية والثقافية والقيمية.
    تضمن الملف السوري العديد من القضايا التي شكلت محل اختلاف بين تركيا وروسيا كان بعضها عامل توتر في العلاقات الثنائية بين الدولتين إلى حد وقت قريب ولا زالت محل اختلاف بينهما بالرغم من تحسن هذهِ العلاقات في الوقت الراهن. وتشمل نقاط الخلاف الرئيسية القيادة السورية، والمعارضة، والمجموعات الكردية، والدور الأمريكي في الصراع.
قدمت روسيا الدعم المطلق سياسياً وعسكرياً واقتصادياً لنظام الأسد في سوريا. وفى المقابل، كان الموقف التركي ينادى بضرورة إسقاط نظام الأسد وإقامة نظام ديمقراطي ودعم القوى والحركات السورية المعارضة بجناحيها السياسي والعسكري. ترى روسيا أن كافة الجماعات السورية المسلحة المعارضة لنظام الأسد هي جماعات إرهابية واستمرت بهذهِ الرؤية إلى وقت ليس ببعيد وطبقتها باستهدافها عسكرياً لمختلف الجماعات السورية المسلحة. ولكن في الوقت الراهن وباستثناء “داعش” وجبهة “فتح الشام”، اعترفت روسيا بالفصائل المسلحة وتفاوضت معها، بما في ذلك وحدات حماية الشعب. وفي الوقت نفسه، تعتبر تركيا تنظيم الدولة الإسلامية، وجبهة فتح الشام، ووحدات حماية الشعب، والميليشيات التي تقاتل مع الأسد منظمات إرهابية.
دعمت روسيا حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا الذي افتتح مكتباً سياسياً له في شهر فبراير 2016 في موسكو وقدمت الدعم العسكري لهم مستخدمة الأمر كورقة ضغط أمام تركيا في مرحلة توتر العلاقات معها وورقة تفاوض عند استئناف العلاقات الثنائية، بينما ترى تركيا في ذلك خطراً امنياً لا يمكن تركه وان حصول الأكراد في سوريا على كيان مستقل يعني مطالبة الأكراد في تركيا بالفيدرالية أو الاستقلال.
استنكرت روسيا الهجوم الصاروخي الأمريكي في أبريل الماضي ورأت فيه خرقاً للقانون الدولي وانتهاكاً لسيادة سوريا كان العكس منه في الموقف التركي المؤيد لها الذي رأى فيها رد فعل إيجابي على جرائم نظام الأسد، هذا الأمر يشكل آخر ما استجد من اختلاف حول الملف السوري بين روسيا وتركيا وقد يكون سبباً في توسيع شق الاختلاف بينها نظرا لأنه سيحد من مساحة التحرك الروسي فيها.
   لم يمنع وجود قضايا مختلف عليها في الملف السوري من أن يتم التقاء روسيا وتركيا حول نقاط ضمن هذا الملف، وهذا الالتقاء مدفوعاً بإدراك روسيا بأهمية دور تركيا في إيجاد حل للازمة السورية يحقق مصالحها. كما تسعى روسيا إلى كسب تركيا إلى جانبها في الشرق الأوسط لإدراكها أهمية التأثير التركي على الجماعات والفصائل المسلحة الفاعلة في الساحة السورية، وبالمقابل جاء التوجه التركي موافقاً في تسوية الخلافات مع روسيا. وتتضمن نقاط الالتقاء بين روسيا وتركيا ملف مكافحة الإرهاب، الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، ووضع نهاية للحرب في سوريا.
بدأ التنسيق الروسي التركي ضد تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة فتح الشام – وذلك على الرغم من اهتمام روسيا الباهت بذلك – بدأ بضربات جوية تستهدف مواقع الدولة الإسلامية في سوريا، في حين دعمت تركيا الجيش السوري في عملية درع الفرات ضد الدولة الإسلامية، ووحدات حماية الشعب.
كما تتفق كلا روسيا وتركيا على وحدة الأراضي السورية وعدم تقسيمها وضمان عدم نشوء كيان مستقل للأكراد في سوريا، كما اتفقتا الدولتين على دعم الجماعات الكردية المسلحة في سوريا دعما محدودا، وفعلاً بدأت روسيا بالتقليل من الاهتمام بها بعد استئناف العلاقات مع تركيا وتحسنها.
تسعى كلا من روسيا وتركيا إلى البحث عن مسارات في الحرب تتناسب مع مصالحهم الخاصة. ومن ناحية أخرى، أصبحت روسيا الطرف الأكثر تأثيراً في الساحة السورية وتبتغي ضمان مصالحها العسكرية وتواجدها في المنطقة واستمرار فعاليتها في الملف السوري واستثماره في قضايا المنطقة، بيمنا ترى تركيا أن حل الأزمة يتطلب إقامة نظام ديمقراطي في سوريا يكون لحلفائها دور مؤثر فيه وعدم قيام فيدرالية في سوريا للأكراد من الممكن أن ينعكس على الوضع الداخلي التركي وعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم والقضاء على الإرهاب.
     خلاصة القول أن دوافع الالتقاء بين روسيا وتركيا غير كافية لتحصين تحسن العلاقات الروسية – التركية، خاصة وأن دور الولايات المتحدة الجديد في ظل إدارة ترامب لم يتحدد بعد. كما أن القضايا التي تتفق عليها الدولتان في الملف السوري لم تكن وحدها سبب تحسن هذه العلاقات وإنما كان للحاجة الاقتصادية المتبادلة والاعتبارات السياسية بينها تأثيراً كبيراً في إعادة العلاقات بينها. ويبقى الملف السوري متغيراً مؤثراً في العلاقات بين تركيا وروسيا.
========================
ديلي بيست: بشار الأسد يواصل بناء ترسانة سلاحه الكيماوي
http://www.all4syria.info/Archive/437402
كلنا شركاء: ديلي بيست- ترجمة منال حميد- الخليج اونلاين
كشف موقع صحيفة “ديلي بيست” الأمريكية، السبت، عن أعمال يجريها نظام بشار الأسد في سوريا؛ في إطار بناء وتعزيز ترسانة سلاحه الكيماوي المحرّم استخدامه دولياً.
ما كشفته الصحيفة يؤكد ضرب نظام الأسد بالتحذيرات الأمريكية عرض الحائط، غير آبهٍ بالهجوم الذي استهدف مطار الشعيرات السوري، في أبريل الماضي، على خلفية استخدام النظام أسلحة كيماوية في بلدة خان شيخون.
وأشارت الصحيفة، في عددها الصادر السبت، إلى تقرير جديد للأمم المتحدة يكشف تفصايل شحنات كيماوية من كوريا الشمالية إلى سوريا، الأمر الذي أثار تساؤلات كبيرة حول الجهة التي تموّل مثل هذه الصفقات، خاصة أن موارد حكومة الأسد المالية قليلة جداً.
تقرير الأمم المتحدة أثار مرة أخرى الشكوك حول العلاقة بين الرئيس السوري ونظيره الكوري الشمالي، وبحسب الصحيفة فإنه من المقرر أن تتقدّم لجنة أممية مكلّفة بمراقبة فرض العقوبات على كوريا الشمالية بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي في هذا الشأن.
الصحيفة عقّبت بالقول إن الرئيس الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، يُعرف بممارساته في مسألة بيع الأسلحة بطريقة غير مشروعة، متجاوزاً العقوبات الدولية المفروضة على بلاده، في ظل توتّر الأجواء مع الولايات المتحدة الأمريكية، واستمرار الأولى بتجارب الصورايخ الباليستية.
وذكرت أيضاً أنه “تم الكشف في السابق عن صفقات مماثلة وصلت إلى دمشق، واتضح لاحقاً أن أحد المقرّبين من الأسد موّل الصفقة، كما سبق لإيران (الداعم القوي للأسد) أن تعاونت مع كوريا الشمالية لتطوير أسلحة نووية وقذائف خاصة بحمل الرؤوس النووية”.
وفي هذا الصدد تقول الصحيفة: إن “إيران أحد أهم داعمي نظام الأسد، ومصدر قوته بالبقاء في السلطة، وتدخل طهران في الأحداث السياسية التي تشهدها سوريا، إلى جانب أن وجودها العسكري (فيالق الحرس الثوري الإيراني والمليشيات التابعة لها) أدى دوراً كبيراً في دعم الأسد”.
إيران، بحسب “ديلي بيست”، أثارت الكثير من ردود الأفعال الغاضبة على تحركاتها في المنطقة، خاصة من طرف الدول العربية، التي رأت كيف أن مليشيات مموّلة إيرانياً أحكمت سيطرتها على أجزاء كبيرة من العراق، وسوريا، ولبنان، واليمن وحتى أفغانستان، كما أن الأمر أثار قلق إسرائيل وأمريكا.
وتتساءل الصحيفة: “هل إيران هي من موّلت هذه الصفقة؟”، فيجيب مارك دوبويتز، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وأحد أبرز النقاد الأمريكيين للنظام الإيران، إنه “من المعقول جداً أن تكون طهران هي من موّلت ودفعت ثمن الأسحلة”.
لكن أنتوني روجيرو، المتخصّص بالشؤون الكورية الشمالية، يرى أن إثبات وصول أسلحة كيماوية من بيونغ يانع إلى دمشق أمر معقّد جداً، إذ إن النظام السوري ليس لديه ما يقدمه لنظيره الكوري، خاصة أن المعاملات المالية بين البلدين تمرّ من خلال شبكة معقّدة.
في هذا الصدد، وتحديداً سنة 2007، دمّرت إسرائيل منشأة نووية في منطقة دير الزور شرق سوريا، وعليه صدر تقرير للمخابرات الأمريكية والطاقة الذرية آنذاك؛ قال إن كوريا الشمالية تشارك في إعادة بنائه، كما أشار تقرير للاستخبارات الإسرائيلية إلى أن طهران دفعت مليار دولار لبيونع يانغ؛ لتمويل المشروع النووي في دمشق.
وقتها رد وزير الدفاع الإسرئيلي، أفيغدور ليبرمان، في تصريح منشور على موقع عبري، بالقول إن رئيس كوريا الشمالية هو أقرب حليف للأسد، وإن “إيران وسوريا وكوريا الشمالية وحزب الله تمثل محور الشر”.
========================
 
الصحافة الروسية والتركية :
المركز الوطني لدراسات الأمن القومي: صيحات التهديد الإيراني في سوريا
http://idraksy.net/the-iranian-threat-in-syria/
ستكون مسألة مستقبل سوريا، ولا سيما موضوع النفوذ والوجود الإيرانيين، محور لقاء رئيس الوزراء نتنياهو مع الرئيس بوتين. وعلى الطاولة هناك مجموعة من السيناريوهات المحتملة التي تستعد لها إسرائيل. إن التهديد الإيراني من سوريا ليس تحدياً أمنياً صعباً بالنسبة لإسرائيل في هذا الوقت ولا  في المستقبل، خاصة إذا استغلت إسرائيل بحكمة مجموعة الأدوات المتاحة لها للحد من هيمنتها، والحد من التهديد الإيراني على الساحة السورية.
منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا وقفت إيران مع الرئيس بشار الأسد، ومع مرور الوقت وتزايد التهديدات على استقرار نظام الأسد، أصبحت مشاركة إيران في الحرب أكثر حدة. إذ قامت بإرسال المليشيات الشيعية المؤلفة من أجانب (عراقيين وأفغان وغيرهم)، هذا بالإضافة إلى المليشيات التابعة لحزب الله، وجميعهم يتحركون بأمر ودعم من  طهران إلى ساحة المعركة، إلى جانب وحدات من الحرس الثوري الإيراني والجيش الإيراني. وكانت القوات الإيرانية المرسلة للحرب في سوريا هي القوة القتالية البرية الرئيسية في التحالف المؤيد لنظام الأسد، الذي شكلته روسيا في خريف عام 2015.
واليوم يقدر عدد مقاتلي الميليشيات الشيعية بنحو 20 ألف مقاتل. ويقدر عدد المقاتلين الإيرانيين في سوريا بأقل من 1000، لكن النفوذ الإيراني، السياسي والعسكري، أوسع وأشمل من هذا العدد. وتركز مصالح إيران في سوريا على الحفاظ على نظام الأسد واستقراره،وهو حليف طهران استراتيجي، بالإضافة إلى تقوية مسار الوصول والإمداد لحزب الله في لبنان. و تطمح إيران إلى السيطرة على الأراضي السورية باعتبارها جزءاً من “الهلال الشيعي” الذي هو تحت نفوذها وينتشر من طهران، مروراً ببغداد ودمشق إلى بيروت وساحل البحر الأبيض المتوسط. وفي الوقت نفسه، تسعى إيران إلى الاستفادة من إنجازاتها ونفوذها في سوريا من أجل توسيع سيطرتها في سوريا للوصول لإسرائيل، وتوسيع النفوذ داخل الأراضي الداخلية من أجل الاحتكاك بإسرائيل وزيادة تهديدها.
إسرائيل تنظر بقلق إلى توسع النفوذ الإيراني  في سوريا. وأما فيما يتعلق بالتدخل العسكري الإيراني مع روسيا فقد أدت دوراً محورياً في محاولات تقديم خطوات السلام وإيقاف الحرب في سوريا، وتم قبولها على الساحة الدولية كعامل مشروع بين القوى التي تؤثر على مستقبل سوريا. وتعتقد إسرائيل أن ترتيبات وقف إطلاق النار وإقامة مناطق هادئة، خصوصاً في جنوبي سوريا، ستعطي إيران ووكلاءها موطئ قدم في المنطقة القريبة من حدودها على مرتفعات الجولان.
في القدس غير راضين عن وعود روسيا بإزالة القوات الشيعية تحت القيادة الإيرانية من مرتفعات الجولان، وأعلنت إسرائيل أنها لن تتسامح مع أي وجود عسكري لإيران ورعاياها في سوريا. هذا ويذكر أن  رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عقد اجتماعاً عاجلاً مع الرئيس بوتين (23 آب/أغسطس) للتعبير عن معارضة إسرائيل لتداعيات اتفاق وقف إطلاق النار. و كخطوة أولية أرسل وفد من كبار مسؤولي الدفاع الإسرائيلي إلى اجتماعات في الولايات المتحدة مع رؤساء مجلس الأمن القومي؛ لإقناعهم بدعم الموقف الإسرائيلي الذي يرفض وجود إيران في سوريا. والرسالة الإسرائيلية هي أنه إذا تأكدت المخاوف من وجود إيراني على الحدود مع إسرائيل، فإنها قد تغير سياسة الوقوف على الحياد التي اتخذتها منذ عام 2011، وتتدخل بشكل فعال  في ما يحدث في جنوبي سوريا.
إن سعي إيران إلى زيادة نفوذها الإقليمي يثير قلق إسرائيل من عدة نواحٍ؛ أهمها التهديد الإيراني على الساحة الشمالية. في الدائرة الأولى في جنوبي سوريا، قد تنشر إيران وكلاءها، أولاً وقبل كل شيء حزب الله والمليشيات الشيعية،بالتعاون مع الجيش السوري الموالي للرئيس الأسد، على مسافة تسمح بالوصول السريع إلى المنطقة الحدودية على مرتفعات الجولان. وهذا سيخلق جبهة أخرى من المواجهات المحتملة بين حزب الله وإسرائيل، وهو التطور الذي تريد إسرائيل تجنبه.
وفي الدائرة الثانية، تعمل إسرائيل باستمرار لمنع حزب الله من اكتساب المزيد من القوة في سوريا ولبنان، بعد أن تم تجهيز المنظمة بآلاف الصواريخ والطائرات دون طيار القادرة على ضرب الجبهة الاستراتيجية والمدنية لإسرائيل. إن الوجود الإيراني في سوريا يسمح بالوصول المباشر والملائم لحزب الله؛ ممَّا يزيد من التهديد المباشر لإسرائيل. بالإضافة إلى ذلك، هناك قلق من أنه مع استقرار الوضع في سوريا، سيتم تقييد حرية العمل الإسرائيلي ضد شحنات الأسلحة لحزب الله واستخدام سوريا وسيلة لذلك.
الدائرة الثالثة الهيمنة الإيرانية في سوريا ككل، والتي يمكن أن تتحقق من خلال عدة مستويات من التدخل: (1) جعل سورية مركز الخدمات اللوجستية لإيران المدعوم عن طريق ممر بري وجوي عبر العراق، وتشمل البنية التحتية لإنتاج الأسلحة، والدعم اللوجستي وشحنات الأسلحة من إيران إلى المنطقة. (2) إنشاء “حزب الله سوريا”، على غرار نموذج حزب الله في لبنان والمليشيات الشيعية في العراق. ويتم ذلك من خلال مجموعة من وحدات الإغاثة المحلية مع المليشيات الشيعية (العراقية والأفغانية). وتشمل مهام هذه القوة حماية النظام والنفوذ الإيراني في سوريا، إلى جانب خلق تهديد لإسرائيل. يذكر أن هناك إمكانية تجري مناقشتها مؤخراً وهي إنشاء وحدة من المتطوعين لتحرير الجولان، ونشاطات هذه العصابات العسكرية تجري داخل الحدود؛ ممَّا يؤدي بدوره إلى زعزعة استقرار الأردن. (3) تحويل سوريا إلى نوع من رعايا إيران، والتي تقوم إيران بدعمها من عدة جوانب. وهي عملية بطيئة تدريجية تقوم فيها إيران بنشر تأثيرها في الساحة السورية؛ وذلك باستخدام الطرق السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية والديموغرافية. وهذا الوضع يؤدي إلى توسيع نطاق الاحتكاك مع إسرائيل.
في محاولة لتقييم فرص تحقيق السيناريوهات الموصوفة، يجب على المرء أن يأخذ في الاعتبار مجموعة من الاعتبارات والقيود التي ستؤثر على مدى وطريقة مشاركة إيران في سوريا. أولاً: العلاقات مع روسيا ومنافستها للسيطرة على الأراضي السورية ذات أهمية كبيرة. ستحاول إيران عدم مواجهة روسيا؛ لأن الأضرار المحتملة الناجمة عن هذه المواجهة أوسع من الأضرار المباشرة التي تترتب عليها من تقليل نفوذها في سوريا. ثانياً: تخشى إيران من مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة. ثالثاً: يجب أن تؤخذ في الاعتبار رغبة إيران في تجنب المواجهة مع إسرائيل في الوقت الحاضر، والتي لا تخدم مصالحها الأخرى، مثل حماية البنية التحتية النووية. رابعاً: المعارضة المتوقعة من قبل دول المنطقة (تركيا والسعودية والأردن وحتى العراق) للهيمنة الإيرانية في سوريا وخطر مواجهتهم. خامساً: قوة المقاومة الداخلية في سوريا، من قبل السكان السنة والمنظمات المعارضة لوجود إيران ونفوذها المتزايد في أراضي البلاد. وأخيراً، من منظور إيراني داخلي، “الملف السوري” متقلب جداً، والموارد التي يمكن استثمارها في مشروع إعادة التأهيل محدودة. وعلاوة على ذلك، هناك انتقادات في إيران للانخراط في سوريا، ومن غير المتوقع التغلب عليها إذا وقعت خسائر إضافية وفرضت عقوبات دولية. ولذلك فإنه من غير المحتمل أن إيران لديها برنامج رسمي للسيطرة على سوريا وتحويلها إلى دولة من رعاياها “بكل ما تحمله الكلمة من معنى”. بل على العكس فإن من مصلحة إيران عدم إظهار وتأكيد وجود قواتها العسكرية في سوريا؛ من أجل تسهيل عملية استيعابها وتغلغلها داخل الجيش السوري والبنية التحتية هناك.
السيناريوهات والتوقعات المختلفة تشكل فرصة لإسرائيل التي يمكنها استغلالها من خلال التعامل مع جهات إقليمية فاعلة ومؤثرة في المنطقة:
أ.على الصعيد العسكري، تتزايد القدرة العملية على تدمير الإرث الإيراني في سوريا. وفي سياق أوسع ستمكن هذه القدرة إسرائيل من الاستمرار في ردع الضرر القادم من الأراضي السورية واللبنانية. وسيكون هذا الأمر وسيلة لممارسة الضغط على إيران ونظام الأسد لتأخير عملياتهم في جنوبي سوريا، وتشجيع روسيا على قبول مطالب إسرائيل للحد من الوجود والنفوذ الإيرانيين في هذه المنطقة.
ب. التركيز على جنوبي سوريا، في محاولة لخلق تأثير في هذه المنطقة، كمنطقة عازلة بينها وبين الموالين للأسد والقوات الإيرانية. ويتم ذلك عن طريق تقوية الروابط مع السلطة المحلية وتقديم المساعدات لمنظماتهم، إلى جانب زيادة المساعدات الإنسانية والمدنية في المنطقة (البنية التحتية، الطب، الزراعة، إلخ) كخطوات وقائية لكبح إيران.
ج. في مواجهة روسيا، يجب وضع أربعة مطالب رئيسية: المشاركة الإسرائيلية (على الأقل وراء الكواليس) في المناقشات حول مستقبل سوريا؛ التقرب من روسيا  لمنع وجود إيران ووكلائها في جنوبي سوريا على بعد 40 كيلومتراً على الأقل من الحدود، ومنع إيران من استخدام الوسائل الروسية الاستراتيجية (مثل الموانئ والمطارات)، ومنع تدفق الأسلحة الروسية إلى حزب الله والمليشيات الشيعية.
د. بالنسبة للولايات المتحدة، على الرغم من أن حكومة ترامب  تضع أولوية وهي القضاء على”الدولة الإسلامية”، إلا أنها أيضاً مهتمة بالتوصل لتسوية في سوريا بالتعاون مع روسيا، وأخذ المصالح الإسرائيلية بعين الاعتبار. لذلك من المهم التوصل لاستراتيجية مع الحكومة في واشنطن فيما يتعلق بالموضوع السوري الإيراني، مع التأكيد أن الأفكار السلفية الجهادية لن تتبخر بعد هزيمة “الدولة الإسلامية”، وأن التطوع في السلفية الجهادية من المتوقع أن يستمر في مواجهة الهيمنة الإيرانية في الفضاء العراقي السوري اللبناني.
من الضروري إقناع الإدارة بضرورة إنشاء حاجز في الهلال الشيعي، بما في ذلك مواصلة دعم حكومة العبادي في العراق، بطريقة تقلل من تأثير إيران وتشكل تحديات لنهجها تجاه سوريا. وفي الوقت نفسه ينبغي حث الولايات المتحدة للمشاركة في رصد وتنفيذ اتفاقات وقف إطلاق النار في سوريا، وإعادة تأهيل الأماكن المدنية في جنوبي سوريا، وفي إنشاء قوات محلية معارضة للنفوذ الإيراني. ويمكن تشجيع كل هذه التحركات بالتعاون مع الأردن.
هـ.على الصعيد الدولي، سيكون من الأسهل إضعاف صورة إيران وإظهارها على أنها قوة تخريبية مزعزعة للاستقرار، من خلال كشف الأضرار التي تسببها لاستقرار سوريا، ورغبتها في توسيع الاحتكاك مع إسرائيل وجيران سوريا. إن العمل ضد التخريب الإيراني هو منبر لإقامة تعاون بين إسرائيل والجهات الفاعلة الأخرى في المنطقة، التي تتشارك مصالح مماثلة، معارضة أساساً للنفوذ الإيراني في بلاد الشام.
و.أما بالنسبة للجهات الداخلية الفاعلة السورية ، فإن الاستثمار الإسرائيلي مهم لتعزيز الدعم وتقوية الروابط مع عناصر السلطة السنية والدرزية والكردية؛ من أجل إلحاق الضرر بالوجود الإيراني بجميع جوانبه السياسية والاقتصادية والعسكرية. وفي الوقت نفسه، يجب، بالتعاون مع الولايات المتحدة، تعزيز الروابط مع الأكراد في شمالي سوريا، ودعمهم  لمكافحة النفوذ الإيراني في شمالي شرقي سوريا، والحد بذلك من إنشاء الممر الشيعي الذي من المقرر أن يمتد من العراق.
وأخيراً يجب على إسرائيل أن تقدم موقفاً واضحاً بشأن مستقبل سوريا. وينبغي أن يتضمن هذا الموقف دعم العملية الروسية. ومن ثم سيكون من الممكن منع رغبة إيران في الهيمنة في سوريا، ومنع توطيدها في دمشق. كما يجب أن يتضمن الموقف الإسرائيلي مطلباً بانسحاب القوات الأجنبية من سوريا، مع التركيز على حزب الله والمليشيات الشيعية؛ لأنها تشكل عاملاً من عوامل عدم الاستقرار، والاشتباكات المستمرة داخل سوريا. وبالإضافة إلى ذلك يجب على إسرائيل أن تعرب عن معارضتها لاستمرار حكم الأسد، لأسباب إنسانية وأخلاقية أساساً. بطريقة أو بأخرى، في الوقت الحاضر لا تشكل سوريا تحدياً أمنياً غير مقبول لإسرائيل، وخاصة في ضوء مجموعة من التدابير التي قامت بها إسرائيل، والتي تمكنها من العمل على الحد من النفوذ الإيراني في سوريا والتهديدات الكامنة فيه.
========================
صحيفة ملليت :امتحان إيران.. هل تثبت طهران جديتها في "خفض التوتر"؟
http://www.turkpress.co/node/38615
حقي أوجال – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
يبدو أن أكبر مشكلة تواجه الأردن، الذي زاره الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مطلع الأسبوع، هي معارضة إسرائيل لخطة مناطق خفض التوتر المزمع إقامتها في سوريا بدعوى أن قوات إيرانية ستتمركز فيها، إضافة إلى ممارسة تل أبيب ضغوطًا على عمان في هذا الخصوص.
عندما زار أردوغان الأردن، كان نتنياهو في الولايات المتحدة يعمل على إقناع ترامب بالعدول عن دعم الخطة المذكورة. وفي الحقيقة فإن ترامب، بسبب مشاكل السياسة الداخلية، لا وقت لديه ليهتم بسوريا أو الأردن.
كما أن ترامب لا يرغب في إفساد الاتفاق الذي توصلت إليه روسيا وتركيا حول خطة مناطق خفض التوتر، ولهذا أعاد نتنياهو إلى بلاده بخفي حنين.
 خيبة الأمل هذه أثارت غضب نتنياهو، فهرول أول أمس إلى روسيا، لينقل الطلب نفسه إلى بوتين قائلًا: "لا يمكنكم وضع حزب الله في سوريا في المنطقة القريبة من حدود لبنان وإسرائيل والأردن".
تعتبر إسرائيل كل شيء فيه اسم إيران هو "حزب الله". وبطبيعة الحال، كما تنزعج تركيا من الحشد الشعبي، يثير حزب الله الانزعاج لدى إسرائيل الأردن ولبنان من. لكن التخلص من هذا الانزعاج لا يكون عن طريق رفض إقامة مناطق خفض التوتر "لأنها سوف تجلب حزب الله".
رئيس الأركان الإيراني محمد باقري عرض على أنقرة إمكانية تصرف بلاده بصفتها عضو يتحلى بالمسؤولية في المجتمع الدولي. والوقت حان لرؤية الدليل على هذا العرض. ومن الممكن أن نرى تحقق ذلك خلال فترة قصيرة.
فإيران تعرف أن الحزام الذي سيُقام في شمال سوريا لن تقف حدوده هناك، وإنما سوف يمتد وفقًا لتقويم محدد إلى العراق. وهذا الحزام سوف يحيي آمال حزب العمال الكردستاني في تركيا، وتنظيم بيجاك في إيران.
فهل من الممكن ألا تكون إيران قد رأت أن لعبها دور المنفذ المسؤول لخطة خفض التوتر، أفضل بكثير من إغضاب تركيا مقابل حصول الحشد الشعبي على بلدتين في العراق، أو الدخول في مغامرات جديدة تعرف جيدًا أنها لن تحقق مكاسب فيها على حساب إسرائيل باستخدام حزب الله؟
خلال الأسبوع الحالي، كتب كتاب الأعمدة المقربين من الدولة العميقة في إسرائيل باستمرار أن "إسرائيل، كما الأردن، تعترض على زيادة النفوذ الإيراني على حدودها".
لكن بالنظر إلى الرضى الذي أبداه أردوغان ووزير خارجيته مولود جاويش أوغلو طوال زيارة الأردن يمكننا استخلاص أنه ليس هناك خلافات فكرية بينهما وبين الملك عبد الله حول مناطق خفض التوتر.
والآن تتوجه الأنظار إلى إيران لكي تثبت أنها بلد يريد أن يتحقق السلام والاستقرار في البلدان المجاورة له، وليست بلدًا يسعى إلى نشر المذهب الشيعي في المنطقة.
========================
الصحافة العبرية :
«معاريف»: روسيا توافق على دخول آلاف العسكريين الإيرانيين إلى سوريا
https://www.elbalad.news/2909265
 السبت 26/أغسطس/2017 - 10:46 ص
قالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية إن الاستخبارات الإسرائيلية أكدت أن روسيا صادقت على تعزيز القوات الإيرانية في سوريا.
وأوضحت الصحيفة أن تقارير جهاز الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) وشعبة الاستخبارات العسكرية، أكدت أن جيش النظام السوري أصبح منهكا، وقدراته محدودة.
وقال محلل الشئون الأمنية في الصحيفة "يوسي ميلمان"، إنه ليس بإمكان نظام الأسد الاكتفاء بدعم الميليشيات الشيعية، ولذلك فإنه لا مناص من دخول مكثف لقوات إيرانية مدربة وتحمل عقيدة قتالية متينة، أي قوات حرس الثورة، مع مواصلة الاستعانة بالدعم الجوي الروسي.
ونقل ميلمان عن مصادر في الاستخبارات الإسرائيلية قولها إن "الوجود والتأثير الإيراني في سوريا سيزداد، على الأقل طالما استمرت السياسة الروسية بدعم واستقرار نظام الأسد وإعادة سيطرته على سوريا كلها أو على القسم الأكبر منها على الأقل".
وأضاف ميلمان أن هناك تخوفا إسرائيليا من أن تقترب القوات الإيرانية ومقاتلو حزب الله وأفراد الميليشيات الشيعية في سوريا من هضبة الجولان المحتلة.
========================
هارتس :روسيا لا تستطيع لجم إيران في سوريا
http://www.alarab.qa/story/1246729/روسيا-لا-تستطيع-لجم-إيران-في-سوريا#section_75
الأحد، 27 أغسطس 2017 04:09 ص 8
سلّط الكاتب الإسرائيلي زيفي برئيل الضوء على تداعيات الوجود العسكري الإيراني في سوريا على إسرائيل، وقال إن على تل أبيب أن تتعايش مع القواعد العسكرية الإيرانية في سوريا، وتعتمد على روسيا لتحجيم ذلك النفوذ.
واستبعد الكاتب في مقال بصحيفة هآرتس الإسرائيلية تقديم روسيا وعداً إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لدى زياته لها، بأن تزيل أو تقيّد الوجود الإيراني في سوريا، والأمر ليس لأن بوتن يكره الفكرة، بل هو يريد أن يطيح بغريمه الفارسي من سوريا، لكنه عاجز عن ذلك.
يفسر برئيل ذلك بأن العلاقة بين روسيا وإيران ليست كالعلاقة بين إسرائيل وواشنطن، القائمة على راعٍ يرعى عميله، لكن طهران وروسيا يتعاونان معاً من أجل مصلحة، والاختلاف بين أهدافهما كبير.
فروسيا تريد حلاً دبلوماسياً للأزمة يتيح لها التأثير على الأرض وسحب قواتها وأخذ حصة من إعادة الإعمار. أما إيران، فتريد تعزيز حضورها في سوريا، ليس عن طريق العملاء كحزب الله والحوثيين في اليمن، ولكن بجنودها.
يقول الكاتب إن إيران تريد أن تحصد نفوذاً لها في المنطقة؛ لأن ذلك سيعطيها شرعية عالمية، ويوحي بأنها دولة إقليمية.
وأضاف أن إيران حطّت قدمها في كل موقع استراتيجي في أرض سوريا، إذ لدى طهران الآن حوالي 70 ألف مسلح يقاتلون في سوريا، مشكّلين من القوات النظامية الإيرانية والميليشيات، التي تشمل كلاً من حزب الله، وميليشيات شيعية، ومتطوعين أفغان وباكستان.
ويشير الكاتب إلى أن ما يمكن أن تفعله موسكو هو أن تطلب من طهران عدم التصرف بطريقة يمكن أن تعرّض نظام الأسد للخطر أو العملية الدبلوماسية التي ترعاها روسيا، وذلك إذا فتحت طهران جبهة حرب أخرى مع إسرائيل على الحدود السورية.
هذا الطلب يمكن أن ينتج اتفاقيات، مثل نوعية الأسلحة والصواريخ التي يمكن أن تنشرها طهران في سوريا، أو مكان تمركز قواتها. وبما أن طهران وموسكو يتشاركان مصلحة الحفاظ على نظام الأسد، فإن هذه الجدلية ستمثّل مشكلة لإيران.;
========================