الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 26/8/2017

سوريا في الصحافة العالمية 26/8/2017

27.08.2017
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :
فورين بوليسي: حان وقت مواجهة ترمب لإيران بسوريا
http://www.all4syria.info/Archive/437154
 ناشونال إنترست الأميركية :الأسد ربما كسب الحرب لكن بإبادة شعبه
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2017/8/25/الأسد-ربما-كسب-الحرب-لكن-بإبادة-شعبه
الصحافة التركية :
صحيفة أكشام  :هل يمكن لتركيا الوقوف في جبهة ضد الولايات المتحدة؟
http://www.turkpress.co/node/38574
خبر تورك :تركيا تكشف عن "قوتها الناعمة"
http://www.turkpress.co/node/38575
الصحافة البريطانية :
باحث بريطاني: "ب ي د" أسس دويلة استبدادية مستندة لنظام الأسد
https://www.albawaba.com/ar/أخبار/باحث-بريطاني-ب-ي-د-أسس-دويلة-استبدادية-مستندة-لنظام-الأسد-1014278
التايمز: الغرب يبلغ المعارضة السورية أن الأسد موجود ليبقى
http://www.bbc.com/arabic/inthepress-41057883
الصحافة الروسية :
نيزافيسيمايا: هل سيشهد الشرق الأوسط صراعات جديدة؟
http://arabi21.com/story/1029756/نيزافيسيمايا-هل-سيشهد-الشرق-الأوسط-صراعات-جديدة#tag_49219
الصحافة الالمانية :
نويه تسوريشر تسايتونغ :هكذا حولت غارات التحالف حياة أهالي الرقة السورية إلى جحيم
http://arabi21.com/story/1029881/هكذا-حولت-غارات-التحالف-حياة-أهالي-الرقة-السورية-إلى-
بيلد: الكلفة الإنسانية لمعركة تحرير الرقة مرتفعة جدا
http://arabi21.com/story/1030120/بيلد-الكلفة-الإنسانية-لمعركة-تحرير-الرقة-مرتفعة-جدا#tag_49219
الصحافة العبرية :
مباط عال :الجبهة السورية: حقيقة التهديد الإيراني لإسرائيل
http://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=123f23eby306127851Y123f23eb
هآرتس :يجب أن تتخلى إسرائيل عن نظرية "ضبط النفس" تجاه "حزب الله" و"حماس"
http://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=123f27a2y306128802Y123f27a2
هآرتس :سورية تتحول جبهة أمامية لإيران: إسرائيل مضطرة للتعايش مع الواقع الجديد
http://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=123f795cy306149724Y123f795c
المركز الوطني لدراسات الأمن القومي: صيحات التهديد الإيراني في سوريا
http://idraksy.net/the-iranian-threat-in-syria/
يديعوت أحرنوت :قط.. خدعة والمشكلة السورية
http://www.alghad.com/articles/1797092-قط-خدعة-والمشكلة-السورية
 
الصحافة الامريكية :
فورين بوليسي: حان وقت مواجهة ترمب لإيران بسوريا
http://www.all4syria.info/Archive/437154
 كلنا شركاء: رمضان الساعدي – العربية نت
نشرت مجلة “فورين بوليسي”، يوم الجمعة، تقريرا أكدت فيه أنه “حان الوقت للرئيس دونالد ترمب لمواجهة سياسات إيران التخريبية في سوريا”.
وأضافت أن “الملف الإيراني مشكلة إضافية على مشاكل الرئيس الحالية. ترمب يواجه خطرا آخر وهو أن يذكره التاريخ بأنه قام بهزيمة داعش حتى يمهد الطريق أمام الخلافة الإيرانية”، على حد وصف المجلة الأميركية.
وأشارت إلى غياب القيادة الأميركية الطويلة في المنطقة خلال فترة باراك أوباما في سوريا، موضحة أن الحرب في هذا البلد من دون أي شك تقترب من النهاية دون أن يكون لها فائز.
وتدعم طهران النظام السوري من أجل بقاء بشار الأسد في السلطة، منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، بالجنود والمال والسلاح، كما دعمت طهران إرسال العديد من الميليشيات الطائفية من أفغانستان وباكستان والعراق إلى الجبهات في سوريا.
وطالبت فورين بوليسي الإدارة الأميركية بألا تسمح بتغيير ميزان القوى لصالح أعداء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، حيث لدى واشنطن مصالح حيوية في هذه المنطقة.
وبدأ تراشق التصريحات بين السلطات الأميركية والإيرانية، بعد وصول ترمب للبيت الأبيض، حيث انتقد الرئيس الجديد سلفه باراك أوباما بأنه مكّن النظام الإيراني من بسط نفوذه وتوسيع رقعة تدخلاته في سوريا والعراق واليمن.
========================
ناشونال إنترست الأميركية :الأسد ربما كسب الحرب لكن بإبادة شعبه
 
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2017/8/25/الأسد-ربما-كسب-الحرب-لكن-بإبادة-شعبه
قالت مجلة ناشونال إنترست الأميركية إن المجتمع الدولي استيقظ في 21 أغسطس/آب 2013 على مشاهد صادمة ومرعبة، لصور الأطفال والنساء من ضحايا استخدام النظام السوري الأسلحة الكيميائية.
 ونشرت المجلة مقالا للكاتب دانييل ديبيتريس، قال فيه إن شاشات التلفزة ووسائل الإعلام الدولية المختلفة كانت تبث صورا وتقارير فيديو لمئات الأطفال وغيرهم من ضحايا المجزرة الرهيبة.
وأضاف أن الضحايا كانوا إما ممدين موتى بلا جراح، أو يصارعون الموت لاهثين محاولين التقاط أنفاسهم؛ وذلك جراء هجمات بالأسلحة الكيميائية نفذتها قوات رئيس النظام السوري بشار الأسد التي قصفتهم وهم نيام.
وأشار إلى أن جيش النظام السوري استخدم غاز السارين في قصف المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة في غوطة دمشق الشرقية، وهو ما أسفر عن مقتل 1400 معظمهم من النساء والأطفال.
 ابتسامة الأسد
وقال الكاتب إنه لا يزال يتذكر غلاف مجلة نيويورك بوست صبيحة الهجوم الكيميائي في سوريا، حيث ظهر الضحايا من الأطفال ممددين على جانب، بينما الأسد بابتسامة عريضة على الجانب الآخر من الغلاف.
وأضاف أن شدة الصدمة التي أحدثتها هذه الصور المروعة لضحايا الهجمات بالأسلحة الكيميائية على المستوى العالمي، جعل الولايات المتحدة وروسيا تتفقان على تجريد النظام السوري من هذه الأسلحة.
واستدرك بأن النظام السوري لم يسلّم كل ما لديه من مخزون هائل من هذه الأسلحة الخطيرة، بل لا يزال يحتفظ بالقدرة على تصنيعها، وذلك بالرغم من تدمير أكثر من 1300 طن مما كان لديه من الغازات السامة.
وتحدث الكاتب عن تفاصيل وتعقيدات الحرب السورية، مرورا باستعادة النظام السوري -بدعم من حلفائه الروس والإيرانيين- مدنا ومناطق كانت تسيطر عليها المعارضة بشكل كلي أو جزئي، مثل حلب وغيرها.
حصار وتجويع
وتحدث الكاتب عن كيفية إخراج الأسد للمتشددين من السجون السورية بشكل متعمد، وذلك من أجل أن يعيثوا في البلاد ويسهموا في تدمير المدن والبلدات السورية. وقال إن الأسد ربما يكون كسب الحرب ولكن على حساب إبادة شعبه وتشريدهم وقتلهم وتعذيبهم بطريقة غير إنسانية.
وأشار الكاتب إلى إستراتيجية الحصار والتجويع التي كان يتبعها نظام الأسد ضد أبناء الشعب السوري في مدنهم وبلداتهم المختلفة، وإلى أنه كان يقطع عنهم الماء والغذاء والكهرباء والدواء، وأنه كان يطالبهم إما بالاستسلام أو أن يتعرضوا للإبادة.
وأضاف أن الأسد استخدم سياسة التهجير القسري للسكان والتطهير العرقي وإعادة التوطين لأنصاره في المناطق التي يستعيدها من المعارضة.
وقال إن الأسد لو لم يستخدم هذه الإستراتيجية العنيفة ضد الشعب السوري، فإما أن يكون الآن مقتولا أو يعيش في منفاه بروسيا.
وأشار إلى أنه ليس أمام إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب سوى أن تحدد سياسة لمعالجة هذه الحقائق في سوريا، وأن هذه السياسة مهما كانت فإن سوريا ستبقى دولة فاشلة تعمها الفوضى والعنف لفترة طويلة قادمة.
========================
الصحافة التركية :
صحيفة أكشام  :هل يمكن لتركيا الوقوف في جبهة ضد الولايات المتحدة؟
http://www.turkpress.co/node/38574
كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
وضع استمرار الدعم الأمريكي للتنظبمات الإرهابية التي تهدد وجود تركيا، أنقرة في مأزق حرج. وتجد الحكومة التركية نفسها مدفوعة لاتخاذ قرارات صعبة للغاية بشأن الولايات المتحدة بسبب شاحنات الأسلحة المرسلة إلى حزب الاتحاد الديمقراطي، ذراع حزب العمال الكردستاني في سوريا، واستضافة زعيم تنظيم غولن في بنسلفانيا، وتدخل ضباط أمريكيين في المحاولة الانقلابية الفاشلة، وعدم تغيير الرئيس الجديد دونالد ترامب السياسة الحالية. والسؤال المطروح حاليًّا، هل يمكن لتركيا الوقوف في جبهة ضد الولايات المتحدة عند الضرورة؟
رأي الأمريكيين بهذا السؤال مهم جدًّا. وبحسب اعتقاد البيت الأبيض والبنتاغون والخارجية فإن "أنقرة ستتصرف في كل الأحوال وفق الولايات المتحدة، وأنها لن تتخلى عن واشنطن". ويدخل في "كل الأحوال" الدعم العسكري والسياسي لحزب الاتحاد الديمقراطي.
تعتقد واشنطن أن تركيا بحاجة للولايات المتحدة أكثر من حاجة الأخيرة لها. ولهذا فإن من عليه تغيير سياسته ليس واشنطن وإنما أنقرة. وما تنتظره واشنطن هو أن تساير أنقرة مع المشاريع الأمريكية في المنطقة.
فإذا كانت الولايات المتحدة تدعم حزب الاتحاد الديمقراطي وتريد إقامة دولة كردية في شمال سوريا، ما على أنقرة إلا تتصرف بما يتماشى مع ذلك. أما ما ينتظر من لا يسايرون الولايات المتحدة فهو انقلاب عبر القضاء أو ثورة برتقالية كأحداث منتزه غيزي، أو حتى محاولة انقلابية كما حدث في 15 يوليو.
عندما اتضح أن ثمن مسايرة الولايات المتحدة والغرب هو وجود تركيا بدأ البرود يسري في العلاقات بين أنقرة وواشنطن. وتعرض أردوغان لمؤامرات سياسية ومحاولات انقلابية متتالية.
يحمل بعض السياسيين "الأذكياء" أردوغان مسؤولية عدم مسايرة الولايات المتحدة والغرب. ولأن هؤلاء لا يدركون ثمن مسايرة الغرب، أو أنهم متعطشون لجعل تركيا تدور في فلك الولايات المتحدة، فهم ينتظرون على دكة الاحتياط بفارغ الصبر تعثر أردوغان وخروجه من اللعبة.
وبطبيعة الحال تتحرك الدولة بكل مفاصلها لأن القضية تتعلق بوجود البلد. وتحديد العلاقات مع الولايات المتحدة وروسيا وإيران يتم وفقًا لهذا الوضع الجديد وليس بحسب قواعد السياسة الخارجية التقليدية.
علينا ألا ننتظر "انفصالات جذرية" أو "ارتباطات جذرية" في السياسة الخارجية خلال المرحلة الجديدة. لكن يمكن أن تتخذ أنقرة مواقف راديكالية تجاه الولايات المتحدة وأوروبا.
وهذا ما ظهرت بوادره في خطاب أردوغان قبل أيام حين قال: "عندما يتعلق الأمر بوجودنا لا نقيم اعتبارًا لأي شيء. وعندما يمس الأمر مستقبلنا يفقد التحالف والدبلوماسية والتجارة كل قيمة".
وبالعودة إلى السؤال المطروح في عنوان المقال: نعم، يمكن لأنقرة أن تقف في جبهة حتى في مواجهة الولايات المتحدة عندما يتعلق الأمر بوجود البلاد. وهذا ما يمكن رؤيته بكل وضوح.
========================
خبر تورك :تركيا تكشف عن "قوتها الناعمة"
http://www.turkpress.co/node/38575
سردار تورغوت – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس
يقول مسؤولون مختصون بمنطقتنا في الإدارة الأمريكية، ذوو نظرة موضوعية، من غير أنصار وحدات حماية الشعب، إن تركيا قامت بحملات هامة في الآونة الأخيرة سوف تغير بشكل جذري توازن القوى في المنطقة.
وتدور الأحاديث في واشنطن عن أن هذه الحملات التركية قد تؤدي إلى تغيير الحسابات المعتمدة بشكل كبير على وحدات حماية الشعب، تجاه شمال سوريا.
وخلال أحاديث أجريتها معها، أوضحت هذه المصادر الموضوعية أن أمريكا رأت "القوة الناعمة" التي تتمتع بها تركيا، وهذا ما سيجبرها على تغيير سياساتها المرتكزة بنسبة كبيرة على العنصر الكردي فقط في المنطقة.
وتظهر المعلومات الاستخباراتية الواردة من المنطقة أن تركيا نجحت في إعادة تنظيم الحياة في المناطق المطهرة بواسطة عملية درع الفرات.
وتقول المصادر الأمريكية إن عدد الأهالي المحليين الذين عادوا إلى المنطقة تحت حماية تركيا اقترب من 70 ألفًا، وإن تركيا لم تكتفِ بتوفير الحماية العسكرية للعائدين فحسب، بل تعمل على تقديم كافة الإمكانيات لكي يعيشوا حياتهم بشكل مدني.
وبعد بناء المساكن لكي يقيم فيها السكان المحليون، أتمت تركيا مشاريع البنية التحتية اللازمة لها من شبكات الكهرباء والماء والصرف الصحي.
وتشير المصادر إلى أن تركيا، علاوة على إرسالها أطباء ومعلمين إلى المنطقة، تدرب السكان المحليين وتشغلهم في الخدمات العامة مقابل رواتب.
وبحسب ما وردني من معلومات فإن تركيا بنت أكثر من 80 مسجدًا من أجل تلبية الاحتياجات المعنوية للسكان المحليين، وأرسلت رجال دين إلى المنطقة ليقيموا تعاونًا مع نظرائهم المحليين.
وتوضح المصادر أن تركيا بدأت تنسيق أعمال "قوتها الناعمة" في المنطقة من خلال مركز العمليات المشترك (التركي الأمريكي) في غازي عنتاب، بعد إيقاف واشنطن برنامج تدريب وتسليح المعارضة السورية، في حين تعتقد الولايات المتحدة أن أعمال المركز المذكور توقفت.
وتضيف أن وحدات حماية الشعب تعهدت لواشنطن بإقامة الإدارة المدنية الأكثر ديمقراطية في المنطقة في حال السماح لها بتأسيس كيان في "روجاوه"، إلا أن تركيا نجحت بتحقيق ذلك منذ زمن طويل في المنطقة الخاضعة لسيطرتها والبالغة مساحتها ألفي كيلو متر مربع. وتشير المصادر إلى هذه الورقة التي كانت وحدات حماية الشعب تحاول اللعب عليها لم يعد لها معنى.
وبحسب المصادر ذاتها، فإن تركيا، بتأسيسها وحدة مكونة من السيدات فقط في الشرطة المحلية بالمنطقة، ردت على دعاية وحدات حماية الشعب بأنها "تولي أهمية كبيرة للمرأة" باعتمادها على مشاركة المقاتلات في المعارك.
وتعتبر المصادر أن تركيا، التي تحدثت حتى اليوم عبر قوتها الخشنة، أصبحت قادرة على تغيير قواعد اللعبة من خلال استخدامها قوتها الناعمة.
========================
الصحافة البريطانية :
باحث بريطاني: "ب ي د" أسس دويلة استبدادية مستندة لنظام الأسد
https://www.albawaba.com/ar/أخبار/باحث-بريطاني-ب-ي-د-أسس-دويلة-استبدادية-مستندة-لنظام-الأسد-1014278
قال الباحث السياسي البريطاني، كيلي أورتون، إن تنظيم "ب ي د/ بي كا كا" الإرهابي أسس دويلة استبدادية مستندة لنظام الأسد، في سوريا، بدعم من التحالف الدولي لمحاربة داعش، بقيادة الولايات المتحدة.
جاء ذلك في تقرير له بعنوان " المحاربون الأجانب المنسيون: بي كا كا في سوريا"، صدر عن جمعية هنري جاكسون للابحاث الامنية والسياسات الخارجية، ومقرها لندن.
واشار أورتون إلى أن ب ي د (الذراع السوري لمنظمة بي كا كا الإرهابية) يحمل نفس إيدولوجيا "بي كا كا"، ويتلقى الأوامر من قياداتها.
ولفت التقرير إلى ظهور منظمة "بي كا كا" في تركيا خلال ثمانينات القرن الماضي، وإيجاد موطئ قدم لها ضمن سوريا في عهد رئيسها الراحل حافظ الأسد، الذي قدم مختلف أنواع الدعم لهذه المنظمة الإرهابية.
وأشار التقرير إلى أن عناصر المنظمة كانوا يتلقون تدريبات في معسكرات إرهابية بوادي البقاع اللبناني، باشراف نظام الأسد والاتحاد السوفييتي، بالتعاون مع وكلاء فلسطينيين.
وأوضح أورتون في تقريره أن "بي كا كا" باشرت عملياتها الإرهابية في تركيا، عام 1984، على خلفية مطالب انفصالية، وتعاون مع إيران ما بعد الثورة، والعراق إبان حكم صدام حسين.
ولفت أورتون إلى إدراج الاتحاد الأوروبي، وحلف شمال الأطلسي الناتو، ودول أوروبية عديدة، منظمة بي كا كا، على قوائمها للإرهاب.
وبيّن أورتون أن "بي كا كا" تقوم بجمع أموال في أوروبا عبر شبكات جريمة منظمة، حيث تفرض أتاوات على الأكراد المقيمين في القارة العجوز، وتتاجر بالمخدرات والأسلحة والبشر، وتقوم بغسيل أموال، وغيرها من الأمور لتمويل أنشطته.
وتطرق التقرير إلى قيام "بي كا كا" باعادة هيكلة نفسها عام 2002، وتشكيل أذرع لها في دول المنطقة.
وذكر في هذا الإطار تشكيل "ب ي د" وجناحه العسكري "ي ب ك"، في سوريا، و"ب ج د ك" في العراق، و"بيجاك" في إيران، وكلها تعد جزءا مما يعرف بـ "كا جا كا" المظلة الجامعة لـ "بي كا كا" وامتدادتها.
ولفت إلى أن تلك التنظيمات لا تعد مجرد منظمات مرتبطة بـ "بي كا كا" أو متفرعة عنها، بل كلها جزء من منظومة واحدة، تتقاسم الإيدولوجية نفسها، وتتلقى الأوامر من عبد الله أوجلان (زعيم بي كا كا المسجون مدى الحياة في تركيا ) ومساعديه المتمركزين في معقل المنظمة بجبال قنديل المحاذية للحدود العراقية - الإيرانية والتي تبعد أقصى شمالها عن تركيا بنحو 90 كم.
وأوضح أورتون أن "ب ي د / بي كا كا" واصل علاقاته المستندة إلى التفاهم مع نظام الأسد، عقب اندلاع الانتفاضة الشعبية في سوريا، عام 2011.
وبين أن "ب ي د" قمع بوحشية نشطاء أكراد، و كافة التشكيلات السياسية الكردية الأخرى، بما فيها التي على علاقة مع أربيل، وشكل نظاما استبداديا يستند إلى "دولة الأسد" إلى حد كبير.
وأفاد الباحث أن ب ي د/ بي كا كا بدأ بتلقي دعم من الولايات المتحدة الأمريكية، لاستعادة مدينة عين العرب (كوباني) ذات الغالبية الكردية بريف حلب، عام 2014.
وأشار التقرير إلى انضمام مقاتلين عديدين لصفوف "ي ب ك" من خارج المناطق الكردية.
وكشف مقتل 29 من أصل مئات المقاتلين الأجانب في صفوف ي ب ك، بينهم 10 أمريكيين، و4 من كل من بريطانيا وألمانيا، و3 استراليين وكنديين، والبقية يحملون جنسيات إيران، والبرتغال وروسيا وسلوفينيا، والسويد.
ولفت إلى أن التحالف الدولي، استمر في دعم "ي ب ك" الجناح العسكري لـ "ب ي د"، بالاسناد الجوي، والأسلحة، والمال، والمعلومات الاستخباراتية، لطرد داعش الإرهابي حتى من المناطق التي يقطنها العرب، بشكل يسهم في تمدد دويلة "ب ي د" بسرعة.
وأوضح أن الإرهابيين الأجانب في صفوف ي ب ك، هم في الغالب من الشباب والعسكريين والطلاب، وليسوا أكرادا، ولا ينتمون لمنظمة بي كا كا.
وقال الباحث إن بين المقاتلين الأجانب من لا يعرف سوى الوجه الإعلامي لـ "ي ب ك"، الذي يجري الترويج له في الغرب.
وشدد على وجود مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتق الحكومات الغربية للحيلولة دون التحاق مواطنيها بـالتنظيم، وإعادة دمج العائدين منهم في المجتمع.
ولفت أورتون إلى أن الحكومات التي تسمح لرعاياها بالانضمام في صفوف "ب ي د / بي كا كا"، متورطة في مخاطر من قبيل المساهمة في العمليات والجرائم الإرهابية لـ "بي كا كا"، والسماح بتلقي عناصر الجماعات الإرهابية اليسارية في أوروبا، تدريبا على الإرهاب في المدن، على يد كوادر "بي كا كا".
========================
التايمز: الغرب يبلغ المعارضة السورية أن الأسد موجود ليبقى
http://www.bbc.com/arabic/inthepress-41057883
في صحيفة التايمز كتبت هنا لوسيندا سميث من اسطنبول وريتشار سبينسر مراسل الصحيفة لشؤون الشرق الأوسط تقريرا تحدثا فيه عن تغير جذري في موقف بريطانيا وحليفاتها تجاه الحرب السورية بعد تخليهم عن مطلبهم الذي تمسكوا به لفترة طويلة بتخلي الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة بل وربما قبلوا بانتخابات يسمح له بالمشاركة فيها.
وأشار التقرير إلى أن الحلفاء الغربيين أبلغوا زعماء المعارضة السورية خلال اجتماعهم أخيرا في الرياض أنه ليس أمامهم سوى قبول وجود الأسد في دمشق وبالتالي ليس هناك مجال للتمسك بضرورة تنحيه قبل خوض مفاوضات حول مستقبل سوريا.
وكان بوريس جونسون وزير الخارجية البريطاني قد ألمح لهذا التغيير في لقاء مع برنامج توداي لراديو 4 حيث قال: " دأبنا على القول على ضرورة تنحيه كشرط مسبق ولكن نقول الآن إنه يجب أن يذهب في إطار مرحلة انتقالية ومن حقه أن يخوض غمار انتخابات ديموقراطية."
========================
الصحافة الروسية :
نيزافيسيمايا: هل سيشهد الشرق الأوسط صراعات جديدة؟
http://arabi21.com/story/1029756/نيزافيسيمايا-هل-سيشهد-الشرق-الأوسط-صراعات-جديدة#tag_49219
 نشرت صحيفة "نيزافيسيمايا" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن التناقضات العسكرية والجيوسياسية التي تميز الشرق الأوسط.
 وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الانتصارات الواضحة لنظام بشار الأسد بدعم من روسيا، ساهمت في خلق تناقضات عسكرية وجيوسياسية جديدة في الشرق الأوسط. وخلال زيارته إلى سوتشي، يعتزم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مرة أخرى مطالبة فلاديمير بوتين بمراعاة مصالح تل أبيب في حل المسألة السورية.
حيال هذه المسألة، تداولت وسائل الإعلام الإسرائيلية معلومات تفيد بأن نتنياهو مُصرّ على  تحذير بوتين من الوجود الإيراني في الأراضي السورية واللبنانية، خاصة أن ذلك يمكن أن يقود المنطقة إلى الحرب.
 وذكرت الصحيفة أن الاهتمام الأمريكي ليس مركزا فقط على إيران، بل إلى الاستيلاء أيضا على النجاحات التي حققتها روسيا وحلفاؤها على الصعيد العسكري، والدبلوماسي، والاقتصادي والإنساني. وتعتزم واشنطن معارضة مصالح محور موسكو وإيران ودمشق، ومن المرجح أن تقوم بإسناد هذه المهمة إلى الأكراد.
 وأشارت الصحيفة إلى أن وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، أدى  زيارة إلى العراق والأردن، بتاريخ 22 آب/ أغسطس، ويعتزم أداء زيارة إلى تركيا. ويتمثل الهدف الرسمي لهذه الزيارة في مناقشة مسألة تسوية النزاع السوري ومكافحة تنظيم الدولة. وفي هذا السياق، ناقش جيمس ماتيس مختلف أبعاد الوضع السوري، وتطرق إلى منطقة وقف التصعيد في جنوب البلاد، التي تم إنشاؤها بالاشتراك مع روسيا، والتي تقع تحت مراقبة ممثلي الولايات المتحدة الأمريكية، وقوات حفظ السلام الروسية والميليشيات الشيعية.
في المقابل، تعتبر كل من واشنطن وتل أبيب غير راضيتين عن تواجد فصائل الحرس الثوري الايراني وحزب الله اللبناني بالقرب من حدود الأردن وإسرائيل. وقد تمت مناقشة هذه المسألة في 17 آب/ أغسطس في الولايات المتحدة الأمريكية من طرف وفد إسرائيلي يمثل قوات الأمن برئاسة مدير الموساد يوسي كوهين. ولكن، حتى بعد هذه الزيارة، لم يلتزم الأمريكيون بوقف أنشطة إيران في المنطقة. وبالتالي، يبدو أن تزامن زيارة ماتيس إلى الشرق الأوسط مع زيارة نتنياهو إلى روسيا، تعكس إلى حد ما المهام المطلوبة من كلا الطرفين.
 ونوهت الصحيفة بأن ماتيس سيحاول خلال زيارته إلى أنقرة وبغداد مناقشة مسألة استفتاء استقلال كردستان العراق، ومنع إيران وتركيا من شن حرب ضد الأكراد. وفي وقت سابق، لمح الرئيس التركي رجب أردوغان إلى إمكانية تنفيذ هذا السيناريو، مشيرا إلى أن تركيا وإيران تدرسان خطة القيام بعمليات عسكرية مشتركة ضد التشكيلات المسلحة الكردية.
وأشارت  الصحيفة إلى أنه وفقا للبيان صرح به رئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان العامة الروسية الجنرال، سيرغي رودسكوي، يوم الاثنين، بدا من الواضح أن موسكو لا ترى بديلا لبشار الأسد في المنطقة. علاوة على ذلك، تعتبر الإدارة العسكرية الروسية بمثابة الضامن لإعادة التأهيل السياسي للأسد وإقامة حياة سلمية في سوريا. وفي هذا الصدد، تقوم موسكو بالتنسيق مع جميع الأطراف المعنية، بما فيها الأطراف المعارضة لنظام الأسد؛ وتركيا والولايات المتحدة الأمريكية.
 وبينت الصحيفة أن الجنرال سيرغي كورالينكو اقترح، في كلمة توجه بها للسوريين عبر التلفزيون، إنشاء مجالس محلية للمصالحة في مناطق خفض التصعيد بسوريا تضم ممثلي البلدات والحكومة السورية وزعماء المعارضة. ولم يكن هذا القرار مدعوما من دمشق فحسب بل أيضا من الدول المشاركة في مفاوضات أستانا. كذلك، يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية تؤيد هذه الفكرة الروسية الرامية إلى مزيد دفع محادثات السلام.
بالإضافة إلى محاربة الإرهاب، من الواضح أن لروسيا مصالح اقتصادية في الشرق الأوسط وأهداف أخرى يمكن أن تولد مزيدا من الصراعات. فقد نشرت وسائل الأعلام بيانات تؤكد مشاركة الوحدات التابعة للشركة العسكرية الروسية الخاصة، "فاغنر"، في المعارك لدعم بشار الأسد. كما تدعي وسائل الإعلام أن وحدات فاغنر تشارك في حماية حقول النفط والغاز في المنطقة، إلى جانب ميليشيات حزب الله والعديد من الكيانات الأخرى.
  وفي الختام، بينت الصحيفة أن عمل حزب الله والفصائل الإيرانية الأخرى بالاشتراك مع الشركة العسكرية الروسية الخاصة "فاغنر" يوحي بأن المصالح الاقتصادية لا تقتصر فقط على روسيا. وفي هذا الصدد، ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الإيرانيين يقومون ببناء مصنع لإنتاج الصواريخ الباليستية قصيرة المدى في شمال غرب سوريا.
وقد أكدت تل أبيب مرار وتكرارا على أنها لن تتسامح مع أي محاولة لتعزيز موقف إيران بالقرب من حدودها. وهذا يعني اقتراب موعد اندلاع الحرب الإسرائيلية الموعودة ضد الهياكل والمنشآت الإيرانية في سوريا، التي تعمل بشكل وثيق مع روسيا.
========================
الصحافة الالمانية :
نويه تسوريشر تسايتونغ :هكذا حولت غارات التحالف حياة أهالي الرقة السورية إلى جحيم
http://arabi21.com/story/1029881/هكذا-حولت-غارات-التحالف-حياة-أهالي-الرقة-السورية-إلى-جحيم#tag_49219
أسامة الذهبي- عربي21# الخميس، 24 أغسطس 2017 09:40 م00
نشرت صحيفة "نويه تسوريشر تسايتونغ" الناطقة بالألمانية تقريرا سلطت من خلاله الضوء على أوضاع أهالي الرقة في ظل القصف المكثف من قبل قوات التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، حيث فر النساء والأطفال من المدينة، في حين بقي الرجال في بيوتهم لحمايتها من بطش عناصر تنظيم.
 وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن النساء والأطفال غادروا المدينة، قبل انطلاق غارات التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، للبحث عن ملجأ آمن. ويبدو أنهم توقعوا أن المدينة قد تتعرض لحصار مشدد وأن الأهالي قد يعيشون في جحيم.
ي هذا الصدد، أورد شخصان لمنظمة العفو الدولية أن التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة شن بتاريخ 11 أيار/ مايو، سلسلة من الغارات الجوية استهدفت مزرعة تقع شمال غرب مدينة الرقة، ما أسفر عن مقتل 13 امرأة وطفلا من أسرة واحدة. وعندما زار وفد من المنظمة عين المكان، شاهد حجم الدمار الهائل الذي خلفه القصف.
 وأشارت الصحيفة إلى أن وفد المنظمة لم يتثبت من مسألة وجود عدد من عناصر تنظيم الدولة بالقرب من تلك المزرعة، ولكن هذا ليس مبررا لقتل عائلة بأكملها. ومن هذا المنطلق، اتهمت منظمة العفو الدولية قوات التحالف الدولي بعدم الاكتراث لوجود مدنيين في المزرعة أثناء عمليات القصف. ونتيجة لذلك، لقي المئات من المدنيين حتفهم، بينما ازدادت حصيلة الجرحى منذ بداية الهجمات خلال شهر أيار/ مايو الماضي.
 ذكرت الصحيفة أن الأخبار المتعلقة بسقوط ضحايا في صفوف المدنيين في مدينة الرقة قد تواترت بشكل مكثف خلال الأسابيع الأخيرة. فيوم الاثنين الماضي، أسفرت غارات جوية قادها التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة عن سقوط العشرات من الضحايا. وفي هذا الصدد، أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 42 مدنيا من بينهم 19 طفلا و12 امرأة قتلوا جراء سلسلة من الغارات الجوية استهدفت معاقل تنظيم الدولة في الرقة.
وأفادت الصحيفة بأن قوات التحالف قد كثفت من نسق الغارات الجوية على مدينة الرقة لتدعيم الهجوم البري الذي تقوده قوات سوريا الديمقراطية. وتجدر الإشارة إلى أن حياة أهالي الرقة قد تحولت إلى جحيم حقيقي، حيث يتخذ تنظيم الدولة بعض المدنيين كدروع بشرية.
وبينت الصحيفة أن التحالف الدولي يشن غارات جوية مكثفة على مناطق نفوذ التنظيم المتطرف في المدينة، كما استخدم سلاح المدفعية خلال هجماته، علما بأن مثل هذه الغارات تعتبر غير شرعية نظرا لأنها تهدد المناطق الآهلة بالسكان. وفي هذا الإطار، قال منسق الأمم المتحدة لحالات الطوارئ، جان إيغيلاند، إن "المنطقة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة في مدينة الرقة تعتبر أسوأ مكان في سوريا التي مزقتها الحرب".
وأضافت الصحيفة أن الفرار من المدينة يعتبر أمرا صعبا بالنسبة للآلاف من أهالي الرقة نظرا لأن تنظيم الدولة أغلق كل منافذ المدينة. ووفق تقديرات منظمة الأمم المتحدة، بقي قرابة 25 ألف شخص محاصرا في المدينة في ظل غياب المواد الغذائية والماء الصالح للشرب، فضلا عن افتقارهم للأدوية والوقود.
وأشارت الصحيفة إلى أن واشنطن كثفت من هجماتها على مناطق نفوذ تنظيم الدولة خلال عهد الرئيس الأمريكي الحالي، دونالد ترامب، إذ تم تخفيف إجراءات التدخل العسكري، إذ لم يعد القادة العسكريون يتلقون تعليمات من القيادة المركزية بشأن الغارات حتى يتسنى لهم التدخل السريع إن لزم الأمر، لكن ذلك فتح الباب أمام استهداف المدنيين الأبرياء.
وذكرت الصحيفة أن ترامب قطع مع إستراتيجية سلفه أوباما، التي تدعو إلى التقليص من الخسائر في صفوف المدنيين عند شن الغارات. وفي هذا السياق، أعلن التحالف الدولي عن مسؤوليته تجاه سقوط أكثر من 600 ضحية في صفوف المدنيين منذ انطلاق عملياته العسكرية في سوريا والعراق سنة 2014. في المقابل، أكدت منظمات حقوقية أن العدد يفوق ذلك بكثير.
وفي سياق متصل، أعلنت منظمة "إير وورز" غير الحكومية، التي توثق الغارات الجوية في سوريا والعراق، أن عدد ضحايا هذه الغارات بلغ قرابة 400 شخص. ووفق مصادر محلية، بلغ عدد ضحايا غارات التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة في سوريا، خلال شهر آب/ أغسطس الحالي، حوالي 380 مدنيا، مع العلم أن أكبر عدد من الضحايا قد سجل في مدينة الرقة.
وأفادت الصحيفة بأن مدينة الرقة تمثل تحديا كبيرا بالنسبة لمنظمات الإغاثة. وعلى الرغم من أن قوات سوريا الديمقراطية تساعد اللاجئين، إلا أنها غير قادرة على حماية عمال الإغاثة. ونظرا لأن الغارات الجوية لم تنفذ من دمشق، لم تقدر منظمات الإغاثة على التنسيق مع النظام السوري.
وقالت الصحيفة إن تركيا لم تتعاون مع منظمات الإغاثة على الرغم من أن معظم العمليات تتم على حدودها، كما قامت بطرد العديد من منظمات الإغاثة نظرا لأنها تعمل في مناطق النفوذ الكردية.
========================
بيلد: الكلفة الإنسانية لمعركة تحرير الرقة مرتفعة جدا
http://arabi21.com/story/1030120/بيلد-الكلفة-الإنسانية-لمعركة-تحرير-الرقة-مرتفعة-جدا#tag_49219
نشرت صحيفة "بيلد" الألمانية تقريرا بينت فيه كيف أصبحت الكلفة الإنسانية لمعركة تحرير الرقة من سيطرة تنظيم الدولة مكلفة جدا، بسبب قصف القوات الأمريكية والمليشيات الكردية، الذي تسبب في مأساة إنسانية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمه "عربي21"، إن معركة تحرير مدينة الرقة، التي تعد معقل تنظيم الدولة في سوريا، دخلت مرحلتها الحاسمة. فقد بات أكثر من نصف المدينة  تحت سيطرة القوات الأمريكية وحلفائها من قوات سوريا الديمقراطية، التي يسيطر عليها الأكراد.
 واعتبرت الصحيفة أن سكان الرقة قد دفعوا ثمن عملية التحرير غاليا، إذ إن مئات المدنيين تعرضوا للقتل في الأشهر الأخيرة بسبب القصف الذي تنفذه  قوات سوريا الديمقراطية، فضلا عن الغارات التي شنها سلاح الجو الأمريكي، إضافة إلى عمليات القوات البرية.
ذكرت الصحيفة أن منظمة العفو الدولية نشرت تقريرا حول هذه المأساة الإنسانية، حملت فيه المسؤولية لهذين الطرفين اللذين يقاتلان ضد تنظيم الدولة. وحسب هذا التقرير، فإن المنظمة تأكدت من مقتل 95 مدنيا من بينهم 41 طفلا و25 امرأة، على يد القوات الأمريكية وحلفائها، خلال الفترة الممتدة بين بداية شهر حزيران/ يونيو ونهاية تموز/ يوليو. كما تسببت روسيا وحلفاؤها من المليشيات التابعة للنظام السوري، في مقتل 30 مدنيا من بينهم 16 طفلا وثلاث نساء، في أثناء مهاجمتهم لجنوب المدينة.
وأكدت الصحيفة أن منظمة العفو الدولية كانت قد استجوبت 98 شخصا من السكان المحليين، الذين قدموا شهادات مروعة حول معركة الرقة، التي تقودها الولايات المتحدة بكثير من العنف.  وقد نقلت الصحيفة رواية شاهدة عيان، حول غارة نقذتها القوات الأمريكية في 10 حزيران/ يونيو، أدت إلى مقتل 12 مدنيا
وفي هذا الصدد، قالت الشاهدة "لقد أصابت القذائف جميع المنازل واحدا تلو الآخر، لقد كان أمرا يستحيل وصفه، تماما كأنها نهاية العالم، حيث كان الضجيج قويا جدا وجميع الناس يصرخون. لن أنسى أبدا حمام الدم الذي شاهدته في ذلك اليوم". كما قدمت امرأة أخرى شهادتها حول الهجوم: "ألم تكن قوات سوريا الديمقراطية وحليفتها الأمريكية تعلم أن المكان مليء بالمدنيين؟ لقد كنا جالسين هناك عالقين لأن تنظيم الدولة منعنا من المغادرة".
وأشارت الصحيفة إلى أنه إلى جانب الغارات الأمريكية العنيفة، فإن سلاح الجو الروسي أيضا يواصل استخدام قنابل محظورة دوليا لقتل أكبر عدد ممكن من الأشخاص. وتشير تقارير منظمة العفو الدولية إلى أنه في 23 تموز/ يوليو سنة 2017، ألقت  القوات الروسية أربع قنابل عنقودية على مخيم سبخة، ما أسفر عن مقتل 10 مدنيين، من بينهم رضيع عمره 18 شهرا، إضافة إلى جرح 30 آخرين.
ونقلت الصحيفة تصريح مسؤولة الأزمات في منظمة العفو الدولية، دوناتيلا روفيرا، التي قالت "إن المنظمة على وعي تام بممارسات تنظيم الدولة، الذي يستخدم المدنيين كدروع بشرية في الرقة ويعرّضهم بشكل متعمد للخطر عبر وضعهم في مواقع عسكرية. ولكن، لا تعفي انتهاكات تنظيم الدولة بقية الأطراف المتدخلة في الصراع من احترام القانون الدولي وحماية المدنيين"
كما تطرقت الصحيفة إلى موقف رينيه فيلدنجل، الخبير في الشؤون السورية لدى منظمة العفو الدولية، الذي دعا جميع الأطراف المشاركة في الصراع إلى احترام القيود والأعراف الدولية وفعل كل ما في وسعها لحماية المدنيين، وإنشاء مناطق آمنة وطرق مخصصة للهروب من جحيم المعارك.
وأفادت الصحيفة أن منظمة الأمم المتحدة بدورها استنكرت الغارات الأمريكية على مدينة الرقة، وأعلنت أن هذه الغارات تسببت، خلال الأشهر الأخيرة، في وقوع عدد كبير من الضحايا المدنيين، ومن بينهم أطفال ونساء، لذلك يجب التنديد بهذه الهجمات التي تستهدف الأبرياء والبنية التحتية المدنية.
من جهتها، تحاول الولايات المتحدة إلقاء اللوم على تنظيم الدولة في كل العمليات التي يذهب ضحيتها عدد كبير من سكان الرقة، حيث تدعي واشنطن أن سبب ذلك هو خوض القتال في مناطق ذات كثافة سكانية عالية، وتزايد وتيرة حربها على الإرهاب، ما يؤدي إلى تزايد هذه "الأضرار الجانبية".
وأقرت الصحيفة بأن المنتقدين ينظرون إلى هذه المشكلة من زاوية أخرى، فرغم نفي الإدارة الأمريكية بشكل رسمي تغافلها عن القواعد والقوانين المتعلقة باستهداف مقاتلي تنظيم الدولة في المناطق المأهولة بالسكان، إلا أن المنظمات والنشطاء المحايدين لا يتفقون مع هذا الادعاء.
وفي هذا السياق، أورد كريس وودز، من منظمة إيروايز الحقوقية في لندن، أنه من بين أكثر من خمسة آلاف ضحية من المدنيين، الذين قتلوا خلال الحرب التي تقودها واشنطن ضد تنظيم الدولة منذ سنة 2014، تشير الأرقام إلى أن أكثر من نصفهم سقطوا في الفترة القصيرة التي قضاها دونالد ترامب في البيت الأبيض.
وأوضحت الصحيفة، وفقا لما صرح به وودز، أن تفسير ارتفاع عدد الضحايا في صفوف المدنيين خلال العام الجاري، دليل على أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة قد خفف من التزامه بالقواعد المفروضة في أثناء الاشتباك.
وفي الختام، بينت الصحيفة أن تقارير منظمة إيروايز تشير إلى أنه خلال الأسابيع الإحدى عشر الأخيرة من الهجمات الأمريكية على الرقة، تعرض أكثر من 700 مدني للقتل على يد القوات الأمريكية وحليفتها سوريا الديمقراطية، فيما قتل مئات آخرون على يد تنظيم الدولة.
الصحيفة: بيلد
========================
الصحافة العبرية :
مباط عال :الجبهة السورية: حقيقة التهديد الإيراني لإسرائيل
http://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=123f23eby306127851Y123f23eb
بقلم: أودي دِيكل وعميت فالنسي*
يُقدر حالياً عدد المقاتلين في الميلشيات الشيعية في سورية بنحو 20 ألفاً، ويقدر عدد المقاتلين الإيرانيين بنحو ألف مقاتل، لكن النفوذ الإيراني السياسي والعسكري واسع وشامل. وتتركز مصالح إيران في سورية في المحافظة على استقرار نظام الأسد، حليف طهران الاستراتيجي، وفي إنشاء ممر لوصول الامدادات إلى حزب الله في لبنان. وتتطلع إيران إلى جعل الحيز السوري قلب «الهلال الشيعي» الخاضع لنفوذها والممتد من طهران إلى بغداد ودمشق وصولاً إلى بيروت وساحل البحر الأبيض المتوسط. وفي الوقت عينه تسعى إيران إلى استخدام إنجازاتها ونفوذها في سورية من أجل تسليط الضوء على قوتها في مواجهة إسرائيل، وتوسيع منطقة الاحتكاك معها وزيادة التهديد إزاءها.
تنظر إسرائيل بقلق إلى التمركز الإيراني في سورية. وعلى أساس تدخل إيران العسكري إلى جانب روسيا احتلت إيران مكاناً مركزياً في محاولات الدفع قدماً بعمليات التسوية في سورية، وقُبلت في الساحة الدولية كطرف شرعي بين القوى المؤثرة على مستقبل سورية. وفي تقدير إسرائيل فإن تسويات وقف إطلاق النار وإقامة مناطق تهدئة خاصة في جنوب سورية ستمنح إيران والتنظيمات الدائرة في فلكها موقعاً على الأرض بالقرب من حدودها في هضبة الجولان.
في القدس لا يكتفون بتعهدات روسيا بإبعاد القوات الشيعية التابعة للقيادة الإيرانية عن هضبة الجولان، وقد أعلنت إسرائيل أنها لن تقبل بأي وجود عسكري لإيران وللتنظيمات الدائرة في فلكها في سورية. وذهب رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، إلى لقاء عاجل مع الرئيس بوتين في سوتشي (في 23 آب) للتعبير عن معارضة إسرائيل لنتائج اتفاق وقف إطلاق النار. والرسالة الإسرائيلية هي أنه إذا تحققت المخاوف بشأن وجود إيراني بالقرب من حدود إسرائيل، فإن هذا يمكن أن يغير سياسة «الوقوف على الحياد» التي انتهجتها إسرائيل منذ العام 2011، ويدفعها إلى التدخل بصورة فاعلة بما يجري في جنوب سورية.
إن سعي إيران نحو زيادة نفوذها الإقليمي يقلق إسرائيل من عدة نواح، وأهمها التهديد الإيراني في الجبهة الشمالية. في الحلقة الأولى في جنوب سورية يمكن أن تنشر إيران التنظيمات الدائرة في فلكها، وعلى رأسها «حزب الله» إلى جانب ميليشيات شيعية، تحت غطاء التعاون مع الجيش السوري الموالي للرئيس الأسد، على مسافة تسمح بوصول سريع إلى منطقة الحدود في هضبة الجولان. وتنشأ بذلك جبهة إضافية في المواجهة المحتملة بين «حزب الله» وإسرائيل، بموازاة الجبهة اللبنانية، وهذا تطور تريد إسرائيل منعه. وفي الحلقة الثانية، تعمل إسرائيل بصورة دائمة لكبح تعاظم القوة العسكرية لـ «حزب الله» في سورية ولبنان، ولا سيما بعد تزود «حزب الله» من إيران بآلاف الصواريخ والقذائف وبطائرات من دون طيار قادرة على إلحاق الضرر بالجبهة الخلفية الاستراتيجية والمدنية في دولة إسرائيل. ويسمح الوجود الإيراني في سورية بوصول مباشر ومريح لمساعدة «حزب الله»، ما يزيد من التهديد المباشر إزاء إسرائيل. بالاضافة إلى ذلك، يبرز التخوف من أنه بعد استقرار الوضع في سورية ستتقلص حرية التحرك الإسرائيلي ضد شحنات السلاح الموجهة إلى «حزب الله» عبر الأراضي السورية.
الحلقة الثالثة والأوسع هي ترسيخ هيمنة إيرانية في سورية كلها، وهذا يمكن أن يتحقق من خلال عدد من مستويات التدخل:
 1- تحويل سورية إلى مركز لوجستي إيراني مدعّم بواسطة ممر وإمداد بري وجوي عبر العراق، ويشمل بنية تحتية لإنتاج سلاح، ودعماً لوجستياً وكذلك تسليح التنظيمات الدائرة في فلك إيران في المنطقة.
2- إقامة «حزب الله سورية» بما يشبه نموذج «حزب الله» في لبنان والميليشيات الشيعية الشعبية في العراق. وذلك من خلال دمج الوحدات العلوية المحلية بميليشيات المتطوعين الشيعة الأجانب (عراقيين وأفغانا). وتكون مهمة هذه القوات الدفاع عن النظام وعن الأرصدة الإيرانية في سورية، بالإضافة إلى تهديد إسرائيل. والاحتمال الذي يجري بحثه مؤخراً هو تشكيل وحدات من المتطوعين لتحرير هضبة الجولان، تقوم بعمليات حرب عصابات عسكرية في الحدود، وتزعزع استقرار الأردن، وتفتح جبهة سورية في سيناريو نشوب حرب بين إسرائيل و»حزب الله» في لبنان.
 3- تحويل سورية إلى نوع من دولة تحت الوصاية الإيرانية. ومن خلال عملية بطيئة وتدريجية توجد إيران لنفسها نفوذاً شاملاً في مختلف أرجاء سورية وتعزز التواصل بين «الهلال الشيعي» بواسطة أرصدة وحوافز سياسية، واقتصادية، واجتماعية- ديمغرافية. وسيوسع هذا الوضع من حيز الاحتكاك في مواجهة إسرائيل ويتيح استخدام مجموعة تهديدات تتضمن قدرات من سيناريوات 1 و2.
في محاولة لتقدير إمكانية حدوث السيناريوات التي وصفناها سابقاً، يجب الأخذ في الاعتبار مجموعة اعتبارات ومقيّدات ستؤثر على حجم وطبيعة تدخل إيران في سورية.
 أولاً، توجد أهمية كبيرة للعلاقات مع روسيا، وللتنافس بينهما على السيطرة على الحيز السوري. وستحرص إيران على عدم الدخول في مواجهة مع روسيا لأن الضرر المحتمل عليها من هذه المواجهة أكبر بكثير من الضرر المباشر المتعلق بتقليص نفوذها في سورية.
 ثانياً، تتخوف إيران من مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة.
 ثالثاُ، يجب الأخذ في الحسبان الإرادة الإيرانية بالامتناع عن المواجهة مع إسرائيل في الوقت الحالي، لأن هذا لا يخدم مصالحها الأخرى، مثل الدفاع عن البنية التحتية النووية.
 رابعاً، المعارضة المتوقعة من جانب دول المنطقة (تركيا، والسعودية، والأردن، وحتى العراق) حيث النفوذ الإيراني قابل لأن يتزعزع في سورية وخطر الدخول في نزاع معها؛
خامساً، تعاظم المعارضة الداخلية في سورية من جانب السكان السنة وتنظيمات المتمردين للوجود الإيراني ولتزايد نفوذ إيران في أراضي الدولة؛ في الختام، من وجهة نظر إيرانية داخلية ينطوي «ملف سورية» على حساسية كبيرة لأن الموارد التي يمكن توظيفها في مشروع إعادة بناء سورية محدودة. بالإضافة إلى ذلك، تُسمع في إيران انتقادات للتدخل في سورية ويمكن أن تزداد إذا وقعت خسائر جديدة في الأرواح وإذا فرضت عقوبات دولية ضدها. بناء على ذلك، من الصعب افتراض أن لدى إيران خطة متبلورة للسيطرة على سورية وتحويلها إلى «دولة تحت الوصاية» بكل معنى الكلمة. ويبدو أنه على المستوى العملي والمباشر، من مصلحة إيران عدم إبراز وجود قواتها وقدراتها العسكرية في سورية، وتفضّل دمجها في الجيش السوري وفي البنى التحتية الأمنية الموجودة في الدولة.
تنطوي السيناريوات والمقيّدات المختلفة على فرص بالنسبة إلى إسرائيل يمكن استغلالها من خلال بلورة رد متشابك يتضمن مكونات من قوة ناعمة وقوية، وعمليات مستقلة، وتعاوناً مع لاعبين من قوى عظمى وإقليمية وقوى داخلية سورية:
‌أ-على الصعيد العسكري، تزداد القدرة العملية على ضرب أرصدة إيرانية في سورية. وفي إطار أوسع، ستسمح هذه القدرة لإسرائيل بإبراز ردع وقدرة ايذاء في المجالين السوري واللبناني، وذلك كأداة ضغط على إيران ونظام الأسد لوقف نشاطاتهما في جنوب سورية، ولتشجيع روسيا على الاستجابة لمطالبة إسرائيل بتقييد الوجود والنفوذ الإيرانيين في هذه المنطقة. وفي هذا الإطار يتعين على إسرائيل درس سقف خرقها لتوقعات اللاعبين في المنطقة القريبة منها، مثل القيام برد غير متناسب من جهتها على «انزلاق النار» لأراضيها، أو مهاجمة أرصدة إيرانية في عمق سورية.
‌ب-التقدم في جنوب سورية بهدف إقامة مناطق نفوذ في هذا المجال، مثل منطقة فاصلة بينها وبين القوات الموالية للأسد والتنظيمات الدائرة في فلك الإيرانيين. وذلك من خلال توثيق العلاقة مع قوى محلية وتقديم المساعدة لتنظيماتهم، بالاضافة إلى زيادة المساعدة الانسانية والمدنية في المنطقة (بنى تحتية، طبابة، زراعة وغيرها) كخطوات وقائية لمنع التسلل الإيراني.
‌ج-في إزاء روسيا، يجب تقديم أربعة مطالب أساسية: مشاركة إسرائيلية (على الأقل من وراء الكواليس) في النقاشات بشأن مستقبل سورية؛ إشراف ورقابة روسيا لمنع تواجد إيران والتنظيمات الدائرة في فلكها في جنوب سورية وإبقائها على الأقل على بعد 40 كيلومتراً من الحدود؛ منع إيران من استخدام أرصدة استراتيجية روسية (مثل مرافئ ومطارات)، ومنع انزلاق سلاح روسي إلى حزب الله والميليشيات الشيعية.
‌د-بالنسبة إلى الولايات المتحدة، على الرغم من أن إدارة ترامب تعطي أولوية كبرى للقضاء على تنظيم «داعش»، فإنها مهتمة بالتوصل إلى تسوية في سورية بالتعاون مع روسيا من خلال الأخذ في الاعتبار مصالح إسرائيل. بناء على ذلك، المطلوب بلورة استراتيجية مشتركة مع الإدارة في واشنطن في الموضوعين السوري والإيراني من خلال التشديد على أن أفكاراً سلفية- جهادية لن تتبدد بعد هزيمة تنظيم «داعش»، وأنه من المتوقع أن يستمر التطوع في صفوف السلفية الجهادية في ضوء الهيمنة الإيرانية في المجال العراقي- السوري- اللبناني. ومن الحيوي إقناع الإدارة الأميركية بضرورة اقامة فاصل في الهلال الشيعي، ومواصلة دعم حكومة العبادي في العراق، بصورة تقلل من تأثير إيران وتضع عوائق على طريق سيطرتها على سورية. وفي موازاة ذلك، يجب ضمان مشاركة الولايات المتحدة في آليات مراقبة اتفاقات وقف اطلاق النار في سورية وفرضها، وفي ترميم المجال المدني في جنوب سورية، وإنشاء قوى محلية معارضة للنفوذ الإيراني. وجميع هذه الخطوات يمكن الدفع بها قدماً بالتعاون مع الأردن.
‌ه-على الصعيد الدولي، سيكون من السهل تشويه صورة إيران وتصويرها كعنصر مخرب ومزعزع للاستقرار من خلال تصوير الأضرار التي تتسبب فيها للاستقرار في سورية وسعيها إلى توسيع الاحتكاك في مواجهة إسرائيل والدول المجاورة لسورية. إن العمل ضد التخريب الإيراني يمكن أن يشكل منصة لقيام تعاون بين إسرائيل ولاعبين آخرين في المنطقة يشاطرونها مصالح متشابهة، في أساسها معارضة النفوذ الإيراني في المشرق.
‌و-بالنسبة إلى لاعبين سوريين وداخليين، فمن المهم الاستثمار الإسرائيلي في تعزيز وتوثيق الصلات مع قوى سنية ودرزية وكردية، بهدف تحدي الوجود الإيراني من كل النواحي: السياسية والاقتصادية والعسكرية. وفي الوقت عينه، يجب، بالتعاون مع الولايات المتحدة، تعزيز الصلات مع الأكراد في شمال سورية، وتجنيدهم لمحاربة النفوذ الإيراني في شمال شرق سورية، وأيضاً لفرض قيود على إنشاء ممر شيعي من العراق.
ختاماً، يتعين على إسرائيل أن تقدم موقفاً واضحاً من مسألة مستقبل سورية. ومثل هذا الموقف يجب أن يتضمن تأييداً للتحرك الروسي نحو حل يستند إلى هيئة فدرالية تتلاءم مع موازين القوى الداخلية في سورية. وبذلك يمكن لجم سعي إيران للهيمنة على سورية ومنع ترسيخ حكم مركزي في دمشق توجّهه طهران. ويجب أن يتضمن الموقف الإسرائيلي أيضاً المطالبة بخروج القوات الأجنبية من سورية، مع التركيز على حزب الله والميليشيات الشيعية، لأنها تشكل عنصراً لعدم الاستقرار وكذلك لاستمرار النزاعات داخل سورية. وبالاضافة إلى ذلك، يتعين على إسرائيل التعبير عن معارضتها لاستمرار حكم الأسد، لاعتبارات إنسانية وأخلاقية بصورة خاصة.
وعلى أي حال، لا يشكل التهديد الإيراني في سورية في الوقت الحالي تحدياً أمنياً لا تستطيع إسرائيل تحمله، خاصة في ضوء مجموعة الوسائل التي لديها، والتي تستطيع بواسطتها العمل على تقليص النفوذ الإيراني في الساحة السورية، وكذلك تقليص التهديدات التي ينطوي عليها ذلك النفوذ.
عن «مباط عال»
*أودي دِيكل مدير معهد دراسات الأمن القومي، وعميت فالنسي باحثة في المعهد.
========================
هآرتس :يجب أن تتخلى إسرائيل عن نظرية "ضبط النفس" تجاه "حزب الله" و"حماس"
http://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=123f27a2y306128802Y123f27a2
2017-08-25
بقلم: اسرائيل هرئيل
في الذكرى الحادية عشرة لما اعتبر في نظر «حزب الله» «نصراً إلهياً» عاد حسن نصر الله لتحديد الأهداف. فلم تعد حيفا وصفد هي الهدف، بل ديمونة. توجد لديه صواريخ متقدمة يمكنها ضرب المفاعل، وبكثرة، زودته بها إيران – تسلم إسرائيل بذلك فعليا – وهي تنوي انشاء مصنع لانتاج الصواريخ في لبنان.
في هذه الحالة سنقوم بضبط أنفسنا. وسيستمر مواطنو اسرائيل في أن يكونوا رهائن في أيدي طهران. ايران و»حزب الله» جسم واحد، وخلال ذلك تتمركز ايران في سوريا أيضا، ويسعى الحرس الثوري الايراني الى الوصول الى الحدود السورية- الأردنية. ورد اسرائيل هو: وفد أمني رفيع المستوى عبر عن قلقه أمام قادة المؤسسة الأمنية في واشنطن. نبث حزننا لهذه الادارة الهستيرية.
في السنوات الخمس الاخيرة، حسب اقوال الجنرال امير ايشل، نفذ سلاح الجو في سورية حوالي مئة هجوم ضد قوافل السلاح، التي كانت في طريقها لـ «حزب الله». لكن لم ننجح في منع تهريب حوالي 150 ألف صاروخ. ايشل ومن استبدل به في قيادة سلاح الجو، عميكام نوركن، يؤكدان على أنه اذا قام نصر الله بتنفيذ تهديده فسيكون لنا رد حاسم.
لكن الهجوم الاول هو الحاسم، حيث من شأنه أن ينتهي بآلاف الضحايا في أوساط المدنيين وبضرر كبير للمنشآت الأمنية والاقتصادية. من المحظور على إسرائيل الاستمرار في التسليم بالتغييرات الاستراتيجية الكبيرة مثل تمركز الحرس الثوري على الحدود الاسرائيلية، في سورية وفي لبنان، وفيما بعد في غزة، وربما حتى في الأردن – كي لا يكون الامر متأخرا جدا، حيث لا توجد حدود لمرونة نظرية ضبط النفس الاسرائيلية.
من المعقول الافتراض أنه في هذه المرحلة لن يتم اطلاق أي صاروخ من ايران نحو اسرائيل. وهذا ليس بسبب تهديد نفتالي بينيت («سنقوم بتدمير لبنان»)، وتهديد اسرائيل كاتس («سنعيد لبنان الى العصر الحجري»). ايران توجد الآن في سباق للسيطرة الاقليمية – اسرائيل والولايات المتحدة لا تعملان على صدها – واطلاق الصواريخ على اسرائيل قبل انهاء هذا السباق سيشوش المسيرة. هذا الامر، وليس الردع الذي حققته اسرائيل كما يبدو في حرب لبنان الثانية الفاشلة، هو السبب الرئيس في ضبط النفس المؤقت لـ «حزب الله» وإيران.
عندما ستقوم إيران و»حزب الله» بإطلاق آلاف الصواريخ التي تم تجميعها على المناطق المأهولة في اسرائيل، فمن المشكوك فيه أن تقرر الحكومة الاسرائيلية أن تقوم بقصف السكان المدنيين، حتى كرد – هذا الحق محفوظ فقط لأعدائها – أو أن تدمر البنى التحتية. الردود الاشكالية للسكان في المنطقة الشمالية بسبب اطلاق الصواريخ في حرب لبنان الثانية والهروب الجماعي للسكان في النقب بسبب قصف «حماس» في عملية «الجرف الصامد» (ليس هذا فقط)، أثبتت أن للجبهة الداخلية الاسرائيلية قدرة متدنية ومقلقة على المواجهة. قدرة التحمل المتدنية للسكان يجب عليها اقناع متخذي القرارات على نبذ نظرية ضبط النفس والعودة الى نظرية الهجوم المضاد السابقة، التي تم هجرها منذ حرب «الايام الستة».
يحيى السنوار، رئيس «حماس» الجديد في غزة، أعلن أنه «في المواجهة القادمة سنقوم بتدمير إسرائيل». واسرائيل من ناحيتها، بدل أن تقوم بتحييد قدرته على تنفيذ تهديده، تقوم بالدفاع كعادتها من خلال اقامة عائق تحت ارضي سلبي، بتكلفة باهظة ونجاعة مشكوك فيها. هذه هي العقلية.
في يوم ما، عندما تقوم كل هذه القوات بتنفيذ هجوم صاروخي من الشمال ومن الشرق ومن الجنوب سنجد أنفسنا مرة اخرى في معارك دفاعية كبيرة، سننتصر فيها نصرا ساحقا، كما هو معروف. ولكن ثمن الضربة الاستباقية للعدو سيدفعه السكان المدنيون، عشرات آلاف المدنيين.
========================
هآرتس :سورية تتحول جبهة أمامية لإيران: إسرائيل مضطرة للتعايش مع الواقع الجديد
http://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=123f795cy306149724Y123f795c
2017-08-26
بقلم: تسفي برئيل
من المشكوك فيه أن يكون بنيامين نتنياهو عاد من موسكو ولديه البشرى. ومن المشكوك فيه أكثر أن يكون حصل على تعهد من الرئيس الروسي لإخراج القوات الايرانية من سورية أو على تقييد وجودها؛ ليس لأن بوتين لا يريد، فهو بالتأكيد يريد جداً ضرب المنافس له الذي يتحدث الفارسية، لكنه ببساطة لا يستطيع. لا تسود علاقة سيادة بين إيران وروسيا، كما هو الامر في العلاقة بين اسرائيل والولايات المتحدة. هاتان الدولتان اللتان احداهما دولة عظمى فعليا، والاخرى تسعى الى أن تكون دولة عظمى اقليمية، تديران شراكة في سورية ليس بالحب ولكن بالاكراه.
الفجوة الاستراتيجية بينهما (لا نقول الايديولوجية) هي فجوة كبيرة. تسعى روسيا الى الوصول إلى حل سياسي يمكنها من التأثير على سورية عن بعد، واخراج قواتها من أراضيها والحصول على نصيب اقتصادي يضمن اعادة إعمار الدولة. تريد ايران الخروج من الحصار الشرق اوسطي لها وتثبيت حضورها على الارض. ليس فقط تمركز بوساطة مبعوثين، كما حصلت عليه في لبنان عندما ساعدت في اقامة «حزب الله»، أو في اليمن مع الحوثيين، أو بالطريقة التي حصلت فيها على نفوذ في قطاع غزة عن طريق «حماس». في هذه المرة لديها محفظة سياسية، ولا تنوي التنازل عنها. تفسير ذلك ليس أنها ترى في سورية منصة لإطلاق الصواريخ على اسرائيل أو أن كل حساباتها تدور حول قدرتها على مهاجمة اسرائيل. ايران تتنافس على مكانة شرعية في العالم، وليس فقط في الشرق الاوسط، والسعي للحصول على الشرعية لا يمكنه أن يتضمن مهاجمة مباشرة لدولة، خاصة إذا كان اسمها اسرائيل.
اذا كانت ايران اكتفت في السابق بالوصول الى دول لم تكن ترغب في مصافحتها، فهي الآن تبحث عن النفوذ. هذه الاستراتيجية يمكنها أن تضمن أن لا تخرق الاتفاق النووي رغم تهديدها بالانسحاب منه اذا لم تقم الولايات المتحدة بالوفاء بتعهداتها حسب الاتفاق، كما تفسر ذلك ايران. هذا اتفاق وضع في أيدي ايران وثيقة تأهيل دولية بأنها دولة عقلانية يمكن التوقيع معها على اتفاقات دولية يمكن للغرب أن يجني منها ارباحا اقتصادية كبيرة. لهذا فان نزاعا اميركيا مع ايران سيجر الى نزاع بين الولايات المتحدة واوروبا، وبين اوروبا وروسيا والصين وباقي الدول التي انتظرت هي ايضا فتح السوق الايرانية.
في سورية نفسها ركزت ايران في السنتين الاخيرتين على خمس جبهات تعطيها سيطرة على كل المناطق الاستراتيجية، من درعا والسويداء في الجنوب ومرورا بدمشق وادلب في الوسط وانتهاء بحلب والحسكة في الشمال، وعلى طول الحدود السورية العراقية في منطقة دير الزور. وحسب تقارير المنظمة السرية الايرانية «مجاهدي خلق»، التي اصدرت تقارير ايضا عما يحدث داخل الصناعات النووية الايرانية بصورة دقيقة جدا، فان ايران لديها حوالي 70 الف مقاتل في سورية، عدد منهم منخرطون في وحدات نظامية في الحرس الثوري والجيش الايراني، وعدد آخر يتكون من مليشيات خاضعة لقيادة ايران، مثل «حزب الله» والمليشيات الشيعية التي وصلت من العراق، ومتطوعون أفراد من افغانستان وباكستان يعيشون في ايران كلاجئين، تم ارسالهم الى الجبهة للمساعدة في إعالة عائلاتهم، ومليشيات محلية سورية تم تجنيدها من قبل الحرس الثوري.
كل هذه القوات قادها الجنرال حسين همذاني، الذي قتل في العام 2015، وتم تعيين الجنرال جعفر اسدي مكانه، حيث كان قائدا للقاعدة اللوجستية الايرانية في سورية قرب مطار دمشق. وهي قاعدة مركزية لقيادة القوات الايرانية. القيادة الايرانية وفروعها حصلوا على قواعد كانت للجيش السوري أو منشآت مدنية مثل الجامعة التي توجد على بعد حوالي 60 كم بين دمشق والسويداء. والتي وضع حولها الايرانيون مواقع اطلاق لصواريخ سام 1 المضادة للطائرات. قرب الحدود مع تركيا تملك ايران قاعدة للقوات المدرعة، وفي منطقة الشيباني قرب دمشق تعمل قوات مختارة من الحرس الثوري، هدفها حماية القصر الرئاسي في حالة مهاجمته.
هذه التقارير صحيحة حتى العام 2016، وبعد ذلك قرر الزعيم الاعلى لايران، علي خامنئي، تعزيز القوات وارسال قادة كبار آخرين من اجل تعزيز البنية العسكرية في سورية. وقبل سنتين طلب محسن رضائي، قائد الحرس الثوري في فترة الحرب الايرانية العراقية (1980 – 1988) العودة الى صفوف الحرس الثوري. رضائي، الذي تنافس عدة مرات على الرئاسة وخسر، تم تعيينه مؤخرا مستشارا لقاسم سليماني (رئيس «قوة القدس» في الحرس الثوري الايراني) في الشؤون السورية. هذا التعيين هدف الى تعزيز مكانته السياسية في ايران أكثر من كونه اجراء عسكريا، لكنه يشير الى مكان سورية كجزء من تشكيل الاستراتيجية العسكرية لإيران، الى درجة أن سياسيا كبيرا مثل رضائي يعطي اهمية كبيرة جدا لمشاركته في تخطيط المعركة في سورية.
إن النشر الكثيف للقوات كلف ايران ايضا خسائر كثيرة، يمكن أن نعرف عنها في الاساس من خلال الاعلان عن الجنازات أو من الاخبار التي تنتقل شفويا. في ظل عدم وجود معطيات رسمية فان التقديرات تشير الى أنه على الاقل 500 مقاتل ايراني، عدا «حزب الله» والمليشيات الاخرى، قتلوا حتى الآن في سورية. ولكن ليس فقط تكبدت ايران خسائر في الارواح. ففي عدد من الساحات اضطرت القوات الى الانسحاب بضغط من روسيا، كما أن وزنها في جزء من المناطق الامنية التي تتم اقامتها بمبادرة روسية وبالتنسيق مع الولايات المتحدة تقلص، وبالاساس في الجبهة الجنوبية التي تهم اسرائيل والأردن. لن تشرف ايران على المنطقة الآمنة في الجنوب. هذه المهمة تنفذها شرطة عسكرية روسية، وكذلك في المناطق الشمالية ستضطر الى تقديم تنازلات، في الاساس لتركيا التي تريد المشاركة في الاشراف نظرا لقربها من المناطق الكردية. ولكن هذه التحركات التكتيكية لا تغير استراتيجيا الوجود الايراني نفسه في المنطقة.
 
قطر خارج الرادار
اذا تمت ادارة المعركة العسكرية والسياسية في سورية بشكل يستمر في منح روسيا مكانة اساسية في توجيه الخطوات السياسية، في ايجاد وقف اطلاق نار محلي في عدة مناطق، وفي اقامة مناطق آمنة خاضعة لسيطرة روسيا (حتى لو كان بتنسيق اميركي سلبي)، تستطيع ايران أن تضمن لنفسها بفضل وجودها في سورية مكانة مؤثرة في الشرق الاوسط العربي. حيث إنه ليس فقط الحرب في سورية هي التي ترفع مكانة ايران، بل ايضا تعرف ايران كيف تحصل على فائدة من ازمات اخرى. مثلا، قبل ايام قررت قطر اعادة سفيرها الى ايران، وبهذا استئناف العلاقة الدبلوماسية بصورة كاملة معها. إن اعادة السفير القطري يعتبر خطوة تظاهرية، حيث إن العلاقة بين الدولتين لم تنقطع فعليا. والتعاون الاقتصادي والعسكري بين الدولتين بقي على حاله. اضافة الى ذلك، في الايام الثمانين من الحصار الذي فرضته السعودية ودولة الامارات والبحرين ومصر على قطر، كانت ايران هي التي زودت قطر بقطار جوي، ونقلت اليها ارساليات غذاء ومنتوجات اخرى. وبهذا أوضحت ايران للسعودية ودول الخليج أنها إذا كانت تعتقد أن فرض العقوبات الاقتصادية على قطر سيؤدي الى قطيعة مع ايران، فان إيران (تركيا ايضا) اثبتت لهم العكس.
لم يكن بالامكان الافتراض منذ البداية أن عقوبات كهذه ستفيد. لأن ايران وقطر شريكتان في حقل الغاز الاكبر في الشرق الاوسط. ويكفي هذا لترسيخ العلاقة بينهما، حتى أن مبعوثي الرئيس الاميركي ترامب، الذين ارادوا التوسط بين دول الخليج وقطر، ادركوا أن طلبات السعودية غير ممكنة. وطالما أن دول الخليج لم تنزل عن السلم العالي الذي صعدت عليه، فان قطر ستستمر في التصرف بصورة مستقلة. ما يجب أن يثير اهتماما خاصا بهذا الموضوع هو عدم تدخل روسيا في الازمات التي تعترف فيها بضعفها. روسيا لا يمكنها التأثير على السعودية في المواضيع الداخلية – العربية، وقطر ليست تحت مظلة التأثير الروسية. من هنا، يمكن ايضا أن نخرج مع استنتاجات حول قدرة التأثير على سلوك ايران في المنطقة، سواء أكان الامر يتعلق بالحرب في اليمن أو الحرب في سورية، ولا سيما أن لروسيا مصالح استراتيجية واقتصادية في ألا تعمل قطيعة مع ايران، أو ادخال نفسها في مواجهة مع طهران على موضوع يهم اسرائيل والولايات المتحدة.
إن ما تستطيع روسيا طلبه من ايران هو الامتناع عن العمل بصورة من شأنها أن تعرض بشار الاسد ونظامه للخطر. والحاق الضرر بالعملية السياسية التي تدعمها وذلك بأن تفتح جبهة اخرى مع إسرائيل من الأراضي السورية. إن هذا الطلب يمكنه أن يتضمن على سبيل المثال توافقا على نوع السلاح وبالاساس الصواريخ التي تستطيع ايران نصبها في سورية، أو محاولة تقييد مناطق انتشارها في الدولة. وبسبب أنه يوجد للدولتين مصلحة في الحفاظ على نظام الاسد، فان هذه الذريعة من شأنها أن تساعد روسيا في اقناع ايران.
لقد امتنعت اسرائيل الى الآن عن الاعلان أنها ترى نظام الاسد مسؤولا عن وضع قوات إيرانية وسلاح متطور على الاراضي السورية، كما اعتادت على تحذير لبنان، وبهذا فانها تخفف من التهديد الذي يمكن أن يؤثر على ايران. ولكن اذا قامت اسرائيل بتهديد الاسد بصورة علنية فمن المشكوك فيه أن يكون هذا التهديد كافيا لردع ايران. فما بالك عندما تسعى هذه الى اقامة ميزان ردع في وجه اسرائيل، مثلما عملت في لبنان. يبدو أن اسرائيل ستضطر الى التعايش مع واقع تكون فيه سورية هي الجبهة المتقدمة لايران، والاعتماد على وعود (لكن ليس تعهدات) روسية، وكل ذلك بدون دعم من الادارة الأميركية، التي تتخلى بصورة متسارعة عن الجبهة السورية.
عن «هآرتس»
========================
المركز الوطني لدراسات الأمن القومي: صيحات التهديد الإيراني في سوريا
http://idraksy.net/the-iranian-threat-in-syria/
ستكون مسألة مستقبل سوريا، ولا سيما موضوع النفوذ والوجود الإيرانيين، محور لقاء رئيس الوزراء نتنياهو مع الرئيس بوتين. وعلى الطاولة هناك مجموعة من السيناريوهات المحتملة التي تستعد لها إسرائيل. إن التهديد الإيراني من سوريا ليس تحدياً أمنياً صعباً بالنسبة لإسرائيل في هذا الوقت ولا  في المستقبل، خاصة إذا استغلت إسرائيل بحكمة مجموعة الأدوات المتاحة لها للحد من هيمنتها، والحد من التهديد الإيراني على الساحة السورية.
منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا وقفت إيران مع الرئيس بشار الأسد، ومع مرور الوقت وتزايد التهديدات على استقرار نظام الأسد، أصبحت مشاركة إيران في الحرب أكثر حدة. إذ قامت بإرسال المليشيات الشيعية المؤلفة من أجانب (عراقيين وأفغان وغيرهم)، هذا بالإضافة إلى المليشيات التابعة لحزب الله، وجميعهم يتحركون بأمر ودعم من  طهران إلى ساحة المعركة، إلى جانب وحدات من الحرس الثوري الإيراني والجيش الإيراني. وكانت القوات الإيرانية المرسلة للحرب في سوريا هي القوة القتالية البرية الرئيسية في التحالف المؤيد لنظام الأسد، الذي شكلته روسيا في خريف عام 2015.
واليوم يقدر عدد مقاتلي الميليشيات الشيعية بنحو 20 ألف مقاتل. ويقدر عدد المقاتلين الإيرانيين في سوريا بأقل من 1000، لكن النفوذ الإيراني، السياسي والعسكري، أوسع وأشمل من هذا العدد. وتركز مصالح إيران في سوريا على الحفاظ على نظام الأسد واستقراره،وهو حليف طهران استراتيجي، بالإضافة إلى تقوية مسار الوصول والإمداد لحزب الله في لبنان. و تطمح إيران إلى السيطرة على الأراضي السورية باعتبارها جزءاً من “الهلال الشيعي” الذي هو تحت نفوذها وينتشر من طهران، مروراً ببغداد ودمشق إلى بيروت وساحل البحر الأبيض المتوسط. وفي الوقت نفسه، تسعى إيران إلى الاستفادة من إنجازاتها ونفوذها في سوريا من أجل توسيع سيطرتها في سوريا للوصول لإسرائيل، وتوسيع النفوذ داخل الأراضي الداخلية من أجل الاحتكاك بإسرائيل وزيادة تهديدها.
إسرائيل تنظر بقلق إلى توسع النفوذ الإيراني  في سوريا. وأما فيما يتعلق بالتدخل العسكري الإيراني مع روسيا فقد أدت دوراً محورياً في محاولات تقديم خطوات السلام وإيقاف الحرب في سوريا، وتم قبولها على الساحة الدولية كعامل مشروع بين القوى التي تؤثر على مستقبل سوريا. وتعتقد إسرائيل أن ترتيبات وقف إطلاق النار وإقامة مناطق هادئة، خصوصاً في جنوبي سوريا، ستعطي إيران ووكلاءها موطئ قدم في المنطقة القريبة من حدودها على مرتفعات الجولان.
في القدس غير راضين عن وعود روسيا بإزالة القوات الشيعية تحت القيادة الإيرانية من مرتفعات الجولان، وأعلنت إسرائيل أنها لن تتسامح مع أي وجود عسكري لإيران ورعاياها في سوريا. هذا ويذكر أن  رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عقد اجتماعاً عاجلاً مع الرئيس بوتين (23 آب/أغسطس) للتعبير عن معارضة إسرائيل لتداعيات اتفاق وقف إطلاق النار. و كخطوة أولية أرسل وفد من كبار مسؤولي الدفاع الإسرائيلي إلى اجتماعات في الولايات المتحدة مع رؤساء مجلس الأمن القومي؛ لإقناعهم بدعم الموقف الإسرائيلي الذي يرفض وجود إيران في سوريا. والرسالة الإسرائيلية هي أنه إذا تأكدت المخاوف من وجود إيراني على الحدود مع إسرائيل، فإنها قد تغير سياسة الوقوف على الحياد التي اتخذتها منذ عام 2011، وتتدخل بشكل فعال  في ما يحدث في جنوبي سوريا.
إن سعي إيران إلى زيادة نفوذها الإقليمي يثير قلق إسرائيل من عدة نواحٍ؛ أهمها التهديد الإيراني على الساحة الشمالية. في الدائرة الأولى في جنوبي سوريا، قد تنشر إيران وكلاءها، أولاً وقبل كل شيء حزب الله والمليشيات الشيعية،بالتعاون مع الجيش السوري الموالي للرئيس الأسد، على مسافة تسمح بالوصول السريع إلى المنطقة الحدودية على مرتفعات الجولان. وهذا سيخلق جبهة أخرى من المواجهات المحتملة بين حزب الله وإسرائيل، وهو التطور الذي تريد إسرائيل تجنبه.
وفي الدائرة الثانية، تعمل إسرائيل باستمرار لمنع حزب الله من اكتساب المزيد من القوة في سوريا ولبنان، بعد أن تم تجهيز المنظمة بآلاف الصواريخ والطائرات دون طيار القادرة على ضرب الجبهة الاستراتيجية والمدنية لإسرائيل. إن الوجود الإيراني في سوريا يسمح بالوصول المباشر والملائم لحزب الله؛ ممَّا يزيد من التهديد المباشر لإسرائيل. بالإضافة إلى ذلك، هناك قلق من أنه مع استقرار الوضع في سوريا، سيتم تقييد حرية العمل الإسرائيلي ضد شحنات الأسلحة لحزب الله واستخدام سوريا وسيلة لذلك.
الدائرة الثالثة الهيمنة الإيرانية في سوريا ككل، والتي يمكن أن تتحقق من خلال عدة مستويات من التدخل: (1) جعل سورية مركز الخدمات اللوجستية لإيران المدعوم عن طريق ممر بري وجوي عبر العراق، وتشمل البنية التحتية لإنتاج الأسلحة، والدعم اللوجستي وشحنات الأسلحة من إيران إلى المنطقة. (2) إنشاء “حزب الله سوريا”، على غرار نموذج حزب الله في لبنان والمليشيات الشيعية في العراق. ويتم ذلك من خلال مجموعة من وحدات الإغاثة المحلية مع المليشيات الشيعية (العراقية والأفغانية). وتشمل مهام هذه القوة حماية النظام والنفوذ الإيراني في سوريا، إلى جانب خلق تهديد لإسرائيل. يذكر أن هناك إمكانية تجري مناقشتها مؤخراً وهي إنشاء وحدة من المتطوعين لتحرير الجولان، ونشاطات هذه العصابات العسكرية تجري داخل الحدود؛ ممَّا يؤدي بدوره إلى زعزعة استقرار الأردن. (3) تحويل سوريا إلى نوع من رعايا إيران، والتي تقوم إيران بدعمها من عدة جوانب. وهي عملية بطيئة تدريجية تقوم فيها إيران بنشر تأثيرها في الساحة السورية؛ وذلك باستخدام الطرق السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية والديموغرافية. وهذا الوضع يؤدي إلى توسيع نطاق الاحتكاك مع إسرائيل.
في محاولة لتقييم فرص تحقيق السيناريوهات الموصوفة، يجب على المرء أن يأخذ في الاعتبار مجموعة من الاعتبارات والقيود التي ستؤثر على مدى وطريقة مشاركة إيران في سوريا. أولاً: العلاقات مع روسيا ومنافستها للسيطرة على الأراضي السورية ذات أهمية كبيرة. ستحاول إيران عدم مواجهة روسيا؛ لأن الأضرار المحتملة الناجمة عن هذه المواجهة أوسع من الأضرار المباشرة التي تترتب عليها من تقليل نفوذها في سوريا. ثانياً: تخشى إيران من مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة. ثالثاً: يجب أن تؤخذ في الاعتبار رغبة إيران في تجنب المواجهة مع إسرائيل في الوقت الحاضر، والتي لا تخدم مصالحها الأخرى، مثل حماية البنية التحتية النووية. رابعاً: المعارضة المتوقعة من قبل دول المنطقة (تركيا والسعودية والأردن وحتى العراق) للهيمنة الإيرانية في سوريا وخطر مواجهتهم. خامساً: قوة المقاومة الداخلية في سوريا، من قبل السكان السنة والمنظمات المعارضة لوجود إيران ونفوذها المتزايد في أراضي البلاد. وأخيراً، من منظور إيراني داخلي، “الملف السوري” متقلب جداً، والموارد التي يمكن استثمارها في مشروع إعادة التأهيل محدودة. وعلاوة على ذلك، هناك انتقادات في إيران للانخراط في سوريا، ومن غير المتوقع التغلب عليها إذا وقعت خسائر إضافية وفرضت عقوبات دولية. ولذلك فإنه من غير المحتمل أن إيران لديها برنامج رسمي للسيطرة على سوريا وتحويلها إلى دولة من رعاياها “بكل ما تحمله الكلمة من معنى”. بل على العكس فإن من مصلحة إيران عدم إظهار وتأكيد وجود قواتها العسكرية في سوريا؛ من أجل تسهيل عملية استيعابها وتغلغلها داخل الجيش السوري والبنية التحتية هناك.
السيناريوهات والتوقعات المختلفة تشكل فرصة لإسرائيل التي يمكنها استغلالها من خلال التعامل مع جهات إقليمية فاعلة ومؤثرة في المنطقة:
أ.على الصعيد العسكري، تتزايد القدرة العملية على تدمير الإرث الإيراني في سوريا. وفي سياق أوسع ستمكن هذه القدرة إسرائيل من الاستمرار في ردع الضرر القادم من الأراضي السورية واللبنانية. وسيكون هذا الأمر وسيلة لممارسة الضغط على إيران ونظام الأسد لتأخير عملياتهم في جنوبي سوريا، وتشجيع روسيا على قبول مطالب إسرائيل للحد من الوجود والنفوذ الإيرانيين في هذه المنطقة.
ب. التركيز على جنوبي سوريا، في محاولة لخلق تأثير في هذه المنطقة، كمنطقة عازلة بينها وبين الموالين للأسد والقوات الإيرانية. ويتم ذلك عن طريق تقوية الروابط مع السلطة المحلية وتقديم المساعدات لمنظماتهم، إلى جانب زيادة المساعدات الإنسانية والمدنية في المنطقة (البنية التحتية، الطب، الزراعة، إلخ) كخطوات وقائية لكبح إيران.
ج. في مواجهة روسيا، يجب وضع أربعة مطالب رئيسية: المشاركة الإسرائيلية (على الأقل وراء الكواليس) في المناقشات حول مستقبل سوريا؛ التقرب من روسيا  لمنع وجود إيران ووكلائها في جنوبي سوريا على بعد 40 كيلومتراً على الأقل من الحدود، ومنع إيران من استخدام الوسائل الروسية الاستراتيجية (مثل الموانئ والمطارات)، ومنع تدفق الأسلحة الروسية إلى حزب الله والمليشيات الشيعية.
د. بالنسبة للولايات المتحدة، على الرغم من أن حكومة ترامب  تضع أولوية وهي القضاء على”الدولة الإسلامية”، إلا أنها أيضاً مهتمة بالتوصل لتسوية في سوريا بالتعاون مع روسيا، وأخذ المصالح الإسرائيلية بعين الاعتبار. لذلك من المهم التوصل لاستراتيجية مع الحكومة في واشنطن فيما يتعلق بالموضوع السوري الإيراني، مع التأكيد أن الأفكار السلفية الجهادية لن تتبخر بعد هزيمة “الدولة الإسلامية”، وأن التطوع في السلفية الجهادية من المتوقع أن يستمر في مواجهة الهيمنة الإيرانية في الفضاء العراقي السوري اللبناني.
من الضروري إقناع الإدارة بضرورة إنشاء حاجز في الهلال الشيعي، بما في ذلك مواصلة دعم حكومة العبادي في العراق، بطريقة تقلل من تأثير إيران وتشكل تحديات لنهجها تجاه سوريا. وفي الوقت نفسه ينبغي حث الولايات المتحدة للمشاركة في رصد وتنفيذ اتفاقات وقف إطلاق النار في سوريا، وإعادة تأهيل الأماكن المدنية في جنوبي سوريا، وفي إنشاء قوات محلية معارضة للنفوذ الإيراني. ويمكن تشجيع كل هذه التحركات بالتعاون مع الأردن.
هـ.على الصعيد الدولي، سيكون من الأسهل إضعاف صورة إيران وإظهارها على أنها قوة تخريبية مزعزعة للاستقرار، من خلال كشف الأضرار التي تسببها لاستقرار سوريا، ورغبتها في توسيع الاحتكاك مع إسرائيل وجيران سوريا. إن العمل ضد التخريب الإيراني هو منبر لإقامة تعاون بين إسرائيل والجهات الفاعلة الأخرى في المنطقة، التي تتشارك مصالح مماثلة، معارضة أساساً للنفوذ الإيراني في بلاد الشام.
و.أما بالنسبة للجهات الداخلية الفاعلة السورية ، فإن الاستثمار الإسرائيلي مهم لتعزيز الدعم وتقوية الروابط مع عناصر السلطة السنية والدرزية والكردية؛ من أجل إلحاق الضرر بالوجود الإيراني بجميع جوانبه السياسية والاقتصادية والعسكرية. وفي الوقت نفسه، يجب، بالتعاون مع الولايات المتحدة، تعزيز الروابط مع الأكراد في شمالي سوريا، ودعمهم  لمكافحة النفوذ الإيراني في شمالي شرقي سوريا، والحد بذلك من إنشاء الممر الشيعي الذي من المقرر أن يمتد من العراق.
وأخيراً يجب على إسرائيل أن تقدم موقفاً واضحاً بشأن مستقبل سوريا. وينبغي أن يتضمن هذا الموقف دعم العملية الروسية. ومن ثم سيكون من الممكن منع رغبة إيران في الهيمنة في سوريا، ومنع توطيدها في دمشق. كما يجب أن يتضمن الموقف الإسرائيلي مطلباً بانسحاب القوات الأجنبية من سوريا، مع التركيز على حزب الله والمليشيات الشيعية؛ لأنها تشكل عاملاً من عوامل عدم الاستقرار، والاشتباكات المستمرة داخل سوريا. وبالإضافة إلى ذلك يجب على إسرائيل أن تعرب عن معارضتها لاستمرار حكم الأسد، لأسباب إنسانية وأخلاقية أساساً. بطريقة أو بأخرى، في الوقت الحاضر لا تشكل سوريا تحدياً أمنياً غير مقبول لإسرائيل، وخاصة في ضوء مجموعة من التدابير التي قامت بها إسرائيل، والتي تمكنها من العمل على الحد من النفوذ الإيراني في سوريا والتهديدات الكامنة فيه.
========================
يديعوت أحرنوت :قط.. خدعة والمشكلة السورية
http://www.alghad.com/articles/1797092-قط-خدعة-والمشكلة-السورية
يديعوت أحرنوت
ناحوم بارنيع
25/8/2017
يكثر نتنياهو من استخدام مثال القط. فهو يقول ان رأس القط الفارسي موجود في طهران، ولكن كفّيْه، حزب الله وحماس، يصلان حتى لبنان، سورية وغزة. التشبيه لطيف، يأسر القلب، يهدد فقط من له حساسية للقطط؛ أما الواقع الآخذ بالتشكل في سورية فأقل لطفا: القط أصبح فهدا.
لقد كانت نقطة الانعطافة التوقيع على الاتفاق الروسي الأميركي، في الشهر الماضي. فقد كانت هذه صفقة تهكمية بين قوتين عظميين. وتشبهه محافل الجيش في إسرائيل باتفاق رينتروف – مولوتوف، الذي وقع عشية الحرب العالمية الثانية، مع فارق واحد – في ذاك الاتفاق كان الروس هم الامعات؛ اما في هذا الاتفاق فالروس هم المنتصرون، طوال الطريق.
وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أعد صفقة بديلة: سورية مقابل العراق. الأميركيون يتركون الساحة السورية لمحور بوتين – خامينئي – الأسد، والروس وشركاؤهم يتركون الأميركيين يعملون في الساحة العراقية.
يعمل الاتفاق حاليا على نحو جميل. فقد افاد كاتب الرأي توماس فريدمان هذا الاسبوع عن جولة أجراها في قواعد أميركية في العراق، في افغانستان وفي قطر. يعمل الأميركيون اساسا في الجو – بأعمال القصف وبتوجيه القوات البرية بالوسائل الإلكترونية. وروى الجنرالات الذين التقاهم عن عراق آخر يختلف عن ذاك الذي عرفه في زيارات سابقة. فالوحدات القتالية للجيش العراقي تستقبل المستشارين الأميركيين بأذرع مفتوحة. والسكان هم أيضا غيروا ذوقهم: فهم يرون بالجنود الأميركيين شركاء حيويين في الحرب ضد داعش.
هذا هو الوضع في هذه اللحظة، يقولون في إسرائيل. اما عندنا سيتبدد تهديد داعش، فإن الايرانيين سيعودون إلى مقدمة المنصة في العراق أيضا. فالمحور الشيعي سيحقق تواصلا اقليميا، من ايران حتى البحر المتوسط.
لقد شخص نتنياهو هذا الميل في مرحلة مبكرة، ولكن مساعيه لصده ضاعت هباء. ففي بداية الشهر بعث بوفد إلى واشنطن لمشاركة رئيس الموساد ورئيس أمان (شعبة الاستخبارات العسكرية). والتقى الوفد برئيس مجلس الامن القومي في البيت الابيض الجنرال هلبرت رايموند ماكماستر وعاد مع صورة جميلة للقاء، هذا كل شيء. والتقى نتنياهو يوم الاربعاء مع بوتين في سوتشي، على شاطئ البحر الاسود. وهو الاخر حصل على صورة وميكروفون أيضا، ليس أكثر. كرر الأقوال في اذني جارد كوشنير، صهر ترامب، الذي وصل إلى إسرائيل في إطار حملة في عواصم الشرق الاوسط. خير لن يخرج من هذا.
هو ليس مذنبا في الفشل. فقد تعرفنا المرة تلو الأخرى، على مدى 69 من سنوات الدولة على أنه عندما تصر قوى عظمى على قرار تراه مصلحة صرفة لها، تضطر إسرائيل إلى البلع والتسليم. ففي الصراع ضد الاتفاق النووي الايراني اثار نتنياهو الكونغرس ضد الرئيس. في الصراع الحالي يتصرف بضبط للنفس. يحتمل أن يكون تعلم درسا من الخطأ السابق. يحتمل انه بعد كل الثناء الذي اغدقه على ترامب، وجد صعوبة بالتوجه ضده. مهما يكن الامر، فإن النتائج هي ذات النتائج.
لقد درج نتنياهو على وصف بوتين بانه صديقه الشخصي. هذا أيضا ما قاله عن بوتين شارون واولمرت. وبوتين قابل للوصول اليه اكثر من حكام سابقين في الكرملين. وعندما يرفعون الهاتف له، فانه يجيب؛ وعندما يطلبون لقاء، يكون حاضرا. وهو مستعد لان يتشارك مع الإسرائيليين في الاسرار وينسق الخطوات، طالما كانت هذه الخطوات تخدمه. في هذا تنتهي الصداقة. اما اختيار بوتين لايران والاسد فاستراتيجي؛ لقاءاته مع رؤساء الحكومات الإسرائيلية هي ملاحظات هامشية. مهمتها تعزيز الاحساس بأنه رب البيت في المنطقة، وفقا لكلمته تحسم الامور.
تحديان
إن الثبات العسكري لإيران في سورية يشكل لإسرائيل سلسلة من المشاكل الامنية. نبدأ بالاتفاق الروسي – الأميركي، حيث ستنصب روسيا ابراج رقابة، حراسة، على الطرق المؤدية من سورية إلى حدود الجولان. ويفترض بهذه الاستحكامات ان تمنح حزب الله وقوات اخرى تحت قيادة ايران من الدخول إلى قاطع يمتد إلى 30 – 40 كيلو متر على طول هضبة الجولان. يعرف الإسرائيليون أن منظومة من هذا النوع لا تمنع حقا. من يرغب بالدخول، سيدخل؛ ومن يرغب بالقيام بعملية، يقوم بها.
المشكلة الثانية هي القوافل التي تنقل السلاح والذخيرة من سورية إلى لبنان. فالجيش الإسرائيلي يقصف هذه القوافل من الجو. حتى اليوم فضل السوريون وحزب الله تلقي الضربات والتسليم. ونسق ضباط إسرائيليون وروس النشاط الجوي. اما الان، حين يعمل وقف النار، ويكون داعش والمعارضة السورية في أفول والنهاية تبدو في الافق، تخشى إسرائيل من ان تفقد حرية عملها في سماء سورية.
إسرائيل يمكنها ان تواجه هذين التحدين. المشكلة الاخطر هي المدى البعيد. فسيطرة عسكرية ايرانية في سورية وفي لبنان بشكل مباشر او من خلال وكلاء كالأسد ونصرالله، تضع الجيش الإسرائيلي امام جبهة مزدوجة. وايران لن تضطر إلى قنبلة نووية كي تشل إسرائيل. فاذا كانت تحتفظ في يدها بالمفتاح لمخازن الصواريخ في سورية وفي لبنان، فإنها ستتمكن من الوصول إلى كل مكان في إسرائيل، من دان وحتى ديمونا.
من شأن هذا ان يؤدي إلى حرب، قال نتنياهو. اما بوتين فلم يتأثر. ففي عشية اللقاء أجرى زيارة مصورة في شبه جزيرة القرم التي احتلها وضمها في 2014، رغم صراخ العالم، رغم العقوبات. فالبوتينيون لا تخيفهم الحروب.
ولا الادارة في واشنطن. من تغريدة إلى تغريدة، من خطاب إلى خطاب، تضعف سيطرة دونالد ترامب على مقاليد الحكم. من يتخذ في هذه اللحظة القرارات في البيت الابيض هو ثلاثي من الجنرالات: رئيس الطاقم الجنرال كيلي، وزير الأمن الجنرال ماتس ورئيس مجلس الامن القومي الجنرال ماكماستر. يشاركهم وزير المالية منوتشن والمستشار الاقتصادي كوهن – وكلاهما خريجا بنك الاستثمارات غولدمان – زاكس. من كان يصدق ان الجنرالات والمصرفيين اصبحوا بشرى طيبة، لأميركا وللعالم؛ البشرى السيئة هي ان ترامب يمكنه، لا يزال يمكنه، اقالتهم في كل لحظة.
ترامب معجب بالجنرال جورج باتون من قادة الجيش البري الأميركي في الحرب العالمية الثانية. وكان باتون شجاعا حتى الجنون، كفؤ، محب للحروب، محب للموت وفظ الروح. من يهتم بقصصه مدعو لان يقرأ كتاب انتوني باور "الدعابة الأخيرة لهتلر" الذي صدر مؤخرا بالعبرية.
كيلي، ماتس وماكماستر بعيدون عن باتون كمسافة جادي أيزينكوت عن شموليك غوروديش. فهم ضباط منضبطون، مرتبون، يسعون إلى الحفاظ على النفوذ الأميركي في العالم دون ان يورطوا بلادهم بالحروب. لديهم تقدير لإسرائيل ومعرفة إيجابية لبعض من الجنرالات الإسرائيليين؛ لا صلة لهم بالقاعدة السياسية لإسرائيل في أميركا، اللوبي، المتبرعين، الافنجيليين، المنتخبين.
الفرضية الخفية في كل لقاء للجنرالات والزعماء المدنيين هي ان الجنرالات سيسعون إلى الحرب والمدنيون إلى المفاوضات. فمهمة الجنرال هي أن يكون، بكلمات موشيه ديان، الحصان الفارس الذي يندفع إلى الامام؛ اما المسؤولون عنه فيسيرون خلفه او يكبحونه؛ حروب عصرنا تفرض تقسيم عمل مختلف. يمكن لترامب ان يهدد كوريا الشمالية بـ"النار والغضب"؛ اما الجنرال ماتس فسيحاول ترجمة تهديداته إلى خطوة دبلوماسية. نتنياهو يمكنه ان يهدد ايران؛ اما هيئة الأركان فستوضح له قيود القوة. نتنياهو، ليبرمان وبينيت يمكنهم ان يهددوا ايران، اما قادة اذرع الامن فسيوضحون لهم قيود القوة.
=======================