الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 26/6/2019

سوريا في الصحافة العالمية 26/6/2019

27.06.2019
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الروسية :
  • كوميرسانت :هل ينجح اجتماع القدس في تغيير موقف روسيا من إيران؟
https://arabic.rt.com/press/1028200-هل-ينجح-اجتماع-القدس-في-تغيير-موقف-روسيا-من-إيران/
  • أوراسيا ديلي:أنذروا إيران بتفجير أنابيب النفط السورية
https://arabic.rt.com/press/1028289-أنذروا-إيران-بتفجير-أنابيب-النفط-السورية/
 
الصحافة العبرية :
  • مباط عال :تبديد الضباب السياسي حول اللقاء الإسرائيلي - الأميركي - الروسي المرتقب
http://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=134cccdcy323800284Y134cccdcنظرة عليا :اللقاء الثلاثي بين
  • نظرة عليا :إسرائيل والولايات المتحدة وروسيا: دوافع وتداعيات
https://www.alquds.co.uk/اللقاء-الثلاثي-بين-إسرائيل-والولايات/
 
الصحافة الروسية :
كوميرسانت :هل ينجح اجتماع القدس في تغيير موقف روسيا من إيران؟
https://arabic.rt.com/press/1028200-هل-ينجح-اجتماع-القدس-في-تغيير-موقف-روسيا-من-إيران/
تاريخ النشر:25.06.2019 | 15:10 GMT | أخبار الصحافة
"أمريكا وجهت ضربة لآية الله"، عنوان مقال ماريانا بيلينكايا، في "كوميرسانت"، عن اجتماع القدس الأمني الثلاثي، ومحاولات إقناع موسكو بخطورة إيران وضرورة إخراجها من سوريا.
وجاء في المقال: فرضت واشنطن، الاثنين، عقوبات جديدة على طهران، لا تقتصر على التدابير الاقتصادية وحدها. فالولايات المتحدة، تحشد تحالفا قادرا على مواجهة التهديد الإيراني. وقد تحدث الرئيس دونالد ترامب عن "خطين أحمرين"، يعنيان الولايات المتحدة، هما برنامج إيران النووي ودعمها للإرهابيين في جميع أنحاء العالم. ويحاول الأمريكيون، بدعم من الإسرائيليين، إقناع روسيا، بعدم جواز الثقة في طهران.
وهكذا، فالوجود الإيراني في سوريا كلن الموضوع الرئيس لمحادثاتٍ في القدس، على مدى يومين، بين سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف وزميليه الإسرائيلي والأمريكي.
في جميع المباحثات الروسية- الأمريكية، أو الروسية- الإسرائيلية، يُطلب من موسكو (أو ينصحونها بشدة) بالتخلص من الوجود الإيراني في سوريا. أما في موسكو، فعلى جميع المستويات، من وزارة الخارجية إلى الرئيس فلاديمير بوتين شخصيا، يرفضون رفضا قاطعا هذا الاحتمال.
الصيف الماضي، تمكنت روسيا من إقناع إيران بسحب قواتها بعيدا عن الحدود السورية مع إسرائيل. في المقابل، أعطت الولايات المتحدة وإسرائيل الضوء الأخضر لعملية عسكرية سمحت لدمشق باستعادة جنوب سوريا. هذه المرة، قد يكون هناك أيضا تنازلات في قضايا تكتيكية تناسب الجميع.
في الوقت نفسه، فما زالوا في موسكو كما كانوا قبل عام، وعلى مختلف المستويات، يؤكدون أنهم لا يستطيعون إجبار دمشق على الانفصال عن طهران، ولا ينصحون بالحديث مع إيران من موقع القوة. إلا أن للولايات المتحدة موقفا آخر.
وكما سبق أن قال المبعوث الخاص الأمريكي إلى الشأن الإيراني، بريان هوك، للصحفيين، إنهم في واشنطن يعتقدون بأن العقوبات تشكل ضربة لقدرة إيران على تمويل قواتها المسلحة وحلفائها في المنطقة. ووفقا له، إذا لم توافق طهران على المفاوضات، فسوف تستمر في رؤية اقتصادها ينهار.
وأكد هوك أن العقوبات أثبتت فاعليتها في "عزل إيران" أكثر من خطة العمل الشاملة المشتركة (الصفقة النووية)، التي وقّعت في العام 2015 من قبل "الستة الكبار" (أعضاء مجلس الأمن الدولي الخمسة وألمانيا) مع إيران حول الحد من برنامجها النووي.
===========================
أوراسيا ديلي:أنذروا إيران بتفجير أنابيب النفط السورية
https://arabic.rt.com/press/1028289-أنذروا-إيران-بتفجير-أنابيب-النفط-السورية/
نشرت "أوراسيا ديلي"، مقالا حول تخريب أنابيب نقل النفط البحرية إلى مصفاة بانياس السورية، مشيرة بإصبع الاتهام إلى الجهة التي قامت بتفجيرها.
وجاء في المقال: ظهرت في شبكة النت صور لأنابيب نفط مفجرة في سوريا. الحديث يدور عن أنابيب بحرية في منطقة بانياس، على ساحل البحر المتوسط، ​​بين محافظتي طرطوس واللاذقية...
تُظهر الصور أن خطوط الأنابيب لم تتلف صدفة، إنما تم تفجيرها. وتكمن أهمية هذه الخطوط تزود مصفاة تكرير النفط في بانياس بالمواد الخام من الناقلات. وهي الآن المصدر الرئيس للطاقة الاستراتيجية في سوريا، الذي يحاولون قطعه، وبالدرجة الأولى الولايات المتحدة الأمريكية.
أما خلفية ذلك، فوفقا لمدون تحت اسمTanktrackers ، قامت ناقلتان من إيران،TRUE OCEAN  و SABITI ، بتسليم ما يقرب من مليون برميل من النفط إلى بانياس السورية يومي 5  و11 مايو.
وكتب مدون آخر في تويتر تحت اسم Lost weapon : "سوف يشك الناس في إسرائيل والولايات المتحدة، لكنني لا أستبعد تركيا. قد يكون هذا نوعا من رد (أنقرة) على قصف (نقطة المراقبة التركية) في إدلب من دون أي خطر بالتصعيد.. يوجد في تركيا غواصون جيدون جدا في الاستخبارات والوحدات الخاصة".
في وقت سابق، أعلنت وزارة النفط السورية أن التسرب حدث في خمسة خطوط أنابيب نقل بحرية في الـ 22 من يونيو. عثر الغواصون على خمس أماكن تسرب ووجدوا أضرارا في الأنابيب. علما بأن هذا التخريب يحدث في سوريا لأول مرة. قد يكون الهجوم على خطوط أنابيب النفط محاولة لإغراق سوريا في أزمة اقتصادية أكبر، طالما فشلت الإطاحة بالسلطات الحالية بالوسائل العسكرية.
ومع ذلك، فإن احتمال مشاركة وحدات تخريبية تابعة للبحرية الأمريكية في المنطقة غير مستبعد. فقد يكون تعطل أنابيب النفط في منطقة بانياس السورية بمثابة تحذير لإيران بعد حوادث ناقلات النفط المعروفة في منطقة الخليج.
===========================
الصحافة العبرية :
مباط عال :تبديد الضباب السياسي حول اللقاء الإسرائيلي - الأميركي - الروسي المرتقب
http://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=134cccdcy323800284Y134cccdc
2019-06-26
بقلم: تسفي ماغين*
من المتوقع أن يُعقد في إسرائيل، في نهاية حزيران الجاري، لقاء بين مستشاري شؤون الأمن القومي في الولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل. إنه إنجاز لسياسة إسرائيل التي تحسن توجيه نفسها بين المصالح الروسية والأميركية وتشكيل عنصر مشارك في الحوار بين الدول العظمى في مسألة مستقبل سورية والتدخل الإيراني فيها. بالنسبة إلى الولايات المتحدة وروسيا، يمثل الأمر خطوة أُخرى في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز الحوار الذي يجري بينهما وتركيزه على القضايا الخلافية. سنحاول في هذه المقالة تبديد جزء، على الأقل، من الضباب الذي يحيط بهذا اللقاء.
لم يُنشر شيء، بعد، عن مضامين اللقاء الذي يُعقد بهيئة استثنائية. لكن يتضح من تقارير وسائل الإعلام العالمية أن الهدف منه هو بحث التسوية في سورية. في هذا الإطار، سيجري البحث في استمرار تدخل إيران في هذه الدولة. لكن يمكن أن نقدّر أنه حيال تعميق الحوار بين روسيا والولايات المتحدة، ستكون لهذا اللقاء أيضاً أهمية سياسية قائمة بذاتها وسيعالج أيضاً، كما يبدو، قضايا دولية مطروحة على جدول أعمال الدول العظمى.
يبدو أن النية (من جانب الولايات المتحدة وإسرائيل على الأقل) تتجه نحو البحث في بلورة سياسة مشتركة بشأن سورية وإيران. أمّا بخصوص سورية تحديداً، فمن المرجح أن تعملا من أجل الدفع نحو تسوية تقوم على أساس مضامين المحادثات التي تقودها الأمم المتحدة في جنيف، خلافاً للاتصالات التي تجري في أستانة وتشارك فيها سورية وإيران وتركيا فقط. وهذا بغية الدفع نحو تنفيذ إصلاحات سياسية في سورية.
من جانبها، ستطلب روسيا الحصول على قبول واعتراف أميركييْن بالمكانة الرسمية للرئيس بشار الأسد، وبأنه يستطيع المنافسة في الانتخابات القريبة للرئاسة في سورية.
وعلى خلفية تفاقم الأزمة بين إيران والولايات المتحدة في منطقة الخليج، ثمة توقع أميركي بالحصول على دعم روسي لسياستها في المسألة الإيرانية، مع التشديد على تفعيل العقوبات بغية إعادة إيران إلى المفاوضات التي ترمي إلى تحسين شروط الاتفاق في الموضوع النووي، إلى جانب تقليص التأثير الإيراني في سورية بصورة خاصة، وفي الشرق الأوسط بصورة عامة.
يجب عدم استثناء إمكان أن يكون التحول في السياسة الروسية في الشرق الأوسط، والذي ينعكس على التقارب مع إسرائيل والتعاون المتزايد معها بعد فترة من الفتور، كما على التوتر المتصاعد مع إيران ومع نظام الأسد على حد سواء، نابعاً، أساساً، من الجهود الروسية للتقارب مع الولايات المتحدة. ويبدو، على الأرجح، أن اللقاء الذي من المخطط أن يُعقد في إسرائيل هو تعبير إضافي آخر عن هذا المنحى.
تجسد التقارب بين واشنطن وموسكو في الاتصالات الحثيثة، التي جرت مؤخراً بين مسؤولين كبار من الجانبين.
وفي البرنامج أيضاً لقاء قريب مرتقب بين الرئيس دونالد ترامب والرئيس فلاديمير بوتين في قمة الدول الأعضاء في «مجموعة العشرين» التي ستُعقد في طوكيو، عاصمة اليابان. هذا على الرغم من أنه لا يزال من السابق لأوانه تقدير مدى نجاح هذه السيرورة، بما في ذلك بسبب الضغوط الداخلية التي يتعرض لها كل من الرئيسين لثنيه عن تقديم مكرمات من أجل تحسين العلاقات.
فيما يتعلق بالرئيس ترامب، يبدو أنه أصبح أكثر تحرراً بعد نشر تقرير المحقق الخاص مولر، ولو في مسألة تعميق الحوار مع روسيا على الأقل. كما يبدو، أيضاً، أن الإدارة الأميركية معنية في الوقت الراهن باستثمار الاستعداد الروسي للبحث في إخراج القوات الإيرانية من سورية، بالتعاون مع إسرائيل، وربما التحرك في مقابل إيران أيضاً من أجل تخفيف حدة التوتر في الخليج وتحفيزها على الموافقة على استئناف المفاوضات بشأن الاتفاق النووي. وفي خلفية السعي الروسي لتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة تقف، أيضاً، رغبتها في وضع نهاية قريبة للأزمة السورية، من خلال استخدام الأوراق التي استجمعتها في هذه الدولة، بالإضافة إلى رغبتها في تحسين علاقاتها مع الغرب، أي مع أوروبا، في كل ما يتعلق بالفضاء الما - بعد سوفياتي. هذا كله، على أمل برفع وإلغاء العقوبات التي فُرضت عليها في أعقاب الأزمة في أوكرانيا.   
مع ذلك، يبقى من غير الواضح ما إذا كان التطلع الأميركي إلى بلورة تفاهمات مع روسيا سوف يتحقق أم لا. يُشار هنا إلى أن روسيا وإيران هما شريكتان في إدارة الحرب في سورية، إلى جانب نظام الأسد، على الرغم من أن الفجوات - كما ذُكر آنفاً - تتعمق، بالتدريج، منذ فترة غير قصيرة، بين مواقف الطرفين بشأن بلورة مستقبل سورية. وقد تصاعدت حدة التوتر بينهما مؤخراً، على خلفية الأزمة بين إيران والولايات المتحدة أيضاً.
يمكن التقدير أن الرغبة الروسية في تغيير نمط التعاون بينها وبين إيران، إلى جانب تقربها من الغرب وإسرائيل، قد تبلورت قبل نحو سنة. وقد كان في الإمكان العثور على تعبيرات عن ذلك في المقترحات التي قدمتها روسيا إلى كل من الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن إبعاد إيران من سورية، والتي طـُرحت خلال قمة هلسنكي في تموز 2018، ثم خلال المؤتمر الذي عُقد في باريس في تشرين الثاني من السنة نفسها. لكن يبدو أن تطبيق الخطة قد اصطدم بمعارضة جهات ذات تأثير في داخل سورية، تملكها تخوف من تقرُّب روسيا من الولايات المتحدة وتخلّيها عن إيران، إلى جانب تفضيلها استمرار المواجهة بين الدولتين العظميين، إذ تمثل إيران في إطارها شريكاً مناوئاً للغرب. ومع ذلك، يبدو أن الرئيس بوتين يحقق في الفترة الأخيرة نجاحاً في دفع هذه الخطة قُدماً، على الرغم من جمرات المقاومة التي تواصل المعارضة السورية النفخ فيها. ولهذا من السابق لأوانه تقدير مدى جدية القيادة الروسية فيما يتعلق بهذه الخطة، وبصورة خاصة أن تطبيقها لا يزال بعيد المنال، بسبب معارضة إيران ونظام الأسد أيضاً لها.
فيما يخص إسرائيل، يلاحَظ في الفترة الأخيرة جهد تبذله القيادة الروسية من أجل توثيق وتعميق العلاقات معها. وقد برز هذا الجهد، بصورة خاصة، على خلفية معارضة تغيير السياسة الروسية في الشرق الأوسط في روسيا نفسها. فقد أججت المعارضة الأزمة بين الدولتين في أعقاب حادثة إسقاط طائرة التجسس الروسية في سماء سورية في أيلول2018، إلّا إنها بلغت نهايتها في أواخر شباط 2019، حين عُرض على إسرائيل، خلال لقاء بين الرئيس بوتين ورئيس الحكومة نتنياهو، إنشاء إطار جديد للتعاون في وضع صيغة للتسوية في سورية، من خلال إخراج القوات الأجنبية، مع تشديد خاص على الإيرانية، من أراضي الدولة السورية.
قد يكون المقصود من هذه الخطوة المساعدة في الدفع نحو التوصل إلى تفاهمات بين موسكو وواشنطن. ومن المرجح، أيضاً، أن إسرائيل قد أدّت دوراً جدياً في دفع الرغبة الروسية في تعميق الحوار مع الولايات المتحدة، فحظيت إسرائيل بالثناء والعرفان الروسيين على ذلك.
يبدو أن روسيا ستحاول، أيضاً، الدفع نحو خروج القوات الأميركية من سورية، مع أنها قد تطلب تنسيق هذا الخروج مع موسكو، لتمكينها من الاستعداد لملء الفراغ الذي سيخلفه الأميركيون في القطاع الشمالي - الشرقي من الدولة السورية، علماً بأن مجموعة من الأطراف تتنازع السيطرة والتأثير في هذه المنطقة، وهي: نظام الأسد، إيران التي تسعى للسيطرة على الحدود العراقية - السورية، القوات الكردية المنضوية ضمن «قوات سورية الديمقراطية « (SDF)، وتركيا التي ستبذل كل ما في وسعها للحيلولة دون نشوء حكم ذاتي كردي في شمال سورية.
يبدو، في المحصلة، أن اللقاء الروسي - الأميركي - الإسرائيلي المخطط هو مرحلة إضافية أخرى في مسيرة استئناف الحوار الأميركي - الروسي الهادف، أساساً، إلى الدفع قُدماً بالقضايا الحيوية للطرفين في الحلبة الدولية. ومن المتوقع أن يجري، في إطار اللقاء، بحث يرمي إلى صوغ سياسة مشتركة بشأن سورية والتأثير الإيراني هناك، بما في ذلك سحب القوات الأجنبية من أراضي الدولة السورية، فضلاً عن محاولة بلورة استعداد للعمل المشترك في مواجهة التحديات الماثلة أمام الإقليم. وفيما يتعلق بسورية بوجه خاص، سوف يتركز البحث في سبل تثبيت الاستقرار في الدولة وتحقيق التسوية السياسية فيها، على الرغم من أنه من المشكوك فيه ما إذا كانت الولايات المتحدة على استعداد لدفع ثمن يتمثل في الاعتراف بسلطة الأسد أو المساهمة في تمويل إعادة إعمار سورية في مقابل التعاون الروسي معها. أمّا بخصوص إيران، فسيسعى الطرفان لصوغ تفاهمات مشتركة بشأن سبل إنهاء الأزمة معها.
يأتي اختيار الملعب الإسرائيلي لاستضافة هذا الحدث من أجل تأكيد مكانته ودوره الإقليميين، ولا سيما في ضوء حقيقة أن التقارب الروسي - الأميركي لا يحظى، حتى الآن، بدعم واسع وكاف، لا في الولايات المتحدة ولا في روسيا أيضاً. وربما تكون الولايات المتحدة وروسيا معنيتين بالتعبير عن دعمهما إسرائيل، سواء في السياق السوري أو في السياق الإيراني.
إسرائيل التي تؤدي دوراً واضحاً في هذا الحوار، معنية من جانبها بأن تكون شريكة في المباحثات التي تتعلق بالجوانب الإقليمية الخاصة بسورية وإيران. لكن ربما تكون إسرائيل مُقدِمة على مخاطرة معينة في هذه الأثناء، نظراً إلى أن هذه المباحثات قد تتمخض عن تفاهمات مشتركة، وخصوصاً بشأن التسوية السياسية وتثبيت الاستقرار في سورية، من دون تلبية المصالح الإسرائيلية في هذا السياق.
وأياً يكن الأمر، يشكل لقاء مستشاري الأمن القومي الثلاثي في إسرائيل مكسباً لدولة إسرائيل، حتى لو لم يتوصل المشاركون فيه إلى تفاهمات عملية بشأن مستقبل سورية وإخراج القوات الإيرانية منها، لأن مجرد عقده فيها يرفع من مكانة إسرائيل ويزيد من قدرتها على التأثير في أي تسوية سياسية مستقبلية في سورية. وكانت روسيا تعهدت من قبل بتحجيم النشاط الإيراني في سورية وهي تتخذ، من حين إلى آخر، خطوات عملية ظاهرة للعيان في هذا الاتجاه كي تؤكد التزامها ووفاءها بتعهدها، من ضمنها إبعاد القوات الإيرانية ومبعوثيها عن الحدود مع إسرائيل.
سيحاول مستشار الأمن القومي الروسي الحصول، في هذا اللقاء، على شرعية لبقاء نظام الأسد في سورية، وعلى اعتراف بأنه الطرف المنتصر في الحرب الأهلية ولا بديل منه، خلال السنوات القريبة على الأقل. ولذا يوصى بأن تطالب إسرائيل بثمن في مقابل الاعتراف بسلطة الأسد وشرعيته يتجسد في ترسيخ ومأسسة قناة اتصال عسكري مع النظام السوري من أجل ما يلي: ملاءمة التوقعات وتجنب حالات سوء التفاهم؛ التحقق من أن النظام يعمل لمنع العناصر الإرهابية، مبعوثة إيران، من الانتشار في هضبة الجولان؛ منع التصعيد المحتمل جرّاء تقديرات خاطئة لنيات الطرف الآخر وتصرفاته.
عن «مباط عال»
===========================
نظرة عليا :اللقاء الثلاثي بين إسرائيل والولايات المتحدة وروسيا: دوافع وتداعيات
https://www.alquds.co.uk/اللقاء-الثلاثي-بين-إسرائيل-والولايات/
لقاء مستشاري الأمن القومي للولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل في نهاية شهر حزيران يعتبر إنجازاً لسياسة إسرائيل التي تتلمس الطريق بين مصالح موسكو وواشنطن وتثبت نفسها كعنصر في الحوار بين الدول العظمى في موضوع مستقبل سوريا والتدخل الإيراني في الدولة. من جهة، واشنطن وموسكو هذه تعتبر خطوة أخرى في إطار الجهود لتعزيز الحوار وتركيزه على المسائل الخلافية. اختيار الملعب الإسرائيلي استهدف بالتأكيد هدفه الإقليمي، وكذلك يمكن أن تكون لأمريكا وروسيا مصلحة في إظهار الدعم لإسرائيل، سواء في السياق السوري أو الإيراني. إسرائيل كذلك لها مصلحة في أن تكون مشاركة في النقاشات، ولكن أثناء ذلك قد تأخذ على مسؤوليتها مخاطرة معينة، لأنه سيتم التوصل إلى تفاهمات في النقاشات بخصوص تسوية سياسية وتثبيت الاستقرار في سوريا بدون تقديم رد على المصالح الإسرائيلية في هذا السياق.
مضمون هذا اللقاء الذي مضمونه استثنائي، لم يتم نشره بعد. من وسائل الإعلام الدولية يتبين أن هدفه هو البحث في تسوية بسوريا. في هذا الإطار سيتم مناقشة استمرار تدخل إيران في هذه الدولة، لكن يمكن التقدير بأنه مقابل تعزيز الحوار بين روسيا والولايات المتحدة سيكون لهذا اللقاء أهمية سياسية بذاته، وسيتناول كما يبدو أيضاً مسائل دولية على أجندة هذه الدول العظمى.
يبدو أن القصد هو (على الأقل بالنسبة للولايات المتحدة وإسرائيل) مناقشة بلورة سياسة مشتركة تجاه سوريا وإيران. بالنسبة لسوريا بالذات من المعقول أن تعمل على تحقيق تسوية على أساس مضمون المحادثات التي تقودها الأمم المتحدة في جنيف، خلافاً للاتصالات التي تجري في الأستانة، التي تشارك فيها روسيا وإيران وتركيا. هذا بقصد إجراء إصلاحات سياسية في سوريا. روسيا من ناحيتها ستطلب موافقة أمريكا على المكانة الرسمية للرئيس بشار الأسد، وبأنه يستطيع التنافس في الانتخابات القريبة القادمة على رئاسة سوريا. على خلفية اشتداد الأزمة بين إيران والولايات المتحدة في الخليج هناك توقع أمريكي لدعم روسي لسياستها في الشأن الإيراني، مع التأكيد على تفعيل العقوبات من أجل إعادة إيران إلى المفاوضات التي هدفها تحسين الاتفاق في المجال النووي. وكذلك التوصل إلى تقليص نفوذ إيران في سوريا بشكل خاص والشرق الأوسط بشكل عام.
لا يجب استبعاد من مجمل الاحتمالات أن الانعطاف في السياسة الروسية في الشرق الأوسط والتي تظهر في التقارب مع إسرائيل وفي التعاون المتزايد معها بعد فترة معينة من الجمود، وكذلك التوتر المتزايد سواء مع إيران أو مع نظام الأسد، ينبع بالأساس من جهود التقارب مع الولايات المتحدة. اللقاء المخطط لعقده في إسرائيل كما يبدو هو تعبير آخر عن ذلك.
التقارب بين واشنطن وموسكو تم التعبير عنه في الاتصالات المستمرة التي جرت مؤخراً بين شخصيات رفيعة المستوى من الطرفين. على الأجندة أيضاً هناك لقاء قريب بين الرئيس الأمريكي ترامب والرئيس الروسي بوتين على هامش قمة الـ «جي 20» التي ستعقد في طوكيو. هذا رغم أنه ما زال من السابق لأوانه تقدير حجم نجاح هذه العملية ـ ضمن أمور أخرى، بسبب الضغط الداخلي الذي يستخدم على الرؤساء من أجل الامتناع عن تبني بادرات حسن نية لتحسين العلاقات.
من ناحية الرئيس ترامب، يبدو أنه بعد نشر تقرير المحقق الخاص مولر، هو متحرر أكثر، على الأقل بالنسبة للدفع قدماً بحوار مع روسيا، حيث يبدو أن الإدارة الأمريكية معنية في الوقت الحالي بمحاولة زيادة استعداد روسيا لمناقشة إخراج القوات الإيرانية من سوريا بالتعاون مع إسرائيل، وربما حتى العمل أمام إيران من أجل تخفيف التوتر في الخليج وحثها على الموافقة على استئناف المفاوضات حول الاتفاق النووي. في الخلفية، مصلحة روسيا هي تحسين العلاقة مع الولايات المتحدة والرغبة في التوصل إلى إنهاء قريب للأزمة السورية، من خلال استخدام الأوراق التي راكمتها في هذه الدولة، وثمة توق لتحسين العلاقات مع الغرب، أي مع أوروبا، بخصوص الفضاء ما بعد السوفييتي. وهذا على أمل رفع العقوبات التي فرضت عليها في أعقاب أزمة أوكرانيا.
حتى الآن ليس من الواضح إذا كان الطموح الأمريكي لبلورة تفاهمات مع روسيا سيتجسد حقاً. علينا تذكر أن روسيا وإيران شريكتان في إدارة الحرب في سوريا إلى جانب نظام الأسد. وكما قلنا، منذ فترة تتسع بالتدريج الفجوات في مواقفهما بخصوص مستقبل سوريا. مؤخراً زاد التوتر بينهما على خلفية الأزمة بين إيران والولايات المتحدة.
يمكن التقدير بأن نية روسيا لتغيير مضمون التعاون بينها وبين إيران، إلى جانب التقرب من الغرب وإسرائيل، تبلورت قبل نحو سنة. تعبيرات عن ذلك كان يمكن ملاحظتها في الاقتراحات الروسية على أمريكا وإسرائيل لإزاحة إيران من سوريا التي طرحت في قمة هلسنكي المنعقدة في تموز 2018، وبعد ذلك في المؤتمر الذي عقد في باريس في تشرين الثاني من السنة نفسها. ولكن يبدو أن تنفيذ الخطة ووجه بمعارضة جهات لها تأثير في روسيا خشيت من التقرب من أمريكا والتخلي عن إيران، وكذلك فضلت استمرار المواجهة بين الدولتين العظميين التي تعد إيران في إطارها شريكة مناوئة للغرب. مع ذلك، يبدو أن الرئيس بوتين نجح مؤخراً في دفعها قدماً رغم أن جمرات قوى المعارضة تواصل الاشتعال. لذلك، من المبكر تقدير درجة جدية القيادة الروسية بشأن الخطة. المسافة عن تجسيدها زادت أيضاً في أعقاب معارضتها من قبل إيران ونظام الأسد.
بالنسبة لإسرائيل، ظهر جهد من جانب القيادة الروسية لتحسين العلاقات معها، وبرز بالتحديد على خلفية معارضة في روسيا لتغيير سياسة روسيا في الشرق الأوسط. الأزمة بين الدول أشعلتها المعارضة في أعقاب حادثة إسقاط طائرة التجسس الروسية في سماء سوريا في أيلول 2018، لكنها انتهت في نهاية شباط 2019 أثناء لقاء بين الرئيس بوتين ورئيس الحكومة نتنياهو، تم الاقتراح على إسرائيل إنشاء إطار جديد للتعاون في التسوية في سوريا من أجل إخراج القوات الأجنبية، مع التأكيد على إيران، من الأراضي السورية.
يمكن أن تهدف هذه الخطوة إلى المساعدة على الدفع قدماً تفاهمات بين موسكو وواشنطن. ومن المعقول أن لإسرائيل دوراً حقيقياً في تحقيق مصلحة سوريا وتعزيز الحوار مع الولايات المتحدة، لهذا حظيت إسرائيل باعتراف روسيا بالجميل.
يبدو أن روسيا ستحاول الدفع قدماً بخروج القوات الأمريكية من سوريا. وإن كانت ستطالب بأن يتم تنسيق الخروج مع موسكو لتمكينها من الاستعداد لملء الفراغ الذي سيخلفه الأمريكيون في الفضاء الشمالي ـ الشرقي للدولة على السيطرة والنفوذ في المجال الذي يتنافس فيه نظام الأسد والإيرانيون الذين يريدون السيطرة على الحدود بين العراق وسوريا وحقول المحاجر في شرق سوريا إضافة إلى ذلك القوات الكردية المنظمة (قوات الديمقراطيين السوريين وتركيا) التي ستفعل كل ما في استطاعتها لمنع وجود حكم ذاتي للأكراد في الشمال.
بالإجمال، يبدو أن اللقاء بين روسيا وأمريكا وإسرائيل والمخطط له هو مرحلة أخرى في استئناف الحوار بين أمريكا وروسيا الذي هدفه الأساسي هو الدفع قدماً بالمواضيع الحيوية للأطراف في النظام الدولي. في إطار اللقاء يتوقع أن يجري نقاش هدفه بلورة سياسة مشتركة حول سوريا ونفوذ إيران هناك. وضمن ذلك إخراج القوات الأجنبية من سوريا ومحاولة بلورة الاستعداد لعملية مشتركة من أجل حل تحديات المنطقة. بالنسبة لسوريا بشكل خاص، سيتركز النقاش حول استقرار الدولة والتسوية السياسية فيها، رغم أن هناك شكاً في أن الولايات المتحدة ستكون مستعدة للدفع مقابل التعاون من جهة روسيا بعملة الاعتراف بنظام الأسد أو المشاركة في تمويل إعادة الإعمار في سوريا. بالنسبة لإيران، ستسعى الأطراف للتوصل إلى اتفاق تفاهمات مشتركة حول إنهاء الأزمة معها.
اختيار الملعب الإسرائيلي لإجراء النقاش يرمي إلى التأكيد على هدفه الإقليمي، وخاصة على خلفية حقيقة التقارب بين روسيا وأمريكا. كما أنه يمكن أن تكون لواشنطن وموسكو مصلحة في إظهار الدعم لإسرائيل سواء في السياق السوري أو السياق الإيراني. لإسرائيل مصلحة في المشاركة في النقاشات حول الجوانب الإقليمية المتعلقة بسوريا وإيران. إلا أنه خلال ذلك قد تأخذ إسرائيل على عاتقها مخاطرة معينة؛ لأنه يمكن أن يتم التوصل في هذه النقاشات إلى اتفاقات تتعلق بتحقيق تسوية سياسية واستقرار في سوريا دون إعطاء رد على المصالح الإسرائيلية في هذا السياق.
على كل الأحوال، لقاء مستشاري الأمن القومي في إسرائيل يعتبر إنجازاً سياسياً لإسرائيل، حتى لو لم يتوصل المشاركون إلى تفاهمات عملية حول مستقبل سوريا وإخراج القوات الإيرانية من الدولة، فمجرد عقد اللقاء يرفع مكانة إسرائيل وقد تؤثر على اتفاق مستقبلي في سوريا. روسيا وعدت في السابق بتقييد نشاطات إيران وهي تجري بين الحين والآخر خطوات من أجل تجسيد تنفيذ هذه الوعود ومنها إبعاد القوات الإيرانية ومبعوثيها عن الحدود مع إسرائيل.
في اللقاء، سيحاول المستشار الروسي تحقيق شرعية لاستمرار حكم الأسد في سوريا والاعتراف بأنه العامل الذي انتصر في الحرب الأهلية، ولا بديل عنه، على الأقل في السنوات القريبة. لذلك توصى إسرائيل بأن تطلب مقابل الاعتراف بحكم الأسد تعزيز قناة اتصال عسكرية مع النظام السوري من أجل تنسيق التوقعات ومنع حدوث سوء فهم والتأكد من أن النظام يمنع انتشار عناصر إرهابية ومبعوثين من إيران في هضبة الجولان ومنع التصعيد بسبب تقييمات خاطئة بالنسبة لنوايا ونشاطات الطرف الثاني.
 
تسفي ميغن
نظرة عليا 25/6/2019
===========================